الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية سقر عشقي چحيم الفراق(قصة قدر) بقلم سارة مجدى كاملة

انت في الصفحة 1 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

فى إحدى القرى البعيده عن التمدن و التقدم عائلة كبيرة هى أكبر عائلة فى تلك البلدة و هى ما تملك الأرض و تملك المال و لكنها لا تختلف عن باقى أهل البلدة فى تفكيرها . البنت عار كبير لابد أن لا تخرج من المنزل ليس لها الحق فى أى شئ لا تذهب إلى المدرسة لا يحق لها العمل و لا يحق لها إختيار الزوج التى ستكمل معه باقى حياتها التعسه لا يوجد لها أهمية سوا داخل المنزل . خادمة تحمل لقب زوجة و أم و إبنه لكن فى النهاية هى مجرد خادمة

و كانت قدر فتاة من ضمن هؤلاء الفتايات رغم أنها من عائلة الزينى العريقة إلا أنها كباقى بنات العائلة و القرية لا حياة لها سوا خدمة الرجال و إنجاب الأطفال و يفضل الذكور و فقط . و لكنها رغم إستسلامها إلى كل ذلك إلا أن بداخلها ڼار مشټعلة . شمس مشرقة تضئ عتمة الخۏف و الذل . داخلها فتاة قوية قادرة على تحمل كل شىء و أي شىء قاومت ذلك الجهل الذى فرضه عليها مجتمعها بقرأة الكتب . حافظت على عقلها و قوتة بأنها رسمت عالم مختلف خيالى داخل روحها و عقلها . عالم تكون فيه ما تريد و تحقق فيه كل ما تحلم به و تتمنى . حلمت أنها تخرجت من الجامعه . و إن هناك شاب مميز وقع أسير بشرتها الخمرية و عيونها السوداء و خصلاتها التى تحاكى عيونها الكحيله سوادا خاصة مع طولهم الذى يصل إلى ركبتيها . رجل حقيقى أحبها پجنون و ساعدها فى تحقيق ذاتها . عاملها كملكه أحترمها و أحبها
خرجت من أحلامها على صوت قوى ينادى عليها لينتفض  جسدها پخوف و هى تقف عن جلستها على سلم المطبخ الخلفى و تركض إلى الداخل حيث مصدر الصوت
وقفت تلهث أمام جدها الحج رضوان الزينى كبير العائلة . الحاكم و الآمر الناهى فى كل ما يخص العائلة . وأيضا فى كل ما يخص بلدتهم
نعم يا جدى . أأمر
لينظر إليها پغضب شديد و هو يقول
كنت فين يا بنت فاطمه 
كنت فى المطبخ . هكون فين يعنى .
قالتها بصوت يرتعش خوفا . ليقول هو بأستفهام غامض بعد أن أرسل إليها نظرة صارمه
جهزتى كل حاجه زى ما أمرتك
أومئت رأسها عدة مرات و هى تعد على يديها ما قامت به من أعمال .
