رواية جوازة نت "بقلم منى لطفي"
هذه اللحظة فهو قد وضعها بين اختيارين أحلاهما مر رسمت ابتسامة مزيفة على وجهها وقالت
وإيه المانع بس فيه مشكلة صغيرة البنات المفروض هيدخلوا المدرسة السنة اللي جاية ان شاء الله وعلى ما أعرف ان المدارس اللغات هنا عددها محدود جدا واحنا فعلا قدمنالهم في مدرسة واتحدد معاد الانترفيو انت نسيت يا سيف
قال عبدالهادي مستبقا سيف
بعد أن فرح سيف لاقتراح والده بمكوثهم لديه شعر بالأسى والڠضب لإستطاعة منة التنصل من الموافقة لقد شعر وكأن ابوه يمد له طوق النجاة باقتراحه ذلك نعم فمكوثهم هنا سيجعل منة تتخلى عن عنادها شيئا فشيئا أما عودتهم الى القاهرة سيجعلها تشعر بالقوة نظرا لوجودها بجانب أهلها وستبدأ ذات الاسطوانة المشروخة مجددا ولكنه لن يتزحزح من هنا قيد
اؤمر يا حاج معلهش سرحت شوية
ضحك عبدالهادي وعلق
تسرح في الجومر وهو جاعد جارك المهم جوم ياللا
نظر سيف بارتياب الى منة التي حركت كتفيها علامة الجهل ثم أعاد نظره الى والده مستفهما بابتسامة صغيرة
أقوم أقوم أعمل ايه يا حاج أمشي يعني
ضړب والده كفا بكف وقال
امتقع وجه منة خجلا واضطرابا وسارعت بالقول
ما مالوش لزوم يا حاج انا مش زعلانه
الحاج بإصرار
هي كلمة واحده لازمن يصالحك يعني لازمن يصالحك ولا إنتي عاوزة تكسري كلمتي
ارتبكت منة وتلعثمت ونظرت الى سيف باستجداء والذي بادلها نظراتها بأخرى ماكرة مما جعلها تسبه في نفسها وقالت
أشار لسيف بعصاه آمرا
تعالى جربك من مرتك شوي مالك جاعد بعيد عنيها ليه إكده ياللا حب على راسها
طوق سيف كتف منة بذراعه ونظر اليها هامسا بينما نظرت اليه بتحذير
معلهش عبد المأمور
جرى ايه يا ولد خف ع البنية سكت قليلا ليتابع بحنو
ربنا يسعدكم يا ولدي
وصل والدي منة برفقة نادر ظهيرة اليوم التالي رحبت بهم زينب وعبدالهادي الذي أمر مهجة بسرعة إخبار سيف ومنة بحضور والديها
تقدمت منة اليه مقطبة ووقفت أمامه متسائلة
فيه حاجه يا سيف
تحدث سيف بهدوء ولكنها استشعرت نبرة الخطړ في صوته
باباكي ومامتك جوم تحت أشرقت أساريرها وما إن همت بالمرور أمامه للهبوط الى أسفل للترحيب بهم حتى أمسك ساعدها بيده ومال عليها ناظرا اليها بقوة هاتفا من بين أسنانه
نادر تحت معهم إبعدي عنه خالص منة إنتي عارفاني مش عاوز قلق لمصلحته هو خليكي بعيد عنه لو لاقيته بيحوم حواليكي بأي شكل من الأشكال ما تلومنيش ساعتها انتي هتنزلي معايا دلوقتي وهترحبي بيه زي أي ضيف غريب ونظر اليها بحدة مشددا
سامعاني يا منة غريييب جذبت منة ساعدها من قبضته ونظرت اليه رافعة رأسها بعنفوان وقالت
نادر يبقى أكتر من أخ بالنسبة لي وهو انسان محترم جدا عمره ما هيعمل حاجه من اللي بتقول عليها دي وأظن عيب أوي يبقى ابن خالتي مكلف نفسه مشوار زي دا علشان بابا وماما وأنا في الآخر أقابله بالوش الخشب اللي عاوزني أديهوله مهما كان هو هنا يعتبر ضيف عندي دا بإعتبار أنه دا بيت جوزي يعني بيتي أنا كمان عموما عن اذنك انا هنزل أسلم على بابا وماما ماينفعش أتأخر عليهم أكتر من كدا
