الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت بقلم فاطمة الألفي(كاملة)

انت في الصفحة 1 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول
ذات ليلة من ليالي ديسمبر كان الطقس بردا قارص والرياح شديدة تعصف بالأشجار والنوافذ والشرفات 
تركت فراشها وسارت على أطراف أصابعها تغادر غرفتها قبل أن يشعر بها زوجها ثم دلفت إلى غرفة 
بآخر الرواق سارت ببطئ 
وجدته مغمض العينين 
أنتي هنا بتعملي إيه أنا منبه عليكي ماتدخليش أوضتي مفهوم وإلا هتصرف تصرف مايعجبكيش

ابتلعت ريقها بتوتر وقالت
أصل أسر 
قاطعها بقلق
ماله أسر حصله أيه انطقي 
جتله الأذمة وهو دلوقتي نايم 
زفر بضيق ونظر لها پغضب 
أخد علاجه
أه انا بدهوله بنفسي في مواعيده
أشار بعيناه لباب غرفته وقال 
أتفضلي اطلعي بره واهتمي بصحة جوزك يا مدام
سليم توفيق السعدني شاب في الخامسة والثلاثون من عمره يجلس على كرسي متحرك يمتلك بشره قمحيه وعينان بنيه وجبين واسع معقود وحاجبين كثيفين ولديه لحيه خفيفه وشعر أسود قصير 
كان يعمل قبطان بحريه وتعرض لحاډث افقده وظيفته وظل سجين للمقعد المتحرك منذ خمسة أعوام فقد من خلالهم طعم الحياة 
عندما ټوفي والده باشر سليم عمله بشركة والده الخاصة بالاستيراد والتصدير هو وشقيقه الأصغر أسر الذي يبلغ من العمر ثلاثون عاما ويمتلك ملامح تشبه ملامح شقيقه سليم 
تركت غرفته پغضب يتملكها من عدم تجاوبه معها وعادت إدراجها الي حيث غرفتها دون أن يشعر بها أحد نور هي الفتاه المدلله لعائله بدراوي قضت دراستها بأمريكا تتميز ببشرتها البيضاء وشعرها الكستنائي وعينان عسلية وجبين صغير ووجه بيضاوي ذات الخامسة والعشرون عاما تزوجت من أسر السعدني منذ عام ولم تنجب حتى الآن 
كانت السيده خديجه تغادر غرفتها وانتابها الشعور بالنفور من تصرفات تلك الفتاة حيث رأتها 
وهي تغادر غرفة ابنها الأكبر في ذلك الوقت المتأخر من الليل
انتظرت إلى أن دلفت لغرفتها ثانيا ثم توجهت السيدة خديجة إلى غرفة في سليم تغلق الشرفة أثر تلك العاصفة القوية 
دلفت لغرفته ألقت نظرة خاطفة عليه وجدته نائم هزت رأسها بأسى ثم اقتربت من الشرفة توصدها 
بأحكام وقبل أن تغادر الغرفة أقتربت من فراشه لتدثره بالغطاء أغمضت عيناها بضيق ثم دثرته بالغطاء وغادرت الغرفة وهي شاردة الذهن هتفت داخلها بقلة حيلة
اعمل ايه بس يا ربي لو اتكلمت هخسر ولادي الاتنين وحد فيهم هيرتكب جنايه ولو سكت أكتر من كده هروح فين من ربنا 
إن ساكتة على الغلط اللي بيحصل يا رب فوضت أمري إليك يا رب 
فتح سليم عيناه بعدما تأكد من مغادرة والدته لغرفته ثم القي الغطاء من على جسده پعنف وظل 
يلهث انفاسه إلى أن أقترب من مقعده المتحرك جذبه إليه وحاول أن يجلس عليه
ثم دفعه إلى 
الشرفة فتحها ودلف لداخلها 