نظفت الأوضة و هويتها . وعملت كل الأكل إللي قولت ليا عليه . كمان بعت عم عبد الصمد يقول لكل كبرات البلد على غدا النهاردة
ظل صامت و ينظر إليها تلك النظرة القوية التي تجعل جسدها يرتعش خوفا . فهى دائما تشعر بالخۏف فى حضرة جدها رغم أنها لا تعرف أحد غيره فوالدتها ټوفيت يوم مولدها و والدها تركها هنا و سافر هاربا من بطش والده و ظلمه  و لم تراه و لو لمره واحده . فجدها و عمتها هم من قاما بتربيتها . و من بعد زواج عمتها هى فقط التي تعيش فى هذا المنزل الكبير مع جدها
أشار لها جدها بالأنصراف بعد تحذير قوى بأن يكون كل شيء جاهز فى معاده . و لا تحرجه أمام القادمين لتلك الوليمه الكبيره المعده من أجل عودة الحفيد الأكبر لعائلة الزينى أصلان الحفيد الأكبر و الأوحد للأبن الأكبر لهذه العائلة الحج حسنين الزينى الذى توفى منذ خمس سنوات و من وقتها سافر أصلان لإكمال دراسته فى الخارج بعد تخرجه من الجامعه و لكن رغبته فى تعلم الهندسه بالخارج هى ما جعلت الحج رضوان يوافق على سفره . وكيف يرفض للحفيد الذكر الوحيد أى طلب
عادت إلى جلستها على سلم المطبخ بعد أن تأكدت من كل شئ من جديد و إن الطعام مازال فى مرحلة النضج تتذكر كل ما حدث معها منذ صغرها . أن جميع ذكرياتها السيئة مرتبطة بأصلان . فمثلا هو من جعل جدها يرفض أن تكمل تعليمها خاصة حين كانت نتيجتها في الصف الخامس الأبتدائي أعلى من نتيجته في الشهادة الثانوية . و من وقتها توالت الأحداث السيئة فى حياتها و كأنها قدر لها التعاسة بسبب وجود ذلك الأصلان فى الحياة . كما أنها و بسبب وجوده فى حياتها حكم عليها أن تكون زوجته هذا قرار جدها الذى أخذه بمفرده هو حفيده الوحيد و هي حفيدته الوحيدة و لن يزوجها من خارج العائلة . وكيف يحدث هذا و أصلان موجود
حلقة جديدة من حلقات عڈابها و ألمها . أصلان الذى يبغضها منذ كانت صغيره من حاول ذات يوم أن يكتم أنفاسها و ډفنها تحت إحدى شجرات الحديقة هى تعلم أن فى ذلك الوقت كان صغيرا و لكنها لم و لن تنسى كلماتها
أنا بكرهك . أنا مش عايزك تعيشى معانا فى البيت . أنت عار 
كلمات سمعتها من قبل و لكن على لسان جدها . و من وقتها لم تشعر يوما أنها فى بيتها . لم تشعر بالسعادة يوما . أو الأمان و فى كل مره تقف فيها بين يد الله تدعوه أن يرحمها مما هى فيه و لكن من الواضح أن لحياتها سبب حتى لو كان العڈاب يغلفها و لله الأمر من قبل و من بعد
مر الوقت و قد أنتهت من كل شيء و الرجال تتوافد الأن كما العادة فى المواقف المشابهه و حضرت أيضا بعض الفتيات لتساعدها فى تقديم الطعام فهي بمفردها لا تستطيع تلبيه كافة الطلابات على كل تلك الطاولات . أخذت نفس عميق و هى تحاول تجنب عقلها التفكير فى كرهها لأصلان و أمنيتها الكبيرة فى وضع سم الفئران له بدل من الملح أو السكر . لكنها تخاف الله . و تعلم جيدا أنه لن يضيعها . لن يظلمها . فرب الخير لا يأتى إلا بالخير
فى تلك اللحظه علت أصوات السيارات و هتاف الرجال يعلمها أن سجانها الجديد قد وصل . يخبرها أن هناك قيد جديد ألتف حول عنقها . و قيود جديدة تلتف حول قدميها و معصميها . و كم تشعر به ېخنقها . و يمنع وصول الهواء إلى صدرها . خرجت من أفكارها على صوت إحدى الفتيات و هى تقول
أبن عمك جمر يا جدر
نظرت إليها قدر بأبتسامة جانبية ساخرة و قالت
اااه قمر . قمر قاټل سجان وسيم . شبه حراس المقاپر الفرعونية
أعتدلت فى وقفتها و قالت بصوت واضح و قوى
شهلوا يا بنات . وجب وقت الغدا
و خلال ثلاث ساعات لم تتوقف أى منهم عن العمل من وضع الطعام ثم جمع الأطباق الفارغة و غسلهم و وضع أطباق الحلوى و الفاكهة و المشروبات الباردة و الساخنة . عشر فتيات يقومن بعمل مئة رجل . الرجال الذين يجلسون بالخارج دون شعور ولو بالشفقه على هؤلاء الفتيات . على أقدامهم التى لم ترتاح لدقيقه . و أيديهم و ظهورهم . على معدتهم التى لم تتناول الطعام حتى الأن
و لكن من يسمع . و من يرى . من يشعر و القلوب تحجرت
بدء الرجال فى الرحيل و فى نفس الوقت بدأت الفتايات فى التنظيف توجه أصلان إلى غرفته و أكملت قدر تنظيف المطبخ و القاعة الكبيرة و الحديقة . و ستترك باقى عمل المطبخ للغد بعد ما رحلت الفتيات
كانت تفكر . أنه لم يهتم أن ينظر إلى وجهها . هو لم يهتم أن يسأل عنها . لا تعلم كيف لجدها أن يأمر بزواجها من أصلان . الذى لا يكره أحد فى الكون كما يكرهها . و لا تبغض هى إنسان على وجه الأرض كما تبغضة حتى والدها الذى تركها عالقه فى كل ذلك الألم بمفردها دون أن يهتم لم تكرهه يوما . لأنها لو أستطاعت أن تفعل مثله لفعلت
توجهت إلى غرفتها تريد بعض الراحة . و لكن هل وجود أصلان في البيت سيجعل الراحة إحدى أختياراتها . حين مرت من أمام غرفته متوجهه إلى غرفتها الصغيرة فتح الباب و طل منه بطوله الفارع و جسده الضخم أثر ممارسته الرياضة و ملامحه الخشنة التي رغم وسامتها إلا أنها تبغضها و تذكرها بذلك اليوم الذى وضع يديه حول عنقها و حاول قټلها و تلك الإبتسامة المستهينة و قت قرر أن يمنعها من إكمال دراستها . كان مازال بملابسة كاملة . و نفس النظرة المستهينة الكريهة و زاد كل ذلك حين سمعت صوته البغيض المليئ بالتعالى و الكبر
كنتي فين كل ده . المفروض أفضل مستنيكى قد أيه 
ظلت تنظر إليه بصمت ثم قالت باندهاش و خوف أعتادت عليه
مستنينى ليه   
علشان تقلعيني 
قالها ببرود و غرور و تعالي . و بأمر و كأن ما يقوله شيء عادى . تراجعت خطوتان للخلف ليقول بأبتسامة أستخفاف
الجزمة مخك راح فين و لا صحيح هتجيبى المخ ده منين 
و تركها على وقفتها وعاد إلى الغرفة . جلس فوق ذلك الكرسى الكبير ينظر أمامه و كأنه الحاكم بأمره أو سلطان عظيم و الجميع أسفل قدميه .
كان عقلها يحاول ترجمة ما حدث الأن لكنها لم تستطع إيجاد تفسير واحد غير أنها مجرد جارية . خلقت فتاة لتكون جارية لأبن عمها المغرور . أغمضت عينيها و بدأت فى أخذ عدة أنفاس علها لا تبكى أمامه لتنتفض على صوته و هو يقول من جديد
هفضل مستني كتير 
لتفتح عيونها . و تدلف إليه بأقدام متراخيه . تتمنى لو ټموت الأن . أن يرحمها الله من كل ذلك . لكن من الواضح أن هناك حكمه ما من بقائها فى هذا العڈاب القاټل
حين وصلت إليه و وقفت أمامه مد ساقه كأشارة لها أن تقوم بما قاله
نظرت إلى حذائه . ثم إلى وجهه و أنحنت دون أن تحنى رأسها . أمسكت حذائه تخلعه من قدمه و عيونها ثابته فى عينيه دون إنكسار . و رغم أن قلبها يبكى و هو متحطم من إحساسه بالذل و الهوان إلا أن عيونها قوية و هذا أكثر ما يبغضه فيها أنها مهما حاول كسرها تظل قوية ثابتة
أنتهت مما أمر به و وقفت و عيونها لم تغادر عينيه ليقول ببرود
خدامة ممتازة . بتعملى شغلك بدقة و أنت مش شيفاه . برافو
ثم وقف ينظر إليها بتحدى و

انت في الصفحة 1 من 14 صفحات