ضراوة ذئب بقلم سارة الحلفاوي
سعيد ما تدخلش في الكلام و أدخل جوة
ثم ألتفت إلي سماح و تمسك بخشب النافذة قائلة
و أنتي يا أخت سماح روحي أتكلي علي الله ربنا يهديكي أو يهدك المهم تريحنا منك عن إذنك
اوصدت النافذة في وجهها و تركتها تتشدق كالتي فقدت عقلها حتي توقفت عن الصياح عندما رأت عاطف يحدق نحوها بازدراء.
في صباح اليوم التالي...
تناديهم والدتهم و كانت غرام مازالت مستيقظة منذ الأمس لم تأكل و لم تملك الرغبة في التحدث مع أحد أثرت الصمت حتي لا تزيد من الآلام داخلها و كيف لا تزيد و تجد كل أبواب العمل مغلقة
مهما سعت إليها.
اكتفت ابتسام بالرد علي والدتها
و صدح صوت سعيد أيضا
و أنا مش رايح عشان المستر حلف علينا إمبارح اللي مش هيدفعله فلوس المجموعة مش هيدخله المدرسة
ولجت والدتهم إلي الغرفة تسأل ابنتها
و أنتي يا ست ابتسام يا أم ثانوية عامة مش هاتروحي ليه
لو تعلم السبب الحقيقي لعدم ذهابها إلي المدرسة و هو تخشى و تخجل في آن واحد من رؤية معلمها الذي رآها تخرج من منزل مهجور و خلفها عثمان يناديها تلاقت عينيها برماديتين حسن الذي حدقها پغضب شديد لم تملك الشجاعة لتكذب علي سبيل الدفاع عن نفسها و اختارت الفرار من أمامه غير مكترثه لنداء عثمان.
نهضت غرام و أخيرا تخلت عن صمتها
واد يا سعيد قوم ألبس و روح و أنا إن شاء الله قبل جرس المرواح هتلاقيني عندك هدفعلك الفلوس
و أخبرت شقيقتها
و هاتجيبيلهم منين يا بنتي ده المعاش فاضل منه 500 جنيه و إحنا يا دوب في نص الشهر
كان حديث عزيزة وتشعر بالحزن نحو ابنائها فهي تعجز عن تقديم لهم كل ما يحتاجونه فهي صاحبة مرض مزمن يجعلها غير قادرة علي العمل.
كانت غرام قد فتحت الخزانة و أخذت المال المتبقي معها و مدت به يدها إلي والدتها
و نظرت نحو حقيبة الملابس المليئة بملابس قد اشترتها و قامت بتخزينها إلي أن تصبح عروسا!
و في مكان آخر في حي المعادي كان قد استيقظ للتو من أجل الذهاب إلي عمل مقابلة في إحدى الشركات بعد أن رأي الإعلان عن طلب مديرين تسويق علي صفحة خاصة بالوظائف علي موقع التواصل الإجتماعي الشهير.
ألتفت الأخر إلي صاحبه و أخبره
رايح interview في شركة طالبة التخصص بتاعي
اقترب منه صاحبه متعجبا
أنا هاتجنن منك يبقي باباك رأفت بيه الشريف صاحب أشهر براند في مصر و مصانع وسلسلة محلات في كل محافظة و رايح تقدم علي شغل في شركة تانية يا عالم دول صادقين و لا ڼصابين!
انتاب الأخر حالة من الضيق فنظر إلي صاحبه بامتعاض
لأن ما بحبش التحكمات والټهديد كل شوية و أنا هوري بابا و نور إن من غيرهم قادر أعيش و اعتمد علي نفسي
غلط يا يوسف أنت صاحبي و بعزك جدا و والصاحب لما بيشوف صاحبه في شدة يقف جمبه و يقدم له النصيحة اللي توصله لبر الأمان و الأمان أنك تكون مع عيلتك تكون في ضهر باباك و أخوك هم عايزين مصلحتك و أنت فاهمهم غلط أدي لنفسك فرصة تانية وقرب منهم مش يمكن حالك يبقي أحسن!
