سلسلة الأقدار (كاملة حتى آخر الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري
علي الاقل سبني اشوفه
جز علي أسنانه بغل تجلي في نبرته حين قال
قولتلك متشغليش بالك
لا تعلم اي شجاعه تملكتها لتقف أمامه الند بالند
مواصله عنادها
لا هشغل بالي و هشوف الچرح
كان للتصميم المرتسم على ملامحها و العناد الذي يغلف ملامحها وقعا خاص علي قلبه الذي لامس اهتماما كان يتوق إليه و ايضا قربها منه لهذه الدرجة ملامستها لجراحه النازفة التي لا تساوي مثقال ذرة من جراح داخليه تعج بالألم كل تلك الأشياء اخضعته لها بشكل لم يعهده و رغما عنه ارتسم بنظراته العتب و غلف نبرته حين قال
كانت كلمه مختصرة عنت لها الكثير فقد كانت تحتاج إليه بصورة غريبة كليا عنها بعد كل هذا التجاهل الذي أمطرها به طوال تلك المدة و ايضا كل تلك الأحداث التي ضړبت ثباتها في مقټل فلانت نبرتها قليلا و اخفضت رأسها بقلة حيلة حين قالت
مالي مانا كويسة اهوة
شعر بشئ خاطئ في نبرتها و تبدل ملامحها فمد يده يرفع رأسها إليه قائلا بلهجه يشوبها الاهتمام
لا تعلم ماذا تخبره فهي كمن كان يقف علي رمال
متحركه لا تعلم لما عاد الماضي الذي بذل والدهم الغالي و النفيس حتي لا يجعلهم يتأذوا بسببه و الآن عاد ليظهر علي السطح من جديد وهي لا تعرف هل عليها مواجهته ام الهروب منه
مفيش انا بس بتوتر كل ما جنة تتعب أو يقرب ميعاد ولادتها
كانت إجابة واهيه تحمل من الكذب أكثر مما يتخيل فأكتفي بأن انتزع يده من بين كفوفها بعد أن نظفت الچرح و ضمدته فهب من مكانه و قال بفظاظة
صاعقو أصابت ظهرها من حديثه فقالت باندفاع
وليه تتسرع مش قولنا مش هيبقي في حاجه غير بعد ولادة جنة
نجحت و بجدارة في ان تخرج شياطين الچحيم القابعه بداخله فقال پغضب
انا مش فاهمك أنت ايه حكايتك بالظبط انا مابحبش اللوع و مش عايز اغير نظرتي فيك
تراحعت خطوتين من هجومه المباغت الذي كان كفيضان قوي ضړب سد هش فحطمه بلمح البصر فانكسرت لهجتها لأول مرة أمامه حين قالت
ألقت جملتها و ولت من أمامه هاربه لا تعلم لما هربت و لما أصبحت ضعيفة الي هذا الحد ولكنها لم تعد تحتمل كل تلك الضغوطات التي تمر بها
يوم أخر انقضى و كان طويلا عليها فهي في الصباح ستذهب الى جامعتها و ستراه أخيرا بعد كل تلك الفترة من الغياب لا تعلم كيف بدأ بالتسلل إلى داخلها ولكنها تشعر بأن هناك شئ قوي يجذبها إليه فهو يملك كل مقومات البطل الذي لطالما حلمت به و تعلم بأنه هناك شئ ما داخله لها فقد سمعت بعضا من حديثه لها في
دلف إلى مكتبه في الجامعه و قام بالجلوس علي مقعده و هو يعبث بأشياءه فلفت انتباهه رنين هاتفه الذي التقطه مجيبا بلهفه
بالله عليك يا شيخ قول حاجه تفرحني
عزت بارتباك
هو في خبرين واحد هيفرحك و التاني
ياسين بقلق
في ايه ياعزت طمني
بصراحه يا ياسين انا عرفت مكان بنات عمك الجديد عما عايشين عندك في اسماعيليه
وثب قائما حين سمع حديث عزت و قالت
پصدمه
انت بتقول ايه هنا في اسماعيليه طب ازاي يعني بيعملوا ايه هنا و عايشين فين
عايشين في مزرعة عيله كبيرة اوي اسمها عيلة الوزان
ياسين پصدمه
ايه انت بتقول ايه يا عزت
تعثرت الكلمات عند شفتيه ولكنه لم يستطيع أن يخفي هذا الأمر عليه فقال
بصراحه يا ياسين جنة بنت عمك كانت متجوزة حازم ابنهم عرفي و حصلت حاډثه حازم دا ماټ فيها وهي بعدها راحت تعيش عندهم هي و فرح اختها عشان للأسف عرفوا أنها حامل بعد ما ماټ بكام شهر
انهالت الصدمات فوق رأسه للحد الذي جعله يسقط علي الكرسي خلفه و يسقط معه الهاتف من هول ما سمعه ولكن لم تتيح له الفرصة حين رأي تلك التي كانت تقف أمام عتبه باب المكتب فصاح مزهولا
أنت!
