الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رسل بقلم هدى زايد(كاملة)

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجه من ناحيته بس دا ابوك كان زي المغيب وقت ما شافها اتجوزها وقال اعيش معاها شويه ومكنش فاكر انها زي الأفعى بتلف نفسها حولين فريستها ومنتظرة الوقت المناسب عشان تلدغ لدغتها 
سألتها عائشه بفضول 
هو عمي عرفها ازاي يا تيتا !
كانت بيتجي تتدرس لأخوك رسلان ويامن. حاولت في البداية ترسم على أبوك الله يرحمه معرفتش كان شبه رسلان أخوك كدا متدين وملوش في حاجه بس عمك ماشاء الله عليه لو بس ضحكه له كان يجري وراها لآخر بلاد المسلمين 
انهت الجدة حديثها. قائلة بنبرة تشوبها الرجاء
معلش يابنات عارفه إن الموضوع شبه مستحيل بس دي مهمتكم قربوا منها وحاولوا تصلحوا طريقتها في التعامل مع الناس طريقه كلامها لبسها كل حاجه تقدروا عليها اعملوها اهي في الآخر بنتنا منقدرش ننكرها مهما حصل .
كل هذا الحديث كانت تستمع إليه رسل اقسمت بداخلها أن تثبت لهم من هي وأن الاستهانه بالتعامل معها يعني الهلاك .
عادت إلى غرفتها تفكر في خطة جديدة لتبقى بها في المنزل اطول وقت ممكن وقفت في شرفة الغرفة تتابع مايحدث في حديقه المنزل وقعت عيناها على العم مؤمن السائق الخاص بالعائلة 
قررت أن تتحدث معه قليلا وتشكره .
خرجت من الغرفة ثم الشقه حتى وصلت إلى باب المصعد الكهربائي كادت تلج وجدت رسلان يشير بيده قائلا بعتراض 
هو مافيش حد معاك 
لأ 
طب ماهو كدا ماينفعش
سألته بحاجب مرفوع عن الآخر 
هو اللي مش هينفع بالظبط
أجابها بهدوء
وجودنا في الاسانسي الأسانسير لازم يكون في 
قاطعه قائلة بنبرة ساخرة وهي تضغط على زر المصعد 
بلا ينفع بلاماينفعش دي كلها دقيقتين ياسيدنا الشيخ
وفي اقل من دقيقه كانت في الطابق الأرضي خرجت من المصعد بخطوات ثابته وواثقه بينما هو كان يستغفر الله للمرة المئه بعد الالف خرج من مدخل البنايه متجه نحو الحديقه جلس جوار أخيه أما هي وقفت أمام العم مؤمن وقبل أن تتحدث فجأها بحديثه قائلا پذعر 
رسل أنت إيه هنا يابنتي امشي من هنا قبل ما حد يشوفك 
قطبت مابين حاجبيها متسائلة بنبرة متعجبه 
حد يشوفني !! اومال مين اللي وصل لجدي الجواب وازاي ساجد جه خدني 
وقف مقابلتها وقال وهو يراقبه الردهه المؤديه للحديقه قائلا بصوت كاد أن يكون مسموع 
جواب إيه بس أنا كل جواباتك بحرقها قبل ما بخرج من البيت عندي و
صمت فجأة ليعود بذاكرته لتلك الليلة التي أتت فيها جحظت عيناه وقال هامسا بوعيد 
هو محمد مافيش غيره
قاطعته بعتاب قائلا 
ليه عملت كدا ليه يا عم مؤمن دا أنا
رد برجاء وهو جسده يرتجف ړعبا مما سوف يحدث 
الله يبارك لك يا رسل يا بنتي بلاش تخربي بيتي وتعالي نمشي من هنا
نزعت يدها من يده وقالت بصړاخ 
كنت بتفكر في مصلحتك وبس كل اللي همك مصلحتك شايفني متبهدلة مع أمي وجوزها وفضلت ساكت كل دا ليه عشان ملاليم بتاخدها
طب إيه رأيك تاخدي أنت 200 الف وتمشي من هنا وليك كل مصروف شهري من عندي بجانب المصروف اللي جدك بيبعته 
أردف والدها عبارته دون رحمة أو شفقه كان يقف أمامها بشموخ وتعالي اعتادت عليه منه ثقه حد الغرور وكبرياء لامثيل له كانت تقف بينهما تستمع لهذا وذاك وكأنها تشاهد أحد الأفلام الهابطه من وجهة نظرها كيف لأب أن يتجرد من كل مشاعر الأبوه تجاه ابنته كيف يعاملها كأنها هي المذنبه الوحيدة في علاقته مع والدتها كيف يعقابها على ذنبا لم تقترفه كيف يتعامل معها كأنها الجانيه وليس المجني عليها هدرت بصوتها ودوت صرخاتها كأنه انفجار مدوي إثر بركان حان وقت إنفجاره هرول الجد واحفاده بعد وصول صرخاتها إلى مسامعهم كأنها أجراس قرعت للتو 
إيه حرام عليك بتعمل معايا كدا ليه أنا بنتك مش بنت عدوك لو كان
حد المفروض يتحاسب على وجوده في حياة التاني يبقى إنت الحد دا. 
