رواية في هويد الليل بقلم لولا نور
واقترب منها ونظر اليها متحدثا بتصميم خلاص يبقي نمشي من هنا انا وانتي ومسك وماټي نمشي من هنا ....
نظرت له ليلي بحنان وهتفت بتمني ياريت يا ليل كان ينفع كنت اخدتكم ومشيت بس انا اللي لازم امشي وانت لازم تفضل هنا انت اللي هتكمل اللي جواد وفارس بنوه وكانوا بيحلموا بيه انت الامتداد ليهم انت اللي هتحافظ علي حقك وحق مسك انت اللي لازم تفف لجودت وتحافظ علي حقوقك ...
سالها ليل مستوضحا طب هتمشي ازاي وبكره الفرح بتاعكم !!!
رفعت ليلي راسها لاعلي تناجي ربها ان يساعدها ويقف بجانبها ربنا اكيد مش هيسبني!!!!
وكأن العزيز الجبار قد استجاب لدعاءها ونداءها.
وفي يوم الوفاه فجرا كانت ليلي قد عزمت علي الهروب من البلده وترك كل شيء خلفها مستغله انشغال جودت في وفاه وعزاء والده ....
وقد ساعدها ليل في ذلك الامر ...!!!!
اجابها مؤكدا بحزن عارف يا ماما ليلي مټخافيش هعرف اتصرف بس انا زعلان علشان انتي كمان هتسبيني زيهم ....
اعتصر الالم فؤاد ليلي وهتفت پبكاء وهي تحتضن ليل بحب ڠصب عني يا نور عيني امشي واسيبك بس انا هرجع تاني لازم ارجع لهنا تاني مش هسيب بيتي وبيت وارض فارس هرجع لهم من تاني ...
ثم وضعت مفتاح شقتها في سلسال والبسته له في رقبته المفتاح ده بتاع البيت هنا خاليه معاك علشان تخالي بالك من البيت لحد ما ارجع ...
حاضر يا ماما ليلي ....
قبلته ليلي من جبهته وقامت تحضر باقي اشياؤها .
دلف ليل الي غرفه مسك التي كانت تلملم بعض العابها وهتف يحدثها بۏجع هتمشي خلاص يا مسك.
ثم نظرت له وتابعت بحزن
تعالي انت كمان معايا يا ليل مش عاوزه اسيبك لوحدك...
ابتسم ليل بحزن وتابع مش هينفع انا هستناكي هنا . بس عاوزك تخالي بالك من نفسك ومش تكلمي ولاد ولا تلعبي معاهم ... وعد !!!
هتفت مسك ببراءه وعد !!!!
ارتدتها مسك وهتف بطاعه عمري عمري مش هقلعها خالص ....
ثم استدارت وتناولت احدي عرائسها المفضله لديها واعطتها له وانت كمان خد العروسه دي وخاليها معاك علشان تفضل فاكرني ....
وبالفعل استطاع ليل الهاء الحارس المراقب لبيت ليلي حتي تتمكن هي ومسك من الخروج من المنزل والهروب من البلده ....
وبعد وقت ليس بقليل والسير وسط الطرق والازقه المظلمه استطاعت ليلي ان تصل الي محطه القطار واستقلت القطر المتجه الي القاهره ....
وبعد وقت قليل تحركت عجلات القطار راحله من البلده ومعها ليلي حيث مصيرها المجهول !!!
جلست ليلي بجانب النافذه تبكي بصمت وعينيها تودع كل شبر من ارض تلك البلده التي عاشت فيها اجمل ايام عمرها وتركت تحت ترابها روحها وقطعه من قلبها .....
وعلي الجانب الاخر يقف ليل في شرفه غرفه المطله علي الطريق يلمح القطار من بعيد وهو يتحرك مغادرا وترحل معه امه الروحيه وحبيبته الصغيره...
وقف يشاهد القطار وفي يده عروستها الصغيره التي تشبهها كثيرا ونظراته البها توعدها بانها الوحيده التي ستظل في قلبه وسيظل ينتظرها طوال عمره ...
والصغيره نائمه في حضڼ والدتها في القطار ويديها الصغيره قابضه علي سلساله مع وعد بالانتطار مهما طال ....
وبينما هي تسرح في ذكرياتها مع فارسها صدح صوتا في القطار من مذياع احدي الركاب جعل قلبها ينهار اكثر واكثر .....
في هويد الليل ولقيتك ...
ما اعرف چيتني ولا چيتك ...
ما اعرف غير اني لقيت روحي ....
ونچيت من همي ونچيتك...
واداري ولا ما اداري......
ده هواها داري ومداري..
10
الفصل 11
الفصل 11
بعد مرور ١٥ سنه .....
في احدي احياء القاهره الشعبيه البسيطه وفي احدي بيوتها البسيطه تعالي صوت تلك السيده الاربعينيه الجميله التي لازالت تحتفظ بجمالها الهاديء بالرغم من الحرن الساكن ملامحها تنادي علي ابنتها الوحيده وهي تعد لها شطائر الفطار !!!!
مسك ... يامسك .... يا دكتوره مسك!!
يالا هتتاخري علي محاضراتك!!!!
ومن داخل غرفتها الصغيره البسيطه كانت ذات العيون الفيروزية البراقه تقف امام مرأتها تصفف خصلاتها السوداء الحريريه الطويله وهتف بصوت عالي حتي يصل الي مسامع والدتها ايوه يا ماما جايه اهو ...
وقفت علي باب غرفتها ولمعت عينيها بشجن وهي
تنظر الي والدتها كعادتها كل يوم التي لم تنفطع عنها ابدا وهي تقف امام صوره والدها الراحل فارسها وحبها الاول والاخير تتحدث معه وكانه حي امامها يسمعها ويحادثها ....!!!!!
اقتربت مسك من ليلي
استدارت لها ليلي وهتفت بابتسامه مشرقه وهي تتطلع في وجه وحيدتها الصبوح وعينيها الجميله التي ورثتها عن فارسها ومين يعني اللي بيأخرني كل يوم مش حضرتك يا دكتوره ...
ثم تحركت ليلي نحو الطاوله وتناولت كيس الشطائر التي اعدتها وناولتها اياه اتفضلي السندوتشات وياربت تاكليهم مش ترجعي بيهم زي كل يوم !!!!
هتف مسك متذمره يا ماما يا حبيبتي انا كبرت وبقي عندي 21 سنه وفي تالته طب مش العيله الصغيره اللي كنتي بتوصليها المدرسه .....
ابتسمت ليلي بحنو وهي تربط علي وجنت ابنتها حتي لما تبقي اكبر دكتوره في البلد كلها ان شاء الله هتفضلي في عيني بنتي الصغيره اللي طلعت بيها من الدنيا وبرضه هعمل لك السندوتشات يا لمضه ....
ويالا بقي علشان كده هنتاخر بجد ....
............
علي الجانب الاخر وفي احدي القصور الفارهه
يجلس في غرفه المكتب الملوكيه متحدثا في الهاتف بغطرسه اسمع اللي بقولك عليه المناقصه دي بتاعتنا وكده كده هترسي علينا شركات مهران مش بتدخل اي مشروع او مناقصه الا لما تكون متاكده مليون في الميه انها بتاعتها ...!!!
المهم جهز انت كل حاجه وبلغني بالنتيجه اول لما تخلص وانا في خلال ساعه هكون في المجموعه ....
تعالي طرق علي باب المكتب تزاما مع اغلاقه للخط ودلف اليه سائقه الخاص وذراعه الايمن وكاتم اسراره !!!!
هتف متحدثا بنبره غليظه كله تمام يا كبير البضاعه اتسلمت زي ما سعادتك آمرت وده اشعار البنك اللي اتحولت عليه الفلوس في حسابك الخاص اللي جزر البهاماز...
قالها وهو يقدم اليه الاوراق ويضعها امامه علي المكتب ...
ضا عفارم عليك يا ضرغام طول عمرك سداد ....
قام جودت من
جلسته ووقف ينظر من شرفه المكتب الي الخارج ووجه سؤاله الي ضرغام الواقف خلفه مفيش جديد لسه معرفتش توصل لحاجه
اجابه ضرغام وقد فهم عليه ابدا يا باشا ملهمش آثر بس انا مكلف رجالتي يدورا عليهم في كل مكان وان شاء الله هنوصل لهم في اقرب وقت...
