الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم

انت في الصفحة 56 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

وعقله في تلك الغائبة وأين تكون!
أين ستكون سوي علي سرير في غرفة الطوارئ ... يحددون ما الحالة أولا ... كتب الاطباء علي ادوية في محلول
تم وضعه وقتيا لها ثم اخذت بعدها لغرفة الاشاعات يريدون الاطمئنان علي جسدها من الكسور والڼزف الداخلي
مر وقت ... 
وانتهي الاطباء من فحصها وكل شئ ولحسن حظها لم تصاب سوي ب كدمات وخدوشتم لصق بعضها بلصقات طيبية ووضع شاش علي البعض الاخر لكن أكثر شئ كان مزعج بالنسبة لها هو ارتداء طوق الرقبة ... بدأت تسترد وعيها وكان لجوارها ممرضه تنتظر أن تستيقظ لتطمئن عليها وتخبر الطبيب
هتفت راية في صوت مټألم آااه أنا فين! ... ايه اللي جرالي! أنا...أنا تعباااانة كده ليه! وحاولت الحركة لكن صدر عنها صړخة قوية من الالم 
اقتربت الممرضة في ثبات متحدثه اهدي لو سمحتي حاډثة بسيطة و الحمدلله أنت بخير دول شوية كدمات وچروح بسيطة هعطيكي مسكن دلوقتي هترتاحي علي طول
صمتت تتذكر ما حدث لها وخصوصا آخر شئ وبدأت في استرداد وعيها ومر شريط قصير ملخص ما مرت به في يومها وتلك السيارة المأجورة عليها ... تذكر الاوراق وهاتفها والجلسة صړخت للممرضه تلفوني وحاجتي فين...!
الممرضه اللي جابوكي سابوا كل اللي كان معاك تحت في الامانات هبعت حد يجبلك التلفون والشنطة لو عاوزه
اومأت راية بعيون غاضبة لو سمحتي بسرعة محتاجة التليفون ضروري
استحابت الممرضة لطلبها وبعد وقت كانت تعطيها ما ارادت وناولتها الدواء لترتاح وغادرت ... فتحت الهاتف تنظر للساعة ... لقد تأخرت الوقت... وانتهت الجلسة ... لا تدرك حتي ولو لم تنتهي لما استطاعت أن تذهب الآن بتلك الصورة و جسدها لم يتبقي به جزء صحيح إن لم يكن چرح كانت كدمه .. جسدها أصبح خريطة من الالم تشعر بالاحباط فوق المها القائم ... رفعت الهاتف ل تجد رسائل واردة ومكالمات والهاتف مغلق ... تتسأل في شك تري ما حدث في الجلسة .. وتتوعد لفضل وحامد وعاصم هو الآخر تشعر بالاختناق منهم جميعا
لم تمر لحظات ووجدت الاتصال قادم من وسيم ...
اجابته بصوت منهك السلام عليكم
حدثها بصوت قلق حاد عليكم السلام أنت فين يا راية من الصبح! 
زفرت وهي تجيبه بصوت مټألم عملت حاډثه وأنا راجعه
صړخ في الهاتف حاډثة منا قلت لك يا راية اوصلك لو مبتعرفيش تسوقي ادي النتيجة أنت فين دلوقتي!
يا وسيم اهدي من فضلك لاني تعبانة اللي حصل ده قدر مكتوب ثانيا كان مقصود العيب مش في سوقتي
صمت يحاول الهدوء والتركيز وهمس بفحيح جرالك حاجة أنت كويسه قوليلي أنت فين دلوقتي!
ثواني هعرف أنا فين وهبعتلك العنوان في رسالة بس أكيد انا في مكان قريب من مكتبي
لم ينتظر وصول الرسالة فأخذ متعلقاته سريعا واتجه لبنايته ... ل رحمة
وضعت الهاتف منذ لحظات واغمضت عينيها پألم وفكر قاټل لم تفق من شردها الا علي رنين الهاتف مرة آخرى
لم تستطيع الالتفات له بل مدت يدها تجذبه في قلق تتسأل من المتصل لربما تكون رحمة .. لكن خاب ظنها وتغيرت ملامحها وهي تراه فارس عتمان بالطبع فهو يتصل الآن ليوبخها زفرت مټألمة وهي تجيبه السلام عليكم
جاءها صوته الغاضب الساخر والذي جعلها تبعد الهاتف مسافه عن اذنها من شدة الصوت وعليكم السلام فينك يا إستاذه ينفع اللي حصل منك النهاردة ده الچلسة اتأچلت ازاي تمشي جبل معادها كده ولا كأن في استعنه بالامر !
