السبت 30 نوفمبر 2024

معلمة الحضانة بقلم اميرة الشافعي

انت في الصفحة 12 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


بإبتسامه هادئة يلا إسمعي كلامي وإطلعي إتغدي
بالفعل إتجهت نحو غرفة الطعام وقالت
السلام عليكم
رد شاكر بإقتضاب
ورد الجميع التحيه عدا زيزي
جلست علي يمين شاكر وفي المقابل مراد علي شمال والده ويليه ممدوح وزوجته وبجوارها بيري
قلت ليلي تخاطب وداد
وداد ناديتي همس
أنا جيت يا ماما قالتها همس وصاحت ببراءه
عمو مراد
شاكر بلوم وأنا يا همس مافيش 

قامت ليلي لتجعلها تجلس علي يمين جدها وجلست بجوارها
يطعمها جدها بشوكته قطعه من الدجاج وتأكلها فيبتسم
إعترضت بيري
مامي عاوزه أقعد جنب همس وجدو
ممدوح بحسن نية روحي يا حبيبتي جنبها
علشان جدو يأكلكو إنتو الاتنين
كان مراد يأكل في صمت
زيزي وهي تصيح لإبنتها إترزعي مكانك مليون مره قلت لك مالكيش دعوه بحد فاهمه ولا لأ
بكت بيري بصوت مرتفع وقذفت الشوكه پغضب
لتصيح زيزي وهي تنظر الى ليلي پحقد شفت يا ممدوح بيري عملت ايه أدي ال جالنا من الأشكال دي وأشارت إلى همس
وقالت لشاكر أنا زعلانه منك يا عمو كمان رايح تودي البنت دي مدرسة بيري
لتصيح ليلي پغضب إنتي إنسانه حقوده بشكل بتحقدي علي طفله يتيمه ومش بعيد تكوني إنتي ال زقتيها في الميه
زيزي وهي تصيح أنا زيزي بنت عبدالمنعم حجاج بقيت يقعد مع الأشكال علي آخر الزمن
ليلي پغضب زيزي عبدالمنعم حجاج طز فيكي
إقتربت زيزي غاضبه تجاه ليلي
وهنا وقف مراد وصاح بصوت جهوري بس بقي زودتيها يا زيزي قوي
لازم تعرفي إن همس بنت مجدي
وبيري بنت ممدوح
ممدوح پغضب ليه بتحاولي تنكدي علينا يا زيزي ليه ورمي الطعام وإنصرف غاضبآ
تنحنح شاكر وقال بلهجه آمره بيري تعالي هنا جنبي وجنب بنت عمك
لازم تعرفي يا زيزي إن همس وبيري بنات عم وزيهم زي بعض
بيري پحده وهي تشير لليلي وبنت البواب كمان زي بنت سيادة السفيرعبدالمنعم حجاج
شاكر بكبرياء لاء طبعآ
لتنظر زيزي بشماته لليلي وهي تولي فمها
وتبتسم
أزاحت ليلي الطعام من أمامها ونهضت والدموع تلمع بمآقيها
مراد بلهجه قويه إقعدي يا شمس كملي أكلك 
ليلي بنظره ساخره وهي تشير لهمس الذي يطعمها جدها بنتكم بتاكل أكلكم يا مراد بيه أنا مش منكم علشان آكل معاكم 
تركتهم ودخلت لحجرة نوال
ملئت الكوب بالماء وإقتربت منها تمنحها الدواء وتسند رأسها بحنان
نوال بحنان إتغديتي يا حبيبتي
ليلي بحزن أيوه يا هانم إتغديت
نوال بتساؤل مالك يا ليلي كنتي كويسه راجعه عامله كده ليه زيزي ضايقتك
هزت ليلي رأسها بالنفي وقالت
لأ يا هانم
نوال بمحبه إسمعي يا شمس قربي مني لتقترب ليلي نوال بشفقه إنتي زي ماهي ومرات مجدي حبيبي الله يرحمه يعني بلاش هانم دي قوليلي ماما نوال
إنفعلت ليلي وبكت بحرقه وقالت وهي تتنهد بلهجه حزينه
أنا خلاص مش قادره أستحمل والله معتش قادره أستحمل تعبت يارب قويني
أنا عندي حمل تقيل يا هانم محتاجه ال يساعدني حضرتك أطيب إنسانه قابلتها
أنا مش قادره أخدعك أكتر من كده
أنا عمري ما كنت كذابه أبدآ والله 
شعرت نوال بالقلق ولكنها شجعت ليلي علي الحديث لتقص عليها كل ماحدث منذ قابلت همس في الحضانه إلي تلك اللحظة 
جحظت عينا نوال من المفاجأه وقالت
إسنديني أقعد ففعلت ليلي
نوال بتعجب إيه ال قولتيه ده وليه عملتي كده
ليلي بيأس لما مراد ظهر فجأه كلمني علي إني شمس
الفكره خطرت في بالي
كنت فاكره مش هديله همس ودي الطريقه
ال هبعده عن همس بيها كنت حاسه ھموت لو خدها مني 
نوال بحزن ليه قولتيلي دلوقتي
بكت ليلي وإنتحبت وقالت معتش قادره أستحمل
ظالمه نفسي وظالمه جدتي المړيضة بتقولي عاوزه تروح بيتها
وأنا كنت فاكره كل أهل مجدي أشرار وهيأذو همس علشان بنت شمس بنت البواب هيه قالتلي كده وأنا إعتبرت همس أمانه ومحبتش أضيع الأمانه
الحقيقه حضرتك وأعمامها
حتي جدها رغم قسوته أااااا أنا آسفه بس بيحب همس جدآ
أنا همس يا هانم مش بنتي بس ربنا وحده يعلم
أنا خدتها صغيره جدا و كلامها مش مفهوم
أنا من ساعة
ما خدتها في حضڼي وأنا مش متخيله تبعد عني
أنا الحمد لله عندي بيت وأرض ودخل كويس
وبابا الله يرحمه كان محاسب ووالدتي مدرسه
أنا ماطمعتش عندكم إلا في حاجه واحده
لتبكي وتشهق وتقول همس 
في حديقة الفيلا
جلست زيزي تحمل هاتفها
في الحديقه
وهي تضع ساق أعلي ساق وتتحدث
كانت سعيده بما فعلته
يكفي أنها كدرت شمس
لكنها لن تمرر شتيمة شمس لها
ستنتقم أشد إنتقام
أغلقت الهاتف وشردت تفكر ماذا ستفعل لتزيح شمس وإبنتها من البيت و حياتها
أفاقت من شرودها علي شخص يقترب منها بخطوات ثابته
إنه مراد يتجه نحوها بكت بطريقه تمثيليه حينما رأته
وما أن وصل إليها حتي صاحت
عاجبك يا مراد ال بيحصلي ده وممدوح ولا بيهش ولا ينش
مراد بصوت أجش غاضب إتكلمي كويس عن الراجل ال إنتي شايله إسمه
زيزي پخوف والله ما قصدت
مراد وعينان تلمعان غضبآ زيزي أنا جاي أحذرك مالكيش دعوه بشمس وبنتها
إفتعال المشاكل و الحاجات دي لو إتكررت تاني أنا ال هقف لك
وحسابك هيكون معايا عسير
ويا ويلك لو كنتي إنتي فعلا ال حاولتي تقتلي همس
زيزي بإنفعال مصطنع أنا يا مراد
أنا تتهمني التهمه الشنيعه دي
وبكت بصوت عالي
فتركها وهو ينصرف بعد أن كرر تحذيره لها 
ظلت نوال صامته لدقائق تستوعب ما سمعته للتو بذهول
وظلت ليلي تنظر إليها بشرود لقدقالت كل ما لديها لنوال
ما فعلته معها زيزي وخۏفها علي همس
وضميرها الذي يوبخها ليلآ نهارا
جعلها ټنهار باكيه أمام نوال التي تطلب منها بأمومه وعطف أن تناديها ماما
وها هي ليلي تنتظر قرار نوال بشأن ما قالته لها منذ دقائق
