رواية هوس من أول نظره "الجزء الثاني" بقلم ياسمين عزيز
و كم تمنت لو أنها تستطيع مكافأتهم و رد جميلهم لكنها للأسف لا تمتلك
شيئا...حتى الثياب التي ترتديها إشترتها لها
سارة و لاتستطيع الاتصال بعائلتها خوفا
من أن يجدها صالح او آدم و فاطمة و كل منهم
لايقل خطړا عن الاخر بالنسبة لها...
الهدوء الذي عاشته الاسبوع الماضي رفقة
سارة و عائلتها ذكرها بسنوات طفولتها عندما كانت طفلة صغيرة خالية من المشاكل و الذنوب...نفسيتها
القليل من المال حتى لا تثقل على هذه العائلة الطيبة التي آوتها خاصة أنها سوف تحتاج لمصاريف إضافية في الأشهر القادمة فيجب عليها زيارة الطبيبة
الخاصة بالنساء حتى تطمئن على طفلها و شراء
رفعت كأس العصير حتى تترشف منه ثانية
لكن توقفت في منتصف الطريق عندما لمحت
ذلك الطوق اللامع الذي يزين إصبع يدها اليسرى
قلبها دق بسرعة من شدة الفرح و تهللت اساريرها
كيف لم تتفطن له من قبل...كانت لاتنام الليل
و تظل معظم النهار شاردة و هي تفكر في ما ينتظرها
في المستقبل و كيف ستتدبر أمورها بلا مال
خاصة أنها لا تمتلك أي
أوراق شخصية حتى
تبحث عن عمل..بينما الحل كان طوال الوقت أمامها
ناولت أم إبراهيم كأس العصير ثم وقفت من مكانها
قطبت جبينها بعدم فهم...
يارا..ممكن بكرة تعدي على الجواهرجي
و تبعيلي الخاتم داه..
خطفت سهى الخاتم و قلبته بين أصابعه مبدية
إعجابها التام بجمال تصميمه الذي لفت إنتباهها
عندما كانت يارا ترتديه..
داه حلو أوي..حرام تفرطي فيه .
علقت أم إبراهيم هي الأخرى بعدم رضا..
كان نفع أكثرجاته نيلة على بخله تقصد صالح
زوجها .
قائلة بتذمر..
أنا كنت القسم الاسبوع اللي فات مش
عاوزة أرجعله ثاني...خذي الخاتم بتاعك
ياشاطرة و ارجعي مكانك عاوزة توديني في
داهية.
أم إبراهيم بسخرية..
و كمان تقليد... يادي الوكسة...
سارة..ياماما تقليد إيه بس داه ألماس
ضړبت أم إبراهيم صدرها بقوة و هي تشهق
بصوت عال..
ممم مليون جنيه...
سارة و هي تحشر رقاقات الشيبسي في فمها..
وعاوزاني أخذه للجواهرجي عشان يحبسني
پتهمة السړقة...بقى انا وشي وش ألماس بت إنت
غوري من قدامي عاوزة أتفرج و لو عاوزة
حاجة قوليلي عليها و انا هحيبهالك مفيش داعي
تبيعي الخاتم بتاعك....
يارا بإصرار..
مفيش قدامي حل ثاني و انا محتاجة ثمنه
إنتوا مش مجبرين تصرفوا عليا كفاية اللي
عملتوه علشاني ناس غيركوا كانوا طردوني من
ثاني يوم... سارة أرجوكي حاولي تفهميني أنا حامل و مصاريفي كثيرة...و لسه هتكثر بعد ما أولد
و أنا مش هقدر أشتغل و لا أروح لماما آخذ منها
فلوس...
سارة برفض..بردو لا..
يارا بإلحاح..طب انا عندي فكرة إنت مش قلتي إن صاحبتك رباب اللي بتشتغل معاكي في النادي عيلتها غنية...قوليلها تاخذ للجواهرجي اللي بتتعامل معاه عيلتها...و لو حصلت اي مشكلة انا و الله ما هسيبك حتى لو إضطريت ارجع للقصر...أرجوكي
ياسارة وافقي مفيش غير الحل داه .
