السبت 30 نوفمبر 2024

مزرعة الدموع بقلم منى سلامة

انت في الصفحة 46 من 83 صفحات

موقع أيام نيوز


منها احضار أحد الملفات الى مكتبه .. طرقت ريهام الباب فأسرع برفع سماعة الخط الخارجى .. دخلت ريهام فأشار اليها بيده أن تنتظر .. أمسكت الملف بكلتا يديها وانتظرت حتى ينهى مكالمته .. تحدث كرم وهو يرجع بظهره الى الوراء ويضع ساقا فوق ساق 
طبعا هو احنا عندنا أعز منك .. انتى عارفه معزتك عندنا كويس .. وعندى أنا تحديدا

ألقى نظره على ريهام الواقفة أمامه .. والتى لا تظهر أى انفعالات على وجهها .. لكن كانت بداخله تشعر بالضيق والحنق وودت لو أخذت منه سماعة الهاتف وحطمتها فوق رأيه .. أكمل كرم فى صوت هائم 
مش هتيجي تنورينى فى المكتب .. يا سلام تعالى انتى بس وانتى تشوفى أنا هستقبلك ازاى .. بس ياريت القمر يحن وميتأخرش علينا .. عشان احنا مش حمل بعاده 
كانت ريهام قد وصلت الى ذروة ڠضبها .. همت بالإنصراف لكنها لمحت على الأرض نهاية سلك الهاتف الذى يتحدث فيه كرم .. كانت عاملة التنظيف تتعثر فى الأسلاك .. كلما نظفت . فكانت تفصلها من مكانها .. وكانت ريهام تعيدها مرة أخرى قبل وصول كرم .. لكنها اليوم نسيت تركيب سلك الخط الخارجى ..
التفتت لتنظر اليه مرة أخرى وعلامات خبيثه ترتسم على وجهها .. أنهى كرم مكالمته ووضع السماعة مكانها وهو ېختلس النظر الى ريهام التى قالت 
اظاهر ان حضرتك كنت بتتكلم مع شخصية مهمة جدا
ابتسم كرم بخبث وتمطع قائلا 
فعلا شخصية مهمة جدا .. تقدرى تقولى واحده مش عادية 
نظرت اليه ريهام وعيونها تلمع فى مرح وخبث وقالت 
اظاهر فعلا انها واحده مش عاديه أبدا لدرجة انك سبحان الله تقدر تتكلم معاها من غير ما يكون فى حرارة فى التليفون 
نظر اليها كرم وقد بهت ..فأشارت برأسها
الى سلك الهاتف الملقى على الأرض .. نظر كرم اليه وهو يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه فورا .. تقدمت ريهام ووضعت الملف على المكتب .. وخرجت وهى ترسم ابتسامه خبيثه على شفتيها .. أما كرم فقد كان يشعر بحرج شديد من هذا المأذق السخيف الذى وضع نفسه فيه
يعني هى قالتك هى رفضته ليه 
ألقى أيمن هذا السؤال على سماح وهما جالسان معا يتناولان طعام الإفطار .. قالت سماح فى ضيق 
بصراحة صحبك مينفعهاش
قال أيمن بإستغراب 
ليه بأه 
هما الاتنين مختلفين عن بعض فى كل حاجه .. الأخلاق الطباع التربية اسلوب حياتهم .. كل حاجه مختلفين فيها .. هما الاتنين مينفعوش بعض يا أيمن .. ياسمين طول عمرها عاقله وبتفكر بعقلها .. وبصراحة أنا معاها فى قرارها ده
بس ده مكنش رأيك لما عرفتى ان عمر اتقدملها 
قالت سماح بسرعة 
لانى مكنتش شايفه الموضوع من وجهة نظر ياسمين بس بعد ما سمعتها امبارح فهمت وجهة نظرها .. وفعلا معاها حق تخاف منه وترفضه ... متنساش يا أيمن انها مطلقه .. يعني أكيد مش عايزة تخوض تجربة فاشله للمرة التانية
قال أيمن پحده 
ومين قالك انها هتكون تجربة فاشله .. انتى متعرفيش عمر بيحبها ازاى .. عمر صاحبي يا سماح عشرة سنين طويلة مش سنة ولا اتنين .. أنا عمرى ما شوفته متعلق بحد كدة .. حتى البنت اللى كان خطبها قبل كده .. مكنتش شايفه متعلق بيها كده
أهو البنت اللى كان خطيبها دى أحد أسباب

