رواية جوازة نت "بقلم منى لطفي"
أرجوكي
لمعت عيناها بدموع محپوسة وقالت بابتسامة أسف
للأسف يا سيف حتى لو رجعت لك زي ما إنت عاوز منة اللي انت شوفتها وعرفتها وحبيتها واتجوزتها ماټت على إيديك اللي إنت شايفها قودامك دلوقتي دي منة تاني خالص صنع ايديك إنت ما تستناش مني أني أرجع منة المسالمة البريئة اللي كانت عمرها ما فكرت إنها تشك في حبيبها وجوزها ولما كانت بتسمع صحباتها وهما بيتكلموا ويقولوا انه لازم الواحده تفتش ورا جوزها بتضحك وتسخر منهم وتقول لهم الحياة يبقى شكلها ازاي وإنتي مخونه جوزك كانت حاطة في بطنها شادر بطيخ صيفي مش بطيخه واحده ابتسمت ساخرة وتابعت
خفف قبضته عن ذراعها فانتهزت الفرصة لتفلت من قبضته وعندما همت بالمرور من أمامه أمسك بساعدها فرفعت نظراتها اليه لتشاهد عينيه يطالعانها باستجداء بينما يهمس بتساؤل قلق
أنما حبهم لبعض مامتش مش كدا يا منة حبك ليا مامتش بدليل إنك لسه قودامي معايا حتى لو كان مش بإرادتك والظروف هي اللي خليتك
منة بخفوت وهي تشيح بعينيها بعيدا
سيف بصوت خشن يحمل نبرة توسل لا إرادي
تفتكري ان ربنا قبل توبتي ويا ترى توبتي دي توبة نصوحة فعلا
تنهدت منة بعمق ونظرت اليه بعينين تمتلئان بدموع تسبح في مقلتيها قائلة بلهجة متسامحة محاولة إبعاد القلق التي تراه في عينيه بعيدا
ربنا بيقول في كتابه العزيز ما معناه قل يا عبادي اللذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم صدق الله العظيم والرسول عليه الصلاة والسلام بيقول التائب من الذنب كمن لا ذنب له بس تكون توبة نصوحة وشروطها واضحة التوقف عن الذنب والندم على ما فات والعزم على عدم العودة الى ارتكاب الذنب وأعادة الحق لأصحابه وإنت ندمت وتبت ورجعت عن الطريق اللي كنت ماشي فيه مش بس كدا لأ انت أعلنت توبتك واخترت انك تبري ذمتك منها وطلقتها في وجود شهود وأعلنت دا لكل اللي عرف موضوعكم لأنك حابيت أن ربك يكون راضي عنك فبإذن الله ربنا يقبل توبتك ربنا مطلع على القلوب يا سيف سكتت قليلا لتتابع مجيبة التساؤل الصامت الذي يملأ عينيه
مجرد بشړ يا سيف مش ملاك
وأنا متأكد إنك هتسامحيني عارفة ليه أجاب تساؤلها بابتسامة حنان
علشان زي ما قلتي أنا توبت توبة نصوحة ونفذت شروطها وأنا متأكد إن ربنا هيمن علي بفضله وهيحفظ لي مراتي وبناتي لأني كنت مخلص وصادق في توبتي وربنا شاهد عليا وكفاية عليا أوي دلوقتي انك واثقة في توبتي وأنا متأكد أنك هترجعي منايا اللي حبيتها واتجوزتها بس ليا طلب عندك يا ريت تسيبي الباب موارب ما تقفلهوش ما تخلينيش أحس باليأس وعلشان تبقي عارفة عمر يأسي ما هيخليني أبعد لكن أنا اشتقت لك اوي ووحشتني أيامنا الحلوة ممكن توعديني أنك تديني فرصة وتدي لنفسك فرصة وما تقفليش الباب في وشي
سيبها بظروفها يا سيف اديني فرصة أنا كمان أني أتخلص من الڠضب اللي جوايا محدش عارف بكرة فيه إيه
وأنا مش هطمع في أكتر من كدا ياللا علشان تنامي تصبحي على خير
تصبحي على خير يا منايا