22
مساء في قصر عزالدين..
رمت إنجي حقيبتها على فراشها بقوة
ثم غرست أصابعها داخل فروة رأسها تضغط
عليه باصابعها النحيلة من شدة ڠضبها فهاهي للمرة العشرون تعود خالية الوفاض بعد أن فشلت
في إقناع هشام بترك تلك الافعى وفاء و العودة
إليه معبرة بشتى الطرق عن ندمها و إستعدادها لتقبل أي عقاپ منه لكنه رفض و طردها شړ طردة من مكتبه...
صړخت بغل و هي تتذكر ملامح غريمتها
التي كم ودت لو مزقت وجهها بأضافرها
تلك المخادعة تظن أنها ستتغلب عليها و تأخذ
حبيب طفولتها منها...
جلست على حافة الفراش ثم إنحنت واضعة
رأسها بين يديها تفكر في حل سريع...قلبها كان
يشتعل حقدا و غلا بسبب تلك الطبيبة تقسم أنها لو كانت أمامها الآن لما تركتها على قيد الحياة
دقيقة أخرى...لمعت عيناها بشړ عندما طفت
في عقلها فكرة ما فلطالما كانت إنجي ملكة
الأفكار و المخططات و إذا أرادت الحصول على
شيئ فهي تتبع القاعدة المشهورة كل شيئ متاح في الحب و الحړب....
غادرت غرفتها متجهة للأسفل تبحث عن شقيقها
فريد الذي تركته منذ قليل يتحدث مع سيف
حول حالة صالح الصحية الذي نقلوه اليوم
فجرا للمستشفى بعد أن اغمي عليه...
نزلت الدرج بخطوات سريعة لتجد جميع
أفراد عائلتها مجتمعين في الأسفل ماعدا
والدتها التي تركتها منذ قليل في المستشفى
الخاص بهشام برفقة صالح.
جلست بجانب أروى منتظرة الفرصة المناسبة
للإنفراد بشقيقها حتى تنهي كل شيئ مطت
شفتيها بانزعاج و هي تشاهد زوجة عمها إلهام
التي كانت تجلس بجانب إبنتها ندى بكامل أناقتها و كأنها كانت في حفل زفاف غير آبهة بالمصائب
المتتالية التي حلت بقصر عزالدين
مالت برأسها قليلا لتوشوش في اذن أروى
بهمس
هي الولية دي مش ناوية تتهد...و إيه البنفسجي
اللي هي حطاها فوق عينيها دي زي مايكون
واخدة بوكس ....
همست لها أروى مجيبة ببساطة
هي دي مرات عمك دايما فاهمة الموضة غلط...
بقلك إيه إنت مش ملاحظة إنها هتاكل المزة الألمانية بعنيها اللي تندب فيهم رصاصة دي .
هزت إنجي رأسها بإيجاب فهي الأخرى قد لاحظت
نظرات إلهام المسلطة على سيلين
أيوا...
أروى باقتراح..انا هقول لجوزها ياخذها
لشيخ يرقيها حاكم مرات عمك دي عليها
عين تفلق الحجر و البنت ياعيني بسكوتة
بالفراولة...مش حمل بصة واحدة.
كتمت إنجي ضحكتها ثم حولت نظراتها نحو
سيلين التي كانت تجلس مقابلها بجانب سيف
الذي كان يحيط خصرها دون خجل أمام الجميع
رغم محاولاتها الفاشلة في إقناعه بتركها....
إبتسمت بشرود و هي تتذكر هشام لو لم ترفضه
لكانت الان مثلها تنعم بدلاله و إهتمامه كما
في الماضي...الوحيد الذي كان سيهون عليها
صعوبة أيامها هذه لو كان بجانبها...
عادت من رحلة تفكيرها بعد أن إنتبهت لصوت
إلهام البغيض الذي صدح ساخرا كعادتها كلما رأت
شخصا سعيدا حولها...هذه المرأة ينطبق عليها حقا
لقب عدوة السعادة فمهمتها هي إفساد مزاج من حولها...
إلهام بسخرية
ماتتعبش نفسك يافريد باين إن سيف في عالم
ثاني خالص و مش مهتم أصلا باللي إنت
بتقوله مش شايفه مشغول بمراته...مش قادر
يستنى لما يطلعوا أوضتهم ناقص كمان يبوسها
قدامنا و مش مراعي إن في بنات صغيرين قاعدين معانا .. قلة أدب .
شهقت الفتيات بإحراج من كلامها بينما
لم يستطع فريد كتم ضحكاته على سيلين التي
أخفت وجهها داخل صدر سيف الذي راقه
تصرفها كثيرا ليحتضنها اكثر و هو ينظر لفريد
و يراقص حاجبيه لإغاضته...
تنهد بزيف و هو يبتسم باستفزاز لزوجة عمه
مجيبا على تعليقها ببراءة أجادها
أصلي بحبها اوي يامرات عمي...لما تجربي
الحب هتعرفي انا بتكلم عن إيه...و دلوقتي
عن إذنكوا مراتي واحشاني و عاوز اتكلم معاها
على إنفراد كفاية المشاهد البلاس 2 اللي
حصلت قدامكوا من شوية .
وقف من مكانه جاذبا زوجته المسكينة التي
إحتقن وجهها من شدة الخجل حتى أصبح
لونه كحبة طماطم ناضجة تخفيه بكل جهدها
تحت خصلات شعرها و هي تتمنى لو تستطيع
الاختفاء من أمامهم على الفور خاصة فريد الذي
تعالت قهقهاته مشيرا لإبن عمه بإبهامه بعلامة ...
ركضت سيلين على الدرج و هي ټشتم سيف
يا قليل الادب...يا ساڤل...
رد عليها سيف ببراءة
قليل الادب عشان قلت بحبك قدامهم...عاوزاني
اكذب
إستدارت نحوه سيلين ثم نزلت الدرجات الفاصلة
بينهما لتضربه على ذراعه مأنبة
مش عاوزاك تتكلم خالص و لاتقول اي حاجة
إنت أحرجتني قدامهم أوي انا مش عارفة بكرة
هقابلهم إزاي .
تأوه سيف بزيف مدعيا أن ضرباتها قد آلمته
اااه يامتوحشة بتضربيني يا سيلين.. بټضربي
جوزك عاوزاني أهرب أنا كمان زي يارا.
صاحت سيلين بغيظ من رده المستفز ثم
لکمته بقوة للمرة الأخيرة قبل أن تصعد
الدرج مكملة سيرها ليفرك سيف ذراعه متمتما
و كأنه لم يفعل شيئا
هي زعلانة مني ليه هو انا عملت حاجة غلط
أما أروح أصالحها رغم إني مظلوم...أنا ملاحظ
إني من ساعة ما تجوزت و انا بتهزق...الله عليك
ياسيف بقيت مهزق رسمي .
فتح سيف باب الجناح ثم تسلل بهدوء يبحث عن
سيلين ليجدها تخرج من غرفة الملابس و هي
تحمل غطاء ثقيلا...وضعته على الاريكة ثم أحضرت
وسادة من فوق الفراش و رمتها على سيف الذي
كان متصنما في مكانه يتابع ماتفعله باستغراب
بتعملي إيه ردد ببلاهة و هو يفلت الوسادة
من بين يديه...
تحدثت سيلين و هي تفرد الغطاء على الاريكة
بحضرلك سريرك الجديد ياحبيبي...
سيف و هو يشير نحو الفراش
ليه ماله القديم.. إتكسر
فرك ذقنه بأصابعه مدعيا التفكير ثم أضاف
ببساطة..اه فعلا إمبارح كنا شوية .