دلفت فرح بأقدام متراخيه الي داخل الغرفة وقالت بهدوء ظاهري
ممكن اتكلم معاك
لا يعلم هل ڠضب ام انزعاج ام مازال تحت تأثير صډمته ولكنه ڼصب عوده الفارع و لملم اشياؤه و هو يقول بجفاء
هنتكلم بس مش هنا اتفضلي معايا
اطاعته بدون اي حديث فمن الواضح بأنه قد علم هويتها جيدا بل وصل إلي ابعد من هويتها فهو لابد و
أنه علم تلك الكارثه التي حلت فوق رؤوسهم منذ سبع شهور لهذا لم أطيل و توجهت معه الي حيث يصف سيارته أمام باب الجامعه و صعدت إليها منتظرة منه أن يبدأ في الحديث فطال صمته للحد الذي جعلها تأخذ نفسا قويا قبل أن تقول
انت عرفت
قاطعها حين قال بجفاء
الي عرفته دا صح !!
كان هذا المشهد يحدث أمام تلك التي شعرت بطلق ڼاري يستقر في منتصف قلبها حين شاهدته مع تلك المرأة فانهالت عبراتها پقهر تجلي في نبرته حين قالت
عشان كدا كنت بتسألي عنه وحياة ربنا لهوديكي في ستين داهيه
شعر بالذنب الذي أخذ يأكله من الداخل حين سمع كلماتها و نبرتها المنكسرة و ايضا هروبها فمنذ أن حدث ذلك الصدام بينهم البارحه لم يرها و لم تأتي اليوم أيضا فشعر بالڠضب من نفسه و منها فهي دائما ما تلقي به في حيرة لعينه لا يعرف كيف ينجو منها يريد أن يطمئنها و يحتوي ۏجعها وهي تكابر و تضعه بمواقف
لم يتخيل نفسه بها
أبدت ناهيك عن مشاعر تقاتله بضراوة و تفتك بثباته و هدوءه فتجعله كمن يتلظي بنيران لاتكفي انهار و محيطات العالم في اخمادها
طرق علي الباب انتشله من تفكيره المظلم تلاه دخول والدته التي كانت تبتسم بهدوء فهي أكثر من يعلمه و يشعر بتخبطاته ولكن هذه المرة كان الأمر مختلف
نعمه قالتلي انك عايزين يا سالم
تحمحم قبل أن يقول بخشونة
فعلا كنت عايز اتكلم معاك في موضوع مهم
امينه بانتباه
خير موضوع اي
زفر الهواء الذي يملئ دفعه واحده قبل أن يقول بإختصار
انا قررت اتجوز
لونت الصدمه تقاسيم وجهها وقالت بلهجه مدهوشه
تتجوز!
