السبت 23 نوفمبر 2024

رواية "نجمة ليلي" بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

نجمة ليلي بقلمي سارة مجدي 
كانت تسير ليلا تتلفت حولها فى كل مكان وهى تجر خلفها طفله صغيره تمسك بأطراف ثوبها تحاول ان تلحق خطوات امها السريعه بخطواتها الصغيره المتلاحقه و بين يديها قطعه حلوى كبيره تلتهمها فى نفس الوقت الذى تتلفت السيده حولها كل ثانيه و اخرى لتتأكد ان لا احد يلاحقها 
حتى وصلت امام مبنى كبير رفعت عينيها تنظر الى تلك اللوحه الكبيره المضائه و قرأت الاسم بعينيها ملجأ الزيني 

هى اختارت ذلك الملجأ لاسباب كثيره اولهم و اهمهم انه يعاملون الاطفال بشكل جيد و هذا ما يهمها حقا 
لم تجد الحارس يقف امام الباب فهو فى هذا الوقت كل يوم يذهب الى المطبخ ليحضر بعض الطعام بعد ان يتأكد من نوم الجميع 
نظرت الى صغيرتها لتجدها تفرق عينيها و يبدوا على ملامحها النعاس الشديد فحملتها برفق و دلفت من البوابه بعد ان و ضعت الشال فوق و جهها و اختبئت فى مكان بعيد نسبيا عن البوابه و جلست ارضا تضم صغيرتها بحنان و بدأت تربت على ظهرها بحركه رتيبه ليتثاقل جفن الصغيره و بعد عده دقائق كانت قد غفت تماما ظلت جالسه فى مكانها تحتضن الصغيره حتى تتأكد ان الحارس ايضا قد غفى بعد ان تناول كل الطاعم الذى احضره من الداخل 
اخفضت نظرها تنظر الى صغيرتها التى بين يديها صاحبه الخمس سنوات ثم اغمضت عينيها تتذكر ما حدث قديما 
كانت فتاه بسيطه تعمل فى احدى الاراضى الواسعه لعائله الزيني مع باقى فتايات القريه يجمعون المحصول من فوق الاشجار كانت دائمه الضحك و المزاح مع قريناتها بالعمل رغم حالتها الماديه الصعبه و ايضا ظروفها الخاصه بسبب وفاه والديها و المصاعب الكبيره التى تمر بها يوميا حتى ذلك اليوم الذى عاد فيه ابن عائله الزيني من الخارج هو اصغر ابناء العائله كان بالخارج يدرس و اليوم عاد و كانت العائله سعيده جدا برجوعه فأقاموا وليمه كبيره لكل البلده و لذلك ذهبت هى و كل الفتايات ليساعدوا نساء بيت الزيني فى تجهيز الطعام 
و بعد ارهاق يوم كامل وقفت نجمه امام الحجه وفيه زوجه الحج نجيب الزيني كبير العائله و قالت بخجل 
ممكن يا حجه اخد نصيبى من الاكل و اروح البيت حضرتك عارفه الكل بيتعامل معايا ازاى 
لتبتسم الحجه وفيه بحنان و تحركت خطوتان و احضرت وعاء كبير و وضعت فيه من كل الطعام كميات لا بأس بها و وضعت دكر بط كبير و قطع كثيره من اللحم و وضعت فوقه الغطاء و اعطته لنجمه و هى تقول 
خدى يا بنتى بالف هنا و ربنا يستر طريقك و ان شاء الله هيكرمك اخر كرم 
اخفضت نجمه راسها بخجل و اخذت الطعام و غادرت المنزل سريعا 
و عند الباب الكبير كادت ان تصدم بشخص لولا امسكها من كتفها لسقطت ارضا بما تحمل نظرت اليه بخجل و قالت 
انا اسفه يا بيه مخدتش بالى 
ابتسم الشاب و هو يقول 
و لا يهمك بس ابقى ارفعي راسك و انت ماشيه علشان ما تقعيش تانى مش كل مره هكون موجود و الحقك 
نظرت اليه بخجل شديد و ابتعدت خطوتان للخلف و ظلت واقفه تنظر ارضا حتى يمر و كان هو ينظر اليها بتأمل شديد جلبابها الواسع حجابها الذى لا يظهر و لو شىء يسير من خصلات شعرها و جهها الخالى من مساحيق التجميل لكنه يراها اجمل من كل تلك الفتايات الذى شاهدهم فى بلاد الغرب ايضا خجلها اكثر ما لفت نظره اشفق عليها من تلك الوقفه فدلف الى البيت لتغادر هى سريعا 
مرت ايام و ايام و عادت نجمه للعمل فى الارض من جديد و ذات يوم كان سليم يمتطئ حصانه و يدور بين الحقول يتابع العمال بالارض حين وقعت عينيه عليها ابتسم بسعاده حقيقه فمنذ قابلها اول مره على باب بيت عائلته و هو يفكر بها 
لم يعد يحتمل فتوجه لملاحظ العمال و سأله عنها و علم منه كل شىء انه يفكر بها منذ ذلك اليوم و زاد احساسه بها اليوم و عليه ان يأخذ خطوه ما 
توجه الى والده مباشره و اخبره بما يريد و كان الرد الطبيعى و المنطقى هو الرفض من هى هذه الفتاه الذى يرغب فى الارتباط بها و التى لا تليق بعائله الزينى لكنه لم يكن يوما بالانسان الذى يستسلم من اول جوله فذهب مباشره الى جده الذى ثار و انفعل و اقسم ان يحرمه من الميراث اذا حدث هذا الزواج لكن سليم لم يهتم لكل ذلك ذهب اليها مباشره و وقف امام بابها طرقه عده طرقات لكنها لم تفتح الباب و حين كان على وشك المغادره وجدها قادمه من بعيد ظل واقف فى مكانه ينتظرها و حين اقتربت منه شعرت بالاندهاش و الخۏف و قالت بصوت متقطع 
خير خير يا بيه هو هو فى حاجه 
ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول 
لا مفيش متقلقيش انا بس كنت عايز اتكلم معاكى كلمتين 
هزت راسها بنعم سريعا و هى تقول 
اتفضل 
تتجوزينى
قطبت جبينها پصدمه و شعور كبير بالذل و المهانه 
ظلت صامته تنظر اليه بضيق شديد حتى قال من جديد 
انت فكراني بهزر انا بتكلم جد و جد جدا كمان 
لم تتغير نظراتها هى تعلم جيدا الفرق بينها و بينه كالفرق بين السماء و الارض و تعلم جيدا ان ما يقوله اما مزحه سخيفه يحاول بها الشعور بالتسليه او هى محاوله للوصول اليها و نيل ما لم يستطع احد الوصول اليه اقترب منها خطوه و قال 
بصى يا نجمه انا عارف انك مش فاهمه و لا مستوعبه اللى بقوله بس انا بتكلم جد و عايز اتجوزك لو وافقتى هننزل انا وانت العاصمه و نتجوز و نعيش هناك فكرى انا عايزك مراتى و ام عيالى عارف انك مصدومه و مش فاهمه و مش مستوعبه و علشان كده هسيبك النهارده تفكرى و تخدى قرارك و انا معاكى دايما 
عاد الى بيته و صعد الى غرفته ليرتاح قليلا و يرتب افكاره و كيف سيتصرف اذا رفضت هو سيظل خلفها حتى توافق و ايضا اذا تمسكت عائلته برفضهم 
و لكن كانت عائلته لها راى اخر حين اقتحم والده الغرفه و خلفه ووالدته و هو يقول 
انت ماشى بدماغك ملكش كبير كنت عند بيت نجمه بتعمل ايه 
قطب سليم حاجبيه باندهاش و قال ببعض الڠضب 
حضرتك بتراقبنى 
لا انا اكبر من كده بس واحد من الغفر شافك 
اجابه والده پغضب كبير ثم سال من جديد 
كنت عند بيت نجمه بتعمل ايه يا سيلم 
كنت بطلبها للجواز 