واتجه الى الاريكة حيث فرش منامته ورقد على جانبه المواجه لمنة وابتسم قبل أن يغلق عينيه مستسلما لنوم عميق لم ينله منذ أن هجرته منة ولكن لم يعلم سيف أن هذه الابتسامة التي زينت وجهه لن تدم سوى ساعات الليل فقط لتنقلب الى تجهم وڠضب أسود يعتلي وجهه في الصباح الباكر ما إن يفتح عينيه
استيقظ سيف في الصباح الباكر وهو يشعر براحة عميقة لم يحس بها منذ فترة طويلة حانت منه التفاتة الى الفراش ليجد أنه خال ومرتب قطب بحيرة ثم قام لينظر الى ساعة يده الموضوعه جانبا فتطالعه عقارب الساعة التي تشير الى العاشرة صباحا تعجب من نفسه فهو لم يسبق له وأن نام كل هذا الوقت ولكن لا بد أن مصارحته مع منة الليلة السابقة هي السبب فلقد نام مليء جفنيه كما لم يحدث معه منذ هز رأسه يمينا ويسارا بقوة نافضا عنه هذه الافكار فلقد عاهد منة أنه لن يعود الى ذكر ما حدث ثانية توجه الى الحمام ليغتسل ويبدل ثيابه
أنهى سيف تجهيز نفسه وأثناء تمشيطه لخصلات شعره الناعمة بينما خصلته المتمردة لا تزال تقبع فوق جبهته بغرور وكأنه لا سبيل لإعادتها بجوار رفيقاتها من سائر الخصلات إذ به يسمع صوت ضحكات عالية قادمة من الحديقة بالاسفل ابتسم وتوجه الى النافذة التي تطل على حديقة المنزل وقد ميز صوت ابنتيه الضاحك اقترب من النافذة ليطالع ابنتيه وهما تركضان وتلهوان بينما تتعالى ضحكاتهما وافترشت ابتسامة حانية وجهه ولكن لتغيب هذه الابتسامة تماما وتتبدل الى تكشيرة عابسة ما إن طالع الشخص الذي يلاعبهما والذي لم
يكن سوى نادر شتم من بين أسنانه وتوجه بخطوات سريعة مندفعة الى الخارج ليرى ما الذي يريده ذاك النادر تماما منه من الواضح أن اهتمامه لا يقتصر على منة وحدها بل لقد إمتد الى ابنتيه أيضا وكأنه أخذ على عاتقه أن يسلبه عائلته كلها زوجته وطفلتاه إذن فقد آن الأوان لهذا النادر أن يعيد حساباته جيدا فليس سيف من لا يدافع عن أثمن ما في حياته بل إنهم هم حياته بأكملها
هبط ظل فوق منة الجالسة تراقب بنتيها تلاعبان نادر بحبور بينما تعمل هي على حاسوبها الشخصي محاولة قدر الامكان الانتهاء من العمل على وضع التصميم الخاص بديكور مكتب نادر كان يجالسها احمد وايناس اللذان استأذنا منذ دقائق وذهبا لمهاتفة والدي ايناس بينما ذهبت زينب مع أمها لتتجول بها في أنحاء قصرهم الضخم ورافق أباها عمها عبدالهادي في جولته المعتادة على الأراضي الخاصة بالعائلة للوقوف على سير العمل
رفعت منة عينيها مظللة لهما براحتها لتبتسم مرحبة بصاحب الظل الطويل قائلة
أهلا صباح الخير ناموسيتك كحلي كل دا نوم
صباح الخير يا عيون بابا
قالت هنا بابتسامة
ثباح الخيل يا بابا أنا كنت عاوذة أثحيك بث ماما قالت لا
لتكمل فرح وهى تضع يدها الصغيرة على وجهه لتديره ناحيتها
انت وحثتنا اوي اوي يا بابا وكنا عاوذين نلعب معاك
سيف بابتسامة
وانتو كمان وحشتوني اوي حبايبي بعد كدا عاوزين تصحوني في أي وقت ادخلوا صحوني على طول تابع وهو يرمق منة بنظرات متحدية استغربت لها
محدش هيقدر يمنعكم عني مش انا بابا اللي بتحبوه
سارع البنتان بالهمهمة ايجابا بينما علقت منة بحيرة
ودهشة وتقطيبة خفيفة تعتلي وجهها
انت كان شاكل نايم وفي سابع نومة ما رضيتش يقلقوك مش أكتر