كاد أن يتحدث لكنها قاطعته قائلة پبكاء مرير 
كفايه بقى كفايه سكوت لحد كدا عمال تتدوس تتدوس وأنا ساكته في كل مرة كنت محتاجة لك فيها كنت بتبقى بعيد أهم حاجه عندك بيتك وعيلتك وبس وكأن أنا مش بنتك كأن أنا واحدة مش من دمك أنت أب أنت. 
انهت حديثها بشموخ أنف مرفوع قائلة بمرارة في حلقها 
أنا مليش أب ولا إنت ليك بنت أنا ابويا ماټ ومعرفش له قبر
غادر البيت بعد أن دمر لها والدها آخر ماتبقى من كبرياء كانت تظن أنها ستفعل مابوسعها لتثبت قدمها في منزل الجد فشلت وتعترف بذلك الشئ الوحيد الذي يؤلمها حقا أنها غادرت المنزل تحت مرئ مسمع الجميع ولا أحد حاول منعها وضعت قدمها خارج المنزل كم تمنت أن يمنعها الجد أو أحفاده ابتسمت بطرف فمها وسط دموعها المنهمرة على خديها كانت تشعر بالذل حين ظنت أنها ذات قيمه في منزل العائلة .
استقلت سيارة الأجرة عائدة إلى بيتها القديم تجر خيبات الأمل التي حطمتها صخرة الواقع خلفها 
كيف حدث هذا كانت مخطئه عندما صړخت به أم كانت على حق لم لم يمنعها الجد من الذهاب كيف تركت البيت بهذه السهولة تبا لك ايتها الحمقاء لقد وصل والدها إلى مبتغاه دون أدنى مجهود ومن ساعده في ذلك هي ولا أحدا غيرها . 
انتشلها السائق من بئر أفكارها معلنا وصولها ترجلت من السيارة هرولت نحوها شقيقتها متسائلة في فزع 
رسل أنت جيتي كدا ازاي وإيه اللي حصل فين لبسك 
أرحوك يا رحيق مش قادرة اتكلم دلوقتي حاسبي التاكس ويلا نطلع فوق
أومأت برأسها علامة الإيجاب ثم نظرت لسائق السيارة دفعت له حسابه وصعدت خلف شقيقتها 
ولجت الشقه بعد أن فتح لها رحيق علامات سخرية واستهزاز من والدتها وزوجها على عودتها بملابس البيت بعد قضاء يومين في منزل الجد 
انتصرت والدتها في أول تحد بينها وبين ابنتها ولكن لا لن تجعلها تعلم بما حدث لن تسمح لها بأن تسخر منها كفى ماحدث حتى الآن لن يعرف منهم حقيقه ماحدث ولن تسمح للسخرية بأن تعرف لها طريق . 
همزات ولمزات حدثت والدتها وزوجها لم تتحملها 
هرولت إلى غرفتها كي لاتفقد أعصابها أكثر من ذلك ولجت خلفها والدتها وشقيقتها سردت لهما ماحدث لم تستطع رحيق حبس دموعها أكثر من ذلك ربتت على كتفها بحنو قائلة 
ولا يهمك يا حبيبتي احنا هنا أهلك وملكيش دعوة بحد أنا أختك وأمك وكل حاجه
بينما ردت والدتها مقاطعه بسخرية ممزوجة بغيظ شديد 
يعني رجعتي البيت ايد ورا وايد قدام لأ ومش بس كدا لأ قطعتي الشهرية اللي كنا عايشين عليها
وقفت رسل عن المقعد وقالت بنبرة ساخرة 
لا تصدقي إنك أم حنينه قوووي
تابعت بإبتسامة خبيثه 
كل اللي حصل واللي هيحصل من ترتيبي
سألتها بعدم فهم 
قصدك إيه 
أجابتها وهي تتبختر في مشيتها قائلة بتسليه 
هو أنا لما اسيب البيت وأنا زعلانه وجدو يقول لي تعالي متزعليش هرد أقول إيه 
ردت والدتها ببلاهه 
هتروحي طبعا
ردت مقاطعه بحزن مصطنعه مخاولة تدريب نفسها على ماسوف يحدث قائلة
غلط مش هروح وهفضل زعلانه وابكي وابكي واقول له من بعدك مش هعرف أعيش في البيت يا جدو 
مټخافيش يا حبيبة جدو لو خاېفه على مستقبلك من بعدي فأنا هكتب لك اللي يأمن لك مستقبلك ومش بس كدا لأ هحط في حسابك في البنك اللي يعيشك ملكة .
