رواية عشق مهدور (كاملة كل الفصول) بقلم سعاد محمد سلامة
لما توقفت عن ذلكربما ظنت أن يعرف إسم والدها فهو صاحب سطوه كبيرة فى المحافظهأرادت أن يتعرف عليها هى فقط.
تبسم طاهر قائلا_
وأنا طاهر أيمن
تبسمت لهسار الإثنين وخرجا من الكافيهكان مازال هنالك رذاذ خفيف للمطر تبسم طاهر لها قائلا_
واضح إن العاصفه لسه مهديتش والمطر مستمربس على خفيف.
تبسمت له بداخلها شعور غريب أو كآنها تآثرت بمشهد رومانسى رأته بأحد الأفلام
حتى انها سرحت بخيالها ولم تنتبه الى تلك الحفره الضحله التى كادت تتعثر بها لولا أن أمسك طاهر يدها وجذبها بعيد عنها قائلا_
مش تخلى بالك وإنت ماشيهأكيد النضاره معتمه مش شايفه منها.
قال طاهر هذا بدافع داخله أن تخلع تلك النظارة وينظر الى عينيهالكن هى وضعت سبابتها على النظارة وعدلتها حول عينيها لا تود أن يرى عينيها الذابله بسبب الحزنأو تفضحها نظرات عينيها له أنها معجبه به.
بالسرايا
قبل قليل
دخلت شهيرة من غرفة شكران تشعر بإنتشاء فى قلبها من رؤيتها ل شكران بهذا المنظر بائسه هى
تنهدت شهيره بإدعاء الآسى قائله_
صعبانه عليا ربنا يصبر قلبهاهو كده الفراق صعب فى أولهوده إبنها ومۏته صعبه علينا كلناما بالك هى قلب أم غير مرضها كمان.
ثم نظر الى شهيره سألا بآستخبار_
إنت لابسه كده ليه رايحه فين.
إزدردت شهيره ريقهها وأجابته_
أنا مسافره القاهرة رامز أخويا
إتصل عليا وبيقولى فى مشكله فى الآتلييه ومش عارف يحلها هسافر القاهره أحلها وهرجع آخر النهار تانى.
نظر لها أسعد سآلا_
وأيه هى المشكله دى بقى اللى ميعرفش يحلها.
ردت شهيره بتفسير_
كان فى زبونه مهمه إختارت مجموعة فساتين من الديفليه اللى كنت عملاه آخر مره وهو غلط وحط لها مجموعه تانيه وهى زبونه مهمه للآتلييه ولازمن أنا أحاول أصلح الغلط ده معاها عشان مخسرهاش دى من أهم زباين الآتلييهوهو من غير ما يسألنى إداها ميعاد النهارده بعد الضهر هروح ومش هغيب يادوب هراضيها ومسافة السكه يعنى المسا هكون هنا.
نظر أسعد ل شهيره بداخله شعر بغصه يعلم أن شهيره بالتأكيد ملت من البقاء هنا لكن تنهد بإستسلام قائلا_
تمام بلاش ترجعى فى نفس اليوم كده كده فى هنا اللى يراعى شكران وكمان آصف وآيسر هنا وكتر خيرك الايام اللى فاتت كنت معانا.
وضعت شهيره يديها حول خصر أسعد ورفعت وجهها تنظر له ومثلت الحزن قائله بعتاب_
أنا مش غريبه يا آسعد المرحوم سامر يبقى أخو بنات وكان له مكانه خاصه عندى ربنا يعلم حزنت عليه قد أيه وكمان زعلانه أوى على حالة شكران هى صحيح ضرتى وبتشاركني فيك بس ربنا العالم حزينه على حالها قد أيه وقلبى متقطع عليها لو كان رامز كلمنى قبل ما يحدد مع الزبونه الميعاد كنت قولت له أجله الفتره دىأو حتى خد منها
المجموعه وأما ارجع أبقى اتفاوض معاها بس هو قالها إنى أنا اللي هقابلها فى الأتلييه...ومن الذوق والصدق إنى اقابلها بنفسى زى ما قال لها.