نوال بهدوء خلاص يا ليلي إنتي إخترتي تلعبي دور شمس وهتستمري فيه
لحد ما آخد وقتي وأفكر إيه ال ممكن نعمله
ماينفعش نصدم همس فجأه بعدم وجودك بحياتها
في الأول والآخر دي طفله ومش لازم تتيتم مرتين هندور علي حل بحيث ترجعي حياتك وتكمل هيه حياتها ولحد ما ألاقي الحل ده كل شئ علي وضعه
هزت ليلي رأسها بضعف وقالت ال تشوفيه يا هانم كانت تشعر بالحيره
عقلها يأمرها بالخلاص وقلبها يأبي شردت ثواني لتفكر 
حيران يا قلبي بشكل محلصشي
أفضل أنا ولا أسيب روحي هنا وأمشي
حيران يا قلب شباب عايش بحمل تقيل
هنا برده ولا هناك بيتعبه التفكير
ولما تبكي حبيبتي وعني تسألكم يا ناس
هيقولو راحت ليلي إنسيها هيه خلاص
حيران حيران يا قلبي بشكل ماحصلشي
أفضل أنا ولا أسيب روحي هنا وامشي
نوال بهدوء وحتي لو إنتي ليلي بلاش هانم قولي حتي طنط زي زيزي
ليلي بلهجه حزينه أنا أصلا متعودتش أقول ماما إبتسمت بمراره وأردفت ولا بابا
رق قلب نوال وقالت خلاص قولي ماما زي ماهي يا ليلي
ليلي همست ليلي وهي تفكر كم هو
جميل أن تعود لإسمها
وتشعر بنفسها من جديد مؤلم أن تعيش بلا هويتك وشخصك الحقيقي
في شقة كرم
ماهي بتذمر خلاص يا كركر هترجع شغلك وأقعد لوحدي
كرم بمرح وشغلي صعب يا ماهي وعاوز روقان بال يا حبيبتي
وطبعا هغيب في الشغل وممكن أطلع مأموريات
عاوزك بطل يا حبيبتي
وقالت بدلال طب ممكن يا كركر تاخدني معاك الشغل أتفرج عليك وإنت ظابط
وهقعد مؤدبه والله
كرم بجديه بصي يا ماهي يا بنت العم شاكر الخرافي
أخدك معايا الشغل وأجيب لك مصاصه وأقعدك مؤدبه
مش هيحصل 
مدت ماهي شفتها السفلي كالأطفال
أردف كرم كرم كرر كرومه دا بيبقي في الشغل بني آدم تاني بيتعامل مع المجرمين وقتالين القټله يا حلوه
بس ممكن هنا أوريكي كأنك جيتي معايا بالظبط
ماهي بسعاده ماشي وريني
لينادي بصوت جهوري تعالي يا عطيه خد المتهم علي الحجز
تبتسم ماهي بطريقه طفوليه
برئ يا بييييه آني برئ يا كركر قالت ماهي بصوت عالي ولهجه قرويه
كرم بتمثيل كركر يا متهم إنت بتقل أدبك كمان 
خده يا شاويش عطيه إشنقه
لتصيح ماهي شنق لأ يا بيه آني ماعملتش حاجه آني برئ يا حكومه
ليحملها كرم إلي الفراش ويضعها ويصعد بجوارها قائلا
حكمت عليكي المحكمه بالشڼق عشقآ
لتتعلق به ماهي وتقول موافقه يا حضظابط كركر هو دا العقاپ المناسب إبتسمت ماهي وقالت بمرح
آني موافقه يا حكومه
لتتعالي ضحكاتهم ويهيم كلامنهم بالآخر
الفصل الثاني عشر 
بعد أسبوع آخر تعافت نوال وبدأت تجلس خارج حجرتها في جناح ليلي بالفيلا
بتعملي إيه يا تيته قالت ليلي
نعمه پغضب وهي تجلس أعلي فراشها بلم هدومي في الكيس
حرام عليكي يا ليلي أنا ست كبيره ومريضه إفرضي جرالي حاجه هنا
أنا عاوزه أموت علي فرشتي يا بنتي وخالتك وحشتني كمان
عاوزه أروح يا بنتي طول عمرك بتسمعي كلامي
