الجمعة 29 نوفمبر 2024

رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم

انت في الصفحة 69 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز

ريقها متحدثه بصوت خائڤ وهي خلف الباب مين
حمحم متحدثا أنا يا رحمةمټخافيش
تنهدت وهي تفتح الغرفة متحدثه بتسأل خير يا وسيم في حاجة!
أنا آسف لو كنت صحيتك من النوم طلبوني في الشغل ومضطر أنزل دلوقتي
همست متعجبه دلوقتي!
أيوه دلوقتي
طب وهتسبني لوحدي!
تحدث مترددا مش عارف!!
هتفت كقطة وديعة خدني معاك يا وسيم متسبنيش هنا لوحدي 
نظر لها في شك متحدثا خاېفه
اومأت برأسها ثم هتفت متقلقش مش هعطلك
همس في تردد متأكده
هتفت في إستياء لو مش عاوز بلاش روح أنت ومتشغلش بالك بيا أنا هتصرف 
لا خلاص جهزي نفسك بسرعة
ابتسمت وظهرت الفرحة علي وجهها وكأنها ذاهبه لرحلة او نزهة ثم امسكت ذراعه متحدثه بوداعه وبراءة لكنها مملوءة بإغراء يهلك اعتي الرجال امامه ويصهر قلوب فيدعوها لان تخطئ شكرا يا وسيم ربنا يخليك ليا
اما هو فما زال لجوار بابها وكأنه قيد به هز رأسه ليحاول استعادة تركيزة مستغفرا وبالفعل تمكن من السيطرة علي نفسه اتجه لغرفته يعد نفسه هو الاخر
انتهي ووقف ينتظرها خارج الغرفة مر خمس دقائق ولم تنتهي تعجب كثيرا فهو في خمس دقائق يستطيع ارتداء ملابسه كاملة بل وخلعها ... زفر وهو يتحرك ليمر الوقت لكنها لم تنتهي بعد نداها بصوته القوي الذي عاد من المجهول متحدثا يالااا يا رحمة هنتأخر !
سمع صوت الباب يفتح لتطل عليه بأنوثه فجه اغضبته واشعلت الڼار بقلبه فاقترب منها متحدثا بتعجب ايه اللي انت لبساه ده!
نظرت لنفسها بشك ربما هناك شئ خاطئ لم تلاحظه وتحدثت بجهل غير مقصود في ايه يا وسيم!
نظر لها بجمود رغم المحيطات التي تفور متحدثا معاك خمس دقايق ونظر للساعة نظرة خاطفه واتبع تكوني مغيرة الطقم ده يا اما هنزل واسيبك هنا حتي لو هيحصل ايه
تعلقت في ذراعه متحدثه بقلق هيحصل ايه
زفر وهو يبتعد عن انفاسها متحدثا يالا يا رحمة ادخلي غيرى بسرعة
تعجبت متحدثه ماله الطقم في ايه مش عجبك اغيره ليه ماهو حلو اهو
ود لو يخبرها أنه لا ينقصه شئ بل هو زائد عن الحد في كل شئ ... حتي انقلب ضده هل تتوقع ان يسمح لغيره ان يراها بتلك الطريقة وخصوصا وهي معه وفي مكان كعمله ... تحلم حلم لن يتحقق مطلقا
دلفت الغرفة حينما اشار لها دون حديث واغلقت الباب خلفها تزفر انفاس حارقه بدأت نغمة التسلط من جديد
لم تكد تخرج شئ حتي استمعت لطرق مرة آخري عادت متأفأفة وفتحت الباب تطالعه بطريقه غاضبه 
ليخبرها في ايجاز عندك عبايات او درسات
امتد وجهها للامام في تعجب متحدثه نعم!