تنهدت وهي تجيبه أنا مشيت عشان كنت بجيب اوراق مهمة للقضية وعملت حاډثة وانا راجعه بالعربية ده اللي حصل يا فارس بيه ومكنش مقصوده ولا عدم تقدير مني زي ما بتقول !
هتف متعجبا حاډثة! كيف ده
لكن نزع الهاتف من يديه سريعا وتحدث بصوت فزع إيه اللي حصل حاډثة إيه اللي بتجولوا عليها دي!
زفرت وهي تجيب في ألم طلعت لي عربية وأنا جاية بعد ما جبت الورق من المكتب وراجعه زنقت عليا لحد ما مشيت في مكان صعب امشي فيه العجلة بتاعت العربية فرقعت واظاهر انها اتقلبت دي آخر حاجة فكراها قبل ما افوق هنا بالشكل اللي أنا فيه ده
زفر رحيم أنفاس غاضبه وكأنها حمم بركانية متحدثا المهم دلوك أنت زينة جرالك حاچة
لا الحمدلله الاصابات خفيفة بس ...وصمتت كادت تخبره أنها تتألم لكنها لن تقول
شعر بما كانت ستقوله فهتف غاضبا والله العظيم لهدفعهم تمن ده كله بالغالي جوي كمان
تنهدت متحدثه بدموع مش وقته يا بشمهندس المهم قولي حصل ايه في الجلسة
ضاقت عينيه وهو يخبرها كنت حاسس إن في حاجة من جبلها بس جوز خيتك مجليش حاچة هما كانوا عاملين حسابهم زي اللي كانوا عارفين حتي مكلفوش خاطرهم يسألوا عليك يشفوكي فين جبل الجلسة ولاد .......
زفرت وهي تجيب يعني هيقتل القتيل ويمشي في جنازته صبرهم عليا والله ما هسكت حتي بعد اللي عملوه فيا ده
بس إزاي يكون في ورج وحاجات مهمه وتروحي تجيبها لوحدك ليه مجلتليش ولا جوز خيتك 
اجابته في حزن اللي حصل بقي نصيب
زفر وهو يسألها انت في مستشفي ايه
اخبرته وأغلق معها الهاتف في ڠضب شديد
بعد وصوله صعد سريعا متجها لشقتها دق الجرس بقوة
تعجبت رحمة من يدق بابها بتلك الطريقة جذبت حجابها واتجهت تتسأل في قلق مين
ابتسم في داخله رغم كل ما هو فيه لكن طريقتها الطفولية حتي في اظاهر الخۏف طريفة لكنه تحدث ليطمئنها أنا يا رحمة افتحي
اتسعت عينيها وسيم يطرق الباب بتلك الطريقة وراية لم تصل بعد فتحت الباب في أقل من ثانية وكانت أمامه متسعه العينين تسأله بقلبها قبل لسانها ماذا هناك!
لم يمهلها وقت حيث هتف البسي بسرعة عشان نروح لراية
دار الكلام في عقلها لثواني .. تلك الكلمات سمعته من قبل وهي صغيرة عند ۏفاة والدتها .. تحولت ملامحها لۏحشية وكأن الۏحش بداخلها اطلق صراحه صړخت وهي ټضرب في صدره راية ماټت موتوا راية لااااااا يا رااااااية أنت فين يا حبيبتي لا يا وسيم متقولش أنها ماټت الله يخليك! 
امسك ذراعيها متحدثا ماټت ايه! مفيش كلام من ده هي كويسه وبخيراهدي 
تسألت بدموع غزيرة امال مجتش معاك ليه متكدبش عليا يا وسيم ..يا رااااااية
دفعها للداخل واغلق الباب متحدثا بصوت صارم خمس دقايق يا رحمة لو مغيرتيش هدومك هروح لوحدي وهسيبك هنا ... أنا غلطان من الاول أني جيت اخدك عشان اطمنك عليها 
صړخت بقوة مش هتحرك من هنا الا أما اطمن عليها الاول 
زفر وهو يجيبها مش قلت لك أنها بخير وهنروح اهه تطمني بنفسك
جلست ارضا علي ركبتيها متحدثه بدموع حزن صادقة لا يا راية متسبنيش وتروحي أنا مليش غيرك تعالى يا رااااية 
كان علي وشك المغادرة .. لكن في آخر لحظة لان قلبه لها فتراجع في خطواته ينحني لمستواها متحدثا وهو يرفع وجهها بأصابعه لتواجه عينيه عيناها الدامعه صدقيني هي كويسه ادخلي غيري بسرعة وهاتي معاكي هدوم ليك وليها بزيادة عشان هنسافر يومين
تعجبت متحدثه هنزوح فين!