قشعريرة بجسده أثر لفحة الهواء القوية جعلته يرتجف من برودة الطقس
ولكن لم يكترث لتلك البرودة وظل مكانه وكأنه يعاقب نفسه 
تنهد بضيق وشرد بيوم الحاډث الذي قلب حياته رأسا على عقب 
كان عاد من أحدى سفرياته وقبل أن يعود للمنزل قرر أن يذهب إلى والده في شركته الخاصة
بالاستراد والتصدير وهو عازم النية على أن يخبره بأنه يريد الزواج من فتاة أحبها 
عندما وصلا إلى وجهته بمقر الشركة علم من سكرتيرة والده أنه باجتماع فقرر أن ينتظره بمكتبه 
وطلب منها عدم إخبار والده بوجوده لانه يريد مفاجئته
ولكن كانت المفاجأة الأكبر له 
اغمض عيناه بقوة يريد أن يمحي تلك الذكرى من حياته بأكملها 
تململ أسرفي نومه عندما شعر بصداع شديد يحتاج رأسه فتح عيناه باتساع ثم ضغط على أنيابه من قوة الصداع الذي يهاجمه باستمرار 
اشفقت على حالته تلك ونهضت مسرعا لتجلب له الدواء حاولت جاهدة أن تفتح فمه لتدس الكبسولة الخاصة بعلاجه داخل فمه بعد صعوبة نجحت في إعطاءه الدواء 
اغمض أسر عيناه بقوة وثارت رجفة قوية تسري بجسده استمرت لدقيقتين ثم سكن جسده وعاد إلى نومه ثانيا
تنهدت نور بضيق ثم تركت الفراش والتقطت الروب ترتديه واحكمت غلقه على جسدها وتوجهت إلى الشرفة 
تطايرت خصلاتها أثر الهواء منما جعلها تغمض عينيها وعادت بذاكرتها قبل خمسة أعوام 
فلاش باك
كانت برحلة بحرية داخل السفينة وصعدت إلى الطابق الثاني وعندما نظرت لمياه البحر 
شعرت بالدوار وفقدت توازنها وكادت أن تسقط بالبحر
ولكن فجأة أغمضت عيناها بقوة وازدادت نبضات قلبها 
همس بالقرب من أذنها بصوت عذب
ماتخفيش اتنفسي بهدوء أنتي بخير 
وجدت نفسها يمنعها السقوط تطلعت لملامحه وظلت مقلتيها متعلقة بمقلتيه البنية التي أشعرتها بالأمان
عاد يهمس بصوته قائلا
أنتي عندك فوبيا من البحر
همست بصوت مضطرب
مااعرفش
أومأ
رأسه بتفهم ثم قال
خلي بالك بعد كده واضح أن جالك دوار من البحر ممكن تنزلي تحت أفضل ليكي
ولو احتاجتي لحاجه أنا القبضان سليم السعدني وتحت أمرك رحلتنا لسه مستمرة مع بعض 
أبتسم لها ثم أبتعد عنها يكمل عمله 
فاقت نور
من شرودها وتذكرها بأول لقاء جمع بينهم شعرت ببرودة الطقس عادت تدلف لداخل وأغلقت الشرفة خلفها 
بمكان اخر في مدينه المنصوره 
حيث تقطن فتاه شابه في مقتبل العمر مع عائلتها البسيطه والديها وثلاث فتايات باعمار متقاربة حيث أن 
الفتاه البكريهحياة تبلغ من العمر اثنان و عشرون عاما
التي تخرجت من كليه حاسبات ومعلومات 
منذ عدة أشهر ولم تحظى بفرصه عمل حتي الآن تليها شقيقتها 
الوسطه فريده التي
تبلغ من العمر التاسع

عشر عاما وتدرس بكليه التجاره 
أما الصغري أمل ذات السادسه عشر عاما وتدرس في المرحله الثانويه 
دلفت الام غرفة بناتها لتتاكد بأن شرفتهم موصده ثم دثرت كل منهم بالعطاء جيدا بسبب بروده الطقس 