سالم باختصار
بالظبط
كان للتصميم يرتسم علي ملامحه مما زاد من فصولها
فقالت باستفهام
باين عليك انك واخد قرارك و بتعرفني ماشي بغض النظر عن أن الوقت مش مناسب بس عايزة اعرف مين الي خلتك تتنازل و تاخد القرار دا
كان يود لو يطلق العنان لضحكه قويه بنكهه مريرة تؤلم جوفه فهو بحياته لم يتخيل أن تجعله امرأة يسقط لها بتلك الطريقه النكراء بالنسبه لكبرياؤه ولكنها لم تكن اي امرأة بل كانت كتلة من النيران التي احرقته فأسقطت مقاومته كان ظاهريا هو المنتصر بكل نزال بينهم ولكنها فعليا انتصرت و بقوة عليه و قلبه الذي يتمني أن تعطيه اي بادرة نور كي يفصح عن
عشق اهوج ضاق به
فرح
شقه خافته خرجت من جوف أمينة حين سمعت اسمها فهي حتي و إن ظنت بوجود بوادر اعجاب خفي بين طيات نظراته ولكنها كانت تعلم ابنها جيدا و أنها ليست من
نوعه المفضل ولكن حديثه هذا ضړب بكل توقعاتها عرض الحائط فقالت باستنكار
فرح اخت جنة عايز تتجوز فرح اخت جنة يا سالم
سالم بثبات ينافي ضجيجه الداخلي
بالظبط يا حاجه عايز اتجوز فرح اخت جنة
كانت حلا تقف أمام باب الغرفة مصدومه مما سمعته فتلك المرأة تنوي أن تسرق منها كل شئ جميل تمتلكه فقد كانت تريد شكواها لأخيها و هاهي تتفاجئ به يريد الزواج منها هي و شقيقتها افاعي سامه اقتحموا حياتها و دمروا كل احباءها و الآن يسرقون المتبقي منهم فلم تستطيع منه نفسها حين فتحت الباب علي مصرعيه وهي تقول پقهر
و ياترى انت واثق فيها علشان تتجوزها
غلت دماءه من حديثها وکسى الڠضب ملامحه ونبرة صوته حين قال
تقصدى إيه بكلامك دا !
أجابت بقلب محترق
روح دور عليها و شوفها خرجت من هنا تتسحب ليه و علشان تقابل مين أو اقولك خد شوف دى!!
فتقدم منها بأدام متراخيه يمسك بهاتفها بيد مرتعشة تشبه رعشة قلبه الذي أردته الصدمه صريعا حين وقعت عينيه عليها جالسه مع ذلك الرجل!!
فجأة انهار عالمه و تأكدت شكوكه في نظراتها له التي كان اړتعب
قلبه منها ولكنه هناك رجاء خاڤت بداخله يخبره بأن يتحري قبل أن يصدر حكما بالاعډام في حق تلك ا لعلاقه التي ارهقته كليا قبل أن تبدأ حتي
انت جبتي الصورة دي منين
حلا بانفعال
انا الي صورتها قدام الجامعه عندنا شوفتها وهي خارجه معاه وقعدوا يتكلموا شويه في العربيه و بعدين مشيوا سوي وياعالم راحوا فين
ڼهرتها امينه پغضب
حلا خلي بالك من كلامك و بلاش نرمي الناس بالباطل
استقرت كلمتها في منتصف الذي ضاق فجأة و حتي أوشك علي الاختناق و قام بإغماض عينيه بقوة يمنع حقيقة تنهش بداخله و لكنه تفاجئ بوالدته التي رق قلبها لهول ما رأته بملامحه وقالت بنصح
اتحرى يا ابني قبل ما تصدر حكمك علي حد الظلم وحش
صړخت حلا پقهر
ظلم ايه بقولك شيفاهم بعيني
قاطعتها امينه بصرامه
اسكت يا حلا و اتفضلي علي اوضتك يالا
خرجت حلا التي كانت القهر يأكلها من الداخل و تبعتها امينه بعد أن أغلقت الباب خلفها لتتركه بين نيران جحيميه تحيط به من كل اتجاه فلأول مرة
بحياته يظهر بهذا الشكل امام عائلته فقد أطاحت تلك المرأة بكل شئ يملكه قلبه ثباته كبرياءه حتي هيبته امام عائلته
لحظه توقف بها الزمن و قام بتخدير كبرياءه منساقا خلف توسل لعين داخله أجبره علي التقاط هاتفه و قام بالاتصال بها و مع كل رنه لا تجيب بها يتشعب الڠضب و يتوغل أكثر الي داخله الي أن أشفقت به و إجابته بصوت مهتز بعض الشئ فباغتها سؤاله الجاف
أنت فين
ارتبك صوتها قليلا و احتارت هل تشرح له و ما الذي