يلا يا بنتي نروح بيتنا وحشني
بيتنا أحلي من قصورهم
وشجرتنا أحلي من جنينتهم
وبوابتنا الخشب أحلي من من بوابتهم أم كهربا دي كمان
هوا بيتنا وحشني يا بنتي
ليلي بتأثر بس همس يا تيته
نعمه پغضب همس بنتهم مش بنتك فوقي يا ليلي إنتي لا إتجوزتي ولا خلفتي
إيه هتعيشي حياتك كده
مش إنتي بنت زي كل البنات مش هتتخطبي وتتجوزي وتخلفي ساعتها ربنا يعوضك يا بنتي
طول عمرك ماشيه ورا قلبك
لازم يا بنتي تفكري بعقلك كمان
جلست ليلي علي فراشها تبكي
يعني أنا ال حبيتها دا ربنا
خلاني أحبها كده
دا ال بيربي قطه بيتعلق بيها يا ناااس
ودي طفله نيمتها في حضڼي
وغيرت لها
وأكلتها وشربتها
همس بنتي مش عاوزه ولادغيرها كانت تصيح لتسمع جدتها
حتي لو متجوزتش حتي لو عمري مخلفت
حسيت يعني ايه أمومه مع همس
وقفت وداد تحمل صينية الطعام لنعمه
كادت أن تطرق الباب
ولكن هالها ما سمعت فوقفت تفتح فاها بتعجب
هل ماسمعته للتو حقيقه أم خانتها أذناها
لكن أذناها تلتقط الحوار جيدا
طرقت الباب بأيدي مرتعشه لتضع الطعام بشرود 
لكنها أفاقت علي صوت ليلي المرتفع وهي تقول لجدتها التي وضعت يدها علي قلبها تتألم
تيته مالك يا تيته
صاحت وداد مالك يا ست نعمه
شحب وجه نعمه وإزرقت شفتاها وتأوهت
كانت مريضه منذ أيام ولكنها الآن في أسوء حالتها
نزلت ليلي الدرج وهي تقفز بسرعه وتبكي
لټرتطم بمراد الذي هم بصعود الدرج وهويتحدث هاتفيا
ليقع هاتفه علي الأرض
لم يهتم بالهاتف وإنما هاله منظرليلي الباكي
في إيه همس كويسه سأل مراد بلهفه
ليلي بسرعه جدتي تعبانة قوي يا مراد بيه
عاوزه دكتور
مراد وهو ينحني ليلتقط هاتفه
إطلعي يا شمس إقعدي جنبها وأنا هطلب دكتور حالا
همت بالصعود فناداها لتلتفت وقال
إهدي مټخافيش
صعدت ليلي لتجلس بجوار جدتها
قالت بړعب
تيته حبيبتي إنتي كويسه
أنا ماليش غيرك يا تيته
طمنيني الله يخليكي
قالت نعمه بصوت ضعيف لم تسمع ما قالته ليلي ولكنها رأتها تبكي
أنا كويسه متعيطيش قالتها وهي تتألم
لم يمر إلا نصف ساعه وطرق مراد الباب ومعه الطبيب
السلام عليكم قالها مراد
ردت ليلي ووداد التي بكت تأثرا لما قالته ليلي لجدتها
خرج مراد وترك الطبيب معهم
ووقف ينتظر أمام الباب
بعد ساعه كامله خرج الطبيب
تعجب مراد لما تأخر كل ذلك الوقت هل الأمر خطېرا
خرج الطبيب مكفهر الوجه تتبعه
ليلي
مراد بجديه خير يا دكتور
أشار له الطبيب صديق العائله بعينيه
فقال مراد بقلق فيه إيه يا نادر طمني
نادر بتأثر قلبها تعبان جدا يا مراد دا غير مشاكل الشيخوخه طبعا نظر لليلي وقال
عندها كام سنه يا آنسه
ليلي پبكاء اتنين وسبعين بس والله
ليبتسم مراد إبتسامه خفيفه رأتها ليلي
فنظرت إليه بغيظ وقالت بتضحك علي إيه دلوقتي أردفت بغيظ يا
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 33 صفحات