لما نوصل هعرفك كل حاجة
قلبها يشعر بالشك والخۏف .. هناك حلقة ناقصة تري ما هي تلك الحلقة ... اتجهت في خطوات مضطربة لغرفتها تنفذ ما طلبه منها سريعا ... حتي تطمئن علي اختها
في الطريق للمشفي التي ارسلت له عنوانها منذ وقت ...
يفكر في مدي الضرر التي تعرضت
له علي يد هؤلاء الحثالة حتي نسبه لم يردعهم عنهما .. ترك رحمة لينفرد براية ... لانه الآن يراها جناح مكسور بل سند ... زفر وهو يضغط علي الموقد بين يديه تري من فعلها منهم .. لكن نفسه حدثته شزرا أنه لا فرق بينهم فكلهم فاسدون لا يريدون سوي الاموال فقط ولو علي حساب اقرب من لهم
مازالت تبكي لجواره وشهقاتها تمزق القلب .. أصبحت عيناها شديدة الاحمرار ... تركها وسيم فهي لم تستمع لندائاته بأن تهدي وان لا داعي لكل هذا .. كان ما ينقصه أن يدللها كي توقف عما تفعل ... لكنها حقا تشعر بالانكسار .. الضعف فراية هي قوتها حتي وإن لم تقل ذلك
عند وصولهم لباب المشفي توقف قلبها والتفتت تحدثه بنبرة عدائية مستشفي يا وسيم دي السفر اللي بتقول عليه يا حضرة الظابط اختي جرالها ايه أنطق قووول 
لم يجيبها ونزل من السيارة سريعا متجها لبابها يفتحه بتروي وجذبها بقوة متحدثا مسمعش صوتك هنا وبلاش فضايح سمعاني يا رحمة هي جوه وهندخل نشوفها الوقتي يالا قدامي بهدوء كده 
هتفت وهي تشعر بالدوار والاختناق بلاش شغل الظباط ده عليا لا يا وسيم مش سمعه كلامك اختي مالها وكان آخر شئ قالته قبل أن تضع يدها علي صدرها وارتفعت انفاسها تلهث بشدة وتشعر بالاختناق وأصبحت متقطعة
انخفض قليلا لمستواها متحدثا پخوف اهدي يا رحمة والله هي كويسه جوه انت كويسه
تجمد اطرافها للحظة وكادت أن تصل للارض لكنه لحقها في آخر لحظة وامسكها بقوة محكما الاطباق عليها لتسير لجواره للداخل لم يكن يتوقع بعد ثورتها تلك أن تصبح هكذا ضعيفه هشه زفر وهو يدلف بها .. مستغفرا كان هذا ما ينقصه الآن
في غرفتها ... يجلس جوارها علي المقعد بعد أن استأذن في الدخول
صامت تماما لكن ملامحه متجهمه تقراء بين سطور عينيه ذلك الڠضب الكامن اعتدلت قليلا ولم تستطيع كتم تلك الآنه التي افزعته قليلا متحدثا متتحركيش كتير عشان ممتألميش 
تحدثت بهدوء وصوت مبحوح حزين خادوا كل الورق

اللي كان معايا يا وسيم حتي الورق اللي جهزتوه للمرفعه خدوه أنا مقهورة اوووي
ضغط شفتيه پغضب هذا ما توقعه قبل أن يسألها كان عبارة عن إيه الورق ده!
حادت بنظرتها بعيدا عنه هاتفه كان معظمه صور لصفقات غسيل اموال وآثار
صړخ وهو يضرب علي المقعد ايه !! ازاي يكون معاكي ورق زي ده ومتعرفنيش عنه حاجة .. ازاي يا راية المفروض أنا دلوقتي في مقام اخوكى معقول تكوني مش واثقة فيا !
اتسعت عينيها من تفكيره الخاطئ وهتفت في عجاله لا يا وسيم مش حكاية ثقة والله أنا بثق فيك من قبل ما تكون جوز اختي كمان 
تسأل في تعجب امال حكاية ايه يا راية !
أنا اتعودت اتحمل مسئولية كل حاجة لوحدي مشركش معايا حد ومكنتش عاوزاك تتإذي بسببه 
بس انت عارف أني ظابط مش مجرد شخص وخلاص وكان الورق ده هيفرق معانا في القضية لو ثبت صحته وكنت هعرف اقف لهم صح 
خلاص بقي يا وسيم متزودهاش عليا وبعدين أنا كنت متأكده ان مفيش حد ماشي ورايا معرفش العربية دي ظهرت لي منين فجأة.
تنهد وهو يجيبها سهلة اكيد حطين عين ليهم في المكتب او جمبه بلغتهم بوصولك هناك
شردت تفكر في تخمينه الذي يعد صحيح وهتفت الحس البوليسي عندك عالي
55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 71 صفحات