ابتسامة ساخرة غزت شفتيه
الأحسن إن أعمل نفسي بنفسي مش أعتمد علي حد حتي لو كانوا أهلي
أي عباية وأي فستان ب 200 جنيه وبس يلا عرض خاص و مش هايتكرر كل قطعة بالتيكت بتاعها و اللي هتاخد 3 قطع هعملها خصم 100 جنيه
ظلت تكرر حديثها داخل القطار و
تقوم بعرض الثياب أمام أنظار السيدات و الصبايا تم بيع القليل من القطع و بدأ توافد النساء عليها للشراء توقف القطار في المحطة و ولجت بائعة علي معرفة بها اقتربت منها لتخبرها بهمس
انزلي المحطة الجاية عشان اللي بعدها فيها تفتيش و الظابط المسئول هناك أجارك الله من رخامته وشره
تسلميلي يا حنان
لملمت سريعا الثياب من أيادي السيدات
معلش يا جماعة أنا هنزل المحطة الجاية
و في مكان آخر ليس ببعيد يقف في حيرة من أمره بعد أن كاد يطلب رحلة من تطبيق التوصيل للذهاب إلي الشركة وجد المبلغ المطلوب أكبر من ما يملكه حاليا.
ألقي نظرة علي عنوان الشركة فوجده يقع بالقرب من محطة قطار تبعد عن الحي بثلاث محطات أخذ يلتفت حوله فوجد إنه علي مقربة من محطة المعادي
شعر بالجوع فهو لم يأكل منذ أمس وجد مطعم خاص بعمل الشطائر و الأكلات الشعبية كالفول و الفلافل
ذهب وقام بشراء اربع شطائر جبن مقلي و سار نحو المحطة من الخارج باحثا عن مكان ليجلس فيه و يتناول فطوره وجد متجر لبيع العصائر الطازجة يوجد به مقاعد للإستراحة جلس بعد أن طلب من البائع
عصير قصب لو سمحت
سأله الرجل
صغير و لا كبير يا كابتن
نظر إلي ما تبقي معه من مال وقال
صغير وعايز إزازة مياه
أشار الرجل إليه نحو براد عرض المشروبات الباردة وزجاجات المياه المعدنية
أتفضل عندك أزايز المياه في التلاجة
رفع جانب فمه بسخرية يتحدث بتهكم علي ما يحدث معه
فينك يا منيرة هانم تيجي تشوفي ابنك مش معاه يركب أوبر و هيشرب عصير قصب
أخذ زجاجة المياه من البراد و جلس علي المقعد ليتناول الشطائر أولا.
و أمام المتجر علي الجهة المقابلة تقف وتحمل الحقيبة البلاستيكية المليئة بالثياب تشعر بالعطش الشديد و بعض الدوار فهي لم تأكل أيضا منذ أمس و ربما من قبل.
عبرت الطريق وذهبت لتستريح قليلا علي مقعد شاغر ترفع يدها إلي البائع
لو سمحت يا عم جمعة واحد قصب صغير و كوباية ميه
ابتسم إليها البائع قائلا
يا صباح النور عاش من شافك يا غرام بقالك فترة ما بتجيش
ما بنزلش المعادي كتير ما أنت عارف الناس هنا ما لهمش في البضاعة اللي بتلف المترو دول زباين سيتي ستارز كايرو فيستڤال شغل ماركات عالية مش شغل التقليد و لا المحلي اللي معانا
كان الذي يتناول فطوره منتبها إلي الحديث خاصة مع صاحبة الصوت المألوف لديه يريد رؤية وجهها لكنها تجلس موليه ظهرها إليه
بينما عقب عم جمعة
و الله يا غرام ما كلهم ما تخدعكيش المظاهر ممكن واحد لابس بدلة شيك و أحدث موديل لزوم الوجاهة لكن لو دورتي في جيبه معهوش غير حق المواصلات
توقف الأخر عن الأكل و حدق إلي البائع بحنق يقول في نفسه
يا عم ده أنت لو قاصد تلقح مش هتقول كدة
ردت غرام علي حديث البائع قائلة
علي رأيك يا عم جمعة ربنا عالم بحال كل واحد فينا ربنا يرزقنا جميعا
آمين يارب
أخذت الكوب و شربت العصير و يليها كوب الماء
عايز حاجة مني يا عم جمعة
أخرجت ورقة بفئة الخمس جنيهات و تعطيها إليه رفع الأخر يده برفض
و الله ما هاخد و لا مليم و مش عايز حاجة منك غير تيجي تسلمي عليا و لا محتاجة أي حاجة أنا زي والدك الله يرحمه
ابتسمت الأخرى واخبرته بإمتنان
تسلم الله يباركلك
رفعت الحقيبة الكبيرة واستدارات لتغادر فتعثرت في مقعد مقلوب وقعت الحقيبة وتناثرت أغلفة قطع
الثياب و هي كانت علي وشك أن تقع نهض يوسف وأمسك ساعدها
حاسبي
نظرت إليه و
اتسعت عينيها تمتلك ذاكرة حديدية سرعان قامت بالتعرف عليه
أنت اللي كان مقبوض عليك أداب في قسم دار السلام أول إمبارح
جز علي أسنانه بحنق ثم وجه إليها إهانة مماثلة
ما أنا برضو فاكرك مش أنتي اللي كان مقبوض عليكي في تهمة سړقة برضو
ابتسامة صفراء زينت ثغرها يليها رد هازء
دي كانت تهمة متلفقة و الحمدلله أفرجوا عني بعد ما ظهرت برائتي الدور و الباقي علي الممسوك أداب
كان سيخبرها بدفاع عن حاله إنه لا علاقة له بتلك التهمة و لا يعلم لما يبرر لها لكن ما لفت انتباهه بقوة أغلفة الثياب المدون عليها العلامة التجارية الخاصة بشركات والده أخذ القطعة و دقق النظر
في البيانات المدونة علي الغلاف أخرج الثوب منه و قام بلمسه و فحصه ليكتشف أن تلك القطعة تقليدا لما ينتجونه.
هات الفستان خليني أمشي و لو هاتشتريه ب 200 جنيه
ابتسم إليها وعقب ساخرا
يعني مقلدين براند أقل فستان فيه ما يقلش عن 2000 جنية و كمان بتبيعوه ب 200 لاء واضح إنك بريئة من السړقة بس ڼصابة كبيرة
ارتجفت من داخلها لكنها صاحت في وجهه
أنت بتبرطم بإيه يا جدع أنت أنا و لا حرامية و لا ڼصابة أنا شارية الهدوم دي من محل عندنا روح أسألها بنفسك لو مش مصدقني
اختطف الحقيبة من يدها و بيده الأخرى يجري مكالمة هاتفية
أيوة يا نور هابعتلك ال location تعالي و هات معاك المسئول القانوني والرجالة و تعالوا بسرعة
هببت إيه تاني يا يوسف
ابتسم بظفر و
يرى غرام تقف أمامه تحاول استيعاب ما يتفوه به أجاب علي شقيقه
لاقيت مين اللي بيضرب بضاعتنا في السوق
الفصل السابع
قبل القراءة ادعوا لأخواتنا في فلسطين بالنصر علي الصها ينة الملاعين وكل من يساعدهم
ترجل من سيارة أجرة ويجذب يدها عنوة فصړخت به و تسحب يدها من قبضته
أوعي إيدك أنا قولتلك مليش دعوة بمين بيقلد حاجتكم أدخل لمدام رشا و أسالها
أشارت إليه نحو متجر رشا حدق يوسف إليها بوعيد
كله هيبان دلوقت اتفضلي قدامي
ذهبت وهو يتبعها حتي ولج كليهما إلي الداخل ترددت غرام قليلا قبل أن تنادي صاحبة المتجر التي تقوم بضبط وضع البضاعة علي الرفوف
مدام رشا
استدارت الأخري إليها و ما أن رأتها صاحت بعدائية
غرام! أنتي إيه اللي جابك هنا مش حبستي أخويا جاية عايزة تلبسيني مصېبة أنا كمان!
تصدر يوسف هنا ليجنب غرام الحديث مع تلك المرأة
أنا اللي جاي لحضرتك
نظرت الأخرى إليه و سألته بنبرة هازئة
و أنت مين أنت كمان
أنا يوسف الشريف المدير التسويقي لشركة وبراند YN
لم تكن تتمتع بفطنة أو سرعة بديهة
نعم برضو حضرتك عايز إيه
عايز أعرف فين المصنع اللي بيتوردلك منه البضاعة المضړوبة وتقليد للبراند بتاع مصانعنا
صاحت بنفاذ صبر بعد أن شعرت بالاتهام
و أنا مالي ببضاعتكم اللي بتتقلد أنا واحدة صاحبة محل و بشتري البضاعة من تجار الجملة أو الموردين ليهم
زفر يوسف بنفاذ صبر من تلك الحمقاء
ما أنا عارف يا...
تابعت هي
مدام رشا
بصي