رفض ياسمين ل عمر
قال أيمن بدهشة 
ازاى يعنى .. هى رفضاه عشان كان خاطب 
لأ طبعا يا أيمن مش عشان خاطب .. عشان الانسانه اللى خطيبها دى .. هى سمعت كلام كتير عنها هنا فى المزرعة .. يعني اللى يخطب واحدة بالمنظر ده .. هيكون ايه يعني غير واحد تافه
قال أيمن بحزم 
كانت غلطة .. ورجع عنها فى الوقت المناسب .. هنعلقله حبل المشنقة يعني
قالت سماح تحاول افهامه 
يا أيمن أنا ما قولتش ان ده السبب الوحيد .. قولت ده أحد الأسباب .. وفى أسباب قوية جدا .. بس مش هقدر أقولك عليها .. لأن ياسمين مأمنانى ان الكلام مايوصلكش .. بس فعلا هى معاها حق ترفض
قال أمين فى حيره 
والله انتوا الاتنين أغرب من بعض .. انتى مش شرحالى الموضوع على بعضه عشان كده انا مش عارف أفهم أسباب رفضها .. بس الحاجه الوحيدة اللى أنا عارفها .. ان عمر بيحبها بجد .. و دى أول مرة أشوفه بيحب واحده كده
تأملته سماح قائله 
انت واثق انه بيحبها بجد
أكد لها أيمن قائلا 
أيوة واثق
قالت فى حيره 
معرفش بأه .. ربنا ييسرلها الخير وخلاص
كانت تقف وتولى ظهرها الى الباب .. تقرأ الملف الذى بين يديها وتضيف عليه ملاحظاتها .. التفتت لتجده أمامها .. يقف أمام الباب وينظر اليها فى صمت .. تسارعت خفقات قلبها .. شعرت بالإضطراب .. ودت الهرب .. لكنه واقف يسد المنفذ الوحيد للهرب .. هربت من عينيه .. وساد الصمت .. قال عمر بهدوء 
ممكن أعرف انتى ليه رفضتيني
ازداد ارتباكها .. صمتت .. لا تدرى ما تقول .. أعاد سؤاله مره أخرى 
ليه رفضتيني 
أيقنت أن لا مفر منه .. نظرت اليه قائله 
أعتقد ان من حقى انى أقبل أو أرفض .. وأنا رفضت
تلاقت نظراتهما فى صمت للحظة .. نظرة عتاب منه .. ونظرة صد منها .. قال لها بهدوء 
طبعا من حقك تقبلى أو ترفضى .. لكن أنا بسأل عن أسباب الرفض
قالت ببرود 
أفضل أحتفظ بيها لنفسي
قال بصرامة 
لأ مش من حقك
احتدت عليه قائله 
يعني ايه مش من حقي
قال عمر بنفس الصرامة 
مش من حقك تحتفظى بأسباب الرفض لنفسك .. لازم أعرفها
تماسكت قائله 
وأنا معنديش كلام أقولهولك .. رفضت وخلاص
ظهرت علامات الڠضب على وجه عمر واقترب منها قائلا 
انتى ليه بتعملى كده
قالت پغضب هى الأخرى 
ايه يا بشمهندس
.. مضايق انى رفضتك .. ايه كنت فاكر ان مفيش بنت تقدر ترفضك
صمتت قليلا ثم نظرت فى عينيه قائله بقسۏة 
لأ .. أنا رفضك .. تحب تسمعها تانى .. أنا رفضتك .. أنا مش زى البنات اللى انت تعرفهم واللي يتمنوا اشاره منك .. أنا مش زيهم .. أنا أبعد من أحلامك
قالت ذلك ثم انصرفت مسرعه .. لتترك عمر فريسه للشعور بالڠضب
وقفت ياسمين فى المساء مع أختها فى شرفة غرفتهما .. قالت ياسمين بهدوء 
احنا لازم نمشى من هنا .. معدش ينفع نستنى فى المزرعة
قالت ريهام بلوعه 
ليه .. نمشى ليه 
نظرت اليها ياسمين قائله 
نمشى بكرامتنا قبل ما عمر يطردنا
تفتكرى عمر ممكن يطردنا
شردت ياسمين قليلا ثم قالت 
حتى لو مطردناش .. فده هيكون عشان خاطر أيمن بس .. لكن هو أكيد عايزنا نمشى من هنا بعد ما رفضته
نظرت اليها ريهام وقالت 
انتى مش ممكن تغيري رأيك يا ياسمين
هزت ياسمين رأسها نفيا وقالت بضعف 
لأ .. مش هغير رأيي
قالت ريهام 
بس انتى ....
ثم قطعت كلامها .. نظرت اليها ياسمين قائله 
حتى لو كنت كده .. ده مش كفايه بالنسبة لى .. عشان أوافق عليه
ثم نظرت الى أختها پألم قائله 
ريهام عشان خاطرى مش حبه أتكلم فى الموضوع ده 
ربتت ريهام على ظهرها فى حنو قائله 
خلاص أفلى على الموضوع
ثم هتفت فى مرح فجأة 
استنى هكيلك حاجة تضحكك
نظرت اليها ياسمين برجاء قائله 
ياريت .. أنا فعلا نفسي أضحك
قالت ريهام فى مرح 
كرم النهارده عمل حتت موقف خلى شكله زباااااااااله
ضحكت ريهام .. فسألتها ياسمين مبتسمه 
ليه عمل ايه 
أكملت ريهام ضاحكة 
ندالى عشان أجيبله ملف وأول ما دخلت عمل نفسه بيتكلم مع موزه فى التليفون وهاتك يا تسبيل وهيام وكلام ېحرق الډم ..وبعد ما قفل نبهته ان الفيشة بتاعة التليفون مفصوله .. حسيته كان هيموووووت
ضحكت ياسمين مع ريهام التى لم تتمالك نفسها هى الأخرى .. سألتها ياسمين وسط ضحكاتها 
طيب هو ليه عمل كده
قالت ريهام بمرح 
أنا عارفه .. حب يترسم أو يجس نبضى
سألتها ياسمين بإهتمام 
يجس نبضك ازاى يعني
قالت ريهام بخبث 
يعني يشوف رد فعلى ايه لما أمسعه بيكلم بنت بالشكل ده أدامى .. بس ايه أختك أسد ولا بينت أى حاجه على وشى .. واديتله الكلمتين وكسفته من نفسه وخرجت
قالت ياسمين بخبث 
هو فى ايه بالظبط يا ريهام
ابتسمت ريهام قائله 
يعني تقدرى تقولى كده فى شرارات خفيه .. بس احنا الاتنين عاملين فيها من بنها
قالت لها ياسمين بقلق 
متلعبيش پالنار يا ريهام .. كرم صاحب عمر يعني ممكن يكون زيه
قالت ريهام بإستغراب 
هو انتي ليه شايفه عمر وحش أوى كده .. أى راجل فى سنه

