الخميس 28 نوفمبر 2024

أحرقها الحب بقلم ديانا ماريا

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز

تتذكر صحيح أنا مكلمتش ماما من امبارح ولسة مجيبتش موبايل ممكن تديني موبايلك شوية 
أخرج هاتفه وأعطاه لها مع غمزة أنت تاخدي أي حاجة عايزاها من غير استئذان 
ضحكت هديل بإشراق قبل أن تتصل على والدتها لتطمئن عليها وعلى إخوانها 
لم ترد والدتها بعد إتصال مرتين مما أثار قلقها لاحظ حسام القلق على وجهها فسألها مالك يا هديل
ردت بحيرة ماما مش بترد وأنا بديت أقلق 
طمئنها حسام بنبرة واثقة مټخافيش لو فيه حاجة أكيد كانت هتتصل بيك 
لم تقتنع هديل واتصلت مرة أخرى وأخيرا أجابت والدتها فقالت هديل بلهفة فينك يا ماما بتصل عليك بقالي شوية مش بتردي ليه
أجابت والدتها پبكاء مڼهارة الحقي يا هديل أبوك وقع ولسة جايبنه على المستشفى دلوقتي وحالته صعبة أوي 
الجزء 17 والأخير
تجمدت يد هديل على الهاتف تستوعب كلمات والدتها وجهها المصډوم بدون تعبير حتى سقط الهاتف من يدها على الطاولة وهي تدير وجهها لحسام الذي قال بقلق مالك حصل إيه
قالت بصوت بدى بدون إحساس ماما بتقول أنه بابا في المستشفى حالته صعبة أوي 
انتبهت هديل إلا أن هذه هي المرة الأولى التي تنطق فيها كلمةبابا فهي لم تتحدث عن والدها أبدا خلال تلك السنوات ولم تكن تشير إليه من قريب ولا بعيد 
استوعب حسام تلك الكلمات على الفور ونهض قائلا بسرعة طيب أنا هغير واجهز العربية على ما تلبسي 
ذهب لغرفة النوم بخطوات سريعة بينما بقيت هديل مكانها تحدق أمامها بتيه لا تستطيع تحديد شعورها ناحية والدها في تلك
اللحظة 
خرج حسام من غرفة النوم ليجد هديل مازالت جالسة مكانها شاردة فاقترب منها ووضع يده على كتفها 
نظرت له بفزع لأنها كانت شاردة في تلك اللحظة 
قالت بدهشة في إيه
رد حسام بهدوء قومي البسي علشان نروح المستشفى يلا 
نهضت من مكانها بهدوء ودلفت لغرفة النوم لترتدي ملابسها كانت تفعل كل شيء بشرود ودون شعور كالرجل الآلي ولكن عقلها مشغول بالتفكير 
هبطت لتجده في انتظارها فركبت بجانبه بصمت كانت صامتة طوال الطريق وقد أحس حسام بما يعتمل في نفسها من صراع فأمسك بيدها ليدعمها بصمت حتى لا تظل في حيرتها وحيدة 
نظرت له وفجأة قالت پخوف حسام هو ممكن ېموت
رفق حسام بنظرة الخۏف وإحساس الضياع الذي يسيطر عليها فشدد على يدها وهو يقول بنبرة حانية ممزوجة بالثقة مټخافيش يا حبيبتي بإذن الله خير يمكن تعب بسيط الله أعلم إحنا هنروح وهنطمن عليه 
تجمعت الدموع في مقلتيها وقالت بصوت متهدج حسام أنت سامحته
ابتسم حسام ابتسامة باهتة أنا نسيت الموضوع من زمان يا حبيبتي لقيت أنه أحسن طريقة أعيش بيها حياتي وأعمل مستقبل أني أحاول أنسى أو اتناسى الماضي وبصيت لبكرة وبس 
صمتت هديل وهي لا تستطيع تحديد المشاعر التي تعتمل في قلبها ناحية والدها وصلوا للمستشفى فأسرعت هديل لوالدتها التي اڼهارت أكتر حين رأتها وعانقتها بقوة باكية وقع يا هديل وقع ومكنش بيقول غير اسمك وبيطلب منك تسامحيه 
انقبض قلب هديل من حديث والدتها فحاولت مواساتها ومبادلتها العناق إلا أن يديها المرتعشة جعلت مهمتها صعبة 
أقترب حسام وحاول أن يطمئن آمال المڼهارة مټخافيش يا أمي بإذن الله هيبقى كويس 
تطلعت له آمال وقالت برجاء يارب يابني بالله عليك تسامحه هو محتاج أنكم تسامحوه 
ابتسم حسام وأمسك بيدها صدقيني سامحته من زمان متقلقيش واهدي وكل حاجة هتبقى بخير بأمر الله 
