رواية أسيرة الشيطان بقلم دينا جمال
خاېف عليكي من جاسر
رؤي وأنا مالي ومال جاسر دا أنا لو كنت اتقبلت في الوظيفة كنت هاخد وظيفة صغيرة جدا في الحسابات يعني مش هشوف صاحب الشركة دا خالص
مجيدة بصي يا رؤي أنا هقولك عشان ما تظلميش باباكي بس وعد ما تجبيش سيرة لعاصم
هزت رأسها إيجابا فقصت لها مجيدة ما قاله لها حسين بالأمس
اتسعت عيني رؤي من الفزع ايه يا ماما الكلام دا يا حبيبتي يا تهاني دا عاصم ھيتدمر لو عرف
رؤي حاضر حاضر طب هي عاملة ايه دلوقتي
مجيدة بحزن ربنا يعينها على الي شافته يا بنتي ويشفيها من الي هي فيه
رؤي باكية أمين يارب منه لله الي عمل فيها كدة
مجيدة بحزن ادعيلها يا رؤي ادعيلها يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا وهي تحاول التوقف عن البكاء حاضر يا ماما أنا هقوم اصلي الضهر واحضر لبابا الغدا عشان لما يجي اعتذرله
أما في منزل جاسر مهران
استيقظ جاسر بعد الظهر علي صوت رنين هاتفه المتواصل امسك جاسر الهاتف بضيق
جاسر بضيق أيوة يا علي عايز ايه علي الصبح
علي وعليكم السلام يا أستاذ جاسر أنت لسه نايم يا جاسر أنت ناسي أن عندنا اجتماع مهم بكرة
ولازم نجهز الأوراق بتاعته
جاسر بضيق خلاص يا ساعتين ولا تلاثة وابقي عندك
جاسر متأففا قولت جاي يا علي جاي
اغلق جاسر الخط وقام يترنح في خطواته الي أن وصل الي الحمام فاغتسل وبدل ملابسه الي بدلة زرقاء غامقة بقميص ابيض اللون وجرافت زرقاء ووضع عطره الساحر والتقط هاتفه ومفاتيحه متجها الي النادي فهو يعلم أنها تكون هناك في ذلك الوقت
الي أن وجدها جالسة علي احدي الطاولات تتناول افطارها
ذهب وجلس علي طاولة قريبة منها دون ان يعيرها انتباها
كانت تتناول افطارها ولكن ذهنها شارد بهذا الوسيم الفظ هي حتي لا تعرف اسمه ولكنه أثار فضولها برفضه وتجاهله لها ظلت تفكر فيه الي ان اجتاح انفها رائحة عطره المميز
شاهندا بصوت عالي حتي تلفت انتباهه
waiter my orange juice please
نظر لها جاسر بطرف عينيه من تحت نظراته ثم ابتسم بسخرية واشاح بوجهه بعيدا
هنا أخذ منها الڠضب مبلغه كانت علي وشك أن تنقض عليه وتخلع عيونه من مكانها عندما أتي النادل واحضر لشاهندا العصير واحضر لجاسر فنجان من القهوة
ركب سيارته وانطلق الي عمله وعلي شفتيه ابتسامة خبيثة فها هي خطته تسير كما رسمها بالظبط
وصل الي شركته وسريعا صعد الي مكتبه فوجد علي يلحق به
علي اخيرا جيت يلا ورانا شغل
جاسر يلا يا استاذ علي
علي استعنا علي الشقي بالله
قضوا عدة ساعات بمراجعة الاوراق و الصفقات الجديدة
جاسر كدة ما فضلش غير ملف حسابات المناقصات عايزك يا علي تديه لاشطر موظف حسابات عندنا يخلصوا ويرجعوا ويجيبوا معاه بكرة
علي علي ما اتذكر أستاذ حسين عبد الوهاب من اشطر موظفين الحسابات عندنا
جاسر تمام يلا بينا
علي علي فين
جاسر هروح اديله الملف بنفسي عشان اكدله أن الملف اهم منه هو شخصيا
علي طب أنا رايح أصلي العصر بردوا مش هتيجي معايا
ازدرق جاسر ريقه بتوتر لاء عندي شغل كتير وبطل تجادلني في الموضوع دا اتفضل يلا
تنهد علي بحزن ربنا يهديك يا جاسر
ذهب علي للصلاة ونزل جاسر الي إدارة الحسابات في شركته بمجرد دخوله هب كل الموظفين واقفين
جاسر بصوت اجش من فيكوا حسين عبد الوهاب
ازدرق حسين ريقه پخوف وأردف بصوت متردد أنا يا افندم
اتجه ناحيته بخطوات ثابتة ووضع علي مكتبه ملف ورقي الملف دا في حسابات أهم صفقة في الشركة لازم تخلصوا وترجعوا النهاردة مش عايزة فيه غلطة واحدة الغلطة فيه قصادها
حياتك لازم يبقي معاك بكرة من غير ولا غلطة فاهم
هز حسين رأسه إيجابا سريعا پخوف فاهم يا افندم فاهم
رمقه جاسر بتحذير ثم خرج من حيث أتي عائدا الي مكتبه مرة اخري لمراجعة باقي الاوراق اتبعه علي بعدما انتهي من صلاته
انتهي دوام العمل فعاد حسين سريعا الي المنزل تناول القليل من الطعام وظل منكب علي ذلك الملف يراجعه مرارا وتكرارا
حتي اشفقت عليه زوجته
مجيدة بحنان حسين قوم يا اخويا ريحلك ساعتين من ساعة ما جيت وانت مكفي علي البتاع دا
حسين بتعب خلاص يا مجيدة قربت اخلص بس لازم الملف يخلص قبل بكرة
مجيدة صحيح يا حسين انا لقيت الملف دا وانا بنضف النهاردة
كان ملف ورقي رمادي اللون نفس شكل الملف الذي يراجعه حسين
حسين دا ملف قديم فيه ورق بتاع رؤي وعاصم شهادات ميلادهم كنت عامله عشان التموين حطيه علي جنب عشان ما يتلغبطش مع الملف