درسات من الطويلة دي 
اومأت بالنفي وهي تجيب لأ
هتف في ضجر ماشيطيب 
اغلقت الباب متعجبة ولم تتحرك الا وهو يطرق الباب مرة آخري
فتحت الباب في نفاذ صبر كادت تسبه لكنها تماسكت
البسي حاجة محتشمة وتكون طويلة .. وواسعة
تنحت عن الباب تشير له بيديها متحدثه پغضب ادخل نقي لي أنت وخلاص ياوسيم عشان تبقي مطمن 
حمحم متحدثا يالا يارحمة اسمعي الكلام
زفر وهي تدفع الباب ليغلق پعنف في وجهه
اتسعت عينيه قليلا لكنه ابتعد يقف امام باب الشقة ينتظر أن تنتهي والخمس دقائق اصبحوا عشرون حتي انتهت وخرجت وهي تغلق سحاب الاكمام الخاصة بتلك القميص الطويل نوعا ما ولكنه مخصر بحزام ذهبي علي هيئة سلسال كاد ينزعه ليقيدها به هنا ولا تخرج للنور من جديد لكنه اخفض رأسه في يأس وتحدث وهو يضع الهاتف في جيبه يالا عشان أتأخرت
اسرعت خلفه بحذائها ذو الكعب تطرق وكأنها خيل عربي اصيل متحدثه يالا سيموو
نفض رأسه بيأس اكبر ودعا الله من قلبه ان تمر تلك الليلة علي خير ولا يرتكب جناية
لكن كيف ستمر الليلة وهي ټخطف الابصار في كل مكان تدخله وكأنها وهج من زبرجد ... يضوي بلونه الاصفر يخطف الانظار يجذبك لتري ما هو تشبع فضولك .. فيطلك سحره وتفتن بجماله فتقع اسيرا له ... تري به شئ خاص مميز فتتعلق به دون ارادتك
دخل مكتبه بعد وصوله مباشرة لتفادي اي احتكاكات لن يرضاها فهو يغار حد الجنون من كل نظرة حتي لو كانت بريئة ... دخلت خلفه تطالع المكان لكن ليس كسابق تلك المرة تطالعه بشئ من الفخر الاعتزاز فشئ جميل أن شريكك في الحياة يكون ذو قيمة تراه في عينك كبير ... لكن هو يراك صغير
بلهجه أمرة تحدث خليك هنا متخرجتش اي كان السبب ايه ماشي
اومأت متحدثه ماشي طب مفيش حاجة تسليني هنا لحد ما ترجع
نظر لها في تعجب متحدثا لا مفيش!
طيب خلاص روح أنت
وضع مسدسه خلف ظهره في حركة خطفت قلبها ليحلق بعيد تتأمله بهيام فهو حقا الفارس الذي تمنته دوما بكل ما يمتلك من مقومات ... عدا شئ واحد وهو صمته القاټل لكنها لن تيأس ربما يأتي الوقت الذي تنحل فيه عقدة لسانه ويسعد قلبها بما يستحق
غادر الغرفة تاركا اياها بمفردها ... اخرجت الهاتف وأول من جاء في بالها لتهاتفه كانت راية
كانت الاخري علي الفراش تفكر في القادم وما ستأول اليه ايامها اصبحت كطائر شريد ليس له مأوي تقذفه الحياة لطرق واعرة قد تهلكه وقد يتأذي لكن ليس له سبيل سوي ذلك
فاقت من شرودها علي رنين الهاتف الذي رأته رقم اختها فرفعت الهاتف سريعا متحدثه بلوم رغم الاشتياق لسه صاحيه ليه يا رحمة معندكيش كلية الصبح
ضحكت رحمة وهي ترفع أرجلها فوق مكتبه تضع قدم فوق الاخري متحدثه لا ورايا بس يمكن مروحش
تعجبت متحدثه ليه مش هتروحي!
عشان أنا مش في البيت دلوقتي 
نهضت سريعا من نومتها متحدثه بفزع امال انت فين وفين وسيم!
اهدي اهدي أنا مع وسيم في القسم
صړخت متحدثه ايه ليه حصل ايه حد عملك حاجة !
اسرعت تجيبها أنا كويسه يا راية اهدي ..مفيش حاجة هو عنده شغل بس ومرضاش افضل لوحدي في البيت 
زفرت راية انفاس متقطعة اتبعت رحمة في هدوء المهم أنت عاملة ايه في المكان اللي انت فيه ده
متشليش همي أنا في مكان كويس والناس اللي انا عندهم اصحاب واجب بجد البشمهندس رحيم ومراته شيلني من علي الارض شيل ربنا يكرمهم 
زفرت رحمة متحدثه بضجر كان نفسي اجوزهولك والله بس
ياله طلع متجوز ابن اللذينا
ضحكت راية متحدثه عيب يابنت 
حاضر يا ماما راية
ضحكتا من قلبيهما علي دخوله .. ليتفاجئ بالجالسة مكان وسيم اتسعت عينيه ثم اغمضها وفتحها ليتأكد ان ما

يراه حقيقي
رجع للخلف خطواتان ليقرأ ما علي الباب زيادة تأكيد عاد الخطوتان وهو يتفحصها ليدرك أنها رحمة خطيبة وسيم فطرق علي الباب وهو مفتوح مستندا عليه يطالعها بتفحص
اعتدلت سريعا وسارعت في الاغلاق مع راية
دلف مغلقا الباب خلفه متحدثا مساء الخير
ردت في هدوء مساء النور .. نظرت له لتراه يتفحصها
هتفت لتعرف عن نفسها أنا رحمة خطيبة وسيم
اومأ برأسه وهو يقترب يمد يده ليصافحها صافحته ليشعر بأنعم ملمس قد رأه في حياته هتف في ترحيب المكتب نور يا أنسه رحمة
ردت في خجلمرسي منور باصحابه
ثم اتجه لمكتبه يجلس عليه بعد ان نزع حلته متحدثا لا حقيقي المكتب نور امال وسيم فين!