وخرجت تاركة إياه وهو ينظر في إثرها بغيظ وقد كور قبضته ضاربا بها الحائط بجواره وهو يهتف پغضب
ماشي يا منة أما أشوف أنا ولا نادر بيه
يعني أبوكي بس اللي وحشك يا منون أمك ما وحشتكيش
إزاي دا وحشتيني جدا جدا يا ټوفي
بعد ان رحبت بوالديها نظرت
الى نادر الواقف بعيد نسبيا وهزت رأسها بالتحية له قائلة بابتسامة مرحبة
حمدلله على السلامة يا نادر معلهش تعبناك معانا
أجاب نادر بهدوء بينما عيناه طفقتا تنهلان من تقاسيم وجهها بنهم شديد فقد إفتقدها بشدة في الأيام السابقة
تعبكم راحة يا بنت خالتي وبعدين السكة مش طويلة أوي يعني 5 ساعات تقريبا
قالت زينب بحبور
بس
تمتم نادر بينه وبين نفسه
فداكي يا منة
أنتبه من شروده على عينين تطالعانه پغضب ۏحشي قبل أن يتجه صاحبها للترحيب بوالدي زوجته ثم اقترب منه بخطوات واثقة ووقف أمامه ناظرا اليه بنصف عين قبل أن يمد يده قائلا ببرود
أهلا يا نادر حمدلله على السلامة صافحه نادر وتمتم بالشكر
كان نادر يرغب بالرحيل فنظرات سيف كانت تجعله يشعر بالارتباك كان مسلط نظراته عليه وكان نادر يسترق النظر الى منة بين كل فينة وأخرى وعندما يلتفت يفاجأ بسيف وهو يطالعه
پغضب شرس فقرر الرحيل هو لا يريد أن يكون السبب في أي أذى يلحق بها فمن الواضح أن سيف قد وصل إلى أقصى درجات الڠضب وېخاف أن يصب جام غضبه على هذه المسكينة التي تتحدث بانطلاق وتتبادل العبارات المازحة مع والديها ووالدي زوجها غير منتبهة لما يدور حولها من صراع الأعين بينه وبين زوجها
تنحنح نادر ثم قال موجها حديثه الى عبدالهادي
ألف حمدلله على سلامة حضرتك معلهش هضطر أقوم علشان مشواري بعيد والحمدلله انه صحتك حضرتك بئيت كويسة
اعترض عبدالهادي على انصرافه بشدة حاول نادر معه مرارا فزاد عناده كان سيف يراقب محاولات نادر للفكاك من إلحاح والده عليه بالمكوث كان قد تنفس الصعداء وهو يسمعه يستأذن بالرحيل ليأتي والده فيزيد من عڈابه وهو يرفض رحيله بهذه السرعة تحدث عبدالعظيم
معلهش يا نادر استنى طيب شوية واحنا نروح آخر النهار سوا احمد هييجي بالليل وشكله هيبات لبكرة وبدل ما ترجع لوحدك نرجع سوا
قاطعهما صوت عبدالهادي مستنكرا
كيف دا هي السكة جنب الرجل عاوزين تاجوا وترجعوا في نفس اليوم لاه انتو هتجعدوا حدانا يومين وفرصة الباش مهندز أحمد جاي البلد إهنه جوها جميل
نادر بابتسامة
خلاص يا عمي عبدالعظيم علشان الحاج عبدالهادي مايزعلش خليك انت وطنط عواطف وأنا هقوم دلوقتي علشان يدوب كدا
وضع عبدالهادي يده على كتف نادر مانعا اياه من النهوض وكان جالسا بجواره ونهره قائلا
رايح فين أنا لمن جولت ما حدش مسافر كان جصدي الكل
نادر بحيرة وابتسامة صغيرة بينما سيف يراقب الحوار بترقب
معلهش يا حاج طيب هما هيباتوا مع بنتهم أنا ماينفعش أبات ثم هقعد بصفتي إيه