عقبت هنا وهي تشير امامها بفرح
بث عمو نادي لعب معانا عايف يا بابا عمو طيب أوي وبيحبنا أوي كل ماما ما تقول كفاية لعب بقه علثان عمو مايتعبث عمو يقولها ثيبيهم يا منة انا مث تعبان
وكأن ابنتها بقولها ذاك قد صبت الزيت المغلي فوق فقد انتفخت أوداج سيف قهرا وغيظا وقد أحمر وجهه ڠضبا وحنقا ما جعل منة تستغرب في البداية ولكنها سرعان ما فهمت السبب وراء مزاجه النزق هذا الصباح وشردت بأفكارها فيما حدث منذ سويعات عندما طلبت منها حماتها بعد الافطار ان تلحق بها في جناحها الخاص مستئذنة والديها ما ان أغلقت زينب الباب خلفهما حتى تحدثت وهي تشير الى منة بالجلوس على الاريكة العريضة وهي تقول
ارتاحي يا بتي دجيجة واحده بس وسارت الى خزانة الثياب وفتحتها لتخرج منها حقيبة جلدية فاخرة حملتها ووضعتها على الفراش أمامها وفتحتها وهي تقول بحبور بينما تشير الى الحقيبة المفتوحة بسعادة
شوفي إكده وجوليلي رايك إيه
نظرت منة الى زينب بابتسامة حائرة ثم قامت وتوجهت الى الفراش ونظرت الى ما بداخل الحقيبة وهى تسأل دون أن تمد يدها
ايه دا يا ماما الحاجة أشارت زينب لها بإلحاح قائلة
مدي يدك يا بتي وجوليلي رايك إيه
مدت منة يدها لتتناول ما بالحقيبة ففوجئت بها ممتلئة بثياب مختلفة الأشكال والألوان وجميعها مصنوع من الحرير الخالص كما أنها ثيابا خفيفة تناسب الجلوس في المنزل بحرية تشمل جميع الأنواع من شورتات الى بلوزات صيفية خفيفة وثياب خاصة بالنوم وقد احمر وجهها ما ان لمستهم فقد كانوا كثياب عروس جديدة رفعت نظرات متسائلة وقالت وهي تتلمس نعومة الحرير بين أصابعها
إيه دا يا ماما الحاجه جذبت زينب الثياب من بين يدي منة معيدة اياهم الى الحقيبة وأمسكت بيدها لتجلسها فوق الفراش بعد أن أزاحت الحقيبة جانبا وجلست بجوارها وقالت بحنان أمومي
شوفي يا بتي ربنا العالم انك بجيت كيف بتي الخامسة اللي بطني ما جابتهاش وغلاوتك عندينا أني والحاج من غلاوة ولدنا أن ما كانش أكتر الحاجات دي من أم لبتها وأتعشم إنك ما تكسفنيش وتجبليها
منة بابتسامة حائرة
بس دا كتير اوي يا ماما الحاجة
زينب وهي تربت على يدها بابتسامة حانية
ما فيش حاجة تكتر عليكي يا بتي شوفي يا منة أني في كلمتين عاوزاكي تسمعيهم مني زين سيف ولدي غلط وجر بغلطه وتاب لربنا وعمل كل اللي في مجدرته عشان يصلح الغلط ديه
لكن بردو لازمن يتعلم الدرس لاخره تمام كيف ما منعم زوج بتي سلمى ما اتندم جد شعر راسه ع اللي عمله معاها ومعانا ودلوك بيسوج علينا طوب الارض علشان نجبل انها ترد له حتى انه جامع كبارات العيلة
عنديه وجاي الليلة إهنه يحج نفسه لبوك عبدالهادي ويحب على راسه وراس سيف ولدي جودام الخلايج كلاتها عشان يستسمحهم ويرضوا سلمى تعاود له مع العيال من تاني منعم خد الدرس لاخره وسيف كماني لازمن ياخده كلاته انتي كيف بتي سلمى تمام وكيف منعم ما تأدب وعرف ان الله حج سيف ولدي برضيك لازمن يعرف ان الله حج وان زعلك وعر جوي وانه مش بالساهل إكده أنه يغلط ويتأسف لك تجومي مسامحاه في وجتها علشان يفكر ألف مرة بعد إكده لو شيطانه وزه على حاجه إكده ولا إكده
انا مش عارفة