وبعد ذلك غادرت الغرفه بهدوء وعادت الي غرفتها لتجد زوجها قد استيقظ 
هتف فاروق قائلا
ايه يا ام البنات اطمنتي عليهم 
دلفت واعتلت الفراش بجواره وقالت
اه الحمد لله الفرانده مقفوله الجو الليله قالب برد أوي
نهض من فراشه وقال
فاضل ربع ساعة علي صلاه الفجر هقوم اتوضى والحق الصلاه في المسجد 
هتفت معترضه
بلاش يا ابو حياه تخرج صلي هنا ممكن الدنيا تشتي
يا ام حياه الصلاه في المسجد جماعه ثوابها عظيم هقعد اصلي في البيت زي الحريم ولا ايه 
طيب خد البلطو الشتوي وكمان الشمسيه احسن شكله هيمطر 
حاضر 
رفعت حياة الغطاء ونهضت من الفراش حملت الحاسوب الخاص بها من اعلى المكتب وعادت الي فراشها ثم فتحته وبدأت تتصفح الإنترنت للبحث عن عمل
هتفت فريدة قائلة
يا بنتي نامي ماتتعبيش نفسك بابا لا يمكن يوافق تسيبي المنصورو
زفرت بضيق وارتدت النظارة الطبية ثم تطلعت لشاشة الحاسوب وقالت
مافيش فرصة عمل واحدة هنا لكن مصر أم الدنيا واقدر القي فرص كتير في مجال دراستي وحتي لو مش نفس مجالي بس باب العمل هناك مفتوح وافضل من هنا بكتير 
خلاص اقنعي بابا الاول وبعدين دوري على الفرص الكتير إللي بتقولي عليها 
هتفت بإصرار وحماس
لا الاول تكون الفرصة قدامي وأن شاء الله بابا يوافق 
طيب أنام أنا بقا عندي جامعة لصبح 
تصبحي على خير يا قلبي
ظلت تتفحص المواقع الخاصة بفرص عمل خاصة بالشباب الي أن وقعت عيناها على إعلان 
خاص بمجموعة شركات السعدني
السعدني جروب توفر فرص عمل للشباب خارجين الجامعات في كافة 
المجالات كما تساعد الدوله في إيجاد فرص عمل وكل عام تستقبل الشباب 
لوظائف شاغره لتقضي علي البطالة
بعدما قرأت الإعلان هتفت بفرحة قائلة
وجدتها 
قضي الليل بالشرفه ولم يشعر بشروق الشمس كان هائما بذكرياته المؤلمة
فاق من شروده على صوت شقيقه الذي طرق غرفته عدة مرات وعندما لم يأذن له بالدخول دلف هو بقلق يتفقد شقيقه الأكبر 
وجد الغرفة فارغة ولكن لمح باب الشرفه مفتوحا تقدم إليه بخطوات واسعه وتفاجئ بوجود شقيقه هتف أسر بقلق 
سليم انت عندك بتعمل ايه ثم أردف قائلا
اوعي تكون مكانك من امبارح الجو كان صعب جدا 
هز رأسه بنفي وسحب المقعد المتحرك يدلف لداخل الغرفه
لا انا صحيت بدري وحبيت اشم هوا بس 
طيب يا حبيبي اجهز عشان نروح الشركه سوا
لا انا ورايا مشوار مهم الاول هخلصه قبل ما اروح الشركه 
تمام براحتك هنتظرك علي الفطار ما تتأخرش
أومأ رأسه بخفه وهو يدلف لداخل المرحاض ثم غادر أسر الغرفه وهبط الدرج
الي حيث غرفه المائده
صباح الفل يا ست الكل
ابتسمت بحب وقالت
صباح الهنا علي حبيبي انا 
ثم نظرت له بتسأل
امال فين نور مش نزلت معاك ليه
قال بهدوء وهو يتناول شطيره الخبز
لا نور لسه نايمه قلقتها كتيره امبارح وهي نامت متأخر
هتفت بقلق وهي تضع كفها اعلي كفه 
