رواية زواج اضطراري (كاملة من الفصل الاول الي الاخير ) بقلم هدير محمود
حقا يؤلمني كلما تذكرت إنها كانت ف يوم من الأيام بين يؤلمني أنه ملكها يوما ما استنشق عبيرها وتنعم لكن ليس هذا ما يبعدني عنها فأنا لا أريد الابتعاد أقاوم بكل ما أوتيت من قوة حتى أتحمل هذا الهجر كم يريد العصفور أن يعود لعشه كم أتألم من أجلها اليوم بل في تلك اللحظة خاڤت مريم مني شعرت أنه أهون علي أن تفارقني روحي من أشعر بمثل هذا الشعور أخبرتني أني مثله كم طعنتني كلمتها تلك بخنجرا في قلبي بل ليتها طعنتني أهون علي من هذا التشبيه الظالم
طب ليه ليه بيعمل فيا وف نفسه كده ليه يخليني أظلمه وأيه السر ده لاازم أعرفه ..لاازم أعرف الحاجه اللي بعداه عني لازم يعرف يا ماما أن مهما كان السر ده كبير ف حبي ليه أكبر من أي حاجة تفتكري لو واجهته وسألته هيقولي ولا بردو هيخبي عني
مريم ومين بقى الراجل التاني ده
عفاف مفيش غيره ينفع عمر ابن خالتك زهرة
مريم بدهشة هو مش عمر مسافر
عفاف رجع يا بتي من خمس شهور وسألني عنيكي عمر راجل صح وبشمهندش كد الدنيا وراجل بسم الله ماشاء الله هوه ده اللي أدهم ولدي هيغير منيه
عفاف مټخافيش يا بتي أنا بردك مش هضحي بعلاجتك بيه أني خابرة هعمل أيه زين النهارده هروح ل عمر واجابله وأجوله اللي أحنا هنعمله
مريم بس أنا مش هقعد معاه ويقعد بقا يحب فيا والكلام ده وبعدين أنتي هتقوليله ايه
مريم بتنهيدة فاهماكي يا ماما ربنا يستر
أتفقتا مريم وعفاف على تفاصيل الخطة حتى يبوح أدهم ب سره الخفي ثم عادت لغرفتهما ونزلت عفاف ل تقابل عمر وتشرح له دوره
مضى اليوم على نحو هاديء ذهبت عفاف ل عمر وأخبرته بتفاصيل الخطة ووافق بترحاب شديد لانه يعتبر مريم أخت له....
أما مريم ف ظلت طيلة يومها بجوار أدهم الذي كان يشعر بأعياء شديد من أثر دور البرد الذي أصابه وفي المساء بدأ يتحسن تدريجيا قام وحمل غطاءه ووسادته لكن مريم أوقفته قائلة
رايح فين
هقوم أنام على الفوتيه عشان تعرفي تنامي براحتك
لأ مش هتنام على الفوتيه أنتا تعبان كفايه اللي حصلك بسببي
أدهم ب وهن مريم أتكلمنا ف الموضوع ده أمبارح وقولتلك أنتي مش هتنامي على الفوتيه خلصنا بقا
ولا أنا هنام على الفوتيه
أدهم وقد رفع حاجبيه متسائلا أمال هتنامي فين
مريم ببرود جنبك على السرير
أدهم پصدمة هتنامي جنبي على السرير! وأنتي أصلا پتخافي مني أزااي
مريم وهي تنظر لأدهم في عينيه فجأة أنتا عارف كويس إني مش بخاف منك
أدهم بحزن كنت عارف لكن دلوقتي مش عارف ولا متأكد من حاجة أنتي أمبارح قولتيلي كده
كنت متعصبة ومتضايقة منك مش أكتر نام وأرتاح وأنسى الهبل ده
بعدما أنهت كلماتها نامت بجواره بهدوء لكنها أعطته ظهرها وهو فعل مثلها تماما كان سعيد جدا ساد الصمت بينهما لحظات ثم تسائل وكأنه تذكر شيئا قائلا
مريم ..يعني أنتي لسه بتحسي بالأمان معايا
لسه شايفاني سندك وحمايتك
صمتت مريم لحظات حتى ظن أنها نائمة لكنها أجابته بعدما تنهدت تنهيدة طويلة ثم قالت أكيد..متهيألي يا أدهم أن الشعور اللي بيتولد بالعشرة وبالأيام الطويلة مبينتهيش من ب موقف واحد أو غلطة واحدة تمسحه صعب أوي
أدهم وقد اعتدل لينام على ظهره ثم نظر للسقف قائلا أمال ليه قولتيلي كده أنا عمري ما حسيت بۏجع قد اللي حسيته في اللحظة دي
أعتدلت مريم هي الآخرى ونظرت له بعدما اقتربت منه للغاية وقالت
أسفة بس أنا كمان كنت موجوعة أوي
مرت الليلة بسلام وفي اليوم التالي كان أدهم أفضل حالا وبينما كانا يتناولا فطورهما في غرفته طرقت والدته الباب وحينما دخلت وجهت نظرها تلقاء مريم قائلة
مريم يا بتي في ضيف تحت رايد يجابلك
مريم وقد رسمت الدهشة على ملامح وجهها ضيف ضيف مين يا ماما
عفاف ببشاشة عمر ابن خالتك زهرة
مريم بسعادة عمر ! معقوله هو جه من السفر أمتا أنا بقالي كتير مشوفتهوش طب يلا أنا جاية معاكي أهوه ثم نظرت لأدهم قائلة كمل فطارك عشان تاخد دواك وارتاح شوية أنا هنزل أقابل عمر واطلعلك تاني ....
أدهم بدهشة عمر مين اللي هتقابليه وأنا هرتاح هنا وأسيبك معاه كيس جوافة أنااا أنتي شكلك اټجننتي
أتجننت ليه بس يا أدهم ده عمر ابن خالتو زهرة وبقالنا سنين متقابلناش
حصلنا الشرف قالها ساخرا ثم أردف قائلا ايه يعني ابن خالتك وبعدين مالك فرحانة كده ليه زي ميكون هتشوفي عمر الشريف يعني
مريم بابتسامة وأنتا عرفت منين أن أسمه عمر الشريف بس هو عمر شريف من غير ال
أدهم بدهشة لأ والله ! أمممم أنا كنت بتريق قصدي عمر الشريف الممثل وبعدين مقولتليش بردو أيه الفرحة الأوفر ديه أول ما سمعتي أسمه
الله مش ابن خالتي ومتربين سوا زيك كده بالظبط بس يمكن علاقتي
بيه كانت أقوى منك لأنهم جم القاهرة وعاشوا هناك وكنا علطول بنروح لبعض وبعدين بقا
سيبني خليني أنزله
أدهم بغيظ بقا عمر ده زيي زيه أه وماله أستني ياحبيبتي لما أنزل معاكي
لأ افطر أنتا براحتك وارتاح ملوش لازمة تتعب نفسك وتنزل أنا هشوفه وشوية وهيمشي
أدهم بحدة قولت أستني هنزل معاكي
تدخلت عفاف قائلة خليها تتدلى يا ولدي لولد خالتها وبعدين بوك تحت جاعد معاه وأنا رايداك ف كلمتين أجده ثم نظرت ل مريم قائلة روحي يا مريم يا بتي
لم تنتظر مريم رد أدهم ف جرت مسرعة بعدما ارتدت اسدالها في عجالة وكانت تنظر لنفسها في المرآة أكثر من مرة وهذا ما أغاظه كثيرا لكنه لم يستطع أن يراجع أمه خاصة بعدما أخبرته بوجود والده معهم
نزلت مريم وحينما رآها عمر أقبل ليسلم عليها لكنها أوقفته بأشاره من يدها أنها لا تسلم على رجال واستقبلته بترحاب شديد وبعد حوالي ربع ساعه أستأذن عمها ليصلي الظهر وتركهما بمفردهما لكن الباب كان مفتوح نظر لها عمرباسما
زي ما أنتي يا مريم متغيرتيش
مريم بابتسامة خجلة قصدك لسة عيلة يعني
عمر لأ قصدي لسة حلوة وهاديه
مريم بحزم عمر لو سمحت مينفعش الكلام ده أولا لأنه حرام ثانيا عشان أنا متجوزة
عمر بتوضيح مقصدتش حاجة والله أنتي زي أختي ربنا يعلم ومتهيألي أنك عارفة كده
مريم بهدوء عارفة بس مفيش حاجة في الدين أسمها زي أختي على العموم عايزة أشكرك جدا على موافقتك أنك تساعدنا في اللي ماما عفاف قالتلك عليه
صحيح عايز أسألك سؤال هو أنتي تمام مع أدهم يعني لو مش عايزاه يا مريم أو مضايقك سيبيه وأخليكي تسافري معايا أنا ومراتي وأشوفلك شغل هناك وترتاحي من الكلام ....
قاطعته مريم قائلة تفتكر لو مكنتش عايزة أدهم كنت هفكر ف خطط عشان أخليه يغير
عمر بتفكير بس أنا خاېف خطتك ديه تقلب بالعكس ربنا يستر
مريم بتوتر مفيش قدامي حل تاني غير كده ..هستأذنك بس أروح اصلي الظهر وأرجعلك علطول يكون أدهم نزل
أكيد طبعا أتفضلي وتقبل الله مقدما
أما عند
أدهم وأمه
عفاف
أدهم أيه يا أمي الحاجة المهمة اللي بتقولي عايزاني فيها
عفاف بهدوء ريداك تسيب مرتك تتحددت مع ولد خالتها على راحتها
أدهم بغيظ نعم ! يعني مكنتيش عايزة مني حاجة وبعدين أيه اسيبها على راحتها ديه ملهاش جوز يعني وبعدين هو قليل الذوق ازاي يطلب يشوفها من غير ما يسأل على جوزها
عفاف له يا ولدي متظلمهوش سجل عليك وأنا جولتله أنك مرضان ومجدرش تتدلى تسلم عليه وبعدين هو جلجان على بت خالته ولازمن يطمن عليها منيها هي
أدهم بغيرة قلقان عليها ليه ومن أيه ويطمن عليها ليه هو ماله بيها اصلا
عفاف يا ولدي كيف بس اللي عتقوله ده ديه بت خالته وزي خيته وسمع الكلام اللي جاله خالها عنيها وجاله كمان أن بوك
جوزهالك عشان تتستر عليها ف جه يطمن منيها أنها زينة معاك
أدهم أه يعني زمانها قاعدة بترغي معاه وبعدين هو حتى لو مضايقة مني في حاجة أكيد مش هتقولها قدام أبويا يبقا هتفرق أيه أنا كمان أبقى موجود ولا لأ
عفاف بخبث له ما زمانت بوك جام يصلي الضهر وسابهم لحالهم أنا وصيته بجده
أدهم وقد هب واقفا من مكانه نعم ! أبويا سابهم يعني هما دلوقتي قاعدين بيحكوا لوحدهم وأنا هنا أيه بقا رافع الاريال
عفاف بحزم يا ولدي عيب الحديت ده مرتك متطلعش منيها العيبة واصل وهو كمان رجال مليح وولد حلال وبعدين الدار كلياتها ناس رايحة جاية والباب أكيد مفتوح يعني مش لحالهم ولا حاجة
أدهم بضيق لأ بردو أنا مش هستنى وبعدين بقالها أكتر من نص ساعة تحت ولسه مطلعتش يبقا أكيد لسه قاعدة معاه أنا نازل يا أمي
خليك يا ولدي أنا هدلى وأجعد معاهم وأرتاح أنتا
لأ أنا هنزل عشان أسلم عليه وأتعرف بيه وعشان يعرف إني موجود مش أباجورة
انهى كلماته وبدل ملابسه سريعا وهبط للأسفل كانت مريم قد أدت صلاتها وعادت لتجلس مع ابن خالتها وحينما سمعت صوت خطوات أدهم نبهته إلى ذلك
أهلا يا أستاذ عمر
عمر وقد وقف لاستقباله