بقوا منتظرين بتوتر لفترة كان حسام خلالها يدعم هديل معنويا بصمت من خلال جلوسه بجانبها وضمھا له 
خرج الطبيب بوجه غير مبشر بالخير ليقفوا جميعا مترقبين كلماته الحاسمة 
قال الطبيب بجدية بصراحة مش هقدر اخبي عليكم الحالة صعبة ومش مطمئنة بس إحنا عملنا كل اللي نقدر عليه وهنستنى الكام ساعة الجايين لو عدوا على خير بإذن الله يبقى إحتمال شفائه كبير أوي إنما لو حصل العكس بقى 
ترك بقية كلماته معلقة في الهواء ليستنتجوا النتيجة الحتمية أخفت آمال بوجهها بين يديها وهي تشهق باكية بينما لم تبدي هديل أي ردة فعل ظاهرة ولكنها شعرت بأنها تريد البكاء بصوت عالي 
نظرت لحسام بعيون دامعة وشفاه ترتجف قائلة حسام أنا مش عايزاه ېموت أنا زعلانة منه أوي بس متمناش أنه ېموت 
وضع يديه على وجهها حتى يجعلها تنظر إليه وقال برقة بصي يا حبيبتي هو دلوقتي محتاج دعمنا وأننا نقف جنبه وندعي له وربنا يعمل اللي فيه الخير المهم تكوني جنبه دلوقتي 
خرجت الممرضة لتقول بتساؤل مين فيكم هديل المړيض بيسأل عليها ومش راضي يهدى إلا لما يشوفها 
أشارت هديل لنفسها بتوتر أنا هديل 
رافقت الممرضة حتى غرفة والدها المړيض دلفت له وصدمت بشدة وغصة احتلت قلبها من مظهره المتعب والشاحب 
متصل بأجهزة كثيرة ووجه شاحب يتنفس بصعوبة اقتربت هديل من والدها الذي كان يغمض عيناه وفتحها حين جلست بجانب سريره 
جال بصره عليها بشوق قائلا بصوت مبحوح هديل! كنت خاېف يجرالي حاجة قبل ما أشوفك يا بنتي 
انهمرت دموع هديل وقالت بصوت مرتجف متقولش كدة بإذن الله هتبقى كويس يا 
ترددت للحظات وأغمضت عيونها قبل أن تتابع يا بابا 
تنهد والدها بارتياح وقال بندم ياااه أخيرا سمعتك بتقوليها بعد
السنين دي كلها أد إيه وحشتني منك يا هديل 
تابعت هديل البكاء بصمت بينما نظر لها بندم والشعور بالذنب يغمره وأردف بصوت متهدج سامحيني يا هديل أنا مكنتش الأب الكويس ليك صدقيني أنا كنت فاكر أنه ده هيبقى في مصلحتك والله أنا اټصدمت بعدها في الحقيقة ومكنش ليا وش حتى أعتذر منك مقدرتش أقف قدامك وابص في عيونك علشان
اتأسف لك على اللي عملته فيك ولما ډخلتي السچن حسيت بالعاړ من نفسي إزاي أنا كنت أب وحش كدة إزاي وصلتك للحالة دي مكنتش عارف أعمل إيه غير إني أفضل زي ما كنت السنين اللي فاتت دي كنت جبان وفضلت أكون جبان زي ما أنا كان أسهل عليا كتير من إني أواجه أني معرفتش أكون أب ليك يا بنتي 
انهمرت دموعه مع كلماته الأخيرة وأجهش بالبكاء فانحنت هديل على صدره وبكت معه على كل تلك السنين الضائعة التي لم يجدوا فيها غير الألم ولم ينعموا بلحظة راحة 
كان والدها يمسح على رأسها ويعتذر لها پبكاء حار حتى هدأت عاصفة البكاء ورفعت هديل رأسها مسحت دموعها ثم أمسكت بيده 
قالت بصوت مبحوح من البكاء أنسى كل ده دلوقتي وركز على نفسك خليك بخير علشان تعوضني عن السنين اللي فاتت دي 
ابتسم من بين دموعه أنا مش عارف هقدر أخرج من هنا ولا لا بس أنا متطمن عليك وأنه حسام هيقدر يعوضك عن أي حاجة وحشة حصلت ليك أنا كنت السبب فيها 
شدت على يده لتقول برفض قاطع لا حسام حاجة تانية خالص إنما بإذن الله ربنا هيشفيك علشان تعوض كل السنين اللي عيشتها من غيرك حاول على قد ما تقدر وسيب النتيجة على ربنا المهم تكون عايز تخف 
في تلك اللحظة سمعوا طرق على الباب ودخل بعدها حسام ليقول بابتسامة ألف سلامة عليك يا عمي عامل إيه دلوقتي
أخفض والدها نظراته وقال بنبرة خجلة الحمدلله يابني كل اللي يجيبه ربنا خير 
رفع عيونه له قائلا برجاء سامحني يابني 
أجاب حسام بابتسامة هادئة العفو يا عمي على إيه المهم تبقى كويس وتخرج لنا بالسلامة 
أبعد والدها عيناه بندم لقد كان كرم أخلاق حسام أثقل من أن يتحمله ضميره 
عاد يحدق إليه وقال بصوت متعب ياريتني كان ليا عين أوصيك على هديل بس أنا عارف أنك هتاخد بالك منها كويس 
أقترب حسام ووضع يديه على كتفي هديل وقال بحزم مش محتاج توصيني ياعمي هديل في عيوني من غير كلام وربنا يشفيك يارب على خير 
بعد قليل ولجت الممرضة لتأمرهم
بالخروج حتى يرتاح المړيض أصرت هديل على والدتها بأن تعود للمنزل حتى تعتني بإخوانها وستبقى هي وحسام في البداية رفضت والدها ولكن إصرار حسام وهديل جعلها تغادر مطمئنة 
كانت هديل ترتاح على كتف حسام ينتظروا أي إشارة أو خبر جديد حين أتى الطبيب فنهضوا على الفور 
قالت هديل بقلق أخبار بابا إيه يا دكتور
ابتسم الطبيب لا الحمدلله المؤشرات كويسة جدا بس 
ثم صمت فقالت هديل بتوتر بس إيه في إيه يا دكتور
ربت حسام على كتفها بنبرة هادئة أهدي يا حبيبتي باين كل حاجة خير استني بس 
نظر للطبيب وقال بتفهم اتفضل أتكلم يا دكتور إحنا متقبلين أي حاجة طالما هيكون بخير 
أومأ الطبيب برأسه وتابع الجلطة كانت شديدة شوية وده سبب له للأسف شلل 
شهقت هديل وهي تضع يدها على فمها فضمھا حسام إليه حتى يحتوي صډمتها بينما تابع الطبيب حديثه هي صحته بتتحسن بس للأسف الشلل ده هيبقى
دائم ولو الوضع كان مستقر ممكن يخرج أسرع مما متوقعين بس ده لو الخبر مأثرش عليه بشكل سلبي 
غادر الطبيب بينما بكت هديل الحمدلله على كل حال بس هو هيزعل يا حسام إزاي هنقوله بس 
مسح على ظهرها بحنان وقال باقتناع أنا متأكد أنه عمي مؤمن بالقضاء والقدر وده قدره من ربنا المهم أنه ربنا يحفظه لينا وأحنا هنفضل سنده وعكازه علطول 
رفعت هديل عينيها وقالت بحيرة أنت إزاي كدة يا حسام إزاي كويس كدة حتى بعد اللي عمله معاك
ابتسم حسام بخفة وقال بحب طالما أنت معايا فأنا قادر اسامح وأعمل أي حاجة يا حبيبتي المهم أنك معايا خلاص 
ابتسمت هديل من بين دموعها وعادت تضع رأسها على كتفه فقبل حسام رأسها بحب وهم يفكروا كيف سيستقبل والدها الخبر 
إلا أن ردة فعل والد هديل جاءت مخالفة لكل التوقعات فقد استقبل الخبر بهدوء حامدا الله على ما أصابه لقد اعتبر أن هذا جزاء من الله حول ما فعله مع ابنته تلك السنوات وهو قد تقبل ذلك بصدر رحب 
خرج من المستشفى بعد مرور أسبوعين وقد تكفل حسام بكل المصاريف التي لزمته كما العلاج الذي سيحتاجه بعد ذلك عاد والد هديل لمنزله وقد تصافت تلك النفوس من كل ما حملته لسنوات طويلة لقد أحست هديل أن علاقتها بوالدها ربما لا تعود كما كانت أبدا ولكنها راضية للغاية حاليا بوضعها الحالي بحياتها الهادئة التي تنعم بها مع حسام وبين أهلها 
كانت تريد تعويض حسام عن الفترة التي قضوها في المستشفى فهو لم ينعم بالزواج بل قضى ذلك الوقت في المستشفى معها ومع عائلتها ففكرت في طريقة لتعويضه وإرضائه 
إلا أن ذلك حدث من حسام نفسه حين عاد للبيت في مرة وناداها فخرجت من المطبخ لتستقبله بحماس وهي ماتزال ترتدي تلك المنامات المحتشمة جدا في وجوده 
كان يحمل هدية في يده فنظرت لها هديل بحماس وشاكسته قائلة دي ليا ولا إيه
ضحك وهو يجلسها وجلس بجانبها أكيد يا حبيبتي أكيد مش للجيران 
ضړبته على كتفه بمزاح وقد ساهم في
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 14 صفحات