مالك يا حبيبي انت بخير تحب نروح لدكتور 
ربت علي كفها وقال 
مافيش داعي يا حبيبتي أنا بخير نوبة وعدت زيها زي غيرها ومافيش جديد 
غادرت المصعد وعندما استمع لحديث شقيقه اليأس ثم تنهد بضيق وقال بصوت جاد
صباح الخير يا أمي 
صباح الخير والسعادة يا حبيبي يلا افطر قبل ما تنزل الشغل
وضع مقعده المتحرك بمكانه المخصص ونظر إلى شقيقه وقال
أسر لو مش مرتاح للدكتور عادي نغيره لكن مش عاوز أسمع نبرة صوتك اللي كلها يأس دي تاني 
هتف بحزن 
مش هتفرق كتير يا سليم 
نظر له بحدة وقال 
لو عاوز تسافر أمريكا تعرض
نفسك على الدكاتره هناك أنا هخلي سراج يخلص 
كل الإجراءات المطلوبة ومش عاوز أشوفك بالشكل ده مفهوم
لم يتناول الإفطار سحب مقعده المتحرك وغادر الفيلا ليجد السائق الخاص 
به ينتظره تقدم منه بثبات ثم ساعده ودلف لداخل السيارة وسحب السائق 
المقعد وطواه ووضعه بحقيبة السيارة لخلفية ثم استقل مكانه خلف عجلة 
القيادة وانطلق في وجهته 
نظرت له والدته بحنان وقالت
أخوك عنده حق بلاش يأس يا حبيبي وربنا جعل الطب والدواء أيه 
رأيك في كلام أخوك تسافر أمريكا أنت ومراتك وتعرض نفسك على اكبر 
دكتور هناك وأن شاء الله الشفاء يكون علي يده
لوي ثغره بضيق وقال
يا ماما إللي عندي صعب الشفاء منه 
طيب يا حبيبي عشان خاطري أنا نحاول كمان ومنها تسافر تغير جو أنت 
ومراتك وتجدد شهر العسل يا سيدي 
تطلع لوالدته بحب ثم أبتسم لها وقال
والله هي فكرة حلوة خصوصا أن
عيد جوازنا باقي عليه أيام
هتفت خديجة بخجل
من غير ما ادخل في خصوصياتك بس أنت بقالك سنه متجوز ومافيش اي خبر يفرحنا كده 
اختفت أبتسامته وقال بصوت يملئو الأمل
والله يا ماما أنا نفسي جدا بس بصراحه نور مأجله الحكاية دي 
ليه يا حبيبي هو في احسن من أن ربنا يرزقكم بالأطفال اللي تنور حياتكم وتسعدكم وتزود
الرابط بينكم
هفتح معاها الموضوع ده تاني وأن شاء الله خير
ربتت على كتفه وقالت
أن شاء الله خير يا حبيبي أنت الأمل أنك تكبر أسم العيلة اديك شايف 
أخوك بعد إللي حصله رافض

فكرة الجواز وأنا نفسي الفيلا دي تتملي عيال ده أعز الولد ولد الولد ويوم المني لم اشوف عيالك يا قلبي 
أنا مش عارف ليه سليم رافض الجواز ده اي بنت تتمناه بس
هو يشاور بس 
من وقت الحاډثه وهو قفل علي قلبه 
تعرفي بقا يا ست الكل سليم هو اللي محتاج يسافر انا هحاول اقنعه 
يسافر معانا وهناك يتعرض علي دكتور مخ و اعصاب كويس اكيد في أمل 
أن يرجع يقف علي رجله من تاني 
تنهدت بحزن وقالت 
يارب 
ثم اردفت قائله
بس اعتقد اخوك هيرفض يسافر 
هحاول اقنعه دعواتك معانا يا جميل 
يارب يابني يحقق كل احلامكم وامنياتكم واشوفك اسعد الناس
في المنصورة
ألتفت العائلة حول مائدة الطعام
ظلت حياة ترمق والدها بنظرات مبهمه

انت في الصفحة 1 من 45 صفحات