إستسلم أسعد قائلا_
تمام... بس لو الوقت إتآخر بلاش ترجعى فى الضلمه باتى هناك فى القاهره وإبقى تعالى بكره.
اومأت شهيره برأسها وهى تسحب معها آسعد للخروج من الغرفه قائله_
شكران نايمهبلاش تزعجهاإتمشى معايا لحد مكان العربيه.
توقف الإثنان أمام سياره تصف بالحديقهنظر آسعد للسياره سائلا
فين السواق.
ردت شهيره_
راح يوصل يارا للجامعه.
أخرج آسعد هاتفه وكاد يهاتف سائق آخرلكن وضعت شهيره يدها على الهاتف قائله_
هتكلم مين.
رد آسعد_
هكلم أى سواق تانى يجي يوصلك للقاهره.
ردت شهيره_
لاءمالوش لازمه إنت عارف إنى بعرف أسوق عربيات كويس ومعايا رخصة قيادةكمان مش أول مره أجى للبلد وعارفه الطريقكمان العربيه فيها Gps هيوجهنى عالطريق بسهوله.
كاد أسعد أن يرفض ذلك لكن هى أصرتإستسلم لها قائلا_
تمامبس زى ما قولتلك لو إتأخرتى باتى فى الڤيلا.
أومات شهيره برأسها وتوجهت نحو باب السياره وفتحته وصعدت إلي داخلها ثم فتحت زجاج الشباك وأشارت له بيدهاوقامت بتشغيل السياره وغادرتتتنهد بإرتياح بعد أن خرجت من باب السراياقادتها تشعر كآنها كانت حبيسه وتحررت لكن فجأة توقفت بالسياره حين رأت أمامها أكثر من تشعيبه للطريقإحتارت أى طريق تسلك حتى يوصلها الى الطريق الرئيسى للبلده الذى يوصلها ببداية الطريق السريعزفرت نفسها پغضب وهى تنظر نحو جهاز الخريطه الخاص بالسيارهلم يعطى لها إشاره لأى طريقزفرت پغضب قائله_
حتى Gpsمش شغال هنامفيش قدامى غير إنى أسأل أى حد ماشى عالطريقعاودت السير بالسياره الى أن رأت شاب يسير على جانب الطريق
فتحت زجاج باب السياره ونظرت على الطريق توقفت حين رأت واشارت له قائله_
لو سمحت... من فضلك.
نظر لها الشاب ثم ذهب نحوها.
سألته_
لو سمحت أنا مش من البلد هنا ومش عارفه أخد أى طريق قدامي يوصلنى للطريق السريع.
وقف للحظه مأخوذ من تلك المرأه التى تبدوا راقيه كذالك خصلات شعرها التى تدلت وتطايرت بسبب هواء الطقس السيئ من أسفل وشاح رأسها الذى إنزاح للخلف للحظه صمتلكن أجابها حين عاودت سؤاله ودلها على بداية الطريقشكرته ثم عادت تقود السياره نحو الطريق الذى وصفه لها غير مباليه
بينما هو ظل مكانه متصنما للحظات ينظر فى آثر السياره التى بدأت تبتعد عن مرأى عيناه تنهد بحسره قائلا_
عربيه زى دى كفيله بحل كل مشاكلك يا عادل وتقدر وقتها تحل نفسك من الإرتباط ب هويدااللى بتتحمل عجرفتها عشان مرتب ملاليم.
بعد الظهر
بمنزل أيمن
نفضت سحر بقايا ذلك الطعام الذى شبه لم يأكل أحد بنفس الوقت صدح رنين جرس باب المنزل ذهب
رحيم وفتح الباب للطارقثم عاد بصحبته
نظر أيمن ورسم بسمه خافته قائلا_
أهلا يا عمتى الدار نورت.
ردت آسميه_
الدار هتنور لما ترجع سهيله قريب يارب.
تبسم ايمن بغصهبينما قال رحيم_
أكيد سهيله هترجع يا تيتا تعرفى عيل رذل زميلى النهارده بيقولى أختك هتكمل بقيه حياتها فى السچن كنت هضربه وقولت له سهيله قلبها أبيض وبكره هتطلع وترجع للدار وأنا هبقى ظابط وهدافع عنها.
تبسمت سحر بدمعه وهى تربت على شعره كذالك قالت آسميه_
أيوه يا حبيبى أى حد يتكلم على سهيله بسوء ربنا ينتقم منه.
تهكمت هويدا قائله_
البلد كلها بتتكلم عنها يا تيتا أنا بقيت أنكسف أبص فى وش زمايلى فى البنك نظراتهم كلها إتهامكآنى أنا اللى قټلت مش هى.
نظرت لها آسميه پغضب قائله_
سهيله مش مجرمه وتبقى أختكواللى يسمعك يقول مصدقه أنها ټقتلمع أن المفروض إنت اللى تدافعى عنها.
تهكمت هويدا قائله_
أدافع عنها
طب أقول أيهأنا نفسى مش فاهمه أيه اللى حصل لعقل سهيله طب لو هى بريئه ليه الأدله بتقول عكس ده.
نظرت لها آسميه پغضب وقالت_
حتى لو مش واثقه فى برائتهاهى أختك والمفروض مكنتيش تقولى كده.
نظرت هويدا لها بإستهزاءبينما نظر أيمن وسحر لبعضهم يشعران بآسف من رد هويدالكن دلف الى الغرفه طاهربعد ان ألقى عليهم السلامأخرج من جيبه مبلغ مالى ووجهه ناحية أيمن قائلا_
بابا أنا كنت عامل جمعيه مع أصحابى فى الجامعه كنت هشترى لابتوب جديدبس اللى عندى حالته كويسه ويستحملخد الفلوس دى وخلى المحامى حتى يطلع سهيله بكفاله لحد برائتها ما تظهر.
تبسمت آسميه ووضعت يدها على كتف طاهر بمحبه ثم نظرت ل هويدا التى شعرت بخزيلكن لم تهتم بنظرات آسميه لها.
بغضت نظرات آسميه لهاتعلم دائما أنها تبادلها نفس الشعور لكن لم تهتم الا لذالك المال الذى وضعه طاهر فوق فخذ والدهكادت تقول له يكفيك غباءا إحتفظ بمالك قد ينفعك مستقبلا.
ليلا
بسرايا شعيب
بغرفة شكران على ضوء شبه خاڤت
كان آصف يجلس على أحد المقاعد بالغرفه يغمض عينيه
سمع هزيان شكران وهى نائمه كذالك همسها كآنها تنتحب
نهض من مكانه وذهب نحو ال نظر لوجه شكرانرأى لمعة تلك الدمعه التى سالت من عينيها على وجنتبهاتنهد ببؤس حتى وهى غائبه عن الوعى تبمي إنشطر قلبهرؤية والداته هكذا هزيله وطريحة ال نائمه معظم الوقت بسبب الأدويهرغم ذالك تشعر بالآسى.
توجه ناحية باب الغرفه وخرج بهدوءتوجه الى شرفة كبيره قريبه من غرفة والداتهوفتح بابها وتقدم للأمام يتنفس ذلك الهواء البارد يلفح وجههيشعر أنه مثل الشردأخرج علبة سجائره والقداحه أشعل واحده وزفر دخانها ينظر الى
ذالك الضباب الذى أمامه يخفى آثر المكانيشعر أنه داخله معتم مثل هذا الضبابتذكر قبل يومين أنه كان قرر الذهاب الى سهيله وسؤالها_ هل فعلت ذلك.
لكن توقفت أمام سيارته الخادمه وأخبرته أن والداته سقطت مغشيا عليها وهى تجلس بين النساء الاتى آتين للعزاءنسى أمر الذهاب