الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية انا لها شمس (كاملة كل الفصول) بقلم روز امين

انت في الصفحة 13 من 122 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بيه ده منين
ابتسمت إيثار بشدة لتسترسل الاخرى موضحة
أصل إسمك غريب قوي على بلدنا ومتزعليش مني عمي غانم راجل بسيط زي أبويا منين عرف الإسم ده!
لو تعرفي
كام
حد سألني السؤال ده هتستغربي قالتها بهدوء لتسترسل بانتشاء 
بصي يا ستي لما ماما كانت حامل فيا حصل لها ڼزيف وبابا اضطر يوديها المستشفى اللي في المركز علشان يكشف عليها الدكتورة اللي كشفت على ماما كانت من اليمن ومتجوزة دكتور

مصري بابا وقتها عجبه إسمها قوي ولما عملت لماما سونار وقالت له إني بنت بابا قرر يسميني على إسمها وكان نفسه قوي أطلع دكتورة زيها
لتسترسل بملامح متأثرة 
بس أنا خزلته ومجبتش مجموع في الثانوية علشان كدة أنا بجتهد ومصممة أجيب تقدير عالي كل سنة علشان أتعين معيدة في الجامعة وكدة ابقى حققت لأبويا حلمه وفي نفس الوقت عملت كرير محترم لنفسي
دي حكاية ولا الحواديت قالتها بانبهار لتسترسل بانتشاء 
تعرفي يا إيثار أنا بحبك قوي وببقى مبسوطة وأنا شيفاكي بتنجحي وراسمة لنفسك مستقبل حلو
واستطردت بحسرة ظهرت فوق ملامحها
انا كان نفسي أكمل تعليمي قوي زي باقي أصحابي بس الله يسامحه أبويا طلعني من تالتة ثانوي أول ما وجدي اتقدم لي اترجيته يسيبني اكمل ساعتها قال لي نفس كلمة أمك اللي قالتها لك البت مهما اتعلمت وراحت وجت اخرتها الجواز
ابتسمت إيثار وقالت لتخفف عنها وطأة حزنها 
بس وجدي طيب وبيحبك يا نوارة وممكن لما ظروفكم تتعدل تستأذنيه في إنك تكملي تعليمك
ضحكت نوارة لتقول برضا 
والنبي إنت رايقة يا إيثار هو بعد العيد يتفتل الكحك 
ضحكتا من قلبيهما ليقطع اندماجهما دخول تلك ال نسرين حيث قالت بنبرة ساخرة وهي تتطلع إلى ضحكة إيثار الواسعة 
ده أنت غريبة قوي يا إيثار ولعتي الدنيا في بعضيها ونكدتي على أبوك وأخواتك وقاعدة هنا تضحكي ولا على بالك
أنا اللي ولعت الدنيا في بعضها ولا جوزك قالتها بملامح وجه مكفهرة لترد الأخرى بخبث 
جوزي ده يبقى أخوك اللي خاېف على مصلحتك يعني الحق عليه اللي عاوز يسترك قبل ما تعنسي
أعنس! نطقتها بازدراء لتقول نوارة بعد أن قررت التدخل لفض تلك المناوشة قبل أن تتطور
عيب الكلام ده يا نسرين
رفعت شفتها العلوى بتهكم لتقول متعجبة 
وإيه العيب في اللي أنا قولته يا نوارة بقيت غلطانة علشان خاېفة على أخت جوزي!
لتحول بصرها للأخرى وهي تقول بلؤم 
إنت داخلة على اتنين وعشرين سنة يا حبيبتي وده سن محدش وصل له قبل كدة من غير جواز في بلدنا حتى بنات العائلات الكبيرة بيتجوزوا ويكملوا تعليمهم في بيوت إجوازهم
دي حاجة تخصني لوحدي ومسمحلكيش تتكلمي فيها قالت جملتها بصرامة لتستطرد ساخرة وهي تشملها بتهكم كي ترد لها الصاع صاعين 
وبعدين هما اللي اتجوزوا كانوا خدوا إيه واديكي اكبر مثال قدامي أهو
اشټعل قلبها وبلحظة احتدت عينيها لتهتف وهي ترمقها ببغض شديد 
خدت كتير يا حبيبتي لقيت راجل يحبني ويتمنى لي الرضا وستتني في بيته وجبت له ولد زي القمر وحامل في شهرين وكلها سبع شهور واجيب الولد الثاني
هي دي إنجازاتك! نطقتها ساخرة لتقطع تلك المناوشة الكلامية الحادة ولوج منيرة لتقول بملامح وجه صارمة 
إعملي شاي للرجالة وطلعيه يا نسرين
استدارت إيثار لتولي ظهرها لوالدتها دون عناء النظر لوجهها متعللة باستكمال جلي الاواني زفرت منيرة
ياريت ياماما تبطلي تدخلي عليا من غير ما تخبطي
قطبت جبينها لتجيبها بحدة 
مبقاش ناقص إلا إني اخد الإذن منك يا ست إيثار
زفرت لتجيبها بإبانة 
مش قصة إستئذان بس افرضي إني بغير هدومي
أنا عارفة إنك بتغيري في الحمام وبعدين سيبك من الرغي الكتير وخلينا في المهم قالتها باهتمام لتنتبه الأخرى لها اتجهت وجاورتها الجلوس لتسترسل 
جهزي نفسك وإلبسي فستان حلو عشان تروحي معايا حنة أمل بنت حليمة بنت عمي حسين
لم تتمالك حالها لتهتف متذمرة 
وأنا مالي بحنة أمل دي كمان أنا عندي مذاكرة ومش فاضية للكلام ده
واسترسلت متعجبة 
وبعدين أمل دي أنا مشفتهاش مرتين تلاتة على بعض والكلام ده كان من سنين عند جدي الكبير الله يرحمه
اجابت لاقناعها 
يا بنتي عيب اللي بتقوليه ده حليمة تبقى بنت عمي وطول عمرها صاحبة واجب معايا دي منقطاني في فرح إخواتك الإتنين
ردت مفسرة 
أنا مطلبتش منك متروحيش بس كمان متجبرنيش أسيب مذاكرتي وأروح اضيع وقتي في مجاملات شكلية
وصلت منيرة لذروة ڠضبها من
تلك المتمردة صعبة المراس والتي ستهدم لها مخطتها فبرغم ان نجل شقيقها قد طلب إيثار للزواج بها إلا أنها تطمع دائما للأعلى حيث فكرت بأن تصطحب إبنتها الجميلة لحفل إبنة عائلة عريقة كعائلة البنهاوي وهي أكبر عائلة بالبلدة بل بالمركز بأكمله لذا خططت بأن تجعلها ترتدي أفضل ما عندها من ثياب لربما تعجب بها إحدى سيدات العائلة وتختارها زوجة لنجل لها حاولت تهدأة حالها لتقول بنبرة مصطنعة علها تستطيع تليين عقل تلك العنيدة بتلك الكلمات المفخمة للذات 
طب وإن قولت لك إني عايزة اخدك معايا اتباهى بيك قدام حريم البنهاوية وحريم البلد كلهم بردوا هتكسفيني 
ضيقت بين حاجبيها تتعمق بالنظر لمقلتي والدتها في تعجب لتفكيرها لتباغتها الأخرى كي لا تدع لها الفرصة بالرفض 
خليني أتباهي وسط الناس ببنتي المتعلمة ومتكسريش خاطري
لان قلبها بعد حديث والدتها ونظراتها المتوسلة التي تراها للمرة الأولى لتقول
بابتسامة هادئة 
حاضر يا
ماما هروح علشان خاطرك 
انتفضت الاخرى من جلوسها لتتحدث بانتشاء وفرحة لم ترهما عيني إيثار من ذي قبل 
طب قومي جهزي نفسك وابقي البسي الفستان اللي كنتي جيباه لخطوبة صاحبتك بتاعت مصر
تنفست باستسلام لتجيبها بكثيرا من العقل التي تتسم به شخصيتها الصلبة 
لسة بدري يا ماما خيني أذاكر شوية وبعد ما اصلي المغرب هلبس
لا ما أنا هبعت أجيب لك البت كريمة الكوافيرة عشان تنضف لك وشك وحواجبك قالتها بانتشاء تعجبت منه الإبنة لتقول باستغراب ظهر بين فوق ملامحها 
ليه ده كله دي حنة أمل مش حنتي أنا يا ماما! 
زفرت بقوة لتهتف بحدة وسخط بعدما فقدت صبرها 
هو أنا مش مكتوب لي اسمع كلمة حاضر منك خالص هتفضلي واجعالي قلبي لحد امتى 
هبت واقفة لتقول سريعا في محاولة منها لمراضاتها 
خلاص حقك عليا هعمل لك كل اللي إنت عوزاه
وقفت تتطلع عليها بملامح حادة غاضبة لتقول الأخرى بابتسامة هادئة عليها تستطيع إضحاك صاحبة الوجه القاسې ولو لمرة 
خلاص بقى متزعليش 
تنفست بهدوء ولانت ملامحها لتقول 
هروح أبعت للبت كريمة على ما تجهزي نفسك
قالتها وتحركت سريعا للخارج دون انتظار الرد تنفست الصعداء لتلقي حالها فوق الفراش وهي تزفر بضيق
أتى الليل ليخيم الظلام على الكون خرجت من حجرتها وهي ترتدي ذاك الثوب الرقيق والذي بدا وكأنه صنع خصيصا ليجعل منها أيقونة جمال وانوثة تتحركان فوق الارض كان مصنوعا من قماش الستان باللون الأزرق ليظهر بياض بشرتها الحليبية ضيقا من عند الصدر والخصر لينزل باتساع كبير اظهر تقاسيم مما جعل كل من يراها ينبهر اشټعل قلب نسرين حين رأتها تتحرك صوبها هي ونوارة واللواتي كانتا ترتديتان ثوبان متواضعان مما جعل نسرين تهتف بحدة 
مش يلا بينا يا حماتي إتأخرنا وإحنا مستنيين الحنة زمانها بدأت من ياما
كانت أعين منيرة منبهرة بجمال ابنتها فأجابت وهي مسلطة عينيها فوق إيثار 
اسبقيني انت ونوارة وانا وإيثار هنحصلكم
بالفعل تحركتا وبعد قليل ذهبت بصحبة ابنتها وصلا إلى الشارع المؤدي لمنزل والد العروس نظرت منيرة لتلك الفراشة المنصوبة للرجال الصوان وما تحتويه من طاولات مرصوص عليها جل ما لذ وطاب من حلوى وفاكهة ومسليات كان يقف بالمقدمة ليستقبل المهنئين بجانب أبناء عمومته من الشباب خرج ليتناول سېجارة ينفث بها عن حاله بعيدا عن أعين والده ليتسع بؤبؤ عينيه ذهولا بعدما رأها وهو يتفقد المكان نعم هي تلك التي سلبته لبه منذ أن رأها ظهر اليوم ومن حينها وللأن لم تغب عن تفكيرة ولو لحظة وقف لحظات حتى استوعب رؤيته لتلك الفاتنة ترك تفكيره وتلك الأسئلة التي اقټحمت مخيلته ليهرول إليها بعدما رأى من تجاورها وتأكد من شخصها اقبل عليهما ليهتف بترجاب عال وهو يقول 
يا أهلا وسهلا يا خالتي منيرة نورتي الحنة
قطبت جبينها لتدقق النظر بملامح ذاك المهلل والتي صعب على ذاكرتها تحديد شخصه ليسترسل بلهفة 
إنت مش فكراني يا خالتي أنا عمرو إبن الحاج نصر البنهاوي كنت زميل وجدي في الثانوية العامة وياما جيت عندكم علشان أذاكر معاه وهو كان بييجي عندي ناخد الدروس ونذاكر
تهلل وجهها لتجيبه بتذكر 
إفتكرتك ماشاء الله يا عمرو شكلك اتغير خالص عن زمان كبرت وبقيت راجل تختشي العين تبص
له
حول بصره لإيثار التي تستمع بلامبالاة وكأن الأمر لا يعنيها ليتحدث وهو يرمقها منبهرا بجمالها الذي تضاعف عما رأها ظهر اليوم بفضل زينتها وثوبها المنمق 
تشكري يا خالتي
زاغت عينيها لتلتمع ببريق الأمل وهي ترى تحملقه بابنتها لتقول بدلال عاتبة عليه 
بس أنا زعلانة منك يا عمرو من ساعة ماخلصتوا الثانوية لا عدت بتسأل ولا كأنك كنت زملا أنت و وجدي طب حتى كنت إسأل على خالتك منيرة
واستطردت بفكاهة 
يخونك محشي الكرنب اللي كنت بتاكله عندي لما تتأخر في المذاكرة مع وجدي 
ضحك ومازالت عيناه معلقة بتلك الجميلة ليقول بملاطفة 
حقك عليا يا خالتي بس إنت عارفة الدنيا تلاهي
أجابته بلمعة بعينيها 
الله يكون في عونك يا ابني أرض الحاج نصر وأملاكه ياما ومحتاجة اللي يحميها ويراعيها
تبسم ثغرها وهي تراه مازال معلقا مقلتيه بإيثار ليتحدث مستفسرا بعدما فقد سيطرته جراء شغفه لمعرفة شخصها 
أنا شفتك النهاردة في الموقف هو أنت تقربي لخالتي منيرة
قطبت جبينها متعجبة جرأته لتهتف منيرة بإيجاب لتشبع رغبته الملحة في المعرفة والتي ظهرت بينة بمقلتاه 
هو انت مش عارفها يا عمرو دي إيثار بنتي
التمعت عينيه ذهولا ليقول 
معقولة إنت إيثار! 
ليسترسل منبهرا 
شكلك إتغير قوي عن زمان
ماما إيه اللي بتقوليه ده! 
ابتسم عمرو على خجلها الذي زاد من توهج وجنتيها ليزيد من اشتعال قلبه وحرارته لتهتف الأخرى بلامبالاة غير عابئة بمشاعر صغيرتها البريئة 
مكسوفة من إيه
ده عمرو زي أخوك وجدي بالظبط
اغتاظت من والدتها وتحدثت بحدة أظهرت كم حنقها 
ممكن ندخل الفرح بدل وقفتنا في الشارع اللي ملهاش لازمة دي
برغم سعادتها باعجاب عمرو الظاهر عليه إلا أنها كانت تشتعل داخليا لتخشب تلك الحمقاء ونظراتها الحادة تغاضت عن ڠضبها لتتحدث وهي تشير بيدها نحو منزل العروس
يلا يا حبيبتي
أوقفها متلهفا ليقول باهتمام
الفرح معمول على
السطوح فوق يا
خالتي
واسترسل وهو يتقدمهم
اتفضلوا أوصلكم
تحركتا خلفه وصعد ثلاثتهم الدرج إلى أن وصلوا لمكان إقامة الحفل انسحب عمرو بهدوء ليترك منيرة تتلفت حولها بانبهار لتلك الطاولات المرصوصة والمزينة بمفارش بيضاء حملقت عينيها على الفاكهة والحلوى وزجاجات المياه الغازية الموضوعة فوقها بانتظام لقد تحول السطوح وكأنه قاعة أفراح بفضل تلك الزينة المعلقة والمحاوطة للمساحة بأكملها أما المكان المخصص لجلوس العروس فكان مبهرجا وجاذبا للعين تحركت خلف والدتها لتقابلهما
والدة العروس بترحاب شديد يرجع لقرابتها لمنيرة 
يا أهلا وسهلا يا ام عزيز نورتي الحنة
 

 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 122 صفحات