رواية عِش العراب 'قماح وسلسبيل' (كامله من الفصل الى الفصل الأخير) بقلم 'سعاد محمد سلامه'
تحس قد أيه أنا أتعذبت فى الغياب عن هنا سلسبيل الوحيده اللى رجعت علشانها ويوم ما وصلت لهنا هى فتحتلى باب الدار بس سابتنى على باب الدار و خاڤت منى وجريت على جوه بسرعه حتى لما طلعتى تستقبلينى إستخبت وراء مرات عمى كأنها مش عاوزه تشوفنى
تبسمت هدايه قائله سلسبيل هى اللى حلمت برجوعك لهنا من تانى ويومها سابتك عالباب وجاتلى مجعدى تجولى إنك رچعت كيف ما هى حلمت فيك كانت مستخبيه وراء نهله عشان تتمعن فيك
ردت هدايه أيوا قبل ما ترچع إنت وسلسبيل كان بينكم خط موصول بس إنت اللى كنت دايما بتجطعه بيدك من أول چوازك من غيرها سلسبيل اللى كان بيتجدم لخطبتها ولاد أعالى القوم تفتكر لو مكنتش غالى عليا كنت وافجت أچوزهالك وتكون الزوجه التالته بس إنت عملت كيف ما هى جالاتلى لما تمل منها هتتجوز عليها
تهكمت هدايه قائله وليه رچعت هند لعصمتك مره تانيه ضره ل سلسبيل
رد قماح كانت غلطه وكمان رد فعل فى لحظة ڠضب منى بسبب عنادها
سخرت هدايه قائله أهى لحظة الڠضب دى كلفتك خسارة سلسبيل
رد قماح أنا مستعد أطلق هند ل
قاطعته هدايه قائله حتى لو طلجت هند تفتكر سلسبيل هتنسى بسهوله معاملتك الجاسيه ليها غير چوازك عليها قماح مبجاش جدامك غير إنك تكسب قلب سلسبيل وتحاول تخليها تثق فيك وتقرب منيك بإرادتها وده مشوار طويل وأنا مش هساعدك زى ما ساعدتك جبل إكده وخذلتنى جدامها وخذلتها هى كمان جدامنا
عاد قماح ينظر لوجه سلسبيل الهادئه على صدره شق صوت السكون بينهم صوت الرعد للحظه إرتجفت سلسبيل وقالت واضح إن العاصفه لسه مهديتش ربنا يستر والنور ميقطعش تانى وتبقى ليله سوده
تحدث قماح سلسبيل إنتى ليه بتخافى من الضلمه قوى كده
ردت سلسبيل
عادى الناس كلها پتخاف من الضلمه
إنت مش پتخاف منها
رفعت سلسبيل جسدها ونظرت لوجه قماح وكررت قوله
هدوء!
غريبه معظم الناس
پتخاف من الضلمه
قالت سلسبيل هذا ثم فاجئت قماح بسؤالها قماح أيه سبب العلامه اللى فى حاجبك اليمين دى
سألت سلسبيل وهى تضع إبهامها فوق حاجبه من ثم أجابت هى على جزء من سؤالها
بينما أغمض قماح عيناه لثوانى يستمتع بملمس إصبع سلسبيل ثم فتحها ونظر لوجه سلسبيل قائلا بإختصار فى اليونان
تنهدت سلسبيل وقالت وسببها أيه
رد قماح بتتويه مقولتليش أيه سبب خۏفك الجامد من الضلمه
علمت سلسبيل أنه لا يريد الأجابه عليها عادت تنام على الفراش مره أخرى وقالت له
نظر قماح ل سلسبيل وقال بتعجب زهرت!
والسبب أيه
تذكرت سلسبيل تلك الواقعه التى حدثت بالماضى وقتها كانت بالخامسه والنصف من عمرها حين حبست زهرت سلسبيل بقبو أسفل سلم منزل عمتها وظلت بظلام هذا القبو لمدة يومين تصرخ حتى إنبح صوتها وضاع أصبحت تبكى وتهزى لولا أن زوج عمتها بالصدفه فتح القبو كى يأتى ببعض الأغراض منه وجدها كانت تهزى وجهها يشاحب المۏتى أخذها الى دار العراب التى كانوا مثل الذى لديهم ميتم بسبب فقدهم لطفلتهم لمدة يومين كانت كل الظنون برأسهم لكن حين دخل زوج عمتها بها الى المنزل فرحوا بعودتها لكن كانت مريضه تهزى بړعب ما عاشته ليومين بالظلام بعقل طفله صغيره كانت يخيل لها أنها ترى أشباح الظلام عالجوها جسديا وقتها لكن ظل الخۏف من الظلام مرافق لها تخشى الظلام كثيرا حتى أنها ظلت لفتره بعدها كانت تخشى أن يأتى الليل وأحيانا
كثيره كانت تنام وضوء المكان شبه ساطع
إرتعش جسد سلسبيل وهى تتذكر تلك الذكرى
شعر قماح برعشة جسد سلسبيل وقال طب وزهرت ليه حبستك فى القبو
ردت سلسبيل بسبب شعرى هى شدتنى يومها من شعرى لحد ما وصلنا القبو وزقتنى لما دخلت فيه قفلت بابه عليا
تعجب قماح يقول بتكرار بسبب شعرك
ردت سلسبيل أيوا عشان أنا طول عمرى شعرى طويل وكان أطول من شعرها وهى كانت بتحقد عليا بسبب كده حتى مره جابت مقص وقصت جزء كبير من شعرى وقتها بس رجع طول تانى هند أجمل منى بكتير بس هى عندها حقد منى يمكن كان أكتر من أخواتى
التانين
أمسك قماح خصلات شعر سلسبيل وقال لها شعرك طول تانى
نظرت سلسبيل لخصلات شعرها الذى بين يد قماح وقالت شعرى بيطول بسرعه ماما دايما تقولى كنت بقص شعرك كل تلات شهور يطول أكتر وكنت بكسر لها الأمشاط وتضايق وهى بتسرحلى شعرى لحد ما كبرت وبقيت أسرحه لنفسى حتى أنا أوقات بضايق وببقى نفسى أقص كتير منه بس جدتى هى اللى كانت بتمنعنى كنت
بقص جزء صغير من فتره للتانيه وبيرجع يطولها من تانى
تبسم قماح وقال وأنا دلوقتى بمنعك تقصى حتى سنتى من شعرك مره تانيه
نظرت له سلسبيل قائله بتحدى براحتى ده شعرى أنا ملكى أنا وإنشاله أحلقه زيرو
تبسم قماح وهو ينحنى على سلسبيل قائلا بتملك
ممنوع تقربى بس المقص من شعرك
كانت سلسبيل سترد بتحدى لكن فجأه دوى بالخارج صوت الرعد أقوى إنخضت سلسبيل
معا
بينما قماح يشعر بالسعاده بداخله سلسبيل لا يراها يعلم أنه أخطأ الكثير فى حقها سلسبيل لو طلبت منه طلاق هند سيفعل ذالك برهان على عشقه لها
فى دبى
رغم أن الشمس لم تشرق بعد لكن هنالك بداية يوم جديد مع ذالك لم تنتهى العاصفه لكن هدأت قليلا
نظر كارم ل همس الناعسه بين يديه لكن فجأه بدأ يشعر بإضطراب أنفاسها وهزيانها ببعض الكلمات المستغيثه
ضمھا بقوه ووضع يده فوق وجنتها يوقظها برفق
همس إصحى إنتى فى كابوس فوقى منه
بشده أى الطريقين تسلك وتذهب
فى ذالك الوقت ربت كارم على وجهها يحسها على الاستيقاظ من ذالك الظلام السابحه به
بالفعل فتحت عينيها التى فجعت قلب كارم بدمويتها
لكن نظرت همس بتمعن لوجه كارم الذى تبسم لها بود
كان هنالك طريقان وهى بالمنتصف كان عليها إختيار أحد الطريقان كى تنجو الصوت الذى كان بالحلم كان صوت مألوف لها
سمعت لذالك الصوت
لتصحو عليه كان صوت كارم تبسمت بخفوت
تبسم قائلا
صباح الخير يا همس
فتحت همس عينيها بخجل وردت بحشرجه صباح النور هى الساعه كام دلوقتي
رد كارم مش
عارف الساعه كام بس متهيألى بقينا فى يوم جديد وشكل العاصفه هديت كتير عن ليلة إمبارح الأصوات تقريبا إختفت
تنهدت همس براحه قائله كنت مفكره إن طقس دبى مختلف عن طقس مصر
تبسم كارم يقول دى كانت عاصفه قويه وقريت عالنت إنها فى عدة دول عربيه ومنها مصر ودبى بس الرياح شكلها هديت كتير
تحدث كارم برجاء أرجوك يا همس محتاج أنام الساعتين دول
أمائت همس له برأسها بموافقه
تبسم كارم لها وضمھا أقوى تبسمت همس متغلبه على خۏفها السابق لابد أن تجازف وتتغلب على خۏفها وتعود همس القديمه من أجل ذالك القلب الذى يحتويها
آتى نهار جديد
بالمقر
عالصبح أنا عاوز أنام
فتح قماح عينيه ينظر ل سلسبيل وتبسم قائلا وفيها أيه أما الموظفين يجوا للمقر هيروحوا على مكاتبهم مش هيجوا هنا
ياريتك كنت قولت لعمى بالليل يجيبلي هدوم معاه
أعلم الطريق إتفتح ولا لسه
علم قماح لو ضغط على سلسبيل أكثر من هذا قد يفسد الطريق الذى بدأه معها بالأمس ستعتقد أنه عاد كما كان يريد السيطره وفرض الأمر عليها حقا لم يفك حصار يده لكن تهاونت يديه مما جعل حدث ليلة أمس كان ضعف وقتى منها الآن لابد أن يزول هذا الضعف قماح يتلاعب بمشاعرها لن تسمح له بذالك
بعد دقائق خرجت سلسبيل من الحمام سمعت لصوت قماح بالمكتب المرافق له غرفة النوم كان يتحدث حول بعض الأطعمه لابد أنه يطلب طعام من أجلهما ذهبت نحو ملابسها تتحسسها كانت لا تزال مبتله وضعتها كما كانت ووقفت تتنهد متذمره تبسم قماح حين دخل قائلا إتصلت على عمى ناصر وقولت له يجيبلك غيار معاه
ردت سلسبيل أهو شبكة الموبايل رجعت تانى أكيد زمان الطريق فتح زى ما قولتلك يارب بابا ميتأخرش فى الوصول
تبسم قماح وهو يقترب من سلسبيل قائلا وفيها أيه لما يتأخر اللى يسمعك يقول قاعده ماأنتى لابسه هدومي أهو
خجلت سلسبيل وقالت له إنت السبب من البدايه خليت السواق اللى كان هيوصلنى يوصل المحاسبين اللى أخرتهم إمبارح لو كان وصلنى قبلهم كنت وصلت للبيت قبل الطريق ما يتقفل
شعر قماح بنبرة لوم من سلسبيل كأنها تبدلت عن ليلة أمس فقال أنا طلبت لينا فطور وزمانه على وصول هدخل الحمام انا كمان أخد دوش وأتوضى
بعد وقت بالمقر
دخل ناصر الى مكتب قماح مبتسما نهض قماح من خلف مكتبه ورد بإبتسامه نظر ناصر بالمكتب وقال بإستفسار فين سلسبيل أنا جولت لنهله وچابت لها غيار
تبسم قماح وقال سلسبيل فى الأوضه مستنيه حضرتك تبسم ناصر وتوجه الل ذالك الباب ودخل الى الغرفه
نظرت سلسبيل لفتح باب الغرفه للحظه ظنت أنه قماح لكن خجلت حين رأت والداها هو من دخل بيده كيس ورقى كبير
تبسم ناصر على خجل سلسبيل أن يراها بملابس خاصه ب قماح وقالت بتبرير
هدومى كانت إتبلت بسبب غزارة المطر إمبارح لو كنت فضلت بيها كنت هاخد برد
تبسم ناصر قائلا كويس لازم تهتمى بصحتك ده الغيار اللى طلبه منى قماح هسيبك تغيرى هدومك وهستناك فى المكتب بره
أخذت سلسبيل الكيس من يد ناصر بخجل وهى تومئ رأسها له
بعد قليل
خرجت سلسبيل من الغرفه الى المكتب وجدت قماح يجلس مع والداها يتناقشان ببعض الأعمال شعرت بخجل من الأثنين سواء من قماح أو والداها فقالت بتهرب
هروح على مكتبى كان عندى كذا ملف محتاج تدقيق منى
قالت سلسبيل وخرجت من المكتب أو بالأصح هربت من عيونهما الأثنين
ظهرا
فى أحد البازارات السياحيه الخاصه ببيع التحف والأنتيكات
إنبهر صاحب ذالك البازار قائلا
لو فعلا المنحوتات دى بالشكل اللى على الموبايل دى تبقى روعه دى تقريبا مطابقه لبعض الأثار الحقيقيه
رد حماد قائلا أنا نفسى إنبهرت من المنحوتات دى ولو مش عارف إنها تقليد
كنت قولت حقيقيه
تحدث صاحب البازار طب ومين اللى عامل المنحوتات دى أنا مستعد أشتريها منه بالتمن اللى يطلبه إنت عارف إننا
فى موسم الشتا والسياحه