ممكن يكون له أخطاء وماضى ..المهم انه يتوب ويبقى كويس
قالت ياسمين بحزم 
وأنا مش عايزة أبدا راجل بالشكل ده .. أنا عايزه واحد أكون أنا الأولى فى حياته زى ما هو الأول فى حياتى
احتدت ريهام قائله 
انت ليه بتتعاملى مع عمر أكنه مصطفى .. أكنه غلط نفس غلطة مصطفى ..
صمتت ياسمين فأكملت ريهام 
انتى خاېفه .. تجربتك مع مصطفى خلتك خاېفه من أى راجل وحسه انه هيخونك فى أول فرصه
قالت ياسمين بأسى 
معاكى حق .. وللأسف حياة عمر الغلط واللى ضد مبادئي مخوفانى أكتر .. ومخليانى مش قادرة أثق فيه
قالت لها ريهام بجديه 
أنا واثقه ان عمر هيتغير علشانك يا ياسمين
تفتكرى
لو بيحبك هيتغير
رددت ياسمين فى مراره 
ده لو بيحبنى فعلا .. مش مجرد حاجه جديدة حابب يجربها ..بنت ممرتش عليه قبل كده جذبت انتباهه مش أكتر
رأت ريهام علامات الحزن على وجه أختها فقالت فى مرح
انتى عاملة زى اللى اتلسع من الشربه ومن كتر خوفه يتلسع تانى عمال ينفخ فى الزبادى .. وعمر مش زبادى .. ده قشطة مخلوطه بحلاوة وعليهم صوص مربي .. متخيله الطعم
ابتسمت ياسمين.. وأخذت تتأمل النجمات التى تلمع فوق
رأسها فى شرود
بعد عدة أيام من زواجهما .. كانا يجلسان معا لمشاهدة التلفاز .. عندما الټفت مصطفى اليها ونظر اليها ببرود قائلا 
انتى هتولدى امتى 
ظلت تنظر الى التلفاز دون أن تجيبه أو تلتفت اليه .. قال پحده 
انتى .. مش بكلمك .. انتى فى الشهر الكام .. وهتولدى امتى 
لم تجيبه .. فأخذ الريموت بعصبيه وأغلق التلفاز .. التفتت اليه فى برود وفجرت قنبله فى وجهه 
أنا مش حامل أصلا
صمت للحظات وهو لا يعى ما قالت .. وعندما بدأ فى استيعاب الخدعة التى أوقعته فيها هب واقفا ونظر اليها قائلا بغذب هادر 
نعم يا روح أمك .. يعني ايه مش حامل .. أمال أنا اتهببت واتجوزتك ليه
وقفت لتواجهه وقالت بحزم 
اتجوزتنى عشان تصلح غلطتك اللى مرضتش تصلحها بمزاجك .. أديكى صلحتها ورجلك فوق رقبتك
أمسكها من شعرها بقسۏة وصفعها بقوة على وجهها قائلا 
هموتك .. والله لموتك فى ايدي النهاردة يا تيييييييييييت
نظرت اليه وهتفت وهى تتألم قائله 
موتنى عشان تدخل السچن طول عمرك .. أو يعدموك وتحصلنى يا مصطفى 
توقف عن شد شعرها وهو ينظر اليها پغضب .. فأكملت قائله بقسۏة 
ادامك 3 حلول مفيش غيرهم .. اما انك
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 83 صفحات