أنهت حديثها ببراءة قائلة
أنا بقى مش غير ورثي الشرعي شفت أنا طيوبة ازاي يامامتي
ردت رحيق بدهشه وذهول شديدان قائلة بنبرة يغلفها العتاب واللوم 
مش ممكن يا رسل دا أنا أختك وصدقتك طب والله حرام عليك تخدعيهم بالشكل أنت إيه يا بنتي شيطان على هيئه إنسان
غادرت والدتها من الغرفة تاركه ابنتها تأخذ قسطا من الراحة داعيه الله أن يحقق ما تخطط له ابنتها 
أما رسل تابعت حديثها الحقيقي قائلة بحزن
هو أنت فاكرة إن أنا هوصل للمرحله دي يارحيق
سألتها بعدم فهم 
اومال هتعملي إيه مش فاهمة وإيه الكلام اللي قلت لماما دا 
أجابتها بإحباط قائلة
اهي أحلام بحاول ارسمها خروجي من البيت بالطريقة اللي قلت لك عليها دي معناها مافيش رجوع ولو إيه اللي حصل .
جلست مقابلتها وقالت بحنو 
ما تسيبك من كل دا وتعالي نعمل أنا وأنت مشروع ونعيش بعيد عنهم 
مشروع يعني رأس مال وانا حتى مش معايا تمن العشا لو تشوفيهم يا رحيق وهما بيتكلموا عن الفلوس وكأنها ملاليم مكنتيش تقولي سيبك دا أقل طقم بيلبسوا ب 5000 جنيه اللي هو اساسا مصروف شهري ليا هما بيجيبوا بيه طقم خروج 
ولا الدهب اللي نالي ايدهم ورقبتهم مخليهم ينورا
في الضلمه يابت والله .
قاطعتها رحيق بضيق من طريقتها في وصف حياتهم 
بس قولي ماشاء الله وبعدين كل واحد ولي رزقه وأنت رزقك مش معاهم ومتزعليش مني لو بيحبوك كانوا اتمسكوا بيك .
تنهدت بعمق وقالت بحسرة 
ودا اللي قهرني يا رحيق إن ماحدش فيهم فكر يمنعني حتى من الخروج لوحدي وكأن اللي حصل دا
سيبك بقى وتعالي نعيش ماكنا عايشين ولو ليك نصيب ترجعي هترجعي أنا هقوم احضر الغداء ونرجع نكمل كلامنا
فتكري يا مشمش جدو هيرجع طب لو مرجعش هعرف اتأقلم تاني على هنا أصلك ماشفتيش العيشه هناك عاملة ازاي دا أنا رحت يومين وحسيت إن أنا مش عايشه قبلها .
تنهدت بعمق وهي تنظر إلى سقف الغرفة تناجي ربها بأن يمرر ما حدث مرور الكرام ويعود الجد يطلب من العودة من جديد .
وعلى الجانب الآخر وتحديدا في منزل الجد كان يلتزم الهدوء حد الاستفزاز وكأن ماحدث لم يحدث بل حدث عكس ما توقع الجميع طلب من الجدة إعداد المائدة لتناول وجبة الغداء كعادتهم والتي امتنعوا عنها لفترة قصيرة .
ساد الصمت المكان والصوت الوحيد السائد في المكان هو صوت المعالق لم يتجرأ أحدهم أن يتحدث بكلمة واحدة أما والد رسل كان يعلم أن والده يخطط لشئ لا يعرفه حاول قراءة ملامحه لكنه فشل ملامح باردة لا تعبر عن شئ 
وضع رسلان يده على كف جده وقال بتوجس 
جدو حضي تك حضرتك كويس 
أومأ برأسه علامة الإيجاب دون أن يتحدث بكلمة واحدة عاد الصمت لدقائق قبل أن تقطعه والدة رسلان قائلة بسعادة 
مش تبارك لرسلان يا عمي أخيرا رضي يريح قلبي وهيتجوز
الټفت الجد نحو حفيده متسائلا بجدية
بجد يا رسلان 
ابتسم له وقال بمرح 
ماما مصممه وتيتا كمان قلت يبقى طالما عملوا حزب عليا مفيش مفي مفر 
سأله الجد بتوجس 
حاطط حد في دماغك 
أجابه بتلقائيه 
لأ أنا كل اللي عاوزه إنها تكون ملتزمه وبنت ناس ونبقى متفهمين
وقف الجد عن المقعد وقال لشقيقه رسلان 
عائشه اعملينا قهوة وهاتي في أوضة الصالون
عاد ببصره إلى حفيده قائلا بجدية
وإنت يا رسلان خلص أكلك وتعال لي
وقف عن المقعد وقال بجدية ممزوجة بدهشة من رد فعل جده قائلا
أنا خلصت يا جدو اتفضل
وبعد مرور عشر دقائق وبعد أن وضعت عائشه 
قدحان من القهوة على

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات