رواية في قبضة الاقدار (كامله من الفصل الاول الي الفصل الاخير)بقلم نورهان ال عشري
كدا فدا عشان الحاجة أمينه متتعبش و ياريت تطمني علي حلا عاملة إيه دلوقتي
لم يجبها فقد كان غاضبا للحد الذي يجعله يريد قطع المسافه الي منزلهم و كسر
ها جراء أفعالها الحمقاء التي دائما ما يدفع ثمنها.
رنين هاتفه أخرجه من شروده فأجاب حين وجد المتصل مؤمن
اذيك يا مؤمن
اذيك يا سليم بيه عامل ايه
تمام الحمد لله . طمني عليكوا
اختار بما يخبره فأجاب بتوتر
بصراحه دا الي اتصلت بيك عشانه . يعني عدي وانا كنا عايزين نتكلم معاك شويه لو ينفع تيجي ل عدي المستشفى هو كان عايزك!
سليم بإنتباه
مستشفي ايه ماله عدي
مؤمن بإرتباك
هو كويس . يعني بقي كويس بس عايز يقابلك ضروري . لو ينفع
ابعتلي اسم المستشفي يا مؤمن و أنا مسافة السكة و هكون عندك
كان في طريقه الي سيارته حين تقابل مع مروان الذي اتي في الحال حتي يطمئن علي حلا فاوقفه سليم الذي قال بخشونة
تطلع تقعد جمبها لحد ما اجيلك و اياك تسبها و لو لحظة واحده .
أوشك مروان علي الحديث فاوقفته كلمات
سليم المتوعدة حين قال
ابتلع مروان كلماته بداخله و رسم ضحكه بلهاء مستفزة علي ملامحه و هو يومئ برأسه مما جعل سليم يناظره بحنق قبل أن ينطلق في وجهته .
كانت تجلس أمام المرآة تناظر مظهرها الرائع و الجديد كليا عليها فقد أصر علي شراء اغلي ثوب بالمحل بل إنه لم
بالفعل كان هناك رجاء صامت في عيناه لم تلمحه من قبل! جعل كل مقاومتها تتلاشى و صلابتها تضعف و قد كان هذا الضعف هو أكثر شئ تبغضه في هذه الحياة و اصبح داءها الذي يلازمها منذ أن عرفته و لكنها الآن اختارت الضعف بملئ إرادتها لمجرد توسل لعين لامسته بعيناه!
ذلك الرجل أصبح خطړا عليها ينبغي منها الهرب منه و من كل شئ يحمل رائحته . فلا طاقة لها بچرح آخر و لا خذلان آخر فصفعه واحدة في الحياة تكفي !
زفرت بتعب قبل أن تحس قدماها علي الحركة و إرتداء ذلك الوشاح الأنيق من الفراء الثمين الذي لم يمانع صاحبه في دفع الكثير من النقود حتى تتلفح به لليلة واحدة فارتسمت ابتسامة ساخرة علي ملامحها قاطعتها دقات على باب الغرفة كان لها صدى قوي بداخلها وكأن كل قراراتها التي اتخذتها منذ قليل بدأت بالتلاشي حين استشعر قلبها وجوده لذا حاولت أخذ عدة أنفاس متتاليه علها تهدئ من ضجيجها قبل أن تقول بتحفيز
اهدي يا فرح . الي انتي هتعمليه دا هو الصح . انتي مفكيش حيل لچرح جديد. و المرادي هتكون فيها نهايتك !
أخذت عدة ثوان للسيطرة علي نفسها قبل أن تتوجه بخطي ثابته الي باب الغرفة و قامت بفتحه لتجد نفسها تقف وجها لوجه مع أوسم رجل قابلته بحياتها . تلك الجملة التي دائما ما تخطر ببالها حالما تقع عيناها عليه و لكنها نفضت عن رأسها كل تلك الترهات و رسمت ابتسامة متحفظة لتتفاجئ من كلمته المازحه مع رفعة من حاجبه الكثيف
أنسة فرح عمران !
رغما عنها اتسعت ابتسامتها من مزحته و طار تحفظها كالهباء المنثور و لكنها سرعان ما تجمدت علي حين سمعت كلماته التي تحوي الكثير و الكثير
تعرفي ان ضحكتك حلوة و الأحلي منها عنيك. خصوصا لما بيبقوا عاملين كدا
تاهت بين كلماته و معانيها و ملامحه و نظراته التي كانت تحاوطها بشكل لم تعهده مسبقا و لكنها توقفت عند آخر جملته و قالت بعدم قهم
عاملين ازاي
أجاب بكلمة بسيطة كانت كفيلة بزعزعة كل شي بداخلها
صافيين.
لم تستطع فهم ما يرمي إليه فتابع قائلا بصوت أجش
لما بيكونوا صافيين بيضحكوا ضحكه حلوة اوي . وده مبيحصلش غير في حالة واحدة بس
اللي هي
كانت تتلهف لإجابه تروي ظمأ قلبها و لكن كالعادة لا يعطيها الجرعة المطلوبه كامله بل نظر إلي ساعته و امتدت يداه تمسك برسغها و هو يقودها في طريقهم الي الحفل قائلا بفظاظة
مكنتش مفكرك بتاخدي وقت قدام المرايا زي
باقي الستات.
وصلوا إلي الحفل فشعرت بالرهبه لا تعلم السبب لذا قالت بخفوت
سالم بيه
أجابها مصححا بينما عيناه مسلطه علي عيناها بقوة
سالم بس يا فرح
اومأت برأسها دون حديث فتابع قائلا بخشونة
تفضلي جنبي طول الفرح و لو اي حد طلب منك ترقصي معاه ترفضي رفض قاطع و تقوليلي عشان اكسر دماغه. اتفقنا
لم تستطيع منع الإبتسامة من الوصول إلي و قد كان هذا ما يريده فقد لمس رهبتها من تلك الأجواء و أراد تخفيف وطاة ذلك عليها و لكن ما أن رأى ابتسامتها حتى قال بغزل
مبطن
بلاش عنيك يضحكوا الضحكة دي قدام حد
نجح في ازاله رهبتها و لكنه زلزل ثباتها فتنهدت بعمق قبل أن يدخلوا الي الحفل الذي لم يكن صاخبا و لكنه كان ملئ بأناس من المجتمع المخملي يرتدون اغلي و افخر الثياب و الحلي و ېدخنون اغلي انواع التبغ الذي كانت رائحته تشعرها برغبة في القيء و لكنها جاهدت حتى تظل بمظهرها اللامبالي و ظلت بجواره حتي انتصف الحفل و لكنها لم
تعد قادرة على التحمل فقد شعرت بالإختناق لذا حين وجدته انخرط في الحديث مع مجموعة من رجال الأعمال تسللت خفية إلى الشرفة تريد استنشاق الهواء الطلق الخال من رائحة النفاق الممزوجة بعطور ثقيلة لم يستطيع أنفها تقبلها فتلك الأجواء تصيبها بالغثيان دائما.
كان الهواء عذب يتلاعب بخصلات شعرها الحريرية و ردائها الأسود اللامع الذي يتناسب مع كحلها الفاحم الذي حاوط غاباتها الزيتونية اللامعه و التي انعكس عليها ضوء القمر فجعلها في ابهي صورها أمام عينيه التي تابعت خطواتها للخارج و أرغمته على اللحاق بها فقد كان يتبع وجهة قلبه التي اهتدت أمام عيناها و أسلمت بأنها بره الآمن في هذه الحياة و التي سيحارب بكل قوته حتى يحصل عليها .
مش خاېفه تاخدي برد
جفلت حين سمعت صوته و لكنها حاولت السيطرة علي رجفة قلبها التي كانت تخشي أن تفضح مشاعره نحوه لذا لم تلتفت إليه بل إجابته و هي تنظر البعيد
الجو جميل. و هوى البحر حلو اوي
هو جميل و كل حاجه بس هوي البحر غدار خلي بالك
هكذا أجابها فشعرت بأن حديثه يحمل معان أخرى مبطنة و لكنها تجاهلت منحني الرد فظل صامتا للحظات بدت كدهر مر عليها وهي تحارب كل شئ بداخلها و تردد على مسامعها عبارة واحدة
هذا ليس المكان المناسب لك
خرجت منها تنهيدة قوية تدل علي حيرة وڠضب كبيران بداخلها و قد شعر هو وجود شئ خاطئ بها لذا قال باهتمام
ليه كل دا
وكأنها كانت تنتظر منه أي بادرة للانفجار و إخراج مكنونات ڠضبها منه ومن نفسها و من شعور لا تعلم من أي جهة تسرب الى قلبها
عشان حاسة اني غريبة عن كل حاجه حواليا . الفستان دا مش بتاعي الناس دول مش شبهي المكان دا مش ليا. حتي انت!
تنبهت جميع حواسه عند كلمتها الأخيرة و خرجت الكلمات منه ثابتة بقدر هشاشة قلبه في تلك اللحظة
انا ايه
حاولت أن تبدو لهجتها ثابته و هي تقول بصراحه اذهلته
انت عايز مني ايه
لم يتردد لحظة قبل أن يقول
عايزك تكوني مرتاحه
إجابته اخترقت شئ ما بقلبها فولدت شعور قوي جعل العبرات تترقرق في مقلتيها و لكنها جاهدت في منع سيل الدموع التي سيأتي بعدها انفجار عڼيف لن تستطيع السيطرة عليه
ليه انا افرق معاك في ايه
بين الرمش و الجفون بين الضلوع و في ثنايا الروح يوجد أنت..
هكذا أراد أن يخبرها بما تعني له و لكنه تجاهل كل ذلك و قال بجمود
انت فكرتي في السؤال قبل ما تسأليه
تراجعت حين اصابتها كلماته في صميم قلبها و قد كان سؤاله يحوي إجابة مزقتها لذا قالت بصوت حاولت أن يكون قوي
انا عارفه دوافعك يا سالم بيه و مقدرة كرمك معايا ومع جنة بس انا مابحبش الشفقة أبدا و لا بتقبلها. و اسلوبك معايا مالوش تفسير غير كدا و دا انا مش هقدر اقبله
يعلم بأنها اختارت أقل الحلول ضررا لكرامتها بتلك الكلمات وقد آلمه هذا كثيرا يتمنى لو أنها فقط تعطيه بعض الامان حتى يخبرها ماذا تعني له و لكنه لا يأمن لڠضبها و كبريائها و هواجسها اللعېنة و لهذا لن يستطيع الإفصاح عما يشعر به لذا تجاهل منحني الرد لتتابع هي
فكرة جوازنا دي مچنونة و أنا بعفيك منها و من محاولتك لإنقاذي و إنقاذ سمعتي . انا عارفه هتصرف ازاي و هحل أموري ازاي متقلقش .
زفر ڠضبا هائلا بين طيات أنفاسه الملتهبه و قال بفظاظة
مبقتش فكرة مچنونة بقت أمر واقع و المفروض انك
تكوني بدأت تتأقلم عليه
فرح پغضب
دفين
اديني سبب واحد عشان اقبل بيه و ابتدي أتأقلم عليه
سالم باختصار
حسيت انك اكتر حد مناسب ليا .
اغتاظت من
شح إجابته و قالت بتهكم
انت شايف أن دا سبب مقنع للجواز
سالم بخشونة
فكري و خدي وقتك لحد ما تقتنعي أن هو دا الصح
فرح بعناد
ولو مقتنعتش
ارتسم العبث علي ملامحه حين قال بخفوت
بكدا هضطر ادخل و اقنعك بطريقتي!
حاولت السيطرة علي نبضاتها الهادرة حين قالت بيأس
انت ليه بتعمل كده ليه بتحارب علي حاجه معتقدش انها بالنسبالك لها أهمية كبيرة في حين انك ممكن تاخد اللي احسن منها..
سالم بنبرة قاطعة دهشتها
بس انا عايزها هي . و اختارتها هي . سيبي كل حاجه تاخد وقتها يا فرح.
قال كلمته الأخيرة بنبرة أرق مما جعل الحيرة تنهش بعقلها فقالت بقلة حيلة
سالم انت عايز ايه
أجابها بكل ما يملك من لين
عايزك تكوني مرتاحه. مش عايزك تجهدي نفسك عالفاضي . بطلي تفكير شويه .
تفاقم اليأس بداخلها و ظهر بوضوح في نبرتها حين قالت
مينفعش!
شعر بما يعتمل بداخلها وإرهاقها الواضح فقال بهدوء
طب انت عايزة ايه وانا