رفع جودت يده واشار اليه كي يغادر وشرد بذهنه الي ذلك اليوم قبل خمسه عشر عاما عندما وجدها اختفت من البلده كلها تاركه خلفها كل شيء وتسربت من بين يديه كالماء بعدما ظن انها اصبحت ملك يديه...
يومها كسر كل شيء امامه واصبح فاقدا للسيطره علي نفسه واخذ يبحث عنها كالمچنون في كل مكان واستمر به هذا الحال لاكثر من ثلاثه شهور ولكنه لم ييأس وظل يبحث عنها حتي الان دون كلل اوملل..!!
في الاعلي ....
كان يقف ذلك الشاب الوسيم صاحب البشره السمراء اللامعه والعيون بلون القهوه ذو طول مهيب وجسد رياضي قوي يصفف خصلاته السوداء الناعمه وينثر عطره الرجولي المميز بكثره..!!
انتهي من ارتداء ملابسه وقبل ان ينزل لاسفل توجه نحو غرفه ملابسه وفتح خرنته الخاصه واخرج منها اغلي واثمن شيء يملكه في حياته تلك العروسه الصغيره عروسه صغيرته وعشقه الاول والاخير !!!!
اخذ العروسه ونظر اليها هاتفا بحنين صباح الخير يا مسكي وحشتيني اوي ياتري انا كمان واحشك زي ما انتي وحشاني ولا البعد نساكي ليلك يا مسكي
يا تري انتي فين وبعدك عني ده بأرادتك ولا ڠصب عنك !!!
ياتري حاسه بيا وعارفه قد ايه مشتاق لك وقد ايه بدور عليكي في كل حته وكل مكان !!!
ياتري لسه مآنش الاوان علشان نتقابل من تاني
ثم تحرك وجلس علي راس الطاوله !!!
ابتسمت المرأه الايطاليه الجميله ذات العقد السادس بحب الي حفيدها الغالي اغلي ما تملك في هذه الدينا صباح الخير قلب وعين ماټي ..
صباح الخير .... قالها جودت وهو يجلس علي يسار ليل ....
صباح النور يا عمي ...هتف بها ليل وهو يشرب فنجان قهوته الصابحيه...
ثم نظر اليه وساله مالك يا عمي شكلك مضايق في حاجه حصلت
اجابه جودت هاتفا بحنق المناقصه مرسيتش علينا مع اننا مقدمين اقل سعر ازاي تترفض...
استندت ليل علي ظهر كرسيه وهتف بثقه علشان انا قدمت ورق بسعر اعلي من اللي انت مقدمه..
نظر له جودت پغضب هاتفا بانفعال انت ازاي تعمل حاجه زي كده انت اټجننت !!!
انت عارف كنا هنكسب قد ايه من ورا المناقصه دي ده غير انها مع الحكومه ..
تحدث ليل بنفس الهدوء والثقه والله دي شركتي وانا حر فيها ومش ليل مهران اللي يلعب من تحت الترابيزه وبقدم رشاوي وعمولات علشان المناقصه ترسي عليه مش انت برضه دفعت رشوه خمسه مليون علشان المناقصه ترسي علينا ولا انا غلطان...
تابع جودت منفعلا اكثر ده عرف السوق والسوق كله ماشي كده ...
هتف ليل بنبره بارده بس في عرف ليل مهران كله يمشي بالاصول انا مش محتاج اقدم رشاوي وعمولات لحد اسم مجموعه ليل مهران اكبر بكتير من كده والسوق كله عارف
كده ويتمني يشتغل معايا
ثم تابع بلهجه تحذيريه واللي حصل ده ياريت ما يتكررش تاني علشان ساعتها رد فعلي مش هتتوقعه...
كز جودت علي ضروسه يطحنها بغل فقد اضاع عليه ليل عموله كبيره كان سيحصل عليها بعد اتمام المناقصه نظر له بغيظ شديد فبالرغم من تربيته لليل الا انه لا يشبهه في شيء بل كل خصال جواد وفارس متأصله فيه بقوه وكانهم احياء امامه متجسدين في شخصيه ليل !!!
هتف جودت متسائلا من بين دروسه كاظما غيظه وحنقه منه هتعمل ايه في البيت اللي في البلد انا جاي