رمته سيلين بالوسادة الأخرى وهي تصيح غيضا
من وقاحته
إخرس يا ساڤل...كلمة كمان و هطردك برا
الأوضة....
رواية بقلمي ياسمين عزيز
إرتمى سيف علي السرير الواسع فاردا ذراعيه
بأريحية قائلا
السرير كويس متتعبيش نفسك ياروحي... تعالي
جنبي بقى عشان واحشاني .
رمقته سيلين بغيظ ثم هتفت..سيف بطل برود
بقى كفاية اللي إنت عملته تحت...
إستند سيف على ذراعه و إلتف نحوها مستفسرا
و انا عملت إيه بس متكبريش الحكاية بقى
و تعالي أقعدي جنبي شوية بقلك واحشاني
طول النهار بستنى أخلص اللي ورايا عشان أرجع
و أشوفك .
هزت سيلين كتفيها برفض معلنة
لا...و قوم حالا إنت مش هتنام عالسرير
الليلة...عشان تبطل قلة أدب قدام الناس.
سيف بضحك..ما أنا بقالي يومين بزن عليكي
عشان نرجع بيتنا و إنت اللي مصرة تقعدي هنا
إستحملي الفضايح بقى ....
سيلين و هي تكتف يديها
لا أنا عاوزة أقعد هنا عشان بتسلى مع أروى
و لوجي و ندى... إنما في الفيلا هناك ببقى قاعدة لوحدي زهقانة طول النهار مبعملش حاجة .
سيف بامتعاض و غيرة
تتسلي و سيباني لوحدي...على فكرة مينفعش كده
إنت بطلتي تهتمي بيا و تدلعيني زي الاول.
كتمت سيلين ضحكتها على طريقة سيف في التذمر
قبل أن تعبس فجأة و هي تتذكر كيف مر عليها
الاسبوع الماضي و هي وحيدة بعد أن هجرها عقاپا لها بسبب غضبه منها لإدعائها فقدان الذاكرة
ضيقت عينيها مقررة إستغلال هذه الفرصة
للاڼتقام منه لتقترب منه مدعية الرقة
حبيبي... سيفو...إنت عارف أنا بحبك قد إيه
أجابها سيف بهيام و هي يمد يده نحوها
تؤ....
سيلين و هي تجلس بجانبه
قد الدنيا دي كلها..
ربنا يخليكي ليا ياروحي...و
انا بحبك اكثر .
إبتسمت سيلين بخبث ثم همست له بما جعله
يرمي يدها عابسا
بس بردو هتنام عالكنبة مش إنت بس اللي
تعرف تعاقب.
سيف بضيق و إصرار بترديهالي بقى...طب إيه
رأيك أنا هنام عالسرير و إنت هتنامي في حضڼي
زي كل ليلة .
سيلين بأعتراض و هي تقف عن الفراش مبتعدة عنه
داه بعينك.. هتتعاقب يعني هتتعاقب .
سيف و هو يلوي فمه ساخرا
إبنك انا عشان تعاقبيني...
سيلين بتمرد..أيوا جوزي و إبني و حبيبي
و انا حرة بقى .
سيف بضحك..طب تعالي أقعدي جنبي شوية
و بعدين هقوم اغير هدومي و انام عالكنبة .
سيلين بشك
ماشي...بس أوعى تفتكر إني هغير رأيي.
سيف فهم أنها تريد رد مافعله بها لأنها لازالت
لم تنس كيف تجاهلها طوال اسبوع كامل رغم أنها توسلت له كثيرا حتى يسامحها...لاينكر أنه لازال
يشعر بالندم حتى الآن فكيف طاوعه قلبه على
تركها رغم أنه كان يتألم اكثر منها بأضعاف مضاعفة...
همس لها بصوت دافئ محاولا إستمالة قلبها نحوه
و اهون عليكي...مش انا