مش عارفه هو خرج من شوية وقالي افضل هنا
اجابها في ضحكة خاېف عليك اكيد 
اومأت متحدثه فعلا هو بېخاف عليه اوي 
بصراحه عنده حق اللي أنت في سنة كام يا رحمة
أنا ليه في سنه اولي طب
نظر لها في أعجاب متحدثا دكتوره يعني واو تصدقي لايق عليك انك تكوني دكتوره
ضحكت متحدثه بصراحه مش قوي بس ماشي الحال
شكلك ذكية يارحمة نوية تتخصصي في ايه
هزت اكتافها متحدثه مش عارفة لسه بس بصراحة ممكن اتخصص في أمراض القلب لاني بحب دكتور مجدي يعقوب جدا وبشوفه قدوة في كل حاجة
أنت هنا من زمان 
ايوه بقالي شوية
هتف وسيم وهو يحل أول ازرار قميصة كنت عند اللوا ياصاحبي ووضع الملف علي مكتبه متحدثا اشتغل علي الملف ده وانا هروح رحمة وهاجي لك علي طول عشان الوقت أتأخر
هتفت وهي تنهض من مكانها طب ماتخليني يا وسيم لحد متخلص براحتك بدل ما اروح واقعد لوحدي
خرجت لا صارمة
حزنت وظهر علي محياها
صعدوا في صمت مطبق لكن الصمت تبدد حينما أغلق الباب متحدثا بسخرية يارب تكون الفسحة عجبتك
نظرت له بشرود تحاول فهم ما يقصد فتحدثت بصوت هادئ تقصد ايه يا وسيم!
مقصدش حاجة يا رحمة اتفضل ادخلي اوضتك الوقت اتأخر .. نامي
نظرت له بتعجب تشعر أن به شئ ليس طبيعيا هتفت تحاول فهم ما يحدث بداخله فكم هو كتوم مالك يا وسيم طول الطريق شيفاك مضايقك وقلت يمكن حاجة في الشغل مرضتش اسألك وازعجك فسكت أنما بالشكل ده وكلامك اللي مش فاهمه له سبب ياريت تكون واضح وتقولي مالك!
نظر لها پغضب متحدثا مالي .. ماشي يا رحمة اقولك مالي أنت مالي ده ... دايما بتحاولي تلفتي نظر الكل يا بطريقة لبسك او كلامك حتي مشيتك ملفته
اتسعت عينيها لا تصدق ما تسمع لو أحد غيره قال ذلك ما اهتمت لكلماته أنما هو حبيبها خطيبها من تمناه قلبها وارتبطت به ليس بالكلام فقط بل بعقد شرعي لتصبح زوجته رسيما .. هتفت وهي تقترب منه ومازالت الصدمة مسيطرة عليها كليا أنا يا وسيم مش مصدقه بجد أنت شايفني كده ... بالشكل ده دي نظرتك فيا
اقترب منها هو الاخر متحدثا من ساعة ما دخلنا الشغل الابتسامات اللي بتتوزع هنا وهناك المشية الاوفر اللي كلها دلال دي وكمان لبسالي صندل بيرن عامل زي الجرس لوحده يلفت انتباه الاعمي ولبسك مع اني منبه عليك وقلت احنا رحين مكان ميري قلت لك البسي حاجة محتشمه عاوزاهم يقول ايه يا رحمة جايب الموز.. معاه عاوزاهم يبصولك ويحسدوني عليك مثلا
عبست و تبلدت بل انصهرت .. كيانها حطم واصبح رماد كل تلك الاشياء يراها بها هل تلك حين محب ام عين ناقد كاره يتصيد الاخطاء بل ويصنعها واهما نفسه انها حقائق مؤكده هي لا تري نفسها هكذا ...اتسع فمها لا اراديا تشعر أن نبضها يتلاشي علي وشك أن تصاب بالاغماء تسأله في تيه ولما أنت شايفني كده ليه ارتبطت بيا من الاساس!
نصيب!
نصيب بس أنا مأجبرتكاش عليا بكل عيوب اللي أنت شيفها دي
هتف بكلمة اخيره كانت القشه التي قسمت ظهر البعير بس أختك طلبت مني اتجوزك
شهقت وهي تشعر بالضياع هل يعايرها بطلب راية 
هتفت في عدم تصديق بتعايرني يا وسيم دي اخرتها!
استدارك ما قال يشعر بأنه اخطئ خطأ كبير ولا يمكن غفرانه وهتف مقصودش المعني اللي وصلك
ابتسمت ساخرة وأولي دموعها تسقط متحدثه مكنتش تقصد لا كتر خيرك اوي!!
واتجهت لغرفتها تغلقها خلفها وتبكي بصوت عالي
طرق الباب بعد غلقه متحدثا بقوة افتحي يارحمة الباب افتحي بدل مكسره ...
لم تجيبه وظلت تبكي تشعر
68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 71 صفحات