عبدالهادي بجدية
بصفتك ضيف مرت ولدي يعني ضيفي وبعدين اعمل حسابك انت ماهتباتش يوم ولا تنين لاه
نادر بارتباك
معلهش مش فاهم يا حاج
عبد الهادي بثقة مفرطة
إنت ضيف وواجب الضيافة تلات إيام يعني إنت هتجعد معانا إهنه تلات إيام بلياليهم بعد إكده إنت حر عاوز تدنيك معانا تنورنا عاوز تعاود تاني براحتك لكن مش جبل التلات إيام بنص ساعه حتى
لم يهتم نادر برد فعل أحد من الحاضرين سوى سيف فنظر اليه ما إن أنهى عبدالهادي إصدار أوامره ليفاجأ بشحوب وجهه الشديد بل وكأنه يرى ألسنة من اللهب تتطاير من رماد عينيه المشتعل فيما سيف يتمتم بينه وبين نفسه أن والده قد زاد من شقائه وليس عڈابه برفضه رحيل نادر
الحلقة السادسة عشر
وصل أحمد قرابة المغرب وتم الترحيب به بشدة وكانت الفرحة تملأ منة لوجود شقيقها ورحب به عبدالهادي شاكرا له قدومه لزيارته وقابل أحمد ترحيبه بامتنان وعندما جاء دور سيف في السلام على أحمد راعا الاثنان ألا يظهر عليهما أية علامات تدل على سوء العلاقة بينهما أمرت زينب مهجة بوضع الحقائب في الجناح الشرقي الخاص بالضيوف وهو عبارة عن غرفتي نوم بكل واحده حمامها الخاص وردهة متوسطة ومطبخ صغير يقتصر فقط على وجود طباخ كهربائي والأدوات اللازمة لصنع المشروبات الساخنة وقد تقرر أن يكون هذا الجناح خاص بعائلة منة والديها وشقيقها مع عائلته أما نادر فتم اعداد استراحة صغيرة موجودة في حديقة المنزل وتتكون من غرفة نوم متوسطة وصالة استقبال واسعة الى حد ما وحمام ومطبخ بينما استأذن عمر في الرحيل مبررا بأنه لا يستطيع الابتعاد عن المكتب كثيرا خاصة في عدم وجود سيف
بعد أن استقر الضيوف في غرفة الجلوس توجه عبدالهادي بالحديث الى أحمد سائلا إياه عن أحوال رحلته الى البلدة وعما إذا واجه صعوبة في الوصول كان أحمد يتحدث بمنتهى التلقائية وقد تناسى غضبه مع سيف لدى مشاهدته الأريحية التي تتعامل بها منة معه كما أن والديها كانا يتعاملان معه بتلقائية شديدة كأن لم يكن يحدث شيء دخلت منة وايناس الى غرفة الاخيرة جلست منة على طرف الفراش بينما ايناس تقوم بوضع ثيابهم التي جلبوها معهم لقضاء ليلتهم في الخزانة قالت ايناس وهي ترفع الثياب من الحقيبة الموضوعه
فوق الفراش
ما شاء الله على حماكي وحماتك يا منون بجد ناس في منتهى الطيبة والاحترام
منة موافقة على كلامها
أكيد وانا
بحبهم جدا إنتي عارفه لولا خۏفي على زعلهم انا كنت مشيت من زمان
اتجهت ايناس لوضع الثياب في الخزانة واستدارت وهي تستند على رف الثياب قائلة بتقطيبة
إلا صحيح يا منة عمك عبدالهادي لسه ميعرفش باللي حصل
نفت منة بهزة من رأسها وأجابت
لا طبعا دا كان بين والحيا والحمدلله ربنا نجاه عمي ميعرفش حاجه كل اللي يعرفه انه واحد بيكره سيف طلع الاشاعه دي وانا قلت له اننا كنا في اسكندرية بنقضي يومين لما جالنا خبر تعبه المفاجيء دا ودا اللي خلاه يصدقني بس اللي وقفت جنبي