السبت 23 نوفمبر 2024

تمرد عاشقه بقلم ياسمين الهجرسي

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

اليوم اللي هندفع فيه التمن بس ساعتها مش هيكفيك أنك تعيش عمرك كله تجمع أيامها ندم. 
قالتها واڼهارت في البكاء.
سحبها يتمنى أن يدخها بداخل قلبه لكي يكون لها مدينة حصون قلاعها أضلعه لا يقوى أحد على اختراقها غيره وهمس في أذنها
حبيتك ولا أجد علاجا سوى عشقك الذي أصبح يجري مجرى دمي ارحمي عاشقا أهلكه العشق والغيرة والخۏف على معشقوته.
ولكن توقف عندما رأى ابنه مقبلا عليهم..
ممكن أعرف مالك داخل متعصب أوي ليه وبعدين المفروض نقول صباح الخير وليه نازل من غير أختك
نظر علي إليها تارة وإلى عمير تارة أخرى تكلم بعصبية زائدة وهتف
أختي طبعا بنت ولازم تضيع الوقت قدام مرايتها ده غير إن حضراتكم قاعدين هنا تتكلموا وأنا كدة هتأخر والمفروض إنكم كبار ولازم تبقوا قد المسؤولية ومينفعش تتعاملوا بالاستهترار ده..
قوس بين عينيه بعبوس طفولي 
وبعدين بابي كان شايلك ليه هو حضرتك تعبانة كنت اتصلي عليا أجي أشيلك أنا.
خجلت فيروز ونظرت إلى عمير بإحراج وهي تضع يدها حول رقبتها وتهرب من عيون ابنها..
هتف عمير بغيرة
تشيل مين يا زفت أنت ! أمك دي بتعتي أنا اللي أشيلها إياك تقرب منها .. فهمت 
رد عليه بثقة
هو حضرتك عارف بتقول إيه لو خيرت مامي بينا أكيد هتختارني أنا مش حضرتك اسألها هتلاقيها بتحبني أنا أكثر من حضرتك
استدار ل فيروز
مؤكدا
قوليله يا مامي.
ابتسمت فيروز ورفعت حاجبها وربعت يديها وتكلمت بثقة 
طبعا يا قلب مامي بحبكم أنتو الاتنين.
وأكملت حديثها تقرصه من وجنتة كل منهما لكي تهدئ الجو بينهما وأخذت تسأل
خلينا في المهم ممكن أعرف علي باشا هيتأخر على إيه بالضبط وبعدين عندك كام سنة عشان تتكلم بالطريقة دي مع مامتك !
كل هذا و عمير ينظر إليه بفخر فهو ابنه ذو الشخصية القوية الذي لا يهاب شيئا.
تحدث على بثقة وهو ينظر في عيني والدته أولا
أنا راجل مش طفل أنا عندي سبع سنين آه بس متنسيش إن أنا ابن عمير الخولي وزي ما بابي دايما يقولي إني كبير العيلة بعده وأنا النهاردة هروح عند جدو وحضرتك مش محتاجة أقولك إنهم وحشوني جدا خصوصا نانا سيدة ده غير إن تاج عندها تدريب سباحة النهاردة وأنا لازم أكون في استقبال مدربها زي كل أسبوع وطبعا أنكل مجدي كعادته يفضل يضحك عليا ويلعب في شعري زي ما أكون طفل صغير ويقولي
إنت لسة صغير على العصبية دي
أقترب طفلنا الصغير سنا كبير عقلا من الكرسي وجلس عليه وهو شارد التفكير كيف يجبر هذا المدرب على الاعتذار عن التدريب لتاج والبعد عنها.
اقتربت منه فيروز وأمسكت يده بين يديها 
ممكن تهدى يا قلب مامي وعلى فكرة أنكل مجدي عنده حق في كلامه وأنت زودتها أوي طنط علا كلمتني قالتلي إنك منعت تاج أنها تروح النادي ليه كدة يا علي
وقف بعصبية وابتعد عن والدته وتكلم بصوت مرتفع
النادي ده مش هتروحه تاني من غيري.
وانطلق وخرج
من المطبخ مسرعا..
وقفت فيروز وهي تحدث نفسها وتنظر إلى عمير باندهاش وهتفت
الولد واخد طبعك وغيرتك أما أشوف آخرتها معاك يا علي هو أنا قادرة على أبوك لما أقدر عليك وضحكت وهى تصفق بيديها.
استهان بحبات اللؤلؤ التى تنسال على وجنتيها وهتف بعصبية وصوت عال
إنتي السبب في ده كله مبسوطة لما ابنك اتعلق بهم لا مش كدة وبس ده كمان بيحب منهم بس أنا اللي أستاهل عشان سمعت كلامك وهديت السور اللي كان فاصل بينا عشان أرضيكي وتبقي قريبة من جدتك بس لو التمن هيبقى
قلب ابني أنا مش هبني سور ثاني بس لا أنا هبني قلعة بينا وبينهم مش هسمح إن اللي حصل زمان يحصل ثاني مع ابني ويشرب من نفس كاس الغدر اللي أنا شربته.. مفهوم ولا أعيد كلامي 
إسمع اللي هقوله ده عشان نقفل الحكاية دي ونخلص بقى من جراح الماضي.
بإبانه استطردت 
تاج مش أميرة ولا علي ابني زيك ولا الزمن هيعيد نفسه لإني هربي ابني على إنه ميتنازلش عن حقه ولا يتنازل عن روحه ولا قلبه ولا كرامته عشان يرضي حد مهما كان الحد ده غالي على قلبه هربيه يعمل بس اللي يرضي ربنا ويسعده
بتذكير هدرت
وإن كنت طلبت منك تهد السور اللي كان بينا مش عشان جدتي زي ما فهمتك عشان مجرحش كبريائك كان عشانك أنت وأخذت نفسا عميقا وهي تمسح دموعها.
عشان كنت بتقف بالساعات وأنت بتراقبهم وهم متجمعين في جنينة الفيلا وقلبك بيتقطع على فراقهم وبعدك عن أمك اللي روحك فيها وكنت بټموت لما تعبت وجدك اللي هو أغلى ما عندك في الدنيا الۏجع اللي بشوفه في عيونك وأنت بتضغط نفسك عشان تعامل أخوك زيه زي الغريب وعيلتك اللي هم عندك أغلى من حياتك..
كانت تتحدث وهى تضغط على كل كلمة تتفوه به لتخترق معانيها محطمه عقيدته التى يتعايش بها ليجد مبرر للبعد.
وأشارت إلى موضع قلبه بإصبعها
متنساش تبني سور هنا كمان عشان تقدر تريح ضميرك وټدفن جراح الماضي تحت منه وآخر مرة هسمحلك تكلمني بالطريقة دي..
ثم تابعت بهمس قاټل
أنا لست امرأة كباقي النساء أنا لست طفلة أبصرت للتو ولا مراهقة تحاول إثبات نفسها ولا صبية مثلت دور الكبار أنا لست مثل أمي ولم أرث الطبع من جدتي أنا لست كباقي النساء أنا بداخلي روح مختلفة وقلبي لا يشبه أي قلب أنا امرأة عنواني ألا أركع لأي إنسان..
نظرت إليه بخذلان ثم تركت له غرفة المطبخ لم تعطيه فرصه للتعقيب على حديثها عقلها أصبح مشتت فوضى الأفكار والتوجسات أطاحت بالباقي من ثباتها الماضى الذى يخيم على علاقاتها بشريك حياتها جعل
بداخلها حاله عارمه من الحزن استوطن قلبها واستباح روحها فكان نتيجته ميلاد تمرد عاشقه..
وتركتهم في ذهول تام وهم ينظرون إلى بعضهم..
هتفت عليها نيرة بصوت عال تريد إيقافها
مامي حضرتك تعبانة
لم ترد عليها وذهبت إلى جناحها لكي تطلق العنان لدموعها ليستريح قلبها.
هتفت عبير
أما هو بالأسفل كان يود لو بذكريات الماضى يمحيها من سجل حياته..
الحلقه الثالثه
الحب الصادق هو كالبيت الذى نشأت به فتعلقت بجداره فإذا هدم لن يغنى عنه آلاف القصور ..
فإذا تمالكت أعصابك فى لحظة ڠضب واحده ستوفر على نفسك أياما من الحزن والندم..
استشاط عمير من تمردها الجديد عليها أهتاج وألقى كل أدوات المطبخ الموضوعه أمامه على الأرض وهو يتطلع لهرولتها للأعلى دون أن تعير لغضبه أدنى إهتمام على غير عادتها زفر پغضب ثم هدر فى المربيه بصوت مدوى وألغى تمرين الأولاد وأمر الأطفال بالذهاب إلى غرفتهم واستدار يخرج يستنشق الهواء بحديقة فيلته أمام حمام السباحة..
نظرت إليه نيرة وزمت شفتيها پغضب طفولي واستوقفته وهى تهتف بتذمر طفلة تعشق والداتها
حضرتك زعلت مامي ليه وكانت بټعيط 
هتف بصوت عالي وعصبية أرعبتها
ملكيش دعوة بكلام الكبار يلا على أوضتك.
وحول نظره إلى عبير
خديهم على فوق يلا.
نظر إليه علي وهو يهتف بضيق
أنا مش هناقش حضرتك دلوقتي. ومسد على أخته وانصرف مع المربية.
وقف عمير يتطلع لاثارهم متخصر يده بين جانبيه يجز على أنيابه من فرط غيظه تصاعدت أنفاسه ثم غير وجهته وذهب إلى صالة الجيم
التي صممها لكي يمارس رياضته المفضلة ويفرغ كل انفعلاته

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات