رواية ندوب الهوي بقلم ندا حسن كاملة جميلة جدا
تجاهها أكثر وأكثر قفصه الصدري لا يتحمل كل هذا الخفقان من قلبه هل سينكسر أم ماذا..
وروحه ترفرف سعيدة بكونها ستصبح زوجته!..
حمد الله كثيرا بعد موافقتها وفهم أنها علمت ما كان يريد قوله لها داخله يعلم أنها تريده وأوصل لها أنه هو الآخر يريدها بكل جوارحه..
كان يريد البوح بكل شيء ولكن هي ترى أنه مجبر عليها ويشفق أيضا لذا قلل الحديث وألقى عليها كلمات بنظرة تثبت أنه يريدها من قبل كل شيء حدث!..
جلست والدته مع هدير و مريم بالداخل بينما هو ووالده ومعهم شقيقها ووالدتها بالخارج كما كانوا بعد أن طلب جمال أن يتم الاتفاق وقراءة الفاتحة..
أردف رشوان بجدية
إحنا مش عايزين أي حاجه.. شقة جاد موجودة ومش محتاجه غير العفش والفرش وده علينا إحنا هناخد هدير بشنطة هدومها
لأ يا حج رشوان جهاز هدير بنتي كله موجود من الإبره للصاروخ وكل واحد يجيب اللي عليه حسب الأصول ما بتقول
ابتسم إليها بود وداخله ارتاح قليلا لأنها لم تطمع بشيء ولم تستمع إلى حديثه الذي هتف به ولكنه كان يعلم أن شقيقها سيدلف عليه بالطمع قبل أي شيء
الدهب اللي انتوا عايزينه هنجيبه والنهاردة بإذن الله
الدهب يبقى ب مية ألف جنية
شهقت والدته بدهشة من طلبه الكبير ليس كبير للغاية ولكن كبير بالنسبة إليها هي وابنتها ربما لو خمسون ألف سيكون أفضل هتفت قائلة بضيق
شوف يا حج رشوان هدير دي بنتك أنت ما أنت اللي مراعينا بعد المرحوم واللي أنت هتعمله إحنا راضين بيه
ابتسم إلى جمال قائلا
وأنا مش هتني كلمة جمال الدهب ب مية ألف جنية
نظر إليه جمال وداخله الفرحة ستجعله يغمى عليه ليس بمبلغ كبير ولكن ربما يستفيد نظر إليه بثبات قائلا
معلش يا حج رشوان دا جواز وأنا عايز أحافظ على حق أختي
أنت بتقول ايه هو أنا هتجوزها النهاردة وأطلقها بكرة... ما تحافظ على كلامك
معلش يسطا جاد مش بعرف ازوق الكلام زي الحجة
أجابه مرة أخرى بحدة
بس الحجة مش بتزوق كلام هي بتقول الحقيقة
نظر إليه والده حتى يصمت وأردف هو ناظرا إلى والدتها
مش عايز نقعد كتير ونماطل والكلام يكتر العروسة جاهزة وإحنا هنجهز الشقة ونقفلها وخير البر عاجله
عين العقل والله يا حج رشوان
أردفت نعمة والدتها بهذه الكلمات وهي تبتسم بسعادة مثل جاد الذي فرح أكثر من السابق بحديث والده هذا ولكن جمال تحدث قائلا بجدية شديدة
حيث كده بقى خليني أقولك أن القايمة هتتكتب بنص مليون جنية.. ومتزعلش مني بس أنا معرفش ايه اللي هيحصل بكره ويحل على أختي
هذه المرة تحدث جاد بعد أن تقدم إلى الأمام ليقابل جمال وأردف بجدية شديدة
موافق يا جمال ولو عايز مليون كمان مش نص بس موافق علشان عارف أنا عايز ايه كويس أوي... وأنا عايز أختك وهحافظ عليها ومش هفرط فيها أبدا علشان كده مش خاېف من النص مليون بتوعك اللي هتحطهم في القايمة
بعد هذه الكلمات وجد والدتها تقف على قدميها تطلق الزغاريد مرة أخرى وأخرى وأخرى وفرحتها لم يكن يوجد مثلها بعد هذه الكلمات الجادة منه وفرحته التي ظهرت على وجهه..
ألف مبروك يا جوز بنتي
أردف والده قائلا وهو يرفع يده أمام وجهه مبتسما بحب
نقرا الفاتحة
ثم بدأو في قراءة الفاتحة جميعا والسعادة تتحدث على
وجوههم..
هتف والده قائلا أمامهم بعد أن انتهوا
جاد هياخدك أنت وهدير ومريم علشان تختار الدهب اللي هي عايزاه
نادت بإسم مريم لتخرج لها وجعلتها تستدعي شقيقتها فخرجت هي الأخرى ومعها فهمية والدة جاد
هنروح مع جاد علشان تختاري الدهب
نظرت إليه بهدوء ولم تتحدث بل ابتسمت ابتسامة صغيرة وتقدمت من والده لتسلم عليه وألقى عليها المباركة مبتسما لها بود..
هتف مرة أخرى وهو ينظر إلى جاد بهدوء بعد أن وقف مشيرا إليهم
خدهم محل من المحلات القريبة من هنا يا جاد وخليها تختار اللي هي عايزاه وطلع فاتورة ب المية ألف جنيه علشان جمال يشوفها
توسعت عينيها بدهشة وذهول عندما استمعت إلى الرقم الذي قاله هل استمعت صحيح
بس مية ألف كتير أوي
أجابها والده بهدوء وابتسامة رزينة
مفيش حاجه تغلى على عروسة الغالي
ابتسمت بهدوء بعد كلماته الجميلة لتنظر إليه بطرف عينيها وجدته يقف ينظر إليها هو الآخر وعلى وجهه ابتسامة لا تدري أهي كاذبة أم لا ولكن يبدو سعيد للغاية وابتسامته تلك من الأذن إلى الأذن!..
يلا يا أم جاد تعالي معانا
تقدمت والدته من زوجها قائلة بخجل لتتركهم على راحتهم
لأ ياختي أنا هطلع مع أبو جاد وانتوا خدوا راحتكم يا حبيبتي
بالله لانتي جايه معانا الله.. ما تقولي كلمة يا هدير
ابتسمت هدير إليها وأردفت بهدوء خجل وهي تتقدم منها قائلة بود
تعالي معانا يا ماما فهيمة علشان تختاري معايا أنت ذوقك حلو
خلاص طلما قولتي كده يبقى أجي بعد أذنك طبعا يا حج
أومأ إليها بهدوء للذهاب معهم وكل منهم داخله شيء يفكر به من يزعجه تفكيره ك هدير وما حل عليها من كلمات جاد وما حدث ومن يجد الفرحة اليوم كثيرة عليه ولا يصدق وجودها مثله..
جلست على أريكة بنية اللون وبجوارها شقيقتها ووالدته فهيمة في محل الذهب الخاص بوالده بينما والدتها جلست على المقعد المقابل للأريكة وفي المنتصف طاولة صغيرة كان يضع عليها العامل كل دقيقة تمر تشكيلات متنوعة من التصميمات الفريدة والجميلة..
رفعت نظرها إليه وهو جالس على المقعد أمام مكتب والده ينظر إليهم وينتظر أن ينتهوا من الشراء تقابلت أعينهم فابتسم بهدوء لها ولكنها لم تبادلة الابتسامة!. بل أخفضت وجهها مرة أخرى إلى الذهب الموضوع أمامها وأخذت إحدى الخواتم لتضعه في إصبعها!..
زفر بهدوء وداخله مشتت لما يحدث معها لقد أوضح لها أنه يريدها ويريد الزواج منها ما الأمر إذا لما تفعل ذلك هل هي مشتتة أيضا أم لم تكن تريده من الأساس أم ماذا يحدث..
استمع إلى والدته تهتف بابتسامة عريضة وهي تقف من مكانها متجهة نحوه
بقول ايه ما تقوم كده يا جاد تنقي مع عروستك علشان محتارة تاخد ايه تعالي يا مريم تعالي هنا معايا
وقفت مريم أيضا مبتسمة وتوجهت إليها بينما جذبته والدته من يده بخفه ليذهب إلى جوار هدير وجلست هي و مريم على المقاعد متقابلين أمام المكتب
ذهب ليجلس جوارها على بعد مسافة مناسبة لتبتسم والدتها بسعادة غامرة ونظرت إلى والدته التي بادلتها نظرات الفرحة والسعادة لرؤيتهم مع بعضهم البعض..
مد يده إلى دبلة زواج
رائعة وقعت عينيه عليها بعد أن مررها على التشكيلة التي أمامه كانت عريضة قليلا بها فصوص صغيرة على مسافة متساوية تشكل مظهرا رائعا..
وبالقرب منها خاتم به فص واحد كبير في المنتصف مظهره براق ولامع ويليق بها كثيرا..
أخذ الدبلة وأعطاها إياها لترى إن كانت تناسبها أم لأ نظرت إليها بيدها ووجدتها جميلة حقا تليق بها وبيدها وتحتضن إصبعها بشكل رائع يجعلها لا تود أن تزيلها من يدها أبدا..
رفعت حدقتيها إليه بنظرة هادئة مريحة وهناك ابتسامة صغيرة على محياها بعد أن فرحت بمظهرها وتحدثت قائلة بهدوء وخجل
جميلة أوي وعلى مقاسي
ابتسم هو الآخر ولا يدري هل هي تعاني من خطب ما!.. هل لديها انفصام الشخصية أم ماذا! حرك رأسه بخفه ثم مد يده إلى الخاتم الآخر وأخذه مناولا إياها لتراه..
لقد كان جميلا أفضل بكثير من الدبلة أنه مثل خواتم الألماس التي تقدم في التلفاز عندما يخطب أحد الأثرياء من يحبها كيف لم تراه وهي تجلس هنا منذ ربع ساعة تختار بينهم!.. أنه لديه ذوق رفيع للغاية..
ارتدته بعد أن خلعت الدبلة لتجربته وقد كان رائعا عن حق ابتسمت بسعادة كبيرة أظهرت أسنانها البيضاء ورفعت يدها إليهم تديرها إلى الجميع قائلة بسعادة
ده حلو أوي
أجابتها والدته بفرحة وهي تنظر إليهم سويا
مبروك عليكي يا عروسة... شوفتي يا أم جمال جاد أول ما قعد جابلها اللي على هواها
ابتسمت نعمة بفرحة قائلة وهي تجيبها بمرح
ياختي يارب يبقوا على هوا بعض على طول
وقفت والدته بخفه وتحدثت قائلة بجدية وهي تبتسم لتعطي لهم فرصة في التقرب من بعضهم
ما تيجي يا أم جمال نخرج نشرب عصير من المحل اللي بره ده على ما يخلصوا
علمت والدتها ما الذي تريده من هذا الحديث وهو أن تجعلهم يجلسون وحدهم لدقائق حتى ولو قليلة فسيفرق الأمر معهم وقفت على قدميها مرحبة بالفكرة وهي تنادي
مريم معهم بسعادة
آه وحياتك ريقي نشف.. تعالي يلا يا مريم
وقف جاد على قدميه عندما وجدهم سريعا وقفوا يريدون الذهاب أردف بهدوء
خليكم وأنا هبعت حد يجيب
ثم هتف بصوت عالي إلى صبي يعمل في المحل
يا ابراهيم
أردفت والدته قائلة وهي تذهب معهم
لأ لأ إحنا عايزين نخرج.. يلا على ما تخلصوا
نظرت إليهم هدير باستغراب ودهشة شديدة وبادلها جاد ذلك بالفعل لقد ذهبوا سريعا ولم يعطوه الفرصة للتحدث أو فعل شيء فقد ذهبوا في لحظات..
جلس مرة أخرى محافظا على المسافة التي كانت بينهم وأردف عاليا
خد يا أحمد الدبل دي وهات الحلقان والسلاسل لما نشوفها
تقدم الشاب بعملية شديدة وهي يبتسم قائلا
عيوني يسطا جاد
وضعت نظرها على الخاتم والدبلة وتحدثت بخجل
مكنش المفروض تقولوا أنكم هتجيبوا دهب ب مية ألف دول كتير أوي
ابتسم داخله بسخرية شديدة أنها لا تعلم أن شقيقها هو من طلب ذلك ليحافظ على حقها كما قال ولكنه يعلم نواياه جيدا تجاهه وتجاه شقيقته أيضا
مش كتير عليكي زي ما الحج قال
تقابلت عينيها معه بعد كلماته الغبية يتحدث على لسان والده!.. وأين هو! لماذا لا يقولها منه هو وليس من والده!.. لماذا يشعرها أنه أجبر على ذلك وبشدة أيضا
وأنت رأيك ايه
ضيق ما بين حاجبيه سائلا إياها باستغراب وعقله لم يفهم صدقا ماذا تقول
رأي في ايه
مش كتير عليا زي ما قال الحج ولا....
همهم بهدوء وهو ينظر إليها بين الحين والآخر وداخله أخبره أنها لا تريد الراحة
الدهب اللي في الدنيا كلها مش كتير عليكي
أشاحت وجهها للناحية الأخرى سريعا ولم تكن تتوقع أن يهتف بهذه الكلمات أبدا لقد تخبط عقلها وتشابكت أفكارها داخله الآن هل مچنون أما أبيض أما أسود!..
وبعدين ياستي ما كله هيبقى ملك ليكي مش هتبقي