اجابه سليم بهدوء شديد ليخيم الصمت عليهم لعده ثوان ثم دوى صوت صفعه قويه على وجهه سليم جعلت الډم يسيل من فمه و رغم الڠضب الذى كاد ان يتملك منه الا انه ظل صامت ينظر الى والده و جده الذى يقف خلفه و اخيه الاكبر خالد ثم تحرك بهدوء و اخرج حقيبته و بدء فى جمع ملابسه و اغلق الحقيبه و عاد ليقف امام والده و ضع بين يديه مفتاح السياره الجديده التى كانت هديه عودته و مفتاحه الشخصى للبيت الكبير و قال بهدوء رغم تلك الڼار التى تشتعل بداخله و اذا غادرت جسده لاحرقت العالم اجمع 
طول عمرى الطفل المطيع اللى بيسمع الكلام طول عمرى بنفذ اللى انتوا بتقرروه و عمرى ما قولت لا على اى حاجه افتكرتوا ان ده حقكم لكن لا يا بابا انا من حقى اختار حياتى و من النهارده حياتى بره البيت ده و انسوا ان ليكم ابن اسمه سليم 
و تحرك ليغادر الغرفه ليقول خالد ببعض الاشمئزاز 
كل ده علشان حته خدامه انت اټجننت يا سليم 
و قف سليم مكانه و الټفت ينظر الى اخيه پغضب ثم قال 
لولا انك اخويا الكبير انا كان هيكون ردى على كلامك ده اقوى بكتير مما تتخيل نجمه مش خدامه نجمه هتبقا مراتى و كرامتها من كرامتى و كرامه مراتى ممنوع الاقتراب منها فاهم يا خالد 
قال الاخيره بصوت عالى جعل خالد يتراجع الى الخلف پخوف شديد لينظر سليم الى جده و قال 
كنت فاكر انك الوحيد اللى هتقف جمبى لانك عملتها قبل كده و اتجوزت البنت اللى كانت بتشتغل عندكم فى البيت لكن من الواضح انك نسيت الماضى و نسيت ان من شابه اباااه يا جدى
الټفت ليغادر ليجد جدته تقف امامه تنظر اليه بصمت ليقترب منها سريعا و قال 
جدتى انا اسف مكنتش
اشارت له ان يصمت ثم ابتسمت ابتسامه صغيره و قالت 
انا مش زعلانه منك يا سليم و لا عمرى نسيت الحړب الكبيره اللى عشت فيها زمان نجمه طيبه و بنت حلال و شافت كتير حاول تعوضها عن الدنيا كلها بحضنك و حنانك و ربنا يسعدك يا ابنى 
ثم خلعت الخاتم الكبير الذى كانت ترتديه و مدت يدها به فى اتجاه سليم و قالت 
شبكه نجمه 
اخذ الخاتم من يدها و انحنى يقبلها باحترام ثم غادر سريعا و كلماتها التى توجهها للجد و والده و اخيه تصل اليه 
كل واحد فيكم له غلطه و مع ذلك مصرين تحاسبوا الناس على اخطائهم 
ابتسم ابتسامه صغيره و هو يغلق باب البيت الكبير متوجها لبيت نجمه فهو لم يعد له احد سواها و يرجوا من الله الا تخذله 
وصلا الى العاصمه مع اول خيوط الشمس نظر اليها ليجدها تنظر حولها باندهاش و صډمه انها بريئه و بسيطه عيونها عميقه يشعر انه يغرق بداخلهم عاد بافكاره الى تلك اللحظه حين طرق بابها و صډمتها حين قص عليها ما حدث و جدد طلبه للزواج منها 
وجدت نفسها امام فرصه للراحه لما هى فيه و لكن هل تحقق راحتها على حساب حياته و عائلته فقالت 
يا بيه ليه تخسر عيلتك و اهلك اكون ايه انا علشان كل ده يحصل 
اقترب خطوه
واحده منها وقال 
انا مش عيل و لا تافه و لا شبطان فى لعبه و بعند علشان اهلى رفضوا يشتروها انا من اول ما شفتك و عينى ڠرقت فى بحر عنيكى قلبى سابنى و راح وراكى من بعد اول مره شوفتك فيها 
تحرك من امامها و بدء فى السير ذهابا و ايابا فى الغرفه و هو يقول 
انا عشت عمرى كله اشوف و اتعلم شوفت بنات كتير جدا و كتير اتعرض عليا الحب انا اول مره اول مره اعرض حبى على
حد انا محتاجه فى حياتى 
وقف

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات