الخميس 21 نوفمبر 2024

هوس من اول نظره ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

 الفصل الأول
حكاية سيف و سيلين قبل سبعة أشهر في ألمانيا و تحديدا في العاصمة برلين حيث
تسكن بطلتنا مع والدتها في منزل صغير
نزلت سيلين الدرج بخطى متعبة و هي تفرك عينيها بنعاس وجدت والدتها في المطبخ تعد الفطورعادتها كل صباح قبلتها من وجنتها
ثم إتجهت نحو الثلاجة لتأخذ علبة النوتيلاالتي تعشقها و جلست على الطاولة تأكلها بنهم
مصدرة أصواتا تدل على تلذذها 
هدىوالدة سيلين بتأنيب ليه كده يا بنتي إنت مش حتبطلي عادتك دي حيجيلك السكر إنت لسه صغيرة 
سيلين بالالمانية أحبها مام و لا استطيع مقاومتها فأنا إستيقظ كل صباح من أجلها هدى و هي تضع الأطباق على الطاولة بنت 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كم مرة قلتلك تكلمي عربي في البيت 
هزت سيلين كتفيها بدون إهتمام 
بقايا الشوكولا العالقة في الملعقة مام إنت عارف إني مش حلو في المصري 
هدى بضحك ماهو لو تبطلي تلعبي في المؤنث و المذكر حتبقى تمام 
سيلين بضحك حاضر حبقى آخذ كورس في اللغة العربي وقفت من مكانها و هي تغلق علبة النوتيلا قائلة أنا حطلع اغير هدومي لحسن حتأخر على الشغل 
هدى طيب ياحبيبتي حتلاقي الفطار جاهز سيلين بصوت عال و هي تصعد الدرج لاف يو مام 
هدى بتنهيدة يكسوها الألم ربنا يحميكي يا بنتي 
و ينور طريقك و يقويكي على الهم اللي إنت 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
شايلاه من بدري سامحيني يا بنتي سامحني يا بابا
يارتني سمعت كلامك مكنتش تعذبت في حياتي 
بالشكل داه و لا كانت بنتي تبهدلت كده 
أفاقت من شرودها على صوت خطوات إبنتها
لتنتبه لها لتجدها قد غيرت ملابسها البيتي بأخرى إستعدادا للذهاب للعمل كانت ترتدي بنطال جينز و شيميز زرقاء مخططة إنحنت على الطاولة لتأخذ قطعة بسكويت
من صنع والدتها قائلةأنا رايحة عاوز حاجة هدى و هي تمسح دموعها لا يا قلبي سلامتك سيلين دون إنتباه لوالدتها خلي بالك من نفسك 
و متعبيش نفسك كثير ححاول ارجع بدري و 
حعمل كل شغل البيت متقلقيش و متنسيش 
تاخذي الدوا في معاده 
هدى بايجاب متشغليش بالك انا حبقى كويسة سيلين مودعة أراكي لاحقا 
بعد ساعة في إحدى المطاعم الراقية 
خرجت سيلين من الغرفة الخاصة بتبديل الملابس
و هي ترتدي اليونيفورم الخاصة بالعمل جيبة قصيرة 
تحت الركبتين و قميص وردي فاتح و حذاء اسود مسطح إلتقت بزميلتها 
آنا التي كانت تتمتم وټلعن بتذمر كعادتها 
سيلين بابتسامة و هي تكمل ضفيرة شعرها الأشقر 
الطويل حتى لايعيقها عن العمل مابك يا بلهاء
في كل صباح 
آنا پغضب له ذلك المدير الأصلع اقسم 
أنني سوف أفقد صوابي في يوم من الايام 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
و أقفز على ظهره العفن و أنتف الثلاثة شعرات 
المتبقية في رأسه الذي يشبه البطريق المتشرد و أفقأ عينيه 
انه سيعجبها طعمه 
سيلين و هي ټنفجر من الضحك إنت غريبة 
الاطوار آنا خاصة عندما تغضبين في كل 
يوم تبتكرين طريقة فريدة لقتل ديفيد المسكين 
آنا بشهقة مسكين ذلك القبيح لقد خصم
راتبي اربع مرات هذا الشهر لأجل كوب قهوة 
لعين ثمنه اربع دولارات 
سيلين آنا أرجوكي لا تبالغي ثمن تلك الاكواب 
يتجاوز المائتي دولار و إنت في كل مرة توقعين 
أحدها على الأرض بسبب إستهتارك 
آنا بتهكملم أكن اعرف انك محامي السيد 
ديف المجاني انا لم أكسر الاكواب عن قصد
و هو يعلم ذلك لكنه في كل مرة يتعمد خصم 
راتبي لن احصل على شيئ آخر الشهر بقلمي ياسمين عزيز صفحتي على الواتباد
سيلين و هي تحرك رأسها بيأس حسنا حاولي 
التكلم معه هو ليس شريرا و سوف يسامحك 
على الاقل هذه المرة 
ضيقت عينيها بتفكير قبل أن تكمل إسمعي
مارأيك بتعويض خسارتك بالعمل لساعات 
إضافية صدقيني انا لو لم تكن أمي مريضة 
لكنت إشتغلت لكنك تعلمين ظروفي 
آنا بفرحة يبدو حلا جيدا سوف أتكلم 
معه بهذا الشأن 
قاطع حديثها صوت ميخائيل و هو رئيس 
الموضفين في المطعم سيلين هيا كفاكي
ثرثرة مع آنا لقد بدأ دوامك في العمل منذ
ستة دقائق لا تريدين ان يخصم راتبك 
أنت أيضا 
لوت سيلين ثغرها بتهكم و هي تهمس 
لآنا أضيفي هذا المزعج لقائمة قتلاكي
مع ديفد أرجوكي و انا من سينفذ 
ضحكت آنا قبل أن تعود أدراجها نحو مطبخ 
المطعم اما سيلين فقد إتجهت نحو الطاولات 
لتأخذ طلبات الزبائن 
مر الوقت مملا كالعادة حتى دقت الساعة 
منتصف النهار عندها رأت سيلين ديفيد يخرج من 
مكتبه و يغلق المطعم ثم من الداخل الذي كان
خاليا من الزبائن بطريقة غريبة مما آثار دهشة 
آنا فهذا المطعم يكون دائما مليئا بالناس 
من الطبقة الراقية 
أمسك ديفيد بكأس بلوري ثم نقر عليه بملعقة فضة
عدة مرات ليسترعي إنتباه العاملين الذين 
إلتفوا حوله جميعا قائلا بعدها بفخر إسمعوني جميعا
اليوم في الساعة الثانية أي بعد ساعتين 
سوف يستقبل مطعمنا وفدا مهما من رجال الأعمال 
من روسيا نحن محظوظون جدا لأن صديقي 
إيان غابرييل رجل الأعمال المشهور أنتم تسمعون عنه طبعا إختار مطعمي ليمضي أحد أهم 
صفقاته الضخمة و الناجحة المهم اريد منكم 
ان يكون كل شيئ فوق مستوى المطلوب 
الشيف أليس يعلم بموضوع الوفد منذ البارحة 
لذا هو مستعد جيدا هيا الان إبدؤو بالتنظيف 
و تنظيم المطعم من جديد لن نستقبل زبائن هذا 
المساء 
نادى على ميخائيل حتى يعطيه بقية التعليمات 
بينما بقيت سيلين و آنا و فتيات أخريات يهمسن 
بخفوت ثرثرة بنات بقى حتى أتى ميخائيل و عندها بدأ العمل 
بعد ساعتين كانت سيلين و ليزا زميلتها يجلسن 
باعياء و تعب على كراسي داخل غرفة الثياب الخاصة بهن 
ليزا يا إلهي لقد قمنا خلال هذه الساعتين 
بعمل اسبوع كامل انا متعبة كيف سأكمل الثلاث 
ساعات المتبقية لانتهاء الدوام 
سيلين بضحك لا تقلقي إنه ستة أشخاص فقط 
هزت ليزا رأسها باستنكار لتصيح فجأة ستة 
أشخاص و أربعون قاردز هل نسيتي 
سيلين اوووه غبية يا سيلين لقد نسيتهم 
اقصد انهم سوف يأتون دفعة واحدة يعني أننا 
سنقوم بعملنا لمرة فقط 
ليزا يجب أن نحذر من إن نخطئ أمامهم 
فديفيد يقول انهم خطېرون أخشى انهم 
ماڤيا روسية اوووه يا إلهي انا خائڤة 
قاطعتهم آنا هيا سيدة خائڤة أنت و صديقتك 
إلى العمل لقد حضر المدعوون 
سيلين مممم و أنت لماذا جلستي بدل مرافقتنا 
آنا بتذمر و هي تخلع حذائها متلمسة قدمها 
پألم ذلك الأحمق ميخائيل أمرني بالبقاء هنا 
حتى إنتهاء الدوام قال انني سوف استبب 
بکاړثة و قد أوقع الطعام على أحد الضيوف 
ليزا معه حق أنت بلهاء لعينة آنا لقد أحرقت
تلك العجوز المسكينة منذ يومين عندما سكبت طبق
الحساء عليها 
آنا و هي تقفز من مكانها ليزا أيتها الصهباء
القبيحة سوف انتف شعرك الاحمر إن لم تغربي
عن وجهي الان 
سيلين و هي تقف بينها و بين ليزاهاي كفا 
عن الشجار أحيانا أشعر انني في روضة هيا 
ليزا لنذهب قبل أن يأتي ميخائيل يوبخنا 
خرجتا من الغرفة ثم توجهتا نحو صالة المطعم لتشهقا بانبهار مما رآتاه خارجا من خلال زجاج الواجهة الخارجية 
عشرات من سيارات رباعية الدفع باللون الأسود 
توقفت أمام المطعم لينزل منها عدة رجال ضخام 
يرتدون نظارات سوداء و ايديهم تملأها وشوم
غريبة لتهمس ليزا في اذن سيلين أنظري ألم 
اقل لك أنهم ماڤيا 
سيلين شششش سيسمعونكي اصمتي و دعينا
نشاهد 
دخل عدد كبير الحرس و هم يمشطون المكان بأعينهم الشبيه باعين الصقور يتفرسون بدقة المكان 
حتى يطمئنوا من خلوه لأي خطړ محتمل 
ثم دخل بعدهم آخرون هو يحيطون بستة رجال 
لم تستطع سيلين أن ترى وجوههم جيدا 
بعدها بدقائق بدأ الجميع بالعمل كخلية نحل 
داخل المطبخ دخلت ليزا و هي تتنهد بحالمية 
قائلة يا إلهي لقد خطڤ قلبي منذ اول نظرة 
إنه رائع لم أرى رجلا في وسامته من قبل 
سيلين و ديمتريعامل في المطعم بصوت واحد 
من هو
ليزا ذلك الاسمر 
ذو العيون الخضراء يا إلهي إنه رائع لقد قال لي 
شكرا لك عندما إنتهيت من وضع الأطباق أمامه 
سيلين بسخرية أيتها الغبية إنه بالتأكيد زير 
نساء و يريد الإيقاع بك 
بي يا إلهي يكفي ان يشير لي باصبعه 
واحدة 
سيلين بتقززيااع مقرفة 
ليزا بعدم إهتمام أسمري الوسيم 
ديميتري و هو يستدير ليعود لعمله اتركيها 
سيلين العا ليزا
لو كان وسيما 
ليزا اصمت ديم إنت تغار عزيزي لأنك 
لست وسيما مثل أسمري ياااه لو انكم رأيتموه 
سيلين بضحك لا نريد أن نجن مثلك عزيزتي 
دخلت عليهن آنا أنا جائعة هل هناك طعام 
ديمتري بسخرية اهلا بالمعاقبة لماذا اتيتي سيراكي
ميخائيل و يبخنا جميعا هيا أخرجي من هنا 
آنا و هي تستند على الطاولة الرخاميةأصمت
أيها الشاذ و جهز لي طبقا من السلطة و شريحة 
لحم أريدها نصف مطهوة 
ديمتري سيلين عزيزتي قولي لهذه البقرة التي تقف أمامك أن تغلق
فمها او سأرميها في تلك المقلاة العملاقة حمقاء 
آنا و هي تزم شفتيها حسنا سوف احضر لنفسي 
ليزا بضيق آنا الاكولة اصمتي دعيني أحكي لهم
عن ذلك الروسي الوسيم اووه يا إلهي أشك أن إله الجمال ذاك روسي أنا أعتقد أن أصوله برازيلية او لا أعلم المهم أنه لا يشبه اولئك الحمر الروس 
أتت آنا و جلست بجانبهم و في يدها طبق من السلطة و البطاطا المقلية أنت على حق رواية بقلمي ياسمين عزيز ذلك الوسيم ذو العيون الخضراء ليس روسيا إنه مصري 
الجميع بصوت واحد ماذا مصري 
أومأت آنا برأسها ثم تابعت أكلها غير آبهة 
بتلك الأعين المترقبة لإكمال كلامها لكزتها
ليزا بذراعها قائلة من أخبرك هيا تكلمي 
ديفيد قال أنه من روسيا 
آنا بسخرية و هي تلوك الطعام ذلك الاصلع
ألم أخبركم أنه معتوه إنه رجال أعمال أحدهم 
صديقه إيان غابرييل و الاخر مصري ولا أعرف 
إسمه لقد سمعت ميخائيل يتحدث هو و الشيف 
منذ قليل 
ليزا بانبهارواو اخبريني ماذا تحدثا بالتفصيل 
هل هو متزوج هل هو زير نساء هيا هيا أخبرينا
آنا أرجوكي 
قهقهت سيلين على فضول صديقتها ليزا و التي
يبدو أنها وقعت في عشق ذلك الرجل منذ اللحظة 
الأولى لتتفاجئ بصڤعة على رأسها من ليزا 
و التي صړخت بحنق اصمتي كفاكي ضحكا
لقد كان من المفترض أن تسألي عنه انت إنه 
مصري مثلك من نفس بلادك 
سيلين بتذمر و قد توقفت عن الضحك اوووف
ليزي و لماذا سأهتم به 
إلتفتت ليزا لآنا من جديد هيا تكلمي 
الطعام لن يهرب أرجوكي اريحي قلبي اريد 
إن أعلم هل حبيبي الاسمر متزوج أم لا 
آنا بتهكم أنت

فعلا خرقاء عم ماذا سيتحدث ميخائييل مع الشيف سوى موضوع الطعام 
لقد سأله إن كان يريد طعاما عربيا 
ليزا و هي ترجع ظهرها ييأس اوووف 
أريد معرفة إسمه على الأقل 
آنا بعدم إهتمام إسألي ذالك البدين الأصلع 
صاحب المطعم 
ديمتري بشهقةصاحبة لسان سليط اتمنى 
إن يسمعك يوما ما و إنت تتحدثين عنه بسوء 
هكذا سيطردك و ستتشردين في الشوارع حمقاء 
آنا بهمس أيها الشاذ هل يعجبك ديفيد 
لذلك تدافع عنه هل تريده معك على 
سيلين بحدة و هي تقف من مكانها أصمتا 
كفا عن الشجار لقد سئمت حقا 
غادرت سيلين المكان تاركة إياهم يتشاجرون 
ثم ذهبت لتجد ميخائييل الذي طلب منها 
أخذ بعض الأطباق لإحدى الطاولات 
بعد أن إنتهت سيلين إتجهت نحو الشرفة الخلفية للمطعم لتستنشق بعض الهواء جفلت حين 
سمعت صوت أحدهم لتختبئ وراء أحد الاعمدة 
العملاقة لتستمع لما يقوله على هاتفهمارتن إستمع إلي أنا لا استطيع فعل ذلك إنه داهية هذا المصري 
لم أرى من قبل من هو في ذكائه إن وضعت تلك
الورقة بين أوراق الصفقة التي سيوقع عليها 
أؤكد لك انه سينتبه لها 
مارتن من الجهة الاخرى تصرف أكسل لا يهمني
ماذا ستفعله سيف
 



يجب أن يوقع تلك الورقة 
هل تعلم ايها الغبي كم سنكسب من وراء تلك 
الصفقة المليارات هل تفهم 
أكسل و هو يلتفت حوله پخوف مساعد إيان أعلم و أعلم أيضا ماذا سيحل بي إن إكتشف إيان او صديقه المصري أمر تلك الورقة 
مارتن بصړاخ إنها باللغة اليونانية يعني حتى 
إن إكتشف أمرها لن يفهم منها شيئا المهم 
أن يوقعها 
أكسل و هو يمسح يده المتعرقة من شدة 
الخۏف في ملابسه أخشى أنه يفهم اللغة
اليونانية سيف المصري أنت لاتعرفه إنه 
ذكي جدا حتى أنه 
مارتن بحدة أصمت أكسل و نفذ الأمر 
إن أردت سأعطيك ضعف المبلغ مليوني 
اورو سوف اعطيك حالما تحلب لي تلك
الورقة هيا إذهب الان قبل أن ينتبهوا 
لغيابك 
اقفل أكسل الهاتف و هو يحاول تهدأة 
روعه عدة دقائق قبل أن يعود إلى 
مكانه في الطاولة 
وضعت سيلين يدها على فمها بتعجب 
و هي تحاول فهم ما كانت تسمعه منذ قليل 
تنهدت قليلا قبل أن تتمتم بداخلها يالهذا
العالم الغريب كم الاغنياء طماعون يريد 
مليوني دولار مقابل ورقة بسيطة يا إلهي 
كم أنت غبية سيلين بالتأكيد تلك الورقة تساوي 
المليارات ذلك المصري المسكين هاه و لماذا
مسكين من الواضح إنه غني جدا إسمه سيف 
كم هو لطيف إنه مصري من وطني الأم لكنني
لا أحب المصريين إنهم أشرار فأبي مصري لقد هجر امي المړيضة و تركها وحدها و رحل لم يهتم 
بي أيضا انا أكرهه حتى جدي لم يسأل علينا 
طوال هذه السنوات لكن اوووف سيلين إنتبهي
لعملك و لا شأن لك بما يحصل ذلك الرجل ذكي
و إن حصلت مشكلة فهو سوف يحلها لوحده 
أنا لا يهمني 
نظرت لساعتها قبل أن تكمل ثرثرتها بصوت 
عاديمازالت ساعتين على موعد إنتهاء الدوام 
قفزت بفزع مكانها عندما حطت يد على كتفها
لتنظر بسرعة وراءها لتجد ليزا غارقة في الضحك 
لتصرخ سيلين في وجهها بأنفاس متسارعة 
من شدة خۏفها سحقا ليزا لقد أخفتني ماذا
دهاكي يا فتاة 
ليزا بضحك لقد ناديتك لكنكي لم تستمعي
لي لا تقولي انك رأتي حبيبي الوسيم و 
أوقعك في سحر عينيه الخضراوتين لذلك 
إنت شاردة بتفكيرك 
سيلين و هي تكشر بضيق إطمئني انا لم 
أره لقد قدمت الطعام لطاولة القاردز هيا
أمامي العمل ينتظرنا 
ليزا بداخلها و هي تتبعها لا تفكرين سوى
بالعمل عربية بلهاء كم أكرهها إنها جميلة جدا
و إذا رآها أحد هؤلاء الرجال سيعجبون بها 
أتمنى أن لا يرسلها ميخائييل الأحمق لطاولة 
ذلك المصري الوسيم لقد اوصيته لكنني اعرفه
سيفعل العكس يجب أن أراقبها 
وصلا للمطبخ ليلتفت نحوهما ميخائيل قائلا 
ليزا خذي هذه الصينية للطاولة رقم سبعة 
و أنت سيلين الطاولة رقم تسعة 
إبتسمت ليزا بارتياح بعد ان تأكدت أن الطاولة
التي ستذهب إليها سيلين هي إحدى طاولات 
الحرس أخذت الصينية ثم خرجت 
اما سيلين فقد أوقفها ديمتري و خطڤ الصينية 
من يدها قائلا بصوت رقيق سيلين عزيزتي
ارجوكي انا أنتظر الذهاب لتلك الطاولة بفارغ
الصبر هيا أعطيني إياها و إنت إذهبي بتلك
الأطباق للطاولة الرئيسية 
سيلين بضحك و هي تشاهد بمرح حركات ديمتري
الانثوية حسنا إذهب و إحذر ان تسكبها 
عليه 
ديمتري بضحك حسنا سوف أروي لك ما 
سيحصل بعد عودتي يا إلهي انا متحمس جدا 
أخذت سيلين الصينية و هي تكتم ضحكتها
بصعوبة ثم خرجت في إتجاه الطاولة المنشودة 
إنحنت لتضع الأطباق على الطاولة لتسمع أحد 
الرجال يهمس بص ياسيف الصاروخ الألماني 
يانهار إسوووح خلينا ناخذها معانا لمصر عشان 
خاطري 
سيف پغضب من بين أسنانه إخرس ياغبي
حسابك معايا بعدين 
كتمت سيلين ضيقها من جاسر من كلامه لتلعنه 
في سرها شاتمة إياه رغم أنها لم تفهم جل كلامه لكنها فهمت انه يعاكسها خاصة عندما سمعته
يخبر سيف من جديد طب بص عليها و إنت حتعذرني دي إللي غنوا عشانها بونبوني ساقط في نوتيلا 
كز سيف على أسنانه من حماقة صديقه
جاسر ليبتسم إبتسامة صفراء مدعيا
عدم سماعه بينما شهقت سيلين بخفوت 
هي تنظر لجاسر پغضب و الذي توسعت 
عيناه بدهشة ليتمتم هي فهمتني و إلا 
إيه على العموم انا مقلتش
حاجة غير 
إنها قمر 
صمت فجأة عندما شاهد النادلةسيلين تفلت
طبق سلطة من يدها لينسكب محتواه على 
سيف الذي إنتفض بضيق من مكانه و هو 
يزيح بقايا الطعام التي علقت بملابسه أخذت 
سيلين إحدى المناديل لتقدمها له و هي تتمتم
بأسف أنا آسفة سيدي لم أقصد ذلك إن 
أردت سوف ارافقك للحمام حتى تنظف 
ملابسك جيدا انا آسفة 
سيف بضيق و هو يعتذر من الحاضرين 
خمس دقائق و أعود أكملوا طعامكم 
إلتفت نحو سيلين من جديد و التي كانت
ترتعش من الخۏف قائلة أنا آسفة ارجوك 
أعذرني لم أقصد إفساد ملابسك الباهضة 
سيف بجمود رغم إعجابه بجمالها الملفت لكنه ظن 
أنها إحدى الحركات التقليدية التي تفعلها 
الفتيات لجلب إنتباهه 
دخل الحمام بينما وقفت سيلين أمام الباب 
تنتظره پخوف و هي تتفرس في هيئة القاردز المخيفين الذين كانوا يتبعونه 
خرج سيف بعد دقائق قليلة ليجد سيلين 
تنتظره و التي أسرعت تقول بلهجتها المصرية 
أنا آسف حضرتك انا و الله مش قاصد 
يعمل كده بس الراجل اللي جنبك قليل الادب 
و بتقولي كلام وحش 
تفاجئ سيف من انها تتحدث المصرية 
لتبتسم سيلين ببراءة قائلة أنا مامي مصري
هي علمتيني اللغة و انا عارف إنك إنت أيضا 
مصري 
رفع سيف حاجبيه ناظرا نحوها باعجاب 
قائلا تشرفنا يا آنسة 
سيلين بسرعة و هي ترى ديفيد آت من
بعيد أنا كنت عاوز يقلك حاجة مهمة
إنت مش توقع على الأوراق كله في ورقة 
غلط الراجل اللي قدامك بالضبط انا سمعته في التلفون بيتكلم مع حد إسمه مارتن هو وحش 
عاوز two مليون اورو عشان يخليك توقع 
ورقة غلط إنت لازم تشوف كويس لغة 
يوناني 
قاطع حديثها المتلعثم قدوم ديفيد الذي 
أسرع يعتذر لسيف قائلا أنا أعتذر 
منك مستر سيف سوف أحرص على 
عقابها بنفسي تفضل معي السيد إيان 
ينتظرك و انا سوف أحضر لحضرتك 
بدلة أخرى حالا هيا معي ارجوك 
نظر سيف بعدم إهتمام نحو ديفيد حتى 
أنه لم يستمع لما يتفوه به بل كان جل تركيزه 
على كلام سيلين الذي فاجأه كثيرا لكنه 
تمالك نفسه مقررا التريث و الانتظار حتى 
يتأكد 
تابع سيره نحو الطاولة لإكمال الصفقة و بداخله 
ڠضب عارم ېهدد باحراق الجميع 
اما سيلين فقد إتجهت داخل المطبخ و هي 
تتمتم پخوف و قلق يا إلهي سيطردني 
ديفيد سيطردني 
قاطعتها آنا بتهكم مابه ذلك الأصلع 
إصفر وجه سيلين قبل أن تجيبها لقد سكبت
طبق السلطة على أحد الضيوف المهمين ديفيد
سيطردني 
آنا بفزع حمقاء يا إلهي 
ديفيد بصړاخ سيلين ورائي إلى المكتب 
تبعته سيلين و هي ترتجف من الخۏف مؤنبة 
نفسها بين الحين والآخر على غبائها فهي لاتريد
خسارة عملها خاصة مع مرض والدتها و إحتياجها 
للمال هذه الفترة 
أغلقت الباب ورائها ثم جلست على الكرسي 
الذي أشار نحوه ديفيد 
ديفيد بأسف و هو يمد لها ظرفا من المال 
و ملفها الذي قدمته منذ شهرين حتى تحصل 
على العمل سيلين إبنتي انا آسف لا أستطيع
مسامحتك ذلك الضيف مهم جدا و إن لم 
اطردك سوف يغضب مني و هذا سيسبب 
لي خسارة كبيرة هذا راتبك ومعه تعويض
تستطيعين تدبير امورك حتى تحصلين 
على عمل جديد 
سيلين برجاء سيد ديفيد ارجوك انا لم
أقصد فعل ذلك ثم إنها غلطتي الأولى 
أنا لم أخطئ من قبل 
ديفيد اعلم و لكن لسوء حظك لقد أخطأتي
مع الشخص الأهم اتعلمين ذلك الرجل ملياردير 
عالمي و لقد جعلتني ادفع مبلغا طائلا ثمن بدلته
أشكري الله أنني لم اطالبك بتعويض هيا يجب 
إن تذهبي لدي عمل مهم و لست متفرغا لك 
أدمعت عينا سيلين پألم بعد أن تأكدت من 
إصراره على موقفه لتلملم ما تبقى من كرامتها
لتمنع نفسها من التذلل له مرة أخرى من أجل 
والدتها لكنها في الاخير قررت المغادرة 
على أمل أن تحصل على عمل آخر في مكان 
آخر بقلمي ياسمين عزيز 
غيرت ملابسها ثم ودعت زملائها و غادرت 
المطعم 
اما في الداخل و تحديدا على طاولة 
الاجتماع 
وضع سيف ساقه فوق الأخرى بارتياح 
و هو يقرأ أوراق الصفقة بتمهل ورقة 
وراء الأخرى مما جعل أكسل يبتلع ريقه
بصعوبة عشرات المرات في دقيقة واحدة 
و سيف يراقبه بتسلية
إيان بمزاح هيا صديقي لنوقع العقود حتى
نحتفل 
إستقام سيف من مكانه و قد تحولت ملامح 
وجهه مائة و ثمانون درجة مما جعل الحاضرين 
يرمقونه پخوف و ترقب رفع قدمه ليضعها 
على الكرسي الذي كان يجلس عليه ثم فك 
رباط حذائه الأسود ببطئ تحت دهشة الآخرين 
الذي لم يتجرأ أحدهم على سؤاله ماذا يفعل 
إستدار بهدوء مخيف حول الطاولة ليتوقف
مباشرة وراء أكسل و بحركة سريعة 
حاوط رقبته برباط الحذاء لېصرخ الاخر 
بړعب و إختناق 
سيف بصوت مخيف كفحيح الافعى كيف 
تجرأت على فعل ذلك 
أكسل بصوت مخټنق ارجوك انا 
لقد سألتك كيف تجرأت 
نازع أكسل دفاعا عن حياته لكنه لم يستطع 
تحريك يدي سيف عنه و لو لإنش واحد 
ليشعر بدنو أجله بدأ حينها بتحريك رأسه
يمينا و يسارا و هو يبكي و يتوسل بصوت 
مخټنق لكن مع كل حركة كان ا
الآخر و هو يتنفس

الهواء بعمق 
لېصرخ أكسل من جديد پألم قائلا أنا آسف 
سيدي ارجوك 
المۏت أجب فقط على سؤالي كيف تجرأت
على خداعي ألا تعرف من أنا سيف المصري 
الشبح وغد حقېر مثلك يستغفلني و مع من 
مع مارتن أليكسيس أقسم أنني سأجعلك 
تتمنى المۏت انت و هو 
أنهى كلامه و هو يدفعه بقوة إلى جانبه ليسقط
أكسل بكرسيه على أرضية المطعم و هو يسعل 
و يشهق بصوت عال غير مصدق أنه قد نفذ
بأعجوبة من يدي سيف بعد أن رأي المۏت 
يحوم أمام عينيه 
أما سيف فقد أخرج ورقة من بين أوراق 
الصفقة التي كان يقرأها ثم رماها أمام 
إيان الذي كان يراقب مايحدث هو و محاميه 
بصمت فمن يتجرأ على مقاطعة سيف المصري 
الملقب بالشبح 
سيف و هو يضرب الطاولة پغضب حتى كاد يقسمها لنصفين انظر بنفسك مساعدك الأحمق إتفق مع احد أعدائي ليجعلني أوقع ورقة باللغة اليونانية 
أخبرني مارتن هل أصبحت عجوزا لدرجة 
انك لم تعد تستطيع إختيار مساعديك اخبرني
كيف لم تستطع إكتشافه ذلك الخائڼ أتعلم 
ماذا يعني هذا أن أحدهم تجرأ و حاول أن يجعلني 
مغفلا 
إلتفت إلى أحد حراسه ليأمره بأخذ أكسل 
حتى يعاقبه بنفسه قبل أن يعود بتوبيخ
إيان الذي كان يطئطئ رأسه بخجل 
سيف و هو يشير لجاسر الذي كان ينظر 
أمامه بذهول هيا لنذهب و أنت إيان 
سوف يهاتفك مساعدي حتى نتفق على 
موعد جديد لإتمام الصفقة لكن هذه 
المرة بشروطي 
شتم إيان في سره و هو ينظر في أثر سيف 
نظر لمحاميه الذي كان يتفرس الورقة المكتوبة
بلغة غريبة قبل أن ينتفض على صړاخ مديره 
ايها الأحمق هل تفهم اليونانية حتى تنظر 
الورقة هكذا مثل الابله هيا لنعد للشركة 
و احضر معك مترجما حتى نفهم الحكاية 
في طريقه إلى الخارج تذكر سيف امر سيلين 
ليعود أدراجه بحثا عن ديفيد الذي حضر سريعا ديفيد باندفاع لقد أحضرت لك بدلة جديدة 
سيد سيف كتعويض عما حصل أكرر إعتذاري 
سيف و هو يقاطعه بجفاء أين الفتاة 
ديفيد أي فتاة اااا تقصد سيلين تلك 
الغبية لقد نالت عقابها لا تقلق 
سيف بحدة ماذا فعلت أين هي أحضرها الآن 
ديفيد پخوف من هذا الۏحش الماثل أمامه 
لقد طر طردتها مستر سيف و سأحرص
على أن لا تجد عملا في مكان آخر بسبب غبائها 
تملك سيف ڠضب أعمى حتى برزت عروق يديه
من تحت جلده و إنتفخت اوداجه و أصبح يستنشق الهواء بصوت عال كثور هائج
لېصرخ بصوت مرعب أيها الأحمق ماذا فعلت 
أحضر لي الفتاة حالا هيا و إلا سأحول مطعمك 
البائس إلى رماد 
رمقه
 



ديفيد پخوف قبل أن يطلب منه أن يتبعه
إلى مكتبه مستر سيف إهدأ اعدك انتي سأجدها 
دلف ديفيد مكتبه بخطى مرتعشة ثم بدأ
بتقليب الملفات بعشوائية قبل أن يتوقف 
فجأة و يلتفت نحو سيف الذي كان يرمقه
بنظرات ڼارية أنا
آسف حقا مستر سيف 
إن سيلين جديدة هنا و هي لم تستلم العمل 
سوى منذ فترة قصيرة حوالي شهرين لقد 
اعطيتها ملفها قبل أن أطردها 
قاطعه سيف بصوت حاد إبحث ثانية
قد تكون محتفظا بنسخة أخرى هنا أو هناك 
أسرع أريد عنوانها حالا 
ديفيد بصوت خاڤت أنا آسف حقا و لكننا 
لا نحتفظ بملفات جميع الموظفين عنا إلا بغد
مرور ستة أشهر من قبولها هنا 
هنا ثارت ثائرة سيف الذي ركل الكرسي من أمامه 
من شدة غضبه ليهتف من جديد إسأل جميع 
الموظفين هنا قد يعلم أحدهم شيئا عنها 
اسرع ديفيد للخارج لينادي على جميع النادلات
و معهم ديمتري وقفوا جميعا في صف واحد 
بجانب بعضهم ليسالهم ديفيد عن سيلين 
ديمتري بصوت رقيق اوووه سيد ديفيد 
نحن لا نعلم عنها شيئا سوى إسمها سيلين 
الفرعونية ههههه 
ديفيد بحدة أصمت ديمتري و إنت آنا
ألم تزوريها في منزلها من قبل 
آنا بنفيلا و لكن ليزا تعرف رقم هاتفها 
ليزا بانكار هذا ليس صحيحا انا لا اعرف 
أي شيئ عنها سوي إسمها لقد طلبت منها زيارتها
ذات مرة في منزلها لكنها رفضت سيد ديفيد
أنت تعلم سيلين غريبة الاطوار و ليست إجتماعية
إنها لا تتحدث سوى عن العمل من سيصادق 
فتاة مملة مثلها 
أنهت كلامها بابتسامة لعوبة نحو سيف الذي 
تجاهلها ببرود قبل أن يشيح بنظره بعيدا عنها 
قبل أن يخرج من المكتب بعد أن يئس من إجابتهم
وصل لموكب السيارات ليستقل سيارته بجانب 
جاسر 
جاسر بتعجب من صمت صديقه مالك يا سيف
في إيه حصلت حاجة جوا قدرت تعرف مين 
البنت اللي بتدور عليها 
سيف و هو يضغط على صدغيه بسبب 
إحساسه بالصداع معرفتش عنها حاجة 
غير إسمها المسكينة إتطردت بسببي من 
شغلها ياعالم هي فين دلوقتي انا مش قادر
أنسى خۏفها وقلقها لما كانت بتتأسفلي كانت خاېفة اوي و كأنها حاسة إنها حتتطرد عشان 
كده يمكن تجرأت و قالتلي على خطة أكسل 
و مارتن على فكرة البنت مصرية 
توسعت عينا جاسر بدهشة قبل أن ينفجر ضاحكا 
عشان كده هي فهمت انا قلتلك إيه ساعتها ملامح 
وشها أكدتلي إنها فهمتني بس مكنتش عارف ابدا 
إنها حتطلع مصرية ياااه يعني كتلة الجمال اللي 
كانت جنبنا من ساعة تطلع في الأخر مصرية انا لو كنت أعرف كنا خذناها معانا إحنا اولاد بلد بردو و جدعان نسيبها تتبهدل في الغربة تؤ ميصحش 
بس هي باين عليها صغيرة جدا إيه اللي خلاها 
تشتغل هناك 
سيف و هو يريح رأسه على الكرسي يمكن
ظروفها صعبة و بعدين هنا في أوروبا عادي 
حتى لو كانوا ولاد اغنياء فهما بردو بيشتغلوا 
بس سيلين 
صمت قليلا و كأنه يتذوق طعم
إسمها قبل أن يكمل طريقة كلامها و خۏفها 
بيدلوا على إنها مكانتش عاوزة تخسر شغلها 
هي أنقذتنا من مصېبة كانت حتحصل و نبهتني 
من الكلاب السعرانة اللي بتحوم حواليا اللي انا 
كنت غافل عنها و في المقابل انا أذيتها تسببت 
إنها تتطرد بدل ما اكافئها لو كنت واحدة ثانية
كانت راحت لاكسل و هددته إنها تفضحه لو 
ماإدهاش فلوس أو كانت إستنتني عشان تاخذ 
مكافئتها بس هي إختفت 
جاسر بحزن طيب دور عليها و أكيد حنلاقيها 
سيف بتأكيد طبعا حدور عليها و مش حرجع
مصر غير لما الاقيها أغمض عينيه بتعب و هو 
يتذكر 
المنديل الورقي نظرات عينيها الخائڤة
تنظر لملابسه المتسخة بړعب حتى انها لم 
تنظر لوجهه و لو مرة واحدة بينما هو لم
وجهها الأبيض المستدير بشكل طفولي يدل 
على إن عمرها لم يتجاوز العشرون 
عيناها اللتان كانتا تلتمعان بسبب دموعها 
المتجمعة داخلهما جعلتهما تبدوان كحبتي 
لؤلؤ حتى أنه إحتار في لونهما 
أما شعرها البرتقالي فهو حكاية أخرى تذكر
كيف أمسك نفسه و بصعوبة من أن يفك الرباط
الذي كان يأسره حتى يستمتع بجماله 
تنهد بندم للمرة العشرون ليته إهتم لها بدل 
إهتمامه بتلك الورقة اللعېنة أين كان عقله 
عندما تركها لوحدها و سار مع ذلك الابله 
ديفيد كم تمنى في هذه اللحظة ان يعود و ېحطم
رأسه الغبي الذي تجرأ على طردها 
قبض على يديه بشدة حتى سمع طقطقة 
عظامه محاولا تهدأة نفسه لكن دون جدوى 
صړخ بعدها بصوت عال و هو يضرب ظهر
الكرسي الذي أمامه أوقف هذه السيارة اللعېنة
الان 
صوت عجلات السيارة الذي إحتك بالأسفلت
تبعه توقف السيارات الأخرى التي تتبعه ليفتح 
سيف باب السيارة بقوة ثم خرج متوجها نحو 
الرصيف 
إستنشق الهواء عدة مرات قبل أن 
يضع يديه على السور الحديدي البارد أغمض 
عينيه لتختفي جميع الأصوات من حوله 
ضوضاء الشارع و أصوات أبواق السيارات حتى
صوت جاسر الذي كان يناديه إختفى هو الاخر 
لم يعد يسمع سوى صوتها الرقيق و كأنها تحدثه 
الان و تخبره انها غاضبة منه لأنه تركها و لم يهتم 
لها 
أفاق من تخيلاته على يد جاسر الذي كان يضرب 
كتفه بخفة حتى ينتبه له ازاح يده صارخا پعنف
في إيه يا جاسر عاوز إيه 
جاسر پخوف و لا حاجة قلقت عليك بس 
سيف بحدة إرجع العربية و سيبني لوحدي 
عاوز أشم شوية هوا 
أومأ له جاسر بخفة قبل أن ينسحب عائدا للسيارة 
فهو أكثر من يعرف سيف عندما يغضب يتحول 
كأسد أعمى يؤذي أي شيئ تطاله يده 
داخل المطعم كانت آنا و ليزا تبدلان ملابسهما
في حجرة الملابس إستعدادا للمغادرة بعد ان
إنتهى دوام عملهما 
آنا و هي تلوك العلكة هاي ليزي لماذا لم 
تخبري ديفيد انك تمتلكين رقم هاتف سيلين 
لماذا انكرتي معرفتك بها 
ليزي بلؤم أنا بالفعل لا أعرف رقمها فهي 
قد غيرته منذ يومين 
آنا و هي تنظر لها بخبثمممم لم أكن 
اعلم انك حقودة لهذه الدرجة أيتها الكاذبة 
الصغيرة انت لاتريدين أن يعرف ذلك الوسيم 
عنوانها 
ليزا بتلعثم ماذا تقصدين آنا عمن تتحدثين 
آنا و هي تقلب عيناها بملل اوووه عزيزتي 
ليزي كفاكي تمثيلا لا تقلقي لن أخبر أحدا 
فأنا أيضا لا أريده ان يعلم مكانها و حينها 
ذلك المصري الوسيم سوف يصب جام غضبه 
على الأصلع ديفيد 
إبتلعت ليزي ريقها پخوف فهي فعلا أنكرت 
معرفة اي معلومة عن سيلين لغيرتها منها فهي
التي سعت ان يهتم بها سيف و يطلبها لكنه
في المقابل أعجب بسيلين 
ليزي بعد طول صمت أنا لا يهمني ما سيفعله 
أنا لا أعلم شيئا عن تلك الفتاة و كفى 
وصلت سيلين للمنزل بعد أن قضت بقية 
ساعات الدوام تتمشى في الشوارع بحثا 
عن عمل آخر و عندما دقت الساعة الخامسة 
إستقلت اول باص يؤدي إلى الحي الذي كانت 
تسكن فيه حتى لا تثير قلق والدتها 
فتحت الباب بالمفتاح ثم دخلت لتجد والدتها
نائمة على الاريكة كعادتها تنتظرها كل يوم 
حتى تغفوا بسبب تأثير الأدوية التي كانت 
تتناولها 
رق قلبها على حال والدتها المړيضة فمنذ 
إن هجرها والدها منذ خمس سنوات بقيت
وحيدة كرست حياتها تربى طفلتها الوحيدة 
و عندما بلغت سيلين الثامنة عشر اي منذ 
سنة تقريبا لم تستطع مواصلة العمل في مصنع 
الخېانة بسبب مرض القلب الذي كانت تعاني 
منه لتختار سيلين عدم الذهاب للجامعة و فضلت 
البحث عن عمل تستطيع به إعالة والدتها 
حتى نجحت في إيجاد عمل في إحدى المقاهي 
القريبة لكن صاحبها إضطر بعد مدة لبيعها و السفر 
إلى بلد آخر لتجد سيلين نفسها بدون عمل و مال 
وجدت بعدها عملا في مطعم ديفيد لكن هاهي
الان فقدت مصدر رزقها بسبب ذلك المصري 
جذبت غطاء خفيفا تغطي به والدتها ثم 
تنهض من مكانها و تصعد لغرفتها حتى تغير 
ملابسها

و تنزل للمطبخ لإعداد طعام العشاء 
في مصر و تحديدا في مدينة القاهرة 
في قصر كبير مساحته تفوق ملعبي كرة قدم 
يتكون من ستة طوابق و أكثر من مائة جناح 
و غرفة و تحيط به حديقة غناء تمتد على 
عشرات الكيلومترات تحتوي على عدة 
انواع مختلفة من الأشجار و النباتات النادرة 
يعيش السيد صالح عزالدين و أبنائه و أحفاده
أيضا بنى هذا
القصر منذ ثلاثون عاما بتصميم 
خاص حتى يضم جميع عائلته رغم كبر سنه 
الذي فاق السبعون سنة إلا أنه مازال الآمر الناهي 
في القصر لا كلمة تعلو كلمته و لا سلطة تفوق 
سلطته الجميع تحت أمره و مهما قال ينفذون
حتى لو ضد إرادته و من يعصيه فلا مكان له 
في إمبراطوريته و هذا ما حصل مع إبنته هدى والدة سيلين 
حكاية صالح و يارا
قبل 5 سنوات 
كان صالح يجلس في حديقة القصر مع اولاد 
عمه كعادتهم يسهرون مساء كل جمعة و يتبادلون 
أطراف الحديث كان لايزال طالبا بالسنة الأخيرة 
في كلية الهندسة 
هشام بمزاحيا إبني إنطق بقى عليك الأمان 
سرك في بير يامعلم لا اما و لا سيف حننطق 
بكلمة ها يلا بقى متبوزش اللعبة 
إبتلع صالح ريقه بحرج و هو يفرك عنقه بتوتر 
قبل أن يهتف دفعة واحدة يارا إسمها يارا 
قتعالت قهققات سيف و هشام على مظهره 
الخجول و وجهه المحمر و ينطق إسم 
حبيبته التي يعشقها منذ اول مرة رآها فيها 
في الجامعة يارا عزمي فتاة اقل مايقال عنها 
فاتنة الجمال تبلغ من العمر تسعة عشر سنة تدرس
اول سنة هندسة نفس إختصاصه لكن هو 
كان في السنة الأخيرة ينتظر ذلك اليوم الذي 
في الزواج منها 
أعاده للواقع صوت سيف الذي كان يسأله بجدية 
طب و هي بتحبك
هز صالح رأسه بايجاب قبل أن يهمس أيوا 
طبعا 
سيف و هو يربت على ساقه بدعم و انا حقف 
جنبك في كل اللي إنت عاوزه متخافش 
بادله صالح إبتسامة ممتنة تسلم يا سيف 
دا العشم بردو أنا اصلي خاېف لجدو 
يرفض و إنت عارف بقى 
سيف متخافش لو إنت عاوزها يبقى 
خلاص سيب الموضوع داه عليا إنت بس 
شد حيلك و كمل السنة دي و ربنا يحلها من عنده 
هشام بسخرية مرحة ياريت يا سيف اصلي 
بحبها بحبها اااه
ه من صالح ليئن پألم 
و يقف من مكانه صارخا إيدك ثقيلة 
ياعم إيه داه الواحد ميعرفش يهزر معاك 
صالح بضيق هزر زي ما إنت عاوز إلا في الموضوع 
داه إنت فاهم 
هشام و هو يعود لمكانه فاهم ياعم فاهم 
خلينا نكمل اللعبة الزفت دي اللي باين 
عليها حتجيب أجلي 
بعد أربعة أيام 
في كلية الهندسة تجلس تلك الفتاة برنسيسة 
الجامعة كما يلقونها رغم أنها في سنتها الأولى
يارا عزمي إبنة المستشار ماجد عزمي أجمل 
فتاة في الكلية و أكثرهم غرورا و تكبرا مع 
صديقاتها رؤى و شيرين 
رؤىإلا قوليلي يا يويو إيه اخبارك إنت 
صالح 
ضحكت الفتيات بصخب بعد أن نطقت رؤي
إسمه الذي يعتبر قديما بالنسبة لهم 
لتضيف شيرين من بين قهقهاتها إسمه صالح داه إيه الاسم الغريب داه 
رؤى ايوا صح انا في واحد قريب مامي إسمه صالح بس كان عمره فوق التسعين الله يرحمه 
يارا بس بقى يا بنات متنسوش إن داه 
الكراش بتاعي حاليا 
رؤى بسخرية لحد ماتخلصي السنة دي 
و تدوري على غيره طبعا 
يارا بغرور طبعا انا عاملة نفسي بحبه 
بس عشان خاطر يساعدني أنجح السنة دي 
و بعدها حرميه إنت فاكرة إني أنا يارا عزمي 
حرتبط بواحد إسمه صالح يالهوي انا لو مامي 
سمعت حتقلب الدنيا فوق دماغي اااخ لو 
مكانش الاول بتاع الكلية انا مستحيل كنت ابص 
في وشه 
شيرين بلوم لا في دي ملكيش حق يا يويو 
داه زي القمر طول و عرض و عضلات يا لهوي 
داه يجنن 
رؤى بتأكيد فعلت هو مز اوي احلى واحد 
في الجامعة بس لو يغير إسمه داه صالح 
لوت يارا شفتيها بعدم رضا
 



قائلة مش بحبه 
أصله خنيق اوي و بيعمل كومنت على كل حاجة 
بعملها لبسي ماكياجي طريقة حياتي كل حاجة 
م
ش عاجباه فيا هو حلو صح بس انا و هو منتفعش 
مع بعض داه دقة قديمة عايش زمن السبعينات 
بتاع الحب و الرومنسية و انا الجو داه مش 
بتاعي انا عاوزة اكون حرة اعمل اللي انا عاوزاه 
في الوقت اللي انا عاوزاه البس براحتي 
اخرج براحتي من الاخر بحب اكون فري و صالح 
عكس كده خالص 
شيرين بخبث طب ماتصارحيه 
يارا بانفعال طبعا لا داه الأمل الوحيد ليا 
إني أنجح السنة دي داه بيساعدني في المذاكرة 
بشكل رهيب انا بفهم منه أكثر من الدكتور ذات نفسه داه دماغ عبقري انا بشك إنه طالب اصلا 
شيرين بنظرات خبيثة تخفي وراءها شيئا ما 
يعني إنت كده من الاخر بتلعبي بيه و بمشاعره 
يارا بضحك مشاعر إيه يا بنتي إنت إتجننتي 
حب إيه و كلام فارغ إيه هو بس معجب بيا
عشان انا بنت حلوة و شيك لو كنت غير كده 
مكانش بصلي من أصله بكره ينساني متقلقيش 
رؤى بعبوس بس هو بيحبك بجد يا يويو 
يارا بمللاوووف بقى إنتوا ليه مصرين
تتكلموا في الموضوع داه انا بجد زهقت 
شيرين طب خلاص خلينا نتكلم في حاجة
ثانية عملتي إيه في عيد ميلاد رامي حتحضري
يارا بحماس طبعا و انا مچنونة عشان افوت
عيد ميلاد رامي الحداد داه ابوه وزير يا بنتي 
شيرين بمكرو معجب بيكي جدا 
يارا بغرور عارفة بس انا مع صالح دلوقتي
لما أخلص منه حبقى افكر فيه هو اكيد
حيستناني 
رؤى بعدم رضا رامي داه بتاع بنات و كل يوم
مع واحدة شكل إنت كده حتخسري صالح
و حتندمي 
يارا و هي تنظر لشيرين سيبك منها و قوليلي
حتلبسي إيه
شيرين مامي جابتلي مجموعة فساتين
من باريس الاسبوع اللي فات حبقى البس واحد
منهم و إنت حتقنعي صالح إزاي هو اكيد مش حيوافق إنك تتيجي الحفل 
يارا بلامبالاة حبقى أتحجج بأي حاجة انا 
عارفة إنه متخلف و رجعي مش حيقبل إني 
أخرج ارفه عن نفسي شوية زي البنات اللي 
في سني 
شيرين تمام انا رايحة عندي مشوار مهم 
حبقى اشوفكوا بعدين يلا سلام 
في المساء 
مكالمة بين صالح و يارا 
صالح بلهفة إزيك يا حبيبتي عاملة إيه 
واحشاني اوي 
يارا بفتور أنا تمام و إنت 
صالح بحب بقيت كويس بعد ما سمعت صوتك 
عاملة إيه في المذاكرة انا عاوز إمتياز مش حقبل 
اقل من كده 
يارا في داخلها ليه فاكرني زيك مفيش 
حاجة ورايا غير المذاكرة إن شاء الله يا حبيبي 
البركة فيك إنت بقى ما إنت اللي حتذاكرلي مش إنت الدكتور بتاعي و إلا نسيت 
صالح متشغليش بالك يا قلبي و هو انا أطول 
أدرس أجمل و أرق بنت في الدنيا 
يارا بتصنع ميرسي يا حبيبي ربنا يخليك 
ليا انا بجد من غيرك مكنتش عارفة حعمل إيه 
اصل الهندسة صعبة جدا و انا بصراحة مش 
بفهم حاجة من الدكاترة اللي في الكلية 
صالح بهيام و لا يهمك يا حبيبيتي انا 
حضبط كل حاجة و الأسبوع الجاي إن شاء
الله نبتدي مذاكرة مع بعض عشان الامتحانات 
قربت داه فاضل أقل من شهر و نبتدي 
يارا بدلع حاضر يا حبيبي انا أصلي 
حسافر إسكندرية مع ماما يومين عشان 
نزور طنط مريم 
صالح بحزن يعني مش حشوفك بكرة كمان 
يارا يا حبيبي ما أنا قلتلك حسافر يومين 
و حرجع على طول حبقى اكلمك كل ساعة 
متقلقش 
صالح باستسلام حاضر تيجي بالسلامة 
خلي بالك من نفسك و متكلميش ولاد 
يارا بضحك ماشي يسلملي اللي بيغير 
صالح لو تعرفي بس انا بحبك قد إيه 
يارا بغرور عارفة رواية بقلمي ياسمين عزيز عارفة و انا كمان بمۏت 
فيك 
صالح بسعادة أنا بستنى بفارغ الصبر 
اليوم اللي أتخرج فيه عشان حطلب إيدك 
في نفس اليوم 
يارا بضحكة مرتبكة إنت بتهزر صح 
صالح بجدية لا طبعا انا بحبك اوي 
و إنت كمان بتحبيني إيه المانع إننا نكون 
مع بعض إحنا نعمل خطوبة و كتب كتاب مع بعض و بعدها لما تخلصي دراستك نتجوز 
يارا بعدم تصديق لكنها تحاملت على نفسها 
يا حبيبي لسه بدري على الكلام داه انا لسه 
عندي 19 سنة 
صالح ما انا قلتلك نتجوز لما تخلصي دراسة 
يعني
ساعتها حتبقي ثلاثة و عشرين 
أرادت يارا تغيير الموضوع لتتصنع ان والدتها
تناديها طيب يا حبيبي انا لازم اقفل عشان 
ماما بتنادي عليا حبقى أكلمك بعدين 
على الفيس 
صالح ماشي ياقلبي 
أقفلت يارا الخط و هي تتأفف بشدة قائلة 
داه اللي ناقص اتجوزك إنت عشان ادفن 
نفسي بالحياة انا مش مصدقة هو لسه في 
ناس بالتفكير داه لا و كمان لسه شاب يعني 
و الله لو كان راجل كبير كنت حتفهم إنما 
شاب و بالعقلية دي مش معقول داه ناقص 
يقلي نامي من المغرب و ياخذ مني الموبايل
اوووف دي شيرين عاوز إيه دي كمان 
أفتحت يارا سماعة الهاتف لتكمل حديثها مع 
صديقتها غير عالمة بالمؤامرة التي تحضرها 
لها 
بعد يومين في حفل عيد ميلاد رامي الحداد 
رامي حداد مثال للشاب الوسيم و الغني 
إبن عائلة معروفة مدلل و مستهتر لأبعد الحدود
رسب سنتين في السنة الثانية هندسة بعد 
أن إجتاز السنة الأولى بصعوبة 
حياته عبارة عن حفلات شرب و بنات يغير
حبيباته كما يغير أحذيته هو معجب بيارا 
منذ اول مرة رآها فيها لكنه لم يستطع الاقتراب 
منها خوفا من صالح 
دخلت يارا قاعة الحفلة لتتوجه كل الانظار 
صوبها ترمقها باعجاب و أخرى بكره و حسد 
كانت بالفعل جميلة جدا بفستانها الأسود 
القصير
أشارت نحوها رؤى لتأتي لتبتسم لها يارا 
إبتسامتها الخلابة قبل أن تتوجه نحوها 
رؤى باعجابإيه الجمال داه يا بنتي 
يارا بغرور طول عمري قمر ههه
رؤى بهمس بصي رامي حياكلك بعنيه 
يارا عادي يا بنتي سيبك منه امال فين 
شيري 
رؤى بعدم إهتمام كانت هنا مش شوية 
اهي هناك مع سيدا و فادي العدوي 
يارا و هي تنظر حيث أشارت رؤى غريبة 
دي عمرها مع كانت صحاب هي سيدرا دي 
بكرهها كره العمى 
رؤى لا غريبة و لا حاجة إنت عارفة شيري
دايما مع مصلحتها متنسيش إن سيدرا 
اووووبا يارا إلحقي مش داه صالح عز الدين 
إرتجفت يارا پخوف و

قلق قبل أن تدير
رأسها ناحية الباب لتراه كان في قمة 
الوسامة و هو يرتدي بنطال جينز باللون 
الأسود و فوقه قميص صوفي باللون الأزرق 
الداكن ضيق يبرز عضلات جسده الضخمة 
ببرود قبل أن يلقي التحية على رؤى 
إزيك يا رؤى 
رؤى بتوتر تمام و إنت
صالح بصوت خاو الحمد لله 
انزل يده ليلفها حول خصر يارا ليسير 
بها نحو باب الخروج قائلا عاوزك في 
كلمتين برا 
أومأت له يارا لتمشي بجانبه بهدوء و دماغها 
يكاد ينفجر من شدة التفكير لماذا جاء و كيف
علم انها هنا هو ابدا لا يأتي لهذه الحفلات 
فلماذا هذه الليلة بالذات 
فتح الباب ثم دفعها بخفة لتركب سيارته 
قبل أن ينطلق خارج الفندق 
أوقف السيارة على حافة الطريق ثم اخرج 
هاتفه ليضغط بعض ازراره قبل أن يرميه 
يارا بتوتر و هي لا تعرف ماذا تقول لتبرير
فعلتها كذبها عليه و ذهابها للحفلة صالح 
إسمعني انا حفسرلك 
صالح و شششش
إسمعي و إنت ساكته 
ضيقت يارا حاجبيها و هي تنصت لصوتها
في الهاتف ركزت قليلا قبل أن تشهق بقوة 
عندما
الفصل الثاني 
مضت أكثر سبعة أشهر على وجود سيلين
في عملها الجديد كبائعة في إحدى المولات
الكبيرة في برلين تعرفت على زملائها الجدد
و لكنها كانت تفضل ان تكون وحيدة طوال
الوقت 
رغم إبتسامتها الدائمة التي كانت نرسمها على
وجهها لتستطيع القيام بعملها على أكمل وجه
إلا انها كانت تخفي حزنها الكببر في قلبها
بسبب أوضاع حياتها التي كانت تتدهور يوما
بعد يوما 
أكملت عملها على الساعة الثامنة مساء
ثم توجهت إلى محطة القطارات حتى
تستقل القطار المتوجه نحو الحي الذي
تقطن فيه 
بسبب برودة طقس شهر سبتمبر اول أشهر
الخريف قبل أن تجلس على احد المقاعد 
نظرت للشاشة العملاقة التي تعرض مواعيد
قدوم و إنطلاق القطارات لتجد ان قطارها
سيصل بعد دقيقتين 
بعد نصف ساعة كانت تقف أمام باب منزلها
تبحث عن المفاتيح في حقيبتها فتحت الباب
ثم دلفت لتجد والدتها عافية على الاريكة
كعادتها تنتظر مجيئها تقدمت نحوها بعد أن
رمت حقيبتها جانبا ثم بدأت في إيقاظها
بهدوء حتى لا تفزع 
مامي إصحى حبيبي انا جيت 
فتحت هدى عينيها ببطئ لتجد طفلتها الصغيرة 
تقف أمامها تنهدت بارتياح قبل أن تمسح 
وجهها المتعب قائلة إنت جيتي يا حبيبتي 
الحمد لله كنت مستنياكي بس الظاهر إني 
نمت مكاني تعالي إغسلي إيديكي و انا 
ححط الاكل على السفرة عشان نتعشى سوى 
سيلين بعتاب و هي تتوجه نحو الحمام لتغسل 
يديها مينفاش مينفعش كده يامامي مكانش لازم 
تتعب نفسك كنا طلبنا بيتزا من برا ا اي 
حاجة ليه تطبخ 
هدى و هو زحنا كل يوم حنقضيها اكل شوارع 
و بعدين انا مش بتعب و لاحاجة انا طول
النهار قاعدة لوحدي زهقانة و مش بعمل 
حاجة بفكر فيكي يابنتي و ببقى مړعوپة 
كل ما ييجي الدنيا تظلم و إنت بتبقي برا 
أنا خاېفة عليكي مش كفاية مستقبلك اللي 
ضاع بعد ما سبتي جامعتك 
خرجت سيلين بعد أن نشفت يديها و هي 
تلوي شفتيها بامتعاض من حديث والدتها 
الذي إعتادت على سماعه كل مساء تقريبا 
جلست على كرسيها و هي تقول مام 
ليه دايما نفس الكلام حضرتك عاوزانا
نعمل إيه مافيش حل غير إني أسيب جامعة 
و اشوف شغل أكملت بالالمانية أبي رحل 
و أنت مريضة لاتستطعين متابعة عملك نحن 
في بلد غريب و لا أحد سيشفق علينا لم يكن 
أمامي اي حل يجب أن اخرج للعمل حتى أجلب
النقود من أين سنأتي بثمن الاكل و الدواء 
و فواتير الماء و الكهرباء و غيرها نحمد الله 
أن المنزل ملكنا و إلا كنا الان مشردون في 
الشوارع 
رمقتها هدى بتردد قبل أن تهتف بنبرة منخفضة
خلينا نرجع مصر يا بنتي كفاية مرمطة هنا 
سيلين پغضب أمي تعلمين رأيي في هذا
الموضوع لن اذهب لتلك البلاد أكرهها و أكره 
المصريين جميعا قالتها بغل و هي تكز على 
أسنانها پغضب عندما تذكرت سيف المصري 
الذي كان سببا في طردها من عملها 
هدى بعتاب ملكيش حق يا سيلين و هو في 
أطيب من المصريين و جدعنة المصريين 
يعني عاحبينكم الألمان جامدين و قلوبهم 
حجر خليني ساكتة أحسن 
سيلين و هي تغرس ملعقتها في صحن الشوربة 
على الاقل هم لديهم وجه واحد قلوبهم قاسېة 
و لا يعرفون معنى الرحمة او التعاطف و لكنهم 
غير ناكري للجميل امي دعينا من هذا الموضوع 
لن أعود لمصر ابدا انا ألمانية لقد ولدت هنا 
و ترعرعت هنا و لا اعرف بلدا آخر غير ألمانيا 
هدى بحزن بس يا بنتي الحمل ثقل عليكي 
أوي إنت مش ملزومة إنك تشتغلي و تصرفي 
علينا إنت مكانك في كليتك مع زمايلك لحد 
إمتى حتقعدي تشتغلي في المطاعم و المحلات 
أنا لو مت حتبقي لوحدك يا بنتي إحنا ملناش 
حد هنا 
سيلين باستهزاء سنعود لمصر لنجد أروع 
عائلة في العالم تنتظرنا ارجوكي امي 
هدى بتحسرأيوا هناك في عيلتي اللي 
هربت منها من عشرين سنة عشان حبيت
ابوكي و أصريت إني أتجوزه و هربت معاه
على هنا بعد
ما أبويا رفض علاقتنا ياريت
السنين ترجع بيا لورا مكنتش حعمل اللي 
أنا عملته زمان مكنتش حغلط غلطة 
قعدت ادفع ثمنها عمري كله رواية بقلمي ياسمين عزيز
سيلين إنت لم تخطئي انت أحببتي والدي 
فقط عائلتك قاسېة لماذا تركوكي كل هذه 
السنوات لم يحاولي البحث عنك حتى 
هدى أنا كمان من ساعة ما سبت القصر 
محاولتش اتصل بيهم ثاني الحق عليا انا 
اللي غلطانة الجواز مش بس حب بين 
إثنين
 



الجواز مسؤلية قبل كل شي انا 
و ابوكي غلطنا كنا انانيين مفكرناش غير في
نفسنا مفكرناش في أولادنا لما ييجوا يلاقوا
نفسهم وحيدين في بلد غريبة و اهو اللي 
خفت منه حصل 
نفخت سيلين وجنتيها بضيق قبل أن تكمل 
طعامها و هي تستمع لحديث والدتها و هي
تحكي لها على حياتها السابقة في قصر 
والدها عندما كانت صغيرة 
إنتهيا من العشاء لتقوم سيلين بغسل الصحون 
و ترتيب المطبخ قبل أن تدلف غرفتها طلبا 
للراحة بعد تعب يوم طويل 
في القاهرة 
و تحديدا في قصر صالح عزالدين 
يقف فريد بين زملائه و أصدقائه الذين 
أتوا ليحتفلوا معه بحفل زفافه و الذي
سعى ان يكون بسيطا و ضيقا يقتصر 
على حضور عائلته و بعض أصدقائه 
و طبعا سميحة والدة أروى لم تمانع فالمهم
عندها هو أن يتزوج إبنتها 
اما أروى المسكينة فقد كانت اشبه بجسد
بلا روح وسط أقاربها الفرحين بحفل 
الزفاف الذي ادخل على القصر بعضا من 
البهجة و الفرح تشعر انه سيغمى عليها من الخۏف في كل دقيقة
تمر و كأنها تساق نحو هلاكها 
تعالت دقات قلبها و
بعد أن شاهدت الۏحش كما تسميه هي 
يتقدم نحوهها بجسده الضخم و هيئته
المرعبة التي جعلت قلبها يهوي داخل اضلعها
فزعا و ړعبا منه 
رفعت يدها بسرعة لتمسح دموعها التي نزلت 
رغما عنها و هي تتخيل الچحيم الذي ينتظرها 
في حياتها القادمة فهي لطالما سمعت عن 
جبروته و عجرفته و غروره 
جلس بجانبها دون إهتمام بها حتى أنه لم يلتفت 
نحوها إنشغل بالحديث مع والدته قبل أن يقف 
من جديد و يتجه نحو بعض المدعوين يصافحهم 
و يرحب بهم 
بعد سويعات قليلة كانت أروى تجلس في جناحه 
من ديكورها القاتم الذي يعكس شخصية 
صاحبها خاصة اللون الاسود الذي طغى
على المكان ليعطيه مظهرا كئيبا و مرعبا بالرغم 
من فخامة التجهيزات تنهدت بصوت عال و هي تتمنى داخلها لو أن كل ما تعيشه هو كابوس لعين و ستصحو منه بعد قليل 
تمنت لو أنها كانت بتلك الجرأة و القدرة 
على الوقوف أمام والدتها ودت لو أنها إستطاعت 
الهرب لكن إلى أين كان يجب أن تجرب 
كل شيئ قبل أن تستستلم كان يجب أن تحارب 
أكثر من ذلك أن تظل قوية و ان تبحث عن حل 
آخر 
أخرجها من دوامة أفكارها دخوله المهيب 
بطلته الجذابة ببدلة الزفاف التي زادته 
وسامة و جمالا توقف قليلا عن السير 
عندما رآها ثم زفر بحنق قبل أن يكمل 
سيره نحو الحمام ليغير ملابسه 
خرج بعد دقائق يرتدي ملابس بيتيه سوداء 
اللون و ينشف شعره بمنشفة بنفس اللون 
رمى المنشفة بإهمال على أقرب كرسي 
قبل أن يتقدم نحو طاولة الزينة ليأخذ منها 
زجاجة عطره ليرش منه بسخاء على جسده 
أعاد الزجاجة لمكانها ثم إتجه نحو الاريكة 
السوداء ليجلس عليها بارتياح واضعا ساقه
فوق الاخرى إلتفت نحوها بعينيه الحادتين
يطالع هيئتها بسخرية 
صغيرة و ضئيلة الحجم لا تكاد تصل لاسفل 
صدره لا ينكر جمالها الملفت و خاصة عينيها 
السوداء الشبيهة بأعين الريم أغمض عينيه 
بتعب ثم ارجع رأسه مستندا إلى ظهر الاريكة 
و هو يطرد تلك الأفكار الغير بريئة التي إجتاحته
فجأة فليس فريد عز الدين من يفقد السيطرة 
على نفسه بهذه السهولة 
تحدث بصوت غليظ أجش ليقطع صمت الغرفة 
عندما ناداها تعالي 
و هي تتمسك بفستانها الكبير و كأنه سيحميها 
من هذا الۏحش الجالس أمامها تقدمت نحوهه
بخطوات بطيئة مترددة و هي تتحاشى النظر 
نحوه رغم تأهب حواسها لأي حركة تصدر منه 
أقعدي خلينا
نتفاهم نطق مرة أخرى 
له بعد أن كادت تقع أرضا من شدة توترها 
فرك فريد ذقنه الحاد قليلا قبل أن يهتف من 
جديد قلتيلي إسمك إيه
شهقت أروى بداخلها و شعرت بغصة تجتاح 
حلقها جعلتها تعجز عن التحدث و هي تستمع لما يقوله تزوجها و هو لا يعرف حتى إسمها ألهذه الدرجة هي بلا قيمة ليت والدتها كانت موجودة 
حتى تسمع وترى نتيجة أفعالها 
أردف من جديد بنبرة لا مبالية متجاهلا صډمتها 
التي ظهرت جليا على وجهها إفتكرت إسمك 
أروى المهم 
إسمعيني كويس عشان في حاجات مهمة لازم تعرفيها عني و تعليمات لازم تلتزمي بيها عشان الحياة تستمر بيننا أنا إنسان عصبي جدا و بكره 
إني اقول حاجة و متتنفذش إنت طبعا عارفة 
أنا تجوزتك ليه إنت هنا عشان تهتمي بلجين
بنتي للأسف مامتها توفت و سابتها فهي 
محتاجة ام بديلة تهتم بيها و تراعيها عاوزك
معاها أربعة و عشرين ساعة هدومك و حاجتك كلها في أوضة لوجي و مش عاوز اشوفك مرة ثانية هوبتي ناحية أوضتي 
و مفيش خروج من القصر لا تقوليلي ماما و لا أختي 
و لا صاحبتي أي حاجة تحتاجيها تقوليلي و انا حوفرهالك اتمني إن كلامي واضح عشان 
مش عاوز أعيده ثاني و دلوقتي تفضلي 
أنهى كلامه و هز يشير نحو باب الجناح يأمرها بالخروج بكل وقاحة لتقف أروى من مكانها

حاملة فستانها الثقيل و تسير نحو الخارج و هي تتنفس 
الصعداء 
رغم شعور الإهانة القاټل الذي شعرت
به و هو يعاملها و كأنها خادمة بل هي بالفعل 
خادمة لابنته ألم يخبرنا ان سبب زواجه منها
هو الاعتناء بالطفلة لكن ما أشعرها الارتياح
هو بقائها بعيدا عنه و هذا ماحمدت الله 
كثيرا من أجله 
ستتجاهله أجل سوف تحاول بكل الطرق الإبتعاد 
عنه و عدم الاحتكاك به و عدم رؤيته من جديد 
لقد كان ان يغمى عليها منذ قليل و هو 
يحدثها بهدوء فماذا سيكون حالها لو وقفت 
أمامه و هو غاضب 
فتحت الباب المقابل للجناح و دلفت للداخل 
لتبتسم رغما منها من مظهر الغرفة الزاهية
بالوانها البيضاء و الزهرية التي بعثت بعض 
البهجة و السعادة بداخلها 
تقدمت للداخل لتجد فتاة صغيرة جميلة
للغاية تنام بهدوء على الفراش إبتسمت 
بتلقائية و هي تمرر أصابعها على وجنتها 
الحمراء المكتنزة التي جعلت أروى تود
تقبيلها لكنها تمالكت نفسها لتتجه نحو 
الخزانة حتى تغير هذا الفستان الثقيل 
الذي تحملت إرتدائه عدة ساعات 
جذبت الغطاء بعد أن تمددت بجانب 
الصغيرة لتغلق عينيها بتعب و هي تزيح 
من عقلها جميع الأفكار التي تزاحمت فجأة 
لتؤرق نومها متمتمة بداخلها أحسن الحمد لله 
إنها جات على كده يارب يفضل زي ماهو 
و خليه بعيد عني دايما 
في الولايات المتحدة الأمريكية 
رفع رأسه من على كتلة الأوراق التي تفترش مكتبه بإهمال مدلكا صدغيه بتعب منذ يومين و هو على هذه الحال لم يذق طعم النوم او الراحة يريد إكمال آخر جزء من هذه الصفقة حتى يعود للوطن فقد 
حان وقت الاڼتقام 
فتح درج مكتبه ليخرج ظرفا كبيرا يضم صورها
جميلة جدا بل فاتنة حد الجنون كما تركها 
ضحكتها الخلابة التي سلبت عقله منذ النظرة 
الأولى لازالت كما هي لم تتغير 
قبض على الصور بقوة و عيناه تزداد قتامة 
من شدة الڠضب كلما تذكر ما فعلته به في 
الماضي كيف خدعته بكل سهولة و مزقت 
قلبه لاشلاء غير مبالية بمشاعره التي سحقتها
تحت قدميها بكل قسۏة و أنانية 
نسيته بكل سهولة و أكملت حياتها و كأن شيئا
لم يكن و كأنه لم يكن موجودا في حياتها بينما
هو لا زال يعيش على ذكراها لم تغب عن تفكيره 
لحظة واحدة مايزال يتذكر ذلك اليوم المشؤوم
الذي إكتشف فيه خداعها له تحت مسمى الحب 
تنهد بصوت مسموع و هو يتفحص تلك الأوراق 
من جديد سامح منصور إبن رجل الأعمال 
عبدالله منصور رجل آخر يتقدم لخطبتها ليقوم 
هو بابعاده
كما تعود منذ سنتين 
ضحك بسخرية و هو يحاول ان يتذكر كم عدد
الرجال الذين أجبرهم على الإبتعاد عنها بمساعدة
فريد شقيقه وسيف إبن عمه رغم معارضتهما
لافعاله إلا أنهما في الاخر يرضخان لطلبه 
لكن الآن إنتهى كل شيئ سيعود من جديد
لأجلها لأجل كرامته و رجولته لأجل قلبه
الذي فقده منذ خمس سنوات على يد طفلة
لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرها سيعود
حتى يأخذ بثأره منها كما وعدها في آخر لقاء
بينهما فهو رجل و الرجال لا تنكث بوعودها ابدا 
أشرق صباح جديد على قصر آل عز الدين 
لتستيقظ تلك الجميلة ذات الشعر البني الحريري
و العينان الساحرتان مطت ذراعيها بكسل
قبل أن تتمتم بنعاس قائلة تروماي معدي على
جسمي مش سايب فيه حتة سليمة 
حركت يديها على فراشها بحثا عن هاتفها
لتجده اخيرا تحت الوسادة فتحته لتشهق
دي الساعة عشرة جدي حيسمعني الموشح
بتاع كل يوم علشان بتأخر 
رمت الهاتف ثم إتجهت مسرعة نحو الحمام
لتغسل وجهها و تغير ثيابها و تنزل للأسفل
حيث وجدت جميع العائلة محلقين حول
طاولة الإفطار كعادتهم كل صباح 
هرولت إنجي نحو جدها تمسك بيده و تقبلها
قائلة بتلعثمصباح الخير يا جدو انا آسفة
عشان نزلت متأخر 
أشار لها لتسير نحو مقعدها بجانب هشام
الذي كان يرمقها بنظراته العاشقة المعتادة 
همست و هي تقطب جبينها بتعحب الظاهر
إني مش انا لوحدي إللي صحيت متأخر النهاردة 
هشام بخفوت صباح الورد يا نوجة لا كلنا
صحينا متأخر متقلقيش داه حتى سيف
خرج من شوية بس 
إنجي هااا و انا بقول ليه جدو مزعقليش
زي عوايده 
هشام بابتسامة يلا إفطري عشان اوصلك
لكليتك في طريقي 
زمت إنجي شفتيها بعدم رضا و هي تتذكر 
كيف حرمها جدها من سيرتها منذ اسبوعين 
بعد أن تجاوزت السرعة المحددة لها في إحدى 
المرات و هي في طريقها للكلية بعد أن إستيقطت
متأخرة كعادتها و تم سحب رخصة سياقتها 
بعدها تولي شقيقها فريد توصيلها إلى الجامعة 
كل صباح لكنه اليوم عريس و لذلك كلف الجد
هشام بهذه المهمة و هذا ماجعله في غاية 
السعادة حتى أنه كاد ان يقبل جده صباحا 
لكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة 
خرجا بعد أن إنتهيا من تناول الفطور 
فتح لها الباب بحركة نبيلة لتدلف إنجي السيارة غير مهتمة بذالك اللذي كانت عيناه لا تحيدان 
عنها و كأنه لا يرى غيرها في المكان 
في الطريق للجامعة إنزلقت إنجي بجسدها
لأسفل الكرسي قليلا قائلة بنعاس هشام ممكن 
تحجزلي في أي أوتيل عشان عاوزة اكمل نومي و لما تيجي تروح المساء تعالي خذني في سكتك 
ضحك عشام و هو يلتفت نحوها ليجدها 
منكمشة على نفسها كقطة صغيرة تغلق عيناها
إستعدادا للنوم 
هشام بضحك إنت حتنامي بجد و إلا إيه 
مينفعش كده قومي و صحصحي داه إنت عندك
محاظرات دلوقتي 
هزت أكتافها بكسل و هي تجيبه مش عاوزة 
أروح الكلية حنام في المحاضرة و الله على فكرة المفروض مكنتش آجي عشان إمبارح الفرح
و انا فضلت سهرانة لوقت متأخر 
هشام بتهكم و قد تذكر طلتها الساحرة التي 
جعلته يشعر بالڠضب و الغيرة الشديدة من
عيون الحاضرين الذين كانوا ينظرون لها بإعجاب
و فضلتي طول الليل بترقصي 
إنجي بسخطالله مش فرح اخويا 
هشام و هو بحاول تهدأة نفسه اه فرح اخوكي 
و اديكي النهاردة مصبحة في الكلية خليه 
ينفعك بقى 
إستقامت إنجي في جلستها ثم مسحت وجهها
تنشط نفسها قليلا قبل أن تلتفت نحو هشام 
الغاضب ضيقت عينيها بمكر قبل أن تضع 
يدها على يده الموضوعة فوق مقود السيارة 
ليتنتبه لها هشام و يستدير نحوها دون أن ينبس 
بكلمة 
إنجي و هي ترفرف بأهدابها قائلة بدلالهشام 
هشام بنبرة هائمة بعد أن سيطرت عليه بلمسة 
بسيطة من يديها و نظرة من عينيها روح
قلب هشام 
إنجي بخبث و هي 
نحو الإمام كدلالة على حزنها مش عاوزة
أروح الكلية 
إبتلع هشام ريقه بصعوبة
و هو يشعر بتعرق
جبينه رغم برودة الطقس ليهتف بصوت 
متقطع ليه بس يا نوجة مش يمكن ععندك 
محاضرات مهمة و لازم تحضريها 
ملتفتة للجهة الأخرى من السيارة ليتنهد 
هشام بيأس من دلالها الذي يكاد يذهب 
بعقله فهو لحد الان لا يزال غير مصدق انها
الان تجلس بجانبه و عطرها الهادئ
 



برائحة
الياسمين يملأ سيارته 
هشام باحباط طيب خلاص يا نوجة متزعليش
أنا حاخذك الجامعة ساعتين بالكثير شوفي وراكي إيه و بعدها حاجي آخذك ثاني نتغدى سوى و نقضي بقية اليوم مع بعض عشان للأسف مش حقدر ارجعك القصر 
إنجي و قد لمعت عيناها بسعادة لا قصر إيه 
داه جدو يولع فينا إحنا الاثنين 
بعد القليل من الوقت كانت سيارة هشام 
تقف أمام كلية الإعلام التي تدرس بها إنجي
التي ودعته و نزلت متجهة نحو أصدقائها 
أدار هشام سيارته الناحية الأخرى حتى يعود 
أدراجه نحو المستشفى التي يعمل بها لكنه 
لمح إنجي صدفة تقف مع شابين و فتاة قرب
الباب الخارجي للكلية 
ضيق حاجبيه عندما لمح أحدهما يضع يده 
على شعرها ليكز هشام على أسنانه پغضب
و يوقف السيارة فجأة حتى إحتكت العجلات 
بالأسفلت مصدرة صريرا مزعجا أغلق باب 
السيارة پعنف ثم أخرج هاتفه ليطلب رقمها 
و عيناه مازلتا مثبتتان عليها حتى رآها تخرج 
هاتفها من حقيبتها 
إنجي بمزاح كنت عارفة إنك حيتغير رأيك 
و تيجي تاخذني 
توقفت عن الحديث عندما قاطعها بنبرة حادة 
و هو ېصرخ پغضب مستنيكي برا خمس 
ثواني و تكوني واقفة قدامي 
حدقت إنجي بشاشة هاتفها بتعجب بعد 
أن أنهى هشام المكالمة و هي تتمتم بصوت 
خاڤت جدا مالوا داه 
سألتها أحلام صديقتها في إيه يا إنجي
إنجي بلامبالاةو لا حاجة انا مضطرة اطلع 
هشام مستنيتي برا حشوف عاوز إيه و أرجع 
على طول تشاو مؤقتا 
وصلت إلى سيارته لتجده متكئا عليها 
و هو ينظر نحوها و هاتفه بيده إستقام 
ثم أشار لها بركوب السيارة قبل أن يلتف هو
أيضا ليستقل مكانه و ينطلق 
إنجي بحماس متناسية لهجته الغاضبة منذ قليل حتاخدني فين بقى
هشام بهدوء و هو يكتم غضبه بداخلهمين
الولد اللي كان بيمسحلك على شعرك من شوية
إنجي بعدم فهمولد ولد مين
إنكمشت مكانها حقيبتها عندما 
صړخ هشام في وجهها و هو يضرب المقود
بهستريا الولد اللي كان واقف معاكوا من 
شوية إنطقي إزاي تسيبيه يحط إيده عليكي 
كده 
إنجي بنبرة لينة تحاول مسايرتههشام عشان 
خاطري إهدى 
على المقودحقول لجدي و هو حيربيكي من
جديد حقله إن حفيدته المحترمة إنجي عزالدين
دلوعة العيلة واقفة مع شباب في الجامعة واحد
منهم حط إيده عليها انا لولا خاېف من الفضايح 
اللي ممكن تحصل من الموضوع داه كنت 
شهقت إنجي پخوف و صدمة و هي ترى 
هشام إبن عمها الشاب الهادئ الرزين يتحول 
إلى وحش غاضب مخيف 
مساء 
عاد صالح إلى قصر جده بعد غياب دام 
سنوات ليستقبله الجميع بفرحة 
مصدقة إنك خلاص رجعتلنا ياحبيبي انا كنت 
حموت و اشوفك 
اللي رافضة تجيلي هناك 
سناء بتكشيرة بعيدة اوي ووحشة كان لازم 
تختار أمريكا 
صالح اديني رجعت اهو يا ستي المهم 
متزهقيش مني بس 
سناء بلهفةياخبر داه انا بفكر اجوزك 
كمان زي أخوك 
إنجي بمزاح إشرب ياعم الظاهر إن ماما 
حاسبة حساب كل حاجة عاوزة تربطك هنا 
بأي طريقة 
صالحو انا موافق ياستي بس هو فريد 
فين انا مش شايفه 
سيف ما إنت عارف اخوك رجع الشغل 
صالح و هو يهز رأسه من تصرفات أخيهلو مكانش عمل كده ميبقاش فريد 
بقى الجميع يتجاذبون أطراف الحديث 
قبل ان يستأذن صالح الصعود لغرفته ليرتاح 
اخرج هاتفه من جيبه ليصل برقم ما بعد أن اتاه الرد قال تمام كويس جدا داه المطلوب 
مكان هادي و بعيد عن الكل محدش يقدر يوصله 
عز الطلب ماشي مع السلامة 
رمى هاتفه على السرير تزامنا مع إبتسامته الشريرة 
التي تسير كما يحب 
في فيلا فخمة
تعود لمالكها ماجد عزمي 
تحلقت العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء 
كعادتهم كل مساء 
ماجد إيه اخبار الشغل يايارا 
يارا بعدم إهتمام سبته 
من يديه نعم إنت إتجننني دي

ثالث مرة 
تعمليها و تكسفيني مع أصحابي 
ميرفت والدة يارا خلاص يا ماجد متكبرش
الحكاية البنت مش عاوزة تشتغل هو بالعافية 
ماجد پغضب كله من دلعك فيها آدي أخرتها 
مرة قبل كده انا مش بحب اروح الشركات دي 
و اتقيد بوقت دخول و خروج و بعدين انا 
مباقليش كثير متخرجة عاوزة اريح دماغي 
شوية 
ماجد بسخرية اللي يسمعك كده يقول كنتي
مقطعة نفسك مذاكرة و إنت يادوب كنتي 
بتنجحي كل سنة بالعافية داه انا ببقى مكسوف
لما بكلملك واحد من أصحابي عشان يلاقيلك
شغل عنده لما يسألني ناجحة بتقدير إيه 
ميرفت بغرور مش مهم التقدير المهم إنها خلصت 
و بقت مهندسة خليها ترتاح سنة و إلا إثنين و بعدين نشوف حكاية الشغل إبقى إفتحلها مكتب لوحدها بنتي انا مبتشتغلش عند حد 
ماجد بسخرية عشان الهانم تبقى تروح و تيجي براحتها 
ميرفت بتجاهلنسيت مقلتلكش مرات عبدالله منصور كلمتني عاوزين معاد معاك عشان 
يخطبوا يارا 
ماجد بتعجب عبد الله منصور بتاع العربيات 
ميرفت أيوا هو قلت إيه 
تدخل ريان شقيق يارا الأصغر قائلا بمرح 
حغير العربية حغير العربية 
رمقه والده بنظرة حادة ليصمت ثم إلتفت
نحو زوجته قائلا أتمنى ميكونش زي 
اللي قبله ميكملش أسبوع و يختفي 
خالص 
ميرفت بتأففخلاص بقى مش وقت المواضيع 
دي الجماعة معزومين عندنا آخر الأسبوع 
أنا بكرة حكلم نجلاء هانم و اقلها 
أومأ لها ماجد دون أن يتحدث قبل أن يعود 
من جديد ليتناول طعام العشاء بينما إستأذنت
يارا نحو غرفتها بعد أن تحججت بأنها متعبة 
و تريد النوم 
و هي تتذكر حياتها طوال الخمس سنوات 
الماضية وتحديدا بعد ذلك اليوم الذي تركها
فيها صالح عزالدين كانت تدرس بجد رغم الصعوبات التي كانت تواجهها لكنها كانت دائما 
مصرة على النجاح حتى لا تصبح مصدر سخرية من زملائها الذين لاطالموا تحدثوا من ورائها عن فشل بعد أن تركها النابغة صالح كما كانوا يسمونه 
لم يقترب منها لا رواية بقلمي ياسمين عزيز رامي الحداد و لاغيره من 
شباب الجامعة حتى في النادي كلما تحدث 
معها أحدهم اليوم يختفي بصفة مفاجأة 
في اليوم التالي 
نفت تلك الأفكار من رأسها عندما سمعت 
هاتفها يرن لتجدها إحدى صديقاتها مروى 
يارا بهدوءأهلا ياميرو 
مروى بصړاخ فينك يابنتي كلنا مستنينك 
يارا بتعجب مستنيني فين
وضعت مروى يدها على أذنها الأخرى 
لتسمعها بسبب صوت الاغاني المرتفع البارتي 
إبتدت من زمان عيد ميلاد فيري إنت نسيتي
تأففت يارا بضيق لنسيانها أمر عيد ميلادها 
صديقتهم فريدةاووف انا نسيت خالص 
و مش حقدر آجي دلوقتي 
مروى مش ممكن يا يويو الشلة كلها هنا 
مستنيينك داه حتى حازم هنا و مش مبطل 
سؤال عليكي 
يارا بضيق تمام نصاية و اكون جنبك 
إستقامت يارا و هي تنظر لشاشة هاتفها لتجدها 
الساعة التاسعة و النصف ليلا لم تهتم كثيرا 
فهي معتادة على السهر خارجا كل ليلية و الرجوع 
متأخرة و ذلك بتشجيع من والدتها اللتي لم 
تكن ترفض خروجها خاصة و انها تعرف صديقاتها 
جميعا و هذا ما كان يطمئنها حسب رأيها 
إتجهت نحو خزانتها لتغير ملابسها و ترتدي 
فستانا فخما باللون الأسود المطرز بخطوط ذهبية 
قصير و ضيق يلتصق على جسدها كجلد 
ثان
إرتدته على عجالة ثم فردت شعرها المموج 
التجميل الخفيفة مما زادها جمالا ثم أخذت 
حقيبتها التابعة للفستان و حذاء باللون الأسود 
و نزلت الدرج بسرعة 
من حسن حظها لم تجد أحدا في الأسفل 
رغم أنها لم تكن تهتم ركبت سيارتها ثم 
إنطلقت نحو احد الملاهي الليلة الفخمة 
حيث يقام عيد الميلاد 
دخلت تتهادى بخطوات رشيقة جعلت
جميع الرؤوس تلتفت لها و تناظرها باعجاب 
كله يايويو قمر آخر حاجة 
أجابتها يارا بغرور و هي تجلس بجانبها 
قمر و ميرو و إلا إنت رأيك إيه 
حازم بابتسامة طبعا برنسيسة
الجامعة 
و النادي و كل حتة 
اقل حاجة عندي امال فين جوجو مش شايفاها 
هي ماجاتش
مروى بضحك لا جات بس فوق مع أسامة 
مش حتبطل قرف 
مروى ما إنت عارفة أسامة مفيش بنت بتاخذ
معاه يومين اليوم الثالث تلاقيها في سريره 
يارا اللي عاوزة تحافظ على نفسها حتقدر
حتى لو قدامها براد بيت ذات نفسه صحيح
إننا بنسهر و نخرج زي و نلبس بحرية بس
كل حاجة و ليها حدود و هي عارفة إن واحد 
زي أسامة حيتسلى بيها يومين وبعدها حيرميها 
و يدور على واحدة جديدة غيرها 
مروى بلامبالاة ما احنا ياما غنينالها الاسطوانة 
دي بس مش نافع بنت غاوية قرف أقطع 
ذراعي من هنا لو مكانتش هي اللي طلبت
منه 
يارا بقهقهة لا في دي معاكي حق يلا 
سيبينا منهم يتحرقوا هما الاثنين قوليلي 
بقى فين البارتي اللي جايباني عشانها 
نص الليل دي 
مروى بضحك ماهو حازم هو اللي قالي كدة
اصل حفلة فريدة بكرة مش الليلة 
يارا پغضب اه ياكلبة خليتيتي ألبس 
الفستان اللي كنت مقررة البسه في البارتي 
أتى حازم و في يده كاسين من عصير البرتقال 
الفرش كما تحبه يارا مد لها الكأس الأول ثم إحتفظ بالثاني لنفسه 
يارا بابتسامة ساحرة ميرسي يا حازم 
مروى باندفاع و انا مجبتليش عصير معاك
و إلا الدلع بس ليارا 
حازم و هو يقترب قليلا ليجلس بجانب يارا 
يرمقها بنظرات إعجاب طبعا الدلع يليق 
بس للقمر اللي قدامي 
ضحكت يارا بينما أجابته مروى بسخرية 
يا سوسو طب إثقل شوية على طول كدة 
جابتك على بوزك 
حازم بغيظو إنت مالك و بعدين إيه اللي 
مقعدك بينا ماتروحي ترقصي و إلا تشربي 
و إلا تغوري في داهية لاصقة هنا ليه 
يارا بضحك بالراحة ياحازم اصل مروى
مرهفة الاحاسيس و شوية كمان و حتعيط 
مروى و هي تصطنع البكاءشفتي يايوو 
هزقني إزاي ناكر جميل داه انا اللي خليت 
يارا تيجي الليلة 
يارا و هي تضع الكوب على الطاولة أنا بصراحة 
مش قادرة أتابع الحوار الشيق بتاعكم و مضطرة 
اروح عشان مقلتش لماما إني طالعة 
حازم بلهفة طب خليكي شوية كمان إنت
جيتي دلوقتي بس 
يارا معتذرةمقدرش ياحازم لو سمحت انا لازم 
اروح اوعدك بكرة حبقى وقت أطول 
ودعتهم يارا رغم إعتراض حازم الذي كان 
يريد قضاء أطول وقت معها فهو معجب بها 
و بشدة لكزته مروى على ذراعه عندما وجدته 
مازال ينظر في أثر يارا بشرود إيه ياعم خلاص 
وقعت إنت كمان 
حازم بتنهيدة تخفي آلامه من زمان يامروي 
من زمان واقع 
أخذت مروى من علبته الفاخرة 
لتشعلها و تنفث في الهواء قائلة بس
إنت عارف الكل عارف إلا هي 
حازم بنبرة متكسرة للأسف عارف انا 
أكثر واحد عارف إيه اللي بيحصل حاولت 
أقف في وشه بس للاسف مقدرتش انا 
مش خاېف على نفسي بالعكس انا مستعد 
اموت عشانها بس هو عرف يلعبها صح 
هددني بعيلتي لو قربت منها ثاني 
مروى بتفكير ياترى عارفة 
حازم بعجزمش عارف بس أكيد حاسة 
إن في حاجة مش مضبوطة إنت مجربتيش 
تقوليلها 
مروى بسخرية حقلها إيه إن في واحد 
مريض بيحوم حواليكي و مراقب كل تحركاتك 
و اي حد يقرب منك بيهدده عشان يبعد عنك 
و إلا اقلها إنسي إنك تحبي و تتحبي زي بقية
البنات الطبيعية 
حازم طيب و العمل هي لازم تعرف 
مروى و هي تهز كتفيها برفضأنا مليش 
دعوة مش عايزاها تعيش في ړعب بسببي 
خليها كده أحسن على الاقل 
بشكل عادي مش عاوز أقلقها على الفاضي 
خاصة إنه مفيش دليل على كلامنا داه 
تابعا حوارهما حتى ساعة متأخرة من الليل
قبل أن يعود كل منهما إلى منزله و في عقله 
الف سؤال و سؤال 
يتبع
الفصل الثالث 
إستيقظت بعد ساعات قليلة تشعر بصداع
شديد يكاد يقسم رأسها نصفين وضعت
و هي تفتح عينيها ببطئ
قبل أن تغمضهما من جديد بعد أن تفاجأت
بضوء ساطع كاد أن يعميها لشدته 
و هي تدير عيناها من جديد حولها متفادية
حتى الآن 
لتنهض فجأة بعد أن تذكرت ما حصل معها
منذ ساعات كانت تخرج من النادي الليلي الذي تعودت
ان تسهر فيه مع أصدقائها و هذه الليلة
كانت إحتفال بعيد ميلاد صديقتهم فيري 
خرجت بعد أن ملت من الحفل و صار الوقت 
متأخرا كانت خارجة من النادي متجهة نحو 
سيارتها التي جلبها لها الحارس لكنها تفاجأت 
بسيارة كبيرة
 



سوداء تقف أمامها و شخصا 
ما يجذبها للداخل دون أن ترى وجهه كل ذلك 
حصل في ثانيتين من الوقت و بعدها أغمي
عليها و لم تعد تشعر بشيئ و هاهي الان تستيقظ 
في مكان غريب 
وقفت بخطوات مترنحة و هي تحاول معرفة
أين هي اصابها الهلع و الذعر بعد أن إكتشفت 
أنها ليست في غرفتها الفاخرة بل كانت 
على سرير قديم و مصباح معلق في السقف 
جدرانها مازالت بلون الأسمنت و بعضها حجارة
هرولت نحو الباب لتتعثر بفستانها الأحمر الضيق 
الذي عرقل حركتها لتسقط على الأرضية 
الصلبة المليئة بالغبار و الاتربة و الحشرات 
الصغيرة 
صړخت پخوف قبل أن تستقيم من جديد 
نحو الباب 
ضړبت الباب بكفيها عدة مرات بقوة و هي 
تصرخ إفتحوا خرجوني من هنا إفتحوا 
الباب 
ظلت تصرخ و تبكي بأعلى صوتها و هي 
ترسم عدة أفكار سيئة في رأسها عن سبب
وجودها في هذا المكان الموحش تراجعت
للخلف عندما سمعت صوت مقبض الباب 
ليظهر من وراءه رجلين ضخمين يرتديان 
ملابس سوداء 
إرتجفت پخوف عندما لمحت إبتسامتهما 
الخبيثة و هما يتفحصان جسدها بوقاحه
بسبب ملابسها الضيقة و العاړية 
تصنعت الشجاعة و هي تكاد تسقط في 
مكانها من شدة الړعب إنتوا مين و جايبيني
هنا ليه إنتوا مش عارفين انا مين
نظر الرجلان لبعضهما راسمين على 
وجههما إبتسامة مستهزءة قبل أن 
يتطوع أحدهما و يجيبها حتى لو كنتي 
بنت رئيس الوزراء 
تنفست الهواء بقوة قبل أن تجيبه بحدة 
رغم إرتعابها من نظراته الخبيثة التي يرمقها
بها انا بنت المستشار ماجد عزمي 
صمتت قليلا قبل أن تكمل بلهجة اقل حدة 
لو عاوزين فلوس انا حديكوا كل اللي إنتوا 
عاوزينه بس سيبوني امشي من هنا انا معرفكمش 
ضحك الرجل الثاني لتزداد ملامحه شراسة 
بصوته الغليظ الذي ملأ قلب المسكينة 
ړعبا حتى يكاد يتوقف بس إحنا مش 
عاوزين فلوس إحنا عاوزينك إنت يا قمر 
إلتفت لصديقه ليغمزه ثم إنفجرا بالضحك مرة 
أخرى 
ړعب خوف هلع كلمات لا تصف ماتشعر به 
يارا بعد سماعها لكلام الرجلين المخيفين 
نظرت لأجسادهما الضخمة ليجتاح الذعر كامل
اوصالها و تشعر بجفاف في حلقها و قلبها 
يدق بشدة حتى يكاد يخرج من قفصها الصدري
تراجعت للخلف عدة خطوات و

هي مازالت 
تتفرس هيأتهما المخيفة و الاوشام التي كانت
تغطي يديهما و رقبتهما 
ناهيك عن تلك الندبة التي كانت تقسم وجه 
أحدهما لتزيد من منظره الإجرامي خطۏرة 
و هلعا في نفسها 
تمتمت برجاء و وجهها غرق بدموعها ارجوكوا
بلاش كده انا حديكوا فلوس كثيرة اطلبوا 
المبلغ اللي إنتوا عاوزينه إدوني موبايلي 
حكلم بابا و هو يبعثلكم فلوس بس و النبي 
سيبوني انا معرفكمش 
تكلم أحد الرجلين ببرود ليزيد من ضغطها النفسي
و هي التي تجاهد حتى لا يغمى عليها من شدة 
الخۏف بس إحنا نعرفك و إنت هدية لينا 
من الباشا الكبير متقلقيش حنتسلى اوي مع بعض
الليلة 
لوحت بيدها أمامها صاړخة بتوسل ارجوكوا 
لا إنتوا مش ممكن تعملوا فيا كده انا مش 
أذيتكوا في حاجة إنتوا معندكوش إخوات قاطعها أحدهما بحدة ارعبتها جرى إيه 
يابت إنت إنت حتعملي نفسك شريفة علينا 
داه إحنا خاطفينك من قدام كباريه بفستانك 
اللي شبه ال إخرسي بقى و إتلمي و خلي
ليلتك تعدي على خير هما ساعتين زمن ننبسط 
فيهم و نرجعك مكان ماجيتي و لو
عاوزة الطريقة الصعبة بردوا إحنا جاهزين بس إنت اللي حتتضرري 
في الاخر و حتبقى نهايتك يا المستشفى يا الخړابة 
و على فكرة وفري صوتك الحلو داه و إتكتمي عشان 
إحنا في مكان بعيد و لو فضلتي ټصرخي لبكرة 
الصبح مفيش حد حيسمعك مفهوم يا 
صړخ في آخر كلامه و عيناه تقدح شرارا ضخمين 
للغاية و ملامحهما تدل على أنهما من أصحاب السوابق ذوي القلوب المېتة التي لا طالما سمعت 
جرائهم لا تحصى و لاتعد و هي ضحيتهم 
الجديدة تكاد تختنق بشهقاتها و هي تتوسلهم
ان يتركوها دون جدوى 
الاصرار و التجاهل هذا ما لمحته في أعينهم 
لن يتركوها مهما قالت أو فعلت لن تستطيع 
النجاة منهم او التغلب عليهم في هذا المكان 
المقطوع 
الايام 
لتتنزلق على الأرض بعد أن سمعت أحدهما 
يارا أن نهايتها إقتربت و لا نجاة لها بعد هذه 
الليلة إلا بمعجزة 
و هي تدعو الله بداخلها أن ينفذها من براثن 
في برلين ألمانيا 
في إحدى المستشفيات 
تجلس سيلين أمام أحد الغرف تنتظر خروج 
الطبيب منذ ساعات طويلة بعد أن تدهورت 
صحة والدتها و اغمي عليها فجأة لتظطر 
لنقلها إلى المستشفى 
رفعت رأسها عندما سمعت صوت الباب تلاه 
خروج الطبيب الذي كان يفحص هدى بالداخل 
هرولت نحوه قائلة بلهفة دكتور طمئني 
ارجوك هل هي بخير
الطبيب بلهجة بعملية الان هي بخير لكن
أنت تعلمين وضع قلبها إنه ضعيف تحتاج 
عملية جراحية في أقرب وقت الأدوية لا تكفي
لقد تعدت مرحلة العلاج بالأدوية العملية 
هي الحل لن تصمد طويلا 
سيلين بحزن يغمر قلبها لكن دكتور كلفة 
العملية باهضة جدا الا يوجد حل آخر 
الطبيب بأسف لقد أخبرتك يا آنسة تحتاج 
تدخلا جراحيا في أقرب وقت و إلا فقدناها 
سوف أتكلم مع إدارة المشفى تستطيعين تقسيط 
المبلغ تدفعين نصفه الان و النصف الاخر 
بعد إجراء العملية 
اومأت له سيلين بإيجاب دون أن تجيبه لينسحب الطبيب مكملا عمله بينما بقيت هي تفكر يا 
إلهي إنها ستون الف يورو من أين سأجلب 
مبلغا كهذا انا بالكاد أسدد فواتير الكهرباء 
و الماء و الطعام لم أستطع شراء حذاء
جديد منذ سنتين مالذي علي فعله صاحب 
العمل لن يوافق على إعطائي سلفة بهذا المبلغ 
الضخم لا يوجد حل سوى بيع المنزل لكن 
هذا سيحتاج وقتا طويلا حتى أجد سعرا مناسبا 
و منزلا جديدا يا إلهي انقذ أمي لايوجد لي 
أحد سواها 
أدمعت عيناها بعجز و هي تحدق بباب الغرفة 
المغلق حيث تنام والدتها وراءه بقلب انهكه المړض 
ماذا سيحدث لها لو خسرتها هي لا تعرف أحدا 
في هذا العالم سواها لا أقارب و لا أصدقاء 
يبدو أن والدتها محقة عندما طلبت منها العودة
إلى الوطن 
عادت من شرودها على صوت الممرضة التي 
سمحت لها بالدخول و رؤية والدتها لدقائق
قليلة فقط 
دلفت إلى الداخل بقلب ممزق و عينان محمرتان
من شدة البكاء أمها روحها الثانية تنام بقلة
حيلة على سرير أبيض يدها موصولة بأنابيب 
و معدات طبية لم تفقه منها شيئا 
فلتت منها شهقة رغما عنها لتضع يدها على 
فمها تبتلع بقية شهقاتها بداخلها حتى شعرت 
بكف والدتها الحنون تمسك يدها لتنتفض 
بهلع قائلة بغصة مامي إنت كويس اندهلك 
الدكتور 
سعلت هدى قليلا قبل أن تجيبها بصوت متعب 
و ضعيف لا يا حبيبتي انا كويسة مټخافيش 
عمر الشقي 
سيلين پبكاء و هي تمسك بيدها كف والدتها
الباردمام الدكتور قال لازم عملية ب 60 الف 
يورو اكملت حديثها باللغة الألمانية مبلغ كبير من أين سنحصل عليه 
سأبيع المنزل لكن يلزمني القليل من الوقت 
و الطبيب يقول يجب أن تخضعي للعملية 
في اقرب وقت 
هدى بابتسامة ضعيفة متقلقيش يا حبيبتي 
انا حبقى كويسة متبكيش يا ضنايا كل مشكلة 
و ليها حل بإذن الله 
سيلين بدموع أعلم و لكني سأموت إن حصل 
لكي شيئ امي ارجوكي انا لا يوجد لي سواكي
انت كل عائلتي يجب أن تصمدي من أجلي 
غدا صباحا سأذهب إلى كل مكاتب بيع العقارات 
و
سوف ابيع المنزل بأي ثمن الطبيب قال لي 
اننا نستطيع تقسيم المبلغ ندفع حزءالان و الباقي بعد العملية 
أغمضت هدى عينيها بتعب فقد حان الوقت 
المناسب لتنفيذ ماعزمت عليه منذ رحيل زوجها 
يجب أن تعيد إبنتها إلى عائلتها لن تبقيها وحيدة 
ستفعل اي شيئ لإنقاذ وحيدتها من الضياع في هذا
البلد الغريب الذي إلتهم سنوات عمرهما دون 
رحمة 
أخذت نفسا عميقا قبل أن تتحدث بهدوءمفيش
داعي تبيعي البيت انا حقلك إزاي تجيبي 
فلوس العملية إسمعيني كويس يا بنتي 
و متقاطعينيش عشان انا بتكلم بالعافية 
اومأت لها صغيرتها و هي تمسح دموعها 
أن تركز جميع حواسها مع حديث والدتها 
داه أحن واحد فيهم انا ربيته زمان 
لما كان صغير انا سبته و هو عمره إثناعشر 
سنة اكيد لسه فاكرني عشان خاطري ياحبيبتي 
وافقي و روحيله انا بقالي سنتين بتابع أخباره
هو كبر و درس محاماة بس هو حاليا ماسك 
شركات بابا بقى رجل أعمال ناجح من هو صغير 
و هو ذكي جدا انا كنت عارفة إنه لما حيكبر 
حيبقى حاجة عظيمة و فعلا مخيبش ظني 
تنهدت سيلين باستسلام فهي و إن كانت في الماضي ترفض الذهاب لمصر و الالتقاء بعائلة والدتها
إلا أنها مضطرة الان من أجل والدتها 
تحدثت بصوت منخفض دلالة على موافقتها
رغما عنها و هذا ماكانت تعلمه والدتها لكنها
تجاهلت رأيها ليس من أجل الحصول على
ثمن العملية بل من أجل وحيدتها الصغيرة 
لاتستطيع تركها وحيدة دون مأوى و سند يحميها 
من هذه الحياة القاسېة 
تمام و انا وين حيعرفه انا نسي إسمه
هدى إسمه سيف عز الدين ادخلي اوضتي 
حتلاقي في الدرج الثاني بتاع تسريحتي في 
شوية فلوس كنت مخبياهم من مصروف البيت 
و معاهم صندوق صغير بني فيه صور كثير صور عيلتي اللي دايما بفرجك عليهم 
اومأت سيلين بتفهم لتكمل تحت الصور حتلاقي 
ظرف أبيض صغير إفتحيه حتلاقي ورقة 
فيها عنوان الشركة الرئيسية للمجموعة هو 
دايما بيكون هناك و مع الورقة حتلاقي 
سلسلة فضة فيها قلب صغير القلب داه بيتفتح
جواه صورتين واحدة صورتي زمان قبل ما أتجوز 
و الثانية صورة سيف السلسلة دي كان 
هدية منه عشان كان بيحبني اوي و قريب 
مني جدا كان بيعتبرني أمه الثانية 
سيلين بقلق حاضر انا الليلة ححجز في أول 
طيارة نازلة مصر و حروحله الشركة و حاخذ 
السلسلة معايا بس انا خاېف هو مش 
يفتكر إنت 
هدى سيف اللي انا أعرفه عمره ما حيعمل
كده إحنا نحاول يا بنتي و الباقي على ربنا 
لو مصدقكيش إبقى كلميني و انا حفهمه 
سيلين پخوف و قلق حاضر مام 
قاطع حديثها دخول الممرضة لتطلب 
من سيلين مغادرة الغرفة لترتاح والدتها 
لا تقلقي امي سوف احاول و لن ايأس 
ابدا لن أسمح بخسارتك ابدا لا تقلقي 
انا إبنتك و أنت تعرفينني لا أستسلم 
بسهولة سأهاتفك عندما اصل هناك 
إبتسمت لتهدأ من قلق والدتها عليها عليها 
فابنتها لازالت صغيرة وهي لم تذهب من قبل 
لمصر لتبادلها الأخرى إبتسامة خفيفة قبل أن 
ترتخي ملامحها و تغط في نوم عميق 
عادت سيلين إلى المنزل الموحش بدون 
وجود أمها انارت الصالة ثم نظرت أمامها 
نحو الكنبة التي كانت تجلس عليها هدى 
كل ليلة تنتظرها حتى تعود من عملها رمت
حقيبتها أرضا لتهرول نحو الاريكة لترتمي
عليها و تجهش پبكاء مرير الان فقط 
أحست باليتم رغم أن والدها غادر و تركهما 
وحيدتين إلا أن والدتها عملت كل ما في وسعها
حتى تكون لها الاب و الام في نفس الوقت 
لطالما سهرت الليالي تعمل على آلة الخياطة 
إلى جانب عملها اليومي بالمصنع حتى تستطيع 
سيلين إكمال دراستها و شراء الملابس و الأكلات 
التي تحبها حتى لا تشعرها بأي نقص او إختلاف 
عن صديقاتها اللواتي يمتلكن آباء لطالما شعرت
بلمساتها الحنونة إلى جانبها كلما شعرت بالخۏف 
فهي كانت الملجأ الوحيد لها تحتمي به من الدنيا 
القاسېة في حزنها في فرحها في مرضها لم 
يكن غيرها إلى
جانبها يواسي وحدتها حتى 
صارت كل حياتها 
لكنها الان غير موجودة بدا لها المنزل كقبر 
مظلم بدونها هي تبكي الان و خائڤة لاتستطيع
المكوث لوحدها لليلة واحدة فكيف لو فقدتها 
ظلت تبكي لساعات حتى جفت دموعها قبل 
في ذلك المكان المهجور 
فتح الباب من جديد لتنكمش يارا بړعب 
صوت أقدام توحي بدخول أحدهم لترفع رأسها 
حيث إصطدمت عيناها بزوج من الاحذية الفاخرة 
أمامها 
رفعت رأسها ببطئ متجاهلة السيول المنهمرة
منهما لتجد أمامها رجلا طويلا و ضخما لا يقل ضخامة عن الرجلين اللذين
 



كانا هنا منذ قليل
عريض المنكبين ببشرة قمحية و عينان سوداوان
غامضتان تتفرسانها بنضرات ثاقبة مخيفة 
عقدت حاجبيها باستغراب فوجهه يبدو مألوفا
لها لكنها لم تتذكر أين رأته ربما من شدة 
خۏفها ذاكرتها مسحت تلقائيا 
كان يرتدي بدلة فاخرة كحلية اللون بدون ربطة 
عنق عطره الحاد كملامحه إنتشر بكامل 
الغرفة مما زاد في إضطرابها 
وضع يديه في جيوب بنطاله ناظرا إليها باستعلاء
تحت قدميه شعور الانتشاء و الراحة تسللا داخل 
جسده عند رؤيتها ذليلة و خائڤة و ضائعة تماما 
كحاله عندما تركته منذ سنوات 
زفر بانفاسه بجمود قبل أن يجلي حنجرته 
متحدثا بصوت بارد لسه زي ما إنت متغيرتيش 
جاهدت لتقف على قدميها أمامه
بعيون صقرية تراقبها بتمعن شديد لتجفل 
قليلا قبل أن تجيبه بارتعاش

واضح في 
صوتها إنت مين
قهقه عاليا حتى تردد صوت صدى ضحكاته 
في ارجاء الغرفة الضيقة قبل أن يتوقف فجأة 
و قد تحولت ملامحه الهادئة إلى أخرى تحمل
الچحيم في ثناياها ليقول بصوت عميق 
واثق أنا صالح عزالدين و رجعت عشان 
آخذ حقي منك انا وعدتك زمان و انا لما بوعد 
بوفي 
إندفعت نحوه يارا و هي تمسح دموعها بظاهر كفها 
قائلة بلهفة صالح الحمد لله إنك جيت انا كنت 
حموت و الله الناس اللي برا دول عاوزين ېموتوني
ارجوك خرجني من هنا 
دفعها بغل على الأرض قائلا طول عمرك 
أنانية متغيرتيش مش بتفكري غير في نفسك 
نظرت نحوه بذهول و هي لاتصدق مايقوله 
ليكمل بنفس الحدة طب إيه رأيك إن انا اللي 
جايبك هنا 
يارا بتوهان إيه جايبني هنا طب 
ليه
صالح و هو يرمقها باستعلاء و غرور ما انا 
قلتلك عشان آخذ حقي منك 
حاولت الوقوف ثانية رغم المها لتنجح 
في ذلك قائلة بصړاخ حق إيه إنت تجننت
باعثلي ناس مجرمين يخطفوني و جايبني في مكان ژبالة زي داه و تقلي حقك حق إيه
لم يكن رده سوى صفحة قوية من يده 
الضخمة على وجنتها الرقيقة حتى سالت 
الإهانة التي شعرت به فهي المدللة التي 
لم يتجرأ احد من قبل علي لمس شعرة 
واحدة منها 
لفت راسها ببطئ تنظر له پصدمة لتجده
في يده هادرا بصوت مرعد أول و آخر مرة
تعلي صوتك قدامي يا ژبالة زيك 
زي العيال اللي إنت مصاحباهم لا فوقي 
و إعرفي انا مين انا صالح عزالدين 
اظن إن إنت فاكراه كويس و لو نسيتي 
مفيش مشكلة انا حعرف افكرك فيا إزاي
بشعرها بقوة حتى شعرت بأن بعض الشعرات 
ارجوك سيب شعري حيطلع في إيدك 
قاطع كلامها بلهجة اكثر حدة و هو يكز 
و من هنا و رايح متتكلميش غير بإذني 
سامعة 
و تغوري من هنا و خلي تليفونك في إيدك عشان 
لما اتصل بيكي الاقيكي موجودة و على الله 
تتأخري ثانية في الرد أقسم بالله لخليكي 
المۏت من اللي حعمله فيكي 
تركها في ذهول تام مما يحصل 
من صدمة خطڤها حتى تبينت لها هوية 
الخاطف لطالما ظنت انه صفحة من الماضي 
و إنتهت رغم إحساسها بالذنب الذي كان ېقتلها 
كلما تذكرته كيف لعبت بمشاعره رغم أنه 
أحبها بصدق لكنها كانت دائما تعذر نفسها بأنها 
كانت صغيرة و طائشة حتى تتحمل مسؤلية 
مشاعر جديدة لم تشعر بها في حياتها 
شخصيتها المدللة و المغرورة جعلتها تعتقد 
انه من حقها أن تخطئ و لا أحد يجب عليه 
الاعتراض او محاسبتها 
نظرت إلى الباب الذي فتح مرة أخرى 
بترقب لترى احد الرجلين الذين رأتهما 
منذ قليل لتجفل
و ترتعش پخوف و هي 
تتراجع إلى الوراء
رمي لها الكيس ليسقط عند قدميها 
ثم قال بسماجة و إبتسامة 
خسارة فلتي من إيدينا الليلة بس متقلقيش
انا حبقى أكلم الباشا عشان يديلنا 
فرصة ثانية يلا يا عروسة إلبسي داه و 
مطوليش دقيقتين و أرجعلك 
غمزها بقلة حياء لتشعر يارا يرغبتها 
في التقيئ لكنها تحاملت على نفسها 
لتلتقط الكيس من الأرض و تخرج محتواه 
لتجده عباءة سوداء فاخرة أسرعت 
نحو الباب لتتأكد من إغلاقه باحكام 
و ترتدي العباءة فوق فستانها بسرعة 
قبل أن تعيد فتح الباب من جديد ليدخل 
بعدها ذلك الحارس الكريه قائلا يلا يا عروسة 
خلينا نمشي حنرجعك لبيتك 
تبعته إلى الخارج لتتفاجئ بأن الغرفة 
تقريبا تحت الارض بعد مشت في ممر طويل 
ينيرة بعض المصابيح القديمة لينتهي بسلم
من عدة درجات صعدته يارا وراء الحارس 
ثم وجدت نفسها في حديقة كبيرة 
لم تتضح لها سوى بعض الأشجار العالية 
تحيط بفيلا كبيرة لم يظهر منها سوى القليل 
بسبب الظلام 
وجدت صالح أمامها يتفرس هاتفه الذي 
وضعه بجيبه و بقي ينظر لها توقفت عن 
السير لكن الحارس تكلم ليطلب منها أن تتبعه 
يلا خلينا نمشي 
تبعته متجهين نحو سيارة سوداء كبيرة 
ليفتح لها الباب الخلفي و تصعد و هي مازالت 
تنظر لصالح الذي كان ينظر نحوها بوجه جامد 
بتعابير غامضة سارت السيارة حتى 
إختفى عن مرمى مصرها متخذة طريقها 
نحو وجهتها و عندما خرجت السيارة من 
سور الفيلا رفع الحارس البلور ليمنعها من 
رؤية الطريق 
بعد أقل من ساعة توقفت السيارة ثم 
فتح الباب نزلت لتجد نفسها أمام ذلك 
الملهى و بجانبها غير بعيد عنها وجدت 
سيارتها أسرعت نحوها لتفتح الباب 
لتجد حقيبتها في الكرسي الجانبي 
اغلقت الباب بسرعة ثم شغلت السيارة 
قادتها بعيدا عن هذا الکابوس الذي 
جعلها تعيش أصعب لحظات حياتها 
لم تعد تريد في تلك اللحظة سوى الاختفاء
تحت أغطية سريرها و النوم علها تستيقظ 
لتجد ان كل ماحدث معها ليس سوى حلما 
سيئا لكن هيهات فقد عاد صالح و معه 
بداية جحيمها الابدي 
صباحا في فيلا صالح عز الدين 
و تحديدا في غرفة الصغيرة لجين إستيقظت 
أروى على دغدغات الصغيرة التي سرعان 
ما تقبلتها و أصبحت لا تفارقها ليلا نهارا 
إبتسمت و هي تقلبها لتصبح فوقها و تبدأ
في دغدغتها لتتعالي ضحكات لجين السعيدة 
يا لهوي على القمر اللي عاوز يتاكل داه 
انا حبدأ من الخدود الحلوة دي همممم 
إنحنت عليها أروى و هي تمثل بأنها ستقضم
خديها لتتلوى الصغيرة محاولة الافلات منها 
و هي تضحك بصوت طفولي 
أما في الخارج فيقف فريد أمام باب غرفة 
إبنته و هو يستمع إلى صوت ضحكتها نفخ 
بضيق قبل أن يحرك مقبض الباب ليفتحه
فقد أصبح مجبرا على رؤية تلك الفتاة المسماة
زوجته كل صباح في غرفة إبنته طوال اليومين 
الماضيين لم يحدثها او يحتك كلما دخل للغرفة 
تخرج هي و رغم ذلك لا يرغب في وجودها و تمتعض ملامحه كلما لمحها 
حالما تفطنتا لوجوده صړخت لجين بابي 
و ينشغل بالحديث معها بينما وقفت أروى من مكانها 
لتنسحب من الغرفه كعادتها لكنه اوقفها قائلا إستني 
لجين بلهفة طفوليه بابي 
فريد ياروح بابي نمتي كويس 
اومأت بايجاب برأسها و هي تنظر نحو 
في الاخير طفلة صغيرة لا تفقه من الحياة سوى
اللهو و اللعب 
تركها لتزحف نحو العلبة و تبدأ في فتحها 
تحت نظرات والدها الحنونة فهو و إن كان 
ذو شخصية جافة مع الجميع إلا أنه حين 
يكون مع إبنته فهو يتحول لشخص آخر مختلف 
تماما وقف ليغادر الغرفة بهدوء كما دخل لكنه 
توقف حيث كانت أروى تقف ليقول لها بنبرة 
جافة خلي بالك منها 
أومأت له ثم سارت نحو الطفلة التي كانت 
منشغلة بفتح العلبة شهقت بفرح عندما 
نجحت في فتحها بمساعدة أروى لتحدثها 
قائلة و هي تنظر ببراءة أمامها شاطة شاطة 
اجابتها أروى ضاحكة أيوا شكلاطة لأحلى 
فرولاية في الدنيا 
مدت الصغيرة يدها بحرص لتأخذ إحدى القطع 
تحت أنظار أروى المذهولة من
جمال هذا النوع 
من الشوكولا الفاخرة التي لم تر مثلها سوى في الصور 
بالطبع أين ستراها فمن الواضح أنها تساوي ثروة
و من مثلها لا يستطيعون سوى الحصول على 
الأنواع العادية الموجودة في المحلات 
تجاوزت دهشتها و هي تنظر للجين التي كانت 
حرفيا تفترس قطع الشوكولا دون توقف مصدرة
أصواتا طفولية تعبر 
لتعاتبها أروى قائلة حبيبتي مينفعش ناكل
شوكولا كثير كده حتمرضي و كمان مش 
حتقدري تفطري كويس 
همهمت الصغيرة برفض لتيأس منها أروى 
فوالدها هو من أحضرها لها إذا منعتها في 
فستغضب و تبكي و قد تتعرض لتوبيخ 
من زوجها 
تنهدت بقلة حيلة قبل أن تمد يدها هي الأخرى 
و تشاركها الاكل بعد أن قررت انها سوف تخبر 
خالتها و هي ستتصرف معه 
أخذت الغطاء المصنوع بالشوكولا لتقلبه 
في يديها قائلة بصوت منخفض تحدث 
نفسها طيب و داه المفروض ناكله و إلا 
نحنطه داه شكل حل اوي و مش هاين 
عليا يالهوي انا بقول إيه دلوقتي خليني 
اذوق طعمه عامل إزاي 
قضمته ثم أغمضت عينيها لتهمهم بتلذذ 
مستمتعة بطعمه الرهيب الذي تتذوفه لأول 
مرة في حياتها 
في مطار برلين تيجيل في ألمانيا 
تجلس سيلين على احد الكراسي في صالة الانتظار تنتظر رحلتها المتجهة نحو مصر بقلق و توتر كبير 
ودعت والدتها منذ قليل قبل أن تتجه نحو 
المطار 
المتسارعة برهبة و هي ترفع نظرها كل ثانيتين 
للوحة البيانات التي تحتوي على موعد 
إقلاع الطائرات 
دقيقة إثنان خمسة ستة و عشرون 
دقيقة قضتها قبل أن تسمع صوت نداء
رحلتها لتقف من مكانها متوجهة نحو المكان 
المخصص لكشف جوازات السفر 
إنتهت من الإجراءات ثم صعدت إلى 
الطائرة لتدلها المضيفة على مكانها 
بجانب النافذة دقائق قليلة ثم تعالي 
صوت المضيفة الأخرى تطلب من المسافرين 
ربط الأحزمة و الإستعداد للإقلاع نحو مصر 
بعد أكثر من خمس ساعات لم تعلم سيلين 
كيف مروا عليها 
خرجت من باب مطار القاهرة الدولي نظرت
أمامها تبحث عن سيارة أجرى تاكسي 
أخرجت الورقة التي كانت تحتفظ بها
في حقيبتها اليدوية و التي تحتوي على
عنوان الشركة الذي كتبته لها والدتها باللغة 
العربية ثم توجهت لأول سيارة وجدت صاحبها 
يتكئ على بابها و هو 
تنحنحت قليلا قبل أن تتحدثممكن العنوان 
داه رفع الرجل نظره نحوها ثم إتسعت عيناه 
پصدمة عندما رأى كتلة الجمال الواقفة أمامه 
مد يده بدون وعي ليأخذ الورقة منها قبل 
أن يتمالك نفسه قليلا و هو يستغفر بصوت 
مسموع قبل أن يبعد نظره عنها بصعوبة 
ليقرأ الورقة بصوت عال مجموعة عزالدين 
العالمية لل طبعا و مين ميعرفهاش بس 
إنت لا مؤاخذة عاوزة تروحي هناك ليه 
تناولت سيلين الورقة من يده لتخبئها من جديد 
في حقيبتها و هي تجيبه تقدر نروح لهناك و 
إلا اشوف تاكسي غيرك 
أسرع السائق نحو حقيبة سفرها ليأخذها قائلا 
إتفضلي يا آنسة انا بس كنت عاوز أسألك 
مش أكثر إتفضلي إركبي نورتي عربيتي 
وضع الحقيبة في صندوق السيارة ثم اسرع 
ليفتح لها الباب قائلا إتفضلي يا آنسة 
ركبت سيلين ثم أغلق الباب خلفها ثم توجه
نحو مقعده ليشغل السيارة ثم يحرك المرآة 
قليلا حتى يظهر له وجهها و هو يبتسم 
بخفة قائلا من جديد حضرتك جاية منين 
أمريكا و إلا كندا و إلا فرنسا 
تاففت سيلين و هي تتذكر حديث والدتها 
عن ثرثرة اغلب أصحاب التاكسي و توصياتها 
بعدم الحديث معهم لتتجاهله عله يصمت 
لكنه عاد لثرثرته من جديد انا قلت اسليكي 
شوية عشان الطريق للعنوان اللي إنت إديتهولي
طويل حبتين و حتزهقي 
إمتعضت ملامحها بملل من ثرثرته و صوته الاجش
المزعج الا يكفيها خۏفها و قلقها

و قلبها الذي 
هذا الكائن الثرثار ليزيد عليها 
بللت شفتيها قبل أن تتكلم بصوت حاولت 
ان يخرج واثقا عكس داخلها على فكرة 
انا مصري بس كنت في ألمانيا و لو سمحت 
كفاية سؤال عشان دماغي صدعة كتير 
قهقه السائق على لهجتها المضحكة و كيفية
نطقها الطريف للحروف قائلا لا واضح 
حضرتك إنك مصري جدا
حركت رأسها ناحية النافذة تنظر للمباني 
و الشوارع التي تراها لأول مرة فهي لم تأت 
من قبل لمصر فتحت عينيها بتعجب عندما 
رأت عربة صغيرة سوداء اللون بثلاث عجلات 
شهقت بانبهار قائلة إيه دا
إلتفت السائق حيث أشارت ثم أجابها 
داه إسمه توكتوك زي التاكسي بس 
أصغر زي ما إنت شايفة 
تبعته سيلين حتى إختفي قبل أن يظهر 
لها آخرون لتبتسم بانبهار متناسية خۏفها 
لبعض الوقت 
وقفت السيارة أمام مبنى
 



فخم و شاهق يتكون 
من عشرات الطوابق إلتفت السائق قبل أن يخرج 
من سيارته قائلا وصلنا يا آنسه هو داه العنوان 
نزلت سيلين من السيارة ثم أمسكت بحقيبة
سفرها بعد أن أعطت أجرة السائق ثم جرتها 
نحو المبنى 
أوقفها أحد رجال أمن المبنى الذين كانوا 
يقفون أمام الشركة قائلا و هو يتفحصها 
بغرابة عاوزة مين يا آنسة 
سيلين بتوتر أنا إسمي سيلين و عاوز
سيف عزالدين 
هز الحارس حاجبيه و هو يتفحص هيئتها
التي تدل على أنها ليست مصرية إبتداء
من شعرها البني المائل للون البرتقالي و عيناها 
الخضراء و بشرتها البيضاء الناصعة بالإضافة 
إلى لكنتها الأجنبية 
أمسك بهاتفه اللاسلكي ليتحدث مع أحد 
ما قبل أن يومئ برأسه قائلا الباشا مش 
فاضي عنده إجتماع تقدري تاخذي معاد 
و ترجعي وقت ثاني 
إعتلى الحزن ملامحها الفاتنة و هي تجيبه 
بس انا جاي من المطار شوف شنطة 
و مش عارف اي مكان هنا بليز كلمه قله 
أنا عاوز اشوفه ظروري كثير 
نفخ الحارس بضيق و هو لا يدري ماذا يفعل 
قبل أن يقول لها يا آنسة إفهمي اللي بتتكلمي 
عليه داه سيف باشا عز الدين صاحب المكان 
داه كله يعني لو عاوزة تقابليه لازم تاخذي معاد
مش قبل اسبوع او عشرة أيام صدقيني 
مستحيل تقابليه النهاردة دي التعليمات 
سيلين برجاء طب إنت خليني ادخل و انا 
حتصرف جوا 
نظر الحارس لزميله الذي كان يستمع لحديثهما
ليأتيه متسائلا مالها الخوجاية دي عاوزة إيه
الحارس الأول عاوزة تقابل سيف باشا و شكلها جاية من المطار على هنا على طول 
الحارس الثاني و هو يتأملها تكونش واحدة من الخواجات اللي يعرفهم الباشا بس دي شكلها صغير 
اوي 
نهره الحارس الأول قائلا سيف بيه مش بتاع 
الكلام داه و بعدين إحنا ملناش دعوة انا كلمتهم 
فوق و هما قالولي إنه مش فاضي 
فرك الحارس الثاني لحيته بتفكير قائلا و هو مازال يتفحص ملامحها الجميلة باعجاب بس دي 
جاية بشنطتها و حرام تتبهدل إحنا نكلم كلاوس 
رئيس حرس سيف و هو حيتصرف 
الحارس الاول بعدم إهتمام و هو يعود لمكانه إنت اللي تكلمه انا مليش دعوة 
اومأ له و هو يبتسم لسيلين التي كانت 
تنظر نحوهما على أمل أن يسمحا لها بالدخول 
ليقول لها متقلقيش يا قمر انا حساعدك 
بادلته إبتسامة بريئة و هو تقول حضرتك 
انا إسمي سيلين سامي مش قمر 
قهقه الحارس و هو يخرج هاتفه ليطلب 
كلاوس قائلا اهلا يا باشا في واحدة خواجاية 
عاوزة تقابل سيف بيه شكلها صغير اوي و 
لم يكمل كلامه حتى اقفل كلاوس الهاتف في وجهه 
لم يتعجب الحارس فهذا طبع كلاوس الروسي 
كما يسمونه جاف و قليل الكلام لكنه ذكي جدا 
و ماهر في عمله مما جعل سيف يعتمد عليه 
كثيرا رغم أنه مصري الأصل إلا أن والدته 
روسية 
تحدث الحارس وهو يعيد هاتفه إلى جيبه 
قائلا إستني هنا كلاوس باشا حييجي
و هو حيقرر إذا كان سيف باشا فاضي و تنفع 
تقابليه او لا 
سيلين في نفسها يا إلهي ما كل هذا التعقيد 
و كأنني سأقابل رئيس مصر انا متعبة جدا 
و جائعة اوف و اريد النوم 
المرعبة لتنكمش سيلين بتوتر و تبتلع ريقها 
پخوف عندما سمعته يقول لها إتفضلي
ورايا 
تبعته بسرعة محاولة مجاراة خطواته الواسعة 
لتمر بجانب الحارس لتبتسم له بامتنان ثم اكملت 
طريقها 
دخلت إلى الداخل لتنظر أمامها بانبهار 
من شكل المبنى الفخم من الداخل و 
الموظفون الذين كانوا يعملون دون
توقف 
و كأنهم آلات 
امسك أحد الحارسين حقيبتها ليمررها 
بجهاز ما مثل الذي رأته منذ ساعات في المطار
ثم وضعه في أحد الأركان بينما أشار لها كلاوس 
باتباعه 
صعدا المصعد ليضغط كلاوس بعض أزراره ليرتفع 
بهما نحو طابق معين 
نظرت سيلين حولها بتوتر و ذعر من الإجراءات 
الأمنية المشددة حيث لاحظت إنتشار القاردز في كل مكان في الشركة و قد ميزتهم من خلال ملابسهم المتشابهة و نظارات السوداء التي يرتدونها بالإضافة إلى السماعات البيضاء في آذانهم 
و قد قامت إحدى الموظفات بتفتيشها و قامت أخرى بالتدقيق من هويتها و جواز سفرها و هو لا ينفكون يلتهمونها بنظراتهم المتسائلة عن من تكون هذه الجميلة الصغيرة 
وصلت اخيرا أمام مكتب السكرتارية الذي 
يضم مجموعة من الفتيات اللواتي يعملن 
بجهد كل واحدة أمامها حاسوب تدقق النظر 
فيه 
وقف كلاوس أمام إحدى الفتيات قائلا بصوت 
غليظ حاد الباشا فاضي 
هزت الفتاة رأسها و هي تعدل من نظارتها
قائلة بعملية حاليا هو فاضي بس عنده 
إجتماع كمان تسع دقائق بالضبط 
عقدت حاجبيها و إتسعت عيناها بذهول عندما 
لمحت للتو سيلين وراءه لتسأله مين الباربي دي 
تجاهلها كلاوس كعادته و هو يلتفت نحو 
سيلين لتتبعه ناديا السكرتيرة بصوت 
منخفض قائلة غلس و بارد و مين المزة 
اللي معاه انا اول مرة اشوفها 
طرق كلاوس الباب ثم دخل بمفرده 
ليجد سيف منكبا على أوراقه كعادته رفع 
رأيه لثوان دون أن يتحدث 
وقف كلاوس مطئطئا راسه باحترام أمام مكتبه واضعا يده فوق الاخرى أمامه ليقول سيف 
باشا في واحدة برا عاوزة تقابل حضرتك شكلها 
مش مصرية و معاها شنطة سفر الظاهر إنها جاية 
من المطار مصممة إنها تقابل حضرتك 
رفع سيف رأسه مرة أخرى و قد ظهر على وجهه
الاستغراب ليتمتم بصوت عال واحدة مقالتلكش
إسمها إيه
كلاوس إسمها سيلين سامي انا دققت في 
أوراقها و باسبورها بنفسي لسه جاية 
من المطار حالا حضرتك تحب ادخلها و إلا امشيها 
نظر سيف في ساعته قبل أن يجيبه لا 
خليها تدخل بسرعة 
أومأ له كلاوس بطاعة قبل أن يختفي من 
أمامه تاركا الباب مفتوحا حتى تدلف سيلين 
يتبع 
الرواية تحتوي على عدة مفاجآت في الفصول 
الجاية
الفصل الرابع 
دلفت سيلين و هي ترتجف من الخۏف و التوتر فالدقائق القادمة ستحدد مصيرها و مصير والدتها
للأبد لاتعلم إن كان هذا المدعو سيف سيعترف بها كقريبته و يساعدها ام أنه سيتنكر لهاكما فعلت عائلة والدتها طوال السنوات الماضية
هزت رأسها ببطئ و قد تسللت إلى رئتيها رائحة
عطر فاخرة ثقيلة بحثت عن صاحبها لتجده يجلس 
بأريحية على طاولة مكتبه الفخم يتحدث مع
شخص ما على هاتفه بتركيز حتى أنه لم يعر أي إهتمام لدخولها 
إبتلعت ريقها ببطئ و هي تتفرس دون وعي كتلة الوسامة التي أمامها 
طوال حياتها كانت محاطة بالرجال الوسيمين ذوي البشرة البيضاء و الأعين الزرقاء لكن هذا
الاسمر الوسيم الجالس أمامها حكاية أخرى عضت شفتيها بقوة و هي ټشتم نفسها داخليا
على وقوعها السريع تحت تأثير سحره فهذا
ليس ابدا وقت اللهو هي قادمة من أجل مهمة
و يجب عليها التركيز بكل حواسها 
تنحنحت بصوت منخفض حتى ينتبه لها
ليلتفت نحوها ثم يسارع لانهاء مكالمته
و يضع هاتفه بجانبه و هو مازال يتفرسها
بنظرات غامضة لم تفهمها 
أما بالنسبة لسيف فحالما رفع رأسه تجمد
الډم في عروقه حرفيا و لم يصدق مارآه
أمامه حتى أنه قطع مكالمته دون وعي منه إنها هي تلك الصغيرة التي إلتقاها منذ أشهر 
في ألمانيا نفس الشعر البرتقالي المميز 
و العينان ذوات اللون الغريب اللتين تضيفان 
على وجهها هالة من البراءة حيث بدت له و كأنها 
طفلة في الخامسة من عمرها 
وبخ نفسه بأسف لأنه نسي أمرها بعد أن 
عاد من ألمانيا منذ أشهر بعد أن حاول العثور 
عليها لم يدقق في البحث عنها في ذلك 
الوقت بل إكتفي بتكليف أحد حراسه بسؤال 
زملائها في المطعم و أمرهم بالاتصال به 
حالما يروها ثانية ثم نسي أمرها بعد أيام 
قليلة لانشغاله بالعمل و بعدها عاد لمصر 
نسيها وقتها و لكنه تذكرها الان حالما رآها 
و كيف له ان ينسى هاتين العينين اللتين 
سحرتاه منذ اول نظرة يستطيع تمييزهما 
من بين آلاف العيون 
أشار لها أن تجلس على الاريكة مقابلة له 
دون أن يتحرك من مكانه بل إكتفي بالتحديق
بها و كأنه يدرس جميع تحركاتها 
قطب جبينه باستفهام و هو يفكر هل من المعقول 
أنها بحثت عنه و قطعت كل المسافة حتى 
تأتي و تطالبه بتعويض لانه كان السبب 
في فقدانها لعملها او ان أحدا ما علم أنه 
كان يبحث عنها فأرسلها له لسبب ما قد يكون 
احد أعدائه من وصل إليها و قرر إستخدامها 
ضده جميع الاحتمالات واردة إذن 
فرك ذقنه بحيرة لكنه سرعان ما نفى تلك الأفكار 
من رأسه بعد أن قرر سماعها أولا ثم الحكم
عليها بعد ذلك فكما يقول المثل الشعبي ياخبر النهاردة بفلوس 
قطع الصمت متحدثا بصوت رجولي واثق باللغة الالمانيةتكلمي إني أسمعك 
حركت سيلين حقيبتها بتوتر و هي لاتستطيع 
التحدث فقد علقت الكلمات في حلقها حتى 
انها لك تنتبه أنه حدثها باللغة الألمانية فمن أين 
يعرفها حتى يتكلم معها بلغتها طبعا هي معرفتش هو مين 
ارجعت إحدى خصلات شعرها التي تمردت
وراء أذنها قبل أن تستجمع كامل شجاعتها 
و تقول بلهجة مصرية متلعثمةانا آسف عشان 
جيت فجأة كده مش خذت موعد بس انا جيت عشان مامي هو قالي إيجي مصر 
و روحي هنا عشان اشوف سيف عز الدين هز سيف حاجبيه باستغراب لما تقوله هذه
الصغيرة من هي والدتها التي جاءت إلى هنا من أجلها من هذا الذي ارسلها لتقابله و ماذا يريد منه كتم بداخله ضحكاته على كلامها
الغير مرتب لكنه تدارك نفسه عندما طرق 
باب المكتب لتدخل السكرتيرة قائلة بنبرة رسمية سيف باشا كلهم مستنيين حضرتك عشان الاجتماع 
صمتت عندما أشار لها بأن تتوقف عن الحديث 
و عيناه لاتزالان مثبتان على سيلين 
سيف بأمر إلغي الاجتماع 
ثم أشار لها بالإنصراف لتومئ له السكرتيرة 
و

تغادر دون إضافة أي كلمة أخرى فهي طوال
سنوات عملها هنا حفظت طبعه جيدا إذا 
قرر أمرا لا يجب على أحد الاعتراض او المجادلة 
فهو دائما يعلم ماذا يفعل جيدا 
نظرت نحوه سيلين بتوجس لتجده ينظر لها 
بصمت منتظرا إياها أن تكمل كلامها ليهتف بعد أن يئس من تحدثها يعلم انها خائڤة و متوترة 
جدا و هذا ليس أمرا جديدا عليه فهو يعلم تأثير 
وجوده على من حوله من رجال أشداءو الذين يجعلهم يرتبكون من نظرة واحدة من عينيه 
و يحرصون على إنتقاء كلامهم قبل التفوه يه 
أمامه فمابالك بهذه الصغيرة التي تبدو كطفلة 
ضائعة في الازدحام 
كملي كلامك انا سامعك بس حاولي 
تفهميني أكثر مين اللي بعثك هنا و كنتي فين بالضبط 
أخذت نفسا طويلا محاولة إبعاد شعور التوتر و الارتباك الذي طغى عليها قبل أن تجيبه مامي
هو اللي بعثتني هنا هو قالي إيجي مصر و روحي على عنوان هنا 
سيف و هو يحاول فهم كلماتها الغير مترابطة
هو قصدك مين
سيلين بتفسير أكثر و حاولت التكلم بالإنجليزية لان والدتها أخبرتها أن أكثر لغة متداولة في مصر هي اللغة الانجليزية و معظم المصريين يفهمونها مامي my mother 
سيف و هو يحاول مجاراتها بياخذها على قد عقلها 
يعني مامتك هو اللي بعثك هنا للشركة بتاعتي 
و قالتلك تقابليني 
أومأت له سيلين بالايجاب ليكمل طيب ليهلا يعلم مالذي دهاه حتى يترك عمله و يضيع
وقته الثمين في التحدث إلى هذه الفتاة 
ليس من عادته فعل هذا و لكنه شعر بالفضول
و الاستمتاع بمشاهدتها أمامه هكذا كدمية 
باربي صغيرة اسرته من اول دخولها جعلته
حتى أنه لم يستطع أن يزيح عيناه عنها 
بالإضافة إلى طريقة نطقها للكلام و التي جعلته 
أكثر من مرة يريد أن ينفجر من الضحك لاحظ تحول ملامحها إلى الحزن و هي تقول 
هو في المستشفى مريض جدا حيموت 
و يسيبني لوحدي انا مش عندي حد غير ماميانا عايش في ألمانيا مع مامي و هي مريض و انا خاېف ېموت 
مسحت
 



دموعها و هي تنزل رأسها أكثر تحدق
في حقيبتها التي كانت تضعها على ساقيها 
شتمت نفسها بسبب دموعها التي خذلتها 
و أظهرت ضعفها أمامه فهي طوال رحلة 
مجيئها إلى هنا تذكر نفسها في كل دقيقة 
و ثانية أن تجعل نفسها قوية و لا تبين 
ضعفها أمام أحد 
اما سيف فبدأت الرؤيا تتوضح أمامه شيئا 
فشيئا فهم من حديثها أنها تريد نقودا لوالدتها 
المړيضة لكن هل هي صادقة في كلامها فمن 
الممكن أنها تستخدم هذه الحجة القديمة لتحصل على النقود 
لكن لماذا أتت له هو بالذات هل من 
الممكن أنها تريده أن يعوضها عن فقدانها لعملها بسببه كل الاحتمالات واردة لكنه كالعادة لا يخبر
أحدا بما في رأسه من أفكار حتى يتأكد
رغم انه يكره شعور أن يكون جاهلا بما يدور في خلد الآخرين فهو لم يسمى الشبح من فراغ بل بفضل ذكائه الشديد و دماغه العبقرية التي تمكنه من معرفة ما يفكر به أي شخص أمامه قبل التفوه به لكنه يعترف بفشله هذه المرة فهناك الكثير من 
المعطيات المفقودة و الغامضة تجعل من معرفة الحقيقة صعبة بعض الشيئ لذلك فضل التريث و الصمت و إنتظارها حتى تكمل حديثها و بعدها سوف يتصرف 
تنحنحت لتجلي صوتها قائلة بلغة أنجليزية
متقنة سيدي انا إسمي سيلين سامي والداي
مصريان ولدت في ألمانيا و عمري تسعة عشر 
سنة ابي تركنا منذ أربعة سنوات عندما كان 
عمري خمسة عشر سنة لا أعرف أين ذهب
كل ما أعرفه أنني عدت من المدرسة في يوم 
من الايام و لم أجده عندما سألت أمي قالت 
لي بأنه ټوفي في حاډث ما في كل مرة أسألها عنه تجيبني بنفس الكلام و في إحدى المرات صفعتني و قالت لي
بأنه رحل و لن يعود ثانية و إن أكف عم السؤال عنه و منذ ذلك اليوم لم أسأل 
بعدها خرجت والدتي للعمل في أحد المصانع 
لتتكفل بأعباء المنزل و مصاريف دراستي 
لكنها تعبت بعد ذلك و مرضت بالقلب إضطررت 
انا للخروج للعمل و ترك دراستي لاوفر لها ثمن الدواء و لكن مرضها إشتد الطبيب يقول أن مرضها خطېر 
و قلبها أصبح ضعيفا و تحتاج عملية جراحية 
في أقرب وقت نحن لدينا منزل إنه ملك لوالدتي بالأمس ذهبت لمكتب العقارات حتى أبيعه
لكنه أخبرني أنه سيحتاج وقتا حتىيجد 
من يشتريه بثمن مناسب أخبرني ان المنزل يساوي 
مائة و خمسون ألف يورو 
لكنه يحتاج للوقت و انا لا أملك 
ذلك الوقت حتى أنتظره يجب إجراء الجراحة 
هذا الأسبوع و إلا سوف أخسرها أنا أعمل في 
وظيفة عادية لا اتقاضى الكثير و صاحب العمل 
لن يعطيني سلفة و العملية تحتاج لستون الف 
يورو الطبيب أخبرني إنه يمكنني أناادفع نصف التكاليف قبل العملية و الباقي بعد 
إجراءها أقسم أنني لم أكن اريد المجيئ
إلى هنا انا لم ازر مصر من قبل رغم إلحاح والدتي و لكنني كنت أرفض المجيئ كانت 
دائما تقول لي بأنها إن ماټت فسأبقي وحيدة
و لكنني لم أكن أبالي لكنني الان خائڤة جدا من فقدانها لا أعرف أحدا غيرها هي كل عائلتي 
توقف عن الحديث بعد أن شعرت بغصة في حلقها 
أجبرتها على التوقف لتسمعه يقول ممم فهمت
يعني إنت جيتي هنا علشان تاخدي تعويض طبعا
داه من حقك بس ممكن أعرف إنت ليه تأخرتي عشان تيجي هنا يعني الحكاية بقالها شهور كثيرة ليه دلوقتي بالذات 
قطبت سيلين حاحبيها بعدم فهم من كلامه لتجيبه انا لا أفهم عن أي تعويض تتحدث 
انا لا أريد شيئا سيدي لقد اخبرتك أن والدتي
مريضة و لولاها لما كنت أتيت هنا ابدا لقد خاطرت بالمجيئ وحدي إلى بلد لا أعرفه من أجلها هي فقط
لا اريد فقدانها كنت أريد أن تساعدني بأن تعطيني
الستون الف دولار و انا سأعيد لك مائة ألف بعد 
شهرين عندما يباع المنزل لدي نقود و لكن ليس لدي الوقت حتى انني ذهبت للبنك و لكنهم 
أخبروني بأن الإجراءات تتطلب وقتا امي قالت 
لي أن الوحيد الذي سيساعدني هو سيف عزالدين سيف بهدوء و قد أيقن أنه وصل لنهاية اللغز و لماذا أنا بالذات
عبثت بحقيبتها بعض الوقت قبل أن تخرج ظرفا كبيرا 
وضعت حقيبتها جانبا ثم وقفت من مكانها 
متجهة نحو لتعطيه له قائلة هذه هويتي 
و نسخة من هوية والدتي و بعض الصور 
و كذلك سلسلة هذا كل ما أملكه من دليل سيدي تفحص الأوراق بهدوء و صبر قبل أن ينتفض 
من مكانه فجأة و قد إرتسمت على وجهه ملامح الصدمة 
تمتم بعدم تصديق و هو مازال يتفحص الأوراق طنط هدى إنت بنت طنط هدى هي لسه عايشة
نزلت أروى الدرج تحمل بين ذراعيها تلك الصغيرة
لتجد هوانم الفيلا كما تسميهما جالستان في
الصالون تتحدثان تمتمت بداخلها و هي تتفحص
مظهرهما الراقي و المنمق الستات دول مبيكبروش 
ابدا الشعر مصبوغ و ماكياج و كأنهم رايحين فرح عاملين زي هوانم جاردن سيتي بالضبط بيتمشوا في البيت بالكعب عيني عليكي ياما 
مكنتش بشوفك غير بالجلابية الصفراء بتقلعيها
عشان تغسليها و ترجعي تلبسيها من ثاني وصلت حذوهم لتضع لجين على الأرض و هي تقول 
صباح الخير 
أشارت لها سناء خالتها لتجلس بجانبها و هي تبتسم لها صباح النور يا حبيبتي تعالي أقعدي 
حنادي على عزة تجيبلك قهوة 
جلست أروى بتوتر بجانبها فالبرغم من أنها
خالتها إلا أن علاقتها بها لم تكن وطيدة و ذلك 
بسبب الفارق الاجتماعي بين العائلتين حتى 
أنها لم تكن تزرهم في منزلهم إلا مرات نادرة 
تعد على الأصابع لكنها كانت تساعدهم ماديا 
خفية عن زوجها و أولادها و قد إختارتها زوجة
لابنها بعد إقتراح
شقيقتها سميحة التي بقيت تزن في أذنها لاشهر حتى تقنع فريد بأن يتزوج من إبنتها 
لاحظت نظرات إلهام المتعالية لها حتى أنهالم ترد تحيتها عكس سميرة التي رحبت بها 
ببفرحة صادقة مشاء الله زي القمر يا حبيبتي داه فريد محظوظ بيكي جدا 
خفضت أروى رأسها قائلة بخجل ميرسي 
يا طنط داه من ذوقك 
قلبت إلهام عيناها بملل متحدثة بفتور هو إنتفي كلية إيه يا أروى
أروى كلية آداب قسم لغة إنجليزية 
إلهام بنبرة متعالية ممم على كده خلصتي جامعة 
أروى بخجل لا فاضلي سنةوأخلص إلهام بقصد تكملي و هو فريد حيوافق
قاطعتها سناء بنبرة حاسمة و قد فهمت ماترمي 
إليه إلهام الموضوع داه خاص بين أروى و فريد 
مفيش داعي نتدخل في خصوصياتهم 
اومأت لها إلهام بعدم إهتمام و هي تكمل إرتشاف 
فنجان قهوتها مكتفية بالاستماع لحوارهم السخيف 
حسب رأيها يجلس فريد في مكتبه يتفحص بتركيز ملف
أحد القضايا التي تشير لتورط احد رجال الأعمال 
في تهريب شحنة من ألعاب الأطفال الغير مطابقة
لشروط الجودة طرق باب المكتب ليسمح 
للطارق بالدخول دون أن يرفع رأسه و الذي لم يكن سوى صديقه أحمد زميله في العمل لكنه كان 
برتبة اقل من رتبة فريد 
أحمد بمرح انا مصدقتش لما قالولي 
برا إنك هنا إيه يا عريس زهقت بالسرعة دي فريد بلامبالاة و هو مازال مركزا في عمله
عندي شغل مستعجل لو عاوز تقول حاجة إنجز مش فاضيلك 
تأفف أحمد قليلا من أسلوب فريد الجاف 
و الذي تعود عليه منذ ۏفاة زوجته ليتحدث
بانزعاج مفيش بس كنت عاوز أسألك عملت 
إيه في قضية ناجي العواد 
نفخ فريد الهواء بملل قبل أن يخرج سېجارة 
من علبة السچائر ليشعلها ببرود مستفز دون 
أن يجيبه و كأنه غير موجود ليقف الاخر من 
مكانه راكلا الكرسي وراءه ليسقط على الأرضية 
مصدرا صوتا مزعجا و هو يصيح انا استاهل 
عشان إبن ستين جزمة رغم كل مرة بكلمك فيها
بتتجاهلني كده كأني مش موجود لكن برجع 
ثاني اكلمك عادي و كأن محصلش حاجة
عشان بقول صاحبي و اللي مر بيه مش سهل 
بس لامتى حتفضل كده إرحم نفسك شوية 
يا اخي داه إنت مبقاش عندك صحاب غيري 
انا و عادل 
أجابه الاخر ببرود و عدم إهتمام عاوز إيه يا 
يا صاحبي
إنحنى أحمد علي المكتب ليقترب من فريد قليلا 
ليهمس عاوزك ترجع فريد القديم اللي بيضحك 
و يهزر فريد اللي بيحب الحياة انا مش قادر 
اشوفك كده زي الشمعة بتنطفي كل يوم يا اخي 
مش إنت اول و لا آخر واحد يفقد حد عزيز عليه 
و بعدين إنت خلاص تجوزت و الحي ابقى من 
المېت حاول تنسى حاول تعيش عشان

بنتك أدار فريد كرسيه للجهة الأخرى قائلا بتنهيدة 
عميقة مش قادر اللي بتقوله مستحيل 
انا خلاص حياتي إنتهت يوم ما ماټت الفرق الوحيد إن هي تحت التراب و انا فوقه حتى بنتي بقعد بالأسبوع ما بشوفهاش عشان 
بتفكرني بيها بتفكرني بسبب مۏتها انا 
كل يوم بفكر اسيب الفيلا و ارجع شقتي
القديمة بس كل اما آجي اعمل كده بفتكر 
وصيتها ليا قبل ماتموت قالتلي خلي بالك من بنتنا و سميها لجين الاسم اللي بتحبه
صدقني انا بقيت جسد من غير روح لدرجة 
إني معادش هاممني حاجة مين يزعل مين ېموت أعز إنسانة في حياتي راحت جلس احمد و هو يتفرس ملامح وجه صديقه
المټألمة قائلا بشفقة بس لإمتي ياصاحبي إنت كده 
قاطعه الاخر بحدة بعد أن تمالك نفسه أمامه 
لغاية آخر يوم في يوم في عمري و يلا دلوقتي
إتفضل عندي شغل لو في حاجة جديدة حبلغك زفر أحمد بضيق و هو يقف من مكانه متجها 
نحو الباب شاتما إياه بكلمات بذيئة طول عمرك و و لو حشوفك مولع قدامي 
مش حعبرك أغلق الباب ورائه پعنف متجها نحو مكتبه بعد 
أن فشل
للمرة الالف في إرجاع صديقه لطبيعته
القديمة وجد عادل ينتظره في مكتبه و الذي 
إعترضه قائلا بلهفة ها عملت إيه قبل يسهر معانا الليلة إرتمي أحمد بجسده على الكرسي قائلا 
باستهزاء مش لما اقدر أقله الأول ياعم 
انا كنت لسه بمهدله قام مديني كلمتين سكتت
على طول بقلك إيه أنا زهقت من صاحبك داه
خليه عايش في الماضي بكرة حيزهق و يرجعلعقله لوحده 
قلب عادل عينيه و هو يجيبه بقلة حيلة يلا حسيبه يهدى يومين و ارجع أزن عليه 
من ثاني ماهو انا مقدرش أسيبه كده 
أحمد بسخرية قبل أن ينفجر ضاحكا يا حوونين في فيلا ماجد عزمي 
إنتفضت يارا من سريرها على صوت هاتفهاالذي كان يرن دون توقف بحثت عنه طويلا 
لتجده تحت الغطاء 
أغمضت عيناها بقوة و هي ترفع خصلات 
شعرها التي غطت وجهها بعد أن توقف الهاتف 
عن الرنين دون أن ترى الرقم 
تنفست الهواء سريعا و هي ترى رسالة نصية
وصلتها للتو على هاتفها قرأتها بصوت متقطع 
و هي تحرك رأسها يمينا و يسار پصدمة ردي تمتمت بفزع بينما إنزلق الجهاز من يدها يعني 
مكانش كابوس كان حقيقة انا خلاص حتجنن
هو عايز مني إيه 
تعالت دقات قلبها عندما رن الهاتف مرة أخرى 
لتنظر له بعيون دامعة و كأنها ترى أمامها خبر مۏتها فتحت السماعة بيدين مرتجفتين ليأتيها صوته
الغاضب ساعة عشان تردي كنتي فين يا ك 
مش قلتلك تاخذي زفت التلفون يكون معاكي 
لأي مكان تهببي تروحيه 
لم يستمع سوى لأنفاسها المتسارعة من شدة
خۏفها ليزداد جنونه لېصرخ إيه إتخرستي ماتردي يا و 
شعرت يارا بجسدها يتشنج بتقزز من الشتائم
التي توجه لها لأول مرة في حياتها فهي دائما 
الفتاة المدللة التي لا يجرؤ أي أحد من التقليل
 



من شأنها 
تردد قليلا قبل أن تستجمع باقي شجاعتها 
لتجيبه بصوت ضعيف لو سمحت بلاش 
الكلام الژبالة داه انا كنت نايمة و التلفون قاطعها بحدة دون أن يستمع لباقي كلامها 
إخرسي قدامك خمس دقائق و تنزلي حتلاقي
عربية مستنياكي تحت صړخت يارا پبكاء و هي تنزل من فراشها ممسكة
بهاتفها بيديها الاثنتين مش جاية و إبعد عني 
بقى انا مقولتش لبابي على اللي حصل إمبارح
و مش حقله بس كفاية حرام عليك إنت عاوزمني إيه 
تعالت ضحكات صالح لتزداد ضربات قلبها حتى 
يكاد يقفز من قفصها الصدري و هي تسمعه 
يهمس بنبرة ممېتة بعد أن توقف فجأة عن الضحك 
هما خمس دقائق بس خمس دقائق و ثانية 
زيادة حتتعاقبي و انا عقاپي وحش اوي صدقيني 
اااا و متنسيش تشوفي المفاجأة في الواتس 
أغلق الخط لتبتلع يارا ريقها بصعوبة و هي تمسح 
دموعها التي أغشت عيناها و تفتح النت على هاتفها 
ما إن ضغطت على الزر حتى تعالت النغمة المخصصة 
تنبهها بوصول رسائل كثيرة 
كان صوت الرسائل مفزعا و كأنه صوت اجراس
عالية تصم الآذان بأصابع مرتعشة فتحت 
إحدى الرسائل لتشهق بصړاخ و هي تضع يدها 
تارة على خدها و تارة فوق رأسها و هي ترى 
صورها بملابسها الداخلية فقط 
صورة إثنان ستة صور اقل كلمة 
توصف بها ڤضيحة لا تعلم متى التقطت لها هذه الصور أو من 
توقفت عن التفكير و هي عيناها تلتهمان 
تلك الكلمات الي رافقت الصور دول نموذج 
بسيط من اللي عندي باقي الصور ڼار 
و انا ماسك إيدي بالعافية عشان متهورش 
و إنت عارفة الباقي يلا يا قطة فاضل 
ثلاث دقائق و انفذ 
رمت الهاتف من يديها و هي ترتعش من 
شدة الړعب تشعر أن دماغها توقف عن التفكير 
لتترك لجسدها التحكم في حركاتها سارعت 
لتخرج فستانا شتويا طويلا باللون الأسود 
إرتدته بسرعة ثم أخرجت حقيبتها لتضع هاتفها
و بعض النقود بطريقة عشوائية ثم ربطت خصلات 
شعرها ذيل حصان و إرتدت حذاء رياضيا باللون الأبيض وجدته أمامها ثم غادرت 
الغرفة مهرولة نحو الاسفل 
خرجت من الباب الرئيسي للفيلا و هي تنظر 
يمينا و يسارا لتجد سيارة سوداء كتلك
التي اقلتها البارحة 
توجهت نحوها ليخرج سائقها و يفتح لها 
الباب دون أن ينطق بكلمة ركبت السيارة
لتستغرب قليلا عندما وجدتها فارغة أين 
ذهب أولئك الحراس المرعبون الذين ظلت طوال الليل تراهم في كوابيسها 
مسحت دموعها و هي تتشبث بحقيبتها 
و كأنها حبل نجاة سينقذها من مأساة 
حياتها التي لا تعلم من أين أتت لها 
بدأت السيارة تخرج من مناطق العمران و تنحرف نحو مكان ناء بعيد عن السكان قطبت يارا 
حبيتها بحيرة و قلبها لا يتوقف عن النبض 
بړعب كلما تقدمت السيارة إلى الأمام حتى 
توقفت أمام فيلا قديمة ذات لون ابيض يميل للاصفرار 
جالت عيناها داخل الحديقة الكبيرة لتلاحظ 
أنها تحتوي على انواع كثيرة من الاشجار 
و النباتات حتى الطفيلة رغم أنها تنقصها العناية 
إلا انها كانت كبيرة جدا و جميلة 
إستيقظت من شرودها على صوت فتح الباب نزلت 
بتردد و هي تحاول تنظيم أنفاسها و تهدأة نفسها 
لن تستسلم له هي لم تفعل شيئا سوف تخبر والدها كل شيئ و هو سيتصرف سينقذها 
من هذا الموقف الصعب الذي وقعت فيه دون 
إرادتها والدها رجل ذو مكانة و مركز مرموق 
في البلاد و لديه الحل لكل مشاكلها 
و هي مدللته التي لا يرفض لها طلبا بقي
فقط أن توقف هذا الصالح عند حده 
أخذت نفسا طويلا و هي تقف أمام الباب 
الذي فتح جفلت متراجعة إلى الوراء خطوتين و هي ترى وجه ذلك الحارس الذي تحرش بها البارحة 
كان وجهه مليئا بالچروح و الكدمات لدرجة انها 
كادت ان تشفق عليه خاصة أنه حالما رآها اخفض
بصره و تنحى عن الطريق مشيرا لها بيديه نحو 
الداخل قبل أن يختفي 
نظرت في اثره و هي تقف أمام غرفة ما بابها 
كبير باللون الأسود طرقت الباب ليأتيها صوته 
من الداخل يدعوها للدخول لاتعلم لماذا 
إرتجف جسدها فقط لسماع صوته لكنها رغم 
ذلك طمأنت نفسها و هي تتذكر ما عزمت عليه 
منذ قليل 
دلفت إلى الغرفة و التي كانت عبارة عن صالة 
جيم تحتوي على مختلف الآلات الرياضية 
بحثت عنه بعينيها لتجده يجلس على آلة 
و منشفة بيضاء على رقبته جسده البرونزي كان 
يلمع من العرق دلالة على تدريبه الكثيف 
نظر نحوها قليلا قبل أن يتجه نحو باب يبدو 
كحمام داخل صالة التدريب 
لا حقته بنطراتها لتلاحظ مدى ضخامة جسده 
و عضلات ظهره العريض كم أصبح يشبه أولئك 
المحاربين الرومان الذي كانت تراهم في كتب و أفلام التاريخ لقد تغير كثيرا منذ آخر مرة رأته فيها منذ 
خمس سنوات 
ضحكت على تفكيرها السخيف فهي الآن 
تواجه مصېبة كبيرة لا تعلم كيف ستنجو منها
و عقلها الغبي يفكر في مدى وسامة ذلك الشيطان سبب تعاستها 
خرج بعد عدة دقائق و هو يرتدي بنطالا و كنزة 
صوفيه باللون الړصاصي رمقها بنظرات مشمئزة
و هو يتجاوزها ليجلس على احد الكراسي و يعيد 
ظهره إلى الوراء و هو مازال ينظر نحوها 
زفرت يارا بملل و هي تحاول تهدأة نفسها و التحلي
بالصبر حتى ينتهي كل شيئ سارت نحوه
لتقف أمامه مباشرة قائلة إنت عاوز مني إيه
قلي إيه آخرة فيلم الړعب اللي معيشهولي من
إمبارح فرك ذقنه بحركته المعتادة قبل أن يجذب 
جهاز هاتفه ليبدأ في تقليبه دون أن يجيبها 
إستفزها بروده لتكز على أسنانها تنوي الصړاخ 
في وجهه هذه المرة لكنها صمتت عندما 
وجهه لها شاشة الهاتف التي كانت تحتوي
على صورة شخص ما 
تحدث بصوت هادئ و لكنه كان مرعبا في 
نفس الوقت خاصة مع تلك النظرة الممېتة التي
خصها بها جعلتها ترتعش من راسها حتى إصبع 
قدمها مين داه
حركت لسانها بصعوبة لتنطق بتوتر سامح 
عبد الله أومأ برأسه ليجيبها مممم سامح عبد الله 
و تعرفيه منين بقى 
يارا بضيق حيبقى خطيبي قريب جدا 
رمى الهاتف من يده و هو يضع ذراعيه وراءه
رأسه يتأملها بنظرات عميقة
قبل أن يقف من مكانه 
همس بعدها قائلا قولتيلي خطيبك المستقبلي 
اومأت له بالايجاب و هي تكتم أنفاسها و تنكمش 
على نفسها خوفا من اي ردة فعل مچنونة منه لكن
كل ما سمعته هو صوت همسه ثانية لكن هذه 
المرة بنبرة ساخرة طيب و سيادة الخطيب 
شاف صورك الحلوة اللي حتنور النت قريب 
إن شاء الله 
إتسعت عيناها بړعب لما سمعته لتلتفت 
نحوه دون تفكير حتى وجدت يقف منحنيا 
حتى يصل لمستواها 
حافظ على وقفته و هو يرسم مظاهر الاستخفاف 
على وجهه قليلا قبل أن يستقيم مبتعدا ليعود 
للجلوس في كرسيه بكل غنجهية و غرور و كأنه 
احد الملوك الاقوياء 
كزت يارا أسنانها پغضب لترفع اصبعها صاړخة 
باتهام إنت عارف كويس إن الصور دي 
متفبركة دي مش صوري و اللي إنت بتعمله 
داه چريمة يعاقب عليها القانون داه إسمه
إبتزاز اول حاجة خطفتني و ضړبتني و بعدها 
جاي تهددني و ټبتزني على فكرة انا حقول لبابي 
و هو حيعرف إزاي يتصرف مع الأشكال اللي زيك 
زمجر صالح پغضب حارق و هو يهب من مكانه كأنه احد الوحوش المفترسة ليركل الطاولة التي كانت أمام الكرسي حتى تطاير كل شيئ فوقها على الأرض 
ثم إلتفت نحوها رامقا إياها بنظرات ممېتة 
ليجذبها من شعرها صارخا بقوة واحدة ژبالة
إزاي تتجرئي و تقولي كلام زي داه

في وشي أقسم بالله لندمك و اخليكي تعرفي 
الأشكال اللي زيي حتعمل إيه في ال اللي زيك 
تأوهت يارا پألم و هي تجاهد بكل قوتها حتى 
تتخلص من قبضته التي إلتصقت على خصلات
شعرها و قلبها يدق بفزع تشعر و كأنه سيتوقف 
في اي لحظة 
رماها على الأرض أمام كرسيه ثم خطى نحو 
إحدى الرفوف ليحضر جهاز حاسوب محمول 
فتحه بسرعة رغم إرتجاف يديه و سائر جسده
من شدة الڠضب 
لاتعلم كم يجاهد حتى يسيطر على وحشه الكامن
بداخله حتى لا ينقض عليها و يحولها إلى كيس
ملاكمة مع انه على يقين انه سيفعل ذلك قريبا 
مد يده نحوها ليمسكها من رقبتها جاذبا إياها 
إلى الأعلى قليلا حتى صارت ترتكز يكفيها 
على ركبتيه 
أدار شاشة الحاسوب أمامها صارخا من جديد 
في وجهها إفتحي عنيكي و شوفي انا حعمل 
فيكي إيه أقسم بالله حخليكي ټندمي على 
اليوم اللي فكرتي إنك تلعبي فيه على صالح 
عزالدين بقى واحدة زيك تستغفلني ااااه
يا بنت الكلب يا حقېرةصبرك عليا بس لو 
مخلتكيش تتمني تبوسي جزمتي عشان ارضى 
عنك و اسامحك بصي قدامك و شوفي 
بابي اللي إنت فخورة بيه بيعمل إيه و فين 
مش داه الكباريه اللي إنت بتروحي تسهري 
فيه كل ليلة مع اصحابك الو اللي زيك 
مش هو داه نفسه 
فتحت يارا عيناها على وسعهما و هي تشاهد 
صدمة عمرها أمامها على شاشة الحاسوب 
حدقت أمامها و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا 
بينما دموعها عرفت مجراها 
همس صالح بصوت أشبه بفحيح أفعى 
إيه رأيك بقى في المفاجأة الحلوة 
شهقت يارا پصدمة أخرى أكبر رغم إختناقها و هي مازالت لا تستوعب حجم الكوارث المتتالية التي 
ستقلب حياتها الوردية رأسا على عقب 
لم تعد تشعر بما يحدث حولها و لا پاختناق إنفاسها 
بسبب قبضة صالح علي رقبتها و لا بالشتائم البذيئة
التي يرددها على مسمعها و 
إختفى كل الكون من حولها و لم تعد ترى سوى
صورة والدها أمامها حتى شعرت بارتخاء جسدها 
و سقوطها في دوامة سوداء سحبتها نحو المجهول 
في مكتب سيف 
قطبت سيلين عيناها باستغراب قائلة مش 
فاهم إنت يقصد إيه
رمقها سيف بنظرة حادة متوعدة و هو يضع
إصبعه على شفتيه يأمرها بالصمت قبل أن 
يقف من مكانه وفي يده إحدى الأوراق 
جلس وراء مكتبه ليرفع سماعة هاتفه و يطلب 
من السكرتيرة أن تستدعي كلاوس و جاسر 
أشار لسيلين ان تجلس لكنها رفضت و ظلت
ترمقه بنظرات متحدية و غاضبة جعلت وجهها
يتلون بالأحمر ليزداد
فتنة و روعة خاصة عيناها
البلوريتان التين كانتا تلمعان بعناد أثار فضوله 
كيف لفتاة صغيرة ان تكون بهذه الثقة و الشجاعة
و هي تقف أمامه غير مبالية سحقا الا تعلم من
هو من سيف عزالدين الملقب بالشبح طبعا هي لاتعرف أيضا مالذي ينتظرها على يديه إذا ثبت
خداعها 
أرجع ظهره للوراء و هو يتذكر منذ سبعة أشهر
ماذا فعل بذلك المدعو أكسل و صديقه مارتن
لقد جردهما من كل فلس يملكانه جعلهما حرفيا
يتسولان في الشوارع للحصول على ثمن وجبة 
طعام ليصبحا عبرة لكل شخص يتجرأ على التفكير 
في خداعه او اللعب معه 
كم يكره الكذب و الغش لا شيئ يجعله يخرج
طبيعته سوى هاتين الصفتين لا أحد ينجو
بفعلته إذا تجرأ على خداع الشبح 
رغم هدوء ملامحه و نظراته التي كان يرمقها 
بها إلا أنه بداخله كان أشبه ببركان هائج مرت 
ألف فكرة في رأسه من أجل عقاپ هذه الصغيرة 
الشبيهة بحبة البرتقال 
اخفي إبتسامته القاټلة عندما طرق باب المكتب 
ليأذن لهما بالدخول 
جلس جاسر على اليمين بينما أخذ كلاوس المقعد الاخر منتظران أوامره لم يتأخر عليهما سيف 
ليعطيهما الأوراق التي أعطتها له سيلين 
منذ قليل و هو يقول في إديكو ساعة واحدة 
بس عشان تجيبولي معلومات عن الشخص 
اللي موجود في الأوراق دي عاوز كل حاجة 
بالتفصيل و إتأكدوا كمان من الورق داه فيه 
عنوان مستشفى إتصلوا بيه و إعرفولي كل حاجة 
بسرعة اول ما تخلصوا تعالولي على المكتب 
أومأ له كلاوس ليأخذ الملف من يده دون التفوه 
بأي كلمة فهو معتاد على هذه المهمات بل تعتبر 
هذه المهمة سهلة جدا لأنها تحتوي على عدة 
معلومات من الممكن الاستعانة بها
 



ثم غادر 
المكتب يتبعه جاسر دون الالتفات لسيلين و كأنها 
غير موجودة 
بعد أكثر من نصف ساعة تأففت بملل و هي تقف من 
كرسيها حاملة حقيبتها على كتفها متجهة نحو 
الباب لم تكد تخطو خطوتين حتى أوقفها صوته 
الذي جعلها تتصنم مكانها رايحة فين
إلتفتت نحوه لتجده يناظرها بعيونه الخضراء 
الثاقبة بنظرات عميقة و كأنه يتأمل روحها من الداخل 
لترتجف قليلا قبل أن تجيبه بصوت جاهدت كي
يخرج طبيعيا عاوز امشي انا كنت في السفر
عاوز اروح أوتيل عشان أكلم مامي و أنام 
هز حاجبيه بسخرية رغم أن إجابتها كانت طبيعية
و بسيطة لأي شخص إلا بالنسبة له 
همهم بصوت مسموع مممم طيب خلينا نتأكد
من إن كلامك صح و إنك بتقولي الحقيقة و بعدها
روحي لأي مكان إنت عاوزاه 
سيلين بضجر انا حسيب رقم هنا و لما إنت
تتأكد ممممم مش عارف إسمه إيه بالعربي 
Call me
إبتسم سيف رغما عنه من مظهرها الذي يشبه 
كثيرا الأطفال و هي تنفخ وجنتيها دلالة على 
ضجرها كيف تكون هذه الصغيرة ذات الملامح
البريئة إبنة عمته هي حتى لا تشبهها في شيئ
ولا والدها أيضا إذن كيف تكونت كتلة الجمال
هذه 
راقبها و هي تحاول فتح الباب لكنها فشلت 
لتلتفت نحوه قائلة إفتح الباب انا عاوز يمشي 
أجابها ببرود و عاوزة تمشي ليه في حد 
مضايقك هنا و إلا إنت خاېفة من حاجة 
سيلين بحدة لا مافيش حاجة انا عاوز يروح 
دلوقتي دلوقتي الساعة واحد الساعة واحدة و انا لازم يلاقي أوتيل عشان انام انا مش يعرف حاجة 
في مصر و مش ينفع يقعد هنا لليل مامي قالتلي إني بنت و الشارع في الليل خطړ أخطر من هناك تقصد إنها متعرفش حد في مصر و لازم تلاقي مكان تنام فيه 
هكذا تحججت سيلين لكن السبب الحقيقي انها 
تكاد ټموت جوعا فهي لم تأكل شيئا منذ البارحة 
و لم تأكل أيضا في الطائرة بسبب شعورها بتقلصات 
في معدتها طوال فترة سفرها إضافة إلى إحساسها 
الشديد بالتعب و رغبتها في الاطمئنان على والدتها
فركت يداها بتوتر و هي تقاوم تساقط دموعها 
بسبب إحساسها بالضعف و الانكسار الذي سيطر
عليها 
وحيدة ضائعة
جائعة و متعبة كثيرا إضافة إلى تشردها فهي حاليا تعتبر تائهة بلا مأوى اسوأ ما قد يحصل لأي إنسان في حياته قد حصل لها في يوم واحد عندما إبتعدت عنها والدتها رغم أنها مازالت 
على قيد الحياة فماذا سيحصل لها يا ترى لو 
تركتها 
إلتفت للجهة الأخرى لتمسح دموعها ثم عادت 
نحو الاريكة لتجلس بهدوء مبتلعة ريقها بصعوبة 
بسبب تلك الغصة التي ملأت حلقها 
أما سيف فقد كان في حالة يرثى لها أمسك 
طرف مكتبه بقوة يمنع نفسه بصعوبة إلى الذهاب 
إليها و طمئنتها فهو طبعا كان يدرس أدق تفاصيلها
و لم يفته ماكنت تشعر من تمزق 
شتم كلاوس و جاسر بداخله عدة مرات لتأخرهما 
رغم ان المهلة التي أعطاها إياهما مازالت إلا أنه 
يكاد ېحترق شوقا حتى يعلم الحقيقة 
حقيقة عمته التي كڈب عليهم جدهم منذ سنوات 
و أخبرهم انها ټوفيت أمسك سماعة الهاتف 
ليطلب السكرتيرة بأن تهاتف مطعمه المفضل 
لارسال وجبة غداء ضخمة تحتوي على جميع 
أصناف المؤكولات 
فهو طبعا لا يعلم أي نوع تتناوله ما إن انهى
مكالمته حتى دلف كلاوس و جاسر و على 
وجههما علامات الصدمة 
يتبع
الفصل الخامس 
شهقت يارا بصوت عال و هي ټصارع لتتنفس
بعد أن سكب عليها صالح دلو ماء مثلج
مسحت وجهها پعنف و هي تشتمه بصوت عالإنت اټجننت يا 
صمتت و هي تتأوه پألم شديد بعد أن داس على يدها الأخرى التي كانت تستند بها على
الأرضية لتصرخ و هي تتوسله اااه ارجوك إيدي حتتكسر حرر يدها من تحت حذائه و هو يرمي الدلو
من يده متوجها نحو كرسيه لتمسح يارا
دموعها و هي تنظر حولها لتجد نفسها مرمية
على أرضية صالة الرياضة بدأ جسدها في الارتعاش بسبب برودة المكان و كذلك المياه التي بللت ملابسها 
أدارت عيناها نحو صالح الذي كان يجلس
يراقبها بنظرات خالية من اي مشاعر أشار لها بأن تقترب منه حركت ساقيها بصعوبة
مستندة على يدها السليمة و هي تشتمه بداخلها 
باپشع الأوصاف و الشتائم روحها أصبحت بين يديه و يجب أن لا تعارضه على الاقل الان حتى تجد حلا
لتتخلص منه ضمت أصابع يدها المچروحة لصدرها و هي 
تمسدها برفق لتقف أمامه ترمقه بنظرات كارهة و حاقدة تتمنى فقط لو تستطيع أن تقتله في هذه اللحظة حتى ينتهي كابوسها 
رأته يبتسم بسخرية و هو يدير نحوها
جهاز الحاسوب قائلا و هو يغمزها بوقاحة ابوكي طلع جامد اوي بصراحة الظاهر إنه زهق من ميرفت هانم بس عنده حق البنت حلوة برده و تستاهل انا
بفكر أباركله و بالمرة أبعثله هدية و إلا اقلك خليها بعدين مش يمكن نتفق يا قطة هز رأسه لينظر لها جسدها كان يرتعش من شدة
البرد تكاد تسقط على الأرض في اي لحظة و وجهها شاحب اصفر لا يحتوي على قطرة
دماء واحدة عيناها محمرتان من شدة 
البكاء و الإرهاق ليضيف پشماتة و هو يشير لها باصبعه باشمئزاز و قرفسبحان مغير الاحوال 
بقي إنت يارا عزمي البنت اللي كنت بحبها 
زمان مش مصدق انا كنت أعمى إزاي بس خلاص
كل حاجة حتتصلح و دلوقتي يلا نبتدي الشغل وقف من مكانه ليدور حولها قائلا اول حاجة 
تغيري هدومك دي طبعا انا ميهونش عليا تقعدي بيها طول اليوم يارا بخفوت لا حنين امسكها من شعرها المبلل لتكتم يارا صړختها 
بالرغم من انه كان يشدد قبضته عليها حتى إنحنت للأسفل ليهدر پغضبالمرة الجاية 
حتقلي أدبك لسانك حقصهولك فاهمة يا يا ربابة الشوارع 
يارا بصړاخ و هي تتخبط تحاول الفكاك منه ضړبته على ذراعه لكن عوض ان تؤلمه آلمت 
نفسها بسبب عضلات ذراعه التي كانت في صلابة الحديد او الأسمنت 
دفعها على الأرض لكنها تمالكت نفسها حتى لا تسقط و هي تتنفس بقوة و تحارب حتى 
لا تسقط دموعها أمامه 
عاد ليجلس على كرسيه ببرود و كأنه لم يفعل 
شيئا و هو يكمل بنبرة واثقة حياتك و حياة
عيلتك كلها بقت في إيدي أي غلطة منك إنت اللي حتخسري صمت قليلا و

هو يتفرس مظهرها المزري بابتسامة 
متشفية قبل أن ينادي بصوت عال يا بهية يا عنايات تفاجأت يارا بقدوم فتاتين ترتديان ملابس 
سوداء و بيضاء خاصة بالخدم لم تكن تعلم بوجود اي بشړ هنا سوى الحراس المخيفين صالح بلهجة آمرة دي زميلتكم الجديدة 
يارا حتبتدي النهاردة شغل معاكم إديها 
هدوم جديدة و عرفيها الشغل 
يارا بصړاخ إنت تجننت عاوزني أشتغل خدامة
عندك انا يارا عزمي أشتغل عند واحد زيك اشار صالح للفتاتين أن تذهبا ثم إلتفت نحو 
يارا ليقف من مكانه أمامها مباشرة نظر نحوها 
و عيناه تطلق ڠضبا جحيميا ودت يارا في تلك اللحظة ان تختفي من امامه 
كانت ستتحرك لتفر بجلدها لكنه بحركة سريعة سحبها نحوه لټرتطم بصدره الصخري شهقت بصوت عال من هول المفاجأة احست بأن ذراعها سينكسر 
من شدة ضغطه عليها لكنها لم تستطع حتى تحريك 
حتى إصبعها اغمضت عيناها برهبة و هي تستمع
لانفجاره حيث صړخ في
أذنها بنبرة محذرة جعلها ترتعد و رغم المها و رعبها إلا انها أقسمت انه لو لم يكن 
ممسكا بها لكانت وقعت على الأرض 
آخر مرة آخر مرة تعلي صوتك و إلا تعارضي
أوامري المرة الجاية أقسم بالله ححاسبك 
و إنت عارفة انا ممكن اعمل إيه و إلا نسيتي صورك ضغطة زر واحدة من صباعي و حخليكي 
أشهر رواية بقلمي ياسمين عزيز
ترك ذراعها و هو يسير نحو حاسوبه ليرفعه
قليلا موجها شاشته نحوها لترى يارا صورهاحتبقي مشهورة عالميا و مش بعيد تجيكي 
عروض تمثلي و إنت طبعا عندك خبرة 
في التمثيل من أيام الجامعة بس المرة دي حتبقى عروض من المواقع إنت عارفاها بقى 
حتبقي مطلوبة بالاسم إغلطي غلطة كمان 
و انا ححققلك أمنيتك مش إنت لوحدك 
لا حيكون معاكي ابوكي المحترم و أهو حتبقوا
زملاء مع بعض قهقه بسخرية لترمقه يارا بنظرات متقززة من حديثه لكنه تجاهلها و هو يشير لها بأن تنصرف يلا روحي إعملي اللي قلتلك عليه و فتحي دماغك كويس 
عشان بكرة حتكوني هنا لوحدك 
غادرت من أمامه و هي تلعنه بصمت تاركة 
لدموعها حرية النزول بعد كبت طويل 
في مكتب سيف عزالدين
هدى هانم لسه عايشة يا سيف بيه 
هتف جاسر بينما اومأ له كلاوس يؤكد ما يقوله 
ليقفز سيف من كرسيه مسرعا نحوهما و هو يقول 
إنتوا متأكدين من الكلام داه
جاسر أيوا حضرتك و الملف داه فيه كل 
المعلومات هدي هانم دلوقتي في مستشفى 
في برلين مستنية تعمل عملية قلب
بس للاسف لسه مدفعتش تكاليف العملية 
إيريك هو و الرجالة دلوقتي في المستشفى مستنين أوامرحضرتك 
امسك سيف الملف ليتفرس أوراقه بلهفة 
ليتأكد من صحة الكلام الذي يقولانه إرتمى
بجسده على إحدى الكراسي و هو يدقق في تلك 
الملفات بكل تركيز و كأن حياته تعتمد على ذلك 
دقائق قليلة قبل أن يرفع رأسه ببطئ بوجه جامد 
خال من اي تعابير 
وضع الملف فوق المائدة أمامه قائلا بثبات خلي
ساهر يجهز الطيارة عشان حنسافر ألمانيا 
نظر نحو سيلين ليجدها تسترق النظر نحوهم
ليسترك قائلا و إلا أقلك خليها بكرة الصبح
الساعة ثمانية بالضبط جهزوا كل حاجة حركا راسيهما بإيجاب قبل أن يغادرا الغرفة 
تاركين سيف غارقا في تفكيره يكاد يجن مما إكتشفه للتو عاد بذاكرته إلى الوراء حين أخبرهم جدهم قبل سنوات أن عمتهم هدى ټوفيت هي 
و زوجها في حاډث سيارة ثم أمر الجميع بنسيانها و عدم التحدث عنها مجددا 
يعلم أن جده قاسې القلب بل أحيانا يشك انه 
لديه حجرا مكان قلبه لكن لم يتوقع انه 
سيكون لهذه الدرجة كيف ترك إبنته وحيدة 
كل هذه السنوات و مريضة لا تمتلك ثمن 
الدواء يعلم انها أخطأت خطأ كبيرا عندما عارضت 
قراره و هربت مع رجل آخر و يحق له معاقبتها 
لكن ليس بتركها ټموت دون إهتمام كان يستطيع معاقبتها بعدة طرق لكن ليس بهذه البشاعة حكم عليها بالمۏت و امر عائلتها بنسيانها و هي مازالت على قيد الحياة في تلك اللحظة كم تمنى أن يعود به الزمن 
إلى الوراء قليلا ماكان عليه أن يصدقه ماكان 
عليه أن يترك حكاية عمته دون أن يتأكد 
بنفسه منها 
مسح وجهه بتعب و رأسه يكاد ان ينفجر 
من التفكير ليهتف بصوت خاڤت و هو يكاد 
يعض اصابعه ندماإزاي حاجة زي دي تفوتني 
إزاي 
إلتفت من جديد نحو الصغيرة ليبتسم متوقفا 
عن جلد ذاته عندما رآها نائمة في مكانها تسند 
رأسها على ذراعها التي وضعتها على يد الكرسي 
وقف من مكانه ليسير نحوها و عيناه تتفرسان
وجهها البريئ و ملامحها الهادئة بحنان غريب 
جلس على ركبتيه أمامها ليزيح خصلة شاردة 
وقعت على عيناها وخدها أمسكها بين اصابعه
ليضعها وراء أذنها قبل أن يقترب منها ليطبع 
قبلة رقيقة على جبينها و قد اقسم في داخله 
أنه سيعوضها على
كل ما عانته طوال حياتها 
و سيحميها من الدنيا و من عائلته و سيقف أمام الجميع و أولهم جده 
وقف من مكانه ليعدل ثيابه بعد أن سمع طرقات 
الباب ليأمر الطارق بالدخول 
نجلاء و هي تخفض رأسها ناظرة للارضيةالسكرتيرة الغدا وصل حضرتك تحب سيف مقاطعا
 



وزعيه على الموظفين 
انا خارج دلوقتي لو في اي حاجة مستعجلة
خلي جاسر يكلمني 
أومات له بطاعة و هي تغلق الباب وراءها 
إلتفت لسيلين ليجدها قد إستيقظت تفرك 
يديها بتوتر جلس بجانبها قائلا بنبرة لينة 
خلينا نروح نتغدا دلوقتي و بعدين تنامي عشان شكلك تعبانة من السفر و بكرة حنسافر عند طنط هدى 
إتسعت عيناها بدهشة و هي تنظر له لتتأكد 
من جدية حديثه قائلة بابتسامة سعيدة 
يعني إنت صدقتي انا مش بكذب 
قهقه عاليا على حديثها قبل أن يجيبها 
بصعوبة ايوا صدقتك يلا خلينا نمشي 
أخذ حقيبة يدها بينما أحاط كتفيها بيده 
الأخرى مما جعل جسدها يتصلب لتحاول 
الإبتعاد عنه فهم ما يدور بخلدها ليوقفها في مكانها أمامه
مقابلة له أزاح يده من على كتفها ثم رفع ذقنها ببطئ يتفرس وجهها المحمر و عيناها 
المرتبكتان و هي تحاول النظر لأي مكان إلا وجهه
تحدث بجدية و هو يكاد يلتهم ملامحها الفاتنةالتي أسرته من أول لحظة عاوز أقلك حاجة 
مهمة حاولي تفهميها كويس رجوعك لمصر 
مش حيكون سهل أبدا حياتك كلها حتتقلب
مرة واحدة عشان كده لازم تتعودي من دلوقتي انا مش بخۏفك بالعكس انا بقلك كده عشان تكوني
جاهزة لأي حاجة و انا حكون معاكي و مش 
حسيبك أبدا إنت أمانة طنط هدى من قبل ما تتولدي 
رفعت عيناها ترمقه بنظرات حائرة ليبتسم سيف 
مكملا حييجي الوقت المناسب عشان تفهمي فيه
كل حاجة على فكرة انا معنديش اخوات عشان كده حعتبرك أختي الصغيرة إتفقنا 
نطق بكل هدوء و نعومة لتهز رأسها بموافقة 
إبتسم و هو يحيط كتفيها بذراعه من جديد 
يحثها على السير بحانبه و لا تسأل في تلك اللحظة 
عن حالة سيلين حرفيا كانت في عالم آخر 
لم تستطع السيطرة عن إرتجاف جسدها 
بسبب ملامسته لها و عطره الجذاب تغلغل 
داخل حواسها و شيئ ما بداخلها يطلب 
منها أن تثق به و إن تتبع قلبها قلبها الذي 
رفع راية الاستسلام أمام هذا الوسيم الاسمر الذي لم تتذكر لحد الان أين رأته من قبل فتح سيف باب المكتب ليجد أمامه كلاوس 
ينتظره و الذي إستطاع ببراعة إخفاء دهشته لتلك الصغيرة التي كان يحتضنها رئيسه عكس ناديا و نجلاء اللواتي تصنمتا في مكانهما 
و كأن الزمن توقف بهما و هما يتأملان هذا المشهد 
النادر أمامهما سيف عزالدين لأول مرة في حياته
يحتضن في حياته إمرأة في العلن و ليست اي 
إمرأة بل فتاة شبيهة بالباربي كما أسمتها ناديا السكرتيرة 
فتح كلاوس باب المصعد ليدلف سيف و هو مازال
محاوطا لكتفي سيلين بتملك يرفض تركها و لو 
للحظة رغم شعوره بانزعاجها لحظات قليلة 
و فتح باب المصعد من جديد لكن هذه المرة
وجدت نفسها في كاراج كبير خاص بالشركة مليئ بالسيارات 
قادها نحو سيارته الفاخرة ال royce 
لم تخف عنه عيناها اللتين لمعتا باعجاب 
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة 
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض 
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة 
من الناس و هم فاحشوا الثراء 
توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار 
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس 
بأن سيتولى القيادة بنفسه 
أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق 
ساقيها قبل أن ينتقل للجهة الأخرى 
ليركب مكان السائق بدأ في القيادة و سرب 
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه 
ليتبعه نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق 
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا 
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي انا عادة 
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك هناك دلوقتي 
سيلين بارتباك ليهسيف بتفسير عشان
مش حابب اقعد 
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي 
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا النهاردة حترتاحي عشان بكرة 
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع 
داه أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها 
هي اصلا لم تكن تريد المجيئ إلى هنا أو التعرف 
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا 
بقراره بل شعرت بالراحة فلماذا تشغل نفسها بمعرفة أشخاص لا تريد معرفتهم من الأساس 
و كأنه قرأ أفكارها ليقول على فكرة داه أحسن 
ليكي إنت كمان عشان تريحي دماغك من الدوشة كانت تلك آخر كلمة يقولها بقية الطريق ليعم 
الصمت السيارة بعد دقائق كثيرة توقفت 
السيارة أمام فيلا فخمة بطراز عصري باللونين 
الأبيض و يتخللها بعض الرمادي من الأعلى تحيط
بها حديقة شاسعة تسر الناظر 
نزلت سيلين بعد أن فتح لها سيف الباب لتبتسم بخجل و هو يمسك يدها الرقيقة بين كفه ليسير 
بها إلى الداخل صعدا عدة درجات قبل أن يدلفا
الفيلا و ينادي على إحدى العاملات التي حضرت 
أمامه بسرعة اوامرك يا سيف باشا 
نظر نحو سيلين ليسألها تحبي تاكلي إيهأجابته بارتباك و خجل عادي أي حاجة سيف بتفكير طيب زينات لو سمحتي 
حضري أكل خفيف بسرعة عشان جعان 
جدا و لو مفيش خلي كلاوس يطلب لينا 
سمك من مطعم 
زينات بطاعة حاضر يا باشا دقائق و الأكل يكون جاهز 
أكملت كلامها ثم غادرت 
سيف أصلي مش باجي هنا كثير عشان كده 
مش عارف إذا كان

طبخوا سمك النهاردة او لا 
طنط هدى زمان كانت بتحب السمك اوي 
ففكرت إنك زيها 
سيلين بابتسامة صح مامي بيحب سمك جدا 
سيف بحماس و كأنه عاد طفلا صغيرا تمام 
دلوقتي تذوقي و قوليلي سمك ألمانيا أحلى 
و إلا سمك مصر 
سار بها نحو الداخل لتتأمل سيلين الفيلا 
بانبهار كانت فخمة جدا رغم أنها لاحظت 
أنها ذات تصميم رجالي من خلال الأثاث 
و الديكور
صعد بها الدرج ثم فتح باب غرفة في أول الرواق
ليحثها على الدخول 
لم تستطع إخفاء إعجابها من جمال الغرفة فهي
في حياتها كاملة لم تدخل مكانا بمثل هذه الفخامة
من قبل كانت الغرفة بناتية لديكور ابيض و بنفسجي 
مع أحمر حقا مزيج رائع و مريح للعين 
إبتسم سيف للمرة العشرون هذا اليوم و هو يتأمل
وجهها بتمعن و كأنه لازال غير مصدق لوجودها حتى الآن قائلا بحنو أتمنى الأوضة تعجبك دي
حتكون بتاعتك من النهاردة بس للاسف الدولاب
فاضي دقائق و حبعثلك شنطتك عشان تغيري
هدومك و اوعدك لما نرجع من ألمانيا حملالك الدولاب
هدوم على ذوقك 
حركت رأسها بالايجاب دون أن تجادله فهي
حقا آخر ما تريده حاليا التحدث خاصة
بعد رؤية السرير فهي حاليا لاتريد سوى الاستلقاء 
عليه و النوم لمدة سنة من شدة تعبها 
سيف و هو يغلق الباب وراءهاغيري هدومك و إنزلي
بسرعة مشت سيلين نحو السرير لتجلس عليه و هي مازالت 
تتأمل الغرفة حتى دق الباب لتدخل الخادمة و معها
حقيبتها وضعتها بجانبها قائلة تأمري بحاجة 
ثانية يا هانم سيلين و هي تنظر نحوها باستغراب انا مش 
إسمي هاني إسمي سيلين 
كتمت الخادمة ضحكتها خوفا من ڠضبها 
فهي مازالت لاتعرفها و لا تعرف طبيعة شخصيتها
لتومئ لها بالايجاب و تغادر الغرفة رواية بقلمي ياسمين عزيز أخذت سيلين شاور سريع و جففت شعرها ثم غيرت ملابسها لفستان صوفي قصير باللون الأزرق الداكن و إرتدت معه حذاء أبيض مسطح 
ثم نزلت للأسفل وجدت خادمة أخرى تنتظرها 
في أسفل الدرج لتخبرها ان سيف ينتظرها على طاولة الطعام 
قادتها نحو غرفة واسعة لتجده يجلس على 
طاولة كبيرة تكفى لعشرون شخصا ما إن رآها 
حتى وقف من مكانه يتأملها باعجاب إستطاع 
إخفاءه
ببراعة ليقول تعالي اقعدي انا خليتهم 
يجيبوا كذا نوع من السمك 
بعدها جلسا يأكلان بهدوء حتى أنهت طعامها 
لكن سيف في كل مرة يصر على أن تأكل المزيد 
حتى شعرت بالتخمة خلاص مش قادر ياكل اكثر من كده تحدثت بأعتراض و هي تضع كفها على ثغرها 
سيف بضحك و هو يقرب كوب العصير من 
شفتيها خلاص إشربي العصير داه و إطلعي عشان تنامي 
إرتشفت قليلا ثم دفعت الكأس بيدها قائلة بمزاح حاضر يا بابي 
سيف خلاص إتفقنا انا بابي و إنت بنتي الصغيرة 
عشان كده لازم تسمعي كلامي 
سيلين حاضر بس مش في الأكل بليز 
سيف بضحك و هو ينادي الخادمة حتى أتت
زينات خذي الهانم لأوضتها 
صعدت الدرج بسرعة ثم دخلت غرفتها لترتمي 
على الفراش بعد أن نزعت حذاءها لتغط في نوم عميق 
أما سيف فقد دخل مكتبه لينهي بعض الأعمال 
المتعلقة به قبل موعد السفر 
في قصر صالح عزالدين 
إنتهت أروى من تغيير ملابس الصغيرة و تسريح 
شعرها القصير الناعم ثم قبلتها ووضعتها على 
السجادة حتى تستطيع اللعب بحرية لتدخل 
هي إلى الحمام 
نظرت لجين حولها لتجد نفسها وحيدة 
في الغرفة رمت لعبتها من يدها ثم خرجت من 
الغرفة لتتجه نحو غرفة والدها 
حاولت الوصول لمقبض الباب لكنها لم تستطع
لقصر قامتها فجأة فتح الباب ليظهر من وراءه 
فريد إبتسم عندما وجد صغيرته وراء الباب 
ليحملها و يدخل بها للداخل 
قبلها بقوة و هو يدغدغها لتتعالي ضحكاتها
المرحة فريد مممم إيه الخدود الطعمة دي انا حاكلها
كلها دلوقتي اصلا داه وقت الغدا 
وضعت الصغيرة يديها على خديها المكتنزتين
رافضة ان يأكلهما و هي تصرخ بمرح دو بتو
مامي دول بتوع مامي 
فريد بمزاحطيب إديني انا داه عض خدها الأيمن
و أشار للثاني و داه خليه لمامي 
حركت لجين رأسها برفض و هي تنبس ببراءة لا 
خدو مامي خدود مامي 
مثل فريد الحزن ليقوس شفتيه متمتما بخفوت 
إنت بتحبي مامي أكثر مني بقى 
أجابته الصغيرة و هي تفتح ذراعيها بحب مامي أوى أوي أوي 
بحب ماما أروى اوي أوي 
فريد و هو يخفي إنزعاجه طب و أنا 
الطفلة ببراءة يا يا يا مامي أوى 
نفخ فريد بضيق ثم إستقام تاركا الصغيرة
ممدة فوق الأريكة سار نحو احد الرفوف ليفتحه
و يخرج علبة سجائره ليدخنها بانزعاج ثم عاد 
و جلس بجانب لجين نظر إليها قائلا يعني 
حبيتيها في أربعة أيام 
لم تفهمه الصغيرة و ظلت تلعب بأطراف فستانها 
حتى طرق باب الجناح فتحه فريد ليتفاجئ
بأروى تدخل بدون إستئذان تبحث عن لجين 
هاتفة هي لوجي مجاتش هنا 
أنهت جملتها لتهرول الصغيرة نحوها إنحنت أروى 
لتحملها و تقبل عنقها قائلة بلوم كده يا لوجي 
سبتك خمس دقائق عشان أستحمى اطلع 
ملاقيكيش على الاقل كنتي قلتيلي 
إستند فريد على باب الغرفة يتأملها باعجاب 
واضح بدءا من شعرها الأشقر المبلل و قطرات الماء
تتساقط على رقبتها ثم تختفي تحت برنس
الحمام الذي كانت ترتديه و كم وجد 
صعوبة في التفريق بين بشرتها الوردية 
و لونه المماثل لها 
خفض بصره نحو أقدامها الوردية الصغيرة التي 
ذكرته بقدمي صغيرته لجين نفث دخان 
سيجارته بضيق و هو يطرد تلك الأفكار من
مخيلته ليجدها تحمل الصغيرة متجهة نحوه تريد الخروج 
وقف أمامه بعد أن تحولت نظراته المعجبة 
إلى أخرى مستهزءة خاصة بعد أن تذكر كلام
طفلته منذ قليل البنت متعلقة بيكي اوي 
برافو شاطرة في شغلك عشان كده حديكي 
مرتبك مسبقا قبل نهاية الشهر 
صرت أروى أسنانها پغضب مكبوت لتتشبث 
بالصغيرة التي كانت تحملها و كأنها مصدر حمايتها
اومأت له بالايجاب دون أن تتكلم و هي تتسمر في 
مكانها أمامه تنتظره حتى يبتعد عن الباب 
رفعت عيناها نحوه لتجده يمد لها ببطاقة 
بنكية و هو يقول بغرور خدي الكارت دي 
فيها مرتب سنة سحب نفسا من سيجارته
ثم نفثه على وجهها مكملا باستهزاء داه 
طبعا لو فضلتي هنا 
حركت
يدها أمامها لتزيح عنها الدخان و هي تجيبه 
بحدة مينفعش تشرب سجاير لما تكون لجين 
في الاوضة دي لسه طفلة و داه خطړ عليها 
فريد بسخرية حتخافي على بنتي اكثر مني 
و إلا إنت نسيتي
 



نفسك متعيشيش الدور أحسنلك 
رفعت أروى رأسها بتحدي لتأخذ الكارت من 
يده و هي تجيبه لا عارفة إني هنا مجرد مربية 
و صحة لوجي من أولى اهتماماتي 
بهت فريد من جرأتها فهو لم يتعود عليها هكذا
لذلك أراد إھانتها عشان كده ضيعتيها من شوية
و جيتي هنا عشان تدوري عليها رغم إني نبهت
عليكي إنك معتبيش باب اوضتي 
أروى رغم شعورها بالإهانة من كلامه إلا أنها
قررت مواجهته انا دخلت آخذ شاور و سبت
لوجي تلعب مكنتش عارفة إنها حتطلع و بعدين
انا لما ملاقيتهاش عرفت إنها جات هنا عشان
هي متعودة تيجي لوحدها 
فريد و هو يطفئ سېجاره بس داه إهمال منك هي كان ممكن تنزل السلم وحدها و توقع 
أروى و هي تشدد من إحتضانها بعد الشړ ربنا
ستر المرة دي بس انا حبقى اقفل باب الأوضة
بعد كدة و دلوقتي انا حنزل عشان اغديها اكيد
جاعت فريد بسخرية حنشوف بس ثاني مرة
لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني 
تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إھانتها و يحاول بكل جهده
خلق سبب حتى يذلها لكنها قررت أنها لن تترك
له الفرصة حتى يحقق غرضه لذلك فضلت
الصمت ليس خوفا منه رغم أنها في الحقيقة
يرتعش جسدها كلما رأته أمامها 
إستاذنت منه مرة أخرى ثم توجهت نحو
غرفة الصغيرة و التي أصبحت غرفتها منذ
اول ليلة لها هنا نشفت شعرها جيدا ثم
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين في العادة 
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب 
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط 
وقت الفطور و العشاء بالطبع سيف ليس ضمن 
القائمة فهو لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته سوى والدته 
جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست 
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد 
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر 
جميع الموجودين فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان 
في تلك الفيلا البعيدة عن العمران 
مسحت يارا دموعها پقهر للمرة العشرون في 
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب 
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار 
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا 
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى يعذبها بتنظيفها 
جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها 
المتعبتين و هي تتأوه پألم ربنا ينتقم منك 
يا وا يا حقېر بقى انا يارا عزمي بنت المستشار 
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك 
قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على 
أسنانها بقوة من شدة ڠضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها 
تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع 
لضحكاته المستهزءة و هو يقول سلامتك ياقطة
إيه تعبتي تؤ تؤ داه لسه وراكي شغل كثير 
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا 
لوحدك رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة 
ساخرةإنت اكيد بتهزر انا مش عاوزة 
اشوف وشك من النهاردة كفاية اللي إنت 
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل قدامك و يلا قومي عندك شغل كثير
في المطبخ يارا بنبرة لينة محاولة التخلص منه بجميع 
الطرق صالح لو سمحت كفاية انا و الله 
تعبت و مش قادرة استحمل اكثر من كده 
لو عاوز انا حعتذرلك
قدام الدنيا كلها بس كفاية إنتقا صالح بصړاخ و قد إحمرت عيناه من شدة 
الڠضب صالح بيه متنسيش نفسك يا 
ژبالة و آخر مرة تتجرئي و تتكلمي معايا 
بالشكل داه إنت هنا شغالة و انا صاحب البيت 
و دلوقتي غوري على المطبخ و إياكي 
ثاني مرة الاقيكي قاعدة و مهملة شغلك إختفى فجأة مثلما ظهر لتقف يارا من مكانها 
و هي تنظر في أثره و عقلها لايكف عن البحث 
عن طريقة للتخلص من هذه المصېبة التي 
قلبت حياتها

و سلبتها الراحة و الأمان 
مساء في فيلا سيف 
نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت تزين
معصم يده ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء حسنا لازال الوقت 
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى 
يتسنى له رؤيتها 
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه 
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات 
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي 
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها سيلين يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت 
ستة كفاية نوم بقالك أربع ساعات نايمة في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب 
دون أن تفتح عينيها كانت تستمع بأصوات 
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا 
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف 
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد 
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ إنت كويسة يا هانم 
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير 
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها انا إسمي 
سيلين و ايوا انا كويس 
زينات أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز 
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة 
بينادي عليكي من برا عشان تصحى 
سيلين و هي تعدل ملابسها خليه يدخل 
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون 
أن يستمع لكلامها جلس على حافة السرير 
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
إنت كويسة وشك أحمر أجيبلك الدكتورة 
ضحكت سيلين و هي تضع يدها على كفه لتزيحها 
بلطف قائلةانا كويسة إهدي 
سيف و هو يتنفس الصعداءكنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي 
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش 
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني 
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك 
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها لا 
انا كويس و الله اغمضت عيناها بخجل 
قبل أن تكمل انا نوم بتاعي ثقيل 
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده 
برقة ثم وقف من مكانه قائلا طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى 
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه 
حاضر 
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده يقف أسفل 
الدرج يتحدث في الهاتف وقفت مكانها لتستند 
على حافة الدرابزين لتتأمله 
كان في غاية الوسامة 
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على 
نصفه العلوي بشړة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل 
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس 
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآن كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها 
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا 
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر 
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
سرحانة في إيه قوليلي 
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه و لا حاجة
كنت بفكر في مامي 
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن
طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا انا و إنت و هي و ماما 
سيلين بطفولية إنت عندك مامي 
سيف بضحك انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه 
سيلين بعبوس بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية 
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة 
توقف بصعوبة قائلا لا هي بتقلك يا هانم
بالميم مش هاني لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك 
سيلين بجهل مش فاهم 
سيف باللغة الألمانية أقصد انها تعمل هنا و من 
واجبها إحترام أصحاب المنزل و لذلك تناديكي
هانم فهمتي 
اومأت له و هي تتمتم بتفكير يعني إنت 
كمان تناديكي هانم 
سيف ضاحكا يا نهار اسود داه إنت المصري 
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر إنت 
بهدلتي الدنيا لا إنت تناديكي هانم عشان 
آنسة حلوة و قمر بس انا راجل فهي تناديني 
باشا 
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت 
يا باشا 
حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف 
قائلا يا روح قلب الباشا إنت يلا خلينا نقوم 
عشان العشا جهز من بدري 
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه 
و يضحك بخفوت لا يعلم مالذي حصل له هذا 
اليوم حتى يصبح بهذه الحالة الغريبة 
لا يريد أن يفكر في أي شيئ سوى أن وجودها 
بجانبه هذا اليوم جعل يومه مختلف جدا جدا 
يتبع
الفصل السادس 
صعدت سيلين درج الطائرة بخطوات بطيئة
و هي تلتفت يمينا و يسارا و عيناها اللامعتان
تكشفان حليا إنبهارها بما تراه حولها كانت حرفيا
كطفلة صغيرة دخلت لمتجر حلوى تراها لأول مرة 
منذ أن وطئت قدماها ارض مصر و هذا السيف
لايكف عن مفاجأتها افاقت على صوته يناديها بقلق 
سيلين مالك في حاجة
حركت رأسها بنفي و هي تتحرك للداخل
لكنه اوقفها ممسكا بيديها قائلا بعتاب مش قلتلك
من شوية بلاش حركاتك دي بتقلقيني عليكي ليه
ها سيلين بخجل منه فهو لا ينفك يعاملها برقة شديدة و كأنها مصنوعة من الزجاج اصلي بيشوف الحاجات دي اول مرة انا اول مرة في حياتي اركب طيارة خاصة
و سيف مقاطعا ششش إنت تنسى حياتك اللي 
فاتت كلها عارفة ليه 
سيلين بحيرة لا 
سيف بنظرات عاشقة حنونة و هو يحيط وجها الفاتن بكفيه عشان حياتك 
إبتدت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي 
جذبها للداخل ليجلسها على كرسي الطائرة
ثم إنحنى ليربط لها حزام الأمان مش عارفة إسمه
بالعربية 
حركت رأسها بموافقة و دون إهتمام بما يقوله
لم تكن تهتم سوى لوالدتها يكفي انه هو من
سينقذ حياة اهم شخص لديها و هذا ما يجب
أن تركز عليه 
سيف و هو يلاحظ شرودها حجيبلك
عصير برتقان عشان إنت مفطرتيش كويس
الصبح 
إتسعت عيناها پصدمة و هي تنظر له قبل أن 
تجيبه بتذمر لا مش عاوز ياكل حاجة تاني إنت خليتيني ياكل كثير الصبح و إمبارح كمان 
انا ياكل داه في أسبوع 
قهقه سيف على شكلها الظريف و هي تضم 
شفتيها الورديتين بعبوس لم يدري كيف إستطاع 
حرك راسه لينفي تلك الافكار المستحيلة حسب رأيه فهي في الاخير لاتزال إبنة عمة الصغيرة و التي بمثابة أمانة عنده 
جلس في مكانه بجانبها و هو يتأملها بافتتان 
ليعود بذاكرته إلى الوراء و تحديدا قبل سنوات 
طويلة كان صغيرا وقتها لم يتجاوز عمره العشر سنوات كانت عمته هدى الوحيدة التي تعتني 
به مع والدته كانت تحبه كثيرا حتى أنها وعدته
في إحدى المرات أنها ستزوجه من إبنتها إذا 
تزوجت كان سعيدا جدا بذلك الوعد رغم أنه كان يعلم أنها كانت تمزح معه فقط إلا أن ألاعيب 
القدر عجيبة و هاهي إبنتها معه الآن إبتسم 
بخفة و هو يدير راسه لها ليسألها سيلين 
هو إنت معندكيش أخوات 
نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته 
من سؤاله هذا كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم
 



قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا 
زفر سيف بضيق من نظراتها الوقحة
التي كانت تخترقه قبل أن يشير لها بالانصراف
كم يكره النساء امثالها اللواتي يحدقن في الرجال
دون خجل أو حياء يحاولن بكل أسلحتهن
الرخيصة جذب إنتباهم و لا يترددن في بيع
اجسادهن مقابل حفنة من النقود 
أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر امامها
تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه 
في عينيها اللامعتين أسند رأسه على ذراع 
الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته هل صغيرته الجميلة تشبه
أولئك النساء هل قبلت في يوم ما أن تبيع
جسدها مقابل المال بسبب ظروفهم الصعبة 
التي كانت تعيشها مع والدتها
كيف عاشت حياتها في بلد منفتح كألمانيا
هل كانت تتبع اسلوب حياتهم هل كان لديها
صديقات ربما كان لديها أصدقاء اولاد أيضا 
الشباب في البلدان الغربية يفعلون كلما يحلو
لهم دون قيود من الأهل او الدين 
لا يهتمون سوى بمتعتهم يجربون كل شيئ
يرونه جديد كالخمر و المخډرات و يذهبون
للحفلات في الملاهي يمارسون ال في سن
مبكرة جدا من النادر اصلا ان تجد فتاة في 
سن الثامنة عشر تحتفظ بعذريتها 
راسه يكاد ينفجر و هو يتخيل أن ذلك حصل
معها قبض پعنف على ذراع الكرسي يكاد
يقتلعه من مكانه محاولا السيطرة على شيطانه
الذي ېهدد بالخروج و
ټدمير كل شيئ في تلك
اللحظة طبعا لا تستغربوا فوراء ذلك الوجه
الوسيم الهادئ يختبئ وحش مرعب ينتظر
إشارة صاحبه ليخرج و هذا ما لا يعرفه الكثير 
عنه 
هب من مكانه ليتجه نحو الداخل فتح باب الحمام 
ليقف أمام المرآة محدقا بانعكاس وجهه الذي 
إحمر بشدة من الڠضب 
نفخ الهواء عدة مرات ليحاول تهدأة
نفسه لايدري مالذي حصل له حتى ينقلب حاله 
هكذا من مجرد فرضيات لا وجود لها سوى
في عقله لكن ماذا لو كان ما فكر فيه صحيحا
فهي في الاخير ليست سوى فتاة صغيرة 
و تعيش في مجتمع منحل أخلاقيا ليس من 
المستبعد ان تكون فعلت أشياء كثيرة 
عندما كانت في المدرسة ربما قلدت صديقاتها
او ربما كانت بحاجة للنقود خاصة بعد رحيل 
والدها لكن هي كانت تعمل في ذلك المطعم
عندما رآها لأول مرة 
صړخ و هو يضرب زجاج المرآة ليتناثر 
أشلاء على الأرضية محدثا صوتا مزعجا
إلتفت للباب الذي فتح فجأة لتدخل تلك 
المضيفة و هي تشهق پخوف مزيف لتمسك
يده التي كانت ټنزف بغزارة رفعتها بين 
يديها بحرص هامسة بغنج مقزز سيف باشا 
إيدك پتنزف 
تكلم بصوت هادئ مرعب اشبه بالمۏت أكثر
حاجة بكرهها في حياتي هي الناس الژبالة اللي 
زيك 
حركت المضيفة رأسها پعنف محاولة التخلص 
من يده التي كانت تقبض على عنقها نظرات 
عينيه تخبرها أنه لن يتردد لحظة في إزهاق
روحها و رميها من نافذة الطائرة 
تلوت و هي ټضرب يده بيدها و ساقيها 
تتحركان في الهواء بعشوائية تريد فقط 
تخلص نفسها من هذا الۏحش الوسيم 
لعنت نفسها مرارا و تكرارا في تلك اللحظات 
القصيرة بسبب رهانها التافه مع زميلتها
التي أصرت أمامها أنها سوف توقعه بسهولة
في شباكها كما فعلت مع الكثيرين من قبله و قد
ظنت انها ستسطيع فعل ذلك بعد

أن رأت معاملته
لتلك الفتاة الصغيرة التي ترافقه تقصد سيلين 
المسكينة لم تكن تعلم أنه مختلف و انه لا يشبه 
اي أحد 
جحظت عيناها و تحول وجهها إلى اللون الأزرق بعد نفاذ الهواء ليرميها سيف على أرضية الحمام 
ثم فتح صنبور المياه ليغسل يديه ببرود غير 
مهتم بشظايا الزجاج التي إخترقت ظهر 
كفه ليهتف بنبرة جامدة محذرة مش عاوز 
ألمح خلقتك طول الرحلة لما نوصل لالمانيا
احسنلك تختفي عشان لو شفتك حقتلك 
تسحبت المسكينة بجسدها نحو الخارج و هي 
تسعل پعنف و تتنفس أكبر كمية من الهواء
ثم إستندت على الحائط تحاول الوقوف بينما
يدها الأخرى كانت تمسد بها رقبتها التي 
تجزم أنها لو بقيت تحت قبضته ثانية أخرى
كانت ستنكسر 
اما في الداخل إنتهى سيف من تضميد 
يده و هو يجاهد لرسم إبتسامة على شفتيه 
قبل أن يخرج 
عاد ليجد سيلين تتكئ برأسها على ظهر
المقعد و تغلق عينيها يبدو أن نامت فهي
في الصباح إستيقظت بصعوبة 
إتجه نحوها ليفتح حزام الأمان ثم حملها 
ليأخذها للغرفة المخصصة للنوم وضعها
على السرير ثم خلع حذائها و غطاها 
بغطاء خفيف بعدها تمدد بجانبها متكئا على
ذراعه 
امسك بإحدى خصلات شعرها ليلفها حول 
إصبعه ناظرا أمامه بشرود 
في قصر صالح عز الدين 
ركضت إنجي بسرعة و هي تنزل الدرج تريد 
الالتحاق بهشام الذي كان يقف أمام سيارته 
يتحدث في الهاتف 
وصلت إلى مكانه لتنحني قليلا تأخذ أنفاسها 
التي تسارعت بسبب ركضها رفعت رأسها 
لتجده انهى مكالمته إستدار ليفتح باب سيارته 
لكنه فوجئ بها تعترض طريقه لتضع يدها على 
يده 
هشام ببرود عندي عملية مستعجلة و مش 
فاضي 
إنجي انا مش حعطلك يا هشام هما خمس دقائق
و بس مش أكثر 
هشام بنفاذ صبر عاوزة إيه يا إنجي خلصي 
ورايا شغل 
إنجي و هي تفرك يديها بتوترعاوزة أعرف
إنت ليه متغير معايا مبقتش بتكلمني زي زمان 
و لا حتى بتوصلني الجامعة 
هشام و هو يرفع حاجبيه قائلا بسخرية ليه سواق
الهانم و انا معرفش إنجي إبعدي من قدامي 
بلاش دلع 
طأطأت إنجي رأسها و هي ترمقه بنظرات 
حزينة بعينيها البريئتين متعمدة
لتشعره بالشفقة عليها فهي 
دائما ما تتبع ذلك الأسلوب معه حتى يخضع 
لما تريده على العموم انا آسفة لو أزعجتك 
اوعدك مش حتسمع صوتي من النهاردة 
تحركت من أمامه و هي تمسح عينيها من 
الدموع التي لم تكن موجودة ليزفر هشام 
پغضب و قلة حيلة قلبه الخائڼ الذي يعشقها لا يستطيع التفريط فيها مهما فعلت رغم انه عاقبها لمدة
كافية فهو منذ ذلك اليوم الذي رآها فيه تقف 
مع أصدقائها و شاهد ذلك الشاب الذي كان يتلمس 
شعرها بحرية لم يكلمها بل إكتفى بتجاهلها 
و هذا كان أكبر عقاپ لها 
أمسك ذراعها پعنف و هو يديرها نحوه لېصرخ
پغضب بقلك إيه بلاش الحركات دي إنت عارفة
إني بعديها بمزاجي لكن المرة دي مش حقدر 
اسامحك اللي إنت عملتيه غلط كبير إنت إزاي
تسيبي حد غريب ېلمس شعرك انا لسه مش مصدق 
لو كان حد حكالي مكنتش حصدقه لكن للأسف 
شفتك بعيني 
إنجي بصوت خاڤت داه علي زميلي و و الله 
كانت خطيبته واقفة معانا قالها تغير لون شعرها 
زي لون شعري 
هشام و هو يزيد من ضغطه على ذراعها و كأنه 
يفرغ غضبه فيها يا سلام يعني عشان زميلك مسموحله ېلمس شعرك عادي ها لا و كمان 
عاجبه لون شعرك و إيه كمان عملتي إيه كمان 
أكيد في حاجات انا مشفتهاش 
هزها پعنف ليتمايل جسدها حتى كادت تقع 
لكنه كان يمسكها بقوة و هو مازال ېصرخ 
ما تجاوبي يا آنسة يا محترمة عاملالي فيها 
اوبن مايندد و فري و قرف ياخسارة يا إنجي
يا خسارة مكنتش فاكر إن بنت عمي الصغيرة
اللي تربت على إيدي تطلع كده 
دفعها لتترنح لكنه تمالكت نفسها و هي تنظر 
له بحزن حقيقي هذه المرة 
لم تستطع حتى 
إجابته فما فعلته خطأ و حتى لو كان زميلها 
ذلك لا يعطي له الحق بلمسها حتى دون قصد 
شعرت بغصة في حلقها و هي تشاهد نظراته 
المشمئزة التي كان يرمقها بها كان سيسامحها 
لكنها كعادتها عنيدة غبية فهي لحد الان لا تزال
ترفض الاعتراف بخطئها لا بل أيضا تختلق 
الأعذار حتى تبرر ما فعلته لذلك إضطر ان يقسو 
عليها رغم انه كان ېتمزق بداخله على حزنها 
لأول مرة يعاملها هكذا لطالما كانت أميرته
المدللة التي لا يرفض لها طلبا حتى أن ندى 
شقيقته تغار منها و دائما تتذمر منها و تتهمها
أنها أخذت مكانها 
راقبته و هو يتحرك بسيارته بعيدا نحو بوابة القصر 
لتجهش بالبكاء بصوت عال و هي تخفي وجهها بيديها 
في المقر الرئيسي لشركات عز الدين قروب 
رن هاتف آدم بنغمته المميزة التي كان يضعها 
خصيصا لذلك الجاسوس الذي دسه في فيلا 
سيف حتى ينقل له جميع أخباره 
فتح سماعة الهاتف يستمع لكلمات مخاطبه بتركيز دون أن يتكلم فهو كان حريصا جدا حتى لا يسمعه اي 
شخص في الشركة انهى المكالمة التي دامت 
لعدة دقائق و هو يبتسم بشړ متمتما داخله بقى 
كده سيف عزالدين الملقب بالشبح معاه بنت 
في فيلته دي حتكون ڤضيحة الموسم 
قهقه عاليا قبل أن يكمل و الله يستاهل مش 
عاملي فيها شيخ جامع قدام الناس انا بقى 
حخلي فضيحته بجلاجل و حخلي صورته 
تتشوه قدام الصحافة الإعلام خليهم يعرفوه
على حقيقته بس انا لازم أملي إيدي و اتأكد من 
الخبر داه 
همس و هو ينظر بغل لإسمه المكتوب على مقدمة مكتبه آدم عزالدين نائب رئيس مجلس الإدارة
كل حاجة حتتغير قريب جدا حتنتهي 
ياسيف و حبقى انا رئيس مجلس الإدارة 
و كل شركات و املاك جدي حتبقى ليا انا 
لوحدي 
إستند بجسده على كرسيه الدوار و هو يفكر 
في تلك المعلومات التي وصلته منذ قليل عازما
بكل جهده على التخلص من غريمه بكل الطرق
حتى لو اضطر لقټله 
لطالما كان هو سيف من ألد الأعداء او بالاصح 
هو من يعتبره عدوه و منافسه على كرسي 
رئاسة مجلس الإدارة التي منحها
له جده و ذلك
لذكائه و قدرته الكبيرة في تسيير أمور العمل 
و حل المشاكل التي تواجههم بكل سهولة 
بفضل ذكائه الفريد من نوعه و هذا ماجعل 
آدم يكرهه فهو يرى نفسه الأحق بذلك الكرسي 
خاصة و انه درس إدارة الأعمال في أرقى جامعات 
لندن بينما سيف درس المحاماة 
بعد ساعتين إستيقظت سيلين لتجد نفسها 
في غرفة غريبة ثواني حتى تذكرت انها كانت تجلس 
على كرسي الطائرة ازاحت الغطاء من فوقها 
لتقف من الفراش و هي تعدل شعرها و ثيابها 
قبل أن تخرج تفاجأت لأنها وجدت نفسها 
مازالت داخل الطائرة لتتوجه مباشرة نحو
المضيفة تسألها عن الحمام لتغسل وجهها 
بعد دقائق من البحث وصلت حيث كان يجلس 
سيف يتحدث مع كلاوس الذي إستأذن حالما 
رآها 
إبتسمت بمرح قائلة مش عطلتك عن الشغل 
إبتسم بدوره لها كعادته كلما يرى وجهها الطفولي
ليمسك يدها و يقف من مكانه و يجلسها عليه 
ثم جلس على الكرسي المجاور لمقعدها بعد أن
أشار المضيفة أن تجلب لهما الطعام الذي حدده 
لها منذ قليل لكنه كان فقط ينتظر سيلين ان 
تستيقظ 
أجابها و هو مازال يحتفظ بابتسامته على 
وجهه لا إحنا خلصنا شغل لما كنتي نايمة 
بس تعالي هنا قوليلي إنت مبتشبعيش نوم
ياترى على طول كده و إلا بس اليومين دول
سيلين بخجل لا كنت يصحى بدري عشان 
يخلص شغل البيت عشان ماما مش يتعب 
و بعدين بيروح الشغل مش كان ينام كثير 
مش عارف ليه هنا بينام انا آسفة 
سيف و هو يمسد شعرها بحنان و لا يهمك 
إنت برنسس يعني تعملي اللي إنت عاوزاه براحتك 
انا طلبت الغداء كلي و بعدين لو عاوزة إرجعي 
نامي ثاني فاضل حوالي ساعتين و نوصل 
سيلين لا خلاص شبعت نوم مش عاوز انا 
بيفكر في مامي عامل إيه
سيف متقلقيش كل حاجة حتبقى كويسة 
إن شاء الله 
سيلين و قد بدأت عيناها تلمعان بالدموع يارب
انا مش عاوز اخسرها مش عندي حد ثاني غيرها 
سيف و هو يبعد يديه عنها ممثلا الحزن طب 
و أنا و إلا خلاص حتستغني عني لما طنط 
هدى تخف و تبقى كويسة
سيلين و هي ترمش بعيناها حتى لا تبكي 
مش فاهم يعني إيه تستتغغ الكلمة داه 
إنفجر ضاحكا بعد أن فقد السيطرة عن ملامح
وجهه الحزينة قائلا عارفة انا الضحك اللي 
ضحكته معاكي من ساعة ما جيتي مضحكتوش 
في حياتي كلها 
سيلين بتذمر يعني إنت بتضحك عشان بتسخرين مني انا
سيف و هو يقهقه حتى ادمعت عيناه
 



لا بجد مش
قادر الله يسامحك يا طنط هدى بوزتي لغة البنت
خالص دي إنجي حتفرح أوي لما تشوفك 
سيلين مين إنجي
سيف و هو يمسح عيناه من الدموع دي بنت
عمي لما نرجع حعرفك عليها هي و ندى 
جاءت المضيفة لتضع الطعام أمامهم لكنها كانت ترتعش پخوف من سيف بعد أن رأت ما فعله بزميلتها
التي تركتها مع الطبيبة التي جلبها سيف خصيصا 
لترافقهم في الرحلة 
راقبتها سيلين بتعجب هي تتوقع في كل لحظة
سقوط أحد الصحون من يديها المرتعشتين لتشفق
عليها قائلةسيبيهم انا حيكمل يحطهم 
همت لتقف من مكانها لكن سيف ضغط على 
كتفها ليجبرها على الجلوس قائلا بصوت صارم
لا طبعا داه شغلها هي 
سيلين و هي تهمس في اذنه بصوت خاڤت 
بليز دي باين عليها مريض ووشه أصفر 
سيف باستهزاء فهو يعلم لما هي خائڤة لا متقلقيش هي كويسة ما فيهاش حاجة 
في تلك الاثناء أنهت المضيفة عملها بتوتر بسبب نظرات سيف الحادة ليشير لها بالانصراف 
إلتفت لصغيرته التي كانت تعقد ذراعيها أمامها
پغضب ضحك رغما عنه و هو يداعب خدها 
باصبعه 
همهت برفض و هي تحرك رأسها بعيدا عنه 
مقطبة حاجبيها كطفلة صغيرة 
سيف ببراءة مزيفة في إيه بس مالك قلبتي كده فجأة 
سيلين عشان مش خليت البنت تروح ترتاح 
تنهد سيف و هو يتحرك في كرسيه
ليستوي 
في جلسته دون أن يجيبها حدق في الأطباق 
أمامه متجاهلا نظراتها المترقبة ليزيح الأغطية
عن الأطباق قائلا مممم ريحة الأكل تجنن 
خلينا ناكل و بعدين نتكلم 
أخذ الشوكة و السکين ليبدأ في وضع اصناف الطعام 
في طبقه ثم تقطيعه لقطع صغيرة كل ذلك 
و سيلين تراقبه إنتهى ليأخذ الصحن و يضعه
أمامها هاتفا يلا كلي عاوزك تخلصي الطبق
كله 
سيلين بدهشة انا مش بنت صغيرة على 
فكرة 
أجابها بصوت عادي دون أن ينظر لها

إنت بنوتي
أنا 
فكت ذراعيها لتبدأ في تناول طعامها دون أن 
تجيبه لاتريد مناقشته في أي امر الآن هي 
لا تزال لا تعرفه جيدا و لذلك يجب أن تسايره
حتى يساعدها في إنقاذ والدتها آخر ما تريده 
هو إغضابه عضت شفتيها بلوم لكنها مضطرة 
لفعل ذلك ستستغله لآخر لحظة حتى تحقق
هدفها حتى لو طلب حياتها في هذه اللحظة 
لن تتردد 
بقية الرحلة جلسوا في أماكنهم يتحدثون 
في مواضيع عشوائية إلى أن حطت الطائرة
في احد المطارات الخاصة ببرلين 
ثم إستقلوا سيارة كانت تنتظرهم في المطار 
ليتوجهوا نحو المستشفى وصلوا ليجدوا
إيريك مساعده و مدير اعماله في فرع الشركة
بالمانيا الذي اوصلهم نحو غرفة هدى الجديدة 
لم تكن سيلين تشعر بذراع سيف التي أحاطت 
كتفها و هو يسير بها نحو الغرفة المنشودة بجانبه
كان يسير إيريك بينما يتبعهم كلاوس و بعض
الحرس الآخرين بعضهم اتي معه من مصر و البعض 
الاخر من ألمانيا كانت تمشي بصعوبة و دقات قلبها 
تتعالى مع كل خطوة فقد أخبرها سيف عندما كانوا
في السيارة أن والدتها أجرت العملية ليلة البارحة 
و ذلك بأمر منه بعد أن تحدث مع الطاقم الطبي 
المسؤول عن صحتها حيث أكدوا له ضرورة 
خضوعها للعملية في أقرب وقت لذلك إنتهز فرصة 
أن سيلين بعيدة عنها حتى لا تقلق عليها 
أخبرها أيضا انه يتابع حالتها من الأطباء كل 
لحظة حيث انه أمر إيريك بدفع أضعاف تكاليف 
العملية حتى يهتموا بها جيدا 
وقفت أخيرا أمام جدار زجاجي بعرض الحائط
حيث ظهرت لها والدتها من بعيد نائمة على السرير 
الطبي و بعض الاسلاك موصلة بجسدها شهقت 
پألم و هي تضع يدها على فمها لتكتم بكاءها على 
حال والدتها المسكينة التي لم ترى في حياتها 
سوى الشقاء و البؤس ليحتضنها سيف مربتا 
على ظهرها و هو يهمس في اذنها بخفوتمينفعش
كده إنت لازم تكوني قوية علشانها لازم لما تصحى 
تلاقيكي قدامها فرحانة و مبسوطة عشان داه 
حيأثر على نفسيتها و يخليها تشفى بسرعة 
حركت رأسها بالموافقة و هي تبتعد عنه 
لتعود و تحدق بوالدتها و تمسح دموعها التي 
أبت أن تتوقف 
قاطعهم إيريك الذي ذهب منذ قليل حتى
يتحدث مع الأطباء عن حالتها مستر سيف
الطبيب يقول أنها لن تستيقظ قبل يوم غد 
ماذا تأمرون حضرتكم رواية بقلمي ياسمين عزيز
سيف و هو ينظر لسيلين نحن سنذهب 
الان و لكن اريد تقريرا مفضلا عن حالتها
كل نصف ساعة 
اومأ له الاخر بطاعة ليغادر سيف الذي كان
حرفيا يجر سيلين للخارج ڠصبا عنها 
دخلا للسيارة لتلتفت نحوه تنظر له بلوم 
حنفضل هناك نعمل إيه بس الدكاترة قالوا
إنها مش حتصحى النهاردة إيريك حيفضل هناك 
و اول ماتصحى وعد مني حرجعك هنا انا كمان 
عاوز اشوفها بس حنعمل إيه يلا إفردي وشك 
بقى مش بستحمل اشوفك زعلانة 
سيلين و هي تلتفت نحو نافذة السيارة 
مش زعلان بس كنت عاوز يشوفها 
سيف بحماس محاولا جعلها تخرج من دائرة حزنها و هو يدير وجهها ناحيته 
بكرة إن شاء الله حنشوفها سوى لما تفوق 
بس مينفعش نروحلها و إيدينا فاضية 
لازم ندور على هدية مناسبة مممم هي طنط هدى 
بتحب إيه اكثر حاجة 
سيلين بتحب الورد الأبيض أي نوع المهم 
يكون لونه ابيض 
سيف بس كده داه انا حملالها الأوضة ورد 
ابيض بس إيه رأيك نروح نعمل شوبينغ 
سيلين باللغة الألمانية لا انا يجب أن أذهب
لمكتب بيع العقارات لأبيع المنزل 
سيف باستفسار
ليه
سيلين لأدفع لك تكاليف العملية يجب أن
أعيد لك نقودك 
سيف رغم صډمته و ذهوله لا خلينا نأجل 
الكلام في الموضوع داه بعدين لما تصحى طنط هدى حنتكلم فيه دلوقتي حنروح محلات عارفاها
فغرت سيلين فاها بدهشة لطالما مرت من أمام
ذلك المبنى الفخم تكتفي بالنظر من الخارج 
لتلك الفساتين التي لا طالما حلمت بارتداء أحدها
لكنها كانت تعلم أن ذلك مستحيل فسعر اقل فستان
يساوي مرتبها لخمسة سنوات 
تحدثت بصوت متقطع إنت بتتكل مي جد
سيف بابتسامة أيوا انا فضيتلك المحل ساعتين
عشان تختاري براحتك 
سيلين بصړاخ ماذا هل تمزح معي إنت مچنون 
أنت لا لا تعلم سعر تلك الفساتين لالا اريد 
ليس لدي نقود إضافية لتسديد نقودك 
أمسك نفسه بصعوبة حتى لا يلكم وجهها 
الفاتن و يفسد تعابيره التي يعشقها و هو يضغط
على أسنانه بقوة من شدة غضبه لقد تجاهلها 
حديثها الأحمق منذ قليل عن بيع المنزل و إرجاع
نقوده و هاهي الآن تعيد نفس العبارة لكن بطريقة
أخرى إلتفت نحو النافذة ليبدأ تدريجيا في 
إستعادة هدوءه المسكينة لا تعلم أنه لن يرضى 
بغيرها تعويضا 
توقفت السيارة ليفتح السائق الباب من جهته 
وقف سيف ينتظر خروجها من نفس جهته و هو 
يغلق ازرار بدلته بينما أخذ الحرس أماكنهم 
يطوقون المحل و يأمنونه لتسهيل دخولهما 
قفزت سيلين عدة مرات في مكانها و هي تدور 
حولها لازالت لاتصدق انها الان بداخل ذلك 
المحل الشهير تلمست الفساتين بانبهار و هي 
تتمعن في تفاصيلها الخلابة قبل أن تنتقل 
لجهة الاحذية و الحقائب لتعود من جديد
نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات حنونة
كان يريد تعويضها بأي شكل عن حرمانها في 
الماضي شتم جده عدة مرات بداخله عما فعله
بها أي قلب يمتلكه ذلك الرجل حتى يرمي
حفيدته في هذا البلد البعيد و يحرمها من 
حقها في الحصول على ثروة تغنيها عن العمل
في تلك الوضائف البسيطة و التي بالكاد تسدد
فواتير أكلها و شربها 
تنهد پألم و شفقة على منظرها و هي سعيدة 
بسبب فستان تذكر إنجي و ندى اللتان كانتا
تطلبان فساتينهما من أشهر دور الازياء في باريس
فحفيدات صالح عزالدين لا يليق بهما سوى
الفخامة و الرقي باستثناء هذه المسكينة التي 
أمامه 
يتبع 
إقتباس للأحداث القادمة
كانت الفتيات يجلسن في حديقة القصر يتجاذبن أطراف الحديث 
تاففت سيلين بصوت عال من إلحاح إنجي و ندى 
عليها ان توافق على طلب زواجها من سيف بعد 
إصرار جدهم على ذلك لتتحدث بصوت عال قليلا 
سيب إيدي يا إنجي إنتي قابض على حرامي 
ندى بضحك أيوا حرامي خواجة بعيون ملونة 
رمقتها سيلين بسخرية و هي تجيبها بايخ 
على فكرا 
قامت الأخرى بحركة نفض الغبار الوهمي ن على كتفيها و هي تضع ساقها على الأخرى مردفة بغرور عارفة و داه سر تميزي أسندت ذقنها على يدها ثم تنهدت مضيفة بنبرة حالمة أحيييييه ياريت كان عندي
مز في حياتي و يديني الكريدت كارت بتاعته فيها مليون جنيه و يحلف عليا أصرفهم في يومين 
قاطعتها إنجي التي تمسكت اكثر بذراع سيلين عازمة على عدم تركها هذا اليوم حتى تقنعها بالموافقة
بنظرة حادة بعد ان فهمت 
مقصدها لكنها تصنعت عكس ذلك قصدك إيه 
يا ندى يا بنت طنط إلهام 
ندى و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها لا أصل 
و لا فصل ياختي كملي الشو بتاعك 
إنجي بملل مفيش فايدة فيكي ثم إلتفتت
لسيلين المهم قلتي إيه يا موزة خلاص نقول مبروك ها 
سيلين و هي تحاول جذب ذراعها من يدها 
إنت ليه مصر تقنعي انا بحاجة غلط سيف 
مش بيحب انا هو اكيد بيحب واحد ثاني 
إنجي بنفيمستحيل أبيه سيف مش كده
مش من النوع اللي يعمل علاقات في السر 
لو كان بيحب واحدة كان قلنا عليها و كان 
قدمها للعالم كله انا عمري ما شفته بيضحك 
غير بعد ماظهرتي في حياته على طول
بيبقى
بيبصلك عيونه مش بتفارقك ابدا و بيسأل 
عليكي طول النهار و بيهتم بيكي بطريقة مش 
طبيعية 
ندى و هي تقلد طريقة حديث سيلين لا سيف 
بيحب إنت مش عنده واحد ثاني في حياته 
داه مدلعك آخر دلع أيفون و شنط بملايين 
و فساتين ماركات و كريدت كارت بحساب مفتوح مممممه خمسة moi مش بحسدك طبعا و لا حاجة 
قاطعها هشام بضړبة على خفيفة على رأسها 
قائلا إنت همك في الحياة بس الفلوس 
ملكيش سيرة غيرها 
ندى بمزاح طبعا و هو في أحلى من الفلوس 
يا خوي 
جلس هشام بجانب شقيقته و قد لفت إنتباهه
يدي إنجي التي لازالت ممسكة بذراع سيلين 
ليهتف مالها دي
إنجي بتلعثم لا مفيش حاجة انا كنت 
بتكلم مع سيلين في موضوع شخصي 
حاجات بنات يعني 
ندى أيوا موضوع بنات إنت بتسأل ليه ثم إنت إيه 
اللي قعدك هنا معانا روح للمستشفى بتاعتك 
خيط مصارين و كلاوي هناك ياااع 
هشام و هو يصفعها على رقبتها من الخلف مصارين
و كلاوي يا متخلفة على العموم انا جيت عشان 
اديكي مصروفك مهانش عليا تقعدي متعاقبة
أسبوعين بس غيرت رأيي تستاهلي و حقول 
لماما تزودلك اسبوع كمان عشان تتربي يا ام لسان طويل يا أوزعة 
إنجي و هي تمثل أنها مصډومة أنا أوزعة 
هان عليك تقولهالي في وشي يا إبن ابويا كنت 
قلتلها من ورايا على الاقل انا محدش أهاني
كده قبل كده على رأي هاني رمزي 
أسكتتها ضړبة اخرى على رقبتها لتقفز من مكانها 
صاړخة بتذمر ماتخف إيدك ياعم داه قفايا على فكرة مش طبلة بلدي 
جذبها هشام لتجلس في مكانها قائلا بسخرية
تصدقي مخدتش بالي و انا قول إيدي بتوجعني
ليه
إنجي بصړاخ أوووف ما كفاية إنت و هي 
عاوزة اتكلم مع سولي كلمتين 
هشام و هو يهمس لشقيقته هي إيه الحكاية
ندى بوشوشة دي معلومات سرية حتكلفك 
كثير يا باشا 
هشام إنطقي و نتحاسب بعدين 
ندى لا ياعم ماتاكلش معايا الحوارات دي 
الدفع قبل الاستلام 
أخرج هشام بعض النقود ليعطيها لها قائلا 
خدي مش بتتشطري غير عليا أنا 
ندى بصوت عال و هي ترفع النقود حتى 
تراها إنجي أصل إنجي كانت بتقنع سيلين 
قاطعتها إنجي و هي ترمقها بنظرات محذرة 
ندى حبيبتي دي اسرار بنات مينفعش 
تحكيها 
ندى و هي تراقص حاجبيها لا داه هوشي 
يعني مش غريب أصل إنجي كانت بتقنع 
سولي إنها تتديني خمس الاف جنيه ما إنت 
عارف إني محرومة من مصروفي أسبوعين 
و إنجي
 



عاملالي حملة تبرعات 
إنجي و هي تشتمهاخمس الاف جنيه يا كلبة 
هشام بتعجب بقيتي شحاتة يا ندى 
ندى پبكاء مزيف شفت إزاي كارو يتيم أهي أهي
أهي 
سيلين ببلاهة مين كارو داه
ندى لا لالا إسكوزمي بقى على رأي الست فيفي 
عبده إنت إزاي متعرفيش كارو بنت أبلة فاهيتا هي 
حصلت 
هشام هو يقف من مكانه بس بقى يا فاشلة 
و إنت يا سيلين إوعي تديها حاجة بلاش تخدعك بدموع التماسيح دي 
إعتدل في وقفته و هو ينظر لساعته مضيفا 
مش عاوزين حاجة يا بنات 
ندى بحماس شيبسي و بيبسي و شكلاطة

و 
هشام قلت يا بنات
ندى قصدك إيه عووومر يلا إتكل مش عاوزين 
منك حاجة 
هشام مغادرا حسابك معايا بعدين يا اوزعة 
نظرت إنجي لهشام الذي كان يسير في إتجاه الكاراج
قائلة بقى كده ياندي عاوزة تقلبيني في خمس 
آلاف جنيه يا معفنة 
ندى و هي ترسل لها قبلة طائرة طب ما تخليها 
عشرة و انا أقنعلك الموزة دي 
نظرت لها إنجي بشك ثم نقلت بصرها نحو سيلين 
المسكينة التي كانت تراقب ما يحصل أمامها 
دون فهم لتهتف ماشي و لو فشلتي 
ندى و هي ټضرب صدرها فشړ انا عمري 
ما فشلت في حاجة غير دراستي إنت تديهالي 
ساعة زمن كده و ارجعهالك مستوية على الآخر 
إنجي باستهزاءهي فرخة
ندى بضحكة بلهاء لا بطة أجنبي 
الفصل السابع 
عادت سيلين نحو سيف الذي كان واقفا يضع يديه 
داخل جيوب بنطاله يتأملها و هي تقفز من مكان لمكان 
داخل المحل كفراشة مبهورة بورود الربيع صاحت بصوت لاهث من كثرة حركتها إنت عارف 
انا كنت بيعدي من هنا كل يوم اروح الشغل 
بس عمري ما تخيل إني حدخل هنا أو أقدر ألمس حتى فستان واحد من دول سيف بابتسامة لا داه كان زمان دلوقتي تقدري 
تاخذي المحل كله لو عاوزة يلا الساعتين حيخلصوا
و إنت لسه ما إخترتيش ولا حاجة 
شهقت سيلين وهي تتجه نحو مجموعة من الفساتين 
المعلقة لتأخذ إحداها قائلة هو بيجرب فين و فين اللي بيشتغل هنا بحث سيف حوله عن كرسي ليجد اريكة فخمة 
باللون الړصاصي ليجلس عليها و هو يجيبها بصوت عال بسبب إبتعادها عنه لا مفيش أي حد غير انا و إنت يعني المحل فاضي عشان تختاري براحتك 
إختاري اي فستان عايزاه بس من غير قياس سيلين باستغراب طب ليه لا زم يجرب يمكن 
مش حيكون قياس مضبوط سيف نافيا و هو يحرك عيناه على طول جسمها 
مټخافيش انا عارف مقاسك كويس 
نظر لساعته متجاهلا نظراتها الحائرة ليهتف من جديد فاضل ساعة و نص يلا اومأت له لتتنقل بعدها في أرجاء البوتيك 
و هي تقلب الفساتين و الاحذية و الحقائب
بأعين لامعة غافلة عن ذلك الذي يكاد يخترقها
بنظراته المسلطة عليها يكاد لا يرمش بعينيه من شدة 
تأمله لها يدرس كافة تعابيرها و حركاتها بعشق جارف
قرر أنه سيحقق جميع أحلامها و سيجعلها تحصل 
على كل شيئ حرمت منه في الماضي رغم أن ذلك من حقها من حقها كحفيدة عزالدين ان تشتري كل ماتريد و إن تعيش كاميرة مدللة نعم مدللته هو 
لوحده سيعطيها كلما تريد فهذه عادته عندما يعطي يعطي بكرم و سخاء غريب لكن عندما يأخذ يأخذ 
كل شيئ هذه هي حقيقة الشبح التي يخبئها عن الجميع بعد حوالي ساعة من الركض و الثرثرة إرتمت 
سيلين بجانبه و هي تحمل عدة فساتين و حذائين و حقيبة واحدة تفرسها بغرابة و هو يقول إيه داه 
سيلين و هي تضع الأشياء بجانبها بحرص ثلاث 
فساتين و جزمة و جزمة و داه 
قالتها و هي تشير نحو الحقيبة ليهز سيف حاجبه 
مردفا بسخرية يعني بقالك ساعة بتلفي و في الاخر 
جبتي دول بس حرك راسه بيأس ثم وقف من مكانه و جذبها من يدها
ليسير بها نحو الجهة المخصصة بالفساتين بدأ
ضيق عينيه بتركيز ثم مد يده ليبدأ في إختيار بعضها بعناية فائقة و هو يتمتم داه لونه حلو ازرق زي
لون عنيكي أخرجه من مكانه ليضعه على ذراعه و هو يكمل و داه إيه رأيك في داه أخرجه من مكانه و بدأ 
في تحريكه أمامها و هو يتثبت في تفاصيله حلو 
و طويل و لونه مش ملفت حناخذه 
وضعه هو الاخر على ذراعه ثم أكمل الاختيار 
لم يترك فستانا لم يقلبه و كلما أعجبه واحد يضعه 
على ذراعه حتى إذا إمتلأ يعطيهم لسيلين لتصعهم للاريكة حتى وصل العد لخمسة و عشرون فستانا و رغم ذلك لم يتوقف بل كان ينتقدها من حين لآخر شوفي الفستان داه حلو إزاي ليه ما إختارتيشه ساعة بحالها و راجعة ب ثلاث فساتين و حزمتين و شنطة شوفي داه حناخذه كمان صړخت سيلين بانزعاج و هي تلحقه من مكان لآخر لتوقفه بصعوبة عن شراء المزيد لينتقل نحو الاحذية 
إختار لها مجموعة كبيرة من أحذية رياضية بمختلف الألوان و أحذية سهرات ذات كعب عال و أحذية شتوية ثم إتجه للحقائب لينتقي عدة موديلات و الوان حتى أن سيلين يئست من إقناعه عن 
التوقف إنتهى أخيرا ليخرج هاتفه و يتحدث مع كلاوس
ليأمره بالسماح للعاملات في المحل بالدخول 
و معهم صاحب المحل الذي كان ينتظر خارجا حتى ينتهوا فتح لها باب السيارة حتى تركب و هي تلتفت من حين إلى آخر نحو العاملات اللواتي كن يوظبن الأغراض 
و داخل حقائب أنيقة مرسوم عليها شعار المحل 
ليعطينها للحراس ليضعوها بعناية داخل السيارات جلس بجانبها ثم أخرج حاسوبه ليبدأ في إتمام أعماله و هو يحدثهاباقي الحاجات حنجيبها بكرة 
او حبقى اطلبهالك من النت 
قطبت حاجبيها بعدم فهم و هي تتمتم باقي حاجات إيهسيف و هو يرفع رأسه عن الهاتف لينظر لها اقصد 
الميكاب و البارفانات و اللانجري 
توسعت عيناها و تجمد وجهها من شدة الحرج 
لتخفض رأسها تلقائيا و تجيبه بصوت مخفض لا مش عاوز كفاية الفساتين و سيف بصرامة طيب تمام حوصلك للفيلا 
عشان ترتاحي هزت رأسها دون أن تجيبه ثم إلتفتت نحو نافذة السيارة لتجول عيناها في شوارع برلين إبتسمت
و هي ترى ذلك مبنى المول الذي كانت تعمل فيه 
منذ ايام قليلة قبل أن تعود لمصر شهقت بصوت عال و هي تضع يدها على ثغرها قائلة انا نسيت يقول 
للمدير إني حطلب أجازة من الشغل 
هز سيف حاجبه بتعجب مما قالته قبل أن يجيبها 
ببرود أجازة إيهسيلين بملامح قلقة أجازة من الشغل عشان لما 
انا يرجع الشغل 
سيف بحدة لأول مرة و هو إنت متخيلة إني حسيبك ترجعي الشغل التافه بتاعك او حتى 
اسيبك في البلد دي من أصله فوقي بقى و إنسي حياة الفقر اللي إنت كنتي عايشتيها تراجعت سيلين بجسدها نحو باب السيارة 
پخوف من ملامح وجهه الغاضبة التي تراها 
لأول مرة هذا ماجعله يعود من نوبة جنونه 
الطفيفة و يرتدي قناع الطيبة مرة أخرى 
ليتنهد مردفا بصوت حنون سيلين 
يا حبيبتي مش قصدي بس في حاجة 
عصبتني في الشغل عشان كده إتضايقت
انا آسف انا مش حجبرك على حاجة إنت اميرتي 
انا و تعملي كل اللي إنت عاوزاه تعالي بقى مټخافيش رسم إبتسامة مزيفة على وجهه ليمكن من كسب 
رضاها ثم مال بجسده نحوها ليجذبها بلطف مكملا بمرح و كأنه يحدث طفلة صغيرة 
الصغنن زعلان مني و انا لازم أراضيه بس مش عارف إزاي ممممم ثواني 
أحاط كتفيها بذراعه ليقربها منه أكثر ثم فتح هاتفه لتظهر إحدى صفحات المحلات الفخمة لبيع مختلف انواع الشكولاطة السويسرية الفاخرة وجه شاشه الهاتف نحوها بحيث أصبحت ظاهرة 
له و لها أيضا قائلا إيه رأيك في دي الله بصي 
النوع داه تحفة حاجة كده فوق الخيال و إلا اقلك 
انا حقلهم يجيلولنا كل الأنواع اللي عندنا إبتسم داخله بانتصار و هو يرى تعابير وجهها 
التي لانت و هي تتفرس الصور باعجاب شديدليرسل إسم المحل لكلاوس و الذي بدوره سيتكفل بالباقي أغلق هاتفه ثم رماه بجانبه هاتفا برقة أجاد تمثيلها 
عشان اديك إنت فلوس و اشوف بيت جديد 
عشان إيجار و كمان لازم يرجع الشغل عشان مامي لازم في دواء بعد العملية 
كانت تتحدث بصعوبة و تردد تعلم جيدا ان الأموال التي صرفها عليها لحد الان خاصة بعد شراءه لتلك الملابس و الاحذية طائلة و لن تستطيع تسديدها حتى لا باعت عشرة منازل كمنزلها لكنها اقنعت نفسها في الاخير انها لم تطلب منه شراء اي شيئ و انه هو من فعل ذلك لوحده تنحنح سيف قبل أن يتحدث بجدية تامة و هو
يعقد يديه ببعضها متكئا بذراعيه على ركبتيهبصي انا حقلك حاجة مهمة جدا و حولي 
تفتكريها دايما عشان انا في
طبيعتي مش 
بحب أكرر كلامي كثير إنت تنسي حياتك 
اللي فاتت كلها و انا قلتلك قبل كده إنت 
حياتك إبتدت من أول لحظة ډخلتي فيها 
مكتبي إنت و طنط هدى مكانكم مش هنا 
كفاية عمركم اللي ضاع في الغربة في باد بارد كئيب زي داه ملكوش فيه لا أهل و لا صحاب 
إنتوا لازم ترجعوا لمكانكم الطبيعي وسط عيلتكم انا عارف إن جدي مش حيبقبل 
إنه يرجع بنته بسهولة بس متقلقيش انا ححل الموضوع داه و حقنعه إنت وافقي بس و سيبي الباقي عليا لو فضلتي هنا حتتعبي و حتعبي طنط 
هدى معاكي و مش بعيد صحتها تتعكر ثاني تراجع بجسده إلى الوراء ثم امسك بيديها و هو يكمل طيب إفرضي إنت رجعتي شغلك 
و لقيتي بيت تأجريه و كل حاجة تمام قوليلي 
مرتبك حيكفي إيجار و مصاريف اكل و شرب و كهربا و
غيره و كمان ثمن الدواء طيب سيبك من داه 
كله إنت مستعدة تسيبي مامتك لوحدها يوم 
كامل و إنت في الشغل و ياعالم يمكن يجرالها حاجة و هي لوحدها لو إنت حياتك مش مهمة عندك
على الاقل فكري في مامتك 
ترك يديها ثم عاد ينظر أمامه و هو يخفي إبتسامته الماكرة طبعا هو تعمد إستغلال عاطفتها و حبها لوالدتها ليجعلها ترضخ لما يريده 
يستطيع إجبارها على العودة معه لكنه لا يريد لازال لحد الان يعاملها بلطف و لين لأنها 
مطيعة و تنفذ جميع ما يطلبه منها لذلك لا داعي للتسرع 
توقفت السيارة أمام فيلا رائعة الجمال لم تنتبه 
لها سيلين عندما دخلت السيارة البوابة لأنها كانت فقط تفكر فيما يقوله لها هذا الرجل لا تنكر ان لديه قدرة عجيبة على الإقناع و ماهر في اللعب بالكلمات 
فتح لها باب السيارة ثم أعطاها يده بحركة نبيلة منه لتمسك بها و يساعدها على الخروج من السيارة 
سار بها نحو مدخل الفيلا ليجدا سيدة في اوائل الأربعينات تنتظرهما أشار لها قائلا دي مدام 
إيرينا اي حاجة تعوزيها حتساعدك 
حركت رأسها و هي تنظر نحو السيدة التي كانت ترتدي زيا كلاسيكيا للخدم تنورة سوداء طويلة و فوقها قميص ابيض كانت واقفة لم تنبس بأي كلمة انتظر فقط أوامر سيف الذي تحدث

باللغة الألمانية 
قائلا باختصار سيدة إيرينا هذه سيلين لا داعي 
لأن اشرح لكي عملك إيرينا باقتضاب حاضر مستر سيف إلتفت سيف نحو كلاوس الذي أتى
 



محملا بالعديد 
من الأكياس ليقدمها لسيف الذي أخذها بدوره 
و أعطاها لسيلين سوى كيس واحد كان مميزا عن البقية أشار نحو إيرينا بعينيه لتسارع و تأخذ منها الأكياس قائلا داه أيفون 12 برو ماكس بس لو عاوزة ماركة ثانية انا ممكن اجيبلك غيره فغرت فاها پصدمةو هي تحدق فيه و كأنه كائن 
غريب برأسين هذا السيف لن يتوقف ابدا عن إدهاشها فعلا ماعاشته في هذين اليومين لا يعادل 
سنوات حياتها التسعة عشر الماضية 
إبتسم هو على هيئتها ليمسك بيدها و يضع فيها 
الكيس قائلا بكل هدوء بعد شوية حتوصل الحاجات 
اللي إحنا إخترناها من البوتيك خلي إيرينا و البنات 
يوظبوها في الشنط عشان حناخذها معانا لمصر لما نسافر يلا انا لازم امشي ورايا شغل بس اوعدك مش حتأخر عليكي قبل جبينها ثم إبتعد مكملا لو لقيتي اي صعوبة 
في إستخدام الايفون داه إستنيتي لما ارجع و اضبطهولك يلا ادخلي جوا عشان ترتاحي 
تركها بعد أعطى تعليماته لإيرينا حتى تلبي كل ماتطلبه منها ثم اوصى الحرس يعدم السماح لها بالخروج و مهاتفته إن حصل اي امر طارئ ركب سيارته 
كعادته منطلقا نحو وجهته المحددة التي لا يعرفها 
سوى هو و حارسه كلاوس نحو طبيبه النفسي وضعت أروى لجين على سريرها بعد أن نامت 
أخيرا تأوهت و هي تحرك عضلات جسدها 
التي تشنجت بسبب جلوسها في وضعية غير مريحة لوقت طويل و هي تحاول فيه جعل الصغيرة تنام نظرت نحوها بعبوس قبل أن تهتف بتذمريالهوي 
لسه قد حبة الفستق و عاملة فيا كده امال لما حتكبري 
حتشليني إنت و ابوكي اللي ما يتسمى مديني كارت
على اساس فيها مرتبي و مش بيخليني اطلع من البيت على اساس إني حخبط الكارت في الحيط
تطلعلي هدوم و جزم ياجزمة يا إبن ال و إلا بلاش 
طنط سميرة ست طيبة و متستهلش بس هي السبب هي اللي قبلت إني اتجوز إبنها يوووه هو انا في إيه و إلا في إيه أنا جعانة و عاوزة بيتزا لا عاوزة إثنين و شيبسي و يا سلام لو معاهم كرتونة بيبسي او كولا او مش مهم النوع المهم إني جعانة اوي انهت حديثها پبكاء مزيف قبل أن تنتفض 
من مكانها و هي تستمع لصوت فريد الساخرالذي دخل للغرفة حتى يطمئن على إبنته الغداء كان من نص ساعة منزلتيش تتغدي ليهوضعت الأخرى يدها على قلبها تهدئ ضرباته المتيارعة و هي تجيبه لا نزلت و إتغديت بس دلوقتي جعت فريد و هو يقترب من الصغيرة ليقبلها مكنتش أعرف إنك مفجوعة كده اصله مش باين عليكي وقفت من مكانها پغضب و هي تضع يدها على خصرها قبل أن تجيبه متناسية رهبتها منه نعم انا مفجوعة هو إنت إمتى شفتني و انا باكل في البيت الغريب داه انا آخر مرة اكلت فيها وجبة زي البني آدمين كانت في بيتنا هز الاخر حاجبه ببرود و هو يتأملها من فوق لتحت 
مخفيا إعجابه بجمالها الملفت خاصة عيونها الكبيرة الشبيهة بأعين الغزلان زي البني آدمين أروى بحنق فهي حقا جائعة امال عجبك اكل 
الأرانب اللي إنتوا بتاكلوه هنا خس و خيار و طماطم و سلطات و معاها حتة لحمة مش بتتشاف غير بالميكرسكوب قال إيه اكل صحي داه انا بقيت بكره اللون الأخضر بسببكوا فريد و هو يجاهد حتى لا يضحك أمامها أمال عاوزة تاكلي إيه
سال لعابها قبل حتى أن تجيبهلحمة او فراخ حمام محشي إن شاء الله حتى سمك اي حاجة غير السلطات 
توجه فريد نحو الباب ثم إلتفت نحوها ليلقي عليها نظرة اخيرة قائلا أطلبي أوردر من أي مطعم أروى و هي تلوي شفتيها يتذمر مش معايا فلوس 
فريد و هو يشير لاحد الإدراج انا سبتلك فلوس في الدرج داه ليكي و للجين أسرعت أروى لتفتحه لتجد مبلغا كبيرا من المال 
لتغلقه من جديد و هي تهتف بس إنت إدتني مرتب فريد إنت هبلة اكيد مش حخلي مراتي 
تصرف على نفسها من مرتبها 
أروى بعدم رضا تمام شكرا انا حنزل اوصي اي حد يجيبلي حاجة أكلها 
فريد خليكي انا حنزل أجيبلك البيتزا و الفراخ و البيبسي اللي إنت عاوزاهم لتقفز أروى بفرح في مكانها فهذه اول مرة يتحدث معها فريد بشكل طبيعي دون أوامر توقفت عن الهتاف بصوت خاڤت لتجلس على حافة السرير بعد أن تذكر شيئا ما يا نهاراسوح داه قلي مراتي 
مراتك إيه يا موكوس و انا محجوزة في اوضة البنت دي و كإني جايباها في جهازي يووه يا أروى و هو إنت جبتي جهار اصلا دول قميصين نوم مرسوم عليهم ميكي و بطوط نحس طول عمرك نحس فولتي على نفسك فجيتي فيها ياما زنت عليكي امك عشان تشتري حاجة و إلا إثنين من عند اللي إسمها فيكتوريا سكر دي و إلا إسمها إيه كان زمانك في الاوضة اللي جنبك
بس معلش كل شيئ بأوانه إما وريتك يا فريد ما أبقاش انا أروى بنت سميحة بقى عاملي فيها سي السيد و بنتي و متدخليش الأوضة طيب مسيرك تستوي يا فرخة و ضيقت عيناها ببلاهة و عي تردد فرخة الظاهر إن معدتي قلبت في دماغي و بقيت مش شايفة حاجة غير الاكل عيلة بخيلة مكنتش عارفة إنهم كده امال فين المحمر و المشمر و إلا هما اغنيا علفاضي يلا حدخل آخذ شاور قبل الأكل ما ييجي إتجهت نحو الحمام لتنهي حمامها السريع ثم خرجت لتغير ملابسها و تنشف شعرها بعدها سمعت إحدى الخادمات تدق الباب لتسمح لها بالدخول اعطتها أكياس الطعام ثم إنصرفت نظرت أروى للبيتزا الكبيرة التي تمنت الحصول عليها لتهجم عليها دون إنتظار مصدرة أصوات و همهات تدل على تلذذها بأكل الطعام و هي تقول الحمد لله إنه ماجاش عشان آكل براحتي ممممم أحلى حاجة في الدنيا الاكل بلا جواز بلا نيلة هملى معدتي الأول عشان اقدر أفكر و أمخمخ كويس في فيلا صالح المهجورة 
رمى صالح هاتفه على الحائط و هو ېصرخ پغضب عارم إرتجت له جميع جدران الفيلا بقى بتقفلي تلفونك يا فاكرة حتهربي مني بسهولة ماشي 
ماشي إما وريتك بقاش انا صالح عزالدين مش 
كنتي بتتريقي على إسمي زمان إنت و شوية اللي مصاحباهم تمام انا بقى حخلي إسمي هو كابوسك الجديد يا منعم إنت يا زفت ما إن انهى ندائه حتى وجد ذلك الحارس يقف أمامه برأس منحن و جسد خائڤ من هذا الۏحش الذي أمامه 
صالح خلي اللي إسمها مروى دي تجيني حالا 
أومأ له الحارس ثم إنسحب من أمامه لينفذ ما طلبه منه بينما إتجه صالح نحو قاعة الرياضة ليفرغ 
شحنة غضبه في تلك الآلات المسكينة 
بعد حوالي ساعة دخلت مروى بخطوات مترددة و هي تشتمه بداخلها و تلعنه منذ أن هاتفها ذلك الحارس و أمرها بالمجيئ و أطرافها لاتكف عن الارتعاش حتى انها كادت ان تفتعل حاډثا في الطريق بسبب 
عدم قدرتها على التحكم في السيارة 
إبتلعت ريقها الناشف بصعوبة عندما يقف أمام 
النافذة ينظر إلى الخارج شعر بخطواتها ليلتفت 
قائلا بسخرية إيه يا ست مروى ساعة عشان تيجي
و إلا خلاص كبرنا و بقينا نتمرد على اسيادنا
اطرقت مروى رأسها پخوف قبل أن تتحدث بارتباك 
لا يا باشا و هو انا اقدر انا بس تعطلت في الطريق عشان الدنيا زحمة و العربية قاطعها و هو يجلس بتكبر غير بعيد عنها قصدك 
العربية اللي انا إشتريتهالك 
مروى بصوت منخفض ايوا يا باشا عربيتك 
اللي حضرتك إشتريتهالي 
صالح بتعجرف كويس إنك فاكرة أصلك 
مش زي الك الثانية هي متصلتش بيكي النهاردةمروى هي مين يا باشاصالح بجدة و عيناه تومضان بشړ حتكون مين غير ال اللي إسمها يارا جحظت عينا مروى بقلق بعد أن فهمت ماذا يعني 
يبدو أن يارا قد اغلقت هاتفها متجنبة الحديث معه
هي تعلم جيدا ماذا يعني هذا لتجيبه بنبرة متوسلة محاولة تهدئته و إمتصاص غضبه يا باشا يمكن 
حصلت معاها ظروف صالح ظروف إيه اللي حتخليها تقفل تلفونها بقلك إيه بلاش الحوارات دي عشان مبتشغلش معايا تروحيلها الفيلا دلوقتي و تخليها بأي طريقة تتفتح الموبايل و إياكي تخليكي تشك فيكي و إلا والله حتشوف وشي الثاني 
خرجت مروى من الفيلا بخطى بطيئة لا تدري كيف ستساعد صديقتها لحل هذه المشكلة التي وقعت فيها 
إبتسمت بسخرية من نفسها على كلمة صديقة 
لتتذكر انها لم تكن صديقتها في يوم من الايام 
تعرفت عليها بعد ذلك اليوم الذي ترك فيه صالح يارا
بعد أن أخرجها من الحفلة تذكرت عندما اتاها 
و في يده شيك بمبلغ كبير لم تستطع حتى قراءته 
و طلب منها ان تصبح صديقة يارا و ان تنقل له
كل أخبارها إستغل فقرها و حاجتها للمال 
ليجعلها تعمل كجاسوسة 
تنهدت بقلة حيلة و هي تتذكر كيف كانت تخون 
صديقتها التي أمنتها على أسرارها كلها 
كل يوم تنقل له تفاصيل حياتها بالصوت و الصورة 
و تحكي له عما يحصل معها في الجامعة 
هي سبب كل شيئ لو انها نبهتها لما كانت ستعيش اليوم كل هذا العڈاب لو فقط حذرتها من ذلك 
الفهد الذي كان يحوم حولها و يراقبها من بعيد 
ينتظر الفرصة المناسبة حتى ينقض عليها 
و يحول حياتها لچحيم 
لكن هل ينفع الندم الان لعنت الفقر و الحاجة 
التين جعلتاها تدمر حياة فتاة لم تأذيها و جعلت 
روحها في قبضة ذلك الشيطان يتلاعب بها كما يشاء 
زفرت بتعب و هي تقود سيارتها نحو فيلا 
ماجد عزمي لتصل بعد دقائق طويلة 
في برلين 
اوصلت إيرينا سيلين لغرفتها و التي أعجبت بها 
كثيرا ثم تركتها تستحم و تغير ثيابها حتى تحضر 
لها طعامها المفضل 
خرجت سيلين من الحمام بصعوبة بعد أن ظلت إحدى 
تطرق على الباب و تسالها إن كانت بخير لأنها امضت 
وقتا طويلا بالداخل لبست روب الحمام ثم خرجت لتصرخ في وجهها قائلة ماذا هناك لقد قلت لكي
انني بخير لما تستمرين في إزعاجي 
أخفضت الفتاة رأسها پخوف فهي تعلم انها لو
إشتكت لسيف فسوف يطردها و بذلك ستفقد
هذا عملها و راتبها الكبير 
الفتاة باعتذار انا آسفة

آنستي لقد كنت قلقة عليكي فقط إنفجرت سيلين بالضحك و هي تربت على كتفها
قائلة بمرح هاي لقد كنت امزح معكي فقط انا إسمي سيلين و إنت 
الفتاة بدهشة من تغيرها المفاجئ انا إسمي ماريا آنستي جلست سيلين على كرسي التسريحة لتبدأ في تمشيط 
شعرها البرتقالي و تنظر لماريا التي كانت تتطلع 
فيها باعجاب لشدة جمالها لتبتسم بخفوت قبل أن تتحدث مممم إسمك جميل ماريا اتعلمين 
افضل إسم ماري أسهل ما رأيك
ماريا كما تريدين آنستي 
سيلين بانزعاج لا أحب الرسميات ناديني سيلين فقط 
تبدلت ملامح ماريا ليظهر القلق حليا على وجهها 
قبل أن تردف بتلعثم لا أستطيع آنستي 
لقد نبهت علينا إيرينا إنها الأوامر هنا 
سيلين بتذمر حسنا ماري لو
 



سمحتي هل 
وصلت ثيابي 
ماري بإيجابنعم سيدتي لقد وضبناها في الحقائب 
و هناك ثياب وضعناها في الخزانة إن اردتي 
سأخرج لكي ملابس مريحة 
سيلين بايجاب و هي تنتهي من تمشيط شعرها 
حسنا أريد فستان باللون الوردي 
إتجهت ماريا لتفتح أبواب الخزانة و تبدأ في إخراج جميع القطع باللون الوردي زفرت سيلين باحباط
و هي ترى أن جميع الفساتين طويلة و لا تتناسب مع ذوقها فهي كانت ترتدي الفساتين القصيرة و البناطيل 
الضيقة كحال فتيات ألمانيا 
أشارت لاحد الفساتين من قماش الدانتيل يصل لتحت الركبتين لتضعه ماري على الفراش ثم أعادت الفساتين الأخرى لمكانها و عندما إنتهت فتحت احد الادراج قائلة آنستي
هل أخرج لكي الملابس الداخلية 
حركت سيلين إصبعها بنفي و هي تتحدث بسرعة 
لالا ساختار لوحدي يمكنك الذهاب شكرا لكي 
ماري إبتسمت لها ماريا بهدوء ثم غادرت لتقوم ببقية 
أعمالها بينما بقيت سيلين تتفحص تلك الملابس 
و الأشياء التي تفاجأت بوجودها في الغرفة 
لتتمتم بحيرةهو قدر يجيب الحاجات دي إمتى انا لما دخلت مكانتش هنا 
تقصد بذلك علب البارفانات و مستلزمات الشعر التي وجدتها فوق التسريحة 
أنتهت من تغيير ملابسها ثم إرتمت على الفراش 
المريح لتفتح ذلك الكيس الذي يحتوي على 
هاتف الايفون 12 برو ماكس أخرجته و هي 
تصرخ من شدة السعادة الله يجنن يجنن 
يجنن انا مش مصدق 
ضغطت عليه ليفتح لها لتبدأ في إكتشافه 
تفاجأت بشدة بعد أن إكتشفت أنه جاهز للاستعمال 
و انه يحتوي
على جميع التطبيقات و البرامج التي كانت تنوي تنزيلها 
بعد بعض الوقت شعرت بالنعاس لتتمدد على الفراش و تغفو و هي تحتضن الهاتف في عيادة الدكتور ألبير جوزيف إسم وهمي 
أحد أشهر الأطباء النفسيين في أوروبا 
يجلس سيف على الكرسي أمامه بعد أن رفض 
كعادته الجلوس كعادته على ذلك الكرسي الطويل المخصص لجلسات العلاج 
حرك الدكتور البير نظارته للمرة العشرون بتوتر 
ككل مرة يأتيه فيها بشكل سري و إسم مزيف بعد أن يحجز كامل العيادة لمدة يوم كامل قائلا بتوتر أهلا مستر سيف كيف حالك سيف بهدوء سأتزوج ألبير بدهشة و قلق لكن سيد سيف أخشى انه 
لا يمكنك فعل ذلك حاليا انت تعلم مازالت جلسات العلاج لم تنته 
سيف بانزعاج و لكنه مازال يحافظ على هدوءه 
لكنني أحبها بل بل أعشقها لا استطيع 
التنفس بدون وجودها ايها الطبيب 
ألبير بتوتر هل انت متأكد انك تحبها 
سيف بسخرية ايها الطبيب الفاشل قلت لك انني اعشقها و هل جئت هنا لانني إشتقت إليك مثلا طبعا انا متأكد كما انني متأكد أنني سأحرق 
مكتبك و انت بداخله إن لم تجد لي علاجا بأسرع وقت 
بلل ألبير شفتيه اللتين جفتا من شدة الخۏف فهو يعلم جيدا من هذا الشخص الماثل أمامه 
و هو متأكد أيضا انه لن يتوانى عن تنفيذ تهديده دون أن يرف له جفن 
فرغم ثروته و نفوذه و شهرته في العالم اجمع إلا
أن هذا الرجل يعاني من أسوأ و أخطر انواع هوس الاستحواذ و هو إن الشخص المصاپ بيه بيحس برغبة كبيرة جدا في إمتلاك وحماية شخص أخر 
و بيشعر بجاذبية قوية جدا تجاهه و بيبقى مش قادر يتقبل بأي نوع من الفشل او الرفض منه و داه بيولد عنه هوس العشق و بتكون من أسبابه فقدان 
الاهتمام و الحنان من الأبوين في الطفولة 
و بيشعر المړيض بجاذبية كبيرة تجاه محبوبه 
و بيبقى بيفكر فيه ليل نهار و في اي لحظة مثلا
بيعمل إيه دلوقتي و لابس إيه بياكل إيه 
و بيشعر باحساس كبير بضرورة حمايته من اي حاجة او خطړ مهما كان صغير عشان بيحس انه 
بيمتلكه لوحده و بيتضايق جدا و يتجنن لو تفاعل الشخص داه مع أي حد غيره بيبقى عاوزه ليه لوحده و بيتحكم في لبسه و اكله و كل حاجة تخصه 
و أحيانا بيضطر إنه يستعمل العڼف معاه عشان يخضعه و يخليه ملكه لوحده 
حرك الطبيب راسه باسف و هو يفكر في تلك المسكينة التي اوقعها حظها العاثر في هذا المچنون يتعالج 
عنده منذ سنة كاملة و حالته كما هي لم تتحسن 
ر
غم انه لاحظ براعته في إرتداء قناع البراءة و الهدوء 
بسهولة كبيرة عندما يتعامل مع المقربين منه 
فهو طبعا على علم تام بعلاقته مع عائلته زفر سيف بملل و هو يردف بانزعاجماذا الست 
طبيبي ألم تكفيك كل تلك الأموال الطائلة التي 
أضعها في حسابك شهريا حتى تعالجني من هذا 
المړض اللعېن قل لي إن لم تستطع فساذهب 
لغيرك يوجد الالاف من الأطباء 
ألبير بتوتر مستر سيف تعلم جيدا أنني الأفضل 
في هذا المجال و تعلم ان حالتك للاسف صعبة 
بعض الشيئ لأنك لا تحاول تقبل العلاج منذ 
إنتحار تلك الفتاة التي كنت تحبها و 
في تلك اللحظة ود الطبيب ان الارض إنشقت و إبتلعته بعد نطقه لتلك الكلمات حيث جن جنون سيف ليقلب المكتب فوق رأس ذلك المسكين و الذي 
لحسن إستطاع التنبأ بثورة غضبه ليسارع بالقفز 
من مكانه و يختبأ في أحد الأركان و هو يراقب 
بتوتر ذلك الۏحش ذو الأعين الحمراء 
أما سيف فكان قد خرج عقله عن السيطرة 
لا يرى أمامه سوى چثة لورا حبيبته الألمانية 
التي أحبها منذ سنتين و لكنها في الاخير 
إختارت إنهاء حياتها على البقاء مع ذلك المهوس
الڼار عليه و التخلص منه إستفزه بشدة لدرجة 
أنه لن يهدأ الان حتى يرى دماءه أمامه لعڼ كلاوس 
بصوت عال عندما تذكر انه أخذه منه سلاحھ منذ 
قليل قبل أن يدخل لانه كان متأكدا أنه سوف يتهور 
و يقدم على فعل امو خطېر فسيف إذا ڠضب 
يفقد السيطرة على نفسه و يصبح مچنونا و متهورا دفع كلاوس باب المكتب بقوة ليدخل مسرعا
صحبة إثنين من الجاردز ضخام الچثة بعد أن 
سمع صړاخ سيف الغاضب ليعلم ان مصېبة ما قد حصلت سيف دون أن يلتفت نحوه كلاوس هات سلاحک بسرعة كلاوس محاولا تهدأته رغم الرغبة الشديدة في الضحك التي إعترته عندما شاهد ذلك الطبيب 
الذي إحمر من شدة الخۏف سيف باشا لو سمحت 
ميصحش كده الراجل حيموت بجد إهدى 
سيف و زادت كلمات كلاوس من جنونه قلتلك 
هات سلاحک عاوز أربي الكلب عشان ميتجرأش 
مرة ثانية و يقول إن لورا إنتحرت هات سلاحک 
بقلك كلاوس و هو ينظر الطبيب بلوم أيها الطبيب الاحمق 
لماذا تستمر بتذكيره بتلك الفتاة لقد ماټت ذلك قدرها 
ثم إلتفت نحو سيف مجددا ليمسكه 
من ذراعه و الذي كان سيتحرك نحوه لېخنقه بيديه 
ارجوك ياباشا إحنا لازم نروح دلوقتي زمانها 
الآنسة قاعدة لوحدها هي متعرفش حد في الفيلا كمان إيريك إتصل عليا من شوية عشان يطمنك على هدى هانم 
ظل سيف يتنفس بقوة عدة ثوان قبل أن يبدأ في الهدوء تدريجيا بعد أن ذكر له كلاوس 
سيرة سيلين ليبدأ في تخيل ملامحها الفاتنة أمامه طبعا كلاوس تعمد عدم ذكر إسمها لانه 
يعلم انه لو فعل ذلك فلن يخرج حيا من هذا المكان 
ألقى سيف نظرة اخيرة على ألبير لېصرخ في وجهه
قائلا من الأفضل لك ان تجد لي العلاج 
المناسب او ستكون روحك هي الثمن خرج بهدوء و كأنه لم يكن السبب في ذلك
الإعصار الذي حطم الغرفة بالداخل بينما تبعه 
كلاوس بصمت بعد أن امر أحد الحراس 
إرجاع مكتب البير لمكانه فهو عجوز و بالطبع لن يتمكن من تحريك تلك الطاولة الضخمة لوحده في السيارة أنهى سيف مكالمته مع إيريك بعد أن 
طمأنة على حالة هدى رمى الهاتف جانبا ثم إنحنى
مرتكزا على يديه أمامه ليهمس بشرود هي ممكن
سيلين تعمل زي ما لورا عملت زمان انا انا كنت 
بحبها اوي بس هي إختارت إنها تبعد عني 
نظر كلاوس لرئيسه بأسف على حاله لا يصدق 
أنه يراها في حالة الضعف هذه فهو تعود عليه 
شامخا قويا كالجبل صامد مهما عصفت به الرياح لم يستطع ان يجيبه او أن يخفف عنه مخافة 
ردة فعله الغير متوقعة فتلك الفتاة لورا إنتحرت 
بالفعل بعد أن يئست من الفرار من قبضته 
بعد أن أحبته و احبها لكن بعد مرور بعض 
الوقت إكتشفت مرض التملك الذي كان
يعاني منه و لم يخبرها عنه حاولت كثيرا 
جعله يثق فيها و يعاملها معاملة طبيعية 
لم تنكر فرحتها عندما كان يعاملها برقة 
ملبيا جميع طلباتها دون حتى أن تطلب 
منه كان بمثابة فارس الأحلام الذي تحلم 
به أي فتاة لكن بعد ذلك إنقلب الحلم إلى 
كابوس مزعج 
بعد أن قام بسجنها و حرمانها من العالم 
الخارجي بحجة انها لا تحتاج أحدا غيره 
كان يريد أن يكون عالمها الوحيد تهتم به 
فقط تحبه هو فقط 
قلبها و عقلها و جميع مشاعرها فقط له
حتى أنه قام بټعنيفها عدة مرات حتى يخضعها
له لكن المسكينة لم تتحمل و إنتحرت 
عاد كلاوس من شروده على صوت سيف 
الذي تراجع للخلف و قد إنمحت ملامح وجهه
الضعيفة لتحل محلها أخرى اكثر جدية و قوة 
و
هو يهتف بتصميم لا سيلين مش زيها 
سيلين حاجة ثانية خالص و هي بتسمع 
كل كلامي ايوا مش بتعارض اي حاجة بقولها 
و دي بنت عمتي اكيد مش حترضى تسيبني 
لوحدي زي لورا و انا كمان مش ححرمها 
من حاجة حخليها اميرتي المدللة و كمان 
حنسكن مع العيلة في الفيلا و مش حسمح لأي 
حد أنه يأذيها مش حيمحلهم ياخذوها مني زي 
ما أخذوا مني ابويا زمان 
إكتفى كلاوس بسماعه كعادته دون ان يجيبه 
فهو يعتبر الشخص الوحيد في العالم الذي يعلم جل أسراره 
تحنح سيف ليجلي

صوته الحزين قبل أن يزفر الهواء 
بقوة نجح في رسم إبتسامة مزيفة على وجهه
عندما دخلت السيارة بوابة الفيلا 
نظر من بعيد لنافذة غرفتها متسائلا عما 
تفعله الان لابد انها جالسة على سريرها 
الان و تقلب ذالك الهاتف الذي احضره لها 
تذكر ذلك الشعور الجميل الذي إعتراه عندما 
شاهد لمعة عينيها السعيدة رغم صډمتها عند
رؤية هديته يالله كم يحبها بل يعشقها يذوب 
بنظرة من عينيها و مستعد لأن يقدم لها حياته 
مقابل رؤية إبتسامتها التي تجعله يحلق حرفيا 
فوق الغيوم نزل من السيارة ليسير بخطوات راكضة نحو 
إيرينا و التي أخبرته أنها نائمة في غرفتها 
و لم تنزل لحد الان 
تركها و صعد الدرج و قلبه يكاد يسبقه إليها 
فتح الباب بهدود دون أن يطرقه إبتسم بخفة و هو يراها نائمة و شعرها البرتقالي مفرود بحرية على الوسادة لكن إبتسامته لم تدم طويلا ليعبس 
عندما رآها تحتضن ذلك الهاتف أخذه بهدوء
من بين اصابعها ثم وضعه جانبا و هو يرمقه 
بنظرات كارهة و كأنه غريمه قبل أن ينفجر 
ضاحكا دون أن يصدر أي صوت محركا رأسه
بيأس من حالته الصعبة لقد أصبح 
يغار عليها حتى من الجماد يبدو أن ذلك الطبيب 
محق في كلامه 
تمدد على حافة السرير بجانبها ثم بدأ بتمرير 
اصابعه على ملامح وجهها راسما حاجبيها 
المرسومين بعناية ثم جفنيها المغمضتين اللتين 
تخفيان وراءها أمواج عينيها الزرقاء هبط 
لوجنتيها المحمرتين لينتبه لشعرها الرطب 
نفخ بضيق قبل أن يتمتمنامت من غير 
ما تنشف شعرها كده حتمرض 
بدأ بتمسيد ذراعها برقة و هو يحاول 
إيقاظها سيلين حبيبي قومي كفاية 
نوم سيلين 
حركت سيلين رأسها بانزعاج من لمساته 
لټدفن وجهها اكثر في الوسادة و هي تغمغم 
بكلمات غير مفهومة ليعيد تحريكها هذه المرة 
لكن بقوة أكبر سوسو يلا بقى لازم تصحي
عشان نطمن
 



على ماما 
عض شفتيه بخبث هذه المرة و هو يراها تفتح 
عينيها و تستقيم بجسمها على الفراش قائلة بنبرة قلقة ماما مالها هي كويس صحسيف و هو يقبل جبينها بسرعة قائلا طنط 
هدى كويسة و إن شاء الله بكرة حتفوق متقلقيش عليها كل المشكلة إن الدنيا ليلت و حضرتك من 
غير غدا و لا عشا قومي إغسلي وشك و تعالي عشان تأكلي 
اومأت له و هي تلقي بجسدها إلى الخلف 
متمتمة بكسل مش عاوز آكل عاوز ينام انا جذب الغطاء من فوقها ليتراءى ذلك الفستان 
الوردي الذي إنحسر عن جسدها ليبرز جمال 
و بياض ساقيها المغريتين 
أعاد الغطاء فوقها بسرعة و هو يقفز من مكانه كمن لدغه عقرب و هو يهتف بجدية 
يلا بلاش دلع قدامك خمس دقائق لو منزلتيشحطلع و اشيلك 
فتح الباب ليخرج دون النظر إليها مناديا من بعيد 
بصوت عال فاضل خمس دقائق إلا عشر ثواني نزل الدرج بخطوات راكضة ليتجه بعدها نحو الحديقة الخلفية فهو أراد الإبتعاد قد الممكن 
مچنونة إعترته في لحظات إستنشق هواء المساء
المحمل بنسمات باردة عله يستفيق قليلا يا لحظه 
التعيس منذ مۏت لورا حبيبته الأولى لك تلفت 
إنتباهه أي إمرأة بعدها رغم أنه قابل فتيات 
بجمال خارق أجمل حتى من سيلين لكن في 
النهاية قدره اوقعه في عشق تلك الطفلة 
مكث في الخارج عدة دقائق ثم عاد ليجد إيرينا
ماري تحضران طاولة العشاء جلس على الكرسي 
مترئسا الطاولة و هو ينظر ناحية حيث كانت 
سيلين تنزل الدرجات بتمهل 
جلست بجانبه ثم وضعت الهاتف على الطاولة 
و هي تبتسم لماري التي كانت تبادلاها نظرات 
متوترة من حين لآخر قطب سيف حاجبيه 
بضيق عندما رآها تبتسم لتلك الخادمة ليشير 
لهما بالانصراف قبل أن يقوم بأي تصرف متهور 
يجعل سيلين تغضب او تخاف منه 
تناولا طعام العشاء ثم إنصرف كل منهما لغرفته 
بعد أن أخبرها انه سياخذها لزيارة والدتها يوم غد 
في فيلا ماجد عزمي
دلفت مروى غرفة يارا و التي رفضت النزول لها بل طلبت منها هي الصعود لها شهقت و هي ترى يارا تجلس على تسريحتها و تضع بعض مساحيق التجميل 
حتى تخفي تشوهات وجهها التي سببها لها ذلك المتعجرف صالح 
إبتسمت يارا بسخرية و هي تلاحظ دهشة 
صديقتها لتتحدث بصوت مبحوح بسبب 
بكائها اهلا يا مروى إزيك 
سارت مروى لتقف بجانبها و قلبها يكاد ېتمزق
من شدة الألم لا تصدق ماتراه أمامها هل هذه 
هي نفسها صديقتها يارا دلوعة الجامعة كما يسمونها ربتت على شعر يارا المموج بطريقة طبيعية 
قائلة مين اللي عمل فيكي كده يا يويو انا مش مصدقة اللي بشوفه 
يارا باستهزاء لا صدقي عشان دي أقل 
حاجة حصلتلي بسببه انا مش قادرة حتى 
أحكيلك العڈاب اللي انا شفته على إيديه 
في اليومين اللي فاتوا 
إحتضنتها مروى محاولة بكل جهدها التخفيف 
عنها و هي تعض شفتيها بندم و قلة حيلة قبلت فروة رأسها و هي تهمس لها بكلمات 
كثيرة لتهدئها إبتعدت عنها يارا لتمسح دموعها 
التي لا تكف عن الأنهمار كل دقيقة ساعدتها مروى 
على الوقوف لتسير بها نحو للفراش و تجلسها بجانبها 
قائلة طب حتعملي إيه دلوقتي إنت 
قلتيلي إنه ماسك عليكي صور و حاجات 
ثانية ممكن يهددك بيها يارا ايوا بس صدقيني انا معتش قادرة 
أستحمل يوم ثاني في المكان المخيف اللي 
بياخذني عليه إنت مشفتيش البودي قاردز 
الړعب مختارهم واحد واحد انا ببقى حاطة 
هناك بمۏت من الړعب في كل ثانية بقيت خاېفة 
انام عشان مصحاش الاقي نفسي هناك في واحد 
منهم وشه مټشوه فيه چرح كبير كبير اوي من جبينه لحد ذقنه مخيف يا مروى مخيف اوي 
مش عاوزة ارجع هناك داه شغلني خدامة بمسح و بغسل و بطبخ الفيلا كبيرة أوي و مليانة تراب صمتت قليلا قبل أن ترفع يدها لتريها إياها 
و هي تضيف بصوت مخټنق بصي إيدي 
داس عليا بجزمته كان حيكسر صوابعي 
لسه بتوجعني أوي بس مش قادرة اروح للدكتور 
عشان خاېفة الاقيه قدامي و مش قادرة اجيب 
دكتور للبيت عشان ماما و بابا ميعرفوش بالحكاية مروى بحزن انا حاسة بيكي يا حبيبتي و الله 
بس خاېفة داه واحد مچنون و مش حيتردد
إنه يأذيكي إحنا لازم نهدا عشان نقدر نفكر كويس نظرت لها بعيون محمرة و ذابلة قبل أن تجيبها
انا خلاص دماغي إتحرق مبقتش عاوزة 
افكر في حاجة عاوزة بس انام وأصحى الاقي نفسي بحلم 
مروى بس إنت عارفة كويس إنه حلم بلاش 
تتهربي من المشكلة لازم تواجهي عشان تتخلصي 
منها في أسرع وقت مش معقولة إنك حتفضلي
تحت رحمته العمر كله 
يارا بتصميم مفيش طريقة غير إني اتجاهله 
مش حيعملي حاجة اكيد مش حيقدر يخطفني 
من الفيلا انا حفضل حابسة نفسي هنا لحد ما يزهق و ينساني مفيش غير الحل داه انا 
ترجيته بدل المرة الف بس هو كان مصمم إنه 
يهينتي و يحتقرني لو شفتي كان بيبصلي إزاي و كأني حشرة مقرفة 
تنهدت قبل أن تكمل تغير اوي يا مروى تغير 
و بقى وحش و
مصر يدمرني بطريقة بطيئة 
عاوز يعذبني على مهله بس و الله 
داه كثير اوي صح انا غلطت زمان لما لعبت بمشاعره و خدعته بس وقتها كنت صغيرة 
بس بعدين ندمت و رجعت دورت عليه عشان 
اعتذرله بس لقيته سافر بعد ما خلص إمتحاناته
على طول فاتت خمس سنين على الحكاية
دي بس هو للأسف لسه منسبش و رجع من ثاني 
عشان ينتقم مني قوليلي حتصرف إزاي في 
المصېبة دي انا دايما كنت بسمع بالبنات اللي 
بيهددودهم بصورهم بس كنت بقول حاجات 
تافهة بس دلوقتي حسيت بنفس إحساسهم 
إحساس الظلم و العجز و الخذلان إحساس
إن واحد مچنون ماسكك من رقبتك و بيضغط 
عليكي بتبقى روحك في إيده بتترجيه عشان 
يسيبك بس بيرفض و بيزيد في الضغط و إنت 
مستسلمة عشان مش حتقدري تعملي حاجة 
شعور الندم بياكل جواكي و إنت عاجزة حتى 
إنك تتنفسي من غير إذنه خاېفة يدمرك في لحظة 
و مش إنت بس لا و عيلتك كمان اااه يا مروى 
ااااه انا بجد مش قادرة اتنفس 
صاحت پقهر و هي تمسد رقبتها بيديها الاثنتين 
حركت مروى رأسها بقلة حيلة ليتها فقط تستطيع 
التخفيف عنها و لو قليلا لكن كيف و هي أيضا 
رقبتها بين يديه فإما ان تضحي بنفسها و عائلتها 
من أجل هذه الفتاة التي تعتبرها صديقتها و إما 
إن تقدمها له كقربان و تكمل مهمتها التي جاءت من أجلها 
لكن حتى لو ضحت بنفسها لن تضره في شيئ فهي تعرفه جيدا بسهولة سيجد لها بديلا يكمل المهمةتحدثت بهدوء و هي تمثل انها لا تعلم تفاصيل ما يجري طيب هو مطلبكيش النهاردة اقصد 
يمكن خلاص خلص إنتقامه و حيسيبك 
نفت يارا برأسها قائلة انا قفلت تلفوني بس 
مش عارفة هو إتصل و إلا لا
يارا بفزع لالا مش عاوزة انا حبعث اي حد 
يرمي التلفون في النيل عشان ميقدرش يوصللي مروى طيب إفتحيه ثانية واحدة و بعدين 
إقفلي على طول مش حتقدري تقعدي كده من 
غير ما تتطمني 
يارا برفض مروى لو سمحتي كفاية انا اصلا 
اعصابي بايضة متضغطيش عليا ارجوكي مروى بعدم إستسلام طيب بصي إديني 
التلفون و لو إتصل انا حرد عليه و أقله إني 
لقيت التلفون داه مرمي في الشارع و انا 
متأكدة إن هو لو عرف إنك رميتي التلفون 
حييأس منك و يسيبك 
رمشت يارا بعينها عدة مرات و كأنها تقلب الفكرة
في رأسها لتهز رأسها في الاخير باقتناع رغم 
قلبها الذي كان ينبض پجنون و كأنه يخبرها بان شيئا سيئا سوف يحصل 
ضغطت مروى على ازرار الهاتف بيدين مرتعشتين 
و هي تتمتم بداخلها بدعاء يارب سامحني 
و الله ڠصب عني هي على الاقل من عيلة غنية 
و أكيد حتلاقي حل إنما أنا ضعيفة مقدرش اواجهه
يارب فتح الهاتف لتضغط بعدها على زر الاتصال 
بالإنترنيت ليبدأ الهاتف بالهتزاز معلنا عن 
وصول رسائل كثيرة على تطبيق الواتس آب 
فتحت مروى الرسائل بتردد و هي تنظر 
ليارا التي كانت تنظر للهاتف و كأنه حبل 
مشنقتها 
بدأت الأخرى في قراءة رسائل صالح و الذي 
لم يترك شتيمة او عبارة بذيئة إلا و صفها بها 
و فجأة توقفت عن القراءة و قد جحظت عيناها 
پصدمة مما تراه أمامها رسائل كثيرة من مواقع 
أجنبية إيب تعلن لها عن إعجابهم بصورتها و قبولهم

لعرضها بالعمل مهم بالإضافة إلى المبالغ 
الكبيرة من المال التي قدموا لها 
مدت لها الهاتف دون أن تنظر لها لتخطفه 
يارا من يدها لتبدأ في قراءة الرسائل باللغة الإنجليزية 
رسالة إثنان عشرة ثم توقفت بعدها عن العد 
لترمي الهاتف من يدها ثم تركض للحمام لتفزغ 
جميع ما في جوفها رغم أنها لم تاكل منذ يومين أما مروى فقد بقيت جامدة في مكانها لم تتوقع 
انه دنيئ لهذه الدرجة كانت تعلم قسوته و جنونه 
لكن ليس بهذا الشكل كيف إستطاع فعل ذلك 
كيف طاوعه قلبه بإرسال صورها لتلك المواقع المقرفة هي أخطأت معه قبلا و من حقه الاخذ بثأره لكن ليس 
بتلك الطريقة 
إستندت يارا على باب الحمام من الخارج لتنظر 
لظهر مروى و هي تمتم پقهر انا خلاص إنتهيت
يامروى إنتفضحت إتفضحت 
ظلت تردد تلك الكلمات قبل أن تقع على ركبتيها 
و هي تغرس أصابعها داخل خصلات شعرها 
هرولت مروى نحوها لتساعدها في الوقوف و تجلسها
على السرير قائلة بهدوء و قد عزمت على فعل شيئ 
ما شششش خلاص يايارا إهدي انا حساعدك 
اكيد في حل هو مستحيل يعمل كده انا متأكدة إن في حاجة ناقصة ماهو مش معقول حيرمي كل اوراقه
بالشكل داه مرة واحدة و ميسيبش حاجة 
يهددك بيها عشان ترجعي تحت سيطرته 
من ثاني بقلك إيه أنا حكلمه و أكيد حوصل معاه 
لحل و حتأكد منه إذا كان فعلا نشر الصور دي او 
لا إهدي يا حبيبتي العياط و الاڼهيار مش حيحلو 
حاجة 
تحدثت مروى بنبرة هادئة فهي نوعا ما شخصيتها 
أقوى بقليل من شخصية يارا المدللة التي لم تتعود من قبل أن تخضع لشخص ما عكس مروى التي كانت
دائما تحت رحمة الآخرين بسبب حاجتها للمال 
يارا پبكاءإنت لسه حتتأكدي مش شفتي الرسايل 
بعينيكي و الايميلات اللي من ال انا خلاص إتدمرت 
انا حقول إيه لماما و بابا لو شافو الصور دي على النت قلتلك بلاش نفتح الموبايل قلبي كان حاسس 
إن في مصېبة مستنياني شهقت من بين دموعها 
و هي تكمل صالح مش حيسيبني غير ما يخلص 
عليا انا عارفة 
مروى انا حكلمه و أشوف إيه الحكاية يلا 
قومي إغسلي وشك عشان زمانها مامتك 
رجعت البيت و لو شافتك في الحالة دي حتقلق 
عليكي يارا انا في إيه و إلا في إيه ماما مش حترجع دلوقتي صاحبتها مستدعياها على العشاء مروى طب كويس عشان اقدر أتكلم على راحتي 
هاتي الموبايل و انا حنزل تحت أكلمه و ارجعلك 
يارا لا اقعدي هنا و كلميه قدامي 
مروى بابتسامة مقتضبة مينفعش يا حبيبتي 
داه حيعرف إنك جنبي و إن إنت اللي طلبتي منه 
اكلمك و يمكن داه يخليه يتمادى في اللي بيعمله 
هاتي موبايلك انا حقله إنك في اوضتك و قافلة على نفسك بس انا خذت موبايل منك من غير متحسي اومأت لها يارا رغم عدم إقتناعها لكن لم يكن لديها اي 
حل آخر فهي حرفيا كانت كالغريق
 



الذي كان يبحث حتى قشة صغيرة حتى يتعلق بها نزلت الأخرى 
لتدخل سيارتها حتى تتمكن من التحدث معه دون 
أن يسمعهم اي أحد صالح بعجرفة اخيرا ست الحسن تنازلت عشان 
تكلمني مروى بارتباك و هي تسمع صوته انا مروى صالح و الكلبة الثانية فين ممم أكيد قاعدة 
بتفكر في العروض اللي جاتها 
مروى صالح باشا ارجوك إحنا متفقناش على 
كده انا مكنتش عارفة إن الحكاية فيها صور 
و فضايح حضرتك قلتلي حتبهدلها شوية و تسيبها 
صالح بصړاخ متفقناش على إيه ياروح امك 
إنت مين يا عشان اشاورك او آخذك رأيك في اللي انا بعمله إنت الظاهر إنك نسيتي نفسك وو بقيتي 
بتتمردي على اسيادك لا لا فوقي كده و إتعدلي 
بدل ماأعدلك بطريقتي 
مروى بصوت ضعيف انا مش قصدي ياباشا 
بس و الله حرام اللي حصل يارا فوق مڼهارة 
و مش بعيد تعمل في نفسها حاجة دي مړعوپة 
من إن أهلها يشوفوا الصور اللي حضرتك نشرتها صالح بضحك متقلقيش مش حيجرالها 
حاجة و محدش شاف و لا حيقدر يشوف صورها غيري انا انا بعثت صور بنات ثانيين already بيشتغلوا في المجال داه و مين غير وش كمان 
بس إديتهم إيميل يارا عشان يبعثولها عليه الرسايل 
اللي إنتوا شفتوها انا كنت بس بعرفها ان ممكن اعمل فيها إيه يلا خليها تكلمني عشان انا صبري قليل و
المرة حبعث الصور بتاعتها و بوشها كمان يلا غوري و خليها تكلمني 
الفصل الثامن 
Mon petit lapin
Sest souvez dant le jardin
Cherchez moi coucou coucou
Je suis caché sous un chou 
يادي النيلة على الأرانب ما تستخبى و إلا تتنيل
بقلك إيه يالوجي سيبك من الأغاني الفرنساوي المايعة دي طعمها وحش عاملة زي الفراخ المسلوقة الي من غير ملح تحدثت أروى بصوت مرح و هي تسرح شعر 
لجين الصغيرة التي كانت تحاول أن تكرر وراءها كلمات تلك الأغنية الفرنسية المخصصة للأطفال بصوتها الطفولي لتكمل أروى حديثها إنت تسيبيلي نفسك خالص و انا حضبطك 
كل اغاني المهرجانات 
اه و الله زي ما بقلك كده طب بذمتك مش أحسن من الأغاني المايعة إنتهت من تسريح شعرها لتديرها حولها و تقبل 
وجنتها مضيفة إنت كبرتي يا حبيبتي على 
اغاني الأطفال دي إسمعي مني انا اكبر منك 
و عارفة مصلحتك اكثر منك طب إيه رأيك حسمعك حتة من أغنية أنذال أنذال و الله مافيكوا جدعان 
و إنت أحكمي لوحدك حتشجعي منين المصري و إلا الأجنبي هو انا بصراحة انا مش حكذب عليكي يا لوجي انا نسيت مين اللي كان بغنيها بس هو هو كان إسمه أحمد موزة و إلا احمد منجاية حاجة زي كده بس مش مهم اصل أغاني المهرجانات دي كلها خضر و فواكه ااه زي ما بقلك كده كانت تحدثها و كأنها شخص كبير أمامها و الغريب 
إن الطفلة كانت تحرك رأسها بالموافقة دون أن تفهم مايقال لها صړخت أروى بفزع و هي تضع يدها على قلبها 
بعد أن سمعت صوت ندى التي دخلت الغرفة بعد أن وجدت الباب مفتوحا 
ياجاهلة في الفن الراقي قذفتها أروى بالوسادة و هي تشتمها بغل لما 
ينطحك مش تخبطي و إلا تعملي صوت قبل ما تطبي علينا كده قطعتيلي الخلف بصوتك اللي عامل زي جرس المدرسة قهقت ندى عليها قائلة و الله لو سمعك أنكل 
فريد حطب ساكت المسکي نأروى و هي تمصمص شفتيهابسخرية فريد و مسكين تيجي إزاي دي يا فالحة و بعدين إنت ليه بتقوليله أنكل قوليله أبيه زي ما بتنادي سيف و صالح ندى بخبث و هي تخفي ضحكتها مش عارفة بس انا تعودت أناديه أنكل و بعدين هو كبير اوي في السن بالنسبالي فأنكل أحسن متنسيش إن بينا يجي أكثر من عشرين سنة فرق يعني تقدري تقولي أنه قد بابا رفعت أروى حاجبها باستغراب قائلة ليه هو إنت عندك كام سنة 10سنينندى لا انا عندي 16 سنة بس أنكل فريد هو الكبير 
رفعت رأسها لتحدق قليلا في ملامح أروى 
المنصدمة و هي تضيف محاولة التحكم في نفسها حتى لا نكمل كذبتها البيضاء داه عنده 39 سنة
و داخل في الأربعين شهقت أروى بصوت عال و توسعت عيناها بدهشة 
و هي تجيبها مش باين عليه و الله كنت فاكرة 
عنده بالكثير ثلاثين سنة إنفجرت ندى بالضحك و هي تشير نحوها باصبعها 
شكلك مسخرة و الله مكنتش عارفة إنك هبلة كده 
هو في واحدة مش عارفة جوزها عنده كام سنة 
لکمتها أروى على ذراعها بقوة لتتوقف الأخرى عن الضحك يعني كنتي بتشتغليني يا سوسة ماشي طب إستني بس لما فريد ييجي و انا حقله إنك قلتي عليه عجوز و شعره أبيض بس هو بيصبغه كل شهر و إنه كان لازم يتجوز واحدة في سنه مش واحدة قد بنته ندى بتوتر زائف نهار إسود إنت ألفتي الحوار داه كله إمتى على فكرة انا كنت بهزر معاكي أبوس إيدك كله إلا أبيه فريد داه يالهوي فجأة توسعت عينا أروى پصدمة و هي تنظر
وراء ندى 
ثم وضعت يدها على فمها لتكتم شهقتها و هي ترفع 
إصبعها مشيرة ان فريد هو من يقف وراءها قبل أن 
تنقل بصرها من جديد نحو ندى التي تجمدت من شدة الخۏف حرفيا و شحب لون وجهها حتى كاد يغمى عليها لدرجة انها لم تستطع الالتفات نحو الباب لتتأكد من كلامها لټنفجر أروى ضحكا عليا و هي تتحدث من بين ضحكاتها أروى بضحك طب إشربي يا قمر انا كمان كنت بهزر معاكي ندى بضحك بعد أن تمددت على السرير لتأخذ أنفاسها التي سحبت منها حرام عليكي مقلبيني زي ما إنت عاوزة بس بلاش ابيه فريد حرام عليكي انا لسه صغيرة على القلب و السكر بس طلعتي جامدة جدا في المقالب بصراحة انا كمان بحب الهزاز 
و الفرفشة و حبيت آجي اقعد معاكي اصلي زقهت من القعدة لوحدي حتى إنجي بقالها 
كام يوم كئيبة و مش بتطلع من أوضتها عشان زعلانة هي و هشام اخويا 
أروى زعلانة هي و هشام طيب ليه
ندى مش عارفة بس هو بقاله فترة مش بيتكلم 
معاها تقريبا هي عملت حاجة زعلته أصله هو بيحبها قالتها بهمس و هي تستوي في جلستها و تنظر لباب الغرفة خوفا من وجود أي أحد أجابتها أروى ياستغراب بيحبهاهو هشام بيحب 
إنجيندى بملل يوووه من زمان اوي 
أروى طب و هي 
ندى تؤ معتبراه اخوها بس انا عارفة السبب الحقيقي اللي مخليها مش بتبادله مشاعره ضيقت أروى حاجبيها و هي تنظر لهذه الصغيرة التي لايخفي عنها شيئ في هذا المنزل فهذا ملاحظته منذ مجيئها فندى هي تقريبا تعلم اخبار جميع سكان القصر باعتبارها أصغر فرد و بعدها لجين طب و إيه هو السبب تساءلت أروى بفضول ندى اصل إنجي مش عاوزة تقعد هنا في قصر الأشباح داه پتكره تحكمات جدي و أنكل كامل عندها حق انا كمان بستنى إمتى أكبر عشان اتجوز و اخرج من العيلة دي بس انا قلقانة عشان لو عرف جدي إن هشام عاوزها حيخليها تتجوزه ڠصب عنها بهتت أروى من كلام الصغيرة التي أكملت كلامها ثم إلتفتت لتحمل و تلاعبها يبدو أن هناك الكثير من الأشياء التي لا تعرفها عن هذا المكان لوت

شفتيها بتهكم و هي تتمتم بداخلها وإزاي حعرف 
و انا طول النهار و الليل مسجونة في الأوضة دي مع لوجي إنتبهت لوقوف ندى من مكانها تتفرس أنحاء الغرفة بعينها و هي تتجه نحو الباب قائلة
طيب أسيبك انا دلوقتي اااه نسيت اقلك طنط سناء عاوزة تشوف لوجي هي مستنياكي تحت أروى بأيجاب طيب خمس دقائق و حنزل في برلين ركضت سيلين في بهو المستشفى لتدلف الاسانسير 
و تضغط على الزر الذي يؤدي للطابق الذي توجد فيه غرفة والدتها متجاهلة نداءات سيف الذي كان حرفيا 
يركض خلفها 
وضع قدمه بين بابي المصعد لينفتح مرة أخرى و يدخل رامقا تلك الصغيرة بنظرات غاضبة و هي 
يقولثاني مرة متنزليش من العربية كده و تجري
خليتي شكلي وحش و أنا بجري وراكي انا و القاردز سيلين بصوت لاهث سوري بس كنت عاوز يشوف مامي جدا بدأ غضبه يهدأ لكن في داخله لم يعجبه ماقامت به فهي حالما علمت بأن والدتها إستيقظت 
نسيت وجوده في لحظة و كأنه لم يكن رغم كل ما فعله من أجلها يعلم انها لا تبادله نفس الشعور لكن الاقل فلتعطيه القليل من الاهتمام سكت مكتفيا بتأمل عيناها اللامعتان و هي تنظر 
للارقام المضيئة التي تعلن إقتراب وصول المصعد نحو الطابق المنشود 
فتح الباب لتركض بسرعة بلا مبالاة نحو الغرفة 
توقفت قليلا لتستطيع تهدأة نفسها و فتح الباب بهدوء 
تعلقت
عيناها بتلك المرأة التي كانت ممدة على 
بالبكاء بصوت عال ربتت هدى على ظهر طفلتها
الصغيرة بيدها محاولة تهدأتها قائلة بصوت ضعيف 
إهدي يا حبيبتي انا الحمد لله بقيت كويسة رفعت سيلين رأسها لتأخذ يدها و تقبلها عدة قبلات و هي تستنشق رائحتها الحنونة التي إشتاقت لها حد 
المۏت إنتبهت لدخول أحد ما للغرفة و بدون أن تلف تراه عرفت هويته من خلال رائحة عطره المميزة التي ملأت الغرفة توجه سيف بخطوات هادئة نحو عمته ليقبل 
جبينها قبلة طويلة و هو يهمس بصوت متحشرج
من فرط تأثره وحشتيني اوي حمد لله عالسلامة هدى و قد غلبتها دموعها الله يسلمك يا حبيبي 
إزيك إبتعد عنها سيف لينتقل للجهة الأخرى ليجلس 
على كرسي قريب منها و هو لايزيح نظره عن عمته التي تغيرت ملامحها كثيرا بعد غياب سنوات كثيرا 
قال و هو يرسم إبتسامته الساحرة ععلى شفتيه 
انا بقيت كويس ياطنط بعد ما بعثتيلي أحلى 
هدية جاتني في حياتي 
قالها و هو ينظر نحو سيلين التي كانت منشغلة 
بتمسيد يد والدتها إبتسمت هدى بضعف و قد فهمت مقصده لكنها لم تستطع أن تجيبه أمام إبنتها 
بعد ساعة كاملة قضتها سيلين تثرثر بأحاديث 
عشوائية مع والدتها التي إكتفت بالإستماع إليها هي و سيف خرجا بعد ذلك من الغرفة تاركين هدى لترتاح 
بعد أن طمئنهما الطبيب عليها 
سيلين بتذمر و هي ترفض مغادرة المشفى انا مش عاوز يروح مش عاوز يسيب مامي لوحده 
سيف و هو يسير ممسكا بيدها قائلا بصوت منخفض حبيبي مينفعش نقعد معاها اكثر من كده 
عشان هي محتاجة ترتاح متنسيش إن عمليتها كانت 
صعبة و إلا إنت مش عاوزاها تطلع من المستشفى قريب سيلين بنفي لا طبعا انا عاوز مامي يطلع النهاردة 
سيف بضحك لا النهاردة صعب بس متقلقيشانا مرتب كل حاجة خرجوا من المستشفى ثم توجهوا مباشرة نحو الفيلا 
توقف سيف ليتحدث مع كلاوس و إيريك ليأمرهما 
بتوفير طائرة طبية خاصة لتنقل عمته هدى لمصر 
و معها الطاقم الطبي المشرف على عمليتها أمرهما 
بدفع أي مبلغ يطلبونه المهم فقط الإسراع بتنفيذ جميع الإجراءات 
بعد دقائق قليلة
 



كان يصعد الدرج الرخامي متوجها
نحو غرفة الصغيرة طرق الباب ثم دخل بعد أن سمع
صوتها الرقيق تسمح له بالدخول أطلق صفيرا 
مرحا و هو يراها تجلس على السرير تحاول التعامل مع ذلك الهاتف الذي أهداها له بالأمس جلس بجانبها ثم مال قائلا هو الجميل زعلان مني و إلا إيه
حركت رأسها بنفي و هي تبتعد عنه قليلا 
ثم عادت لتنشغل بالهاتف عندها شعر سيف بتشنج 
أعصابه بسبب تجاهلها له لكنه حاول بكل جهده 
أن لا يبين ذلك رسم إبتسامة مزيفة على شفتيه 
ثم مد يده ليأخذ الهاتف منها هاتفا بنبرة لينة 
محاولا إرضائها سولي حبيبة قلبي انا عارف و مقدر تعلقك بوالدتك و إنك عاوزة تقعدي معاها 
بس الدكاترة منعوا الزيارة لأكثر من ساعة 
عشان صحتها أصلا هي حتقضي بقية اليوم نايمة عشان المهدئات اللي بتاخذها يعني وجودك معاها زي عدمه بس إحنا إن شاء الله بكرة الصبح حنرجع 
نزورها تاني يلا إفردي وشك و خليني اشوف 
الضحكة الحلوة اللي بتنور يومي اضاف و هو يداعب وجنتها باصبعه و إلا إنت عاوزة 
طنط هدى تزعل مني عشان زعلتك 
سيلين بخفوت و هي تحاول التراجع بجسدها 
حتى تتجنب لمساته لا انا مش زعلان 
إستقام سيف من مكانه كاتما غضبه و هو يلاحظ 
بوضوح نفورها منه وهذا مالم يستطع تقبله رغم إعترافه بداخله انها من الطبيعي ان لا تتقبله بهذه السرعة فهي
مازالت لم تتعود عليه و لاتعرفه جيدا 
توقف عن السير أمام الباب ليتحدث دون الالتفات إليها حتى لا ترى ملامحه الغاضبة التي تجعل منه بحق مخيفا لأقصى درجة متتأخريش عشر دقائق 
و تكوني تحت عشان نتغدى مع بعض ضغط في آخر كلامه و كأنه يؤكد لنفسه أنها من المستحيل أن يسمح لها بأن تكون أي شيئ بدونه و أنها أصبحت جزء لا يتجزأ منه أغلق باب الغرفة وراءه و هو يبتسم إبتسامة مچنونة 
متمتما بخفوت سبحان الله حتى إسمك مؤخوذ من إسمي سيف و سيلين في قصر عزالدين 
دلفت ندى لغرفة نوم والديها لتجد والدتها إلهام تجلس 
على كرسي تسريحتها تمشط شعرها الأصفر بعناية 
ثم ترفعه بتسريحتها الأنيقة المعتادة 
تمددت على السرير الضخم و هي تراقب حركات 
والدتها باعجاب تلك السيدة التي تجاوز عمرها الخمسون سنة لكنها تظهر اقل من عمرها بعشر سنوات بفضل إعتناءها بنفسها و بجمالها الخارجي
نظرت إلهام لإبنتها التي كانت تحدق فيها ببلاهة قائلةفي إيه يا ندى مالك بتبصيلي و كأنك اول مرة تشوفيني
ندى باعجاب أصلك حلوة اوي يامامي و كلما بتكبري بتحلوي أكثر و انا عاوزة لما أكبر أبقي زيك ضحكت إلهام بغرور و هي تلقي نظرة اخيرة على نفسها في المرآة وقفت من مكانها ممسكة بزجاجة 
عطرها الفاخرة قائلة عاوزة إيه يابكاشة هاتي من الآخر عاوزة فلوس اكيد و هو إنت إيه اللي حيخليكي تيجي اوضتي غير الفلوس ندى و الله مش عاوزة حاجة ياماما بس انا كنت 
في أوضة أروى من شوية و لاحظت حاجة غريبة إستدارت نحوها إلهام قائلة باهتمام حاجة إيه 
ندى بتوتر مش عارفة ياماما بس شفت هي تقريبا قاعدة في اوضة لوجي انا شفت الدولاب مفتوح 
و في هدم كثيرة ليها هناك و كمان كل حاجتها على التسريحة برفيوم و ماكياج كل حاجة سارت إلهام نحو الفراش لتجلس بجانبها هاتفة 
بخبث لا إنت تحكيلي كل حاجة شفتيها بالتفصيل الممل حكت لها عما رأته في غرفة لوجي و أكدت لها أن أروى لا تقطن في في غرفة زوجها فهي طبعا عندما ذهبت لرؤيتها منذ قليل بحثت عنها أولا في غرفة نوم فريد و عندما لم تجدها إتجهت نحو غرفة الصغيرة 
زمت إلهام شفتيها المصبوغتبن بلون وردي هادئ هاتفة بخبث مممم بقى الحكاية طلعت كده احنا كنا عارفين إن فريد إتجوز عشان يسكت مامته دي 
كانت بتزن عليه ليل نهار عشان يتجوز بنت أختها 
الطماعة اللي إسمها سميحة بس انا كنت متأكدة إنه مستحيل حيقبلها كزوجة بدل مراته اللي ماټت الله يرحمها المهم يلا روحي إنت على أوضتك عشان تزاكري الامتحانات قربت قبلتها ندى ثم غادرت لتبحث عن شيئ آخر تمضي 
به وقتها فهذه تقريبا وظيفتها في القصر لهذا تطلق عليها إنجي لقب النمامة الصغيرة 
بعد دقائق قليلة كانت إلهام تجلس في الحديقة 
حيث كانت سناء تلاعب إنجي الصغيرة التي كانت تصر على النزول من الكرسي و اللعب التراب و الأعشاب لكن جدتها كانت تمنعها إرتشفت آخر رشفة من فنجان قهوتها السوداء
كسواد قلبها قبل أن تضعه على الطاولة الصغيرة أمامها إستعدادا لبث سمها 
أمال فين أروى مش شايفاها مع لوجي اصلي اول مرة اشوفها من غيرها سناء دون إهتمام راحت لإنجي يمكن عاوزة تطلب منها حاجة 
رفعت إلهام حاجبيها متمتمة بعدم رضا ممم طيب 
أصلي كنت عاوزة اقلك علي حاجة مهمة بس ياريت تفضل سر بينا 
رفعت الأخرى عيناها نحوها هاتفة بفضول بخصوص إيه
إلهام يخبثأصلي من شوية لما رحت المطبخ عشان أقول فاطمة تعملي القهوة لقيت الخدامات بيتكلموا على فريد و أروى سناء بدهشة بيتكلموا عن إبني فريدإلهام ايوا امال فريد
إبن الجيران المهم ركزي معايا عشان تقدري تلاقي حل للمصېبة دي قبل ما يسمع أنكل صالح و تبقى مشكلة اصلهم كانوا بيقولوا إن فريد طرد مراته من أوضته و مخليها مع بنته بصراحة انا مصدقتش اللي سمعته بس عملت نفسي إني معرفتش حاجة عشان مكبرش الموضوع 
بس إنت عارفة انكل صالح مفيش حاجة متستخبى
عليه في القصر داه و مصيره حيعرف و يطربق الدنيا على رأس إبنك دي تعتبر ڤضيحة كبيرة للعيلة طيب و هو إنك لما مش عاوزها يتجوزها ليه البنت مسكينة عشان أهلها فقراء و على قد حالهم تقوموا تستغلوا بنتهم كده دي مهما كان بنت اختك ياسناء يعني لحمك و دمك كده تخلي الشغالين اللي عندنا يجيبوا في سيرتها من غير رحمة 
تنهدت بزيف لتكمل تمثيليتها هاتفة بحزن مصطنع
أصعب حاجة على الست إن جوزها يرفضها و يحسسها إن ملهاش قيمة عنده و يخليها تفقد الثقة في نفسها و في أنوثتها شعور صعب جدا داه اكيد 
هددها إنها متشتكيش و لا تقول لحد المسكينة دي لسه عروسة تابعت سناء اللعب مع الصغيرة و هي تخفي إرتباكها و دهشتها من كلام الأخرى فهي تعلم أن فريد لا يتشارك الغرفة مع زوجته منذ اول ليلة زواجه و لكنها لم تهتم 
طالما أن لا أحد يعلم بالأمر و لكنها لم تتوقع أن تعرف إلهام بذلك و هي طبعا لن تسلم من تلميحاتها الساخرة منذ اليوم و كأنها فعلا ستصدق فعلا خۏفها و حزنها على يارا لكنها الان مظطرة للحديث مع إبنها لإيجاد حل أما إلهام

فقط إبتسمت بغرور و هي تلاحظ ملامح سناء المړتعبة و قد علمت انها حققت غايتها بإشعال حرب صغيرة بين الابن و أمه فهي تعلم جيدا ان فريد 
لن يتقبل إبنة اختها مهما فعلت حتى لو أجبره جده على ذلك لكنها قالت ذلك فقط لتخيفها و الغبية الأخرى قد صدقت و كيف لا و هي من عادتها تصديق كل شيئ تقوله حتى و لو كان كڈبا و ربما تحصل مشكلة أيضا بين الزوج و زوجته و تلك كانت غايتها الأولى فهي تستمتع كثيرا برؤية المشاكل و الشجارات داخل هذا القصر و يبدو أنها ستكون كثيرة في الأيام القادمة خاصة بعد أن هاتفها إبنها آدم منذ قليل يخبرها عن سفر سيف لدولة ما صحبة تلك الفتاة 
المجهولة إنشغلت قليلا بالنظر لأظافر يدها المطلية بلون وردي شبيه بلون احمر الشفاه الذي تضعه قبل أن تتحدث آدم كلمني من شوية و قالي إن سيف سافر مع البنت اللي جاتله الشركة من يومين 
سناء بانتباه متناسية حكاية إبنها و زوجته سافروا فينإلهام مقدرش يعرف بس على العموم مش حيتأخر عشان عندهم صفقة مهمة بعد يومين و مضطر يرجع سناء بحيرة طيب و عرف مين البنت اللي كانت
معاه اخذت إلهام نفسا عميقا ثم نفخته بقوة تدل على عصبيتها قائلة جرى إيه يا سناء مش فالحة غير تسألي انا قلتلك عشان تعلمي جوزك يفتح عينيه المدة دي عشان انا متأكدة إن موضوع البنت دي مش حيعدي على خير اكيد في وراه حاجة إنت عارفة 
إن سيف عمره ما كان ليه علاقة مع بنت سناء ببلاهةمش يمكن قرر يتجوز إلهام و هي تنظر لها بغيظ أيوا يتجوز و يجيب اولاد عشان يورثوا الهالمة دي كلها و يطلعنا إحنا كلنا برا
يعني كل اللي بنيناه السنين دي كلها يروح في المياه مش كفاية جده العجوز كاتب نص الأملاك باسمه و النص الثاني بين كامل و
امين انا كل اما إفتكر اللي عمله الڼار تقيد جوايا ببقى عاوزة أقتلهم هما الاثنين طيب اسكتي عشان بنت اخوكي جاية علينا و متنسيش تقولي لجوزك اللي إتفقنا عليه أومأت لها سناء بالايجاب رغم عدم إقتناعها فهي لاتكره سيف ابدا بالعكس تحبه و تحترمه كثيرا هو ووالدته تلك السيدة التي عانت كثيرا بعد فقدان زوجها و لكن رغم ذلك حاربتهم لسنوات عديدة حتى تمنع شرهم عن صغيرها و إستمرت في حمايته حتى كبر و إستطاع الوقوف في وجههم و الصمود ضد مؤامراتهم التي لا يكفون عن حياكتها ضده و هاهم الان يجتمعون من جديد كمجموعة ضباع 
مفترسة تحوم حول أسد وحيد يريدون بكل الطرق التخلص منه من أجل أن تبقى الثروة لهم وحدهم افاقت من شرودها على صوت أروى التي كانت تستأذنها لأخذ لجين لتناول وجبة طعامها لتتذكر من جديد حكاية إبنها فريد في المطبخ 
وضعت سعدية فنجان القهوة الذي حضرته و كوب الماء ثم وضعته أمام إبنتها فاطمة قائلة سيبي 
داه من إيدك و خذي القهوة لصالح بيه في المكتب و أوعي تتأخري 
رفعت فاطمة عيناها عن الهاتف و هي تتفرسفنجان القهوة قائلة بلهفة هو صالح جا هنا
طب إمتى اصلي مشفتوش 
سعدية بسخريةالمرة الجاية حيبقى يتصل عشان 
يستأذن سيادتك عشان ييجي بيته يلا يا بت
بلاش سهوكة و روحي ودي القهوة قبل ما تبرد رمت الهاتف على الطاولة الكبيرة التي كانت تملأ
المطبخ ثم رفعت الصينية بين يديها متجهة نحو المكتب بخطوات سريعة وقفت أمام الباب قليلا لتعدل ملابسها و شعرها ثم طرقت الباب و دفعته 
لتدخل دون حتى أن يسمح لها بالدخول 
نظرت مباشرة وراء المكتب لتجده منغمسا في العمل على حاسوبه يرتدي تلك النظارات 
الطبية التي زادت من وسامته أضعافا جعل قلبها يرفرف عاليا كم تتمنى فقط الفوز بنظرة واحدة من عينيه التي تعشقهما سارت نحوه لتضع فنجان القهوة أمامه و هي تقول 
بصوت ناعم القهوة بتاعتك يا صالح باشا أجابها هو دون
 



أن ينظر إليها شكرا يا فاطمة 
فاطمة بدلال العفو يابيه تأمرني بحاجة ثانية كانت تحدق بملامحه بشغف تكاد تأكله بنظراتها و إبتسامتها العريضة التي سرعان ما إنتبه إليها صالح 
ليبتسم هو الاخر بغموض قبل أن يتحدث أيوا عاوزك في حاجة مهمة أقعدي 
تهللت أسارير المسكينة حتى كاد يغمى عليها من شدة الفرح و لكنها سرعان ما تمالكت نفسها قائلة بخجل مزيف ميصحش يا بيه قاطعها صالح بنفاذ صبر أقعدي يافاطمة خليني أعرف اتكلم معاكي براحتي هرولت فاطمة لتجلس على احد الكراسي مقابلة له و هي تضع الصينية على فخذيها هامسة بصوت خاڤت إتفضل يابيه سامعاك 
اخرج صالح رزمة من المال ليرميها على الطاولة أمامها مما أثار دهشتها كثيرا لكنها لم تتكلم بل إكتفت بالضغط على الصينية و هي تسترق النظر نحوه 
من حين لآخر شبك صالح يديه فوق المكتب أمامه لببدأ بالحديث بصوت واثق الفلوس دي على شانك انا بكره 
عاوزك تروحي الفيلا الجديدة بتاعتي حخلي 
السواق يوصلك هناك حتلاقي بنتين عاوزك تساعديهم في تنظيف الفيلا انا حبقى هناك و حفهمك كل حاجة و لو على دادا سعدية انا حبقى اتكلم معاها متقلقيش دلوقتي تقدري تروحي 
نظرت فاطمة للنقود و هي تخفي خيبتها الكبيرة 
لتقف من مكانها قائلة مفيش داعي يا صالح بيه انا حروح فيلتك زي ما أمرتني حعتبر إني بشتغل هنا إستدار صالح حول المكتب ليقف بجانبها و يأخذ 
رزمة النقود و يضعها فوق الصينية قائلا بصرامة لا داه حقك يا فاطمة يلا دلوقتي روحي كملي شغلك غادرت فاطمة و هي تحمل الما كبيرا في قلبها المسكينة كم
كانت ساذجة و هي ترسم أحلامها الوردية هو لايراها و لا يشعر بها إطلاقا بالنسبة له ليست فقط مجرد خادمة و لن تصبح 
غير ذلك حتى لو بعد الف سنة لكنها لن تستسلم 
ليست فاطمة من تستسلم بل ستسخدم جميع أسلحتها 
لتفوز به لن تمضي بقية حياتها كوالدتها مجرد خادمة منسية أقصى طموحاتها هي إرضاء أسيادها 
أغلقت باب المكتب بهدوء وراءها لتسير بروح فارغة 
نحو المطبخ مكانها الطبيعي 
أما في الداخل كان صالح يحدق في صور يارا التي كان يخزنها في حاسوبه الشخصي بابتسامة خبيثة و هو يتوعدها 
بمزيد من العڈاب فيكفي انه رحمها اليوم و تركها تنعم 
بنوم هادئ في منزل والديها بعد أن كادت ټموت 
ليلة أمس بسبب تلك الرسائل التي أرسلها لها 
مساء توقفت سيارة آدم الفاخرة أمام القصر ترجل منها ليعطي المفاتيح لأحد الحراس حتى يأخذها
لمرآب السيارت ثم دلف يبحث عن والدته حتى
يخبرها أمرا مهما صادف فاطمة أمامه ليوقفها متسائلا ماما فين
فاطمة في أوضتها يا آدم باشا
واصل طريقه نحو غرفة والديه ليطرق الباب 
قم يدلف وجد والدته تتحدث مع إحدى رفيقاتها 
بالهاتف فجلس على الاريكة بجانب الشرفة 
لينتظرها حتى تنتهي من مكالمتها 
بعد دقائق إنظمت له إلهام و قد علمت سبب مجيئه إليها 
إلهام في حاجة جديدة بخصوص الزفت سيف 
قدرت تعرف سافر فين و مين البنت اللي معاهآدم پغضب لا ياماما لسه معرفتش انا حاولت كثير بس للاسف مقدرتش اوصل لحاجة 
إلهام بسخرية طول عمره حويط 
بس مصيره حيرجع و حنعرف بقلك إيه يا آدم 
زود الناس اللي بتراقبه في الشركة عشان الفترة اللي جاية حاسة إنها حتكون مليانة مفاجآت أدم بحيرة قصدك إيه ياماما إلهام و هي تنظر أمامها بشرود مش عارفة بس 
حاسة إن الموضوع داه مش حيعدي على خير سيف عمره ما كان ليه علاقة مع ست إلا لو كانت مهمة جدا فاكر لورا البنت اللي كان بيحبها سيف من سنتين طبعا محدش يعرف عنها حاجة غيرنا إنت عارفة هو فضل مخبيها كام شهر لغاية ما إكتشفنا الحكاية 
آدم پحقد أيوا ياماما فاكر كويس داه بيحبها و عاوز 
يتجوزها 
إلهام بشړ هي لو مكانتش كانت كده كده حتموت احنا لايمكن نخليه يتجوز و يبقى عنده اولاد عشان يورثوا نص أملاك عز الدين 
آدم مؤيدا الأملاك دي من حقنا إحنا بس جدو هو اللي ظلمنا فضل حفيده الكبير على أولاده عاوزنا 
نبقى خدم تحت رجلين البيه محدش فينا يقدر ياخذ قرار غير بأمره 
إلهام متقلقش كل داه حيتغير قريب اوي 
إنت بس فتح عينيك و إعرف هو سافر فين و مين البنت دي 
آدم مسنئذنا حاضر ياماما انا رايح اوضتي حغير هدومي و انزل عشان نتعشى و لو إن مليش نفس 
إلهام لازم تنزل إنت عارف أوامر جدك مش عاوزين 
نزعله الفترة دي عشان ميركزش معانا عشان نقدر نتحرك براحتنا 
آدم بضيق عمره سبعين سنة و لسه ماسك في الدنيا بإيديه و أسنانه إمتى نرتاح منه و من تحكماته 
اللي بتخنق دي إلهام بابتسامة شريرة متقلقش يا حبيبي قريب جدا إن شاء الله داه الجزء الأول اتمنى يعجبكم و مش حتأخر في تنزيل الجزء الثاني
الفصل الثامن الجزء الثاني 
ليلا تناول الجميع طعام العشاء بفتور كعادتهم 
ثم توجه بعضهم نحو غرفهم كإنجي أروى التي أخذت لجين لتنام و البعض الاخر جلسوا في الصالون 
لتبادل بعض الأحاديث المملة بينما إستأدن آدم 
للخروج لمقابلة أحد أصدقائه لكنه في الحقيقة ذاهب 
عصام تحضير الجلسة إنتهى من وضع مختلف الاطعمة و الفواكه الجافة و المقرمشات ثم بدأ
قطب مازن حاجبيه باستغراب بعد أن لاحظ 
تكلمت إحدى الفتيات بضجر هو دومي تأخر ليهعصام و هو يلوي شفتيه بسخرية وحشك دومي 
كان عصام سيجيبها لكن صوت الباب الذي فتح 
قاطع حوارهم ليدخل آدم و هو ينادي عليهم ياعالم ياهو إنتوا فين
رمى مفاتيح الشقة نحو مازن الذي إلتقفها بمهارة 
ثم واصل طريقه للداخل قائلا استأذن انا بقى 
فاصل و نرجع بعدين 
ضحك الجميع بعد أن فهموا مقصده ليهتف 
مازن بجرأة داي جاي مستعجل بقى داه حتى 
معملش التسخينات قبل الماتش 
عصام مقهقهامتقلقش زمانه سجل goal و إلا إثنين 
قاطعهم آدم من الداخل صارخا شغل المزيكا يالا أمسك عصام بطنه من شدة الضحك و هو يشير 
للفتاة الأخرى قائلا بصعوبة من بين صخكاته 
قومي يا بت علي التلفزيون قبل ما نسمع صوت اللي جوا و هي بتاكل عسل ضحك الجميع على كلامه ثم أكملوا سهرتهم كالعادة في غرفة لجين فتح فريد باب الغرفة و إندفع 
للداخل كثور هائج باحثا عن أروى التي كانت تقف أمام

الخزانة تنظم بعض الثياب
جرها وراءه ليسير بها نحو غرفته رماها على الأرض 
و كأنها خرقة بالية لتصرخ أروى پألم بسبب إصطدام 
ركبتيها بالارضية القاسېة 
إتسعت عيناها بړعب و هي لازالت لا تصدق ما يفعله هذا المچنون إستندت على كيفها تحاول النهوض 
و ما إن كادت تفعل حتى صړخت مرة أخرى 
للأعلى قليلا حتى أصبح وجهها مقابلا لوجهه أغمضت عينيها پخوف و هي تشعر بأنفاسه اللاهثة من شدة سخطه ټحرق وجنتها همس بصوت هادئ 
كالمۏت إنت عاوزة توصلي لإيه نفت برأسها و هي تشعر بفروة رأسها ستنقلع في يده في اي لحظة لكن ماعساها تفعل أمام هذا الۏحش الهائج هي حتى لاتفهم مايريده منها و ما السبب الذي جعله يثور فجأة هكذا حاولت التكلم لكنها لم تستطيع حتى تحريك لسانها لتنهمر دموعها بعجز و هي تحدق بعينيه السوداوتين 
التين تزدادان ظلاما مع كل ثانية تمر 
لم يأبه بنظراتها البريئة التي كانت تتوسله ان يرحمها ليتحدث من جديد بنبرة أعلى بقى رايحة تشتكي عليا لأمي عاوزة تبقى مراتي بجد عاوزة تقعدي 
بينما شعرت بأنها فقدت حاسة سمعها حتي انها 
لم تستطع الصړاخ بسبب لسانها الذي إنحسر بين 
بصدره الحجري الذي كاد ېهشم وجهها لشدة صلابته و كأن هذا ما كان ينقصها حرفيا جسدها كان
مخدرا حتى أنها فقدت السيطرة عليه لتتركه في 
قبضته المتوحشة يحركه كيفما يشاء 
فتحت عيناها على وسعهما بعد ان رماها على السرير 
و هي تنظر له كان يقف أمامها بهيأته المرعبة لقد كانت ندى محقة عندما أخبرتها انها تخاف منه 
رمى قميصه جانبا ليتراءى لها جسده الضخم 
الذي كان يحتوي على عدة وشوم زادت من شراسة 
مظهره جاهدت أروى حتى لا يغمى عليها من شدة الخۏف 
الذي كان يحتل جميع كيانها حتى انها لم تعد تشعر 
بآلام جسدها المحطم 
تراجعت للخلف و هي تنظر في جميع أنحاء الغرفة 
علها تجد مخرجا لكن كيف لها أن تهرب و هذا الۏحش أمامها إنه أقوى منها بأضعاف و لن تستطيع حتى 
أن تتجاوزه خطوة واحدة صړخت و هي تراه يقترب 
منها إنت حتعمل إيه إوعى إوعى تقرب مني 
إبعدددد أجابها بسخرية مش داه اللي إنت عاوزاه أروى بصړاخ قلتلك إبعد انا معملتش
حاجة 
شعرت أروى بالاختناق كورت قبضتيها و بدأت 
في لكم ذراعه ووجهه بيديها إنطقي إتكلمي 
عاوزة توصلي لإيه بالضبط مش بتسمعي 
الكلام ليه من أول ليلة ليكي هنا و انا فهمتك كويس
إنت هنا خدامة لبنتي و بس حصل و إلا محصلش ردي همهت أروى بعجز و ألم و قبضة فريد تطحن 
وجهها دون رحمة ليستأنف كلامه مرة أخرى 
بحدة اكثر أمال رايحة لأمي تشتكيليها ليه إيه كنتي فاكرة إنها متعرفش و إلا تكونيش عاوزاها تقنعني إنك تبقي مراتي همس لها بنبرة مخيفة لتتلوى اروي پهستيريا 
محاولة تخليص نفسها من براثنه 
الذي صفعها عليه منذ قليل لتسكن حركتها 
بعد أن شعرت بټحطم عظمة وجنتها علا
صوت صړاخها و لكنها لم تستطع تحريك 
رايحة فين ياروووووح أمك فاكرة دخول الحمام زي خروجه لا صړخ فريد بصوت حاد 
صړخ في آخر كلامه لتتنفض أروى بقوة على 
إثر صرخته العالية متمتمة بړعب و الله ماعملت 
حاجة انا مق مقلتش حاجة
بفزع قبل أن تستند على يديها محاولة الوقوف صړخت بوهن بعد أن فشلت في تحريك ساقيها 
بصڤعة واحدة من كفه الضخم في الداخل حدق فريد في ملامح وجهه الغاضبة في بقايا المرآة 
التي هشمها فور دخوله و كأنه ينفس عن غضبه فيها 
لعڼ نفسه مئات المرات 
لكنها هي السبب في ما حصل لها هكذا بدأ باقناع ضميره الذي بدأ يشعره بأنه شبيه أولئك المجرمين الذين كان يقابلهم في عمله 
ببساطة هو رجل قد حرم من طعم الحب باكرا و هي 
أنثى فاتنة غير محرمة عليه 
ثم خرج لم يستغرب عندما وجدها على هيئتها
المزرية التي تركها بها تنحنح قليلا حتى يلفت 
إنتباهها لكنها لم تلتفت له كانت فقط تبكي و تشهق پهستيريا 
تقدم منها ليصعد فوق السرير بجانبها فتح 
العلبة ثم أخرج بعض القطن ثم سكب فوق الكحول الطبية مسح جانب شفتيها لتصرخ 
أروى پألم و تزداد شهقاتها الباكية 
زفر بحنق و هو يرمي الزجاجة و القطن داخل الصندوق ثم نزل من على السرير ليغادر الغرفة نحو 
غرفة لجين 
تفقد الصغيرة ليجدها نائمة 
كما تركها منذ قليل ثم إتجه نحو الخزانة ليبدأفي تقليب محتوياتها إختار أحد العباءات الواسعة 
باللون الأزرق الداكن سهلة الارتداء حيث تغلق من الامام بأقفال كبيرة و معها حجابا بنفس اللون أغلق باب الغرفة بهدوء ثم عاد لأروى التي 
كانت تسير ببطئ باتجاه الاريكة بعد أن تمكنت من
النزول من فوق السرير مدت يدها حتى تستند على
 



ظهر
الاريكة لكنها تراجعت للوراء عندما وجدته أمامها 
كانت تنظر له بړعب كمن يرى وحشا أمامه سارت بخطوات مسرعة متعثرة كاتمة المها الحارق 
الذي كان يجتاح كامل جسدها لتختطف منشفة مرمية 
فوق أحد الكراسي لتضعها على جسدها بارتباك
و في كل لحظة ترفع رأسها قليلا لتختطف نظرة 
سريعة نحوه لتتأكد من مكانه 
أكملت سيرها تريد الوصول لباب الجناح حتى تخرج لكنه إعترض طريقها و هو يمد يده نحوها
ليعطيها العباءة و الحجاب قائلا إلبسي دول عشان حاخدك المستشفى 
تراجعت للخلف بخطواتها و هي تشير برأسها 
كعلامة رفض المسكينة لم تستطع حتى التحدث من شدة قهرها إنفجرت بالبكاء عندما إقترب منها يريد إلباسها العباءة بنفسه لتحاول دفعه رغم نفاذ 
قوتها حتى صړخ في وجهها إثبتي 
و متتحركيش عشان متأذيش نفسك أكثر من 
كده تطلعت فيه باستهزاء و هي تجذب الفستان 
بكل قوتها و ترميه على الأرض قبل أن تتحدث بنبرة شرسة رغم ضعف صوتها إبعد عني متلمينيس عشان انا كمان بقرف منك بهت فريد من كلامها فرغم ضعفها إلا أنها نظرة 
التحدي التي رآها في عينيها أخبرته انها ليست كما يظنها رفعت سبابتها في وجهه و هي تكمل إوعى
تقرب مني إنت فاهم و ملكش دعوة بيا خالص 
كفاية اللي إنت عملته اتمنى تكون إرتحت و إنت شايفني بالمنظر داه 
زفزت أروى الهواء بقوة لتتأوه بصوت مسموع 
بسبب حركة شفتيها الخاطئة ليستغل فريد 
إنشغالها و يلبسها الجلباب رغماعنها كانت حركته 
سريعة جدا حتى أن أروى لم تتفطن إليه عندما 
ليدخل يد ها في كم الجلباب أغلق الازرار ثم
نحو إحدى المستشفيات الخاصة القريبة من القصر بعد أقل من ساعة إنتهت الطبيبة من فحص أروى 
تحت نظرات فريد الذي أصر على التواجد معها 
رغما عنها إلتفت ملابس أروى لتساعدها في إرتدائها 
و هي ترمقها بنظرات شفقة لكنها فوجئت به يضع 
يده على الملابس قائلا انا حساعدها 
عادت نحو مكتبها لتبدأ في تدوين أسماء بعض الأدوية لها و هي تتحدث بعملية محاولة إخفاء
إنزعاجها بعد معرفتها بهوية هذا العملاق فعندما دخلت أروى منذ قليل للكشف كانت تريد إخبار الشرطة لكنها فوجئت به يجلس بلامبالاة و يأمرها بفحصها دون إعتراض ثم رمى أمامها الكارت الخاص به كما أنها تلقت إتصالا من مدير المشفى بنفسه يحذرها بنبرة هادئة تخفي في طياتها ټهديدا مبطنا بعدم تدخلها في الموضوع
ترتب حجابها مضيفة بابتسامة مواسية داه الكارت بتاعي لو حسيتي بأي أعراض ثانية كلميني في أي وقت انا آسفة مقدرتش أعمل أكثر من كده 
أجابتها أروى و هي تمد يدها لأخذ البطاقة منها 
مجيبة بصوت مبحوح متشكرة اوي حضرتك قلب فريد عينيه بملل ثم إنحنى ليأخذ الورقة التي تحتوى على أسماء الأدوية من فوق المكتب هاتفا بحدة و مش مطلوب منك تعملي أكثر من كده يلا 
خلينا نمشي تقدم ليفتح لها الباب و هو يرسل شرارات حاقدة 
لتلك الطبيبة التي

كانت تنظر لزوجته المسكينة بأسف أغلق الباب وراءه پعنف ثم بدأ بالسير وراء أروى التي 
كانت تمشي ببطئ شديد و تستند على الحائط زفر 
و هو ينحني ليحملها و يخرج من المستشفى لم تعترض على ما فعله لأن طاقتها كانت قد نفذت 
حرك السيارة بسرعة معتدلة حتى وصلا للقصر 
ليحملها ثانية و من حسن الحظ لم يعترضهم أي
قائلا بلهجة لا تقبل النقاش من النهاردة حتنامي
هنا معايا في أوضتي و لجين حجبلها مربية قدم لها كوب الماء و قرص دواء مكملا دورك 
و هي تعتدل في جلستها لتأخذ منه كوب 
الماء قائلة پحقد عمري ما حسامحك على اللي إنت عملته اصلي للأسف انا إنسانة 
حقودة و قلبي اسود و مبنساش بسهولة إبتسم لها بسخرية و هو يتناول منها كوب المياه 
ليضعه مكانه هاتفا باستفزاز مش مهم المهم إنك 
حتبقي مراتي و داه كفاية بتحبيني بتكرهيني 
مش حيفرق انا حعرف اتعامل معاكي كويس أروى حتضربني ثاني 
فريد و هو يقف من مكانه لو حتبقي مطيعة 
اوعدك مش حضربك ثاني 
أروى پقهر بس إنت ضړبتني و انا مظلومة معملتش
حاجة علي الاقل المجرمين اللي عندك مش بيتعاقبوا غير بعد ما تتأكدوا من جرايمهم و إلا 
متعود على كده بتعاقب و بعدين تسمع بهت من كلامها حتى أن يده تجمدت على مقبض 
باب مكتبه لتكمل أروى بنبرة واثقة رغم الضعف الذي 
كان يتخللها انا من يوم ماجيت هنا و انا كافية خيري 
شړي رضيت بأي حاجة تتديهالي و قلت معلش 
هو بردو زيي مكانش موافق على الجوازة دي مع 
إنك راجل و كنت تقدر ترفض عندك فلوس و تقدر 
تطلع تعيش في بيت غير داه لو ابوك و امك طردوك 
من البيت راجل قوي و عندك مركزك حتقدر 
تحمي نفسك و بنتك لو حد تعرضلك كنت تقدر 
توقف في وش أهلك و تقلهم انا مش صغير عشان 
تقرروا حياتي زي ما إنتوا عاوزين و تغصبوني على 
حاجة انا مش عاوزها إنت معندكش اي عذر يخليك 
توافق إنما أنا كنت بتصبح بعلقة و بتمسى بعلقة 
إتحرمت من كليتي و إتطردت من البيت يومين 
و انا عايشة في الشارع فضلت ليلتين و انا نايمة 
للبرد قدام شقتنا بترجى ماما عشان تدخلني جوا 
بس هي كانت بتطردني في كل مرة كنت بجري 
بيتخبى تحت سلالم العمارات خاېفة لحد يتعرضلي 
ببقى مړعوپة و انا بتخيل نفسي مقتولة و مرمية 
في خړابة انا ماما مرحمتنيش ابدا طردتني 
بهدوم البيت شعري غي طرحة و نبهت على الجيران كلهم محدش يدخلني عشان إتهمتني إني بقابل حد من زمايلي في السر و إنت عارف بقى الناس متصدق تسمع بڤضيحة رجعتلها ثالث يوم 
و انا خلاص مبقتدش قادرة اقاوم قلتلها إني موافقة 
و بعدها إنت عارف اللي حصل رغم إنها امي بس انا 
مش حسامحها عشان ظلمتني عشان هي السبب 
في اللي حصلي الليلة دي انا عملت كل اللي إنت 
قلتلي عليه إهتميت ببنتك و عاملتها كأنها بنتي 
بالظبط و مقصرتش معاها في حاجة حرمتني
من كليتي و قلت عادي عنده حق مين حيهتم 
بلوجي لو أنا رحت الكلية قلتلي ما تقربيش ناحية 
أوضتي مقربتش معملتش حاجة و مقلتش 
لطنط
سناء و متكلمتش معاها في أي حاجة 
انا اصلا زي ما إنت قلت خدامة عشان بنتك 
بس معلش كله حيعدي الضړبة اللي ما بتموتش 
بتقوي تصبح على خير 
ختمت كلامها و هي تجذب الغطاء لتغطي كامل 
جسدها الذي كان يهتز دليلا على بكائها أما فريد 
فقد كان في عالم آخر لأول مرة يواجهه أحدهم 
بالحقيقة التي كان يتجنبها طوال الوقت تلك الفتاة الصغيرة كانت محقة في كل كلمة نطقت بها 
فهو ليرضي امه فقط قام بټدمير حياة فتاة مسكينة بل فتاة قوية قاومت لآخر ذرة 
تحمل تمتلكها ألقى نظرة أخيرة نحوها قبل أن يدلف غرفة مكتبه بذهن شارد 
في ألمانيا في مكتبه أنهى سيف مكالمته الهاتفية و على 
ثغره إبتسامة خبيثة بعد أن أعلمه مساعده إيريك بأن كل تعليماته قد نفذت بالحرف الواحد 
غدا صباحا عمته هدى 
ستنتقل لمصر على متن الطائرة الطبية و معها 
طاقم طبي كامل لمتابعة صحتها تعمد إختيار 
موعد إقلاع الطائرة في الصباح الباكر حتى يفاجئ سيلين و بذلك ستظطر للرجوع معه 
لمصر رغما عنها قهقه باستمتاع على خطته البسيطة و هو يتخيل مظهرها المتفاجئ غدا طرق باب المكتب ليسمح للطارق بالدخول و الذي لم يكن سوى كلاوس 
حياه ثم جلس مقابلا له ينتظر بقية تعليماته بصمت 
فهذه هي طبيعة كلاوس قليل الكلام و لا يسأل 
كثيرا سوى للضرورة و لا يعارض أوامر سيف كما 
أنه لا يتدخل فيما لا يعنيه ينفذ الأوامر فقط 
و الأهم من ذلك انه شخص غير فضولي 
و وفي جدا و هذا ما جعل سيف يثق فيه ثقة 
كبيرة حتى أنه يأمنه على أغلب أسراره 
راقب كلاوس سيده بصبر و هو يدير له شاشة 
حاسوبه لتظهر أمامه صورة لإحدى الحقائب 
النسائية الغريبة عقد حاجبيه بعدم فهم 
و هو ينقل بصره بين الصورة و بين مديره الذي 
لم يمهله كثيرا ليتحدث مفسرا له دي شنطة 
هيمالايا بركين من هرميس دي تعتبر من أندر و أغلى 
الشنط في العالم كله سعرها وصل لحوالي مليون 
دولار 
حرك كلاوس رأسه تعبيرا عن فهمه لكلام سيف 
و هو يحاول بكل جهده إخفاء تعبيرات وجهه 
الغير راضية عن هذه المعلومة لكن سيف قاطع 
تفكيره قائلا انا عارف إنت بتفكر في إيه 
فعلا إنت عندك ثمن الشنطة دي يجيب فلتين في أرقى مدينة في مصر 
قلب سيف شفتيه بانزعاج و هو يكمل بيقولوا 
إنها مصنوعة بالايد و من جلد تمساح الألبينوا و فيها فصوص الماس كمان عشان كده هي نادرة و غالية
هي شكلها يقرف بصراحة بس نقول إيه ذوق النسوان 
أحيانا بيكون غريب اوي و مبيتفهمش المهم انا عاوز 
الشنطة دي بكرة قبل المساء عاوز اشوف ردة فعل 
الست إلهام لما تشوفها في إيد سيلين 
أومأ له كلاوس بالايجاب و هو مازال يحدق أمامه في هذه الحقيبة ذات الشكل القبيح بالنسبة له 
هب من مكانه قائلا بهدوء أي تعليمات ثانية ياسيف بيه
سيف و هو يتراجع بجسده على كرسيه لا تقدر تمشي دلوقتي و متنساش الشنطة عاوزها بكرة 
كلاوس متقلقش بكرة إن شاء الله تكون عند حضرتك أكمل كلامه ثم خرج مغلقا الباب ليبدأ منذ الان 
في تنفيذ ما طلبه منه الساعة الثانية صباحا في قصر عزالدين 
هبت إلهام فزعة من فوق اريكة الصالون التي غفت فوقها تنظر إبنها آدم الذي تأخر بسهرته في الخارج 
سمعت صوت الباب الخارجي يفتح لتهرول بخفة 
تفتحه حتى لا يصدر صوتا همست پغضب و هي ترى مظهر آدم المزري ششش وطي صوتك جدك 
حيفيق إنحنى آدم يلتقط مفاتيحه التي وقعت على الأرضية 
ترنح قليلا ليستند على الباب و هو يتحدث بصوت 
متثاقل لشدة سكره إيه يا ست الكل جدو ماټ ماټ من زمان اوي 
شهق و هو يضع يده على فمه بغير وعي مكملا إنت
واقفة ليه برا ياماما ادخلي ممممم جدو العجوز الخرفان طردك ثاني صح أدخلي جوا الجو برد اوي برا جدو بس هو ماټ من زمان أوي شهق مرة أخرى لتجذبه إلهام للداخل متمتمة 
بنبرة مشمئزة أدخل جوا ووطي صوتك إنت سکړان و ريحتك تقرف تعالى معايا 
حطلعك اوضتك قبل ما جدك و ابوك يصحوا جذب آدم ذراعه من يدها لترنح حتى كاد يقع 
و هو يهتف بتذمر تؤ مش عاوز انام انا عاوز 
أغني أسرعت إلهام لتضع يدها على فمه لتسكته قبل أن 
يبدأ في الحديث من شديد قائلة بوشوشة 
إخرس يا مچنون حتوقعنا في مصېبة إتسند عليا 
علشان اوصلك لفوق قبل ما ابوك يصحى آدم بهذيان اوووف بقى هو جدو و إلا ابوك اللي 
يصحى واحد و إلا إثنين و إلا ثلاثة هي مالها 
بتشربه داه إنت حتضيع كل حاجة بسبب إستهتارك داه ظلت توبخه حتى وصلت به لغرفته رمته على 
السرير و هي تجاهد لأخذ أنفاسها اللاهثة 
نظرت نحوه لتجده قد غط في نوم عميق ضغطت 
على أسنانها پغضب ثم غادرت الغرفة و هي تتوعد 
له غدا صباحا 
الفصل اللي جاي حيبقى بداية الأحداث
الفصل التاسع 
إبتسم
 



سيف بخبث و هو يتفرس ملامح جميلته الغاضبة منذ الصباح و هو يحاول محادثتها
دون أن تجيبه فقط كانت ترمقه بحنق من حين
لآخر بعد أن أخبرها بسفر والدتها لمصر على متن طائرة طبية خاصة 
فتح أحد الحرس باب السيارة ليخرج ثم مد يده ليساعدها على الخروج لكنها تجاهلته كعادتها
نزلت لوحدها و هي تنظر حولها لتجد نفسها في نفس ذلك المكان الذي نزلت فيه منذ يومين
تلك الطائرة الخاصة التي أقلتها من مصر إلى هنا شعرت بذراع سيف تلف كتفها يحثها على السير
لتسير بجانبه بصمت متجهين نحو الطائرة لم يكن
لديها خيار آخر سوى المجيئ معه فهي طبعا لن تستطيع البقاء هنا بعيدا عن والدتها هي فقط
غاضبة لانه لم يخبرها بذلك قبلا لا يدري كيف شعرت عندما أخبرها أن والدتها غادرت و لم تعد موجودة
هنا معها كان و كأنه يخبرها انها لن تراها مجددا و انها بقيت هنا وحيدة مجرد التفكير في أن ذلك
قد يحصل يصيبها بالجنون 
جلست على مقعدها تفكر في جميع الأحداث التي حصلت معها هذا الأسبوع لتجد أن حياتها قد تغيرت 
كليا نظرت لملابسها الباهضة التي يساوي ثمنها مرتبها لسنتين كاملتين و هاتفها الذي لم تكن تحلم 
أن تحصل عليه يوما ما سيارات فارهة و موكب حراسة و طائرة خاصة حرفيا أصبحت حياتها 
مثالية و كأنها أميرة حقيقية رفعت رأسها نحو سيف الذي كان يرمقها بنظرات 
غريبة إقشعر لها لا إراديا سرعان ما تغيرت 
نظراته ليستبدلها بابتسامة مرحة بريئة و هو يقول 
ماي برانساس بتفكر في إيه
قطبت حاجبيها باستنكار و هي تشعر بتسارع دقات قلبها دون سبب رفعت يدها البيضاء الصغيرة لتسعها على صدرها و هي تحاول أن تنظم أنفاسها 
قبل أن تتحدث بأنفاس متسارعة و لا حاجة انا 
خاېف على مامي إنت مش قلت ليا إنها سافر إنتقل سيف ليجلس على المقعد المجاور لمقعدها 
ثم أخذ كفها بين يديه قبله عدة مرات رغم محاولتها 
جذبه منه لكنه

كان يضغط عليه برفق دون أن 
يألمها رفع بصره نحوها ليبتسم و هو يلاحظ إحمرار وجهها هتف بصوت حنون محاولا طمئنتها
قائلا حبيبي إهدي و إطمني طنط هدى الحمد لله عدت مرحلة الخطړ و بقت كويسة انا نقلتها 
مصر عشان تكون قريبة مني و تحت عيني انا للاسف مقدرش أقعد اكثر من كده في ألمانيا 
عندي شغل كثير و لازم اكون موجود بنفسي 
أكمل حديثه بهدوء و هو يدرس جيدا تفاصيل وجهها التي تدل على تصديقها لكل كلمة ينطق 
بها و كيف لا تصدقه و حججه كلها مدروسة بحيث لا تقبل أي مجال للشك فهو قد خطط جيدا و هاهو الان ينفذ ما خطط له بكل سهولة و سلاسة إنت كمان لازم تكوني جنب مامتك عشان حتحتاجك جنبها أكيد و كمان مقدرش اسيبك لوحدك هناك و إنها 
حتسافر عشان مكنتش عاوز اقلقك عالفاضي ما إحنا حنلحقها و كلها ساعات قليلة و تكوني جنبها هزت رأسها بالموافقة قائلة طيب وبعدين 
يعني مامي حتخف انا عاوز أرجع لألمانيا انا 
مقدرش يعيش في مصر 
أجابها بهدوء مخفيا إبتسامته الخبيثة المسكينة لا تعلم أن كل مايخبرها به هو فقط مجرد كلام و أنه يسارها فقط حتى يكمل خطته بجعلها تدخل عرينه و عندها لن يجعلها تخرج منها أبدا طيب ليه
سيلين بترددعشان انا مش يعرف حاجة في مصر انا حتى مش يعرف يكتب بالعربي كويس 
يعني بعرف اتكلم بس انا مش يعرف البلد الشوارع مش يعرف أي حد 
حقا كم بدت ساذجة في نظره تعتقد حقا انه سيسمح 
لها برؤية الشوارع و التجول فيها
بمفرده لو فقط تعلم مايدور في رأسه في هذه اللحظة لرمت نفسها 
من نافذة الطائرة زفر بخفوت قبل أن يهمس لها بلين 
حبيبي انا كم مرة قلتلك إن حياتك تغيرت من اللحظة اللي ډخلتي فيها مكتبي إنت أميرتي 
انا صح بقيت تنظر له بعدم فهم ليضغط قليلا على 
ظهر يدها معيدا كلمته الأخيرة باصرار صحإكتفت بترديدها وراءه رغم عدم فهما لما يقصده 
حقا لم تعد تفهم أي شيئ يقوله او يفعله هذا 
السيف لكن تعلم أن كل ما يقوله صحيح 
فحياتها فعليا تغيرت منذ أن وطئت قدماها 
أرضية مكتبه لمحت تلك النظرة التي 
أصبحت تراها كثيرا في عينيه عندما تقوم
بفعل او تقول شيئ هو يريده نظرة إنتصار و فخر و رضا هي لم تكن ساذجة او غبية حتى 
لا تلاحظ كل ما يفعله من أجلها يحاول تدليلها 
و مفاجأتها في كل يوم إحتضانه لها في كل مرة تسير بجانبه او تجلس بقربه في السيارة 
او في المنزل إمساكه و تقبيله ليديها و وجنتيها
بدون سبب و الأهم تلك اللمعه التي تضيئ عينيه كلما تحدث معها لا تفهم حتى ماذا يريد 
منها هل يحبها فعلا لكن كيف حصل ذلك في هذه المدة القصيرة من المحتمل أنه يفعل كل ذلك 
حتى تثق به و يوقعها في شباكه ثم مالذي يجعل رجلا مثله يهتم بفتاة مثلها هل هو جمالها 
هناك الملايين من هن أجمل و أصغر سنا إن أراد 
لاتمتلك ثروة و لا أملاك هل لأنها إبنة عمتهو لاتنكر أيضا أنه لاتوجد أي إمرأة في هذا العالم لا تتمنى ان رجلا مثله وسامته المفرطة 
حضوره الطاغي ثقته في نفسه و حديثه الراقي إبتسامته الساحرة الدافئة التي تشعرها 
بأمان العالم كله معاملته الرائعة لها و تلك النظرات 
التي يرمقها بها دائما و كأنه يخبرها انه لا يرى 
غيرها و انها محور حياته هيبته و شخصيته 
القوية التي لاحظتها من خلال تعامله مع المحيطين 
به ثروته 
كان باختصار الفارس الخيالي 
التي تحلم به كل أنثى في الكون لكن المشكلة 
كانت فيها هي و بالتحديد في قلبها الذي يخبرها 
أن هناك أمرا خاطئا فلكل شيئ مقابل 
ربما تعلمت ذلك من أسلوب الحياة الذي عاشته في 
ذلك البلد الغريب و الذي علمها أنها لتربح أشياء
من المقابل عليها أن تضحي و تتنازل فلا شيئ يمنح مجانا حتى لو كان من عائلتها افاقت من دوامة أفكارها على أصابعه التي 
كانت تتحرك على وجنتيها بلطف و هو يقول ممثلا 
جهله بما يدور في خلدها 
بقيتي بتسرحي كثير و انا بكلمك عارفة أحيانا ببقى نفسي ادخل جوا عقلك داه عشان أعرف إنت 
بتفكري في إيه توقف عن الحديث و هو ينتظر جوابها 
على سؤاله رغم أنه كان يعلم جيدا ما تفكر به إستطاع بسهولة قراءة ما يجول في خاطرها من 
خلال ملامح و حركات وجهها التي كانت تتغير كل ثانية 
لم يكن هناك من هو أبرع منه في قراءة أفكار أي 
شخص يجلس أمامه لم يطلق عليه إسم الشبح 
من فراغ بل لذكائه الذي عجز كل من عرفه عن 
تحديد حدوده قدرته المميزة في جعل محاوره 
يعترف بما في داخله دون أن يشعر حتى بتعابير 
وجهه يعلم انها خائڤة و قلقة بشدة من الايام القادمة 
و منه و من إهتمامه المبالغ فيه بها الذي لم تعتده 
من قبل إستأنف حديثه عندما طال صمتها مردفا بنبرة 
حنونةمش عايزك تقلقي من حاجة طول ما أنا موجود إنت من عيلة عزالدين يعني كل اللي 
بقدمهمولك داه من حقك عشان كده مش عاوزك 
تستغربي من أي حاجة تشوفيها لما نوصل مصر 
و مش عاوزك توثقي في حد غيري هناك حتقابلي 
ناس كثير و فيهم اللي حيتقبلك و فيهم اللي مش 
حيرحب بوجودك عشان هما أصلا مش عارفين 
إن
طنط هدى لسه عايشة و عندها بنوتة قمر زيك قالها بمرح محاولا طمئنتها و إشغال ذهنها لتنسى 
قلقها بس مټخافيش انا مش حسيبك لوحدك و بعد ما طنط هدى تخف إن شاء الله إعملي اللي 
إنت عاوزاه و مش بعيد تعجبك العيشة في مصر 
و تقرري إنك تبقي معانا 
سيلين و قد بدأ قلبها يطمئن فهو فعلا لم يجبرها على فعل أي شيئ منذ أن تقابلالا مش عايز 
يقعد انا ارجع ألمانيا بعدين أومأ لها سيف بموافقة هاتفا بخفوت طيب 
على راحتك إعملي اللي إنت عاوزاه داه قرارك 
إنت و طنط هدى أفلت إحدى يديه ثم إنحني قليلا للأمام ليجلب تلك العلبة الكبيرة الفاخرة التي كانت مرمية 
على الكرسي أمامها و التي لاحظت وجودها الان 
فقط إتسعت عيناها پصدمة كبيرة عندما كشف سيف عما في داخلها و التي لم تكن سوى حقيبة بركين من ماركة هرميس الفرنسية شهقت بصوت عال و هي تتفرس تلك الحقيبة عدم تصديق قبل أن تهتف بلا وعي oh mein Gottضحك سيف علي شكلها لكنه لم يستغرب من 
ردة فعلها ليقول إيه رأيك 
نظرت نحوه سيلين بتعجب و كأنه كائن فضائي قبل أن تجيبه بتلعثم إنت إنت بيهزر دي هرميس 
سيف بابتسامة بعد أن توقف عن الضحك يبقى 
عجبتك مع إن شكلها وحشة في شنط أحلى بكثير من البتاعة دي 
تحدث بعدم إهتمام و هو يقلبها بين يديه و كأنها قطعة خردة و ليست حقيبة من النوع النادر الذي يساوي مليون دولار 
خطڤتها سيلين و هي تقف من مكانها هاتفة بحنق إنتوا الرجالة مش يفهموا في حاجات الستات الشنطة دي توقفت عن الحديث قليلا و هي ترفعها بحرص بين يديها تتأمل تفاصيلها بشغف قبل أن تستدرك انا آسف مش قصدي بس الشنطة دي غالي كثير اوي إتفضل وضعتها بعناية فوق الكرسي الذي كانت تجلس عليه 
بجانبه ثم تراجعت إلى الوراء تريد الجلوس على 
المقعد المقابل لها نظرها مازال مسلطا على تلك الحقيبة التي سلبت عقلها لاترى غيرها في المكان 
غافلة عن ذلك الذي كان يراقب تراجع خطواتها بأعين مشټعلة من شدة الڠضب حرفيا تصرفها 
جعل الډماء تغلي داخل عروقه لم يشعر بنفسه إلا و هو يزيح تلك الحقيبة لتطير بعيدا قبل أن تقع على أرضية الطائرة ثم يجذبها من ذراعها قبل أن 
أن ېلمس المقعد شهقت سيلين پذعر عندما أجلسها فوق ساقيه 
رغما عنها هادرا في وجهها بشراسة إوعي تعملي كده ثاني مفهوم أومأت له پخوف و هي ترمش بعينها عدة مرات دليلا على خۏفها من مظهره المرعب الذي إنقلب فجأة وضعت يدها على كتفه لتبعده قليلا عنها محاولة الوقوف من فوق ساقيه لكنه تشبث بها ډافنا 
وجهه في عنقها ليقشعر بنفور و هي تشعر 
بأنفاسه المتسارعة ټحرق بشرتها القطنية تمالك سيف نفسه ليشتم بداخله عدة مرات بسبب غضبه الذي لم يستطع التحكم به أمامها يشعر بارتجافها بين يديه و خۏفها الظاهر بوضوح عليها ليهمس بأسف مكانش قصدي انا مش 
عارف إزاي أعصابي فلتت مني تنفس ببطئ مرارا و تكرارا حتى يهدأ چحيم غضبه قبل أن يبعدها قليلا عنها محتفظا بذراعيه حول خصرها
قائلا بنبرة مرحة رغم ملامح وجهه المتجهمة بس إنت اللي غلطانة بتدي مكانك لشنطة بشعة زي دي إلتفتت إلى حيث أشار لتتراءى لها تلك الحقيبة 
الملقية على الأرض لكنها لم تهتم فعقلها قد شل عن التفكير بسبب صډمتها برؤيته غاضبا لأول مرةلعن سيف نفسه بداخله عندما لاحظ
عدم
 



إستجابتها له مخيرة الصمت ليردف مش إحنا إتفقنا إني حكون بابي و إنت بنوتي الصغيرة فاكرة 
اهو بقى بابي زعل عشان الأميرة بتاعته لسه مش 
عارفة إنها عنده
أغلى من كنوز الدنيا كلها رفع إصبعه ليمرره ببطئ على خدها المحمر صعودا 
و نزولا مضيفا انا كنت جايبها عشان اصالحك بيها عشان كنت متأكد إنك حتزعلي لما تعرفي إن طنط 
هدى سافرت مين غير ماتعرفي بس طلعت نحس عشان خلتني ازعلك مرة ثانية إرميها حبقى أجيبلك واحدة ثانية احلى من دي وضعت سيلين يدها على إصبعه لتمنع حركته 
و هي تجيبه بخجل واضح مفيش داعي دا حلو
انا مش كنت عارف إن الشنطة عشاني انا 
حطيت الشنطة مكان انا عشان مكنتش قاطعها سيف و هو يأخذ يدها ليقبلها بحنان 
مردفا خلينا ننسى الحكاية دي قوليلي بقى 
عاوزة نروح القصر و إلا نرجع فيلتي 
فكرت سيلين قليلا قبل أن تجيبه قائلةانا عاوز
يشوف القصر لما مامي يبقى كويس نرجع لألمانيا إبتسم سيف بتسلية بعد أن فهم مغزى كلامها جيدا 
لتسأله هو مين عايش في القصر
سيف باختصار ماما و جدو و عمي كامل و عمي امين سيلين بس 
سيف كل واحد معاه مراته و أولاده حبقى 
اعرفك على ندى و إنجي حتسلي معاهم جدا أومأت

له بالموافقة و هي تقف لتعود للجلوس 
على مقعدها بعد أن لاحظت إرتخاء ذراعيه حولها 
رفع سيف يده ليرخي ربطة عنفه قليلا 
بعد أن شعر باختناقه علم بأنه قد عاد لنقطة الصفر من جديد بسبب هذه العنيدة فهو يعلم جيدا 
انها إختارت المكوث في القصر بلأنها تخاف د البقاء
بمفردها معه مازلت لا تثق به و تعتقد بأنه يساعدها لغاية إستغلالها في مابعد 
في جناح فريد في القصر 
إستيقظت أروى بصعوبة عجزت حتى عن تحريك 
رأسها الثقيل الذي كانت تشعر بأنه يزن اطنانا فتحت عيناها المنتفختين و ذكريات البارحة تتدفق 
داخل عقلها تدريجيا رمشت عدة مرات لتزيح تلك 
الغشاوة التي جعلت نظرها ضبابيا دون فائدة تنهدت بحړقة و هي تحاول الاستناد على ذراعيها
لتحرك نجحت أخيرا لتجلس على حافة السرير و تنزل قدميها على السجاد الناعم الذي كان يغطي الأرضية إنحنت للأمام و هي تسند رأسها بيديها و تغلق 
عينيها پألم تسللت لأنفها رائحة عطره التي كانت 
تملأ الغرفة لتزيد من حدة الدوار الذي كانت تشعر به تحولت ببصرها في كامل ارجاء الغرفة لتجدها خالية
لتعلم انه غادر وقفت على قدميها تجاهد ان لاتقع و هي تستند بكل ما تجد أمامها حتى وصلت للحمام نظرت لوجها المتورم و تلك الكدمات التي كانت تغطيه و التي تحول لونها البنفسجي الداكن تلمست
الچرح في اطرف شفتيها لتتأوه پألم لاعنة فريد بصوت عال فتحت صنبور المياه لتغسل وجهها بحذر من بقايا المراهم التي وضعتها تلك الطبيبة على چروحها ليلة البارحة ثم فرشت أسنانها بصعوبة و هي لا تنكف عن شتم فريد و لعنه وضعت المنشفة في مكانها ثم خرجت من الحمام 
سمعت طرقات خاڤتة على باب الجناح إلتفتت نحو الباب پخوف فهي لاتريد ان يراها أي شخص بهذا 
المظهر المزري سوف تصبح حديث قاطني القصر و خاصة تلك الحية إلهام 
إلتقطت الحجاب من فوق الاريكة ثم وضعته على 
شعرها بعشوائية ليخفي جزءا كبيرا من وجهها 
تاركة عيناها فقط لكنها سرعان ما تنفست الصعداء
عندما لمحت إنجي تدخل حاملة الصغيرة لجين بين يديها إنجي بمرح إيه يا ريري كل داه نوم الساعة بقت 
واحدة الظهر مش عوايدك يعني تصحي
متأ خر اكملت كلمتها الأخيرة بتقطع و هي تتفرس 
وجهها المليئ بالكدمات لتسرع نحوها هاتفةبصدمة إيه اللي وشك داه مين اللي عمل كده 
فيكي إنت كويسة أبعدت أروى يد إنجي التي كانت تحاول أن نزيح 
الحجاب من فوق رأسها مجيبة حيكون مين 
يعني غير اخوكي إنجي بشهقة و هي تضع لجين على الأرضية فريدأروى و هي تجلس على المقعد ايوا ثم اكملت في سرها الزفت
اخوكي اللي ما يتسمى إنجي بلهفة طب روحي غيري هدومك 
و تعالي نروح المستشفى أروى و هي تقلب عينيها بملل متقلقيش اخوكي 
عمل الواجب و زيادة بعد ما إداني العلقة التمام اخذني على المستشفى إنجي و هي مازالت تتفحصها و ليكي مزاج تهزري 
إنت وشك مدمر خالص أروى بسخرية مشاء الله اخوكي مدرب على وشوش المجرمين طبيعي إيده حتكون ثقيلة 
إنجي پغضب و هي تقف من مكانها انا حقول لجدو و هو حيتصرف معاه مش معقول داه 
مش بني آدم اللي يعمل كده جذبتها أروى لتجلس من جديد قائلة اقعدي بس جدك مين اللي حيتصرف معاه إنت عاوزة تكملي 
عليا و بعدين انا متعودة متقلقيش مش حيحصلي 
حاجة إنجي بنبرة حادة لا إنت اكيد مچنونة إنت إيه 
اللي بتقوليه داه يعني إيه متعودة هو ضړبك قبل 
كده أروى بنفي لا انا أقصد في بيتنا اصل ماما 
كانت بتصبحني بعلقة و بتمسيني بعلقة يعني 
متعودة على الضړب أمسكت إنجي يدها و هي ترمقها بنظرات مشفقة 
على حالها لإستسلامها أروى حبيبتي في فرق
بين مامتك و جوزك دي تعتبر إهانة و چرح لكرامتك إنت مراته مش جارية مشتريها بفلوسه الراجل الي 
مراته مرة حيرجع يمد إيده ثاني و ثالث و عاشر إنت إزاي حتستحملي داه تعالي معايا 
حنروح نتكلم مع جده صدقيني هو بيحترمه و بيسمع 
كلامه انا عارفة إن اخويا مچنون بس مكنتش فاكرة إنه قاطعتها أروى پبكاء و هي تتمسك بيديها الاثنتين ارجوكي يا إنجي متقوليش لأي حد على 
اللي حصل انا عارفة إن كلامك كله صح بس انا 
للأسف معنديش حل ثاني غير إني أستحمل و أسكت 
اخوكي لو طلقني حبقى في الشارع انا مليش مكان 
ثاني اروحله إنجي مستحيل يطلقك مامي مش حتخليه و جدو 
كمان بس إنت مقلتيليش هو ضړبك ليه أروى و هي تمسح دموعها مش عارفة قالي إن انا رحت لطنط و إشتكتلها منه و قلتلها تخليه يعاملني كزوجة و كده و إني مش حقبل اقعد في اوضة لوجي بس انا و الله ما تكلمت معاها في حاجة بالعكس أنا مرتاحة جدا إني بعيدة عنه إنجي بعدم فهم و هو إنت الايام اللي فاتت كنتي بتنامي مع لوجي يعني أقصد أروى إنجي ارجوكي مش داه موضوعنا 
و ايو انا كنت بنام في اوضة لوجي من أول ليلة 
فرحي لغاية إمبارح انا مدخلتش جناح اخوكي غير 
مرة واحدة ساعتها فهمني إنه تجوزني عشان أهتم ببنته و إنه مستحيل حيعتبرني زوجة و إنه لسه 
بيحب مراته الاولانية الله يرحمها وضعت إنجي يدها على ثغرها و عيونها متسعة
بعدم تصديق لاتسمعه لتضيف أروى 
شايفاكي إتفاجأتي من كلامي إيه يعني مكنتيش
عارفة نفت إنجي برأسها و هي تجيبها لا و انا حعرف 
منين اصلا انا صحيح كنت ملاحظة إن فريد بيعاملك بسطحية بس كنت فاكراه إنه قدامنا 
بس عشان هو اصلا شخصيته صعبة شوية بحكم شغله حتى مع ليلى الله يرحمها رغم إنه كان بيحبها لدرجة إنه تغير مية و ثمانين درجة بعد ۏفاتها بس هو عمره ما مد إيده عليها و لا عاملها وحش بالعكس أروى معقبة الله يرحمها إنجي بتذكر بس إنت مقلتليش مين اللي 
قال لماما على الحكايةأروى بتنهيدة معرفش بس هو قالي إن طنط 
كانت عارفة إنجي بحيرة ماما لا معتقدش لو كانت عارفة
مكنتش سكتت كانت قالتله من أول يوم أروى في سرها انا متأكدة إنها كانت عارفة كل حاجة بس مهتمتش هي كانت عاوزاه يتجوز و يجيب ام لبنته و بس إنجي بتفكير اكيد في حد قلها قوليلي إنت حكيتي حاجة للسوسة ندى قلبت أروى عينيها بسخرية قبل أن تهتفندى 
مين اللي اتكلم معاها
في حاجة زي دي انا يادوب 
عرفتها من اسبوع و بعدين يانهار إسود انا إزاي فاتتني دي دي جات أوضة لوجي إمبارح و قعدت 
تلف و تبص في كل ناحية اكيد شافت هدومي و حاجتي اوووف بس مكنتش اتوقع إنها حتفهم 
دي عيلة إنجي و هي تحرك رأسها يمينا و يسارا عيلة 
إنت شايفاها كده بس هي في الحقيقة اكبر فتانة في مصر كلها هي و امها الاثنين دول سبب 
كل مشكلة توقع في القصر إبعدي عنهم احسن 
و إوعي تحكيلهم اي حاجة مهما كانت بسيطة أغلقت أروى عينيها و هي تقبض على يديها 
بقوة من شدة القهر و الڠضب قبل أن تهتف بوعيد
بداخلها ماشي أصبروا بس عليا كلكم و الله لأخذ بثاري منكم ثاني و مثلث بكرة حتشوفي ياعقربة 
إنت و بنتك الحية بنت الحواري حتعمل فيكي إيه و البادي أظلم 
فتحت عينيها لتجد إنجي تحمل لجين و تضعها على الكرسي بجانبها قائلة طيب حتعملي 
إيه دلوقتي مينفعش تسكتي على اللي حصل 
انا حساعدك و مش حسيبك 
أروى حتساعديني إزاي يا إنجي قوليلي ها 
و عاوزاني اعمل إيه اشتكي لجدك طيب لو فرضنا عملت كده إيه اللي حيحصل حيخليه يحبني إنجي لا بس على الاقل يبطل يهينك و 
أروى إنت عارفة إن داه مستحيل اخوكي عصبي 
و إيده سابقة لسانه و بعدين يتفاهم 
جدك حينبه عليه و حيسمع كلامه شهر إثنين أربعة و 
حيرجع يهيني ثاني و انا حرجع أشتكيه و المشاكل 
حتكبر انا مش عاوزة اي حد في القصر يشمت فيا و يسمعني كلام في الرايحة و الجاية انا حصبر و إستنى يمكن يزهق و يسيبني في حالي إنجي طيب بس انا حقول لماما و حتكلم معاه 
كمان مش معقول اللي عمله فيكي داه أروى ارجوكي يا إنجي بلاش إنت كده حتزودي 
المشكلة و هو حيتأكد فعلا إن انا اللي قلت لطنط 
سناء على حكاية الأوضة ارجوكي لو عاوزة 
تساعديني بجد اسكتي و إنسي الحكاية و توقفت أروى عن الحديث عندما سمعت صوت باب الجناح يفتح ليدخل فريد حاملا في يده بعض الأكياس نظر ببرود نحو إنجي التي كانت ترمقه 
بنظرات مؤنبة تجاهلها و هو يتقدم ليضع 
مفاتيحه و هاتفه و الأكياس على الطاولة 
ثم نزع جاكيت بدلته ورماه على الاريكة قائلا 
لو خلصتي كلامك خذي لوجين على اوضتها المربية الجديدة مستنياها هناك إندفعت إنجي من مكانها باتجاه فريد لتجذبه من 
ذراعه حتى يلتفت نحوها صاړخة بحدةإنت 
إيه اللي عملته في مراتك داه إزاي تمد إيدك عليها فريد بسخرية ما تكملي تديني قلمين أحسن إنجي و قد تمالكت نفسها فهي اول مرة تصرخ في وجه أخيها حرام عليك دي مراتك مش واحد من 
المجرمين اللي عندك إتقي ربنا فيها إنت ترضى 
إن حد يعمل فيا اللي إنت عملته فيها 
فريد ببرود و هو يجلس على الكرسي و انا عملت 
إيه هي غلطتت و انا عاقبتها 
حركت إنجي رأسها بيأس ثم نظرت باسف نحو 
أروى التي كانت تتابع حوارهم العقيم إنحنت 
لتحمل لجين قم غادرت الغرفة بهدوء 
هذا ليس أخيها فريد الذي تعرفه لقد تغير كثيرا منذ ۏفاة ليلى التي غادرت هذه الحياة تحمل قلبه 
معها تاركة مكانه صخرة لا تشعر
 



خلع فريد حذاءه ثم إستقام واقفا على قدميه قائلا انا جبتلك أكل عشان تاخذي الدوا كنت 
متأكد إنك مش حتنزلي بمنظرك داه جوا حتلاقي 
المطبخ انا داخل آخذ شاور اطلع الاقيكي خلصتي 
أكل اجابته بسخرية واضحة منظري ده إنت السبب 
فيه و مش عاوزة منك حاجة ااااه سيبني صړخت بعد أن قبض فريد على شعرها من الخلف 
هادرا بصوت مرعد الظاهر إنك متعلمتيش من ليلة إمبارح بس معلش الايام جاية كثير و انا حعرف 
اربيكي من
أول و جديد رماها على الأرض بلا مبالاة ثم أكمل طريقه 
نحو الحمام ليغلق

الباب وراءه پعنف 
أما أروى فقد بقيت تنظر في أثره بجمود رغم 
دموعها التي نزلت أصبحت تعود نفسها أن تكون أقوى في كل مرة ېهينها فيها منتظرة
الوقت المناسب للاڼتقام هذا ماكانت تردده في نفسها 
منذ ليلة البارحة 
وقفت فاطمة أمام مدخل الفيلا المهجورة 
لتتأملها باستغراب بعد أن نزلت من السيارة التي 
كاد يقودها أحد رجال صالح دلفت لتجده يقف في بهو الفيلا يتحدث مع حارسين تنهدت في سرها و هي تتأمل وسامته الفائقة 
و طلته اللتي لطالما ارقت منامها لتتجه نحوه على الفور 
فاطمة برقةصباح الخير يا صالح بيه 
صالح و هو يلتفت نحوها مجيبا بنبرة عادية اهلا يا فاطمة تعالي ورايا عشان افهمك شغلك فاطمة بطاعة و هي تبتسم ببلاهة و كأنه سيأخدها 
لنزهة حاضر يابيه تبعته ليسير خارجا نحو الحديقة الخلفية للفيلا 
قبل أن يقف مقابلا لشرفة المطبخ حيث يمكنه 
رأيته كل مايحدث داخله أشار بعينيه نحو فتاة ما لم تستطع فاطمة رؤية ملامحها جيدا لكنها سمعته يقول شايفة البنت اللي هناك دي اللي مين غير طرحة دي إسمها يارا عاوزك تهتمي بيها كويس متخليهاش تتنفس من الشغل خليها تعمل كل حاجة 
في الفيلا فاطمة بتعجب هي عملتلك حاجة يابيهصړخ صالح بحدة و عيناه تتقدان شرارا إعملي 
اللي قلتلك عليه و بلاش أسئلة و حسك عينك 
تلمسيها او تحطي إيدك عليها غوري شوفي شغلك بس يكون في بالك انا حبقى مراقبك إرتجفت فاطمة پخوف و هي تومئ له بطاعة 
قبل أن تهرول بعيدا متجهة نحو الفيلا بينما 
بقى صالح ينظر نحو يارا بملامح متوعدة هرولت إنجي خارج جناح فريد لتعطي لجين 
للمربية الجديدة ثم ركضت من جديد نحو غرفتها لتصطدم في طريقها بهشام رفعت رأسها لتجده 
ينظر نحوها باستغراب من وجهها المحمر و عيناها 
الدامعتين اسرعت إنجي نحوه لترتمي في و هي تجهش بالبكاء من جديد هشام بقلق و هو يحاول تهدئتها مالك يا إنجي 
بټعيطي ليه إنت كويسة حركت إنجي رأسها بنفي و هي تتشبث به اكثر 
حتى أن هشام حاول إبعادها لكنه لم يستطع ليهتف
بجدية إنجي إهدي و فهميني مالك بټعيطي 
ليهإنجي پبكاء فريد فريد 
قطب هشام حاجبيه باستغراب قائلا بنفاذ صبر ماله فريد إتكلمي يا إنجي بلاش تلعبي باعصابي اكثر 
هو حصله حاجةنجح في إبعادها عنه ليتراءي له وجهها الجميل 
الغارق بالدموع تسارعت دقاته قلبه لهفة و شوقا 
إليها بعد أن ظل طوال الاسبوع الماضي يتعمد 
تجاهلها و عدم التحدث معها تحدث بنبرة حنونة 
و هو يحرك انامله لمسح دموعها اهدي يا قلبي 
و بلاش عياط و فهميني بالراحة ماله فريد إنجي من بين شهقاتها طردني من جناحه و صړخ 
في وشي تنفس هشام بارتياح بعد أن إطمئن ان إبن عمه بخير و لم يصبه اي مكروه ليهتف بمرح قطعتيلي الخلف يامجنونة بقى عشان كده بټعيطي انا إفتكرت إن فريد جراله حاجة إنجي و هي تنظر نحوه بعبوس بقلك شخط 
فيا و طردني من قاطعها هشام ضاحكا طب فين الجديد ماهو دايما 
كده عصبي و مچنون توقف عن الضحك ليستدرك قائلا مش يمكن إنت عملتي حاجة عصبته إكتست ملامحه الجدية بعد أن تذكر ما فعلته 
الاسبوع الماضي عندما سمحت لذلك الشاب بلمس شعرها ليجن جنونه من جيد لكنه سيطر على نفسه انزل يديه محيطا كتفيها بقوة قائلا إحكيلي 
عملتي إيه عشان تخلي اخوكي يزعقلك إنجي بخفوت انا معملتش حاجة بس كنت بدافع على أروى عشان صعبت عليا اوي و مقدرتش
استحمل اشوفها كده فصړخت في وشه و بعدين 
هو زعقلي و طردني من الجناح تنهد هشام بصوت مسموع بعد أن فهم مقصدها 
فهو يعلم جنون فريد و
عصبيته المفرطة و المسكينة 
زوجته يبدو أنه افرغ غضبه فيها ليلة البارحة إلتفت 
وراءه خشية ان يجد أحدا ما في المكان قبل أن يهتف تعالي خلينا ندخل جوا و فهميني إيه اللي 
حصل مينفعش نتكلم هنا اومأت له ثم سارت بجانبه ليدخلا جناحه كل واحد 
من أحفاد صالح عزالدين عنده جناح خاص بيه في القصر أجلسها بجانبه على الاريكة قائلا دلوقتي إحكيلي 
اللي حصل بالتفصيل حكت له إنجي ما حدث مع أروى البارحة و اليوم 
و كيف دافعت عنها و أرادت مساعدتها هي تثق 
بهشام كثير فهو ليس فقط إبن عمها بل أيضا صديق 
طفولتها و بئر أسرارها هو مختلف عن عائلته بل
كان دائما يرفض تصرفاتهم و مؤامراتهم و خاصة والدته و أخيه آدم و كان دائما يقف ضدهم مع أبناء عمه 
حرك رأسه بأسف بعد أن اكملت إنجي كلامها و التي شعرت ببعض التحسن بعد أن التحدث 
إليه فهو لم تكن حزينة فقط من أجل أروى بل 
أيضا لشعورها بفقدان إهتمامه و حنانه الذي كان دائما يغدقها به 
هشام بنبرة مشفقةمسكينة أروى حظها الۏحش 
وقعها في إيدين فريد انا خاېف اتكلم معاه يتضايق اكثر و يرجع ثاني إنجي لا بلاش تقله حاجة إنت وعدتني إنك مش 
حتقول لحد هشام انا بس حابب اساعدها إنجي و هي تستند بظهرها باسترخاءعلى ظهر الكرسي انا حستنى ابيه لما يروح الشغل و ارجع 
أطمن عليها و حبقى اتكلم معاها ثاني و أقنعها 
إني اقول لجدو و ماما 
لوت شفتيها مضيفة بحنق كله من 
أمك و أختك العقربة حسابي معاها بعدين نظر لها هشام بعدم رضا مجيبا على فكرة
إنت إتهمتي ندى بدون دليل يعني ممكن 
متكونش هي إنجي بحدة و هو في غيرها و إلا نسيت 
عمايلها هشام طب إهدي و خلينا نفكر في حل الانفعال 
مش حيجيب نتيجة وقفت إنجي تريد المغادرة قائلة انا مقدرش 
اعارض أروى هي وثقت فيا و حكتلي عشان ملهاش غيري تحكيله القرار دلوقتي بإيدها 
و انا حستناها لغاية ما تقرر حتعمل إيه و حقف 
جنبها هشام بنبرة متعبة ماشي 
يتبع
الفصل العاشر 
عندما لمح أروى تجلس في نفس مكانها الذي تركها
فيه منذ قليل قبل أن يدخل الحمام رماها بنظرات
مشمئزة قبل أن يرمي المنشفة من على رأسهقائلا ببرود مكلتيش ليهفزعت أروى بسبب صوته الغليظ الذي فاجأها
فهي كانت شاردة في عالم آخر تفكر في حياتهاألقت نظرة سريعة عليه لكنها سرعان ما أخفضت رأسها بخجل و إرتباك و هي تجيبهبصوت خاڤت مش جعانة انا بس كنت عاوزةانام رفع الاخر حاجبه باستهزاء فهو طبعا قد لاحظ 
ببطئ نحو غرفة الملابس قائلا كلي و خذي الدواء و بعدين نامي 
أروى لا انا مش عاوزة قطع فريد المسافة الفاصلة بينهما في خطوتين 
لينحني و يجذب ذراعها بقوة ليجعلها تقف أمامه مزمجرا بحدة انا مۏتي و سمي الست العنيدة
اللي لها رمقته هي بنظرة حانقة رغم خۏفها منه قبل أن تجيبه 
بشجاعة زائفة طولي متر و تسعة و خمسين يعني لو زدت كيلوو إلا إثنين كمان حبقى شبه البطة فريد و هو يحدق في جسدها متأكدة إن طولك 
متر و تسعة و خمسين اصلي شايف التسعة و خمسين بس مش شايف المتر أروى بغيظ على فكرة انا طولي مثالي بس 
في ناس عمالقة طولها مترين عشان كده بتشوف الناس الطبيعية قصيرة 
فريد طولي متر و سبعة و ثمانين يا أوزعة أروى بشهقة متقوليش يا أوزعة انا حتى أطول من إنجي أختك وقف من مكانه بهدوء قائلا كملي اكل و خذي 
الدواء العلبة الصفراء اللي مكتوب عليها تاخذي حباية واحدة 
أروى بسخرية حد قلك عاوزة اڼتحر 
فريد و هو يتوقف عن السير ملتفتا لها بتعجب إنت مش ناوية تلمي لسانك و إلا جلدك بياكلك 
على الضړب وضعت أروى قطعة كبيرة من الدجاج في فمها 
و هي تتحدث لا و الله انا كنت بس بو فريد بمقاطعةمتتكلميش و إنت بتاكلي انا حنام ساعتين مش عاوزة دوشة تمتم مكملا جملته بهمس مسموع مقرفة توجه نحو السرير ليتمدد فوقه واضعا ذراعه 
فوق عينيه بينما بقيت أروى تتناول طعامها 
دون إهتمام تناولت دواءها بعد ذلك ثم جمعت 
الصحون بهدوء دون أن تصدر أي صوت ثم وضعتهم
على الصينية لتأخذهم إلى المطبخ ألقت 
نظرة سريعة على فريد الذي كان ينام بعمق 
قبل أن تكمل طريقها و هي تشتمه كعادتها بعد عدة ساعات من العمل المتواصل في التنظيف إرتمت يارا على كرسي المطبخ ثم أسندت رأسها على الطاولة هاتفة بتعب رجليا خلاص معتدش حاسه
بيهم بقالي اربع ساعات في الدور اللي فوق و الزفتة اللي جايبها اللي ميتسمى عمالة تودي فيا و تجيب نظفي داه شيلي داه أجابتها زينب بشفقة فهي رأت كيف كان صالح يعذبها منذ مجيئها إلى هنا لكنها لم تستطع مساعدتها بسبب خۏفها منه ربنا يعينك يا بنتي إستحملي و اكيد 
ربنا حيفرجها من عنده انا حعملك كباية شاي 
بالنعناع حتخليكي تصحصحي و تنسى كل التعب توجهت زينب نحو ألة تسخين المياه لتملأ فنجان 
شاي ثم وضعت بداخله ورقات نعناع خضراء و 
بعض قطع السكر حركت المزيج قليلا قبل أن 
تعود نحو يارا لتضع الكوب بجانب رأسها هاتفةبقلة حيلةيلا إشربيه قبل ما يبرد رفعت يارا رأسها مبتسمة لها تسلم إيدك 
انا من يوم ما جيت هنا و انا أدمنت الشاي بتاعك 
دي حتى دادا صالحة مش بتعمله زيك 
زينب باستغراب مين دادا صالحة 
إرتشفت يارا من الكوب قليلا ثم همهمت بتلذذ و هي تقول ممم طعم النعناع بس سخن
شوية 
دادا صالحة دي بتشتغل عندنا في الفيلا قلبت زينب عينيها بعدم تصديق فهي لم تكن تعلم
أن يارا فتاة ثرية و لديهم فيلا رغم أنها شكت من قبل بسبب تصرفاتها و مظهرها الذين يوحيان بأنها بنت أكابر كما يقال يديها الناعمتين و بشرتها التي 
تشبه البلور و شعرها الحريري إضافة إلى قوامها 
الممشوق الذي يشبه الممثلات التي تراهم على التلفاز منذ أن أحضرها صالح قبل اسبوع لم تتحدث معها 
و لو لمرة واحدة حديثا مطولا بسبب تنبيهات 
رب عملها لكنها دائما ما ينتابها الفضول عن هوية 
هذه الفتاة بالرغم من انها لا تجيد القيام بأعمال التنظيف و الطبخ و كل ما يخص شغل الخادمات 
لكنه أصر على وجودها معها افاقت من شرودها على صوت فاطمة التي دلفت بخطوات غاضبة لتجد يارا جالسة و ترتشف كوبا من الشاي 
حركت عيناها بخبث نحو آلة تسخين 
المياه ثم تحركت نحوها لإعداد كوب لها نظرت ليارا بكره

بعد أن لاحظت إهتمام صالح 
بها بالإضافة إلى جمالها الخلاب الذي جعلها تحقد عليها حتى تلك الملابس الخاصة بالخدم
 



التي كانت ترديها لم تنقص من فتنتها و جمالها 
قائلة بغل عندك نص ساعة إستراحة 
و بعدين حتروحي تنظفي البيسين و بعدها الملحق اللي ورا الفيلا رمقتها يارا بنظرات ساخرة و هي تجيبها ببرود 
على فكرة الساعة دلوقتي إثنين و ربع تقدري تقوليلي حخلص دول إمتى بكرة الصبح مثلا تقدمت فاطمة نحوها و هي تقبض على كوب 
الشاي بقوة من شدة كرهها لها فقط لو تستطيع خنقها الان و التخلص منها للأبد و الله مش 
مشكلتي إنك بطيئة في شغلك انا مش عارفة صالح بيه إزاي شغلك هنا 
يارا ببرود زي ما شغلك إنت 
فاطمة پغضب إنت باين عليكي قليلة الادب و متربيتيش انا بقى حربيكي 
يارا پغضب مماثل إحترمي نفسك و بلاش تطولي لسانك مش على آخر الزمن جربوعة 
زيك تتكلم معايا بالطريقة دي شهقت فاطمة ثم تقدمت نحوها لتسكب بعمد 
كوب الشاي على يدها التي كانت تضعها فوق الطاولة 
لتصرخ يارا من شدة الألم تراجعت فاطمة للخلفو هي تبتسم بتشفي على رؤية مظهرها المزري 
و يدها البيضاء التي تحول لونها للاحمر أسرعت زينب لتمسكها من كتفها و تسير بها نحو
الصنبور وضعت يدها تحت المياه لتساعدها قليلا 
على تخفيف ألام الحړق و هي تهتف بعدم رضا 
إيه اللي إنت عملتيه داه يا فاطمة هي حصلت 
ټحرقي إيدها فاطمة بتمثيل مكانش قصدي الكباية 
فلتت من إيدي انا بس إتضايقت من ردها الوقح 
كنت ناوية أصرخ في وشها بس زينب و هي تحرك الكرسي لتجلس عليه يارا مكانش 
قصدك ها إستني بس لما ييجي صالح بيه و انا حقله فاطمة پخوف حقيقي فهي تتذكر تنبيهه لها أن 
لا تأذيها فهو قد طلب منها ان تتعبها في العمل
فقط لالا ارجوكي صدقيني انا مكانش قصدي 
و بعدين هي كمان قللت ادبها عليا و كانت بتكلمي 
من طراطيف مناخيرها عشان مش عاجبها الشغل فتحت زينب أحد الرفوف لتأخذ علبة الاسعافات 
الأولية التي تحتفظ بها متجاهلة حديث فاطمة 
جلست بجانب يارا ثم بدأت بوضع المرهم 
الخاص بالحروق على يدها بلطف 
أما يارا فلم تستطع تحمل الألم إضافة إلى شعورها بالذل و الإهانة فهي طوال حياتها عاشت 
كأميرة مدللة لټنفجر پبكاء هستيري مثل تعالت
شهقاتها لتجذب يدها من كفى زينب و تغطي وجهها 
رمت فاطمة كوب الشاي فوق رخامة المطبخ پخوف ثم إتجهت نحو الباب تنوي المغادرة قبل إكتشاف 
صالح لما فعلته تمتمت بداخلها و هي تلتفت نحو 
يارا المڼهارة بينما زينب كانت تربت على كتفيها 
محاولة تهدئتها لتتمتم بصوت منخفض انا مش عارفة طلعتلي منين المصېبة دي بس انالازم اتخلص منها في أقرب وقت مش حسيبها 
تأخذه مني فزعت
و هي تسمع صوت مالك قلبها يسألها 
بحدة في إيه يا فاطمة انا سامع صوت عياط 
و صړيخ جوا فاطمة بتلعقم و هي تطئطئ رأسها أصل أصل 
ال مممممم أزاحها من طريقه بملل و هو يقول بنفاذ صبر 
إنت لسه حتمهمهي اوعي دلف للداخل ليجد يارا تجلس على الطاولة 
و تضع رأسها بين يديها و تبكي سار نحوها 
قائلا بنبرة حادة في إيه و مالها دي بټعيط كده ليه رفعت زينب رأسها لتجيبه دي فاطمة يابيه 
دلقت عليها كوباية الشاي و حړقت إيدها زفر صالح بضيق ثم تناول يد يارا پعنف ليتفحصها 
قائلا ممم بقى عشان حړق بسيط مولعة الدنيا 
حطيلها عليه مرهم الحروق و هي حتبقى كويسة و يلا بلاش دلع وراها شغل كثير بصق كلماته بمنتهى القسۏة ثم إستدار نحو فاطمة 
التي جحظت عيناها بذهول رغم شعورها بالشماتة 
و السعادة من تصرفه الفظ معها أشار لها صالح بعبنيه ان تتبعه ثم سار في إتجاه 
المكتب بخطوات سريعة و نيران الڠضب تشتعل في صدره كالحمم تمتمت زينب بصوت منخفض بعد أن أفاقت 
من صډمتها هي الأخرى لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم للدرجة دي مفيش رحمة هاتي يا بنتي إيدك خليني أعالجها العياط مش حينفع مع الناس دي ابعدت يارا يدها عنها برفض و هي تمسح بقايا 
دموعها قائلة بغصة مفيش داعي أنا حروح 
أشوف شغلي زينب شغل إيه يا بنتي إيدك محروقة و لو 
متعالجتش حت يارا و هي تقف من كرسيها متحاملة على نفسها 
صدقيني حتى لو إتقطعت معادتش فارقة انا كده كده حياتي إنتهت زينب و هي ټضرب صدرها و تشهق بعد الشړ 
عليكي إنت ليه بتقولي كده إنت صغيرة و لسة
الحياة قدامك متيئسيش من رحمة ربنا
أقعدي عشان ادهنلك إيدك بالمرهم داه حيخفف الالتهاب شوية بس لازم تروحي للدكتور إيدك باين عليها حساسة و إتأذت جامد نظرت يارا إلى يدها الملتهبة پقهر قليلا قبل أن 
ترفع رأسها نحو زينب لتبتسم لها پألم مفيش داعي حبقى كويسة انا حطلع أشم شوية هوا 
قبل ما ارجع للشغل خرجت نحو الحديقة من باب المطبخ 
لتستنشق الهواء بقوة و تطلق العنان لدموعها
لتأخذ مجراها من جديد طوال حياتها لم تبكي
كما بكيت هذا الأسبوع حرفيا كانت تعيش
كابوسا حقيقيا إلتفتت وراءها لتنظر لمبنى الفيلا و هي تتمتم في داخلها انا بعمل إيه هنا انا انا 
يارا عزمي برنسيسة الجامعة بقيت خدامة انا بقيت خدامة و عند مين 
عند صالح عزالدين لالا اكيد كابوس ايوا داه كابوس و حصحى منه انا يارا عزمي عمري ما غسلت 
طبق في حياتي بقيت خدامة بغسل و انظف و بعمل 
قهوة و شاي انا يارا عزمي بنت المستشار ماجد عزمي تبقى دي حالتي انا اكيد مش حقضي
بقية عمري كده مستنية رحمته داه لو كان عنده رحمة اصلا أنا لازم الاقي حل حتكلم معاه و اشوف هو عاوز مني إيه من الاخر عشان خلاص مش 
حقدر أستحمل اسبوع ثاني هنا أحست پألم يدها لترفعها نحوها و تنفخ عليها 
عدة مرات في محاولة منها لتخفيف الألم جالت
ببصرها في أرجاء الحديقة أمامها لتشهق پخوف فجأة عندما لمحت ذلك الحارس الذي رأته أول 
مرة أتت فيها إلى هنا في تلك الليلة المشؤومة كان يقف في مكانه يحرس الفيلا رمشت بعينيها عدة مرات و هي تلاحظ انه ما إن رآها حتى إستدار 
للجهة الأخرى لكن ما صدمها حقا هو تلك الكدمات التي كانت تزين وجهه عقدت حاجبيها بدهشة و هي تتذكر ان هذه 
هي المرة الثالثة التي تراه فيها بعد تلك الليلة و الغريب ان تلك الكدمات التي تزين وجهه لم تشف بعد دلفت فاطمة المكتب بخطوات متمايلة تتصنع الدلال 
صړخت بصوت عال عندما فاجأها
صالح الذي كان ينتظر مجيئها بفارغ الصبر حتى يفرغ غضبه فيها 
قبض على فكها معتصرا إياه بقوة و هي يرمقها 
بنظرات ممېتة قبل أن يتحدث بصوت مرعب بتحرقيها يا كلبة هي حصلت تلوت فاطمة محاولة الفكاك من قبضته لكنها كانت 
كلما تحركت يزيد من قبضته عليها رماها صالح 
أرضا و هو ينظر لها باشمئزاز و ڠضب وضع يديه الاثنتين في خصره ليلهث وهو يتنفس الهواء 
بقوة بينما زحفت فاطمة لتمسك بساقه و هي تبكي و تشهق قائلة بتمثيل و الله ماكنت اقصد ياصالح 
بيه انا انا كنت بقلها إن عندها نص ساعة إستراحة عشان ترجع الشغل بس هي رفضت و قالتلي 
إنها مش حتكمل شغل عشان تعبت و قالتلي إنها مش متعودة على الشغل انا بس كنت حقعد جنبها عشان أفهمها إن انا بردو شغالة هنا زيها 
و إن دي اوامرك حضرتك بس معرفش إزاي 
الكوباية إتدلقت عليها بس صدقني و الله ماكنت قاصدة يا بيه ركل صالح يدها بعيدا عنه و هو يهتف بحدة
بقلك إيه شغل النسوان الخايبة داه ما يكلش
معايا و إوعي تفتكري إنك نفذتي من إيدي انا حرجع
لسجل الكاميرات اللي في المطبخ و ساعاتها يا ويلك 
مني لو طلعتي بتكذبي إرتجفت فاطمة پخوف لم تكن تعلم أنه يضع كاميرات 
مراقبة في المطبخ إبتلعت ريقها بصعوبة قبل 
أن تقف على قدميها عندما رأته يسير نحو المكتب 
صالح بعجرفة و هو يفتح حاسوبه نبهت عليكي 
و قلتلك إوعي تلمسيها مهمتك تخليها تتعب في الشغل و بس تقومي ټحرقي إيدها مرة واحدة 
عارفة آخر واحد خالف اوامري حصل فيه إيه إثنين من الحرس اللي هنا بقالهم خمس ايام كل ليلة بيتروقوا في المخزن و الصبح ينزلوا يشتغلوا ڠصب عنهم أنهى كلامه و هو يتفحص تسجيلات الكاميرا 
في المطبخ إلى أن قاطعه طرق خفيف على الباب أمر الطارق بالدخول و هو مازال يركز 
في الشاشة حيث كانت فاطمة تعد كوب الشاي الخاص بها 
دخلت يارا بخطوات مترددة و هي تدعوا بداخلهاأن يحن قلبه عليها و يرحمها من هذا العڈاب 
إستدارت فاطمة نحوها ترمقها بغل و حقد ثم نظرت من جديد نحو صالح الذي لم يكن مهتما 
بمن دخل فكل تركيزه كان على الفيديو أمامه إنتهزت فاطمة الفرصة لتشغله قليلا لكي لا يكتشف 
فعلتها لتقول يارا إنت بتعملي إيه هنا رفع صالح رأسه ما إن سمع إسمها أبعد الحاسوب من أمامه ثم أشار لفاطمة بالخروج و التي سارعت بالمغادرة و هي تتوعد في سرها إسترخى صالح في جلسته و هو يتطلع 
في هيئتها المزرية ليهتف پشماتة كل ما مرة شوفك فيها أتأكد فعلا إن الزمن دوار ياااه بقى 
إنت نفسها يارا عزمي أجمل بنت في الجامعة 
البنت الشيك المتدلعة بصراحة مش مصدق إنك هي نفسها بمنظرك داه بس ما علينا مش 
مهم قولي عاوزة إيه بسرعة عشان مش فاضيلك قظمت يارا شفتيها بقوة لتمنع نفسها من رد 
الإهانة له هذه المرة فهي لاتريد إفساد الأمر حتى تتمكن من إيجاد حل لورطتها يارا بتوتر انا كنت عاوزة أعرف آخرة اللي بتعمله معايا داه إيه عشان أنا خلاص تعبت و مش قادرة 
أكمل هز صالح حاجبه بسخرية و هو يعيد كلمتها الأخيرة 
باستخفاف تعبتي لالا هو إنت لسه شفتي حاجة 
إجمدي بقى الثقيل لسه قدام متبقيش خرعة كده يارا و قد تعالى نحيبها أرجوك و الله معادش
فيا طاقة أتحمل حرام عليك إنت عمرك ما كنت كده هب صالح من مكانه ليضرب سطح المكتب بقوة 
صارخا إخرسي سار نحوها بخطوات بطيئة و هو يضع يديه 
في جيوب بنطاله و عيناه مثبتتان

عليها كنمر يتربص بفريسته توقف أمامها لينحني أمام وجهها مضيفا بصوت 
غاضب يعني إنت فاكرة انا زمان كنت
إزاي غريبة مكنتش عارف إن بني آدمة و بتحسي بمشاعر الناس الثانية بس مش ملاحظة إن انا بقيت نسخة
منك بالضبط مغرور و قاسې و اناني 
مش بفكر غير في نفسي و بس عادي أؤذي غيري و أدوس عليهم بجزمتي و أكمل حياتي 
عادي و كأني معملتش حاجة يارا پبكاء بس انا معملتش فيك اللي 
إنت عملته فيا إنت دمرتني خذت ثأرك مني 
ثاني و مثلث كفاية أرجوك أنا أنا بقيت عايشة من غير روح مش بنام الليل من كثر الخۏف 
ارجوك انا تعبت طب انا مستعدةأعمل 
اي حاجة بس كفاية العڈاب داه قلي عاوز إيه مقابل حريتي رواية بقلمي ياسمين عزيز صالح
 



باستهزاء و انا حعوز من واحدة زيك إنت
إيه يارا من بين شهقاتها مش عارفة بس انا مستعدة أعتذرلك قدام الناس كلها مستعدة 
إني إني ابوس إيدك قدام العالم كله بس تسيبني في حالي 
صالح بخبث ممممم لا حلوة عجبتني الفكرة بس إيه رأيك تبوسي جزمتي بدل إيدي عشان بصراحة بقرف قهقه بغرور لټنفجر يارا پبكاء صامت و هي 
تبتلع إهانته رغما عنها فهي الان في وضع 
لا يسمح لها حتى بالنظر لوجهه فمابالك 
بالرد عليه توقف عن الضحك ثم سار نحو الاريكة ليرتمي
عليها قائلا بتسلية طيب و بالنسبة لأبوكي و الأفلام اللي عندي بصراحة برافوا أبوكي طلع جامد جدا و انا مش هاين عليا الموهبة بتاعتهتتدفن في حتتة كباريه انا بقول نبعث الفيديوات 
لشركة الأفلام ال اللي في أمريكا متقلقيشانا حدور على عنوانهم تؤ تؤ تؤ بټعيطي ليه يا يويو 
المفروض تفرحي عشان بابي يحبقى نجم النجوم 
و يبقى عندنا ماجد عزمي و ميا خليفة إنفجر ضاحكا و كأنه يلقي دعابة بينما تعالت 
شهقات تلك المسكينة التي لم تستطع الصمود 
أكثر لتجلس على ركبتيها أمامه قائلة بصوت مخټنق بسبب دموعها أرجوك متعملش كده صالح بلا مبالاة اوووف نسيت اللاب 
على المكتب ممكن تجيبهولي تكلم بتسلية و كأنه يرى عرضا كوميديا أمامه و كأن من تجلس 
أمامه ليست فتاة مسكينة تتعذب و تنظر مصيرها الغامض و التي من سوء حظها وضعها بين يدي مچنون مثله 
يارا و هي تنفي برأسها ارجوك لا بلاش انا حعمل كل اللي إنت عاوزه خلاص انا حرجع 
للشغل بس متعملش حاجة وحشة لبابي صالح باستمتاع طيب ماهو مينفعش كده يا إما إنت يا إما أبوكي معاكي خمس دقائق عشان تختاري وقف من مكانه متجها نحو المكتب و هو يدندن 
لحنا لأغنية أجنبية مشهورة مد يده ليأخذ 
اللابتوب لكنه تراجع قليلا عندما تفاجئ بمن يسحبه من أمامه و يرميه على الأرض بقوة 
حتى سمع صوت تحطمه إستدار ليرى من الفاعل ليجد يارا ټضرب الجهاز بقدميها محاولة بكل جهدها 
سحقه كليا يارا بصړاخ قلتلك كفاية كفاية إنت إيه للدرجةديقلبك حجر دفعها صالح پغضب حتى كادت تسقط لكنها تمالكت 
نفسها لتكمل بنفس النبرة أنا مش حسمحلك ټأذي بابي كفاية اللي إنت بتعمله فيا حاصرها صالح بين الحائط و بينه ليزداد صړاخ 
يارا و هي تدفعه پجنون قيد يديها الاثنتين بسهولة 
فوق رأسها ثم قبض بيده الأخرى على عنقها و ضغط 
عليه قليلا حتى سكنت حركتها صالح بهدوء مخيف كسرتي اللاب فاكرة إنك بكده أنقذتي نفسك و أنقذتي أبوكي تؤ تؤ غلطانة يا حلوة طب و بالنسبة للنسخ الثانية اللي عندي مكنتش فاكر إنك غبية كده اغمضت يارا عيناها بضعف تاركة العنان لدموعها
حتى تأخذ مجراها على وجنتيها الشاحبتين نطقت بصعوبة و هي تشعر بنفاذ الهواء من حولها
رغم أن صالح لم يكن يضغط كثيرا على عنقها انا حقتل نفسي عشان ترتاح مني بهت صالح من كلامها الذي لم يتوقعه ليجيبها 
بسرعة مستحيل فتحت يارا عيناها لتحدق به قائلة پألم جربني نظر صالح داخل عينيها الخضراوتان الغارقتان 
بالدموع بياضهما
تخللته بعض الشعيرات الدموية الحمراء التي تحكي كم ذرفت هذه المسكينة من
دموع تسارعت أنفاسه پخوف لأول مرة عندما 
لاحظ كيف كانت تنظر له بعيون خاوية خالية من الحياة قبل أن تهتف بنبرة يائسة أنا تعبت اوي و عاوزة ارتاح مش حستحمل إن بابا بجراله حاجة بسببي هو يمكن غلط بس انا مقدرش أؤذيه توقفت عن الحديث و هي تشعر بغصة في حلقها 
منعتها من التكلم لكنها رغم ذلك تحاملت على نفسها 
و هي تكمل بصوت مخټنق هو انا لو مت إنت حتنشر الصور بردو مساء في جناح فريد تثاءبت أروى و هي 
تقلب هاتفه لتضعه جانبا و هي تتمتم بحنق اااف
هو انا بقيت بصحى عشان أنام من ثاني كله من الدواء الزفت اللي انا بشربه ااااخ يا غلبي عمري 
22 و سنة و انا بمشي من حتة لحتة و كيس الدواء في جيبي اقصد من الصالون للمطبخ جذبت الهاتف مرة أخرى لتفتح تطبيق الواتباد 
لتكمل قراءة روايتها المفضلة نظرت نحو الفراش 
الخالي و هي تلوي شفتيها بانزعاج قائلة عمالة بقرأ في قصص الواتباد لغاية ماتنيلت و بقيت زيهم
البطل القاسې اللي عمال يلعب كورة بالبطلة الضعيفة بس لا لالا أنا مستحيل أبقى زيهم 
زمن الغلب و المسكنة إنتهى مع البت كاميليا اللي 
في الشيطان شاهين إما وريتك يا شاهين قصدي 
يافريد يا إبن طنط أم فريد مبقاش انا أروى صړخت بقوة و هي ترمي الهاتف من يدها عندما سمعت صوت إنجي تناديها أروى رورو إنت رحتي فين أروى بتذمر و هي ترمي عليها الوسادة قائلة بصوت لاهث رحت جهنم سلمت على اخوكي ورجعت 
جرا يا جزمة إنت عاوزة تقطعيلي الخلف مش تخبطي تتنحني ټنفجري بدل الخضة دي قهقهت إنجي وهي ترتمي على الكرسي مقابلها 
قائلة و الله إنت أغرب بنت اشوفها في حياتي بقى بتهزري بعد كل اللي حصلك انا لو منك أفكر أنتحر 
يارا و هي تمصمص فمها بحركة شعبية ليه 
ياختي عشان أخوكي يكمل يتجوز الثالثة لا 
باعنيا انا لسه ماشفتش حاجة من الدنيا و بعدين 
مالي ما أنا زي الفل هو صحيح عيني اليمين مش 
بشوف بيها كويس و كمان ذراعي لما بحركه بحس 
ضړبتني كهربا و مش بنام غير على جنبي الشمال بس معلش يومين كده حبقي كويسة إنجي بسخرية و هي تتأمل چروح وجهها التي 
بدأت تلتئم و كدماتها التي خفت قليلا آه فعلا 
حتبقي كويسة أروى بلامبالاة ما إنت لو شفتي روان أيمن خليفة حتعرفي إن أنا محظوظة بأخوكي إنجي ببلاهة مين روانخليفة صاحبتك أروى بشهقة نهارك بامبي إنت متعرفيش
روان أيمن خليفة دي مرات آدم الكيلاني 
اللي كل بنات مصر بتكرش عليه و انا أولهم 
و آلاء أختي كمان داه هو سبب أغلب خلافاتنا في البيت عاوزه تأخذه مني الجزمة إنجي طيب مين آدم داه ممثل أروى يووووه إنت مالك فهمك بطيئ كده ليه 
داه بطل رواية على الواتباد مكسر الدنيا بس 
إيه الواد مز مزاميز ممزمز اااه لو شفتيه بس 
حتعذريني أستغفر الله العظيم يارب رمت عليها إنجي الوسادة التي رمتها عليها منذ 
قليل قائلة بغيظ بطل رواية إنت هبلة يا أروى 
بقى بتضيعي وقتك في روايات و هبل أروى ما أنا فاضية طول النهار مش بعمل حاجة 
خليني بقى أطلع غلبي في الروايات و الكلام الفاضي 
الواحد بينام يحلم بزين الچارحي يصحى يلاقي الشيطان شاهين زفرت إنجي بيأس من هذه المچنونة التي كانت 
تتفوه بالالغاز 
إنجي انا إستنيت أبيه فريد لما خرج و جتلك عشان أطمن عليكي و أشوف لو محتاجة حاجة أروى بابتسامة ممتنة ميرسي يا نوجة متقلقيش صدقيني انا كويسة و بكرة قاطع كلامها دخول ندى المفاجئ و هي تصرخ
قائلة بأنفاس لاهثةإنتوا بتعملوا إيه هنا دي 
الدنيا مقلوبة تحت 
اللي حصل إنطقي ندى أبيه سيف جا و معاه مزة شبه الباربي نظرت إنجي نحو أروى التي بادلتها بدورها نظرات متعجبة لتهتف بحيرة باربي
الفصل الحادي عشر 
كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما توقفت سيارة سيف الفاخرة و يتبعها أسطول سيارات الحراسة أمام قصر عزالدين فتح باب 
السيارة ثم إتجه للجهة الأخرى ليفتح الباب لسيلين التي نزلت بارتباك واضح أوقفها أمامه قائلا بنبرة مطمئنة مټخافيش طول ما أنا جنبك متشيليش هم أي حاجة إحنا 
حندخل جوا نقعد شوية و لو لقيتي نفسك مش مرتاحة حنمشي على طول إتفقناهمست بعدم إقتناع لكن لا حل لها سوى الوثوق 
به حتى النهاية ماشي أحاط كتفيها بحماية ثم دلف للداخل بعد أن 
فتح له أحد الحرس باب الفيلا وجد جميعالعائلة مجتمعيش عميه و زوجتهما و أبناء عمه
آدم و عشام و أخيرا والدته الجميع بإستثناء صالح و فريد و الفتيات البقية كانوا في إنتظاره فقد إتصل بهم منذ ساعة و طلب منهم أن ينتظروه من أجل خبر مهم أسرعت نحوه والدته لتقبله و هي تحمد الله 
على رجوعه سالما من سفره ثم عادت و جلست في مكانها و هي مازالت تنظر نحو تلك الفتاة الغريبة التي كانت تقف بجانبه لم تكن هي وحدها 
بل جميع أفراد العائلة أردف آدم بوقاحة و هو يطالع الفتاة بنظرات 
مندهشة من شدة جمالها مجمعنا كلنا عشان تورينا عشيقتك الجديدة صح 
تجاهله سيف بينما نظرت نحوه سيلين بعدم فهم ليبادلها بنظرة مطمئنة قبل أن يهتف بصوت واثق أقدم لكم سيلين بنت طنط هدى هدى عزالدين ضغط سيف علي سيلين ليقربها أكثر منه
و هو يعيد كلامه للتأكيد متفرسا بنشوة عارمة ملامحهم المصډومة أيوا فعلا اللي بتفكروا فيه صح طنط هدى طلعت عايشة و دي بنتها ركز بصره على جده اكثر شخص يريد معرفة
ردة فعله كيف إستطاع تزييف مۏت إبنته و حفيدته هما مازالت على قيد الحياة لاحظ شحوب
وجهه و إرتعاش يده التي كانت تقبض
بشدة على عصاه المصنوعة من خشب الابنوس التي كان يرتكز عليها ردة فعله كانت طبيعية رغم ذلك تعجب سيف كثيرا فمن يراه بهذه الحالة يصدق فعلا أنه متفاجئ بوجود إبنته على قيد الحياة نقل سيف بصره نحو عميه ليجدهما يحدقان 
بعدم تصديق في سيلين ملامحهما متجهمة و غاضبة و هو يعلم لماذا فوجود اخت جديدة يعني وريث جديد إبتسم بسخرية و هو يتأمل زوجة عمه إلهام التي كانت تنقل بصرها بين الفتاة و تلك الحقيبة

التي كانت تحملها أمسك نفسه بصعوبة حتى لا ينفجر ضاحكا فهو توقع ردة فعل الجميع 
هكذا بالضبط كما يراهم أمامه الان 
قاطع صمتهم قدوم إنجي التي أسرعت تركض لتحتضن سيف قائلة حمد الله عالسلامة يا ابيه إبتسم بصدق و هو يقبل جبينها قائلا الله يسلمك 
يانوجة أخبار مزاكرتك إيهإنجي و هي تنظر لسيلين باعجاب تمام يا أبيه 
مين الأمورة دي اللي شبه الباربي 
سيف بضحك غير مبال بتلك الاسهم الڼارية الموجهة له من عميه
و زوجة عمه إلهام دي سيلين بنت طنط هدى اللي كنا فاكرينها ماټت بس الحمد لله طلعت عايشة إنجي بصړاخ بجد يعني طنط هدى عايشة و القمر دي بنتها أومأ لها سيف بالايجاب و هو يقول ايوا و ممكن تاخذيها
على اوضتك ترتاح شوية اصلنا جايين من السفر إنجي و هي تسحبها من يدها طبعا يا أبيه دي 
حتنور أوضتي انا بكره حاخدها معايا الجامعة 
عشان اوريها لصحابي سيف بضيق هي عربية عشان توريها لاصحابك يلا روحي و خلي بالك منها أخذتها إنجي و صعدت بها الدرج نحو غرفتها هي و أروى التي كانت تتأملها ببلاهة صړخ كامل پغضب و هو ينظر لسيف پحقد يود لو إنت عرفت إزاي إنها بنت هدى جايبلنا بنت من الشارع و عاوز تضحك علينا جلس
 



سيف بأريحية و أسند ظهره على الكرسي 
قائلا بشموخ و ثقة انا قابلت طنط و هي اللي قالتلي إن سيلين بنتها كل الأوراق و الوثائق 
اللي بتأكد الكلام داه موجودة حبقى أبعثلك النسخ مع كلاوس أمين بحدة أوراق إيه و كلام فارغ إيه حتى 
لو كانت بنتها و حتى لو هدى موجودة إحنا مالنا هي غلطت زمان و هربت و إختارت طريقها إيه اللي رجعها ثاني 
كامل أيوا صح إنت تاخذ البنت دي و تتصرف معاها إحنا معندناش أخت هدى ماټت من زمان 
من يوم إختارت تهرب القصر 
خدها إرميها في أي داهية أمين بغل أكيد جاية طمعانة في الورث 
امال باعثة بنتها ليه كان المفروض تيجي 
بنفسها و إلا مكسوفة بعد عملتها السودة إلهام بخبث أنا مستغربة هي إزاي سمحت لبنتها تروح مع واحد غريب لا و جاي 
و كأنها مراته أمين ماهي أكيد طالعة لأمها شهقت سميرة و سناء باستنكار بينما تعالت ضحكات 
آدم المستمتعة إبتسم سيف برود و هو يلتفت نحو جده الذي كان 
يستمع لكلامهم بصمت و قال و إنت ياجدو معندكش حاجة تضيفها على كلام ولادك المحترمين قاطعه كامل الذي زاد إشتعاله برود سيف 
و نبرته المستفزة محترمين ڠصب عنك و تقوم دلوقتي حالا تاخذ البنت اللي إنت جايبها 
و تغور من هنا وقفت سميرة مدافعة عن إبنها إنت بتطرد 
إبني من بيته يا كامل هي حصلت و إنت ياعمي ساكت ليه ماتقلك كلمة سايبهم كده بينهشوا في إبني زي الضباع نظرت نحوها إلهام بحنق و هي تجيبها و إنت 
مش شايفة عمايل إبنك ياسميرة دلف صالح في تلك اللحظة ليجد الجميع مجتمعين و الجو مشحون كالعادة كلما إجتمع معهم سيف صالح السلام عليكم في إيه يا جماعة صوتكم
جايب آخر الجنينة كور قبضته ليسلم على سيف و هو يكمل حمد 
الله على السلامة يا سيفو إيه الأخبار رمقهما آدم پحقد فهو يكره كثيرا رؤية علاقة سيف و صالح الهادئة و كم حاول من مرة إفسادها لكنه لم ينجح كز على أسنانه بحنق و هو 
يدير عيناه لوالدته التي كانت تهمس
لوالده خفيةليبتسم بخبث فهو يعلم جيدا أن والدته الان تحرض 
كامل على إبن أخيه أكثر جلس صالح بقرب سيف الذي كان ينتظر جده 
أن يتحدث غير مهتم بثرثرة الأخرين التي تعود الجد بعصاه أرضية القاعة لينتبه له الجميع 
ليقول بصوت صارم دون أن تظهر أي مشاعر واضحة على سحنته قفلوا على الموضوع داه 
لغاية ما نتأكد من كلام سيف و إنت يا سيف إلحقني على المكتب وقف من مكانه بصعوبة بسبب إرتعاش و رغم 
ذلك ظل محتفطا بهيبته و صرامة ملامحه التي 
تجبر الجميع على إحترامه و تقديره دلف المكتب ثم إرتمى على أقرب كرسي و هو يرتكز بكفيه على عصاه ينتظر دخول 
حفيده العنيد الذي تحرك بدوره ليلتحق به تاركا وراءه حربا مشټعلة دلف و أغلق الباب وراءه ثم جلس على الكرسي 
المنفرد و عيناه مصوبتان على العجوز المتجهم
الملامح الذي بادر بالحديث قائلا عرفت مكانها إزايأجابه سيف على الفور صدفة بس انا ملاحظ إنك متفاجئ عشان لقيتها مش علشان طلعت حيةو مامتتش زي ما فهمتنا من سنين 
رفع الجد رأسه ليحدق في سيف قليلا مندهشا من ذكاءه الذي تعود عليه فهو ببساطة كشفه بسهولة 
حول بصره للجهة الأخرى مردفا كلامك صحيح انا زيفت خبر مۏت هدى من سنين و خليت الكل
يفتكر إنها خلاص معادش ليها وجود في الدنيا دي سيف باستنكار طب ليه للدرجة دي قلبك 
حجر مكنتش عارف إن تأثير كامل و أمين عليك حيخلوك ترمي بنتك في بلد غريب لوحدها 
مسألتش نفسك هي عايشة مش يمكن كانت تعبانة 
و بټموت او يمكن كانت عايشة في الشارع محدش طلب منك إنك تسامحها على غلطة
حصلت من سنين بس على الاقل كان لازم تطمن عليها حتى من بعيد الجد بصرامة هي إختارت من زمان طريقها لما خالفت اوامري و هربت مع واحد كان بيشتغل شوفير عندي وقف سيف من مكانه و هو يمسح وجهه بضيق 
فهو يعلم جيدا جده الذي لم يتراجع من قبل عن أي قرار إتخذه في حياته إنتفض فجأة بسبب 
كلام جده عندما اضاف رجع البنت مطرح ما جبتها لا هي و لا أمها ليهم مكان هنا و داه 
آخر كلامي سيف و قد بدأ الڠضب يتصاعد لرأسه جدي 
ارجوك إسمعني الأول و بعدين قرر طنط هدى 
في المستشفى عملت عملية خطېرة على القلب و حالتها الإجتماعية صعبة جدا جوزها سابها و هرب 
من خمس سنين و محدش يعرف هو فين يعني عمتي و بنتها دلوقتي لوحدهم لو طلعوا من هنا 
حيبقوا في الشارع صالح ببرود و كأن التي يتكلم عليها ليست إبنته 
عاوز إيه يا سيف هات من الآخر سيف و هو ينظر له بنظرة ذات معنى و كأنه يقول 
له ها قد بدأت تفهمني الان انا حبقى المسؤول على طنط هدى و سيلين حضرتك إعتبرها لسه 
في ألمانيا الجد بغموض و ياترى حتقدر تحميها من أخواتها سيف و تملكه ڠضب أعمى عندما
تخيل أن أحدا منهم سيؤدي محبوبته الصغيرة ليهدر بحدة خلي واحد منهم بس 
يتجرأ و يقرب منهم أقسم بالله ليكون آخر يوم في عمره كل اللي عملوه معايا كوم و الجاي كوم ثاني حضرتك اللي كنت بتحوشني عنهم بس لحد هنا و كفاية سيلين و طنط هدى 
حط أحمر و مش حسمح لحد ېلمس منهم شعرة 
واحدة انا بستأذنك دلوقتي عشان انا راجع من السفر و تعبان أشار له صالح بيده ليغادر المكتب تاركا جده 
يفكر في هذه المصېبة الجديدة التي نزلت عليهم دون إنذار رغم كرهه لابنته و عدم قبوله 
لرجوعها إلا أن حفيدته لا ذنب لها في ما فعله والديها في الماضي طوال تلك السنوات إستطاع 
حمايتهما من جنون ولديه كامل و أمين باختراعه لقصة مۏتها حتى أنه لم يستطع الاطمئنان عليها او 
السؤال و لو لمرة واحدة خشية معرفتهم بوجودها لكن الآن سيف دمر كل خططه بل لم يكتف بذلك 
بل قام بإحضار الغزال لعرين الوحوش 
الايام القادمة لم تكون سهلة أبدا بل ستكون عبارة 
عن بداية لخطط و مؤامرات جديدة و نهاية لبدايات كثيرة صعد سيف الدرج نحو الطابق الثالث حيث 
يقع جناح فريد و غرف الفتيات إنجي و ندى توجه نحو غرفة إنجي التي تقع آخر الرواق ليطرق الباب عدة مرات في غرفة إنجي وضعت أروى كوب العصير أمام سيلين و هي مازالت 
تتفحصها و كأنها كائن غريب مما جعل الأخرى تشعر بالقلق ڼهرتها إنجي قائلةمتخفي شوية عن البنت يا أروى 
حتاكليها بعنيكي أروى بمرح أصلي اول مرة اشوف بنت شعرها 
برتقاني فكرتني في ډفنة بتاعة عمر إبليكجي إنجي و هي تتنهد بيأس سيبك منها يا سيلين 
دي مچنونة قوليلي هو إنت بجد بنت طنط هدىاومأت لها سيلين دون أن تتحدث مكتفية بنقل 
بصرها بين الثلاثة فتيات ندى طب إحكيلنا ااااه نسيت أعرفك انا ندى و ابقى بنت عمك كامل و دي إنجي بنت عمك أمين و دي أروى مرات فريد اخوها سيلين بخفوت أهلا و سهلا أروى يااااا دي طلعت بتتكلم عربي انا فكرتها 
خوجاية ندى طيب إحكيلنا هس طنط هدى فين ليه 
ماجاتش معاكي و إتعرفتي على ابيه سيف فين و إيه علاقتك بيه و 
ڼهرتها إنجي خلاص يا ندى مش وقت تحرياتك سيبي البنت تعبانة من السفر ندى و هي تلوي شفتيها بحنق عاوزة أتعرف عليها 
مش أكثر إنجي لما ييجي أبيه سيف إبقي إسأليه سيبي البنت في حالها دلوقتي رمقتها ندى بحنق ثم غادرت الغرفة عازمة على معرفة حكاية هذه الفتاة الغريبة تشبثت سيلين بحقيبتها و هي تبتسم بعدم إرتياح 
لتتحدث إنجي محاولة طمئتها مش عاوزة تدخلي 
تاخذي شاور و تغيري هدومك إنتجاية من السفر أكيد تعبانة سيلين بخجل لا انا حيستنى سيف مش 
عاوز إنفجرت أروى بالضحك قائلة طب مش عاوز
ياكل لما مزة زيك كلها جمال و أنوثة تتكلم على نفسها بصيغة المذكر 
أومال انا اسمي نفسي إيه جاموسة 
إنجي بعد أن حدقت في أروى بلوم
قائلة طيب خذي راحتك إنت مش غريبة 
أروى بمرح أنا شاكة إن سيف داه خاطڤك و حيجبرك تتجوزيه زي روايات الواتباد إحكيلنا 
ما يمكن ننقذك قطبت سيلين حاجبيها بعدم فهم لتكمل أروى 
بنفس النبرة لالا ماتبصيليش كده إشربي 
العصير عشان تبلي ريقك و إحكيلنا بالتفصيل بقى إنجي بنفاذ صبر يوووه بقى إنت كمان يا أروى 
بقيتي زنانة زي ندى ماتسيبوا البنت في حالها كټفت أروى ذراعيها و هي ترسل نظرات حاړقة 
لإنجي قبل أن تلتفت نحو سيلين متناسية ڠضبها 
لترتسم إبتسامة خبيثة على شفتيها حالما تذكرت كيف كان سيف يحتضن سيلين و كأنه يحميها من 
عائلته يبدو أن هناك حلقة مفقودة في الحكاية و سوف تظهر قريبا جدا 
قاطع صمتهم طرقات خفيفة

على باب الغرفة لتسرع إنجي لفتح الباب إبتسمت عندما وجدت
سيف يقف منتظرا أمام الباب سيف سيلين فينإنجي بابتسامة جوا ثواني و حندهلها عادت للداخل لتخرج بعدها سيلين التي شعرت 
بالارتياح حالما رأت سيف أمامها أحاط كتفيها كعادته بذراعه و هو يسير بها 
ليصعد الطابق الثالث الذي يحتوي على جناحههو و باقي أبناء عمومته فتح سيف باب الجناح لتتسع عينا سيلين
باعجاب من شدة فخامته و جماله 
تمتمت بانبهار واو توقفت أمام مرآة الخزانة لترى إنعكاسها ثم إبنتسمت براحة 
فمظهرها الانيق أيضا تماشي مع فخامة الغرفة سارت قليلا نحو الصالون الذي تزينه مكتبةكبيرة تحتوي على كمية كبيرة من الكتب 
بلغات عدة مررت يدها على الرف الذي يقع مباشرة أمامها ثمإلتفتت نحو سيف الذي كان يناظرها بابتسامة
عاشقة قائلة ذوقك حلو أوي أجابها و قد زادت إبتسامته بجد يعني عجبتك أومأت له و هي تتحرك بضع خطوات نحو الصالونالذي لم يكن اقل فخامة عن باقي الجناح أشار بيده نحو أحد الأبواب و هو يقول دي 
أوضتك شوفيها لو معحبتكيش حجيبلك الكاتالوج عشان تختاري بنفسك سارت لتفتح الباب لتتراءى أمامها غرفة في قمة الروعة بلون أنثوي جميل شهقت لتضع يدها على ثغرها هاتفة بأعجاب لا 
يجنن حلو جدا الأوضة جلست على طرف السرير لتتلمس غطاءه الحريري 
ثم رفعت عيناها نحو الخزانة البلورية الكبيرة 
لتتقدم نحوها و تفتحها توسعت عيناها باندهاش 
و هي ترى تلك الفساتين التي إختارتها من ذلك 
المحل الشهير في ألمانيا معلقة بعناية في ارفف الخزانة نظرت نحو سيف الذي كان يتكئ على باب الغرفة 
و هو يتأمل بشغف تفاصيلها الهادئة المريحة للعين التي باات يعشقها و يحلم بها كل ليلة همست بصوت خاڤت و هي تبادله نظرات 
ممتنة ميرسي جدا على اللي إنت بيعمله معايا انا مش عارف أنا من غير إنت كنت حعمل 
تشبثت به الصغيرة و كأنه بر الأمان بالنسبة لها
 



في هذا المكان الغريب أبعدها بصعوبة عنه و يحيط وجهها بكفيه مزيلا 
بابهاميه باقي دموعها و هو يتحدث بصوت متحشرج 
اوعي اشوف الدموع دي ثاني في عنيكي إنت 
إتخلقتي علشان تفرحي و
بس يلا غيري هدومك و إرتاحي شوية عقبال ما يجهزوا العشا ضمت سيلين شفتيها بعبوس قائلة انا مش عاوز
عشا إحنا أكل في الطيارة من شوية سيف بضحك و قد فهم غرضها الحقيقي لا 
إحنا لازم ننزل عشان تتعرفي على العيلة انا معاكي مټخافيش حفضل أقلك الجملة دي 
لحد إمتى ها سيلين بعدم رضا أيوا بس هما عينيهم 
وحشين بيبصولي مش حلو انا عارفة إنهم بيكرهوني سيف بحيرة هي إنجي ضايقتك في حاجة سيلين بنفي لا في واحدة بنت صغيرة
انا مش حبيتها وحشة بتسأل كثير سيف و هو يخفي قلقه دي أكيد ندى ربنا يستر
حبيبي متقلقيش دي زي ما قلتي بنت صغيرةو اكيد كانت عاوزة تتعرفي عليهم صدقيني
حتنبسطي هنا جدا مع البنات و لو لقيتي نفسك مش مرتاحة حنرجع الفيلا إتفقنا سيلين باستسلام حاضر قبل جبينها طويلا قبل أن ينسحب من الغرفة
تاركا قلبه معها توجهت نحو التسريحة و هي تتأمل الغرفة من جديد ألوان الجدران الخزانة و السجاد السرير و الاغطية كل شيئ مختار بعناية لا مثيل لها 
لكن أجمل ما فيها هي تلك الشرفة الكبيرة التي
تطل على الحديقة الخلفية للقصر أزاحت الستائر 
لتبتسم باسترخاء و هي تتأمل البساط الأخضر تحتها الذي كان يمتد على مساحة كبيرة قبل 
ان يحده صف من الأشجار الضخمة التي يصل طولها للطابق الثاني أو أقل بقليل كل شيئ بدا لها في غاية الجمال حتى تمنت 
انها تبقى في هذا المكان الرائع طوال حياتها 
لو لا تذكرت فجأة تلك الأعين المخيفة التي كانت تتطلع فيها منذ قليل بڠصب عارم في صالة القصر قلب صالح عينيه بملل و هو يستمع إلى شجار 
أفراد عائلته منذ قليل صعدت زوجة عمه الراحل 
سميرة إلى غرفتها لتبدأ بعدها حرب باردة كامل انا بس عاوز افهم هو بابا ليه كڈب 
علينا زمان و فهمنا إنها مېتة أمين پغضب ياريتها كانت ماټت بجد إلهام بخبث يمكن عشان خاېف عليها إنت عارفين عمي حويط قد إيه 
آدم طيب و لما هو عارف إنها حيه ليه مرجعهاش هنا خصوصا إن عندها بنت لمعت عيناه بخبث 
عندما تذكر شكل سيلين الذي أعجب بها بشدة كامل أكيد هو اللي خلى سيف يجيبها ابويا و انا عارفه محدش يقدر يعرف إيه اللي بيدور في دماغه 
و كل مرة بيفاجئنا بقرار إلهام بس هو كان مصډوم لما شاف البنت كامل كله تمثيل و ماهو اللي ېكذب مرة ېكذب الف امين بصړاخ كامل إنت بتتكلم على بابا متنساش داه شاور له كامل بعدم إهتمام و هو يفتح أزرار قميصه بعد أن أحس بالاختناق وقف صالح من مكانه مقاطعا حديثهم المهم 
أستأذن انا حطلع لأوضتي عشان ارتاح أمين بدل ما تقعد تلاقي معانا حل للمصېبة
اللي حلت فوق دماغنا فجأة طالع تتخمد صالح ببرود و انا من إمتي ليا دعوة بمخططاتكم أمين بتجهم و إحنا بتعمل كل داه ليه مش عشانك و عشان
أخوك يلا غور في ستين داهية 
حتبقى طول عمرك مجرد موظف بتاخذ اوامرك من إبن عمك صالح يوووه يا بابا انا طالع تصبحوا على خير صعد الدرج غير مهتم بشتائم والده و صوت صراخه الذي بدأ بتلاشى كلما إبتعد عنه فكل تفكيره الان
منصب على يارا حالتها اليوم كانت غريبة جدا
و هذا طبيعي فما تحملته منه طوال الايام الماضية
يفوق احتمالها بأضعاف دخل جناحه ليغلق الباب وراءه ثم أخرج هاتفه
الأخرى رمى الهاتف على الاريكة ثم إنحنى لينزع حذاءه
قبل أن يأتيه صوتها المرتجف زفر الهواء بعد أن حپسه داخل رئتيه لوقت
طويل قبل أن يهتف كنتي فين بقالي ساعةبرن عليكي يارا بخفوت انا اول ما سمعت التلفون جاوبت على طول صالح مقاطعا إياها خلاص خلاص كفاية رغي
انا بكلمك عشان أقلك إني موافق أديكي فرصةجديدة يارا مش فاهمة يعني إيه صالح و هو يتكئ بجذعه على ظهر المقعد قلت
كلها و ننسى كل حاجة في الماضي و نبدأ من جديد إنقبض قلبها بعدم إرتياح رغم فرحتها الكبيرة 
بقراره الذي كانت تحلم به منذ أيام مرت عليها و كأنها دهر لتجيبه بتردد طب و المقابل إيهاطلق ضحكة طويلة و كأنه كان يتوقع سؤالها 
ليتحدث بزهو لا ذكية فاجئتيني بصراحة ممممم المقابل هو إنك تكوني معايا تجمدت يارا مكانها و قد بدأت دقات قلبها 
في التسارع و هي تدعو بداخلها ان لا يكون ما فهمته صحيح فذلك يعني نهايتها فعليا مش فاهمة تمتمت بخفوت و هي تواصل دعائها بداخلها 
مركزة بكامل حواسها على صوته الكريه الذي اجابها بما إنك بقيتي عاملة نفسك غبية 
و مش فاهمة انا قصدي إيه فأنا حسايرك و أبسطلك أكثر انا قصدي حنسافر انا و إنت لأي حتة تختاريها نقضي وقت حلو مع بعض مش عارف أسبوع عشرة ايام لغاية ما أزهق منك حنرجع و ححررك مني نهائي ها إيه رأيك شهقة مسموعة أفلتت منها و هي تقبض بيدها المرتعشة على الهاتف بينما إمتدت يدها الأخرى تجذب خصلات شعرها پجنون قبل أن تصرخ 
پبكاء لا حرام عليك متعملش فيا كده إنت عارفني إني مش كده 
صالح بسخرية اه فعلا بأمارة الكباريه اللي كنتي عايشة فيه على العموم داه اللي عندي و حديكي 
لغاية بكرة الساعة تسعة الصبح عشان تفكري تسعة و خمس دقائق حعتبر إنك رفضتي العرض و إنت عارفة وقتها إيه اللي حيحصل يارا باڼهيار نفسي قبل ما خليك تذلني بحاجة 
زي دي صالح ببرود إبقي فكري في عيلتك حيجرالهم 
إيه بعد الڤضيحة و إلا إنت فاكرة إنك لما نفسك حتفلتي من إيدي تؤتؤتؤ أظن بقيتي تعرفيني كويس يارا إنت شيطان شيطان مستحيل تكون بنيادم بكرهك بكرهك صالح و قد تعالت قهقاته المستمتعة متنسيش 
بكرة الساعة تسعة يا عروسة رمت يارا الهاتف من يدها ثم إتجهت نحو احد الإدراج لتخرج علبة المهدئ التي بدأت تتناوله منذ يومين تناولت حبة ثم أعادت العلبة
لمكانها و اخذت 
كوب الماء لتترشفه على دفعات بعد بعض الوقت شعرت بهدوء أنفاسها الثائرة لتتمددعلى سريرها متمتمة بشرود مش حخليك تذلني أكثر من كده يا إبن عزالدين مش حخليك تذلني لم تشعر بعدها بما يدور حولها لتغمض عيناها و تسقط في نوم عميق لا يخلو من كوابيسها المعتادة في قصر عزالدين بعد أن تناولوا طعام العشاء إنتقل الجميع للصالون 
بأمر من الجد همس آدم في أذن والدته قائلا بانزعاج هو في إيه إجتماعاتهم كثرت النهاردة إلهام ششش دلوقتي حنعرف اكيد في مصېبة 
جديدة اهو جدك جا وجه الجميع أبصارهم نحو الجد و بمن فيهم سيلين 
التي كانت تجلس بجوار سيف و إنجي تحدث صالح بعد صمت طويل انا فكرت كثير قبل ما 
أقرر القرار داه عشان لقيت فيه مصلحة للكل خصوصا إن أغلبنا معترضين على وجود البنت دي 
و أمها أشار بعيناه نحو سيلين التي أخفضت عيناها بتوتر و خوف 
الحل الوحيد و هو إن سيف يتجوزها أكمل الحج حديثه متجاهلا الشهقات المستنكرة
التي صدرت منهم يا إما تتجوزها يا إما ترجعها مطرح ماجات تصبحوا على خير هكذا هو هذا الرجل يقرر قراره لوحده دون إستشارة 
اي أحد ثم يخبرهم به و يختفي دون أن يسمح لاي
منهم مناقشته او إعتراضه هب سيف من مكانه صارخا پغضب و تمرد على 
جده الذي أغلق باب غرفته في وجهه ضړب الباب عدة مرات و هو يصيح پجنون مش من حقك 
تتحكم في حياتنا زي ما إنت عاوز إحنا مش عبيد 
عندك إفتح الباب و رد عليا اسرع نحوه صالح و فريد و هشام ليجروه بصعوبة 
من أمام غرفة جدهم التي تقع في الدور الأرضي ليتحدث
فريد محاولا تهدئته يا سيف كفاية ما إنت عارف جدك لما بياخذ قرار يبقى خلاص سيف و هو يدفعه ليتركه يقرر حياتكم إنتوا 
مش انا مش انا تحرك للخارج و هو ېصرخ پجنون ليلحقه هشام 
بينما إكتفى البقية بمراقبته من بعيدسيف يا سيف إستنى ميصحش إلى إنت
بتعمله داه جدك حيزعل منك و إنت عارف زعله كويس ناداه هشام بصوت لاهث بسبب جريه وراءه محاولا إيقافه عن مغادرة القصر بعد نقاشه الحاد
مع جده توقف سيف عن السير عندماوصل

إلى سيارته الكاديلاك السوداء بابها بقبضته عدة مرات دون أن يفتحه امسكه هشام من ذراعه ليمنعه من أذية نفسه فهو يعلم جيدا كيف يتحول سيف
عند غضبه إلى شخص آخر متوحش 
لا يعي اي شيئ من حوله دفعه سيف 
ليحرر ذراعه قبل أن يهتف بصړاخإنت 
مش سامع جدك بيقول إيه بقى انا 
سيف عز الدين أتجبر اتجوز واحدة 
مخترتهاش عشان إيه لو على 
الورث مش عاوزه خليهوله يشبع بيه
أنا عندي قده مية مرة يكون في علمكم 
كلكم انا مش حسمح لأي حد في الدنيا
إنه يجبرني أعمل حاجة انا مش عايزها 
لسه متخلقش اللي يخلي سيف عز الدين 
يركع صړخ في آخر كلامه و هو يخفي إبتسامته الخبيثة التي ظهرت لثوان قليلة على شفتيه قبل
أن ينقل بصره نحو شرفة غرفة الجد حيث يقف جده بملامحه الصارم يتابع من بعيد ثورة حفيده الأكبر 
يتبع
الفصل الثاني عشر 
الساعة العاشرة و النصف ليلا في فيلا سيف عزالدين أسفل المظلة الخشبية التي كانت تتوسط
حديقة الفيلا الغناء يجلس سيف براحة كبيرةو هو يترشف كأس عصير البرتقال المنعش تعالت ضحكاته السعيدة بما حققه الليلة من
إنتصار كبير بعد طول صبر غير مبال بكلاوس
الذي كان يجلس أمامه ينتظر أوامره 
تكلم اخيرا بعد طول صمت عاوزك تصرف مكافأة 
لكل الشغالين في الفيلا و القاردز اللي معانابس مين غير مايعرفوا السبب 
كلاوس بطاعة تمام يا سيف بيه إعتبره حصل 
بس حضرتك اللي يشوفك دلوقتي ميصدقشاللي عملته من ساعتين رفع يده الضخمة قليلا ليفرك عنقه بدون داع وهو يكمل بحرجثلاث عربيات بعثتهم التصليح منهم عربية الآنسة إنجي حدق سيف في حارسه الذي نادرا ما يسأل لينفجر بعدها ضاحكا يبدو أن رد فعله الغريب أثار دهشته هذه المرة ليردف 
كان لازم أعمل كده عشان يصدقوا إني معترض على الجوازة دي بس إنت قلتلي عربية إنجي حرك كلاوس رأسه و هو يبتسم بدوره ليقوس 
سيف شفتيه بعدم رضا مكملا لازم اجبلها عربية جديدة المسكينة عربيتها كانت في التصليح 
طول الاسبوع اللي فات و جدو رافض يجددهالها مممم و اهي فرصة بالمرة عشان تساعدني أكمل 
اللي بدأته إنت عارف طرق البنات أحيانا بتجيب نتيجة خطة مثالية تتمثل في سيارة جديدة تختارها بنفسها مقابل إقناع تلك المسكينة بالموافقة لقد قرر و إنتهى الأمر لن يترك لها المجال حتى للتفكير لن يكتفي بقرار
 



جده حتى يفوز بها سيعمل على إقناعها بكل الطرق توقف عن الحديث عندما تذكرها صغيرته البرتقالية لقد غادر دون أن يطمئن عليها زفر بحنق و هو
يقفز من مكانه متجها نحو أسطول السيارات المصطف داخل الفيلا ينتظر تحركه تبعه كلاوس بعد أن سمعه يقول خلينا نرجع للقصر 
حالا طوال الطريق و صورتها لم تبرح خياله قلبه و عقله 
يتنازعان بشدة كل منهما يلومانه على تركها وحيدة 
دون سؤال أناني لم يفكر سوى بنفسه و بفرحته لتحقق أمنيته بالحصول عليها رغم طريقته القڈرة 
لكن بالنسبة لشخص كسيف فكل الطرق مشروعة في الحب و الحړب ترجل من السيارة راكضا داخل القصر ثم توجه نحو المصعد ليضغط رقم الطابق الثالث ثوان قليلة 
و فتح باب المصعد من جديد ليسير بخطوات متعجلة نحو جناحه إستوقفه صوت شجار خاڤت 
آت من جناح إبن عمه آدم الذي يقع في الجهة الأخري من نفس الطابق ليبتسم آدم بخبث ثم يستدير في إتجاهه بخطوات بطيئة حتى لا يصدر 
اي صوت ينببهم أما في الداخل فكانت إلهام تكاد تجن من شدة 
ڠضبها و هي تصرخ مرارا و تكرارا قلتلك مية مرة وطي صوتك سيف جا انا شفت عربيته داخلة القصر من شوية زمانه طالع على جناحه حيسمعه حدجها آدم بنظرات محتقنة قبل أن يرتمي على 
فراشه هاتفا بعدم إكتراث خليه يسمع انا مش خاېف من حد و بعدين ما إنت شفتي كل حاجة بعينك هو مش عاوز سيلين و انا بقى أولى بيها من غيري إلهام پغضب طول عمرك غبي زي ابوك مش بتشوف غير اللي قدامك و بس نفسي مرة تشغل 
دماغك اللي مش بتفكر غير في الشرب و النسوان 
دي عشان كده عمرك ما حتبقى زيه و لا عمرك حتغلبه و تبقى مكانه مهما عملت عارف ليه عشان 
هو عامل زي الحرباية اللي بتتلون مش بيخليك تشوف غير اللي هو عاوزك تشوفه و تعرفه هو لو 
فعلا مكانش عاوزها مكانش جابها هنا و ډخلها العيلة إنت عارف الشنطة اللي كانت ماسكاها في إيدها 
لما جات ثمنها كامأشار لها آدم بعدم اهتمام لتكمل مليون دولار يا جاهل ثمنها مليون دولار قوس آدم حاجببه پصدمة و هو يحدق في والدته 
قبل أن ينطق
ببرود مليون دولار ليه دي حتة شنطة مش عربية يعني 
إلهام و هي تصر على أسنانها پغضب دي هرميس أغلى شنطة في العالم انا بقالي سبعة أشهر و انا مستنية دوري عشان أشتري واحدة زيها أنا متأكدة إنه عارف الحكاية دي عشان 
كده جابهالها بالعند فيا انا محدش فاهمه زيه المهم بصلي هنا و افهم اللي حقوله ملكش دعوة بالبنت دي عشان سيف مش حيسيبها بالساهل حتى لو مكانش عاوزها و خصوصا ليك إنت بالذات بلاش تعمل معاه مشاكل اليومين بالذات لحد منشوف حكاية البنت دي إيه في الخارج كان سيف يكتم ضحكاته بصعوبة 
تحرك من أمام غرفة إبنة عمه متوجها نحو جناحه و هو يتمتم في داخله بخبث مرات عمي دي 
عمرها ماخيبت ظني ابدا برافو يالولو دماغك دايما شغالة مش زي الغبي إبنك توقف أمام باب جناحه ليتنهد بصوت مسموع مضيفا حفضالك يا آدم ال قريب جدا حفضالك إنت و العصابة اللي لاممها وراك و عاملين نفسهم عيلتي فتح باب الجناح ثم دلف بهدوء مستهديا بالاضواء 
الخاڤتة ذات اللون الأزرق الهادئ المنتشرة في زوايا الجدران نزع جاكيت بدلته ثم وضعها بشكل منظم على طرف الاريمة قبل أن يكمل طريقه للداخل توقف عن السير و عيناه معلقتان على ذلك الباب الصغير الذي 
يؤدي إلى غرفتها الملحقة بجناحه تقدم بهدوء ثم فتح الباب ببطئ شديد متجنبا 
إصدار أي صوت همهم باستنكار عندما وجد نور الغرفة مضاءا ففي هذه الحالة لن يستطيع معرفة إن كانت نائمة او مستيقظة فهي من عادتها ترك النور مضاء لأنها لا تستطيع النوم في الظلام لكنه ما لبث ان وجدها غارقة بين الأغطية وتغط في نوم عميق إتسعت إبتسامته دون شعور منه عندما ظهر له
وجهها الفاتن ليتنهد بارتياح يكفيه وجودها أمامه 
سليمة معافاة لايريد أي شيئ آخر من العالم غادرت الابتسامة محياه عندما لمح بقايا الدموع العالقة بأهدابها المبتلة إضافة إلى خديها و أرنبة أنفها المحمرة بشدة جلس على حافة الفراش ثم أخذ يمسح وجنتيها 
الرطبيتين برقة و لطف تململت سيلين بانزعاج قبل أن تفتح عينيها الزرقاوتين لتجده أمامها شهقت 
بفرح و تتعلق بعنقه كطفلة صغيرة وجدت والدها بعد بحث طويل بين الزحام لټنفجر بعدها في بكاء
شديد و هي تتمتم بعبارات الأسف أما سيف فلم يصدق ما يحصل الأن و كأنه في حلم 
آخر لم يكن يسمع سوى صدى دقات قلبه المضطربة و أنفاسه المتسارعة و كأنه في سباق مع الوقت 
ليزيد من إعتصار جسدها بقوة نحوه حتى تلاشىأي فراغ بينهما 
تسللت يداه من أسفل قميص البيجاما الذي كانت ترتديه 
إلى ظهرها كانت أجمل وأروع من كل أحلامه التيعاشها يتخيلها بين ذراعيه ناعمة و هشة كحلوى 
المارسميلو برائحتها الطفولية الممزوجة بعطرالفاخر و Chanel no 5
الذي إختاره لها بنفسه مزيج من رائحة الياسمين و الورود النادرة مثلها تماما 
أنزله من غيمته الوردية التي كانت تحمله في عالم آخر مليئ بالسعادة و النشوة على صوت أنينها المټألم و هي تدفعه بقوة ليشهق پصدمة و ينتفض 
من مكانه دافعا إياه برفق فوق الفراش مبتعدا عنها توجه نحو الشرفة ليفتحها پعنف مستقبلا نسمات 
شهر أكتوبر المنعشة علها تخفف قليلا من حرارة جسده و مشاعره التي إستيقظت فجأة من سباتها 
قبض على السور الرخامي للشرفة بقوة و هو يلعن نفسه بداخله عدة مرات ليس من عادته ان يفقد 
سيطرته على نفسه أمام إمرأة فهو لا طالما عرف بقدرته الخارقة على الصمود 
أمام جميع إغراءات النساء اللتي يقابلهن في حياتهحتى أن البعض تراهن على إيقاعه و قد حاولن 
بجميع الطرق لكن دون جدوى فلماذا الان إنهارت
جميع حصونه و
سلمت الراية البيضاء دون أدنى مقاومة أمامها زفر الهواء عدة مرات و هو يبتسم بسخرية هذه 
المرة من يراه لن يصدق أنه هو نفسه سيف عزالدين يشعر بالتوتر من مواجهة طفلة دلف للداخل ليجدها تجلس على حافة السرير و قد رتبت شعرها و ملابسها التي بعثرتها أصابعهمنذ قليل تنحنح بخجل ثم جلس بجوارها 
ليلمحها بطرف عينيه تتراجع بعيدا عنه 
و هذا ما ازعجه بل و جعل أنفاسه تختنق رغم الهواء الذي كان يعبر رئتيه يعلم و متأكد أن ردة فعلها طبيعية لكنه إنزعج بطريقة جعلته 
يفقد صوابه ليقبض على مفرش السرير حتى كاد يمزقه أنا بعتذر تمتم سيف بصوت متقطع هادئ 
عكس ملامح وجهه التي تنذر بالانفجار 
انا مش متعود إني أعتذر في حياتي لأي شخص مهما كان غير امي بس معاكي إنت كل حاجة بتتغير و متسالنيش إزاي او ليه اراد تغيير 
الموضوع بسرعة حتى لا يترك لها المجال للتفكير فيه أكثر إستدار نحوها مضيفا بنبرة واثقة انا كنت جاي 
عشان اتكلم معاكي في موضوع جوازنا اللي قرره جدي انا كنت متضايق جدا لدرجة إني مقدرتش 
اقعد هنا أكثر عشان كده طلعت انا اصلا كنت مقرر إني آخذ امي و أرجع أعيش في الفيلا بتاعتي و اسيب القصر إنت ملكيش ذنب في اللي بيحصل عشان جدي 
دايما كده بيتحكم في حياتنا كلنا شايفة كل 
اللي بيعيشوا هنا هو اللي بيقرر مستقبلهم 
دراستهم شغلهم حتى الجواز هو اللي بيقرره توقف عن الحديث قليلا و هو يرفع أنظاره نحوها ليجدها تحدق فيه پصدمة قبل أن تشيح 
ببصرها بعيدا عندما إلتقت نظراتهما أخفىإبتسامته الخبيثة و هو يكمل بتمثيل بارع مدعيا الضعف و إستسلامه أمام جده اكيد عاوزة تسألي هو إزاي يقدر يتحكم فينا 
كلنا كده عشان ببساطة كل ثروة آل عزالدين مكتوبة باسمه القصر الشركات كل العقارات 
اللي بنملكها كلها باسمه إلا فيلتي الوحيدة اللي باسمي عشان كانت هدية من

بابا الله يرحمه لما 
كان عمري عشر سنين نامي دلوقتي عشان باين عليكي تعبانة و انا بكرة الصبح حخلي واحدة 
من الشغالين تيجي تلم هدومك أخفضت المسكينة رأسها بخجل فهي تشعر 
أنها المسؤولة عن لخبطة حياته كما يقال أهكذا يكون جزاءه بعد كل ما فعله معها من حركات نبيلة بس أكيد في حل ثاني إنتي مش تقدري 
تسيبي عيلتك و تروح و كمان شغلك مش حيكون في عندك شغل هتفت بصوت ناعم و كلمات مبعثرة بلهجتها الخاصة التي جعلت قلب سيف يذوب حرفيا داخل 
قفصه الصدري لينطق دون تفكير مفيش حل ثاني غير الجواز اقصد إننا لازم نسيب القصر و إلا حنضطر إننا نخضع لقرار جدي و إذا 
كان على الشغل فمتقلقيش أنا حبقى أفتحمكتب محاماة صغير على قدي كبداية صفع نفسه داخليا بندم على ما تفوه به من 
حماقات بعد أن شاهد وجهها الذي تهللت اساريرهفجأة و هي تأيده بحماس صح اصلا إنت نسيتي 
الشنطة اللي إنتي إشترتيها ثمنها تقدري تجيبيمكتب كبير هنا كانت تتحدث و هي تحرك يديها 
كالاطفال مما جعله لا يستطيع حتى أن يرمش بعينيه حتى لا تغيب عنه و لو للحظة تنهد سيف بعد أن شعر بغبائه لأول مرة في حياته 
ليشرع في الضحك و هو يدير رأسه يمينا و يسارابيأس و هو يتمتم في نفسه كان يوم اسود 
لما فكرت أشتريها توقف عن الضحك و هو يقف من مكانه قائلا 
متقلقيش أنا حلاقي حل لكل حاجة يلا إنت نامي دلوقتي عشان الوقت تأخر و إنت أكيد تعبانة إقترب منها رغم شعوره بتوترها ليقبل جبينها بلطف ثم غادر بعد أن تمنى لها ليلة سعيدة بعد دقائق
كانت سيلين تستلقي على السرير من جديد و هي تفكر في حل لهذه المشكلة التي بسببها هو يعاني الان أكثر شخص ساعدها
رغم عدم معرفته العميقة بها 
يجب أن تساعده في إيجاد الحل المناسب لقد رأته منذ ساعات و هو يخرج من مكتب 
جده لقد كان مظهره مخيفا جدا لأول مرة تراه و هو غاضب بدا لها كوحش هائج يرفض أسره من الواضح أن لديه فتاة يحبها لدرجة جعلته
مستعدا للتخلي عن هذه الرفاهية و الثروة لأجلها إبتسمت بحالمية و هي تتخيل نفسها 
مكان حبيبته كم هي محظوظة من المفترض أن 
تكون مميزة جدا حتى تجعله متمسكا بها لهذه الدرجة لن تجعله يخسر حبه بسببها إن لزم الأمر سوف تذهب لجدها و تتحدث معه لن يهمها
إن طردها او أهانها بسبب أفعال والدتها كما سمعت تلك المرأتين تتهامسان قبل أن تأخذها إنجي لغرفتها المهم هو سيف في غرفة إنجي أغلقت حاسوبها المحمول بعد أن ظلت لساعة كاملة 
تحادث إحدى صديقاتها مطت ذراعيها المتشنجتين و هي تتذكر فجأة مظهر سيف الغاضب و هو يدفع 
أخويها عنه و ېصرخ محاولا
 



عدم الخضوع لأوامرجده تمتمت بصوت هامس تحدث نفسها و هي 
تزيح الحاسوب من فوقها و تضعه على الجهة الأخرى من السرير و انا اللي كنت فاكرة إن سيف هو الوحيد اللي بيقدر يوقف في وش جدو 
و كنت متأملة إنه حيساعدني في يوم من الايام 
لو فرض عليا أتجوز واحد انا مش عايزاه هو حيفضل لحد إمتى بيتحكم فينا كأننا عبيد عنه بقيت عيناها مفتوحتان لمدة من الوقت و هي 
تتذكر تحكمات جدها و كيف أنها عارضته عندما دخلت كلية الإعلام بدلا من إدارة الأعمال كما كان يريد هو فما كان منه إلا أن حرمها من أخذ 
جنيه واحد من والدها أو من عمها فهذه نقود الشركات و الأعمال التي رفضت أن تدرس و تدخل للعمل فيها لولا هشام إبن عمها الذي أصبح يعطيها 
مصروفها كل أسبوع رغم رفضها إلا أنه لم يكن لديها أي حل آخر لكنه لم يستطع تغيير سيارتها 
القديمة بعد أن منعه الجد من ذلك حتى سقطت في نوم عميق في فيلا ماجد عزمي صباح اليوم التالي فتحت يارا أجفانها المتثاقلة 
على صوت المنبه المزعج كانت الساعة تشير إلى السابعة و النصف صباحا اي مازال هناك وقت حتى تهاتف ذلك الشيطان و تخبره عن ردها النهائي تنهدت و هي تشعر بحړقة عيناها المحمرتان من كثرة بكائها ليلة البارحة التي قضتها تفكر في أي حل ينجدها منه لتهتدي اخيرا لحل ما أزاحت الغطاء من فوقها لتسير بجسدها المنهك
نحو الحمام يارا القديمة كان سيغمى عليها لو رأت مظهرها هكذا في المرآة لكنها الان لم تعد تهتم 
بل إبتسمت بخفوت و هي ترى آثار تلك الكدمات 
و الچروح قد بدأت تخف و الباقي سوف تتصرف و تخفيه بمساحيق التجميل و الملابس كما تفعل كل يوم بللت يدها السليمة كعادتها ثم مسحت بها وجهها 
دون أن تضغط كثيرا على بشرتها ثم وضعت يدها المحترقة تحت الماء و بدأت تغسل ما ظهر 
بلطف إنتهت لتنشف وجهها و يدها ثم 
فتحت خزانة الأدوية لتخرج مرهم الحروق و مغلفا صغيرا يحتوي على رباط لتضميدالحروق هي طبعا لا تستطيع ترك يدها مكشوفة 
حتى لا يقلق والديها و يسألانها عن سبب إحتراقها إنتهت بعد وقت قصير ثم خرجت لغرفتها
غيرت ملابسها و رتبت شعرها و لم تنس 
مساحيق التجميل التي إستعملتها بكثرة 
ثم أخذت حقيبتها و نزلت للأسفل وجدت عائلتها مجتمعة على طاولة الطعام 
أرادت الخروج ككل صباح دون الإفطار معهم لكن صوت والدها الذي ناداها للجلوس معهم 
خرب
جميع مخططاتها 
رسمت إبتسامة مزيفة على وجهها و هي تجلس مكانها بجانب شقيقها ريان قائلة صباح النور أجابتها ميرفت التي كانت تتفحص ملابسها 
الغريبة بعدم إعجاب صباح الخيرحبيبتي 
بس إيه اللي إنت لابساه داه نظر ريان نحو أخته التي كانت ترتدي فستانا
من القماش الثقيل بالازرق الغامق طويل و بأكمامكاملة و مقفول من ناحية العنق ليهتف بتعجبمالها يا مامي بالعكس شكلك كده أحلى يا يويو حدجته ميرفت بملل و هي تضيف باشمئزاز الدريس شكله كئيب و يخنق إنت حتطلعي بيه كده قدام الناس يارا بصوت خاڤت على غير عادتها ايوا يا مامياصلي حاسة إني داخلة على دور برد فقلت أثقل لبس قبل ما أمرض ايوا شكلك تعبان يا يارا خليني آخذك للدكتور انا النهاردة معنديش محاضرات هتف ريان بقلق 
بعد أن لاحظ يدها المضمدة ليكمل إيه الليفي إيدك داه رابطاها ليهيارا بارتباك و هي ترفع يدها المحترقة حتى 
تشابكها مع الأخرى لتشعر پألم شديد لكنها حافظت على إبتسامتها حتى لا تقلق أخيها لا دي حاجة 
بسيطة انا إمبارح جربت hand creame من عند واحدة من صاحباتي فعملي حساسية شكلها وحش على إيدي فغطيتها أخفضت يدها التي كانت تكاد تنقسم لنصفين من شدة الألم ثم بسطتها فوق الطاولة بينما 
تسمع والدتها تتحدث بلهجة محذرة الف مرة قلتلك متستعمليش
الحاجات الرخيصة دي عشان بټأذي بشرتك يارا فعلا انا غلطت بس مش حعمل كده ثاني sure وقفت من مكانها و هي تحمل حقيبتها
الباهضة قائلة يلا انا طالعة دلوقتي تدخل ماجد قائلا بسخرية و هو ينظر لها 
پغضب زي كل يوم طبعا بتطلعي الصبح و بترجعي آخر النهار ياترى بتعملي إيه كل الوقت داه بره بدور على شغل مش حضرتك كنت عاوزني أشتغل أجابته هي تحاول إخفاء إشمئزازها بعد أن تذكرت 
ذلك الفيديو الذي يظهر فيه مع تلك الراقصة رغم أن وجهه لم يكن يظهر كثيرا لكن وجود تلك
المرأة الشبه عاړية بجانبها أشعرها برغبة عارمة في التقيئ مسح طرف شفتيه بالمنديل ثم رماه على الطاولة 
و إلتفت نحو زوجته التي كانت مشغولة بتصفح هاتفها لېصرخ بحدة دا اللي إنت فالحة فيه شوبينغ و سهرات و مقابلات مع شلة الهوانم 
اللي مصاحباها إنما عيلتك آخرة إهتماماتك خليكي كده لغاية ماتفوقي تلاقي كل حاجة خربانة فوق دماغك تأففت ميرفت و هي تجيبه بملل إنت مش حتبطل 
عادة الزعيق دي عالصبح ماجد داه كل اللي همك زعيقي و صوتي العالي 
مشفتيش بنتك اللي بقالها اسبوع مش بنشوفها غير داخلة خارجة من البيت و الله أعلم بتروح
فين و الراجل اللي مفروض كان حيخطبها من يومين مجاش و لا تكلم لحد دلوقتي ليه لا هو و لا عيلته ميرفت أنا قابلت نجلاء هانم من يومين في النادي و هي إعتذرت مني و قالت إن حصلهم شوية 
ظروف خلتهم يأجلوا الموضوع شوية بس مش حيطولوا سامح إبنها عاحباه يارا و كان حيموت عليها و هو بنفسه اللي مكلمني هب ماجد من مكانه مردفا بانزعاج يعني حيختفي زي اللي قبله انا بقيت شاكك في بنتك دي اكيد مخبية علينا مصېبة يارا پصدمة مصېبة إيه يا بابا اااا نا مليش
دعوة بيهم أنا مستعدة من بكرة أتجوز أي حد حضرتك تقلي عليه مش مخبية حاجة رمقها والدها باستهجان قبل أن يغادر لتغادربعده يارا متجنبة البقاء أكثر داخل المنزل جلست على أحد مقاعد الحديقة لتهاتف صديقتها 
مروى لحظات قليلة و سمعت صوتها لتسارع يارا في عتابها دون وعيفينك يا بنتي بقالي ساعة برن عليكي مروى بنعاس صباح الخير
يا يويو موبايلي كان Silent انا صحيت من خمس دقايق قاطعتها يارا صاحية من خمس دقائق ليه 
يامروي مش إتفقنا إمبارح عشان حنتقابل الساعة 
تسعة في كافيه المروى يارا إنت شفتي الساعة قبل ما تكلميني 
دلوقتي الساعة ثمانية يعني فاضل ساعة كاملة متقلقيش يا حبيبتي حتلاقيني هناك قبلك يارا ماشي و متنسيش تجيبي معاكي الهدوم
اللي قلتلك عليها عشان مش حقدر اشتري هدوم من اي محل خاېفة اكون متراقبة مروى لا مش حنسى حاضر انا دلوقتي حقوم
ألبس و أحضر كل حاجة يلا مع السلامة وضعت يارا يدها على موضع قلبها تهدئ من ضرباته المتسارعة و هي تتلفت حولها مخافة وجود أي شخص قريب إتجهت نحو سيارتها 
لتقودها خارج الفيلا لتسير في الشوارع بلا هدف حتى دقت الساعة التاسعة توقفت على حافة الرصيف ثم أمسكت بهاتفها بيديها المرتعشتين و هي تحاول تنظيم أنفاسها 
المړتعبة تكلمت بلهجة مترددة بعد أن سمعت صوته الكريه انا موافقة أغمضت عيناها بتقزز من نفسها و منه ومن حظها
السيئ الذي أوقعها بين يدي هذا المړيض كنت متوقع الاجابة دي شطورة يا بيبي تعالت قهقهاته 
لتبعد يارا الهاتف عن أذنها و هي تكتم شهقاتها بيديها 
قبل أن تعيده مرة أخرى لتسمعه يأمرها كعادته بعد أن توقف عن الضحك تمام بكرة الصبح

لما تيجي 
هاتي معاكي كل أوراقك البطاقة و الباسبور يارا و هي تجاهد أن يخرج صوتها عاديا ليهصالح بغرور عشان اضبط أوراق السفر و إلا
إنت عاوزانا نقضي اليومين هنا في مصر و إلا أقلك انا 
حديكي وقت من هنا لبكرة عشان تختاري المكان اللي يعجبك ماهو انا بردو تهمني راحتك 
عشان كل ما تكوني إنت مرتاحة حتقدري تبسطيني أكثر و إلا إيه رأيك يا بيبي في تلك اللحظة تخيلت يارا إبتسامته الخبيثة و عينيه الحادتين تحدقان فيها بوقاحة ليرتجف جسدها و تنطق سريعا حاضر مع السلامة رمت الهاتف في سيارتها من الخلف بقوة ثم
إنحنت لتضع جبينها على مقود السيارة تاركة العنان لدموعها الساعة التاسعة و النصف صباحا كانت يارا تجلس بتوتر 
تنظر قدوم صديقتها مروى في ذلك المقهى وضعت كوب الشاي الساخن من يديها عندما 
لمحتها من النافذة البلورية الكبيرة التي تمتد على طول الحائط ألقت نظرة خاطفة على يمينها 
و يسارها بقلق ثم عادت تنظر للامام لتجد مروى قد وصلت إليها وقفت من مكانها لټخطف كيس الملابس 
من مروى قائلة إتأخرتي ليه كده الساعة داخلة على عشرة اووووف منك يا مروى مش حتبطلي عادة التأخير دي أبدا مروى بلامبالاة أطلبيلي قهوة الأول عشان 
دماغي مصدعة و قاطعتها يارا و هي تجذبها معها نحو حمام المقهى 
إنت لسه حترغي بقلك إيه بسرعة مفيش وقت الطيارة حتفوتني أسرعت مروى وراءها و هي تهتف بعدم فهم 
طيارة إيه يا بنتي سيبي إيدي حقع أغلقت يارا باب الحمام بعد أن تأكدت من خلوه 
ثم أسرعت نحو أحد الحمامات الداخلية لتغير ملابسها بتلك الملابس التي أحضرتها لها صديقتها 
و التي كانت عبارة عن بنطال جينز باهت اللون فوقه كنزة صوفية خضراء مع حجاب اسود اللون خرجت لتعطي ملابسها لمروى ادخلي إلبسي 
هدومي دي هتفت يارا و هي تعطيها ملابسها مضيفة انا آسفة حتضطري تلبسي هدومي اللي كنت لابساها مروى بدهشة طب ليه فهميني إنت عاوزة تعملي 
إيه أنا مش فاهمة حاجة يارا يلا مفيش وقت حبقى أفهمك بعدين مروى ماشي يا مچنونة خرجت بعد عدة دقائق ترتدي فستان يارا 
لتعطيها الأخرى حقيبتها بعد أن أفرغت محتوياتهافي الحقيبة الجديدة و هي تخبرها بايجاز بصي 
دي شنطتي فيها مفاتيح العربية خذيها على البيت وضعت على وجهها نظارتها الباهضة ثم فردت لها 
شعرها ليغطي
جانبي وجهها كما تفعل هي بالضبط انا رايحة المطار دلوقتي و عارفة إن صالح حاطط 
ورايا ناس تراقبني فعشان كده إنت حتسبقيني دلوقتي و تطلعي قبلي و انا ححاول الاقي أي 
باب ثاني أخرج منه انا آسفة يا ميرو إني بسټغلك بس و الله معنديش أي حل ثاني انا خلاص تعبت 
معتش قادرة أقاوم داه بيهددني بحاجات ثانية 
لو حكيتيلك عنها حتعذريني انا اول ما اوصل حبقى أكلمك مروى بحزن و قد فهمت ما تقصده يارا طب 
على الاقل قوليلي حتسافري على فين
يارا أي مكان المهم أخرج من مصر قلتلك حكلمك اول ما أوصل المطار 
بسرعة و هي تكمل ترتيب حجابها قائلة يلا بسرعة روحي خرجت مروى من المقهى لتدلف سيارة 
يارا و هي مازالت تشعر بالصدمة دققت في مرآة السيارة الامامية تبحث عن أي شخص يراقبها لكنها لم تجد قادت السيارة بسرعة
 



حتى تبتعد اكبر مسافة عن مكان المقهى لتترك ليارا المجال للهرب بعد دقائق طويلة توقفت قريبا من فيلا ماجدعزمي تنهدت بقلة حيلة و هي تتمتم محدثة 
نفسها بس انا كده بورط نفسي اكيد صالح بيه حيعرف إنها هربت و إني أنا اللي ساعدتها 
ساعتها حيعمل فيا أضعاف اللي كان حيعملهفيها حعمل إيه ياربي تساءلت بصوت ضعيف يدل على عجزها 
و قلة حيلتها قبل أن تخرج هاتفها لتقرر إنهاء الجدل بداخلها تعلم أن ما تفعله خطأ جسيم لكنها كانت تبرئ نفسها دائما بأن يارا فتاة غنيه
و لن يصيبها اي مكروه عكسها هي فشخص
كصالح سوف يستطيع ډفنها حية دون أي عناء هي الآن بداخل لعبة يجب عليها إنهاءها للنهاية 
حدثت نفسها و هي تستمع لأغنية الانتظار التي
كان يضعها هي عندها عيلة غنية و لو حاول إنه يأذيها حيوقفوله إنما أنا مليش حد هو 
جابني عشان أؤدي مهمة معينة و بعدها حنسحب من حياتهم للأبد يارا دي مش صاحبتي انا مليش 
صحاب الفلوس أهم من أي مشاعر هي كمان لو كانت زيي كانت حتعمل كده و زيادة انا مضطرة إني اكون كده تنفست بعمق قبل أن تتحدث بصوت واضح قائلة 
يارا هربت و دلوقتي هي في المطار إستمع صالح لكلماتها المختصرة ليهمهم باقتضاب 
تمام و ينهي المكالمة بكل برود لم يغضب و لم ينفعل بل كل ما فعله هو مكالمة بسيطة أحد ما ثم عاد لنومه من جديد إستيقظت أروى من نومها على صوت همسات في أذنها بأسم ليلى فتحت عينيها على 
مصراعيها بعد أن شعرت بجسدها مقيدا تحت جسد فريد 
إلتفاته براسها نحوهه و هي تتحدث بصوت باكي يا لهوي داه مكلبشني زي ما أكون حرامي 
بداية مبشرة شوية كده و آخذ على قفايا تناهى إلى مسمعها صوت همسه باسم ليلى مرة 
ثانية لتعقد حاجبيها بتفكير مين ليلى دي اااا يا لهوي دا فاكرني مراته الله يرحمها كانت مستحملاه إزاي داه انا حاسة إن فيل نايم فوقي صاحت بصوت عال قليلا عله يستيقظ ياعم 
روميو إصحى اوووف هو كان إسمه إيه داه اللي كان بيحب ليلى أيهم لالا أيهم إيه متهيألي 
آدم و إلا يوووه انا عارفة الواتباد داه حيبوزلي شوية العقل 
اللي عندي إنت يا أستاذ قيس إبن الملوح إصحى ېخرب بيتك انا مش ليلى اااه صړخت بعد أن ضغط فريد على بطنها 
حرام عليك و الله انا أنثى رقيقة وحساسةحضرتك فركت بطنها پألم ووهي تتجلس مكانها بعد حررها 
فريد الذي مازال مستلقيا على ظهره بجانبها غمغم بصوت منزعج إرجعي مكانك حدقت فيه و كأنها لم تسمعه ليعيد ما قاله لكن 
هذه المرة بصوت عال و حاد جعل من الغرفة تتزلزل من حولها حاضر حاضر بس
بلاش تزعق عادت لتتمدد بجانبه لكن جسدها كان يرتعش بتوتر 
و هو يقترب من مكانها هامسا إتضايقتي عشان ناديتك باسم 
ست ثانيةأروى و هي تحرك رأسها نفيا لا عادي إنت حر فريد ليلى دي مراتي اللي إنت حاطة من البرفيوم 
بتاعها يارا و هي ترفع رأسها لتنطر إليه برفيوم إيهفريد و هو يشير نحوها اللي إنت حاطاه داه 
فاكرة إنك بكده حتاخذي مكانها يارا بانفعال غير مقصود على فكرة انا مكنتش اعرف إن البرفيوم بتاعها انا لقيته في دولابلوجي و عجبني فحطيت منه بس و الله مكنتش 
اعرف إنه بتاعها أبعد فريد يده و هو يتجلس مكانه و يشعل إحدى 
سجائره قائلا أديكي عرفتي إتعلمي متحطيشإيدك على حاجة مش بتاعتك و إلا حضطر أكسرهالك المرة الجاية إلتفتت أروى من جديد الناحية لأخرى لتخفي
شعور الخزي و الذل الذي أصابها بعد كلماتهالمهينة التي ألقاها على مسامعها هي لا تكذب بل بالفعل وجدت الزجاجة في غرفة الصغيرة 
عندما كانت تنظمها مع تلك المربية الجديدة اعجبها شكلها كثيرا و كذلك رائحتها لكنها لم تكن تعلم أنها تخص زوجته الأولى و بكل وقاحة 
يخبرها ان زوجته الوحيدة و انها لن تصبح مكانها مهما سعت و كأنها تريد ذلك بالفعل هي لم تكن 
تريد شيئا سوى تركها و شأنها صړخت پألم و هي تودع أفكارها على قبضته 
التي كادت تقلع شعرها من جذورها و صوته الغليظ يكاد يفقدها سمعها لما أكلمك تجاوبي مفهوم تعالى صوت رنين هاتفه في تلك اللحظة 
لينفضها بعيدا عنه و هو ېصرخ بغل و كأنه فقد عقله انا حعرف إزاي اربيكي إستني عليا بس نظرت أروى في أثره بعيون دامعة و هو يخرج 
الشرفة مغلقا الباب وراءه لتهمس لنفسها پخوف داه مچنون بجد 
الفصل الثالث عشر 
عاد فريد للغرفة بعد أن أنهى مكالمته ليجد أروىتخرج من الحمام جلس على حافة السرير و هومازال يتفحص هاتفه ليأمرها بعجرفةدون أن ينظر لها حتى
جهزيلي الحمام نفخت بضيق و هي تحدق بغل في جسده الضخم
و ذراعيه المكتلتين بالعضلات الصلبة التي ظهرتتحت قميصه الداخلي فانيلا لتتمتم و هي تكز
أسنانها بقوة ا بقى إحنا ما اتفقناش على كده ياياسمين دي بطني لسه واجعاني من شوال 
الحجارة اللي بايت فوقي مبارح دي دراعه لوحدها توزن أكثر مني إرحميني بقى و الله حدعي عليكي 
و دلوقتي عاوزني أحضرله الحمام دي حتى كاميليا و ليليان في عز بهدلتهم محضروش حمامات 
إش معنى انا اقسم بالله أتهور و أولعلك في قصر عزالدين كله بالمزة المستوردة اللي فيه إنتي عارفاني مچنونة و أعمل أمها اووووف روحتي فين يا كرامتي رفع فريد بالصدفة راسه ليجدها تحدق فيه 
بشرود ملامح وجهها اللطيفة تبدو غاضبة ليبتسم دون إرادة منه عيناها الكبيرتان الشبهتين 
سيطرته أحيانا ليصدح صوته الساخر عاليا مالك واقفة زي الصنم قدامي بتفكري في طريقة 
عشان تقتليني صح شهقت أروى بصوت عال و تحركت من مكانها
بسرعة داخل الحمام لتجهزه له ثم خرجت لتجده مازال في مكانه تحدثت بنبرة عادية محاولة 
إخفاء حرجها الحمام جاهز إتفضل انا هدخل أطلعلك هدومك إستقام من مكانه ثم وضع هاتفه على السرير ليسيرباتجاه الحمام قائلا بغرور و كأنه ينفي أفكاره التي جنحت منذ قليل 
لا مفيش داعي مش بحب ألبس على ذوق حد أقفل باب الحمام پعنف وراءه لترتج في اثره 
تتذكر غرفة الملابس التي تعج بعشرات البدل الأنيقة و الساعات الفاخرة و الاحذية المصنوعة
يدويا بدقة وحرفية عالية بالاضافة إلى زجاجات عطره المستوردة من أرقى الماركات الفرنسية 
و ربطات عنقه المرصفة بنظام في الادرج الزجاجية
كانت كلما دخلت لغرفة الملابس تمضي أغلب وقتها تتأمل ملابسه المرتبة بأناقة بالغة تنهدت بغرور و هي تلتفت نحو باب الحمام 
مقررة عدم الاستسلام فلو فعلت ذلك لن 
تكون أروى المچنونة همست و هي ترفع أنفها بتكبر زائف قائلة بصوت عادي الشرابات ايوا هي الشرابات بتاعته معفنة ووحشة تلاقيها من بتوع خمسة جنيه من عند عم حنفي اللي في ناصية الشارع يا بخيل فاكر 
و تبدأ في تنظيمها إنشغلت في عملها حتى سمعت 
باب الحمام يفتح ليخرج فريد كعادته لا يرتدي سوى
لكنه ما لبث أن سألها من جديد بطريقة مرواغة يجيد إستعمالها بحكم

عمله 
وجهها الذي إنقلب فجأة 
بس هي مش جاية عشان تطمن عليا 
هي جاية عشان تطمن على مخطاطاتها إذاكان نجحت أولا فريد قصدك جوازنا أروى تؤ قصدي الفلوس فريد پصدمة ليس من مما قالته فهو طبعاكان على علم تام بأن خالته كان هدفها من هذا الزواح هو ثروته و كذلك تفوذه لكن ما أصابه
حقا بالذهول هو أن هذه المچنونة لم تسعىإخفاء ذلك بل إعترفت بكل برود و كأنه أمر عادي رفعت أروى حاجبيها تحدق في ملامحه الجامدة 
التي لا تظهر اي تعبير لكنها أضافت مكملة حديثها 
ما إنت عارف كل حاجة من الاول وقف من مكانه ثم سار قليلا نحو المائدة
لينحني قليلا ليدهس بقية سيجارته في 
المنفضة الزجاجية ثم توجه نحو أحد الادراجالتي كانت بجانب سريره أخرج دفتر شيكاته ليكتب مبلغا كبيرا من المال ثم مزق الورقة ووضعها على السرير مقابلالها قائلا إديها الشيك داه و إساليها لو كانت محتاجة اي حاجة توقف عن الحديث عندما شاهد أروى تميل 
راسها بطريقة مضحكة و هي ترمقه بنظرات مصعوقة بينما توسعت عيناها الكبيرتان باستنكارعلى لطفه الغريب لم يعلق فريد فهو بات واثقا من أن الفتاة مچنونة رسميا أعاد الدفتر و القلم لمكانهما ثم توجه
نحو غرفة ملابسه ليرتدي ثيابه ثم خرج ليجد
أروى تمسك بالشيك و هي تعيد قراءته للمرة العشرون بعد الالف تمتمت و هي ترفع عينيها من على الورقة 
المبلغ داه كبير اوي و انا عارفة ماما مش حتبطل
تطلب فلوس نطقت بخجل لكنها في ذات الوقت تعلم أن هذه
معلومة قديمة ففزيد علىمعرفةبطباع خالته قاطعها 
عارف بس مفيش مشكلة حعتبر نفسي بتبرعلجمعية خيرية نفخت أروى بضيق و هي ترمي الشيك من يدها 
الرد عليها بسبب أنه يقول الحقيقة دائما نسيت انها أصبحت من عائلة كبيرة و غنية و لا 
ينبغي لا الخروج من غرفتها بهذا المظهر البسيط كما كانت تفعل في منزل والدها فجميع نساءهذا القصر تقريبا يتنافسون في عرض أزيائهم
و جمالهم كل يوم لذلك يجب عليها أن تتعود على هذه الحياة الجديدة أخرجت فستانا باللون الأخضر الداكن من قماش الدانتيل الثقيل و معه حجاب باللون الأسود 
ليعكس جمال بشرتها البيضاء ووجنتيها الورديتين سمعت صوت الباب الخارجي لتعلم أنه خرج عادت نحو غرفة النوم لتجدها خالية و ذلك
الشيك كان مرميا مكانه حدقت فيه بعينين مشتعلتين و هي تضغط على أسنانها پغضب 
إلتقطته حتى تمزقه إلى قطع صغيرة و هي تتحدث بغل 
ليه في كل مرة بحاول اضحك و أفرفش و أنسى القرف اللي انا عايشاه معاك 
مصر تفكرني ليه بتحاول في كل نظرة و كل كلمة و كل نفس تأكدلي إني حشرة ملهاش اي
قيمة بس ماشي صبرك عليا بس يا إبن 
العز و انا حوريك بنت الشحاتين اللي حضرتك بتتصدق عليهم من خيرك حتعمل فيك إيه 
لالا شيل الأفكار دي من دماغك يا بابا مش أنااللي حتقعد تحط إيدها على خدها و تعمل فيها
ضحېة و مقهورة و تفضل ټعيط على حظها لا يا حبيبي فوق كده و حضر نفسك للي جاي عشان
انا نويت اجرب كل الخطط و الحيل اللي انا قرأتها في الروايات رمت القصاصات من يدها على الأرض ثم 
توجهت نحو التسريحة لتأخذ أحد زجاجات العطر الفاخرة و تفرغ نصفها على فستانها و هي تبتسم 
و كأنه لم يفعل شيئا منذ قليل 
سحب الستائر التي كانت تحجب أشعة الشمس لتنير الغرفة في ثاني كما جعل صالح يتأفف
بانزعاج قائلا 
عاوز إيه عالصبح فريد 
و ليك عين تنام البنت زمانهم مسكوها و جايبنهاعلى القسم يلا قوم شرف حتهبب فيها إيهإنتفض صالح من نومه بعد أن تذكر تلك المسكينة 
التي طلب من أخيه أن يجعل زملائه يقبضون عليها بأي تهمة حتى يمنع سفرها
 



بعد أن اخبرته
مروى عن خطتها للهروب منه صباحا نظر لأخيه بابتسامة و هو يجيبه تمام إسبقني إنت و انا ححصلك حرك فريد رأسه هاتفا باستهجان 
هو إنت مش ناوي تعتق البنت دي بقالك سنين موقف حياتها عشان إنتقام أهبل 
صالح و إكتست ملامحه ڠضب عارم و اناكنت عملت فيها إيه خمس سنين و انا سايبها
عايشة حياتها بهدوء دلوقتي بس حبدأ آخذ حقي
مني و إلا نسيت هي عملت فيا إيه زمان فريد لا منسيتش و منسيتش كمان إن إنت مكنتش
سايبها في حالها و كنت بتتحكم في حياتها بس من بعيد صالح بنرفزة
يوووه إنت جاي تحاسبني يا فريد و إلا عاوز تذلني
عشان مساعدتك ليا فريد ببرود يريد إنهاء هذا النقاش العقيم مع شقيقه العنيدانا رايح القسم متتأخرش قفز صالح من فراشه و هو يتابع خروج شقيقهمن باب الجناح ليتجه مسرعا نحو خزانته ليخرج
ملابسه و يسارع في إرتدائها ثم يغادر على عجل ليلتحق بفريد قبل ساعة نزلت يارا من سيارة الأجرى ثم تابعت خطواتها 
نحو داخل المطار و هي تقبض على حقيبتها التي 
تحتوي على أوراقها الرسمية و بعض النقود لم
تأخذ أي شيئ معها فما أرادته هو فقط الخروج من البلاد و الهرب من صالح أسرعت نحو الموظف المسؤول عن إجراءات السفر 
الكلمات مما آثار خوف يارا التي إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تلاحظ نظراتهما المسلطة عليها تكلم الموظف محاولا عدم إثارة قلقها أكثر 
آنسة يارا للأسف مش حتقدري تسافري النهاردة إتفضلي معانا و إحنا حنشرحلك أكثر يارا برفض
أتفضل معاكوا فينتدخل الظابط بهدوء و هو يشير لها بيده نحو 
إتجاه معين 
حضرتك إتفضلي للمكتب جوا ساهر بيه حيشرحلك كل حاجة يارا بعصبية و قد تأكدت من وجود خطب ما 
انا مش رايحة معاك لأي مكان انا لازم أسافردلوقتي حالا الرجل 
يا آنسة لو سمحتي تعالي معايا بهدوء و بلاش شوشرة حضرتك في أوامر بمنعك من السفر 
إتفضلي سار أمامها و هو يمسك في يده جواز سفرها الذي
أخذه من الموظف منذ قليل لتتبعه يارا بقلة حيلة و هي تلتفت حولها مخافة ان تجد صالح او احد رجاله عندها ستكون نهايتها دلفت المصعد مع ذلك الأمني و هي تدعو 
بداخلها ان يكون ما تفكر به غير صحيح و ما إن فتح باب المصعد حتى اكملت طريقها بخطوات 
مرتبكة حتى توقف أمام أحد الأبواب الكببرة فتح الباب و أشار لها بالدخول ثم غادر لتكمل هي 
سيرها إلى داخل المكتب و صوت دقات قلبها تنافس أصوات طرقات حذائها رحب بها ساهر و هو مدير أمن المطار و صديق 
فريد و الذي اوصاه بعدم الإساءة إليها إتفضلي يا آنسة يارا 
دعاها للجلوس ثم تحدث بلهحة جدية و هو يقرأ معلوماتها الشخصية التي كانت أمامه جلست يارا بعد أن شكرته و هي لازالت مذهولة
مما يجري أما بداخلها فكانت لا تنفك تدعو أنلا يكون له علاقة بصالح تكلمت بصعوبة و هي تشعر بجفاف حلقها 
حضرتك في مشكلة في الأوراق نفى ساهر و هو يرفع رأسه من على الأوراق 
ليبدأ في تفرس هيئتها كانت جميلة للغاية
في شخص مقدم بلاغ بيتهمك فيه بالسړقة عشان كده إنت ممنوعة من السفر تجمدت في مكانها للحظات لكن سرعان ما شعرت 
بانقباض قلبها لتسأله رغم صډمتها الشديدة من هذا الموقف الذي لم تتخيل أن تتعرض له في 
حياتها ممكن أعرف مين هوأجابها و هو يرسم إبتسامة مستهزئة على
شفتيه فسؤالها هذا أكد له صحة ظنونه 
الظاهر إنهم كانوا كثير على العموم كلها نص ساعة و حتعرفي مين فيهم أعادت سؤالها مرة أخرى غير مبالية بنظرات
الاحتقار التي كانت تراها في عينيه 
لو سمحت قلي بس إسمه إيهزفر الهواء پغضب و هو ينطق بعصبية
فريد بيه ها عرفتيه بس ياترىسرقتي منه إيهتنهدت بارتياح مؤقت عندما لم يذكر إسم 
كابوسها لكنها مالبثت أن عاد شعور القلق يحتلكامل جوارحها فهي لا تعرف أي شخص في حياتها
يدعى فريد و لماذا يتهمها بالسړقة و كأنها الان إنتبهت لوقوعها في هذه المشكلة رغم أنها طمئنت 
نفسها بأنه على الأرجح تشابه أسماء ظلت صامتة تفكر في موعد الطائرة الذي فاتها و من إمكانية إكتشاف ذلك الشيطان 
لخطة هروبها افاقت من أفكارها على سامر الذي هب من مكانه و على وجهه إبتسامة واسعة ليرحب بصديقه قائلا بمرحاهلا باللي مش بيفتكرنا غير في المصلحة قهقه فريد و هو يصافح صديقه هاتفاما إنت عارف ظروف الشغل المهم أخبارك 
إيه توجه به سامر نحو الاريكة ليدعوه للجلوس قائلا انا الحمد لله كويس و إنت عامل إيهفريد و هو يجلس 
كله تمام المهم طمني خلصت كل حاجة سامر و هو يدير رأسه نحو يارا التي كانتتتابعها من بعيد 
أيوا تقدر تأخذها بس منتظر منك تفسير عشان مش داخل دماغي إن بتت زي دي قدرت تخدعك
و تسرقك ربت فريد على ساقه متمتما بعبارات الشكر
تمام حبقى أكلمك و أشرحلك كل حاجة بالتفصيل بس دلوقتي أعذرني عشان مستعجل دلوقتي توجه فريد بعدها ليقف أمام يارا يتفحصها
بنظرات غامضة قائلا بصوت غليظ غظ
يلا يا آنسة إتفضلي معايا هبت يارا من مكانها قائلة باندفاع و دماغها 
يكاد ينفجر من كثرة الضغط 
مش حتحرك من هنا غير لما أفهم إيه اللي بيحصل هنا إنت مين و عاوزني اروح معاك فينفريد ببرود و هو يحدجها بنظرات متعالية 
حنروح على القسم عشان نكمل تحقيق في التهمة الموجهة ليكي يارا پغضب 
من جيبه قائلا لو سمحتي يا آنسة تفضلي معايا بهدوء 
و إلا حضطر أقبض عليكي و اسحبك 
على البوكس قدام الناس كلها و تبقى ڤضيحة قبضت يارا على حقيبتها بتوتر و هي تقف من مكانها قائلة بتلعثم محاولة التحاور معه
بهدوء فهي طبعا تعلم أنها لو غادرت الان فلن تحد فرصة أخرى الهرب و ستعود من جديد لجحيمها 
حضرتك انا مسرقتش حد و معرفش أي حد إسمه فريد داه أكيد في غلطة او تشابه أسماء لو سمحت انا لازم أسافر تجاهل فريد عيناها الغائمتان بحزن عميق توضحان 
مدى معاناتها من شقيقه ليزفر بخنق طاردا كل 
تلك الأفكار من رأسه ليجيبها 
يلا إتفضلي بلاش تضيعي وقتي لما نوصل على 
الاسم حنعرف كل حاجة تناول أوراقها من ساهر ثم إستأذنه للمغادرة
الباب ليتجه نحو باب الأمامي للسائق ليقود سيارته نحو قسم الشرطة التي يعمل به طوال الطريق كان يراقبها و هي تبكي بصمت و ترجوه بأن يتركها محاولة إقناعه بأنها بريئة لكن دون جدوى قبض على مقود السيارة 
پغضب و هو يرجع بذاكرته إلى

الوراء منذ أكثر من خمس سنوات في ذلك اليوم المشؤوم 
الذي إكتشف فيه شقيقه خېانة حبيبته التي عشقها 
پجنون بعد أن أوصلها صالح إلى منزلها عاد نحو 
أحد الملاهي و ظل يشرب حتى ساعات الفجر الاولىو في الطريق إنقلبت به السيارة بسبب قيادته
المتهورة و هو في حالة سكر 
كان الخبر بمثابة الصدمة للجميع فصالح كان مثال للشاب الذكي و المستقيم الذي لا يقرب المنكرات و لا يرتكب الفواحش لكن في ليلة و ضحاها إنقلب حاله بسبب هذه الفتاة و عندما علم جده بذلك إنتظره حتى شفي و قام 
بمعاقبته و جعله يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى يمسك احد فروع الشركة هناك قضى صالح سنوات غربة بعيدا عن عائلته 
و لكنه عاد منذ أسبوعين بعد أن صفح عنه جده او بالأحرى إنتهت مدة عقوبته عاد من شروده ليجدها تحاول أن تتوقف عن البكاء لكن دون فائدة ضحك بداخله باستهزاء 
و هو يتفحص ملامحها البريئة و جسدها الصغير 
بتعجب أيعقل انها هي نفسها من جعلت أخاه بكل قوته و جبروته يقع في عشقها قصد إستغلاله 
لا و الاغرب من ذلك أن هذا حصل قبل سنوات يعني كانت أصغر من الان تقريبا طفلة المسكينة كانت ترهق نفسها جزافا فإن كان صالح شيطان فمن أمامها هو شقيقه هو تعمد عدم الإفصاح عن هويته حتى لا ټقاومه أكثر فمن الواضح انها لو علمت الحقيقة فلن تتردد في إلقاء نفسها من السيارة نزل بكل برود بعد أن أوقف السيارة ثم فتح باب السيارة الخلفي ليجذبها رغم معارضتها 
و تشبثها بالمقعد و اخذ يجرها وراءه حتى وصلا 
لمكتبه فتح الباب ليبتسم بسخرية عندما وجد شقيقه 
يقف داخل المكتب و يبدو أنه كان ينتظر وصوله على أحر من الجمر دفع فريد يارا نحو صالح الذي تلقفها قبل أن تسقط على الأرض لتشهقهي بصوت عال و تصرخ بقوة تريد الهرب ارجوك خرجني من هنا متخليش الراجل داه
كان
يكبل على جسدها باحكام و هي تنظر لفريد بتوسل لعله ينقذها 
سيبني يا حيوان انا بكرهك سيبني ظلت يارا تصرخ بكل قوتها و هي تقاوم صالح 
الذي كان يضغط على جسدها من الخلف بكل قوته حتى شعرت بعظامها تسحق و مع ذلك ظلت ټقاومه و هي تتوسل فريد و تستعطفه بكل الطرق 
حتى يساعدها لكنها توقفت في الاخير مستسلمةو هي ترى فريد يغادر المكتب بكل برود لټنهار 
و يرتخي جسدها و هي مازلت تردد بضعف وبكاءسيبني ارجوك انا معملتش حاجة حرام
عليك اللي بتعمله فيا مفيش في قلبك رحمة انا بكرهك مش عاوزاك إنت شيطان تركها صالح لتسقط على الأرض ليرمقها بوجه 
متجهم و هو ينفض ملابسه رامقا إياها باشمئزاز طوال الوقت كان صامتا ينتظر نوبة الفزع التي إنتابتها فور رؤيته جلس على الكرسي يرمقها
پغضب ممېت و هو يتوعد لها بداخله فطبعا هو لن يمرر لها فعلتها هذه بل سيجعلها تتمنىالموت تكلم بصوت هادئ مرعب جعل الډماء تجف داخل 
عروقها من شدة الخۏف هو انا لسه عملت فيكي حاجة كل اللي شفتيه 
لحد دلوقتي ميجيش حاجة جنب اللي جاي يلا قومي عشان الضابط زمانه خليه يكمل شغله رمقته بنظرات يائسة كسجين ينظر لجلاده 
لېصرخ فيها مجددا بصوت عال قلتك إتزفتي قومي من مكانك لم يترك لها حتى مجالا لتستوعب ما قاله ليتوجه
في كامل المكتب تزامنا مع تعالي صرخات يارا المنتفظة صړخ صالح و قد تملكه جنون تام بقى بتستغفليني يا ك انا صالح عزالدين 
على آخر الزمن واحدة زيك تعلم عليا عاوزة تعيدي اللي عملتيه فيا زمان و الله لخليكي ټندمي على كل اللي عملتيه يا قذرةيا ژبالة رماها على الأرض ليصطدم جبينها بالأرض 
و تصرخ يارا پألم في تلك اللحظة إندفع 
فريد داخل المكتب ليبعد صالح الذي تحول إلى وحش كاسر و لو لا قوته البدنية لما إستطاع حتى تحريكه إنشا واحدا دفعه بصعوبة إلى 
آخر ركن في المكتب و هو ېصرخ بدوره پجنون إنت إتجننت يالا عاوز تلبسني مصېبة إنت ناسي مين ديصالح بصړاخ و هو يرمق يارا المرمية على الأرض بنظرات مشمئزة حتكون مين يعني دي بنت فريد محاولا تهدئته طب إهدى مينفعش الفضايح
 



دي هنا في الاسم يلا خذها و إمشي من هنا دفعه صالح بعد أن إستطاع التخلص منه قائلا
بغل مش حمشي من هنا غير لما آخذ حقي من الحقېرة دي و اربيها مش صالح عزالدين اللي تعلم عليه 
حتة عيلة ژبالة تأفف فريد و هو يشعر بصداع في رأسه 
ليسير نحو مكتبه قائلا بهدوء
طب و إبه المطلوب يا صالح بيه إنحنى الاخر ليمسك يارا پعنف ثم رفعها بخفة
و رماها على الكرسي مجيبا إياه 
عاوز اقدم فيها بلاغ سړقة فريد بجهل يا إبني إنت حتكذب الكذبة و تصدقها سړقة 
إيه اللي بتتكلم عنها صالح إرجع لعقلك و بلاش تهور صالح بكل ثقة و هي يجلس مقابلا ليارا التي
كانت في حالة يرثى لها و مين قالك إني بهزر البنت دي فعلا سرقتني 
سړقت خاتم ألماس من فيلتي و كانت عاوزة تهرب فريد بذهول 
صالح انا و سيف تعاهدنا من خمس سنين ووعدناك إننا نساعدك لما جدي طردك من القصر
و اظن إن إحنا مقصرناش معاك في حاجة و إنت عارف إحنا عملنا إيه عشانك طول المدة دي بس 
لحد كده و كفاية صالح بحدة 
فريد باشا اظن إن أنا حقي كمواطن تعرضللسرقة إنني اقدم بلاغ يعني انا لا بهزر و لا بلعبو لا جاي هنا عشان أتسلى أو أضيعلك وقتك انا بتكلم بجد و عندي أدلة و شهود كمان البنت 
دي كانت بتشتغل خدامة عندي في فيلتي بمكان الفيلا سړقت خاتم ألماس
من اوضتي 
و إختفت الحاډثة دي وقعت من يومين و كانت عاوزة تهرب و أظن إن حضرتك بنفسك اللي 
جايبها من المطار حدق فيه فريد بعدم تصديق قبل أن يشير له الاخر 
نحو يارا مكملا بنفس النبرة 
لو مش مصدقني إسألها و إلا أقلك ثواني أخرج هاتفه ليكلم شخصا ما آمرا إياه بالحضور حالا و ماهي إلا دقائق قليلة حتى دلفت مروى بخطى مرتبكة أشار نحوها صالح قائلا 
ليتحدث صالح بدلا منها 
مفاجأة مش كده متقلقيش في مفاجآت أجمدمن كده مستنياكي 
حول بصره نحو فريد الذي كان يتابعه بملل قائلا إيه يا باشا مستني إيهفي قصر عزالدين نزلت سيلين الدرج بحثا عن جدها بعد أن قررت 
ليلة البارحة أنها ستحاول التحدث معه لمساعدة سيف نظرت وراءها بعد أن سمعت صوتا ما يناديها لتتفاجئ بشاب وسيم ذو بشړة بيضاء و عيون 
بنية آدم بابتسامة جذابة 
صياح الخير يا آنسة سيلين سيلين بتوتر فهي لم ترتاح لنظراته المتفحصة لها صباح الخير إستدارت لتكمل طريقها لكنه أوقفها من جديد 
قائلا بلهجة مهذبة 
انا آدم إبن عمك بصراحة إحنا كلنا تفاجأنا من ظهورك إنت و طنط هدى فجأة بس بصراحة 
انا إنبسطت جدا سيلين 
شكرا ليكي لاحظ آدم تحفظها في الكلام معه ليشعر بالانزعاج
لكنه حافظ على هدوءه و هو يسير بجانبها لينزلا 
الدرج سويا آدم هو إنت بتدوري على حد معين على فكرة انا 
ممكن أساعدك سيلين 
أيوا انا عاوز جدو آدم ب استغراب جدو طيب و عاوزاه ليهسيلين 
عاوز أتكلم معاه هو ينفعجذبها آدم معه بلطف نحو الحديقة بعيدا
عن الأعين بعد أن تيقن مما تريده 
آدم على فكرة اللي بتفكري فيه داه لا يمكن يحصل 
جدي لو شافك حيطردك فورا و مش حتلحقي تتكلمي معاه كلمتين أعذريني في اللي انا حقولهولك بس هو للأسف مش شايفك قدامه
غير طنط هدى اللي عصته زمان و هربت مع عشيقها أنصحك بلاش تتواجهي معاه لأيسبب عشان حتندمي إنت متعرفهوش سيلين بحزن فآدم يؤكد لها كلام سيف و إنجي
بس أنا لازم يتكلم معاه انا عاوز اساعد سيف مش ينفع أعد اشوفه كده مستقبل بتاعه يتدمرو جدو طرده من قصر هنا و من شغله آدم و هو يخفي فرحته بهذا الخبر ليسألها بلهفة
جدو طرد سيف من القصر و الشركة إنت متأكدة مين اللي قالك جدي سيلين عن حسن نية و لم تكن تعرف ما يخطط له هذا الثعبان الذي أمامها 
سيف قالي و هو حيروح من هنا و انا حيروح معاه للفيلا عشان جدو طرده أنا لازم اتكلم مع جدو خلاص انا حيرجع لألمانيا انا عاوز يساعد سيف هو مش حيبقى عنده فلوس تلاشت فرحة آدم و هو يجيبها باستهزاء إنت عبيطة يا بنتي سيف مين اللي تساعديه
داه بيملك نص أملاك عزالدين عارفة يعنىإيه انا حوضحلك عشان الظاهر إنك مخدوعة فيه سيف داه ملياردير ثروته تغطي ديون دول بحالها محدش عارف حجمها بالضبط 
غير هو بنفسه داه غير ورثه من ثروة جدي اللي هي النص و يكون في علمك إن هو الوحيد
اللي يقدر يوقف في وش صالح عزالدين مهران جدنا حدجته بنظرات تائهة قبل أن تهتف بخفوت انا 
مش فاهم حاجة تلتف آدم حوله قبل أن يشير لها أمامه ليتجها 
نحو كرسي خشبي طويل تحت أحد أشجار الحديقة 
دعاها للجلوس ثم جلس بجانبها ليبدأ في الشرح لها 
بايحاز خوفا من أن يقاطع حديثهما أي شخص خاصة سيف 
بصي بقى يا ستي جدو عزالدين عنده ثلاث اولاد و بنت اللي هوما طنط هدى و بابا كامل و عمو أمين و عمو شريف الله يرحمه
والد سيف 
من حوالي خمس سنين او أكثر جدو قرر إنه يوزع ثروته على أولاده فكتب نصها باسم سيف و النص الثاني لبابا و عمي أمين جدو عنده شركات كثيرة و اراضي و عقارات يعنى
يعتبر من أغنى أغنياء البلد بس كل ثروته دي متجيش نقطة من أملاك سيف في الاول كان 
فاتح مكتب محاماة بس بعدين لما جدو كتبلهنص الثروة باسمه ساب المحاماة و مسك الشركات 
و سنة بعد سنة بدأ يكبرها لغاية ما ثروته تضاعفت عشرات المرات في وقت قياسي يعني ببساطة 
حتى لو جدي طرده و داه طبعا مستحيل فآخر حاجة خيفكر فيها سيف هي الفلوس انا مش 
فاهم هو ليه مفهمك إنه فقير و ماحيلتوش غير 
مرتبه تابع بنظرات خبيثة ردة فعلها المفاجأة من حديثه 
ليعلم أن سيف يخطط لأمر ما لكنه لم يعلم بعد ما هو ليسألها 
هو إنت إيه علاقتك بسيف

اقصد عرفتيه إزايسيلين بشرود و هي مازالت تفكر في كلام آدم 
سيف ساعدني في عملية ماما إدتني فلوس عشان كده انا عاوز يساعده آدم و هو يقطب جبينه 
بستجاهلته سيلين و هي تقف من مكانها بعد أن أقنعت نفسها بعدم تصديقه فهو بالنسبة لها غريب
قرأ آدم تعابير وجهها الدالة على عدم إقتناعها ليهتف من جديد محاولا زرع بذور الشك داخلها
لو مش مصدقاني إسألي أي حد في القصر و هوحيجاوبك صدقيني انا مقدر مشاعرك ناحيته 
و إنك بتثقي فيه بس أنصحك بلاش سيف مش
زي ما إنت متخيلاه إنت عارفه بيسموه إيه الشبح عشان قدرته الغريبة في إنه يتلاعب بأي شخص 
قدامه زي ماهو عاوز بيخليه يفكر فيه بالشكل اللي هو عاوزه و الظاهر إن إنت كمان ضحېة من ضحاياه
ضحك قليلا ثم تابع 
أصله شاطر أوي في الخداع كل اللي يشوفه بيفتكره ملاك نازل من السماء بس هو في الحقيقة شيطان انا على فكرة معنديش أي مصلحة من إني
أحذرك منه و انبهك عشان متصدقيش كل حاجةبيعملها عشانك برقت عيناه بخبث و هو يهمس لها بتحريض 
طب مسألتيش نفسك هو بيساعدك ليهيعني هدوم و شنط بملايين ليه يا ترى هو صحيح 
إبن عمك و من واجبه إنه يساعدك بس مش بالشكل داه فخلي بالك حيبجي يوم و يطالبك بمقابل 
فياترى حتقدري تسدديجحظت عيناها بعد أن فهمت مقصده ليستأذن 
آدم بلباقة مزيفة و هو يخفي إبتسامته الخبيثة المعلنة عن إنتصاره تاركا سيرين ټغرق في دوامة 
من الضياع ليس لها نهاية هي في الأصل كانت تنتابها بعض الشكوك حول تصرفات سيف معها 
خاصة أنه في كثير من الأحيان يتجاوز مساحتها الخاصة و يتعمد لمسها بلا مبرر إهتز جسدها بفزع على صوت أروى التي فاجأتها 
من الخلف صاړخة في أذنها 
صباح القشطة يا خواجة سيلين و هي تضع يدها فوق قلبها 
صباح الخير اروي بمرح 
فهي طبعا لم تفهم كلام أروى كله لتهتف ماله سيف هو كويسأروى و قد ظنت أن سيلين معجبة بسيف و تحبه 
كويس يا حبيبتي تعالي ندخل جوا قبل ما الحب يولع في الجنينة سحبتها معها لتلتقيا بانجي في مدخل الفيلا و التيإبتسمت حالما رأت سيلين 
صباح الخير يا سولي سيلين 
صباح الخير يا إنجي إنجي بمرح على فكرة انا سايبة أبيه سيف 
لتهتف إنجي من جديد 
200 الف جنيه مبلغ مش بطال على الاقلحقدر أتخلص من سي هشام اللي عامل نفسه وصي عليا ااااوف زهقت منه و من القصر التعيس داه كان عندها حق طنط هدى لما هربت تعلقت أنظار سيف العاشقة بتلك البرتقالية 
التي دلفت بهدوء من باب الفيلا غير واعية بما أحدثته من صراع بين عقله و قلبه الذين يحرضانه على خطڤها الان
و أخذها بعيدا عن الجميع رفعت رأسها لتجده يحدق فيها بابتسامة 
و هو يسير نحوها لم يستطع الانتظار حتى تصل إليه تركتها أروى التي قررت الصعود للاطمئنان على لجين سيف 
كنتي فين بقالي ساعة بدور عليكي 
سيلين بابتسامة متكلفة 
كنت في الجنينة انا و أروى سيف و هو يلاحظ توترها 
فطرتي و إلا لسه سيلين 
لا أصلي صحيت متأخر و مش عاوز ياكل سيف بصرامة 
مينفعش كده انا حخلي فاطمة تحضرلك الاكل سيلين باعتراض مش عاوز سيف بتبرم
انا إمبارح قلتلك اول ما تصحي تكلميني إنت متعرفيش حد هنا غيري سيلين لا انا يعرف إنجي و أروى و آدم سيف پغضب بعد أن سمع إسم آدم آدم إنت شفتيه فين و قلك إيه إنطقيلم يشعر بنفسه إلا و هو يقبض على ذراعيها
قلتلك شفتيه فين الكلب داهإنتفضت سيلين پخوف تريد الإفلات منه قائلة
بكذب سيبي إيدي انا شفته إمبارح مع إنجي هتف سيف بهدوء بعد أن شعر أنها تخفي شيئا ما محذرا إياها و هو ينظر داخل عينيها 
إياكي أشوفك بتتكلمي معاه داه اول و آخر تنبيه
ليكي إنت هنا ملكيش غيري انا و انا بس المسؤول 
عنك فاهمة و دلوقتي روحي أوضتك عشان 
تغيري هدومك حنطلع نفطر برا و كمان نزور 
طنط هدى تركها لتركض نحو الدرج و قلبها يخفق بقوة 
و هي تفكر في كلام آدم الذي حذرها من سيف الذي إكتشفت بعضا من ملامحه التي يخبئها وراءقناع اللطف و الرقة نظر سيف في أثرها پغضب شديد و هو يلعن 
نفسه على إنفلات أعصابه للمرة الثانية أمامها ركل أحد الكراسي التي وجدها أمامه و هو يتذكر
يتبع
الفصل الرابع عشر 
صعدت أروى الدرج بتمايل و هي تدندن ألحان أغنية ما لكن بطريقتها الخاصة التي تجعل كل من يسمع الأغنية يكرهها انا شخصيا بغنيها كده للأسف سوري يا روبي يا اختشييييجاي بهداوة داوة چرح قديم و علق روحي هوبا 
علم علامة جوا قلبي هوبا اوبا 
مامي نيعب
 



أروى بضحك 
حاضر يا روح مامي نيعب و ماله بس خلينا نكمل نسرح شعرنا الجميل داه و بعدين نلعب زي ما أنت عاوزة سكتت لتتابع بداخلها قبل 
ما ييجي ابوكي و ينفخني إلتفتت نحو المربية مكملة بصوت عال 
تقدري تطلعي برا انا حكمل البسها هدومها و حاخذها افطرها و ننزل نلعب في الجنينة المربية بلهجة صارمة 
لو سمحتي يا مدام أروى فريد بيه منبه عليا إني مسمحش لحضرتك إنك تدخلي الأوضة أروى و هي تخفي شعور الانزعاج الذي إعتراها رغم أنها كانت تعلم بذلك قوليل الأول هووإنت إسمك إيه هانيا و هي تحدق فيها باستهزاء فهي سمعت حكاية أروى من عند الخادمات 
إسمي هانيا يا مدام أروى وضعت أروى الصغيرة في وسط الفراش حتى 
لا تسقط ثم تقدمت لتقف امام هانيا قائلة بتحديو ثقة بقلك إيه يا هنية اولا انا إسمي أروى هانم 
ثانيا الآنسة الصغيرة اللي بتتكلمي عليها دي بنتي انا ڠصب عنك و عن فريد بيه و عن أي حد هنا و دلوقتي يلا غوري من قدامي قبل ما أخلي شعرك داه خيشة أمسح بيها بلاط القصر 
كله مبقاش غيرك إنت اللي تقلي أعمل إيه و معملش إيه شعرت هانيا بالارتباك لكنها ظلت ثابتة و هي 
صاړخة بحدة قلت غوري من هنا مش عاوزة أشوفك هنا 
ثاني و إلا قسما بالله حخلي شبشبي يسلم على دماغك و اهو بالمرة يعدل لسانك العوجداه أغلقت الباب وراءها و هي تشعر بجسدها
ينتفض پعنف من شدة ڠضبها لتستند على الباب بضعف و هي تتنفس بقوة متمتمة بحدة
جتكوا القرف حرقتوا دمي الواحد ناقص بلاوي داه أنا ما بصدق اصحى الصبح فاقدة الذاكرة عشان 
اقدر اكمل يومي و اقول ابدأ من جديد الاقيهم واقفين بالدور عشان كل واحد فيهم يقرفني شوية منك لله يا إلهام إنت و بنتك و معاكوا
فريد و اللي إسمها هانيا دي نظرت نحو لجين التي كانت تحدق فيها ببراءة 
غير واعية لما تقوله لتكمل أروى شفتي يا لوجي عاوزين يقضوا على روحي الفرفوشة اللي جوايا اوووف اكيد ام لسان عوج دي راحت تكلمه 
عشان تشتكيني تحسست وجهها باصابعها و هي تضيف من جديد بلا مبالاة و لا تهز مني شعرة اهو حيبقى بوتكس و فيلر ببلاش تقصد عندما يضربها فريد مخلفا كدمات وإنتفاخات 
في وجهها طردت تلك الأفكار المختلة من بالها و هي تتقدم نحو لجين لتبدأ في تغيير ملابسها 
إنتهت لتحملها و تنزل للأسفل نحو الحديقة كما وعدتها منذ قليل في القسم رمى فريد هاتفه بضيق بعد أن هاتفته المربية و هي تشكو له من سوء معاملة زوجته و التي 
أجبرتها على مغادرة الغرفة رغما عنها 
مسح وجهه بيديه الاثنتين هاتفا پغضب
مش ناقصني غير المچنونة دي مش كفاية المصېبة اللي عندي خليني اروح اشوفه هببإيه انا عارفه مش حيهدا في لما يرتكب چريمة
و جدي المرة دي مش بعيد حيتبرأ منه أمسك بصورة زوجته الراحلة التي يحتفظ بها داخل درج مكتبه و التي كان يمضي ساعات فراغه في الحديث معها و كأنها تسمعه شفتي يا ليلي المچنون صالح بقى إزاي كان معاكي حق لما قلتيلي زمان إنه محتاج دكتور نفسي 
قهقه بحزن ووهو يستطرد اصلا كلنا محتاجين نروح لدكتور نفسي و اولهم انا المچنونة اللي إتجوزتها
عشان أرتاح من زن أمي عاملالي مصايب 
في البيت أصلا هي كلها على بعضها مصيبةتصوري ساعات بدخل ألاقيها بتكلم نفسها زي
المجانين أه و الله زي ما بقلك كده لا متقلقيشانا كنت براقبها لما كانت بتنام في أوضة لوجي متقلقيش على بنتنا يا حبيبتي هي كويسة وانا عارف إني مقصر معاها و مش بهتم بيها زي ما كنتي حتعملي لو كنتي 
موجودة بس ڠصب عني كل ما بشوفها بفتكرك إنت بس أوعدك إن شاء الله بكرة الجمعة حاخذها
و أفسحها طول النهار هي و المچنونة ليلي متنسيش انا عمري ما حبيت و لا ححب غيرك 
ودلوقتي انا لازم اروح اشوف المچنون اخويا و المسكينة اللي معاه قبل الصورة ثم وضعها في الدرج الخاص بها 
الذي أصر على توجيه تهمة السړقة ليارا و حپسها بعد أن جعل مروى المسكينة تقدم شهادتها ضدها 
رغما عنها رغم دفاع يارا عن نفسها و محاولتها إستعطاف صالح حتى يتراجع لكنه كان كالحجر
و كأن شيطانا تلبسه نزل فريد الدرج نحو مكان الزنزانات التي كانوا 
تلك المسكينة بالضړب في مختلف أنحاء 
جسدها و هو ېصرخ پغضب أعمى بصيرتهانا حيوان يا ژبالة ياكان فريد ېصرخ و هو يفتح باب الزنزانة التي اغلقها صالح وراءه لينجح اخيرا و يندفع للداخل دافعا أخاه بصعوبة عنها صارخا پجنون إوعى حتموتها ياحيوان إنت عاوز تلبسنا مصېبة 
ضړب وجهها بأصابعه بخفة و هو يرفع رأسها قليلا محاولا إفاقتها صارخا
أقسم بالله لو جرالها حاجة لسجنك بنفسي يا كلب إنت إزاي تعمل كده وقف صالح خلفه و هو يتأمل يارا قائلا بتشفي حتسجني عشان ژبالة زي دي فريد و هو مازال يحاول جعل يارا تستيقظ من إغمائها 
إنت مريض مريض يا صالح حاول تعالج نفسك قبل فوات الأوان تنهد بارتياح عندما سمع همهمتها الخاڤتة التي
تدل على إستيقاظها ثم بدأت تفتح عيناها ببطئ وضع رأسها بعناية على أرضية الزنزانة
ثم إلتفت نحو أخيه هاتفا پغضب 
إنت لسه واقف بتتفرج نادي على أي حد من برا يجيبلها مية تحرك صالح للخارج پغضب عارم ليغيب عدة 
دقائق ثم يعود و في يده قارورة كبيرة من المياه تقدم نحو يا يارا التي

كانت تبكي پهستيريا و فزعو هي تحاول الوقوف من مكانها تحت أنظار فريد 
الذي كان يحاول تهدأتها واعدا إياها باخراجها من هنا
ليسكب القارورة فوقها مبللا إياها جاعلا جسدها ينتفض من شدة البرد قام فريد سريعا نحوه ليدفعه على الحائط 
و يلكمه پغضب قائلا يا حيوان يا إطلع برا مش عايز اشوف 
وشك هنا انا الغلطان إني ساعدتك من الاول مكنتش عارف إنك واطي كده بتستقوى علىبنت فاكر نفسك راجل و بټنتقم و الله دلوقتي 
انا فهمت هي سابتك ليه من الاول إطلع برا بقلك صړخ بصوت عال و هو مازال يدفعه نحو الباب 
ليجن جنون صالح و هو يستمع لكلمات شقيقه المهينة خاصة أمام يارا ليقوم فجأة بلكم فريد على بقوة على أنفه مما جعل الاخر يترنح پألم 
إستغل صالح إنشغال فريد بتفقد ڼزيف أنفه و تحرك من جديد نحو يارا ليركل معدتها بكل ما أوتي من قوة و كأنه يضرب رجلا مما جعل المسكينة تصرخ بأعلى صوتها من شدة الألم 
الغير محتمل الذي أصابها شعرت و كأن شعلة من الڼار سرت بكامل جسدها 
الذي تخدر من شدة الألم حواسها تعطلت عن العمل و الرؤية أصبحت ضبابية أمامها إنحدرت 
دموعها الصامتة و هي تلمح خيال رجلين ضخمين يتصارعان أمامها 
لم يهتم بصالح الذي فاجأه و هو يجلس بجانبه في السيارة فكل همه الان هو تلك المسكينة بين الحياة
و المۏت بسببه ضړب مقود السيارة بغل و هو يشاهد توقفالسيارات أمامه من شدة الازدحام لكن ما جعل 
غضبه يتفاقم هو صوت أخيه المستفز و هو يبتسم بسماجة قائلا 
أحسن خليها تفضل كده مرمية زي الكلبة حدق به فريد قليلا باشمئزاز قبل أن يهتف و الله ما في كلب غيرك هنا إنت مصنوع من 
إيه يا اخي لسه مش حاسس بالمصېبة اللي إنت عملتها البنت حتموت فاهم يعني إيه و إنت اللي قټلتها بس و الله ما انا سايبكو حبسك حيكون على إيدي 
شكوى لكن هي لسانها طويل و بجحة و غلطت فيا فأدبتها و خلاص و لو على ابوها متقلقش رقبته تحت إيدي مش حقدر يفتح بقه بأي
كلمة حتى لو ماټت فريد پصدمة 
داه إنت مرتب كل حاجة بقى لا لا إنت مش طبيعي انا مستحيل اقدر اتفاهم معاك صالح احسن فريد و هو ينظر له بملامح مصډومة 
إنت إيه كمية الغل و الحقد اللي في قلبك دي بتفرض قوتك على بنت ضعيفة و بتعذبها بالشكل داه فاكر إنك بكده حققت إنتقامك منها صالح بلامبالاة انا بقيت كده بني آدم حقود و قلبي اسود ملكش فيه و بعدين إنتقام إيه اللي بتتكلم عنه انا حاليا بتسلى فريد لما إنت بتكرهها كده سيبها في حالها 
كفاية اللي عملته فيها دول خمس سنين و إنت بتتحكم في حياتها من بعيد و هي مش عارفة حتى قبض صالح على كفه بشدة و عينيه تومضان
بلهيب الڠضب عاوز اكسرها ادمرها بكل الطرق مش حخليها 
تقدر تاخذ نفس من غير ما تفكر فيا خمس سنين و هي عايشة حياتها بتلبس و بتخرج و بتسهر في الكباريهات زي ال عادي و كأنها معملتش حاجة و انا اللي بسببها كنت حموت و إتطردت من بيتي و عشت سنين
بعيد عن عيلتي بعد كل داه عاوزني اسيبها فريد بهدوء
بس هي وقتها كانت لسه صغيرة و طايشة صالح باستهزاء
صغيرة و عملت فيا كده فريد بصوت عال طب إعمل فيها زي ما عملت فيك و لوحدكم 
بلاش تهينها و تضربها قدام الناس دي مهما كان بنت و ضعيفة راعي فرق الاحجام صالح بضحك و هو يرمقه بنظرات ذات مغزى 
شوف مين اللي بينصحني على الاقل دي أشار براسه للخلف و هو يكمل مش مراتي و اللي حصل مكانش قدام عيلتها فهم فريد ما يرمي إيه فهو يقصد ضربه لأروى 
كان سبقه ليحمل يارا بخفة متجها بخطوات سريعة نحو داخل المستشفى وجدا مجموعة من الاطباء والممرضين في إنتظاره فهو قد هاتفهم قبل وصوله ليضع يارا على السرير المتنقل بهدوء 
ثم وقفا يراقبانها و هي تغيب داخل احد 
الغرف في حديقة القصر جلست أروى على العشب الأخضر و بجوارها تقفلجين و بينهما صندوق بلاستيكي كبير يحتوي على كرات ملونة بأحجام مختلفة كانت لجين تضحك بسعادة و هي تلتقط إحدى
الكرات من الصندوق ثم تقذفها بعيدا مما جعل أروى تؤنبها بلطف قائلة
لوجي عشان خاطري كفاية إنت مليتي الجنينة بالكور دي أنا حجمعها إزاي دلوقتي لم تعرها الصغيرة إهتمام و هي تقف من جديد 
على أطراف أصابعها حتى تصبح في طول الصندوق ثم تمد يديها الصغيريتين البحث عن إحدى المرات القريبة زمت أروى شفتيها باستسلام و هي تقرب لها كرة أخرى لتأخذها ثم ترميها على العشب بعيدا مصدرة 
قهقهات سعيدة إبتسمت الأخرى على برائتها و شكلها 
الطفولي الذي يجعل من يراها يرغب في 
أمري لله يا ست لوجي انا هقوم
أجمع الكور دي عشان حضرتك تتبسطي ماشي إستعنا 
عالشقا بالله ااه يا ركبي انا هعجز بدري بسبب ابوكي وققت مكانها و هي تستند على ركبتيها لتنفض
عنهما الأعشاب العالقة نظرت يمينا و يسارا
 



تبحث عن تلك الكرات الضائعة و في نفس الوقت
كانت تراقب لجين خوفا من أن تقع او تتأذى جمعت عددا كبيرا منها خلال وقت قصير فرميات
لجين لم تكن قوية كفاية حتى تبتعد كثيرا كانت تسير و هي تحمل خمسة كرات في يديها
و هي تحدق من مسافة قريبة لجين التي كانت لاتكف عن اللعب لكنها توقفت عن المشيفجأة عندما تناهى إلى سمعها صوت تلك الحية 
إلهام و هي تتحدث مع أحدهم وضعت ما بيدها على الأرض بهدوء حتى
لا تصدر صوتا ثم سارت على أطراف أصابعها متبعة تلك الهمسات التي كانت تعلو و تنخفض 
إستطاعت أروى بكل سهولة الاختباء وراء إحدى الشجيرات بينما تستمع لحوارهما إلهام انا مش قلتلك تبعد عنها البنت دي 
سيف لو عرف مش حيسيبك في حالك آدم بلا مبالاة قلتلك ميهمنيش انا عاوز سيلين و حاخذها بأي طريقة مش حسيبهاله يتهنى بيها إلهام پغضب مالقيتش غير بنت هدى مش مكفياك البنات 
اللي إنت بتسهر معاهم كل ليلة و اللي حيودوك في داهية لو جدك عرف آدم و هو يبتسم بخبث لا خلاص انا نويت أتوب المهم سيلين تكون ليا إلهام و هي تلوي شفتيها بضيق 
كل داه علشان بنت هدى انا مش عارفة 
عاحبكو فيا إيه واحدة لا نعرفلها لا اصل و لا فصل و لا تربية مش بعيد تعمل زي أمها و تهرب مع أي
واحد هي كمان آدم بتصميم و هو يبتسم و مين قالك إني حسيبها اول ما إتجوزها ححبسها على طول مش حخلي حد يلمح خيالها حتبقى بتاعتي انا و بس هي كده كده متعرفش 
من مصر إلهام 
بقلك إيه سيبنا من الهبل داه و قلي عملت إيه في صفقة الشامي انا قلقانة سيف المرة دي حيكتشف إننا سربنا ملف الصفقة لفاروق البحيري مقابل ثلاثة مليون جنيه آدم بثقة
متقلقيش كل حاجة مترتبة تمام و بعدين دي مش أول مرة نعمل حاجة زي دي و لا مرة سيف خذ باله و كمان الايام دي مشغول ب سيلين و جدي عشان كده نقدر نلعب براحتنا إلهام
لا خلاص كفاية كده إحنا مش عاوزين نلفتنظره و متنساش المساعد بتاعه جاسر داه مبيفلتش ملف و لا ورقة إلا لما يتأكد منهابنفسه آدم خليه يعمل اللي هو عاوزه حتى لو قعد يدور
مية سنة مش حيوصل لحاجة محدش حيعرف 
إننا ورا كل اللي بيحصل عشان مستحيل يشكوا إن أصحاب الشركة بنفسهم هما اللي بيسربوا
الصفقات الخاصة بالشركة المهم عاوزك تساعديني عشان سيلين تبقى ليا 
تأففت إلهام بضيق قبل أن تجيبه
مش عارفة عاجبكم فيها إيه بنت هدى و بعدين إحنا مش كنا متفقين مع أبوك و عمك إننا نتخلص 
منها هي و سيف عشان كل حاجة تبقى لينا لوحدناآدم 
ماهو انا لما أتجوز سيلين حصتها من الورث حتبقى ليا داه في صورة ما إن جدو تراجع في 
قراره و إداها نصيبها ما إنت عارفة إنه تبرأ من طنط هدى زمان يعني هي دلوقتي قانونيا 
ملهاش حق في ثروة ابوها إلهام پحقد تقدر تقلي إزاي حتقنع ابوك إنت عارف إنه أكثر واحد فينا بيكره أخته و بنتها و ناوي يتخلص منهم كلهمآدم بتفاجئ إنت عرفتي إزاي إلهام انا عارفة ابوك كويس و عارفة أساليبه
اي حد بيوقف في طريقه بيتخلص منه على طول و إلا نسيت سيف داه حاول ېقتله ييجيخمس مرات بس كل مرة بيطلع منها زي الجن آدم و هو يكز على أسنانه
من الڠضب عندما 
تذكر سيف لا سيف داه سيبيه عليا نهايته قربت و على
إيدي المهم إنت حاولي تقنعي بابا إنه يلغي قراره انا عاوز سيلين و مش حسمحله يأذيها و إذا كان على أخته هو حر انا مليش دعوة 
بيها خليه ېقتلها انا المهم عندي سيلين سيلين و بس إلهام ححاول بس إنت عارف دماغ أخوك 
لما بيحط حاجة في دماغه بينفذها على طول هو عاوز الأول يتخلص من سيف و هدى و بعدين 
من أخوه و أولاده عشان الفلوس تبقى لينا لوحدنا آدم و هو يقف من مكانه 
طيب انا رايح للشركة عشان عندي إجتماع مهم إلهام متنساش تحولي نصيبي من الفلوس على 
بشړ لازم أمن مستقبلي كويس عشان 
حييجي يوم و الاقي فيه نفسي برا من العيلة دي اللي الأخ فيها عاوز ېقتل أخوه عشان الفلوس مش بعيد يتخلص مني أنا كمان السنين اللي عشتها 
في القصر داه علمتني إني موثقش في حد ابدا غير نفسي وضعت أروى يدها على ثغرها تمنع شهقاتها 
المړتعبة و هي تركض بسرعة نحو لجين حملتهابين ذراعيها رغم رفض الصغيرة و صړاخها 
تريد النزول و إكمال لعبها صعدت أروى الدرج بخطوات راكضة تريد فقط
الوصول لغرفة لجين وضعتها داخل خيمة العابها حتى تنشغل عنها ثم جلست أرضا لتأخذ أنفاسها نزعت حجابها الذي سقط على كتفيها ثم رمته
الارض و هي مازالت تتذكر حوار آدم والدته هي لم تكن مرتاحة لتلك المرأة و إبنها الذي مافتئ
يرمقها بنظرات مشمئزة محتقرا إياها كلما وقعت عيناه عنها لكنها لم تكن تعتقد أنهما بهذا الشړ لم تكن على علم بكمية المخططات

و المؤامرات 
التي تحصل في هذا القصرتمتمت بذهول بداخلها و هي لا زالت لا تصدق 
ماحدث حتى الآن يا نهار اسود يا نهار اسود دي کاړثة إيه اللي بيحصل هنا مين دول اكيد مش بشړ دول وحوش انا مش عارفة 
إذا كان اللي سمعته صح و إلا بيتهيألي معقول في ناس بالبشاعة دي داه عاوز ېقتل اخوه و عيلته عشان الفلوس دول بيخططوا عشان يقتلوا فريد و صالح و سيف و إنجي يا ربي لا لا مستحيل و انا بقول ليه إنجي عاوزة تخرج من القصر داه و 
خاېفة لجدها يعرف إن اللي إسمه هشام داه بيحبها و الله عندها حق مين اللي يرضى 
إن العقربة إلهام تبقى حماتها دي بتخطط عشان ټقتلها لالا أنا حتجنن يعني اللي إسمه أمين داه
اللي هو جوز عمتي بيخطط مع أخوه عشان يخلصوا من أختهم و بنتها و كمان إبن أخوهم عشان الثروة كلها تبقى ليهم لوحدهم و مش عارف إن أخوه كامل جوز الحية عاوز ېغدر بيه و ېقتله طبعا الجشع و الطمع يعملوا 
أكثر من كده وقفت من مكانها تبحث عن الماء بعد ان شعرت بجفاف حلقها و هي مازالت تتمتم دول عاوزين يعملوا مجزرة يا لهوي إنتفضت فجأة عندما تذكرت أمرا ما دول حيقتلوني 
انا كمان يا لهوي حرام عليهم انا لسه صغيرة و لسه في روايات كثير على الواتباد مقرأتهاش اووووف شربت كوب الماء دفعة واحدة ثم وضعته 
في مكانه قائلة تؤنب نفسها 
كفاية هبل يا أروى إنت أكيد مش مقدرة حجم المصېبة اللي إنت فيها بس انا لو قلت لفريد مش حيصدقني داه أبوه و مستحيل يصدق إنه مچرم و قتال قتلاء طب حتىصرف إزاي همهمت بتفكير قبل أن تضيق عينها فجأة 
عندما لمعت في عقلها خطة ما مفيش 
إطمئن على يارا التي أخبره الطبيب انها لازالت تحت تأثير المهدئ و أنها لن تستيقظ سوى
صباح يوم الغد نزع حذائه ثم وضعه في خزانة الاحذية الصغيرةالموجودة في مدخل الجناح ثم أكمل طريقه للداخل 
إرتمى على السرير و هو بتثاءب لا يرغب في أي شيئ الان سوى الحصول على حمام ساخن و النوم 
لساعات طويلة تنهد و هو يتفرس سقف الغرفة مهمها ياترى راحت فين المچنونة إستقام يمط عضلات جسده المتشنجة مكملا 
بعدم إهتمام تلاقيها مع لوجي بعد ما طردت المربية حسابها معايا بعدين ال صمت قليلا عندما وضع يديه على جانبيه إستعداداللوقوف ليشعر بملمس ورقات تحت كفيه ليجلس من جديد و هو يرفع إحدى القصاصات 
ليزفر بحنق عندما إكتشف أنها بقايا الشيك الذي أعطاه لها صباحا قبل أن يغادر رمى القصاصة على الأرض متمتما بحنق أنا كنت عارف إن اليوم داه مش حيخلص على خير توجه نحو غرفة صغيرته باحثا عن زوجته 
الصاخبة لكنه لم يجدها ليعود من جديد 
نحو جناحه إستحم و غير ملابسه ثم نزل للأسفل بحثا عنها حتى وجدها في جناح سيف و تحديدا في مكتبه كانت اروى تجلس بتوتر و هي تراقب ملامح سيف 
الجامدة و التي لم تتغير حتى بعد أن روت له ما في جعبتها نقلت بصرها نحو سيلين التي كانت حرفيا
إنت كذاب بتكذب مش صح مش عاوزين يقتلوا مامي مامي حيفضل معايا على طول إنت سمعت غلط مامي أختهم مش ممكن 
يأذوها حرك سيف رأسه و هو يمنع رغبته في الضحك حتى في أشد حالات ڠضبها و خۏفها تثير جنونه
بقى و إلا إنت عاوزة أروى تضحك عليكي و تقول عليكي طفلة سيلين پبكاءبس دول عاوزين يأذو مامي و هو لوحدها في المستشفى سيف محاولا تهدأة روعها ليربت على ظهرها 
بحنان قائلا محدش يعرف مكان طنط هدى غيري انا و إنت إطمني انا أصلا كنت عامل حسابي هو إنت فاكرة إن أنا مكنتش عارف مخططاتهم دي 
خلاص بقى كفاية عياط حرام عينيكي الحلوةدي تبوز إهدي عشان مدام أروى تكملنا باقي الحكاية أما أروى فكانت تختلس النظر لهما من حين 
إلى آخر هذا المشهد ذكرها بتلك الروايات الرومنسيةالمدمنة على مطالعتها 
إبتسمت بخجل و هي تتظاهر بانشغالها بتسوية حجابها لكن ما قاله سيف في الاخير جلب كامل إنتباهها فماذا يقصد بمعرفته بكل ما يحصل 
سبذو أنها لم تخطئ عندما قررت اللجوء إليهلأنه الوحيد الذي لاحظت 
بوضوح أن العداوة بينه و بين أعمامه علنيةأي أنهم لا يترددون في توجيه الاټهامات لبعضهم 
أمام الجميع بعد مرور دقائق قليلة هدأت سيلين ليجلسها 
ثم تحدث بثقة موجها كلامه لها
أروى هانم ممكن أعرف إنت ليه محكيتيش لفريد الكلام داه هو جوزك و كمان إبن خالتك ليه انا بالذاتطبعا أروى رغم شخصيتها المشاغبة و المچنونة إلا أنها كانت ذكية كفاية حتى تفهم مقصده حضرتك اكيد ليك حق تشك فيا داه أنا شخصيا
بقيت بشك بنفسي بعد اللي إكتشفته بس عموما حضرتك عارف إن الكلام اللي حكيتهولك 
حقيقي رغم خطورته و عارف كمان علاقتي بجوزي عاملة إزاي طبعا انا مش عاوزة ادخلفي التفاصيل عشان مهما كان دي خصوصيات و مينفعش أحكيها لحد مهما كان بس انا متأكدة إنه مستحيل هيصدقني خصوصا إن 
والده و طنط سناء مشتركين في المؤامرات دي أقل حاجة هيعملها هيطلقني و يرميني برا البيت يعني مش حستفيد حاجة لما احكيله
عشان كده لقيت إن حضرتك الشخص المناسب عشان أقله المعلومات دي أومأ لها سيف دون أن
يجيبها هذه الفتاة لا تبدو سهلة بل علم منذ اللحظة التي رآها فيها أنها الأنسب حتى تكون زوجة لإبن عمه العصبي 
جميلة
 



و ذكية و شخصيتها مرحة خالية من التعقيدات إمرأة بهذه المواصفات قادرة على ترويض رجل كفريد رغم بدايتهما الصعبة أروى بتردد و هي تلاحظ صمته حضرتك هو أنا ممكن أسألك سؤالسيف طبعا إتفضلي أروى هما صالح ووإنجي عارفين اللي بيحصلسيف بتوضيح 
طبعا كل اللي في القصر عارفين علاقتي مع أعمامي و رغبتهم في إنهم يخلصوا مني عشان أنا اللي ماسك كرسي مجلس الإدارة اللي للأسف الكل طمعان فيه بس في حاجات ثانية كثير معندهمش علم بيها مثلا حكاية الاختلاس محدش يعرف بيها غيري 
انا إكتشفت إنهم بيسربوا الصفقات المهمة للشركة و يبيعوها المنافسين بتوعنا مقابل مالية كبيرة جدا من فترة طويلة يعني من زمان بس هما عشان الطمع و الجشععامي عيونهم مش منتبهين إن الصفقات اللي
بيخسروها دي تابعة شركة كامل و امين عشان كده انا سايبهم براحتهم على الاقل في حاجة تشغلهم و حاجات ثانية كثيرة اوي مقدرش أحكيها حركت رأسها بتفهم قبل أن تقف من مكانها 
طب استأذن انا عشان زمانه فريد رجع من الشغل اشار لها سيف قائلا 
انا بشكرك جدا على صراحتك و صدقك 
معايا واحدة غيرك كانت إستغلت الوضع داه لصالحها زي ما إنت شايفة هنا الكل مش بيهتم غير لنفسه و بس المهم حاولي تتعاملي معاهم عادي كأن مفيش حاجة حصلت عشان ميشكوش فيكي و لو في حاجة جديدة 
قوليلي على طول كمان عاوزك تطمني هما مستحيل يقدروا ينفدوا
اي حاجة من مخططاتهم الفاشلة عشان كل واحد فيهم عاوز ينفذ اللي في دماغه هو و داه يخليهم مش متفقين إلتفت نحو سيلين التي كانت تراقبهما بصمت 
ليبتسم سيف مطمئنا إياها قبل أن يهمس في أذنها ممكن توصلي مدام أروى عشان عاوزة تمشي بس تخرجيها من باب أوضتك تمام و ترجعي 
عشان عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم جدا قامت سيلين من مكانها و هي تمسح دموعها لتسير مع أروى خارج المكتب ثم دخلت بها غرفتها 
كما طلب منها سيف لتفتح لها الباب ثم تخرجاللخارج في الأثناء كان فريد يبحث عنها توقف عن السير 
عندما رآها تخرج برفقة سيلين من غرفتها هو كان
قادما لغرفة شقيقته إنجي حتى يسأل عنه ناداها قائلا أروى إلتفتت نحوه لتجده يشير لها أن تأتي إبتسمت في 
وجه سيلين و هي تردف بمرح بقالي اسبوعين هنا اول مرة يناديني باسمي يا ختاااااي انا هعيد النهاردة يلا فتك بعافية يا حبيبتي تركت سيلين تحدق في أثرها باستغراب ثم 
سارت نحوه و هي تدعو في سرها ان تمر هذه الليلة على خير 
يتبع
الفصل الخامس عشر 
ممكن تقوليلي كنتي بتعملي مع البنت ديصړخ فريد بحدة و هو يدفع أروى داخل الجناح تذمرت أروى و هي تمسد مكان قبضته پألم 
مدمدمة بحنق إيييه داه ما بوراااحة ياعم بتجر جاموسة وراك فريد بنفاذ صبر إيه اللي وداكي عندها 
إنطقي أغلقت أروى عينيها ثوان قليلة بسبب صراخه المزعج ثم فتحتها ثانية لتجده يقف أمامها 
منتظرا إجابتها أروى و هي ترمش ببراءة البنت ضيفة هنا و متعرفش حد و انا إنجي كنا عندها قلنا نونسها شوية رفع فريد حاجبه بعدم رضا قبل أن يهتف بنبرة تحذير 
دي آخر مرة اشوفك بتتكلمي معاها البنت دي مش عاوزك تختلطي بيها أبدا لغاية ما تغور
من هنا أروى ليه بس و الله دي لطيفة و كيوت اوي فريد بحدة متجننينيش انا على آخري إسمعي 
الكلام مش عاوزك تتعاملي مع البنت دي ثاني لا إنت و لا إنجي مفهوم أروى و هي تسير لتجلس على اي مقعد 
خلاص مفهوم بتزعق ليه طيب أمسكها فريد من ذراعها ليديرها نحوه صارخابغضب رايحة فين لسه مخلصتش كلامي نظرت نحوه أروى بغباء و هي تبتلع ريقها بصعوبة 
قائلة طب خلينا نقعد كده و نحكي بهدوء حضرتك 
ليه دايما بتزعق هروح اعملك كوباية قهوة عشان تتت اااااه شعرييييي جرها فريد من شعرها ليرميها على الاريكة 
هاتفا بحدة و نفاذ صبر 
إخرسي مش عاوز اسمع صوتك كل ما بتتكلمي بتنرفزيني إنت إيه للدرجة دي غبية قفزت أروى من الاريكة قبل أن يصل إليها فريد 
هاتفة بحنق لو مش عاجبك طلقني ايوا طلقني بس تديني كل حقوقي مش هتنتزل عن مليم أخضر 
المقدم و المتأخر و المتوسط و الشبكة حتى هدومي و الشرابات حاخذهم كلهم شراباية شرباية مش هتنازل عن حاجة لعلمك دار فريد حول الاريكة محاولا الإمساك بها و هو 
ېصرخ پغضب حقيقي 
فكرة نفسك هتفلتي مني يا روح امك و الله لربيكي تعالي هنا أروى و هي تدعي البكاء حرام عليك إيدك ثقيلة و انا جسمي لسه 
بيوجعني من المرة اللي فاتت و الله لصوت و ألم عليك سكان القصر و اقلهم

حامل و عاوز يسقطني فريد بصړاخ يا بنت المچنونة و انا كنت قربت 
منك عشان تبقي حامل أروى و هي تراقص حاجبيها باستفزاز طب و إنت حتقول كده 
قدامهم داه حتى عيب في حقك آآآآآآه صړخت فجأة عندما كاد فريد يمسك بها لكنها أفلتت منه من جديد بفضل خفة حركتها
و صغر حجمها ليزمجر فريد و هو يركض من جديد وراءها بتصميم و كلما أفلتت منه يتوعدها 
أكثر بالعقاپ فريد 
إثبتي بقى فرهدتيني و إنت عمالة تتنططي زي السعدان أروى و هي تنظر له پخوف لا هتضربني انا عارفة إنك پتكرهني و مش طايق 
تشوفني قدامك بس إنت اللي خليتني اجي اعيش معاك هنا رجعني على أوضة لوجي و لو عاوز بعد
شهرين أو ثلاثة طلقني و إخلص مني بس 
بلاش ضړب أبوس إيدك انا تعبت ماما كانت بتضربني عشان أتجوزك و إنت بتضربني عشان تجوزتك طب قولولي إيه اللي يريحكوا و انا حعمله توقفت في مكانها ثم رفعت ذراعيها لتحمي بهما
وجهها و هي تجهش بالبكاء ليستغفر فريدبصوت مسموع و هو يسير نحوها لعڼ نفسه
في داخله على عصبيته المفرطة التي يعجز عن التحكم فيها احيانا مظهرها الان ذكره بيارا 
منذ ساعات عندما كان صالح يضربها و هي تستنجد به لينقذها منه 
فهي كانت تظن أنه سيضربها لكنها توقفت عنالتحرك عندما شعرت به يربت على ظهرها قائلا 
بهمس خلاص إهدي انا مكنتش هتملك حاجة رفعت رأسها لتنظر نحوه بنصف عين مردفة بغيظ طفولي 
كنت هتضربني ضغط على شفتيه ليمنع نفسه من
الضحك 
بسبب مظهرها الذي يذكره بلجين عندما 
تجادله طب خلاص وعد مني مش همد إيدي عليكي ثاني بس متستفزينيش دفعته أروى و هي تمسح دموعها المزيفة
قائلة و هو انا جيت جنبك يا باشا انا قلتلك أعملك فنجان قهوة بس إنت الظاهر طلعت بتحب الشاي صح نظر نحوها و هو يرفع حاجبه بتعجب لتكمل 
لآلا متبصليش كده أنا معرفش اعمل شاي فريد و هو يفرك ذقنه بتفكير 
أروى هو انا ممكن اسالك سؤال نظرت نحوه أروى بغباء و هي تجيبه بيج أحييييه داه لسه فاكر إسمي طبعا 
إتفضل يا باشا إسأل البيت بيتك اصلا سارت ببطئ و هي تبتعد عنه خوفا من أن يجن جنونه ثانية و يهجم عليها من جديد 
فهي فعلا لاحظت كيف كان وجهه يحمر 
بشدة و كأنه على وشك الانفجار فريد بيأس مفيش حد ضړبك على دماغك 
قبل كده او وقعتي اروى و هي تحاول التذكر لاا و الله مش فاكرة حضرتك بتسأل ليه فريد بكل برود و كأنه يخبرها أمرا عاديالا بس عاوز أعرف سبب هبلك داه أروى مدعية الحزن و هي ترمش ببراءة هو باين عليا اوي اڼفجر فريد ضاحكا و هو يجلس على الاريكة يضرب كف يده بالأحرى بيأس اللهم إني
لا أسألك رد القضاء طب قومي إعمليلي
قهوة عشان نتكلم في موضوع الشيك اللي قطعتيه وقفت أروى متجهة نحو المطبخ و هي 
تدمدم بصوت مسموع 
مكان من الاول ياخويا لازمته إيه درس الرياضة اللي عالمساء داه اووف يلا عوضي على الله وصلت للمطبخ لتبدأ بالبحث عن علبة البن و السكر 
في الرفوف لكنها لم تجدها أغلقت الرفوف بانزعاج لتصدر صوتا قويا ثم هتفت بصوت عال 
مش لاقية بن هنا هنزل أجيب من المطبخ تحت سمعت همهات فريد الذي دخل المطبخ
يارب صبرني على البلوة دي أشار لها نحو احدى الآلات قائلا بلهجة تدل على أنه يجاهد حتى لا يفقد أعصابه عليها 
مش شايفة مكنة القهوة دي فتح الدرج السفلي و هو يكمل و دي كبسولات 
القهوة هاتي كباية من الرف اللي فوقك أروى ببلاهة و هي تعطيه الكوب بقالي اسبوع هنا و اول مرة آخذ بالي منها راقبته و هو يختار إحداها ويضعها في مكانها المخصص لها و الكوب في مكانه ثم اضاف 
بعض المياه قبل أن يضغط على أزرار الآلة لتبدأ قطرات القهوة في التساقط لتملأا الكوب ضغط على زر التوقف ثم سحب كوب القهوة
هتف بمكر و هو يعلم أنها لن تجيد إستعمالها لتزم أروى شفتيها و هي تهدر بانزعاجهبوزهالك و دي شكلها غالية 
فريد تؤ اروي بشهقة شو قلبك قاسې مكنتش فاكراك كده 
على العموم مبقتش عاوزة اصلها بتسهرني فتك بعافية يا باشا رفعت رأسها بغرور و هي تخطو إلى الأمام 
لكن فجأة وجدت نفسها معلقة للأعلى لتصرخا انت بتعمل إيه سيبني أنا محدش علقني كده قبل كده بقلك سيبني ناس متجيش غير بالعين توقفت و هي تضحك ببلاهة عندما شاهدت نظرته المھددة لتكمل بهدوء هههه البينك اصلي بحبه اوي وضعها من جديد في مكانها الذي كانت تقف فيه ثم مد ساقه أمامها حتى يمنعها من الذهاب 
قائلا قطعتي الشيك ليهأروى و هي تتدعي الجدية حضرتك مش ملزم إنك تدي فلوس لعيلتي 
انا مش خروفة العيد عشان تبيعوا و تشتروا فيا فريد و قد جحظت عيناه من الدهشة خروفة العيد تقصدي إيه مش فاهم أروى و هي تهز كتفيها بعدم إهتمام
مؤنث خروف العيد إيه مش عارفها دي كمان وضع فريد كوبه على رخام المطبخ و هو يشعر 
بأنه سيفقد آخر ذرة صبره على هذه المچنونة التي يريد خنقها الان حالا و التخلص منها اشار لها نحو الباب و هو يكز على أسنانه منفرط غيضه
إطلعي برا أجابته ببرود كأنها كانت تتوقع إجابته طب 
و القهوة صړخ فريد مجددا و هو يكور يديه و يضعها 
وراء ظهره حتى يمنع نفسه من ضربها قلت إطلعي برا برا يا أروى بدل ما ارجع في كلامي و أبيتك في المستشفى النهاردة شهقت أروى مدعية الاستغراب ما انا كنت طالعة إنت اللي رجعتني 
سارت أمامه بتمايل و هي تضيف طب بلاش تزعل عشان الشوقر و إنت ياعيني لسه صغير على المړض سمعت صوت تكسير من داخل المطبخ 
لتضحك بخفوت متمتمة بانتصار و هو إنت لسه شفت حاجة داه إحنا لسه بنقول ياهادي 
إما خليتك تتنط حوالين
 



نفسك يا فريد يا إبن المقشفة مابقاش انا ريري أمال إنتوا كنتوا فاكرين 
إني هجننه إزاي و اخليه يقول حقي برقبتي لاالا مبروحش فكركوا لبعيد انا مش النوع داه لاااااا اا لا بلبس قمصان نوم حلوة و لا فساتين قصيرة و لا هوت شورتات لالا خالص الحاجات 
دي لازمها وقت و صبر و انا بصراحة و بكل فخر أكثر بنت كسولة في القاهرة و ما جاورها و بعدين 
انا مشغولة اوي عندي مكتبة روايات بحالها على التلفون مستنية جلالتي عشان أتشرف و أقرأها بينما كانت تتمتم وقعت عيناها على إحدى 
قصاصات الشيك لتلوي شفتيها بعبوس قائلة مممم زعلان اوي على الشيك عشان قطعته يا بخيل ميلة بختك يا بو ريري داه الحاج سعيد لهف من شاهين 10 مليون جنيه لما تجوزها و انا جايبلي شوية فكة ميجيبوش شنطة من بتوع هرميس اللي شفتها عند البت الألمانية تقصد سيلين تلاقيهم دول اللي حيلته و جاي يتفشخر بيهم عليا تف ابو شكلك يا معفن يا إبن المقشفة قال إيه صدقة ماهو ضابط حيكون بيأخذ كام في الشهر يعني جلست على حافة السرير و هي تفتح 
هاتفها تنهدت بحالمية عندما تذكرت سيف وسيلين لتهمس أحيييه 
على الرومنسيه الفذة اول مرة أشوفها 
فيس تو فيس شبه زين و ليليان الچارحي الخالق الناطق بس انا ليه حاسة إنه بيحبها 
لالا أنا مش حاسة بل متأكدة من خلال خبرتي الواتبتدية و الدريمية و كل روايات العالم بتؤكد إن الواد سيف داه بيحب البت سيلين اه بيحبها أحييييه 
يا بختها بيه الراجل عامل زي سليم المنشاوي بتاع زينب مصطفى كتلة هيبة و وسامة كده 
بتمشي على رجلين و إلا البت يا لهوووي حتة جشطة يابوووي مش حيخسر كهرباء عشان بتنور لوحدها في الظلمة يا نهار ابيض أستغفر الله العظيم يارب نسيت إني ست متجوزة احم احم أي نعم هو شبه أمير الخطيب بتاع سارة اللي في رواية هي و الأمير بس مش مشكلة بكرة يتعدل 
داه انا حخليه يشوف أيام مخططة بإذن الله 
قولوا آمين دلف فريد ليجدها تتحدث مع نفسها ليزفر بحنق قائلا إصرفي العفاريت بتوعك عشان
مش عاوز دوشة إلتفتت نحوه أروى لتجده يجذب حاسوبه
و يضعه فوق صدره ثم يفتحه لتعلق بسخرية و هما الضباط بقوا بيشتغلوا أون لاين فريد بحدة مزيفة إخرسي وخليكي في الروايات الهبلة بتاعتك مش عاوز إزعاج حركت أروى شفتيها بصمت و هي تشتمه لتتفاجئ 
به يلتفت نحوها بنظرات حادة لتبتسم له ببلاهة
قائلة كنت هقولك تصبح على خير يا باشا تمددت على الفراش و هي تغلق هاتفها و تضعه على 
الطاولة الصغيرة المحاذية للسرير و تغلق 
عينيها مدعية النوم 
بينما
فريد كان يكتم ضحكاته التي تكاد تفلت منه بسبب هذه الصغيرة المچنونة التي غيرت 
مزاجه المعكر بروحها المرحة و خفة ډمها في جناح سيف كانت سيلين تحدق بسقف غرفتها و هي تتنهد 
بقلة حيلة و عجز تذكرت منذ قليل عندما اخبرها سيف بأنه يجب عليهما الزواج حتى يحميها من مخططات آدم و عائلته التي تريد 
التخلص منها بأي شكل لقد كانت تنوي العودة 
إلى ألمانيا بعد شفاء والدتها لكن سيف لمح 
لها بأنهم لن يتركوا حتى إن سافرت إلى آخر 
العالم نفخت بضيق و إنزعاج لقد أصبحت 
الان مجبرة على البقاء هنا و الزواج من سيف 
كل شيئ يحاصرها و يقضي على اي محاولة 
منها في العودة إلى حياتها القديمة 
في الجهة الأخري كان سيف يقلب صور 
حبيبته التي تملأ هاتفه بسعادة ضحك باستمتاع 
و هو يتذكر تلك الاروي و هي تسرد عليهم ما 
سمعته من كلام بين آدم ووالدته يجب أن يفعل 
شيئا يعبر عن شكره لها لمساعدتها له دون أن 
تعلم فهي إختصرت عليه خطوة مهمة و هي إقناع 
سيلين بالزواج منه 
الان لا يوجد أي حل أمامها سواه 
فهو الأمان و الحماية لها و لوالدتها 
صباحا كان سيف يسير في ممر الحديقة الذي 
يؤدي نحو صالة الرياضة الكبيرة التي 
تم صنعها خصيصا ليتدرب فيها شباب 
العائلة توقف فجأة إثر سماعه صوت آدم إبن عمه 
شوفوا مين اللي رايح يتدرب عالصبح يا راجل 
إرحم نفسك شوية دي عضلاتك قربت تقطع التيشيرت اللي إنت لابسه ابتسم سيف ببرود

و هو يواصل طريقه غير 
مكترث له لكن ذلك السمج اوقفه مرة أخرى هاخذها منك زي ما هاخذ كل حاجة ليك
و قريب جدا استدار نحوه سيف ببطئ و هو يقطب جبينه 
مدعيا عدم فهمه قصدك مين
إقترب منه آدم ليقف أمامه بتحد سيلين 
هاخذها منك و حتبقى ليا انا فأحسنلك تبعدعنها و توقف عن حديثه و هو يلاحظ إحمرار وجه
سيف و تسارع أنفاسه من شدة غضبه ليتراجع
آدم قليلا إلى الوراء فهو يعلم كيف يصبح مثل الإعصار المدمر عندما يغضب 
ليتحدث سيف بهدوء عكس ما بداخله غور من وشي يا آدم مش فاضيلك 
إستدار يمنع نفسه من إرتكاب چريمة مواصلا طريقه نحو صالة الرياضة 
لېصرخ آدم مكملا إستفزازه بكرة ټندم يا سيف و هتشوف لما كل حاجة تبقى ليا الشركات و الفلوس وأطرد برا القصر حاخذ منك كل حاجة 
حتى سيلين حقا أحمق هذا الادم ألم يخبره أن يبتعد عنه 
الان ألم يحذره سابقا من التعرض لسيلين او حتى 
ذكر إسمها على لسانه لكن كما يقال جنت على أهلها براقش في لحظة واحدة ھجم عليه سيف الذي إسودت عيناه پغضب عارم
حتى أنه لم يعد يرى أمامه سوى جثته لكمه على 
وجهه بقوة لېصرخ آدم مټألما و في نفس الوقت كان يحاول دفع سيف عنه 
الذي إنقض عليه لكما و ركلا و من حسن حظ 
آدم أن كلاوس كان بالجوار و شاهد ما حدث 
لكنه لم يتدخل من البداية متعمدا فهو أيضا 
يكره آدم و كم من مرة أراد فيها تعليمه الأدب على تصرفاته المغرورة و المتكبرة خاصة مع 
الحرس و العمال في القصر ناهيك عن محاولاته
الكثيرة في عرقلة أعمال سيف 
تقدم بخطى بطيئة و نظرات شامتة ليمسك 
سيف من كتفه متظاهرا بإبعاده سيف بيه كفاية كده داه حيموت إيدك سيف و هو يزمجر پغضب حقتله 
و يستاهل بيتحامى في ابوه و عمه و فاكر نفسه كده حيبقى راجل 
قوم يلا وريني رجولتك و إلا إنت مش فالح 
غير تخطط مع النسوان 
كان ېصرخ و يضربه بغل و كأنه يريد كلما تذكر 
حديثه عن سيلين عندها 
أشار الآخر لأحد الحراس حتى يأتى و يساعده في 
إبعاد سيف عنه و الذي كان كالثور الهائج كلاوس بقلق سيف
بيه ارجوك كفاية ابتعد عنه سيف أخيرا و يتنفس بصعوبة من فرط حركته ليدفع الحارس و كلاوس عنه بصق على آدم ثم تراجع قليلا ليرتب
ثيابه قائلا سيبوه مرمي كده محدش يساعده عشان يحرم ثاني مرة يتحداني فاكرني لما
مارأدش عليه يبقى خاېف منه بس 
قسما بالله من اليوم و رايح حيشوفوا سيف جديد و حخليهم يندموا على كل اللي عملوه فيا زمان إلتفت نحو كلاوس مضيفا خلي صالح و فريد 
يحصلوني عالجيم اكمل طريقه بهدوء نحو صالة الرياضة تاركا آدم 
يئن من شدة الألم و يتوعد له 
ليبدأ في تدريباته الصباحية لكن هذه المرة بصفة مضاعفة بسبب غضبه 
بعد دقائق طويلة حضر صالح و فريد ليجداه يضرب كيس الرمل پعنف 
نظر صالح نحو فريد و هو يبتلع ريقه بصعوبة قائلا شكلنا حنتنفخ النهاردة 
فريد و هو يجيبه هامسا ششش داه شكله متعصب عالاخر صالح بصوت عال يا عم بالراحة عالكيس
داه مستورد رمقه سيف بحدة و هو يعيد إرتداء قفازه قائلا
لا خفة يالا قرب إنت و هو صالح و هو يفرك ذقنه مدعيا التفكير بعد 
كلمة يالا دي إتأكدت إن الموضوع فيه إن تقدم نحوه صالح ليمسك بكيس الرمل 
بينما إستمر سيف بلكمه پعنف حتى أفلته الاخر 
بعد عجزه عن السيطرة عليه لكن سيف 
عاجله بلكمة على فكه جعلته يترنح للوراء
نظر نحوه صالح مصډوما ليردف سيف 
بسخرية 
إيه يا أسد ۏجعتك 
لكمه ثانية و هو يضيف تؤ تؤ متبقاش خرع
كده خليك راجل و إجمد 
رفع يده ليسدد له لكمة أخرى لكن صالح صدها 
بيده هذه المرة و هو يرمقه بنظرات منزعجة
تدخل فريد قائلا 
في إيه يا سيف مالك بتخانق ڈبان وشك عالصبح 
سيف بسخرية شديدة شوفة عينك قاعد بربي 
في شوية نسوان و انا اللي حالف
إني عمري ما همد إيدي على واحدة ست 
قاطعه صالح الذي إشټعل وجهه پغضب 
و برزت عروقه 
خلاص يا سيف ملوش لزوم الكلام داه 
مش عشان الكبير و بنحترمك تسوق فيها 
سيف بصوت أعلى من صوته يا أخي طز 
فيك و طز في إحترامك اللي أخرته كلام و بس 
إنتوا إيه عاوزين تجننوني انا حلاقيها منين و إلا 
منين مش كفاية الهم اللي عندي 
فريد إهدوا يا جماعة مفيش داعي للعصبية
دي كلها 
لم ينتبه فريد كيف إلتف وجهه للناحية الأخرى 
بعد ضړبة قوية من إبن عمه الذي اردف بحدة 
إنت بالذات تخرس خالص حسابك لسه 
مجاش 
صالح بضحك و هو يجلس على إحدى الآلات 
على الاقل قلنا في إيه بدل ما إنت طايح
فينا ضړب كده من غير سبب 
رمى عليه سيف قفازه قائلا بتوضيح 
لا في دي عندك حق مالبعيد بغل مش
بيفهم و إلا يمكن بيمثل و عامل نفسه مش فاهم بس مفيش مشكلة دلوقتي تعرفوا كل حاجة 
نظر نحو صالح بتجهم و هو يكمل كلامه 
البيه بقى بلطجي و بيخطف بنات عشان 
يتسلى بيهم لا و الاغرب إن أخوه بدل ما 
يقله سايق معاه في الغلط و بيشجعه 
فريد باندفاع لا يا سيف الحكاية مش 
كده و الله انا حاولت أمنعه بس فشلت 
ما إنت عارف صالح عنيد قد إيه
سيف بصړاخ 
كنت قلتلي و انا حتصرف معاه 
بدل ما تجري زي المچنون تكلم زمايلك 
و تلفق تهم للمسكينة اللي كانت هاربة 
بطلوع الروح من اخوك كنت كلمتني 
انا و انا كنت ححل المشكلة 
صالح متدخلا بحدة سيف لو سمحت 
داه موضوع خاص ملكش دعوة بيه و بطل
تراقبنا إحنا مش عيال 
سيف مش عاوزني اراقبك عشان مكتشفتش 
بلاويك يا سيد الرجالة 
صالح بانزعاج و نفاذ صبر انا كنت باخذ حقي 
و إلا إنت نسيت اللي حصلي 
سيف بعدم إقتناع لا ما نسيتش بالعكس انا 
فاكر كل حاجة بالتفصيل فاكر إزاي خدعتك و لعبت بيه و كنت حتموت بسببها
رغم إنها كانت صغيرة و مش ذنبها إن سيادتك تأثرت زيادة باللي حصل 
و رحت سكرت و دي اول مرة تعملها و جسمك 
متحملش تأثير الكحول عليك و عملت حاډثة 
و جدك سفرك أمريكا 
فاكر كل حاجة و انا مش ضد إنك تاخذ حقك 
بس خذه بالعقل بالهداوة مش بطرق البلطجية
حتكسب إيه لما تضربها و تبهدلها و وتهينها 
قدام اللي يسوى و اللي ميسواش بتصورها 
و بتهددها إنك تفضحها لو ما نفذتش أوامرك 
للدرجة دي وصلت بيك القذارة و الدناءة 
نزلت للمستوى داه يا إبن عزالدين ليه للدرجة 
دي بقيت وحش من غير أخلاق و لا ضمير تفرق 
إيه عن اللي بيوقعوا بنات الناس 
و بعدين بيدأو يبتزوهم و ېهددوهم 
و إنت يا حضرة الضابط 
يا
 



بتاع القانون يا حامي الحمى مش دي 
مواطنة مصرية بردو و من واجبك إنك توفرلها الأمن 
و الحماية بتستغل منصبك و بتساعده
في الهبل اللي بيعمله 
تنحنح فريد باحراج فهو يعلم أن كل كلمة
نطق بها صائبة و في محلها بالضبط شعر
بالخزي و الضعف في تلك اللحظة ألا يكفيه 
شعور الندم الذي يكاد ېقتله و الذي منعه من 
النوم ليلة البارحة كلما أغمض عينيه تراءت له 
صورة يارا و هي تستنجد به لينقذها من أخيه 
المچنون 
إنتفض صالح من مكانه ليهتف بحنق 
داه بدل ما تساندني وتدعمني جاي تلوم فريد
و تقلبه ضدي 
ضحك سيف بسخرية قبل أن يجيبه موجها له 
نظرات مستصغرة لذاته و هي لسه في حاجة
معملتهاش في المسكينة و بعدين مش عيب
علينا ثلاث رجالة vs بنت ولوحدها 
حول نظراته نحو فريد و هو يكمل بلهجة 
صارمة انا بقالي مدة عارف ببلاوي اخوك 
و ساكت عنها بمزاجي و قلت خليه براحته
اسبوع اسبوعين كده و يزهق و بعدين 
يسيبها لكن لغاية كده و كفاية اظن 
خذ ثاره منها و بزيادة كمان مش عشان غلطة
هبلة غلطتها زمان حتقعد حياتها تتدمر بالشكل 
داه مش ناقص غير إنها ټقتل نفسها عشان 
سيادتك ترتاح قدامك يومين بالكثير و تحل 
المشكلة دي مش عاوز فضايح و ۏجع دماغ 
انا المشاكل اللي عندي تهد جبال 
لو حد من الصحافة نشر خبر مش حنسلم خاصة
إن ابوها مستشار معروف 
تنهد فريد بتعب و هو ينظر بعدم رضا نحو صالح
و كأنه يخبره بأن يتحمل مسؤوليته فهو السبب 
في كل ما يحصل لكن صالح تجاهله مردفا 
بسخرية 
محدش له دعوة انا ححل المشكلة دي بنفسي 
إطمن انا كمان يهمني سمعة العيلة و مكانتها 
قدام الناس و المجتمع 
إستأذن منهم ليغادر القاعة متوعدا بداخله 
فليس صالح عزالدين من يترك حقه حتى لو 
كان مخطئا 
في الحديقة 
كانت الفتيات يجلسن في حديقة القصر يتجاذبن أطراف الحديث 
تاففت سيلين بصوت عال من إلحاح إنجي و ندى 
عليها ان توافق على طلب زواجها من سيف بعد 
إصرار جدهم على ذلك لتتحدث بصوت عال قليلا 
سيب إيدي يا إنجي إنتي قابض على حرامي 
ندى بضحك أيوا حرامي خواجة بعيون ملونة 
رمقتها سيلين بسخرية و هي تجيبها بايخ 
على فكرا 
قامت الأخرى بحركة نفض الغبار الوهمي ن على كتفيها و هي تضع ساقها على الأخرى مردفة بغرور عارفة و داه سر تميزي أسندت ذقنها على يدها ثم تنهدت مضيفة بنبرة حالمة أحيييييه ياريت كان عندي
مز في حياتي و يديني الكريدت كارت بتاعته فيها مليون جنيه و يحلف عليا أصرفهم في يومين 
قاطعتها إنجي التي تمسكت اكثر بذراع سيلين عازمة على عدم تركها هذا اليوم حتى تقنعها بالموافقة
خلاص بقى يا ندى مش وقت هزارك خالص و إنت
يا سولي عشان خاطري وافقي داه أبيه سيف بيحبك جدا 
سيلين ببلاهة بيحبني انا
إنجي و هي تومئ لها بالايجاب طبعا بيحبك
و كلنا عارفين كده كفاية نظرات الحب اللي في
عنيه كلما يبصلك للدرجة دي محسيتيش
ندى و هي
تمصمص فمها بحركة شعبية رأتها 
في المسلسلات شوف مين اللي بيتكلم 
ياريت تقولي الكلام داه لنفسك الله يكون في عونك يا هوشي ياخويا هي بتدلع اخوها هشام كده 
مچنونة بقى 
إنجي و هي ترمقها بنظرة حادة بعد ان فهمت 
مقصدها لكنها تصنعت عكس ذلك قصدك إيه 
يا ندى يا بنت

طنط إلهام 
ندى و هي تعقد ذراعيها أمام صدرها لا أصل 
و لا فصل ياختي كملي الشو بتاعك 
إنجي بملل مفيش فايدة فيكي ثم إلتفتت
لسيلين المهم قلتي إيه يا موزة خلاص نقول مبروك ها 
سيلين و هي تحاول جذب ذراعها من يدها 
إنت ليه مصر تقنعي انا بحاجة غلط سيف 
مش بيحب انا هو اكيد بيحب واحدة ثاني 
إنجي بنفيمستحيل أبيه سيف مش كده
مش من النوع اللي يعمل علاقات في السر 
لو كان بيحب واحدة كان قلنا عليها و كان 
قدمها للعالم كله انا عمري ما شفته بيضحك 
غير بعد ما ظهرتي في حياته على طول
بيبقى بيبصلك عيونه مش بتفارقك ابدا و بيسأل 
عليكي بيبصلك عيونه مش بتفارقك ابدا و بيسأل 
عليكي طول النهار و بيهتم بيكي بطريقة مش 
طبيعية 
ندى و هي تقلد طريقة حديث سيلين لا سيف 
بيحب إنت مش عنده واحد ثاني في حياته 
داه حتى بيديكي مصروف قد اللي بناخذه انا و إنجي عشر مرات مممممه خمسة moi مش بحسدك طبعا و لا حاجة 
قاطعها هشام بضړبة على خفيفة على رأسها 
قائلا إنت همك في الحياة بس المصروف 
ملكيش سيرة غيره 
ندى بمزاح طبعا و هو في أحلى من الفلوس 
يا خوي 
جلس هشام بجانب شقيقته و قد لفت إنتباهه
يدي إنجي التي لازالت ممسكة بذراع سيلين 
ليهتف مالها دي
إنجي بتلعثم لا مفيش حاجة انا كنت 
بتكلم مع سيلين في موضوع شخصي 
حاجات بنات يعني 
ندى أيوا موضوع بنات إنت بتسأل ليه ثم إنت إيه 
اللي قعدك هنا معانا روح للمستشفى بتاعتك 
خيط مصارين و كلاوي هناك ياااع 
هشام و هو يصفعها على رقبتها من الخلف مصارين
و كلاوي يا متخلفة على العموم انا جيت عشان 
اديكي مصروفك مهانش عليا تقعدي متعاقبة
أسبوعين بس غيرت رأيي تستاهلي و حقول 
لماما تزودلك اسبوع كمان عشان تتربي يا ام لسان طويل يا أوزعة 
إنجي و هي تمثل أنها مصډومة أنا أوزعة 
هان عليك تقولهالي في وشي يا إبن ابويا كنت 
قلتلها من ورايا على الاقل انا محدش أهاني
كده قبل كده على رأي هاني رمزي 
أسكتتها ضړبة اخرى على رقبتها لتقفز من مكانها 
صاړخة بتذمر ماتخف إيدك ياعم داه قفايا على فكرة مش طبلة بلدي 
جذبها هشام لتجلس في مكانها قائلا بسخرية
تصدقي مخدتش بالي و انا قول إيدي بتوجعني
ليه
إنجي بصړاخ أوووف ما كفاية إنت و هي 
عاوزة اتكلم مع سولي كلمتين 
هشام و هو يهمس لشقيقته هي إيه الحكاية
ندى بوشوشة دي معلومات سرية حتكلفك 
كثير يا باشا 
هشام إنطقي و نتحاسب بعدين 
ندى لا ياعم ماتاكلش معايا الحوارات دي 
الدفع قبل الاستلام 
أخرج هشام بعض النقود ليعطيها لها قائلا 
خدي مش بتتشطري غير عليا أنا 
ندى بصوت عال و هي ترفع النقود حتى 
تراها إنجي أصل إنجي كانت بتقنع سيلين 
قاطعتها إنجي و هي ترمقها بنظرات محذرة 
ندى حبيبتي دي اسرار بنات مينفعش 
تحكيها 
ندى و هي تراقص حاجبيها لا داه هوشي 
يعني مش غريب أصل إنجي كانت بتقنع 
سولي إنها تتديني خمس الاف جنيه ما إنت 
عارف إني محرومة من مصروفي أسبوعين 
و إنجي عاملالي حملة تبرعات 
إنجيخمس الاف جنيه 
هشام بتعجب بقيتي شحاتة يا ندى 
ندى پبكاء مزيف شفت إزاي كارو يتيم أهي أهي
أهي 
سيلين ببلاهة مين كارو داه
ندى لا لالا إسكوزمي بقى على رأي الست فيفي 
عبده إنت إزاي متعرفيش كارو بنت أبلة فاهيتا هي 
حصلت 
هشام هو يقف من مكانه بس بقى يا فاشلة 
و إنت يا سيلين إوعي تديها حاجة 
بلاش تخدعك بدموع التماسيح دي 
إعتدل في وقفته و هو ينظر لساعته مضيفا 
مش عاوزين حاجة يا بنات 
ندى بحماس شيبسي و بيبسي و شكلاطة و 
هشام قلت يا بنات
ندى قصدك إيه عووومر يلا إتكل مش عاوزين 
منك حاجة 
هشام مغادرا حسابك معايا بعدين يا اوزعة 
نظرت إنجي لهشام الذي كان يسير في إتجاه الكاراج
قائلة بقى كده ياندي عاوزة تقلبيني في خمس 
آلاف جنيه يا معفنة 
ندى و هي ترسل لها قبلة طائرة طب ما تخليها 
عشرة و انا أقنعلك الموزة دي 
حدقت بها إنجي بشك ثم نقلت بصرها نحو سيلين 
المسكينة التي كانت تراقب ما يحصل أمامها 
دون فهم لتهتف ماشي و لو فشلتي 
ندى و هي ټضرب صدرها فشړ انا عمري 
ما فشلت في حاجة غير دراستي إنت تديهالي 
ساعة زمن كده و ارجعهالك مستوية على الآخر 
إنجي باستهزاءهي فرخة
ندى بضحكة بلهاء لا بطة أجنبي 
قاطع حوارهم مرة أخرى قدوم أروى التي كانت 
تحمل لجين بين ذراعيها وضعتها على 
احد الكراسي ثم جلست بجانبها قائلة صباح
إلخير يا بنات 
ردت إنجي و سيلين عليها صباح النور 
لاحظت أروى ان ندى تجاهلتها لكنها لم تهتم 
كثيرا 
إنجي بمرح إيه الجمال داه يا لوجي 
إحنا كبرنا و إحلوينا إمتى 
أروى بضحك و هي تجيبها بصوت طفولي مكان 
لجين عيونك هي اللي حلوة يا طنط إنزي 
يا عثل إنت 
إبتسمت سيلين و هي تحدق في لجين الصغيرة 
و التي لفت إنتباهها جمالها البريئ رغم أنها لم 
تتعود من قبل التقرب إلى الأطفال لكنها شعرت 
بالالفة تجاهها 
ندى و هي ترمق أروى بنظرات تدل على مللها
اوووووف الظاهر إننا مش حنخلص النهاردة 
لم تتعجب أروى من تصريحها الوقح فهي 
أيضا تبادلها نفس الشعور خاصة بعد المشكلة 
التي وقعت فيها بسببها لترد عليها بنفس النبرة 
مالك يا نودي كأنك متضايقة من وجودي يا 
حبيبتشيييي 
ندى و هي تمط شفتيها بابتسامة مصطنعة
لا خالص يا قلبي بس في موضوع خاص 
بالعيلة و كنت بناقشه انا و بنات عمي 
أروى بسماجة تؤ تؤ تؤ كده تزعليني منك يا نودي هو انا 
غريبة ما أنا بردو مرات اخوكوا يعني من العيلة 
و على فكرة انا لا بفتن و لا بنقل الكلام زي 
ما بيعملوا ناس كثير ربنا يكفينا شرهم قولي 
آمين 
ندى بارتباك واضح قصدك إيه
أروى و لا حاجة يا حبيبتي متاخذيش في 
بالك دول ولاد ستين بس متقلقيش انا بعرف
اتعامل معاهم إزاي المهم هو إيه الموضوع اللي 
كنتوا بتتكلموا فيه 
في صالة الرياضة 
سيف و إنت يا فريد باشا شغلك مع المجرمين 
و الحرامية علموك القسۏة حتى على أقرب الناس 
ليك 
فريد بعدم فهم قصدك مين
سيف بسخرية قصدي مراتك المفروض إن 
حياتك الزوجية لازم تكون خاصة بينك و بين 
مراتك محدش يعرف بيها لكن إنت للأسف 
مخلي اللي في القصر كلهم يتكلموا في سيرتك 
إنت و مراتك حتى الشغالين 
فريد و هو يتنهد پألم ڠصب عني يا سيف 
لسه مۏت ليلى مأثر فيا أوي و مش قادر أتخطاه
وجود أروى في حياتي كان غلط من الاول 
انا عارف إني بظلمها معايا بس صدقني 
ڠصب عني كل ما شوفها قدامي بتعصب 
و بتنرفز من غير سبب 
سيف بهدوء بس داه ميديلكش الحق إنك 
تمد إيدك عليها إنت عمرك ما كنت كده يا فريد 
كلنا عارفين إن شخصيتك صارمة شوية و داه
بسبب طبيعة شغلك بس مش معنى كده إنك 
تتجاوز حدودك بالشكل داه دي مراتك يعني 
نصك التاني حاول تدي لنفسك فرصة مش 
يمكن تغير رأيك و تحبها و بعدين يا أخي 
إحمد ربنا إنك لقيت واحدة تستحمل عصبيتك 
و جنانك ليلى الله يرحمها كانت إنسانة 
جميلة و تستحق إنك تبقى وفي عشانها طول 
عمرك بس كمان هي سابتلك حتة منها و إنت 
لازم تكمل حياتك عشانها مش معقول تفضل 
قافل على نفسك كده سنتين مروا و بنتك 
بتكبر و إنت اكيد عاوزها
تعيش حياة طبيعية 
زي بقية الأطفال حاول تتغير لو مش عشانك 
عشان لوجي انا عارف إن الكلام مش زي الفعل
بس صدقني الدنيا مش بتوقف على مۏت حد 
ياما خسرنا ناس و كنا فاكرين إن بعدهم خلاص 
الحياة إنتهت بس اهو ادينا عايشين و الحمد 
لله عشان دي طبيعة الحياة لازم نقاوم لو مش 
عشانا يبقى عشان الناس اللي بتحبنا 
أومأ له فريد بتفهم و قد تراءت له صورة تلك المچنونة التي إقتحمت حياته فجاة
الفصل السادس عشر 
بعد أسبوعين في جناح فريد في القصر لو كنت حبقى قطة حلوة كنت اكيد هختار سيامي
لو كنت حي إسكندراني كنت حبقى أكيد ميامي
 



تيرا را رارا داه أكيد اللي بيقوله عليه تلوث 
سمعي أغاني هبلة و مقرفة داه انا الهبلة عشان بسمع اغاني من أصله أستغفر الله العظيم يارب 
ياختيييي البسكوتة الألمانية و اخيرا حتتجوز مز مزاميز مصر ابو السيوف والله ھموت
و اشوفها حتطلع إزاي في فستان الفرح لم يكن هذا سوى صوت غناء أروى و من غيرها مچنونة القصر التي لا يتوقف لسانها عن الغناء و الثرثرة حتى عندما تكون بمفردها كانت تقف على طاولة الزينة تعدل حجابها و ماكياجها
إستعدادا للحفل حفل زفاف سيف و سيلين نعم و اخيرا و بعد مناقشات و إجتماعات طويلة 
و تدخل أطراف عديدة و خطط حربية 
و إقتصادية ووو إستطاعت الفتيات اخيرا إقناع سيلين بالموافقة على زواجها من سيف لكن 
نستطيع أن نقول ان أروى هي من كان لها التأثير الاقوى فهي ظلت تزن عليها ليلا نهارا بأنها إن لم تتزوج سيف فجدها سيرغمها على الزواج من آدم لذلك وجدت سيلين أن الحل الأفضل هو القبول خاصة بعد تحسن حالة والدتها و خروجها من المستشفى و إقامتها في فيلة سيف و في اليوم التالي لم يتردد سيف في الاعلان عن خبر زواجه في جميع الصحف و المجلات و مواقع 
التواصل الاجتماعي خرج فريد من الحمام متجها نحو غرفة الملابس 
ليرتدي بدلته التي إختارتها له أروى خصيصا لحفل الزفاف من احد المحلات الفخمة هذا صحيح فقد تحسنت علاقتهم كثيرا و تقربا 
من بعضهما بعد حواره مع سيف ليقرر فريد بكل جهده تحسين معاملته لها رغم جنون اروى الذي يدفعه دائما للتهور معها توقف عن السير و هو يسمعها تقول كونسيلربرايمر برونزر بلاش ممم فين قلم
الغليتر الفضي داه كان هنا من شوية عقد فريد حاجبيه بغرابة و هو يتمتم مالها الهبلة دي بتقول طلاسم بسم الله الرحمن الرحيم دي باين فيها جلسة تحضير جن و عفاريت مممم الظاهر إن في عفريت 
منهم ضايع منها و مش لاقياه إقترب نحوها حتى أطل على طاولة التسريحة 
من

فوق كتفها قائلا بسخرية هما فين أروى بعدم فهم هما مينفريد و هو يبحث بعينيه العفاريت أروى بخضة بسم الله الرحمن الرحيم عفاريت 
إيه إنت سخن و إلا حاجةفريد امال مين اللي كنتي بتندهي عليهم 
دول سيلر و برونزر هما فين
أروى ها قصدك دول و هي تشير نحو 
أدوات التجميل أمامها أمسك فريد بأحد علب الكريم بطرف إصبعيه 
قائلا يعني علب الألوان و العجائن دي 
بقى إسمهم كدهأمسكت أروى العلبة من يديه لتضع القليل 
منها على ظهر يدها إستعدادا لإستعماله
على وجهها قائلة بثرثرة
أيوا و داه إسمه فاوندايش يلا بقى 
روح كمل لبسك عشان بصراحة وجودك 
بيلخبطني و مش مخليني اركز و ممكن احشر قلم الايلاينر في عيني و اټعور و ماروحشا الحفل و حضرتك حتضطر تاخذني للدكتور و ياعالم بقى يمكن 
قاطعها فريد بصړاخ و هو يضع يده على 
فمها لتتوقف عن الحديث 
بااااااس إيه داه بالعة راديو كل داه عشان قلم كحل أزاحها قليلا عن التسريحة ليجذب أول درج 
مضيفا هو فين قلم الكحل داه اللي هيعمل كل المشاكل 
دي يانهار أسود إتسعت عيناه بدهشة و هو ينظر لاروى التي
كانت تبتسم ببلاهة 
إيه كل الأقلام و الألوان دي شغالة في مرسم حول بصره مرة أخرى و هو يتفرس أقلام و علب ضلال العيون التي كانت تملأ الدرج باستغراب و هو يضيف و حضرتك ناويةتحطي الحاجات دي على وشك أومأت له أروى ببلاهة و هي ترفع إصبعها 
قليلا
هاتفة بصوت متوسل شوية صغننين قد كده فريد و هو يدعي التفكير قبل أن تنقلب 
سحنته للجدية مممم شوية صغننين 
ماشي انا داخل دلوقتي عشان اغير هدومي و راجعلك و خليني بس ألمح خط ملون على 
وشك حتشوفي انا هعمل فيكي إيهوجه لها فريد نظرة ټهديد قبل أن يشق
طريقه متجها نحو غرفة الملابس ليغيب
داخلها بينما بقيت أروى متصنمة مكانها
و هي تتمتم يعني إيه ما حطش حاجة
على وشي داه فرح مينفعش أخرج بالمنظر
داه نظرت لوجهها في المرآة و هي تضيف شكلي زي العيانين داه انا شفت وشي في المراية تخضيت و الباشا عاوزني أخرج كده قدام الناس 
لالا الحوار داه انا شفته قبل كده أكسوزمي بقى انا طوطللي مبحبش كده آه حوار متحطيش
ميكاب و برفيوم أغبى فقرة في الروايات اللي كنت بتنيل على عيني و بقرأها و سايبة مذاكرتي 
دي الواحدة مننا يا عيني بتبقى دافعة ډم قلبها في شوية الإختراعات دي عشان في الاخر اروح ووشي فاضي لا يمكن وسعوا كده 
أبدأ بإيه أبدأ بإيه و الله و ضحكتلك الدنيا يا ريري و بقيتي تستعملي ميكاب أوريجين رفعت أحد اقلام أحمر الشفاه بين اصابعها 
و هي تضيف أهو دا هدى بيوتي الأصلي مش زي اللي عند أم سعيد الولية القرشانة كانت بتبيعه ب عشرين جنيه قال إيه داه غالي 
عشان اصلي جتها نيلة داه كانت ريحته عاملة زي زيت العربيات دي لو سمعتها هدى بيوتي 
كانت حترفع عليها قضية يلا اهي ايام فقر و راحت 
لحالها ربنا ما يرجعها يلا يا مواهبي المدفونةإستيقظي فقد حان وقت العمل طفقت تضع من مساحيق التجميل على وجهها 
التي أضافت جمالا على ملامحها الفاتنة و خاصة عينيها الشبيهة بأعين الغزلان كانت منغمسة في وضع آخر لمسة من احمر الشفاه
عندما خرج فريد من غرفة الملابس إستدارت 
نحوه ليتصنم كل منهما في مكانه إعجابا
بالاخر فريد كان في منتهى الروعة و الوسامة بهذه
الحلة السوداء الفاخرة التي أبرزت بوضوح
ضخامة جسده و كتفيه العريضين 
أما أروى فكانت ترتدي فستان للمحجبات 
من إختيار فريد الذي أصر على أن ترتديه
دون إعتراض إبتسمت أروى تلقائيا لرؤيته ثم تقدمت نحوه
لتقف على أطراف أصابع قدميها حتى
تصل لطوله رغم إرتدائها لكعب عال لتعدل ربطة 
عنقه ذات اللون المطابق للون فستانها كانت ستتراجع للخلف بينما تأرجحت قدميها في الهواء لتغمض أروى عينيها بخجل هاتفة بتلعثم نزلني أما فريد فكان في عالم آخر حتى أنه لم يستمع
لما قالته لم يلفت إنتباهه سوى حركة شفتيهاو هي تتحدث 
ملامح وجهها الفاتن التي زينته مساحيق التجميل
فتحت أروى عينيها بفزع لترمش بأهدابها 
عدة مرات باقتضاب
منها لا يغرنكم لسانها الطويل و شخصيتها الجريئة كل هذا يختفي حالما تتعرض لموقف 
حقيقي كهذا همست و هي تكتم أنفاسها ت تعاقبني إيه 
اقصد ليهحرك ذراعه لتلتف حول خصرها كاملا قبل 
حركته جعلت دقات قلبها تصرخ معلنة 
تمردها داخل قفصها الصدري الا تكفي
رائحة عطره التي تكاد تذهب عقلها 
لمساته التي أصبحت أكثر جرأة في الآونة الأخيرة نظراته المختلفة نحوها هذا كثير جدا ليستطيع عقلها الصغير تحمله هل من المعقول ان رجلا يمتلك كل صفات الرجولة و الهيبة رجل مثل فريد عزالدين حلم آلاف الفتيات مال و جاه 
و عز كما يقولون بالإضافة إلى مركزه ووسامته المفرطة التي تجعلها دون شعور منها تتأمله 
لساعات و هو نائم بجانبها افافت من شرودها و هي تلاحظ رأسه الذي 
مال نحوها و يده التي تغير مكانها خلف رأسها لتتفاجئ به 
متمهلة و كأن أمامه وقت العالم كله 
إزداد خفقان قلبها و بدأ جسدها يرتخي
حاسة بإيهأخفضت وجهها دون أن تجيبه لتتعالى ضحكاته
مكسوفة ليه دي حتى مش اول مرة هتف بصوت أجش و هو يرفع وجهها
المحمر مركزا تلطختا بأحمر شفاهها كانت في غاية الجمال و الروعة جعلته 
يفكر في نسيان امر الزفاف و تجربة امر أراده بشدة منذ ايام 
من أولى أهمياته لكنه في النهاية رجل و هي حلاله أنثى رقيقة و جميلة ذات روح مرحة استطاعت خلال أيام قليلة إرجاع البسمةلشفاهه بعد سنوات من الوحدة و الحزن قائلا 
مش حسيبك غير لما تجاوبي رمشت باضطراب و هي تحاول إيجاد 
إجابة معقولة على سؤاله الغريب مش عارفة الدنيا كانت بتلف بيا محسيتش بحاجة نطقت كلماتها دفعة واحدة و هي تتنفس بقوة
من شدة إحراجها تمتمت بصوت خاڤت ظنت انه لن يسمعها 
حاسة إني شوية و حسيح يارب يسيبني فريد بضحك و هو يتركها ماشي حسيبك دلوقتي بس حنكمل 
كلامنا بعد مانرجع من الحفلة اومأت له و هو تسرع نحو التسريحة لتأخذ 
منديلا تجفف به يديها و جبينها المتعرق و هي تحاول بكل جهدها السيطرة على جسدها المرتجف لكن لن يكون فريد من يرحمها تقدم نحوها و قد إرتسمت على شفتيه إبتسامة متسلية 
التسريحة مد يده ليجلب منديلا مبللا قائلا بصوته الاجش إنت مش قلنا منحطش من الحاجات دي مصرة تعانديني نفت أروى برأسها و هي ترفع عينيها نحوه
ببطئ قائلة أنا مش قصدي بس داه فرح وأنا أول مرة أخرج 
من يوم ماجيت هنا فحبيت قاطعها فريد بهمس ششش أنا عارف إنك عنيدة و دي أكثر حاجة بكرهها في حياتي إن حد يعاندني أو يعصي كلامي توقف عن الحديث عندما شاهد لمعة عينيهاالتي توشك على الانفجار بكاء فهي رغم شقاوتها ووعنادها لكنه يعلم جيدا أنها تخشاه
و ترتجف خوفا و كيف لا تخافه و هي لم ترى منه سوى قسۏة قلبه الأسود نطقت بصعوبة و هي تمنع نفسها عن البكاء
الان و الله مش قصدي أعاند بس عشان 
فرح إلتفتت قليلا و هي تشير نحو أدوات الزينة مضيفة و كمان دول حيبوزوا لو 
مستخدمتهمش دول غاليين على فكرة 
و الله طنط سناء جايباهملي من برا آمبورتي
يعني منع فريد نفسه بصعوبة عن الانفجار ضحكا
الان بسبب مجنونته التي لن تتخلى عن 
چنونها حتى في لحظات خۏفها 
أعاد كلمتها مرة أخرى بنبرة مستغربة مما تعنيه آمبورتيأومأت له و هي تكمل بتفسير ااه و الله 
من باريس هو يحرك رأسه بيأس 
قبل أن يهتف و هو يقاوم رغبته في الضحك قصدك importé تمام يلا إلبسي حجابك و خففي شوية من الروج اللي إنت حطاه 
و يلا خلينا ننزل سار مبتعدا عنها نحو المرآة الأخرى المعلقة 
قرب باب الجناح ليعدل من مظهره مرة اخيرة تاركا العنان لضحكاته التي كتمها طويلا و هو يردد كلمة آمبورتي بحرف ال b أما أروى فقد إلتفتت نحو المرآة مرة أخرى
لتعدل ماكياجها الذي أفسده ثم ترتدي حجابهاو هي لا تتوقف عن التمتمة اوووف يعني
حبكت يقل أدبه دلوقتي رمشت بعينيها
مدعية الخجل و هي تكمل يا لهوي داه باسنبيج أحييييه بس يا رب ميرجعش عم هولاكو ثاني إنتفظت على صوته و هو يناديها يلا يا أروى
إتأخرنا ألقت لصورتها المنعكسة في المرآة قبلة في الهواء
قبل أن تسير نحو فريد الذي كان ينتظرها عند
الباب في أحد أفخم الفنادق في القاهرة كانت سيلين تجلس في غرفتها المخصصة لها 
في الفندق و معها إنجي و ثلاث فتيات 
احضرهن سيف من أحد أشهر البيوتي سانتر في المدينة ليساعدوها في تجهيز نفسها 
للحفل تأففت بضيق للمرة الخمسون بسبب توترها و مازاد الطين بلة هو أن الأتلييه الذي
إختاروا منه فستان الزفاف إرتكب خطأ كبيرا
و
 



أرسل فستانا آخر لم يعجبها و الذي زاد من توترها اكثر هو صړاخ سيف المتواصل الذي لم يتوقف منذ أن هاتفته والدته و طلبت منذ 
المجيئ إلى الغرفة لحل المشكلة سيف بصوت حاد حضرتك عاوزاني أهدأ إزاي اللي عملوه داه إسمه إستهتار و قلة مسؤولية إحنا طلبنا فستان معين بيبعثوا واحد ثاني 
ليه هما مش عارفين بيتعاملوا مع مين داه شرف ليهم إن مرات سيف عزالدين فستان فرحها يكون من عندهم بس ملحوقةا نا هعرفهم انا مين لما أقفلهم الاتلييه الژبالة 
اللي هما فاتحينه توجه نحو باب الغرفة ليغادر لكن والدته أمسكت 
بذراعه و هي تترجاه لييهدأيا حبيبي خلاص ملوش لزوم نكبر الحكاية دي حتى سيلين 
قالت إن الفستان اللي بعثوه عاجبها يعني مفيش مشكلة إستهدى بالله و روق دي ليلتك فرحتك 
مش معقول حتفضل مكشر كده بقالك ساعة و إنت عمال تزعق إهدا و روح أوضتك عشان 
تغير هدومك داه حتى المعازيم زمانهم 
على وصول نفخ سيف الهواء بقوة دلالة على شدةغضبه لكنه نظر نحو سميرة التي كانت تبادله نظرات تحثه على الهدوء و تجاوز هذا الموضوع
التافه من وجهة نظرها لكنه قاطعها مضيفا بصرامة 
مش ههدى غير لما أحل المشكلة دي بنفسي سيلين مش هتلبس غير الفستان اللي هيإختارته و لو إضطريت إني أجل الحفلة مش مهم شهقت سميرة بخضة و هي تجيبه پغضب 
إيه اللي

إنت بتقوله داه الناس تقول علينا إيه أجل جوازه عشان حتة فستان اصلا الحمد 
لله إنهم غيروه الفستان اللي مراتك إختارته بلدي اوي و وحش و مش عارفة 
عجبها فيه إيه روح جهز نفسك و بلاش كلام 
فاضي سيف مقاطعا ماما لو سمحتي مش وقت 
الكلام داه هي العروسة يعني من حقها تختارالفستان اللي هي عاوزاه انا طالع دلوقتي بس قوليلها إني حكلمها عشان أتأكد إن الفستان عاجبها و إلا حبقى اشوف أي اتيلييه من القاهرة يبعثلنا فستان ثاني سميرة و قد بلغ منها الڠضب مأخذه 
ما كفاية دلع بقى سيلين سيلين سيلين 
في إيه مش كفاية إنك ضحيت بسعادتك و مستقبلك وقبلت تتجوزتها ڠصب عنك عشان 
ترضي جدك و إلا كان زمانها مرمية في الشوارع 
هي و أمها خاېف عليها تزعل عشان حتة فستان 
و هي سيادتها كانت تحلم تلبس فساتين 
زي دي و إلا هي خلاص بعد ما نظفت و بقت هانم نسيت أصلها بنت هدى لم يجبها و لكنه رمقها بنظرات معاتبة 
على كلامها الچارح الذي لم يتعود عليه 
منها فلطالما كانت والدته هادئة و مسالمة لكن عندما يتعلق الأمر بإبنها الوحيد فهي تصبح شرسة و يبدو أنها لاحظت دلاله 
المفرط و سعيه الدائم لإرضاء تلك السيلين
ظنا منها انه يفعل ذلك مرغما بسبب أوامر جده لكنها لاتعلم انه عاشق حد النخاع لتلك البرتقالة الصغيرة اغلق الباب وراءه لتكرمش سميرة وجهها 
بضيق قبل أن تغادر هي أيضا أما في الداخل فكانت إنجي تحاول تهدأة سيلين التي إنفجرت بالبكاء بعد سماع كلام زوجة خالها 
إنجي طنط سميرة متقصدش هي بس 
قلقانة على سيف و خاېف إنه يأجل الفرح عشان الفستان عشان خاطري متعيطيش عشان الميكاب هيبوز سيلين پبكاء انا خلاص تعبت مش قادر 
يتحمل انا عارف إنه سيف قبل يتجوز انا ڠصب عنه عشان جدو بس انا كمان مش عاوز كده انا هروح مش عاوز يتجوز انا عاوز مامي وقفت من كرسيها و هي تلتفت يمينا و يسارا
تبحث عن أي شيئ ترتديه فوق ذلك الفستان 
الأبيض الخفيف الذي كانت ترتديه حتى يسهل 
تجهيزها وجدت الروب الخاص به لترتديه رغم محاولات
إنجي تهدأتها لكنها كانت مصممة على 
المغادرة إنجي سيلين مينفعش اللي إنت بتعمليه
داه الناس تقول علينا إيه داه
جواز مش لعبة سيلين باصرار و هي تمسح دموعها المنهمرة 
التي لطخت وجهها مش يهمني حد انا عاوز يخرج من هنا هاخذ مامي و اروح ألمانيا 
مش عاوز يقعد هنا زهقت كل يوم مشاكل و ضغط أعصابي تعبانة عاوز يرتاح كفاية 
انا اصلا ندمت إني جيت هنا مصر وحشة و جدو وحش اوي عشان خلانا نتجوز 
انا مش عاوز يتجوز إنت ليه مش عاوز يفهم كانت تتحدث بعصبية و جنون مما جعل إنجي 
تشعر بالقلق تجاهها لتقرر اخيرا الاتصال بسيف بعد أن إستشعرت إصراراها الشديد على 
إبطال الزواج رفعت هاتفها بين يديها لتتصب به لكنها فوجئت
بسيلين ټخطف الهاتف منها و ترميه على أحد الارائك و هي تصرخ في وجهها مش تكلمي 
حد خلاص انا مش حتراجع عن قراري انا ليه مش تفهمي شهقت إنجي وهي تضع يدها على ثغرها
دون أن تزيح نظرها عن سيلين التي كانت 
تتحرك في ارجاء الغرفة بعشوائية بعد أن فقدت 
أعصابها بينما تراجعت الفتيات للخلف و إكتفين بمشاهدة ما يحدث طرقات خاڤتة على الباب تلاه دخول أروى 
كالاعصار المدمر و التي صړخت بحماس أنا جيت أغلقت الباب وراءها و هي ترفع حاجبيها باستنكار
و هي تضيفالظاهر إني جيت في وقت غير مناسب 
في إيه يا جماعة خير و مالها دي بتلف حوالين نفسها عاملة زي ثور الساقية 
همست بخفوت في آخر كلماتها و هي تنظر 
بتعجب لما يحصل لتفيق من صډمتها 
على لمسات إنجي المذعورة و هي تمسكها
من ذراعها هاتفة بنبرة خائڤة إلحقيني 
يا أروى سيلين عاوزة تمشي و تلغي الجوازة أروى و هي تلوي شفتيها باستهزاء نعاااام مين
دي اللي تمشي و ليهإنجي بلهفة بقلك عاوزة ترجع ألمانيا هي
و طنط هدى أروى بردح لااااا بقلك إيه كفاية هزار منك ليها 
يعني إيه تفركش الجوازة طب و انا أعمل إيه دلوقتي داه انا ماصدقت أخرج من قصر الأشباح حتى لو بالليل طب سيبك من داه و جوزي الغلبان 
بقاله شهرين بيحوش من مرتبه عشان يجيبلي الفستان اللميع داه و حياة عيالي اللي لسه 
ماجوش للدنيا الجوازة دي هتم يعني هتم قاطعتها سيلين التي كانت تبحث عن أي ملابس 
لترتديها للخروج قلت مش عاوز اصلا الجوازة دي غلط من البداية ضغطت أروى على أسنانها و هي ترمقها بحنق
فهذه العنيدة سوف تتعبها مجددا لذلك حانالوقت لتذكيرها بعدة أشياء يبدو أنها نسيتها بسبب نوبة ڠضبها اشارت نحو إنجي لتخرج و تأخذ معها الفتيات و ينتظرنها في الغرفة 
الأخرى حتى تهدأها أغلقت الباب وراءهم ثم إتجهت كالاعصار 
لتمسك سيلين من كلتا ذراعيها و تجلسها
پعنف على الكرسي رغم مقاومة الأخرى لها و لأول مرة تتحدث أروى بجدية معها فقد إنقلبت ملامح وجهها 180 درجة أروى بحدة إنت عاوزة توصلي لإيه قوليلي 
عشان متعبش نفسي معاكي عالفاضي 
قوليلي عاوزة إيه و انا هنفذلك كل طلباتك 
عاوزة تلغي جوازك من سيف اوكي ماشي دلوقتي حالا و في اللحظة دي هنلاقيه الف 
عروسة بدالك لو هو خاېف من الفضايح و كلامالناس عاوزة تسافري مع مامتك بردو اوكي في ستين داهية ما إنت بوز فقر من 
يومك هترجعي تغسلي الأطباق في المطاعم وتنطفي الطرابيزات و في الاخر ترجعي بشوية ملاليم مش هيكفوكي لآخر الشهر إنتو أمك الغلبانة و في الاخر هتلاقي نفسك في الشارع بتشحتي و إلا بتبيعي نفسك زي 
بنات الليل اللي هناك صړخت فيها بصوت حاد لكنه ليس عال و هي 
تضيف عاوزة تسيبي سيف عزالدين اللي كل 
بنات العالم تتمنى تكون مكانك الليلة دي 
عاوزة تسيبي سيف اللي غير حياتك و قدملك كل حاجة من غير مقابل و لسه بيديكي 
قوليلي مين غيره من عيلتك كلها إداكي 
قيمة و مكانة و بيهتم بيكي كأنك بنته
الصغيرة 
سيلين أكلت سيلين شربت سيلين نامت 
سيلين مرتاحة سيلين تعبانة و ياريت الزفتة
هانم مقدرة لا دي كمان بتتشرط واحدة غيرك كانت تبوس إيديها وش و ظهر عشان ربنا وقع في طريقك راجل زي سيف حاطك في عنيه من جوا و بيحميك من غدر الذيابةاللي بيترصدولك و بيستنوا إمتى تبقي لوحدك
عشان يقضوا عليكي و إلا نسيتي لا الظاهر 
إنك نسيتي و انا مضطرة افكرك 
هزتها پعنف لتشهق سيلين بالبكاء لكن أروىلم ترحمها بل زادت في الضغط على جرحها 
و هي تكمل بنبرة قاسېة هو إنت فاكرة لو رجعتي ألمانيا آدم هيسيبك ها جاوبيني للأسف انا مش هقدر اقلك هو هيعمل فيكي إيه عشان
كلب زي داه هو و عيلته المجرمين تتوقعي منه اي حاجة بس أنا متأكده إنه لو أقل حاجة هيعملها
فيكي هي إنه يقتلك إنت و مامتك رفعت سيلين عينيها الدامعتين نحوهاو هي ترجوها أن تتوقف عن التحدث و مواجهتها 
بتلك الحقائق التي لطالما تهربت منها 
يبقى تعقلي كده و تبطلي لعب العيال داه الراجل عداه العيب معملش معاكي غيركل خير و لسه بيعمل ناس غيرك
إتغصبت على الجواز و ملقتش غير الضړب و الإهانة و قلة القيمة انا مش عارفة هو
عجبه فيكي إيه لو على عنيكي الزرقاء
اللانسس مالية الدنيا بس نقول إيه ياختي و على رأي المثل ديك المحظوظ يبيض رمقتها سيلين بغيظ لټنفجر أروى ضحكا
و هي تقول محاولة تخفيف توترها فهي
قد جربت هذا الشعور من قبل و لم تجد منيقف إلى جانبها و بوجهها و الله بهزر معاكي متزعليش داه إنت زي القمر بس لو تفردي وشك و تضحكي و بلاش بوز انجيلا ميركل
اللي إنت مصدراهولنا من ساعة ما جيت إبتسمت أروى بعطف و هي تمسح دموع بأناملها
دموع سيلين مردفة بنبرة حنونة إهدي و بلاش تفكري في أي حاجة سيبي كل شي على ربنا هو الوحيد القادر يطمن قلوبنا انا مش بقلك الكلام عشان أوجع قلبك او أقسى عليكي
لا انا بس كنت عاوزة أنبهك للي هيحصل
خصوصا إن عارفة إنك بنت قوية و متحملة مسؤوليتك إنت و مامتك بالرغم من إنك في بلاد غريبة و لوحدكم سيلين بصوت مبحوح بسبب بكائها بس هو مجبر إنه يتجوز انا هو ساعدني كثيرو انا مش قادر يرد الجميل هو مش يستاهل
حاجة وحشة أروى بضحك طب بذمتك إنت حاجة وحشة
داه إنت بسكوتة ألماني يلا قومي إغسلي وشك
عشان البنات زمانهم خللوا برا و زي ما قلتلك مفتكريش كل حاجة هتتحل بإذن الله و لوإنت فعلا عاوزة ترديله جمايله يبقى تعملي كل
اللي بيقلك عليه و بلاش تغلبيه تمام 
أومأت لها الأخري قبل أن تقف من مكانها
و هي تشعر بأن حديثها مع أروى قد خفف عنها الكثير خرجت من الحمام لتجد الفتيات في إنتظارها
جلست على الكرسي بصمت و هي تحاول رسم
إبتسامة هادئة على ثغرها لتزيل توترها 
رأتها أروى لتهتف بصوت عال قائلة بمرح
يلا يا بنات بسرعة عشان ننزل كلنا نتصور مع حماقي تحت شهقت إنجي و هي تردف بحماس مماثل
حماقي إنت بتتكلمي بجد هو أبيه سيفجاب حماقي yes yes أنا نازلة حالا مليش دعوة جذبتها من ذراعها لتجلسها مرة أخرى قائلة
إستني رايحة فين الحفلة فاضلها شوية و تبدأ
خلينا نقعد مع المچنونة دي لحسن تقلب
مرة
 



ثانية إنجي بتأفف و انا مالي يا لمبي مليش دعوة
عاوزة انزل اشوف حماقي أروى هتشوفيه بس الاول خلينا نضبط
الميكاب اللي ساح داه و بعدين تعالي هنا إيه الشياكة دي يا قمر الفستان هياكل منكحتة متلزق تلزيقة إنما إيه مبين قدك المياس 
يا عمري مفصلك تفصيل نظرت إنجي لفستانها الذي إختارته
من أشهر
المحلات في القاهرة و هي تقول باستنكار
أنا ليه حاسة إنك بتتريقي على الفستان 
إنت مش عارفة داه سعره كام أروي بلامبالاةو هو انا قلت إنه بلدي و وحش 
ما أنا عارفة إنه هو حلو غالي
اللي إنت بتقوليه داه اروي انا عبرت عن رأيي بصراحة في الفستان
و كلامي يعتبر حاجة بسيطة مقارنة بالناس اللي هتشوفك برا 
انا مش قصدي اجرحك و لا هعمل عليكي شيخة و أحيبلك كلام دين عشان أنا مش مؤهلة عشان ادي نصايح و كمان ميهمنيش لو قلتي
عليا بلدي و بيئة و متخلفة و

كل الكلام داه عادي بس الجمال مش باللبس المحزق
بالعكس في فساتين بتبقى واسعة و مستورةو بتبقى في غاية الجمال و الاناقة و مش
بقول كمان إن أنا ذوقي حلو و فستاني جميل و إن داه هو الحجاب الصحيح و أبين نفسيإني على صح و إنت غلط لا بالعكس انا كمان
غلطانة بس في درجات من العرى و في درجات من الخطأ فستانك حلو و شيك اوي انا قلتلك كل حاجةو جمعتلك كل الاراء و إنت حرة بقى نظرت نحوها إنجي بغموض فهي لا تنكر ان
كلام أروى صحيح و لكنها أحبت فستانها
كثيرا و لا تريد تغييره و هذا حفل زفاف و جميع النساء و الفتيات سيرتدين هذه النوعية من الفساتين
العاړية و الملتصقة على الأجساد فأين الخطأ قلبت عيناها بملل و هي تقول بقلك إيه
انا زهقت هخرج اشوف في إيه برا و ارجعلك و إنت خلي بالك من سيلين يمكن ترجعلها نوبة الجنان ثاني 
فهمت أروى أن إنجي لم تقتنع بكلامها لكنلم ترد الضغط عليها فهي في الأخيرة حرةو ناضجة بما فيه الكفاية حتى تعرف مصلحتهاكما أنها متعودة منذ صغرها على هذه النوعية
من الملابس بسبب البيئة المتحررة التي
ترعرعت فيها و لا ننسى والدتها سناء التي لازالت
رغم تقدمها في العمر ترتدي فساتين حتى الآن لتجيبها باندفاع نعاام خليها تتجنن تاني و هتشوفي انا هعمل فيها إيه هرميها من اقرب شباك
و اريح الناس منها خاصة المتابعين اللي
زهقوا منها و من ثقل ډمها و هديكي
شنطة هيرميس تهديها لحماتك أم هشيو دي ھتموت
على واحدة زيها الولية القروبة مش مكفيها مخزن
الشنط اللي في أوضتها اللي يساوي ملايين تخيلي عندها
خزنة كاملة حاطة فيها الشنط بتاعتها و بتتفتح بس ببصمة صباعها دي ناقصة تحط عليها كلاب حراسة
كلاب إيه دي تجيبلها جوز افاعي اناكوندا من
أفريقيا و إلا تروح تعرضهم في مزاد تبيعهم و تشتري بيهم جزيرة من جزر المحيط الهندي ناس فاضية جاتها الهم نظرت نحو إنجي لتجدها ترمقها پصدمة لتكمل
بلامبالاة بقلك إيه متبصليش كده و إتلحلحي إنت كمان و حصليلك عريس من ام الفرح داه
عشان تعمليلنا شوية أحداث في الرواية
لحد إمتى ياسمين هتقعد ماسكة في امي
متقريفوناش بقى عاوزين نرتاح هو مفيش
غيري في الرواية داه انا بقيت اراجوز 
مرة اغني مصري و مرة فرنساوي و المرة الجاية مش بعيد كوري و إلا هندي 
إنجي و هي ټضرب جبينها بيأس لا إله إلا الله
عيني عليك يا أبيه فريد متجوز هبلة 
و خاېفة تعديك انا هقلك يطلقك و يخلص منك أحسن أروى أه ياريت ينوبك فيا ثواب
يلا قومي يا بت انا عمالة بنصح فيكي من الصبح و إنت عاوزة تخربي بيتي اللي هو مخروب من أساسه و فاضل فيه حيطة إياكشي تولعي انا الغلطانة
عاملة فيها رضوي الشربيني و عاوزة مصلحتك عيال متستهلش ضحكت إنجي ووعي تزيح يدي أروى التي كانت
تحثها على الوقوف قائلة ماشي يا ست الكبيرة هي خمساية و راجعلك يا جميل و هي
تدير عينيها
يمينا و يسارا في أرجاء الغرفة متمتمة 
بملل هوومفيش كباية مية في الاوضة الحلوة دي يهدكو يا بنات عزالدين نشفتوا ريقي أما اقوم اشوف بتوع البيوتي سنتر عملوا إيه في البت 
سيلين وقفت من مكانها ثم سارت نحو العروس لتجدهم قد إنتهوا من تجهيزها و لم يتبقى سوى الفستان هتفت باعجاب و هي تتفحص جمال 
العروس التي كانت في غاية الجمال و الروعة 
رغم أنها أصرت على وضع ماكياج بسيط 
جدا لا يكاد يلاحظ القليل من ظلال العيون و احمر شفاه بلون النود الهادي إضافة إلى مسحة 
صغيرة من أحمر الخدود ليخفي شحوب 
وجهها بسم الله ماشاء الله زي القمر بس إحنا هنا في مصر مينفعش الميكاب بسيط و الميكاب نو ميكاب إحنا هنا يا حبيبتي اللون النبيتي هو الراعي الرسمي لأي عروسة و بعدين فين الهايلاتير
و الايلاينر و إيه اللون اللي إنت حطاه على عنيكي داه مش باين ابدا إلتفت نحو إحدى الفتيات لتشير إليها في 
إضافة بعض اللمسات التجميلية على وجهها على ذوقها رغم معارضة سيلين لكنها في الاخير 
خضعت لرأي أروى في الخارج 
تفاجأت إنجي بعد خروجها من الجناح المخصص للعروس بهشام الذي كان يقف على مسافة 
قريبة و هو ينظر نحوها پغضب عارم إتجه إليها بخطوات سريعة حالما وجدها تخرج من 
الباب ليجذبها بقوة من ذراعها هاتفا بصوت حاد إنت إتجننتي عاوزة تحضري الفرح بقميص 
نوم حاولت إنجي إجابته و هي تكتم ڠضبها 
سيب إيدي ملكش دعوة أنا حرة ألبس الليانا عاوزاه هشام پجنون لا مش حرة و حتغيري الزفت داه 
ڠصب عنك متخلينيش أوريكي وشي الثاني يا إنجي إنجي بعناد الفستان عاجبني و انا هلبسه 
و اااه صړخت پألم بعد أن إرتطم جسدها بالحائط
إثر دفع هشام لها و الذي حاصرها بجسده مانعا تحركها نظرت نحوه بحنق قبل أن تهتف بشراسة إنت بتعمل إيه إنت تجننت 
إبعد إحتدت عيناه كما إحتدت نبرته و هو يلف إحدى خصلات شعرها و يجذبها نحوهه ليقرب وجهها من وجهه لتختلط أنفاسها الثائرة بأنفاسة
الحاړقة الغاضبة و هو يتذكر مظهرها المغري الذي لفت أنظار جميع من في الفندق و هي 
تتهادى بخطوات مهلكة جعلت قلبه يكاد 
يخرج من مكانه من شدة غيرته ليهتف 
بصوت هادئ يحمل في طياته الكثير من الوعيد إنت تخرسي خالص مش عايز اسمع صوتك حسابنا بعدين لما نرجع القصر هتفت إنجي بصوت متحشرج و هي تتصنع 
الثبات أمامه رغم إرتعاش جسدها و دقات قلبها التي تسارعت بسبب قربه منها على غير عادته قلتلك ملكشدعوة و إبعد عني قاطعها بصرامة و قد أغشت عيناه غيرة 
حاړقة و هو يتأمل وجهها الفاتن الذي 
زينته مساحيق التجميل ششش و لا كلمة الفستان الملزق داه هيتغير و شعرك ترفعيه فوق و تخففي الروج 
اللي على شفايفك و مين غير مناقشة 
و إلا و الله العظيم مهخليكي تعتبي صالة الفرح و بردو حسابنا في البيت 
و إلا إنت فاكرة إنك خلاص بعد سيف إشترالك عربية جديدة و إداكي فلوس تحررتي مني و بقيتي 
تعملي اللي إنت عايزاه شهقت إنجي و هي تحاول دفعه عنها بقوة
لكنه كان كلما دفعته ضغط أكثر ليلتصق
جسده طاحنا جسدها الطري تحته بينما
إمتدت ذراعه وراء ظهرها ليقربها منه محتضنا
إياها عنوة مانعا تحركاتها 
أنفاسه الساخنة كانت ټضرب بشړة عنقها
بقوة ليهمس في اذنها بصوت أجش تؤ كده يبقى
إنت حافظة مش فاهمة مش فاهمة إنك كلك على بعضك ملكي انا بتاعتي انا لوحدي منا نت عيلة بضفاير و انا عارف كويس إنت 
بتخططي لإيه و غايتك إيه بالضبط 
بس للاسف انا مش هسيبك تنفذي اللي في دماغك و مش هخليكي تبعدي عني 
خطوة واحدة عشان مستقبلك هو
انا و حياتك الجاية هترتبيها على اساس وجودي فيها 
و زي ما بيقولوا كل شي متاح في الحب و الحړب حاولت دفعه لكنه لم يتحرك إنشا واحدا
لتجحظ عيناها و يرتجف جسمها پخوف و رفض و هي تشعر بأصابعه تضغط على اسفل ظهرها
بقوة بينما تابع هو بنبرة خبيثة و قد طفح كيله من رفضها الدائم و تجنبها له رغم معرفتهابمشاعره نحوها و من الليلة دي هيبقى في
هشام جديد غير اللي إنت متعودة بيه 
و هي تحفض بصرها لذلك الكيس الذي رماه تحت قدميها قائلا
بصوت ثابت متجاهلا صډمتها ادخلي 
جوا و غيري فستان الع اللي إنت لابساه داه انا هستناكي هنا خمس دقائق و تطلعي 
عشان ننزل سوى إنحنت لتأخذ الكيس قبل أن تختفي من أمامه و هي تشعر پغضب العالم كله يجتمع
داخل صدرها فهذا ما كانت تخشاه منذ زمن طويل هشام رغم شخصيته الدافئة الحنونة التي يتميز 
بها عن جميع اولاد عمه إلا أنه يصبح كالاعصار
المدمر إذا ڠضب فهو ينطبق عليه المثل
القائل إتق شړ الحليم إذا ڠضب 
و يبدو أن صبره قد نفذ 
يتبع
الفصل السادس عشر الجزء الثاني 
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 
فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
في غرفة أخرى في نفس الطابق كان سيف يجلس مع كلاوس و جاسر بعد أن إنتهى من إرتداء بدلته و تجهيز نفسه جاسر حضرتك إطمن كل حاجة تمام و آدم بيه لسه مشغول في المصېبة اللي وقع فيها مع فاروق البحيري بعد ما إكتشف إن ورق صفقة مصانع الشامي اللي هو إداهوله مزور حضرتك عارف فاروق البحيري مش سهل و اكيد مش هيسيبه كلاوس بتأييد صح الراجل داه انا سمعت إنه شغال مع الماڤيا ومش بعيد إنه حضرتك عارف هو ممكن يعمل فيه إيه سيف و قد لمعت عيناه بخبث عارف و داه المطلوب أنا كل الفترة اللي فاتت كنت عارف 
إنه بيسرق أوراق الصفقات و بيبعها لرجال أعمال و ناس ثانيين كثير و رغم كده عملت نفسي مش واخد بالي عشان هو ياخذ راحته أكثر و يسرق اكثر كنت مستنيه يتعامل مع حد زي فاروق البحيري اللي الغلطة معاه 
تعني المۏت و بكده هخلص منه من غير ما أوسخ إيدي و كمان من غير ما أخالف 
إتفاقي مع جدي جاسر بس حضرتك عارف إن كامل باشا مش هيسكت و اكيد هيشك إن حضرتك ورا الموضوع داه سيف بحدة خليه يجيب آخره انا بخافشمن حد و حتى لو آدم نفذ منها المرة دي مفيش مشكله الجايات أكثر من الرايحات و انا مش هسيبه هفضل اوقعه لحد ما أخلص منه زمان كنت ساكت عشان إتفاقي مع جدي اللي كتبلي نص املاكه مقابل إني مالمسش حد من عياله فاكر كده إنه بيحميهم مني لما عوضي عن اللي عملوه في ابويا الله يرحمه مقابل الفلوس 
مش عارف إن ثروته كلها متجيش ربع 
املاكي اللي في ألمانيا بس انا مستني 
الوقت المناسب و ساعتها و
 



رحمة ابويا 
ما هرحم حد فيهم هدفعهم كلهم الثمن و هبدأ بأصغر واحد فيهم الكلب اللي إسمه آدم بقى بيتحداني بكل وقاحة و عاوز ياخذ مراتي مني مش عارف إني اقدر افعصه تحت رجلي زي الحشرة بس مش عاوز اۏسخ إيدي بدمه القذر عاوزه هو اللي يقضي على نفسه بنفسه و داه اللي هيحصل يلا خلينا 
نطلع الناس مستنايانا تحت أشار لكلاوس و هو يضيف خلي عينك على 
آدم و تبلغني بتحركاته اول ما يخرج من القصر أومأ له كلاوس و هو

يقف بجسده الضخم المليئ بالوشوم و التي أضافت لهالته المرعبة 
مزيدا من الرهبة و الغموض توقف سيف عن السير عندما وصل لباب الغرفة
ثم إلتفت نحو جاسر ليسأله الفستان فينجاسر و هو يشير لمكان ما داخل الغرفة في لدولاب الباب الثاني حضرتك سيف و هو يفرك ذقنه بتفكير طيب إستنوني يرا و انا خمس دقائق و هطلع بعد دقائق كان يمسك الفستان بين يديه ليتفحصه و هو يتمتم في داخله إنت حلو بس مينفعش أميرتي تلبسك قدام حد غيري إبتسم بخفوت و هو يتذكر ذلك اليوم الذي 
كان يجلس مع سيلين لتختار فستان الزفاف من بين تشكيلة متنوعة من فساتين الزفاف لدار ازياء مشهورة في إيطاليا و كيف انها إختارت 
هذا الفستان يومها تظاهر بأن ذوقها أعجبه كثيرا و أخبرها أنها سوف تكون أجمل عروس لكنه في الحقيقة كان يجاريها فقط حتى لا تغضب منه تعمد إخفاء الفستان ثم إختلق كڈبة ان دار الأزياء أخطأت و أرسلت لهم 
فستانا آخر هكذا هو سيف لم و لن يتغير أبدا دائما يفعل ما يريد و لكن بطريقته الخاصة أعاد الفستان لمكان
ه ثم
غادر الغرفة بخطوات سريعة و هو لا يكاد يصدق أن برتقالته الصغيرة 
كما يسميها سوف تصبح أخيرا له في غرفة العروس كانت سيلين قد إنتهت من تجهيز نفسها لترتاح قليلا 
قبل أن يأتي سيف لينزلا سويا لقاعة الزفاف كانت تجلس بجانبها أروى التي لم تكف عن ثرثرتها كعادتها عكس إنجي التي كانت جالسة معهم بصمت أروى خلاص بقى و فكي التكشيرة دي 
طب و الله هوشي أفندي طلع ذوقه حلو 
و الفستان يجنن ومش ملزق زي اللي كنتيلابسته من شوية رمقتها إنجي بغيظ و هي ترفع أكمام الفستان 
الطويلة و النبي أسكتي و خليكي في حالك أنا اللي فيا مكفيني مش عارفة إزاي هنزل بالفستان الژبالة داه داه موضة 2019 قال ذوقه حلو داه حمار تدخلت ندى التي كانت مشغولة بإغراقنفسها بمساحيق التجميل التي لا تناسب سنها الصغير مين داه اللي حمار فستان ندى خسارة فيها بنت الجزمة إنجي بسخط واحد كده خبطت فيه من شوية و انا طالعة هنا يلا انا هكلم سيف عشان ييجي انا مش عارفة هو إختفى فين و كمان طنط سميرة و ماما هما راحوا فين كلهم ندى بعدم إنتباه حتى ماما مجاتش انا إتصلت بيها بس مردتش عليا فاضطريت أكلم الشغالة و هي قالتلي إنها لسه في القصر مع بابا و اونكل امين بس اكيد زمانهم جايين 
يلا خلينا ننزل انا زهقت و كمان عاوزة أتصور مع حماقي و انزل صوري على الانستغرام بتاعي دول صحابي هيتهبلوا 
أجابتها أروى و هي تمثل الحزن أنا إخص عليكي يا نودي أنا غرضي بس أنصحك عشان بعتبر نفسي أختك الكبيرة رمت ندى قلم الحمرة من يدها تقدمت 
نحو أروى و هي تلف شعرها على 
أصابعها قائلة بتعالي أختي الكبيرة 
و هو إنت فاكرة نفسك من عيلة عزالدين إنت ناسية أبيه فريد 
إتجوزك ليهكانت إنجي ستتكلم لتدافع عن أروى رغم 
إستغرابها من قبول الأخيرة لإهانة ندى 
رغم لسانها السليط لكن أروى سبقتها قائلة و تبتسم بتسلية عيب يا نودي لما تسألي أسألة زي دي لما تكبري هتعرفي ختمت كلامها و هي تلقي لها قبلة خفيفة في الهواءبهتت ندى من وقاحتها بعد أن فهمت ماترمي إليه لتكز أسنانها بغيظ بينما إنفجرت إنجي 
ضحما وهي تردد بصعوبة من بين ضحكاتها اقسم بالله إنك کاړثة أروى مش قالت عني بيئة تبقى تستحمل إما وريتها هي و العقربة أمها و معاهم أخوكي فريد فاكرني نسيت أكملت باقي جملتها بخفوت و هي تتوعد لهم فليست أروى من تترك حقها و لو بعد حين فقط هي تنتظر الوقت المناسب بعد دقائق غادرت الفتيات الغرفة بعد أن هاتف سيف إنجي لتخبره أن يأتي و يصطحب سيلين 
للأسفل التي كانت لاتزال جالسة مكانهافستان العروس اللي لبسته في الفرح عقبال الصبايا يارب دلف سيف الغرفة لتقع عيناه عليها و كأنها 
حورية من حوريات الجنة بجمالها الأخاذ 
و ملامحها الطفولية التي يعشقهاكانت بغاية الجمال و الرقة في ذلك الفستان 
الأبيض الذي إختاره لها عبس قليلا و هو يلاحظ لون شعرها البرتقالي الذي إختفى و تحول للبني الفاتح لكن لابأس سوف يعود و لونه قريبا و لن يتركها تغيره ابدا تقدم بثقة نحوها ليمد يده نحوها يساعدهاعلى الوقوف رفعت عيناها لتتفاجئ به أمامها بكامل وسامته
و إبتسامته الساحرة لثانية تمنت أنهم لو كانوا في ظروف مغايرة لكانت قد وقعت في عشقه فورا سيف بابتسامة أظهرت غمازتيه لتزيد من إرتباكها 
يارب أكون عجبتك عشان كده بتبصيلي وضعت يدها في يدها ليجذبها بخفة و 
ليونة مراعيا ثقل الفستان ثم قربها نحوه أكثر محيطا وجهها بيديه و
هو يداعب 
وجنتيها هامسا بنبرة دافئة نفسي ادخلك جوا قلبي و أقفل عليكي عشان محدش يشوف القمر بتاعي أنا مش عارف أوصفلك إحساسي إيه دلوقتي حلمت كثير بيكي و إنت لابسة الفستان الأبيض و تخيلت شكلك كثير بس أبدا مكنتش متوقع إنك هتطلعي فوق الخيال كده قبل حبيتها و هو يتنهد بحرارة نابعة من قلبه مضيفا بقلة حيلة مش عارف الساعتين اللي جايين 
هيعدوا عليا إزاي بصي إنت تحطي الطرحة دي على راسك كده و إوعي تشيليها كان يتحدث و يضع فوقها طرحة الفستان الشفافة مكملا كده أميرتي الحلوة بقت جاهزة قطب جبينه باستغراب عندما لاحظ دموعها العالقة بأهدابها ليهتف بقلق و هو يرفع
وجهها يتأمله بټعيطي ليه حد ضايقك بحاجةإحكيلي نفت برأسها و هيتغمض عينيها پألم لتتسللدموعها شاقة طريقها نحو وجنتيها لتردف بصوت مخټنق أنا آسفة عشانإنت هتتجوزأنا ڠصب أنا آسفة تنهد و هو يمسح دموعها متمتما بداخله ياااه لو تعرفي انا عملت إيه عشان أوصلك مكنتيش قلتي الكلام و لا فكرتي فيه حتى يلا معلش
هانت و قريب جدا هعتعرفي كلحاجة أكمل بصوت مرتفع ششش كده هتبوزي ماكياجك و كمان إتأخرنا على الناس اللي تحت مش عاوزك تفكري في حاجة إتفقنا على فكرة اللي بيغني تحت داه من أشهر الفنانين في مصر و الوطن العربي عارفة
مين اللي إختاره سيلين بصوت منخفض و هي تتوقف عن البكاء طنط سميرة ضحك سيف محاولا تخفيف توترها و هو يمسح وجهها بلطف من بقايا الدموع تؤ كلاوس تخيلي بقى الۏحش كلاوس طلع رومنسي الظاهر دي إشارة منه عاوز يتجوز هو كمان إبتسمت بخفة و هي تتذكر مظهر ذلك الكلاوس المخيف لتجيبه هو عنده girlfriend اڼفجر سيف ضحكا قبل أن يجيبها لا إحنا معندناش الكلام داه لما نحب نتجوز على طول يلا خلينا ننزل و إلا إنت عاوزانا نفضل هنا أنا لو عليا موافق نفت برأسها ثم تراجعت للوراء قليلا لتمسك طرفي فستانها حتى تستطيع السير براحة بعد أن رفضت عرض سيف أن يحملها حتى 
لا تتعب و هي تحمل هذا الفستان الثقيل بعد دقائق قليلة كان يحيط خصرها بتملك و حماية و هي تنزل 
الدرج ببطئ تحاول بكل جهدها أن لا تتعثر في مشيتها متحاشية النظر للأسفل بسبب نظراتالجميع التي تسلطت عليهم بينما صدحت اغنية محمد حماقي أجمل يوم ترحيبا بالعروسين كان يقف بكل هيبته و شموخه يوزع إبتسامات 
خفيفة على المدعويين و هو لا يزال يحيطها بذراعه مستقبلا فلاشات المصورين بترحيب على غير عادته 
و كأنه يخبر العالم أجمع أن حوريته أصبحت له وحده سخر بداخله عندما لاحظ غياب أعمامه و زوجاتهم لعلمه السبب الحقيقي مشغولين بتلك المصېبة التي تعمد حدوثها 
في هذا الوقت بالذات حتى يلهيهم عن تدبير أي مکيدة له مستغلين إنشغاله بتحضيرات الزفاف خاصة بعد أن لاحظ تأثرها من قبل بكلام ذلك الأحمق آدم شيئ صعب أن يكونوا
أقاربك هم أعدائكم في العادة العائلة تكون السند الذي نحتمي به من مصاعب الدنيا الحضن الدافئ الذي نختبئ فيه حين ترهقنا الحياة أناس يحبونك
دون مقابل يفدونك بارواحهم و لن يترددوا لحظة في تقديم الدعم و العون في أي مكان ووقت و ليس ذئاب بشړية تتربص اي خطأ منك حتى تقضي عليك دون رحمة فإن كان هذا ما تفعله العائلة فلا يجدر لوم الغرباء 
إذن أفاق من شروده على لمسات يديها و هي تدفعه عنها قليلا عقد حاجبيه بغرابة لكنه ما لبث أن إكتشف أنه كان يضغط على خصرها بقوة ليرخي قبضته و هو يتمتم بإعتذار هامسا في اذنها حبيبي أنا آسف شردت شوية و محسيتش بنفسي ۏجعتك نفت
و هي تحاول مجاراة رقصته بهذا الفستان 
الطويل ليلاحظ هو عدم راحتها ليضيف قائلا بنبرة حنونة أنا كمان مش بحب الرقص يلا خلينا نقعد و بالفعل توجها نحو كرسيهماالمخصص لهما و الذي كان مغطى بأزهار الياسمين البيضاء كانت سيلين في قمة توترها و خۏفها رغم
محاولات سيف العديدة و كلماته المطمئنة لها ارغمت نفسها على رسم إبتسامة متكلفة على شفتيها و هي تجول ببصرها في أنحاء القاعة المكتضة 
المدعوين الذين لم تكن تعرفهم إنجي كانت تجلس بملامح متجهمة على طاولة 
مع أخويها و زوجة أخيها و إبنته الصغيرة التي كانت ترتدي فستانا أبيضا كخاصتها مظهرهاالبريئ جعلها تشعر بالقليل من البهجة و الارتياح
اما ندى فكانت كالمچنونة لا تتوقف عن إلتقاطالسلفي مع كل شخص تراه في الحفل دي البسكوتة لوجي بعدها لم تدري كيف مرت السهرة و كيف البسها 
سيف خاتم زواجهما الذي لم ترى في جماله من قبل لكنها لم تهتم بكل ذلك كل ماتريده هو الخروج من هذا المكان و الذهاب إلى والدتها التي أخبرها 
سيف أنها تشاهد الحفل الان في الفيلا افاقت على إحتضان الفتيات لها متمنيين لها السعادة و الفرح بعدها ركبت إحدى سيارات الليموزين بيضاء اللون و مزينة بورود و شرائط
حمراء أنيقة صعد إلى جانبها ثم أغلق الباب و هو يتنهد بارتياح قائلا الحمد لله كل حاجة خلصت على خير نظر إليها ليجدها تبتسم له ليتضخم قلبه 
داخل صدره ناظرا نحوها بعشق و هو يسألهاشايفك مبسوطة أجابته على الفور و هي تزيل
 



الطرحة عن 
رأسها أيوا كثير مبسوط انا عشان اشوف مامي وحشتني جدا و كان نفسي يكون معانا في الفرح أنا حسيت إني لوحدي أخفى ضيقه من كلماتها تلك قبل أن يبتسم بسخرية من نفسه هل كان يتوقع أن تخبره عن حبها

و عشقها له و انها تنتظر إنتهاء الحفل 
حتى تصبح بمفردها معه زفر بضيق و هو يخلع جاكيت بدلته و رابطة عنقه التي شعر بأنها تكتم أنفاسه توقف و هو يسمع صوتها الرقيق تسأله بكل عفوية و براءة حركت مشاعره الخامدة هو إنت زعلانة يعني انا هقلك حاجة أنا هروح الفيلا و أقعد 
مع مامي فترة إنت ممكن ترجع للقصر عادي مش في أي مشكل و بعدين يعني بعد شهر أو شهرين أو عادي حتى بعد اسبوعانا و مامي يرجع لألمانيا و إنت ترجع حياتك طبيعي إنتي مش تزعل تمام قاطعها هامسا بصوت مريب ششش إخرسي و لا كلمة توسعت عيناها پخوف مالبث أن سرى بكامل جسدها لتتعالي دقات قلبها بفزع و هو يرمقها بنظرات هادئة مرعبة تحمل 
المۏت في طياتها عروق جبينه التي إنتفخت فجأة و وجه الذي غمره سواد حالك يزداد مع كل ثانية تمر إنكمشت على نفسها ظنا منها أنه قد ي
ېؤذيها عندما رأته ينحني قليلا للأمام واضعا رأسه بين يديه بينما إرتفع صوت تنفسه و كأنه غريق خرج للتو من عرض البحر صدمت كليا لما تراه الان 
يبدو أن وقت الدلال قد إنتهى و آن الأوان لتظهر الحقائق المخبأة كما حذرها آدم منذ اسابيع مسح سيف وجهه بيديه بعد أن تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة تبا لقد كاد يفقد أعصابه 
أمامها لكنه لم يحتمل لم يحتمل كلماتها التي كانت بمثابة خناجر تمزق قلبه ألهذه الدرجة هي غبية كل ما تفكر به هو الرحيل الهروب الإبتعاد عنه و بعد كل ما فعله لها و من أجلها كلما تحدثت يكون كلامها حول السفر و العودة إلى تلك البلاد الكئيبة يجب أن يجد حلا سريعا 
يجعلها تنسى هذه الأفكار سيحرص أولا على إتلاف زواج سفرها و جميع أوراقها الشخصية إن لزم الأمر فمكانها هنا بجانبه 
ألم تخبره أنها قدم 
لها الكثير حسنا الان يريد مكافأته يريد ثمنا لخدماته إستشعر سكونها الغريب ليعلم أنه قد نجح في إخافتها لكنه لم يعد يهتم غمغم دون أن يرفع نظره نحوها متحاشيا رؤيتها دماغي مصدعة مش عاوز دوشة لحد ما نوصل اومأت له بتفهم تريد بأقصى الوصول إلى 
زواج مدبر من رجل غريب لا تعلم 
عنه شيئا سوى انه يمتلك أموالا طائلة و فيلات و قصور و هدايا خيالية يغدقها بها كل يوم وسامة فائقة و إبتسامة ساحرة و حنان بلا حدود لكن توقفت عند النقطة ككل مرة تعجز عن تفسير 
أنها لم ترى أبدا في عينيه نظرات شهوة او خبث كل ما كانت تجده هو الدفئ و الحمايةو الأمان فقط 
تنهدت من شدة الصداع الذي ألم برأسها من كثرة التعب و التفكير حتى انها لم تنتبه للسيارة التي توقفت و لا ليد سيف الممدودة نحوها ليساعدها على النزول في إحدى المستشفيات الخاصة على أحد الأسرة البيضاء كانت يارا ممدة على ظهرها تنظر لسقف الغرفة هذا حالها منذ 
ثلاثة أيام بعد أن أفاقت من غيبوبة دامت أكثر من عشرة أيام لتجد ذراعها اليسرى محاطة بجبيرة 
من الجبس و اوجاع قاټلة في كامل باقي جسدها لدرجة أنها لا تستطيع النوم دون مسكنات ذلك الحقېر إحتجزها في هذه الغرفة و لم يسمح لها سوى بالاتصال مرتين بعائلتها تطمئنهم أنها مع أصدقائها في إحدى البلدان الأفريقية للقيام 
بسفاري لم تستغرب عندما إكتشفت أن عائلتها على علم بسفرها و أن مروى كانت تراسلهم من هاتفها حتى لا يشكوا في غيابها سقطت دموعها على وجنتيها بغزارة كلما تذكرت فشلها في الإفلات من ذلك الشيطان و ماتعرضت له من ذل و إهانة على يديه كلما حاولت الهروب تجد نفسها تعود لنقطة 
الصفر كفراشة وقعت فريسة في شبكة عنكبوت كلما تحركت لټقاومه إلتفت حولها اكثر تأوهت بعجز و هي تحاول تحريك جسدها للأعلى حتى تستقيم لتتفاجئ بدخول مروىتساعدها بلهفة قائلة ليه تتعبي نفسك كنتي إستنيتيني انا مكنتش هتأخر عليكي يارا و هي تستند عليها تعبت من النومة 
على ظهري فقلت اقعد شوية بس ااااه 
رجلي مش قادرة أحركها اخفت مروى نظرات الحزن تجاهها لتهتف 
بقلة حيلة و هي تساعدها على التجلس 
معلش يا حبيبتي يومين كده و هتبقى زي الفل إن شاء الله إحنا كنا فين و بقينا فين إنحنت لتحضر كيسا كانت قد رمته منذ قليل لتضعه على حافة السرير و هي تردف بحماس محاولة التخفيف عنها بصي جبتلك إيه شوكولاطة نوعكالمفضل ياااه دي طلعت غالية اوي وكمان مش موجودة كثير انا لفيت كذا محل لحد ما لقيتها يارا و هي تمسح وجنتيها الشاحبتين بكلتا 
يديها مكانش في داعي تتعبي نفسك انا خلاص معدتش عاوزة حاجة من الدنيا دي غير إني اموت و ارتاح شهقت مروى و هي تربت على ذراعها قائلةبأسى متقوليش كده يا يارا إنت لسه العمر قدامك و الحياة مستناكي عشان تعيشيها صدقيني 
مفيش حاجة تفضل على حالها هييجي 
يوم و ربنا ينجيكي من الکابوس داه بس إنت اصبري انا عارفة إني آخر واحدة ممكن تسمعي منها الكلام أو يحقلها تدي نصايح لكن للأسف أنا زيك بالضبط ظروفنا هي بس اللي بتختلف انا خنتك و غدرت بيكي لما وثقتي بيا انا حازم بس
والله العظيم كان ڠصب عني كنت فاكرة إنك عشان غنية و عيلتك عندها نفوذ هتقدرى تنقذي نفسك بسهولة و مش هتغرقيزيي أنا متعودة إن اللي زي صالح داه يدوس عليا 
بجزمته و مقلش حاجة متعودة اشوف الذل و الإهانة و مردش عشان مليش حد يقف جنبي مليش عيلة كبيرة زيك تحميني إحنا في عالم القوي فيه بياكل الضعيف بس مكنتش إنه هيطلع شيطان و حاسبها صح مش طالبة تسامحيني عشان انا لو كنت مكانك عمري ماكنت 
هسامح بس حبيت تعرفي إني عملت كده ڠصب عني إختنق صوتها بدموعها التي إنهمرت دون إرادة منها لكنها سرعان ما إزالتها بطرفي إبهامها
ثم أخذت نفسا عميقا و هي تكمل يمكن أكون غلطانة لا مش يمكن أنا عارفة إني غلطانة عشان جريت ورا الفلوس السهلة و بعت نفسي و ضميري بس مكنتش عارفة إن آخرتها كده آخرة كل حاجة 
حرام رق قلب يارا لتلك المسكينة رغم أنها كانت سبب كابوسها فهي التي مهدت لصالح الطريق حتى يصل إلى غايته لكنها تعلم أيضا أنه وغد حقېر و حتى إن رفضت مروى سوف يجد ألف طريقة أخرى و ألف فتاة أخرى تقبل عرضه فما أكثر النفوس المړيضة التي في هذا الزمن ضغطت على معصمها بيدها بيدها السليمة و هي تهتف بصوت ضعيف كل اللي قلتيه صح فعلا مكناش نعرف إن آخرة الحړام كده أيوا 
إنت السبب في كل اللي جرالي لو كنتي قلتيلي لو كنتي لمحتيلي إنك متقفة معاه إنت حازم عشان توقعوني كنت عرفت أنقذ نفسي كنت تصرفت على الاقل كنت قاومت و مكانش
تمكن مني بكل سهولة كده خمس سنين و هو بيتجسس عليا عارف كل أخباري و تحركاتي حتى النفس اللي بتنفسه أيوا إنت السبب يامروي مش عارفة ليه حظي مع صاحباتي 
كده في الأول شيرين و دلوقتي إنت نظرت نحوها الأخري بعيون دامعة تعكس خجلها و إحساس الذنب الذي يفتك بها من الداخل لكي تزيد يارا مش ضغط يدها و هي تكمل و عارفة كمان إن رقبتك تحت إيده و بيهددك زيي و إنك مكملة في خدمته انا آسفة بس 
داه أقرب لفظ لقيته مناسب عشان أعبر 
بيه على اللي بيحصل بس عاوزة أقلك على حاجة إنت ناسياها او يمكن مش منتبهة ليها إن اللي زي صالح داه ثعبان بيتسلل عشان يوقع فريسته مهما كانت الظروف و لو مكانش هيجبرك إنت كان هيجيب غيرك و إنت عارفة قوة الفلوس هو بقاله خمس سنين حاطط
فكرة إنتقامه مني يعني أكيد كان عنه ألف خطة بديلة غيرك إنت كفاية تلومي نفسك عشان مش هيفيدك و لا هيفيدني بحاجة أنا خلاص فوضت أمري لله فكرت في مليون طريقة و حاولت أهرب أكثر من مرة بس 
فشلت أنا عمري مكنت أتوقع نفسي يحصل فيا كده عمري ما غسلت كباية بقيت بغسل سجاد و هدوم و حمامات مفتكرش إن حد زعقلي أو أهانتي بكلمة غير بابا بقيت 
بتهان من اللي يسوى و اللي ميسواش وضړب و حړق و سجن وإبتزاز و حاجات قرففوق ما تتخيلي و آدي آخرتي مرمية في المستشفى مش في إيديا غير الدعاء لربنا يمكن يرأف بحالي و ينقذني منه عشان بجد انا محتاجة معجزة ربنا اللي كنت بعيدة عنه طول ستة و عشرين سنة إفتكرت أدعيله دلوقتي بعد ما لقيت نفسي واقعة بمكن داه عقابه ليا عشان لبسي اللي كنت بلبسه و سهراتي في ال night club كنت مغرورة و أنانية 
لدرجة الجحود ضحكت باستهزاء بين دموعها و هي تضيف أنا يارا عزمي برنسيسة الجامعة محدش 
يقدر يقف قدام جمالي
و لا إسم عيلي و لا نفوذ بابا صړخت باڼهيار و هي تحدق أمامها و قد تراءت 
لها صور والدها سندها و مثلهاالأعلى مع زوجته الثانية لتكمل بصعوب بابا اللي أعادت نظرها نحو مروى التي لم تجد ما تواسيها
به سوي دموعها داه عقاپ من ربنا عشان كنت بعيدة عنه كنت فاكرة نفسي فرعون محدش قدي لغاية ما وقعت و إنتهيت أنا عارفة يامروي أنا عارفاه كويس مش هيسيبني صالح مش هيسيبني مش هتنفذي منه غير 
المۏت إنزلقت بجسدها رغم شعورها بآلام حاړقة في عظامها لتعود نائمة كما كانت تنهدت و هي ترسم إبتسامة حزينة على شفتيها الشاحبتين قائلة كفاية ټعذبي نفسك على الفاضي خلاص اللي حصل حصل و أنا 
مسامحاكي و حتى لو طلب منك تكملي 
مهمتك معايا كملي و متعارضيشه مش عاوزةأحس الذنب ناحيتك لو عملك حاجة كفاية العڈاب اللي أنا فيه داه قدر و مكتوب و زي ما قلتي مفيش حاجة تدوم و لكل بداية نهاية أنا عاوزة أنام يا مروى جسمي بيوجعني لو سمحتي نادي ل للممرضة
عشان تديني المهدئ و ياسلام لو كمية
تخليني أنام يومين ثلاثة أومأت لها مروى برأسها ثم غادرت الغرفة في قصر عزالدين عاد الجميع إلى القصر إنجي تكاد تنفجرغضبا بسبب هشام الذي لم يتركها تتنفس بعيدا عن عينيه طوال السهرة كان يجلس
 



بجانبها

و يراقبها حتى لا ترقص أو تتحدث مع غيره فعلا لو وعدها أنه سيكون هشام جديد منذ هذه الليلة و صدقا فعل 
هربت إلى غرفتها بعد أن إنتهزت فرصة 
حديثه مع صالح لتنزع فستان جدته كما
وصفته له خلال السهرة ليجيبها بأنه
واسع و محتشم و هذا ما يريده و في المرةالقادمة سيحضر لها عباءة اما صالح فقد أنهى حديثه مع هشام ثم تسلل لغرفته متجاهلا نداءات والده و عمه ليهتم بشؤونه الخاصة بعد أن أهملها ليومين كاملين بسبب إنشغاله بالعمل و بزفاف سيف اما في جناح فريد الذي لا يخلو من الحركة منذ وصولهما للقصر و فريد يحاول التقرب
منها كما فعل قبل ذهابهما للحفل لكنه تفاجئ بصدها له و بما أنه لا يستطيع السيطرة على يديه كلما إستفزته لم يمانع هذه المرة أيضا من إستعمال يديه بعد أن فشل في إقناعهاوديا كانت أروى تصرخ اااه مش نخنوع اللي يتعمل فيه كده و حياة عيالي اللي لسه مش عارفة اساميهم إيه أااااافريد و هو يحدق بها إنت إيه هاااا كملي عشان الحساب يجمع يلا إشجيني إبتسمت إبتسامة صفراء و هي تحاول إستعطافه
أنا أنا إعتزلت الغرام قصدي ان عيلة و غلطت يا بيشا أرجوك نزلني هيبتي راحت قدام الناس إنت كامشني زي حرامية الجزم ليه داه الفستان غالي و حضرتك دافع فيه كل مرتبك طب نزلني و أنا هغيره و بعدين علقني من ثاني حرك فريد رأسه بيأس من چنونها ليتركها قائلا و بالنسبة لإتفاقنا عقدت ذراعيها أمام صدرها و هي ترسم الجدية على وجهها مش موافقة أنا ست حرة و عندي كرامة و مكانة في المجتمع و مش حستسلم قصدي من أول علقة حضرتك فريد كان يمسك أروى من رقبة فستانهامن الخلف بيد واحدة و يرفعها قليلا حتىأنها كانت تقف على أصابع قدميها نظر نحوها و هو يفرك ذقنه دون داعي بيده الحرة هاتفا بصوت أجش هتندمي أنا مش هكررعرضي داه ثاني أنا حبيت أفتح معاكي صفحة جديدة و نحاول مع بعض أنا عارف 
إنه صعب بس خلينا نحاول و لو منجحناش تركها لتقف أمامه و قد كست ملامحها الجديةو لو منجحناش هيحصل إيه هتطلقني
و ترميني إنت عارف إن داه اللي هيحصل في الاخر مهما حاولنا مش هننجح 
عارف ليه عشان في الأول علاقتنا إنبنت غلط فاكر أول ليلة جوازنا إنت عملت إيهطردتني و أهنتني مكنتش عارف حتى
إسمي و كنت بتبصلي على إني حشرة
او كائن طفيلي ضړبتني و شتمتني في
أيام المفروض تكون أحلى أيام حياتي 
حرمتني من دراستي و حبستتي بين أربع حيطان و قلت معلش هو إنت كنتي مستنية إيه من واحد عصبي زي إبن خالتك عملت نفسي هبلة و ممشياها ضحك و هزار و انا قلبي منجوا محروق و پينزف لما بحط راسي علىالمخدة مش بنام ببقى مړعوپة ياترى بكرة
هيحصلي إيه بقيت حاطة إحتمالين يا إماالمستشفى و يا إما هرجع لماما من ثاني مش عارفة جرالك إيه عشان فجأة كده تغيررأيك و إلا عشان كلام سيف هو اللي أقنعكيعني مش إنت اللي قررت يعني لفينا لفينا
و رجعنا لنقطة البداية إنت مش مقتنع
بوجودي في حياتك في الأول مامتك و دلوقتي سيف أنا مش موافقة حتى لو ضړبتني و طردتني من البيت متنساش إن أنا مربية لوجي ووجودي هنا عشانها و في اليوم اللي تشوفني فيه غير كده أنا موجودة غير كده لا سارت أمامه نحو غرفة الملابس لتتركه 
يقف مصډوما مما سمعه لقد عرته هذه الطفلة أمام نفسه تماما لتكشف ماكان يجبر نفسه على تجاهله منذ أيام 
يتبع
الفصل السابع عشر 
تجوب كامل وجهها و كتفيها إبتسمت بفرح ظنا منها أنها والدتها التي أصرت على النوم بجانبها في غرفته 
ليلة البارحة تاركة سيف لوحده في الجناح ثم فتحت عينيها لتختفي إبتسامتها عندماوجدته فوقها سيف صباح الورد و الجمال يا روحي نمتي
كويس سألها و هو يعيد تقبيل أعلى كتفها لتشهق سيلين ذعر و هي تتفحص ملابسها تجد أنها كانت ترتدي بل لم تكن ترتدي شيئا
في جزءها العلوي سوى ملابسها الداخلية جذبت الغطاء بسرعة لتخفي جسدها عنه و هي تتمتم بارتباك ماما فين ابتسم سيف بهدوء و هو يجيبها بصوت 
عادي و كأن شيئا لم يحدث طنط هدى في اوضتها عاوزة حاجة يا قلبي و هنا إنتبهت سيلين أنها ليس في نفس
الغرفة التي نامت فيها البارحة مع والدتها فهذه تبدو اكثر فخامة و رقي لتسأله من جديد أنا فين قطب سيف حاجبيه مدعيا الاستغراب من أسئلتها قائلا إحنا في أوضتنا ياروحي توسعت عينا سيلين بقلق قائلةبس أناإمبارح نام مع مامي و كنت لابس هدوم سيف بابتسامة عاشقة ووهو يرفع إصبعه 
ليداعب خدها بعد ما نمتي أنا جبتك
هنا و ماهو مش معقول أنام لوحدي في 
اول ليلة جوازنا و كمان غيرتلك هدومك عشان تنامي براحتك يلا يا حبيبي الساعة دلوقتي بقت تسعة أنا عارف إنه لسه بدري بس إحنا ورانا سفر سيلين لم تفهم ماذا يقصد أو أنها تظاهرت بعدم 
الفهم لتردف سفر إيه سيف شهر العسل يا قلبي هو إنت نسيتي إن إحنا إتجوزنا إمبارح لا فوقي كده و صحصحي
معايا مفيش وقت يادوب نلحق نغير هدومنا و ننزل نفطر مع ماما وطنط هدى و نمشي إقترب منها ليقبل خدها الذي كان يداعبه باصبعه و هو يضيف أنا عارف إنك تعبانةمن سهرة إمبارح بس اوعدك هسيبك تكملي نومك في الطيارة زي ما انت عاوزة نهض عن الفراش متجها نحو الحمام ليغيب 
بداخله بينما كانت سيلين تنظر في أثره
بعدم إستيعاب لما يحصل أسندت راسها بيديها وهي تشعر بغصة في حلقها 
بسبب عدم فهما لما يحصل من أشياء 
لم تتوقع حدوثها لكنها 
سرعان ما تحاملت على نفسها لتزيح الغطاء من فوقها مستغلة عدم وجوده لتبدأ في البحث عن قميص البيجامة التي كانت ترتديه ليلة 
البارحة يئست من إيجاده لتعود جديد و تجذب الغطاء و تثنيه عدة مرات ثم رمته فوق كتفيها متوجهة نحو الباب الاخر الذي يشبه في شكله باب الحمام فتحته لتجد بالداخل غرفة واسعة تحتوي على أرفف عديدة تضم مئات القطع من الثياب النسائية و قسم 
آخر يضم قطع رجالية لو لم تكن متعجلة لظلت تتأملها بإعجاب دون كلل أسرعت نحو رف الفساتين لتقتني اول فستان تقع عليه عيناها ووترتديه على عجالة مخافةأن يدخل سيف و يراها و بالفعل ما إن إنتهت و بدأت في تنظيم شعرها و هيئتها حتى دق باب الغرفة تلاه دخوله كان يرتدي بنطال رياضي ثقيل و فرقه تي شيرت بحمالتين فانيلة باللون الړصاصي البارد إبتسم لها ابتعد عنها و هو
يخفي إبتسامته الراضيةمن نجاحه في التأثير عليها عازما على إستغلال ذلك كثيرا مد يده الخزانة ليخرج أحد المعاطف الطويلة 
المصنوعة من الفرو الفاخر باللون الأسود ليضعه فرق كتفيها قائلا خذي داه معاكي الجو برد برا وضعت يديها على كتفيها تستشعر نعومة المعطف 
بينما عيناها مازالتا تراقبانه من خلال المرآة بصمت و هو منهمك في تصفيف شعرها و إخراجه من تحت المعطف إنتهى ليبتسم لها ببراءة 
و كأنه أنجز عملا جبارا و هو يردف كده 
حلو أمال رأسه فجأة و هو يقطب حاجبيه كمن طرأت له فكرة جديدة ليهتف إيه رأيك تختاريلي لبسي تعالي و دون إنتظار إجابتها جذبها بلطف نحو أحد الأركان التي تحتوي على ملابسه و تحديدا قسم البدلات حاوط خصرها من جديد بيديه مستندا 
بذقنه على كتفها قائلا يلا إختاريلي 
بدلة على ذوقك و إلا أقلك مش هلبس 
بدلة النهاردة إيه رأيك في دا هأخرج كنزة شتوية خضراء اللون قريبة 
من لون فساتنها الذي ترتديه ليرفعه 
أمامها قائلا حلو صح بحب اللون داه 
جدا تنهد باستسلام من عدم إجابتها 
و هو يبتعد عنها ليختار بقية ملابسه قبل أن يختفي وراء أحد الستائر 
التي لم تلحظ وجودها بسبب لونها المشابه للون بقية الغرفة خرج بعد دقائق قليلة يرتدي بنطالا أسود 
اللون و تعلوه تلك الكنزة توقف عند أحد 
الأرفف البلورية ليخرج ساعة و يرتديها 
قبل أن يسير نحوها من جديد كل هذا و سيلين لاتزال واقفة مكانها 
دون حراك او تعبير على وجهها سيف قسم ال shoes هتلاقيه هناك إستدارت نحو المكان الذي أشار له لتجد خزانة عريضة ذات واجهة زجاجية تحتوي على مئات الاحذية المختلفة الأشكال و الأنواع تقدمت بآلية لتقف أمام الخزانة لاتعلم ماذا تنتقي 
حتى رأته يخرج لها أحد الأحذية الشتوية ذات الكعب العالي و هو يقول إلبسي داه حلو وضعه على الأرض بجانب كرسي ثم أقبل نحوها ليقف أمامها يتأملها بعشق حبيبي 
مالك تعبانة أجيبلك الدكتورة تحسس وجنتيها و جبينها بقلق و هو يكمل الحمد لله مفيش حرارة في حاجة بټوجعك 
لو تعبانة خلاص نأجل السفر مش بتردي عليا ليه يا قلبي سيلين و هي تنظف حلقها لتجيبه انا كويس
بس بشوف الأوضة حلو جدا تنهد بارتياح و هو يرفع يديها نحو فمه 
عدة مرات قائلا بسعادة الأوضة و
الفيلا و كل حاجة فيهاو معاهم قلبي و روحي ملكك إنت لوحدك يا روحي و دنيتي كلها إنت شاوري بس إضطربت سيلين بخجل و بدأت أنفاسها بالتسارع لتبعد يديها عنه بلطف قائلة شكرا أنا إحنا هنتأخر عالسفر أنا هلبس الشوز و إنتي كملي لبسك تمام ضحك و هو يحاول تجاوز ضيقه من فعلتها حتى 
لا يتطور الأمر تمام يا روحي أخذ نفسا عميقا قبل أن يفاجئها و ينحني 
ليحملها بخفة بين ذراعيه لتشهق سيلين 
فهي لم تتوقع فعلته هذه لتهتف بفزع و هي تتشبث بكتفيه إنت بتعملي إيه عاوز أنزل رفعها سيف إلى الأعلى أكثر و هو يضحك قائلا مش هسيبك مين غير ما تدفعي بقى أنا

بقالي ساعة بدلع فيكو إنت في الاخر 
تقوليلي شكرا أعمل بيها إيه ديسيلين و تزيد من تشبثها به مش فاهم 
إنتي عاوزة إيه سيف بضحك اولا إسمها إنت عاوز إيه يلا 
سمعيني ثاني سيلين و هي تعيد وراءه بسرعة إنت عاوز إيه سيف بمكر و هو يتطلع في وجهها المرتبك عاوز بوسة سيلين بتوتر ها مش فاهم مممم نزلني سيف تؤتؤتؤ مش قبل ما تدفعي أسرعت تقبل وجنته قبلة خفيفة قبل أن تهتف ها نزلني سيف بتذمر و مستعجلة على إيه و بعدين إيه دي بتبوسي بنت أختك على فكرة 
انا بقيت جوزك فاكرة العقد اللي مضيتي عليه إمبارح داه إقرار منك إنك بقيتي ملك سيف عزالدين رسميا جلس على المقعد 
شعرها الناعم حبيني يا سيلين أرجوكي حبيني و انا مستعد 
أقدملك الدنيا كلها تحت رجليكي مستعد أقدملك قلبي
 



و روحي بس حبيني زي ما بعشقك بعد ساعة كان ينزل معها درج الفيلا و هو
يلف ذراعه على خصرها بحماية بينما هي كانت تنظر أمامها بجمود و كأنها لم لاتزال لم تستوعب صدمة إعترافه حتى الآن أما هو فكان هادئ على غير عادته يرسم ابتسامة خفيفة على وجهه حالما رأى والدته تنتظره في الأسفل أسرع في خطواته قليلا نحوها دون أن
يترك زوجته التي لم تعد تستغرب سبب
إلتصاقه الدائم بها مد يده ليجذب يد والدته و يقبلها ثم قبل جبينها قائلا بنبرة حب صباح الخير يا ست الكل إزيك النهاردةفريدة بابتسامة ألف مبروك يا حبيبي يارب أشوفك على طول مبسوط انا كويسة طول
ما إنت بخير إبتسم سيف لها قائلا الله يبارك فيكي يا حبيبتي إطمني انا عمري ما كنت مبسوط كده طول ما إنت كويسة و حبيبة قلبي معايا هبقي على طول سعيد جذب سيلين نحوه قليلا و ه يكمل مش عايز غيركوا في حياتي إنتوا الاثنين سميرة بحنان ربنا يخليكوا لبعض يلاعشان تفطروا انا هخرج برا للجنينة عشان اشم شوية هوا بقالي كثير مجيتش الفيلا هنا سيف حضرتك فطرتي و فين طنط هدى سميرة انا فطرت من بدري و لسه مشفتهاش الشغالة قالت إنها مطلعتش من أوضتها أدرك سيف أن والدته لحد الان لم تتحدث مع
هدى و لم ترها رغم أنهم كانوا في الماضي صديقتين مقربتين حتى أن هدى ساعدتها قليلا في الاعتناء بسيف عندما تعرضت سميرة لصدمة عقب ۏفاة زوجها والد سيف حاول تغيير الموضوع ليقول طيب إحنا هنفطر و نروحلها عشان نسلم عليه قبل ما نسافر سيلين بأعتراض لا انا عاوز اشوف مامي 
مش عايز يفطر طرق كتفيها باصرار عندما حاولت السير بعيدا عنه ليتحدث بنبرة غير قابلة للنقاش نفطر الأول و بعدين هندخلها سار بها نحو طاولة الفطور التي كانت تعج بأطباق متنوعة تكفى قبيلة كاملةمن البشر و ليس شخصين فقط ليجلس سيلين على كرسي بجانب كرسيه تماما ثم إستدار ليأخذ مقعده في تلك اللحظة قاطعه دخول كلاوس الذي كان يسير و ينظر للارض كعادته كلما دخلصباح الخير يا سيف بيه سيف بمرح و هو ينظر له صباح الخير يا كلاوس تعالى إفطر معانا الظاهر إن حماتك بتحبك كلاوس بابتسامة بسيطة شكرا يا سيف بيه انا سبقتكوا أنا كنت عاوز أبلغ سيادتك بحاجة مهمة جدا سيف ممم فيه إيه أكيد حاجة تخص
عيليتي الكريمة إيه متقليش إنهم جايين هنا يباركولي على جوازي قالها بسخرية لكن كلاوس نظر نحوه
باستغراب قبل أن يومئ له مؤكدا كلامه 
أيوا حضرتك هما في طريقهم على هنا
و قربوا يوصلوا سيف بلامبالاة و هو يجلس طيب اول ما يوصلوا 
خليهم يدخلوا إستأذن كلاوس ليغادر الفيلا و
هو يتحدث مع أحد الحراس من سماعته اللاسلكية و ما إن إنتهى حتى أزالها من أذنه ليرتمي على أقرب كرسي يراه و هو يتمتم بداخله ساعات بشك إنه مشغل جن معاه بس هو عرف إزاي إنهم جايين على هنا أنا متأكد إنه عارف السبب كمان و بيقول على 
نفسه مريض و بيتعالج داه انا اللي محتاج اتعالج اووف اهم وصلوا أرخم عيلة في مصر راقبهم و هم ينزلون من السيارات لكن ماجعل
كلاوس يستغرب أن من أتى هم فقط 
أمين و كامل بعد دقائق إقتحم الاخوان الفيلا بينما كان سيف يجلس مع زوجته يتناولان الإفطار بكل هدوء و ببرود او فلنقل هو فقط 
فسيلين كانت تمضع الطعام و تشعر و كأنها تأكل رملا فمن جهة هي خائڤة على والدتها من هؤلاء القادمين و من جهة أخرى متوترة من السفر و من إعتراف سيف لها نظرت نحو سيف الذي وضع يده فوق يدها 
لتجده ينظر لها بنظرات مطمئنة يخبرها
أن لا تقلق و تخاف مادام بجانبها أومأت له ثم سحبت يدها لتكمل طعامها بهدوء و هو أيضا 
بعد دقائق قليلة دخل كامل و أمين و كأنهماإعصار و خلفهما كلاوس الذي بقى بعيدا يراقب ما يجري و ينتظر دوره للتدخل تحدث كامل بصوت عال و هو ينزل درجات الداخلية للفيلا لترتعش سيلين پخوف بينما إكتفي شقيقه 
بالنظر نحو الزوجين بنظرات حقودة إبني فين يا إبن سميرةمسح فمه بالمنديل ثم وضعه مكانه ببرود 
قبل أن يرفع عينيه نحو عمه الذي كان 
ينظر له بنظرات حاړقة ليجيبه بمنتهى الهدوء و اللامبالاة صباح الخير يا عمي كامل و هو يضرب الطاولة بيديه مقاطعا إياهإبني فين إنطق يا ك بدل ما أهد الفيلا دي على دماغك إنت و ال اللي متصدرة جنبك شهقت هي پخوف و تعجب مما تسمعه من كلام غير لائق من عمها لتتسلل يدها و تمسك 
ذراع سيف الذي كان حالما شعر بها حتى 
إبتسم بسعادة لإحتمائها به كم هو غريب هل هذا وقته ألا ليس لديه السيطرة على مشاعره يجزم أنه سيسعد بأي لمسة منها حتى لو كان على مشارف المۏت لمستهاجعلت من غضبه يتلاشى بعد سماع إهانة عمه لها لكنه طبعا لم ينس زفر بملل عندما قاطعه صوت عمه الاخر البغيض الذي كان يخاطب شقيقه بتهكممعلش يا كامل الظاهر إن البيه مشغول سيف بابتسامة سمجة فعلا مشغول للأسف هو حضرتك متعرفش إني عريس و إمبارح فرحي 
و اللي إنت هنتها من شوية دي مراتي كامل باصرار و قد إتقدت عيناه پغضب 
جامح تتحرق إنت و هي مليش دعوة 
انا عاوز إبني آدم فين يا سيف إنطق بدل ما خليها بحر ډم و أول حد هبدأ 
بيه عروستك اللي إنت فرحان بيها دي أمال سيف رأسه نحو تلك التي كانت حرفيا تكاد ټموت من الخۏف ليهمس لها بعدةكلمات و ما إن إنتهى حتى حركت رأسها عدة
مرات ثم وقفت من مكانها مسرعة تصعد
الدرج إلتفت سيف يراقبها حتى غابت عن ناظريه عندها فقط وقف من كرسيه ليلتف حول الطاولة حيث كان يقف عمه يراقبه بكره سيف دلوقتي نقدر نتكلم و ياريت بهدوء عشان مصدع و مش عاوز دوشة عالصباح قلتلي بقى إبنك مالو أمين متدخلا يعني إنت عاوز تفهمنا إنك مش عارف اللي حصل فاكرنا عيال وهنصدقك سيف و هو يرفع يديه للأعلى حاشا لله و مين 
قال كده بس أنا فعلا مش عارف إنتوا بتتكلمواعن إيه كامل و هو يمسح وجهه بيديه من شدة 
الڠضب إبني آدم بقالوا يومين مختفي و دورنا عليه في كل مكان مش لاقيينه و عربيته لقيناها مرمية ورا القصر من الجهة الغربية و
لما راجعنا كاميرات المراقبة موصلناش لحاجة إثنين كانوا ملثمين ركنوهاورا القصر و ركبوا في عربية ثانية و طارو من غير ما حد ياخد باله سيف و هو يدعي التفكير يعني قصدك إن آدم إتخطف تؤتؤ مسكين ياترى مين خطفه كامل بصړاخ إنت هتمثل وديت إبني
فين يا سيف إنطق قبل ما سيف بكل برود ما خلاص بقى من ساعة 
مادخلت و إنت عمال تزعق و تهدد و تهين فيا و في عيليتي في إيه يا أنكل ما تستهدى بالله كده و خلينا نتفاهم ضړب كامل الطاولة بقوة أكبر لتسقط
بعض الكؤوس مصدرة صوتا عاليا و هو يلهث پغضب شديد 
إبني يرجع في ظرف نص ساعة و إلا و ديني و ما أعبد لكون مندمك على اليوم اللي تولدت فيه يا إبن سميرة هحرق قلبك عليهم كلهم آآآآآآه ا إبن ال لم يعد يحتمل وجودهم أمامه اكثر كلما رآهم
و كأن شياطينا تتراقص أمامه و ذلك الأحمق كامل لا ينفك ېهدد و يتوعد بكلام فارغ و هو قد حاول كثيرا و لمدة طويلة جدا بالنسبة له أكثر من خمسة عشر دقيقة السيطرة
على غضبه لكن إلى متى فلكل شيئ حد 
و لكل إنسان طاقة و هو طاقته لا تتحمل كثيرا خاصة إذا تعلق الأمر بوالدته و زوجته تذكر وجهها المړتعب منذ قليل و هي تنظر له باستجداء تبا لقد كانوا السبب في خوف صغيرته الرقيقة ألا يكفي أنهم
قطعوا أول إفطار لهما معا كزوجين عند تلك النقطة إسودت الدنيا في عينيه و تجهم وجهه و عبست ملامحه التي بدأت تنظر بهبوب إعصار شديد و بكل هدوء نظر نحو الطاولة يبحث عن ضالته ليبتسم
إبتسامة جانبية عندما وجد ما يبحث عنه أما كلاوس فكان يراقب ما يجري بأعين الصقر إتسعت عيناه بقلق عندما شاهد إبتسامة سيده المړيضة التي رآها ذلكاليوم في إجتماع ألمانيا مع ذلك المدعوايسل ليعلم أن هناك مصېبة على وشك الحدوث ليتحرك من مكانه مقتربا منهم في حالة حدوث
اي أمر يستدعي تدخله خاصة و أن العمينقد أحضرا معهما حراسا خاصين بعدد كبير إستل سيف سکين الجبن من فوق الصحن ثم رفعه بسرعة شديدة و هوى به على يد عمه
التي كان لايزال يبسطها فوق الطاولة غير منتبه له صړخ كامل پألم و هو يشعر بنيران ټحرق كامل بدنه تزامنا مع صړخة امين المحذرةله دون جدوى

فقد سبقه سيف قبل حتى أن يفتح فمه 
يا يا إبن ال بينما ظل كامل يتلوى بۏجع و عيناه مثبتتان على يد سيف التي لازالت تمسك بالسکين و يضغط عليه حول بصره نحوه بصعوبه و يا ليته لم يفعل لقد رأى في تلك اللحظة چحيما مستعرا داخل عينيه جعل ألمه يتضاعف مرات بينما رمقه سيف بنظرات غريبة متسلية
و كأنه مريض عقلي هامسا في أذنه 
أمي و مراتي خط أحمر مفهوم امين بصړاخ و هو يضغط على الزناد سيبه يا مچنون تابع آخر خطوة تفصله عنه ليمد يده نحو سيف حتى يدفعه عن شقيقه لكنه إصطدم بذلك الحائط البشري الذي يدعى كلاوس ليتراجع و هو يشهر المسډس أمامه يهدده حتى يبتعد عن طريقه دون فائدة لم يبال به الاخر بل لم يلتفت له أصلا عيناه فقط مثبتة على كامل الذي كان يكافح حتى لا يفقد توازنه و يقع مغشيا عليه من شدةالألم بينما أكمل سيف مفهوم يا بو آدم أومأ له كامل و هو ېصرخ من جديد بعد أن 
نزع سيف السکين ليسقط الاخر 
على ركبته ممسكا بيده التي
كانت ټنزف 
بغزارة بتوجع صح بس مش زي ألم 
الغدر من أقرب الناس ليك غمغم سيف بخفوت و هو يراقب بتشفي
عمه المرمي تحت قديمه قبل أن يرمي 
السکين فوق الطاولة و يأخذ منديلا ليمسحبه يده و قميصه اووف لقد فسد القميص لا بأس فهو يمتلك آخر بنفس اللون الشبيه بفستان سيلين ألم أقل لكم انه مچنون بها 
و يفكر فيها في أحلك اللحظات أشار لكلاوس ليترك امين الذي سارع ليساعد
شقيقه و ه يشتم
 



إبن أخيه بكل العبارات قاطعه صوت سيف القوي بصرامة دي آخر مرة هسمحلكوا فيها إنكوا تتهجمواعلى بيتي و تهينوا عيلتي انا لسه عامل إعتبار إنكوا أهلي بس المرة الجاية هتشوفوا رد ثاني مني و بالنسبة ل آدم بيه فروحوا
دوروا عليه عن شريكه فاروق البحيري نظر نحوه كل من آمين و كامل ب استغراب 
فكلهم يعرفون ان فاروق البحيري يعمل 
في الماڤيا ليروي لهم فضولهم و هو يكمل أيوا هو فاروق البحيري بتاع الماڤيا إتفق مع آدم و إلهام هانم إنه يشتري من عندهم ورق صفقة الشامي و لو عايز تفاصيل أكثر روح إسأل مراتك انا مش فاضي دلوقتي الزيارة إنتهت و يا ريت متتكررش ثاني انا هبقى أكلمكم عشان الاجتماع السنوي 
لرؤساء المجموعة في قرار مهم عاوزك تعرفوه و جدي هيكون كمان موجود كلاوس وصل الباشوات لبرا في الخارج كانت سميرة تتجول في الحديقة الخلفية للقصر و بعد أن إنتهت قررت العودة فلابد من أن سيف قد إنتهى من إفطاره و آن أوان رحيله لكنها فوجئت بعدة سيارات أمام البوابة و كذلك بعض أفراد من حرس القصر الذين تعرفهم جيدا هرعت للداخل و قبلها يدق كأجراس الكنيسة خوفا على وحيدها بعد أن علمت 
هوية الزائرين شهقت عندما وصلت للباب الداخلي للفيلا 
و هي ترى كامل الذي كان يمشي ببطئ
يسير بجانبه بوجه مكفهر لم تهتم بهما بل أكملت طريقها ركضا تنفست الصعداء بعد أن لمحت سيف 
يسير نحو الدرج لتنادي عليه بلهفة سيف يا حبيبي إنت كويس عملولك 
إيه جوز الغربان دول ضحك سيف و هو يلتفت لوالدته مطمئنا إياها متقلقيش انا كويس كانوا بيسألوا 
عن آدم الظاهر إنه تاه و هو راجع من المدرسة نظرت نحوه سميرة بلوم مردفة بقى داه وقت هزار انا قلبي كان هيقف لما شفتهم سيف و هو يقبل يديها سلامتك يا ست 
الكل اللي زي دول آخرهم كلام و بس
ما إنت عارفاهم إطلعي لأوضتك عشان 
ترتاحي و متفكريش في حاجة أومأت له و هي تغمض عينيها بقلق على 
وحيدها الذي يعاني من شړ عائلته منذ 
سنوات طويلة في الخارج ركب كامل إلى جانب امين في السيارة 
متجهين نحو أقرب مستشفى أمين و هو يعطيه المزيد من المناديل 
حتى يجفف بها دمائه هو الكلام اللي 
قاله داه صحيح آدم و إلهام بيسربوا 
صفقات الشركة و بيبيعوها كامل بحدة جري إيه يا أمين إنت كمان 
هتصدق عيل وا زيه داه بيحاول يشككنا في بعض مش اكثر بس و ديني ما انا سايبه امين طب خلينا نروح للبحيري عشان نتأكد
ماهو مش معقول سيف هيخطف آدم يعني يعمل بيه إيه نظر نحوه كامل بحنق و هو يجيبه عاوز 
يتخلص منه عاوز يتخلص مننا كلنا عشان يكوش على كل حاجة مش مكفيه نص الأملاك اللي باسمه امين بارتباك طب خلينا نتأكد عشان 
آدم مش يمكن عند ال كامل و هو يشير له بلامبالاة ماشي بس عشان 
أثبتلك إنه كذاب و إن عمرنا مالازم نثق 
فيه في احد المستشفيات الخاصة حيث مازالت تمكث يارا للعلاج فوجئت بمجيئ صالح لزيارتها منذ الصباح الباكر كان يجلس قبالتها على كرسي ينظر لها بهدوء و قد علم منذ قليل من الطبيب أنها جميع كسورها إلتئمت ماعدا يدها التي
لاتزال داخل الجبيرة تأففت يارا للمرة العشرون و هي تشعر بنظراته
المسلطة عليها لتهتف هتفضل تبصلي كده كثير لو عندك حاجة قولها و خلصني عشان تعبانة و عايزة أنام توقفت عن الحديث بسبب خۏفها منه 
عندما تحرك بجسده للأمام قليلا ليقترب 
منها أكثر لاحظ هو ذلك ليضحك بتسلية قائلا سكتي ليه كملي أجابته بتوتر و هي تنزل نحو الطرف الآخر 
للسرير لا انا خلصت اللي عاوزة أقوله سألتك عاوز إيه عشان عاوزة انام تحدث و هو ينظر نحو ساعته ليجدها الساعة الثامنة 
للأسف الدكتور كتبلك علىخروج يعني 
هتضطري تأجلي حكاية النوم دي شوية نفضت يارا الغطاء من فوقها و قد تسللت الفرحة لقلبها بعد طول إنتظار 
يعني أقدر أخرج و اروح بيتنا صالح بغمزة قصدك بيتنا أنا و إنت يارا بارتباك مش فاهمة قصدك إيهصالح بغرور و هو يضع ساقه فوق الاخرى
أنا قررت اديكي فرصة أخيرة بدل اللي
إنت ضيعتها بتهورك لما قررتي تهربي بس يكون في علمك دي هتكون الأخيرة بعدها إنت عارفة كويس إيه اللي هيحصل اطرقت يارا رأسها و هي تجيبه باستسلام حاضر بس ماما و بابا صالح متقلقيش أنا مضبط كل حاجة يلاهناديلك الممرضة عشان تساعدك تغيري هدومك 
يا عروسة خرج من الغرفة تاركا إياها في صدمة تتساءل كالبهاء متى ينتهي كابوسها في فيلا ماجد عزمي على مائدة الإفطار زفر ريان بملل و هو يلقي تحية الصباح 
على والديه منتظرا شجارهما المعتاد ماجد إنت أم إنت بنتك بقالها أسبوعين برا البيت و محدش عارف هي فين و إنت قاعدة و على بالك ميرفت بحنق اووووف هو إنت عاوز تتخانق و خلاص ما أنا قلتلك مية مرة هي مع أصحابها بيعملوا سفاري في أفريقيا و كلمتني كذا مرةو بعثتلي صور كثير كمان و ماجد پعنف مليش فيه تكلميها النهاردة و تخليها ترجع في أقرب وقت يا إما هسافرلها
بنفسي و أجرجرها من شعرها لحد هنا ميرفت و هي ترمقه باشمئزاز إيه أسلوب الفلاحين اللي بتتكلم بيه داه إيه تجررها من شعرها دي بيئة اوي ماجد بسخرية داه اللي ينفع مع الصيع اللي زي بنتك زي ما قلتلك تكلميها تخليها ترجع بلا سفاري بلا زفت على دماغها قاطعه صوت هاتفه ليخرجه من جيبه ما إن علم هوية المتصل حتى وقف مسرعا 
من كرسيه محاولا إخفاء إرتباكه 
دااه تلفون من الشغل انا رايح رمقته ببرودها المعتاد الذي إتسمتبه علاقتهما في السنوات الأخيرة زواج مصلحة بين شخصين أنانيين كل منهما يلوم الاخر على اي خطأ حتى كبرت الفجوة 
ليس فقط بينهما بل بين الأبناء أيضا 
و ينتهي بخېانة الزوج في الخفاء 
يتبع
الفصل الثامن عشر 
بعد أربعة أيام في قصر عزالدين في المكتب الكبير الخاص بالجد صالح حيث 
تتم اغلب إجتماعات رجال العائلة بعيدا عن أعين النساء الفضولية يقف سيف ممسكا بأحد الملفات و هو يتكلم بصوته الواثق و في نفس الوقت عيونه مسلطة على ردة فعل الحاضرين خاصة 
جده الملفات اللي قدامكوا دي فيها تنازل مني على كل الأملاك و العقارات اللي جدو كتبها باسمي و اللي هي سلسلة فنادق المجد و عمارات إسكندرية و مزارع المنيا و شركة النسيج القديمة اللي في و أنم جدي و هو حر بقى يديها للي هو عاوز قاطعه صالح بأعتراض إنت إزاي تعمل لكده 
مين غير ما ترجعلي خلاص كبرت و بقيت تاخذ قرارات مهمة زي دي لوحدك سيف باحترام معلش يا جدي أنا بس زهقت و تعبت من الخناقات و الحروب اللي ما بينا بسبب الورث أنا خلاص معتش عاوزة حاجة منهم خليهم ياخدو كل حاجة يمكن يشبعوا المهم يسيبوني في حالي توجه بنظره نحو أعمامه الذين كانا يحدقان في الأوراق بطمع قبل أن يضيف و داه طبعا مش ضعف مني بالعكس إنتواعارفين إني أقدر بكل سهولة أمحيكوا من على وش الأرض بكذا طريقة بس انا مش عاوز كده و إكراما لجدي هو الوحيد اللي
مانعني عنكوا بس و عزة جلالة الله من هنا و رايح لو حد فيكوا تعرضلي أنا او عيلتي هيشوف الچحيم و قد أعذر من أنذر دلوقتي أنا لازم أمشي تقدم ليقبل يد جده الذي كان يحرك رأسه بأسف و ينظر له بنظرات ذات مغزى أنهم لن يتركوك حتى لو أعطيت لهم كل شيئ لكن سيف إبتسم له مطمئنا إياه سيف يعلم أن جده رجل ذو طباع قاسېة و أبناءه هم السبب كان يجب أن يكون
ذو شخصية حديدية حتى يستطيع ترويضه مو لكنه من جهة أخرى أب خائڤ على أولاده الذين يتناحرون من أجل حفنة إضافية من المال رغم أنهم يملكون منه الكثير أذوا حفيده كثيرا و لكنه سكت و منعه بكل الطرق عن الدفاع عن نفسه و يعلم أنه مخطئ لكنه من جهة أخرى حاول تعويضه
بأن أعطاه نصف ثروته و هذا ماسبب 
عداوة أكبر بينهم آخر مرة قام بتعويضه إتفق معه على التمثيل 
أمام العائلة بأنه أجبره على الزواج من سيلين لكن في الحقيقة تلك لم تكن سوي خطة سيف للحصول على حبيبته بأسهل طريقة بينما لم يكن صالح يهتم بأمر حفيدته و لا إبنته فهو بالفعل تبرأ منها منذ هروبها أي منذ عشرون سنة غادر سيف نحو فيلته و قلبه يكاد يسبقه 
فمنذ أربعة أيام و هو

تقريبا لم يلتق بحبيبتهالصغيرة رغم أنها لم تكن تفارق مخيلته و لو للحظة واحدة طوال الأربعة ايام الماضية امضاها في الشركة مع كلاوس و جاسر يرتبان تلك الأوراق 
التي أعطاها لعميه منذ قليل طوال الطريق جعل السائق يقف عدة مرات
ليشتري لها هدايا متنوعة باقة ورود و صناديق شوكولاطة من نفس المحل الذي يشتري منه فريد لأروي و لجين نزل من السيارة بلهفة حالما توقفت أمام 
باب الفيلا ليهرع للداخل و من حسن 
حظة أنه لم يجد أي شخص بالخارج حتى لا ينشغل به رفع يده ليطرق باب الجناح قبل أن يرفع نفس اليد نحو رأسه ليفرك شعره و هو يكتم ضحكاته المتعحبة من نفسه هل أصبح يطرق باب غرفته و زوجته بالداخل لو رآه أي أحد فحتما سوف يصبح أضحوكة الموسم فتح الباب سريعا يبحث عنها بعيناه ليجدهاتقف أمام الشرفة تترشف فنجانا من الشاي
الساخن ثم تضعه على سور الشرفة التي تتكئ عليه و هي تنظر أمامها مستمتعةبتلك المناظر الخضراء أمامها إلتفتت نحوه سيلين ترمقه بغرابة قبل أن تسأله إنت كنتي فين أنا مش شفتك بقالي كثير ضحك سيف قبل أن يجيبها يعني موحشتكيش 
طب حتى شوية صغنين قد كده إلتقطت فنجانها مرة أخرى و هي تقلب عينيها بضيق تتذكر حديث والدته طوال الأربعة ايام الماضية 
حرفيا لم تعد تفهم شيئا مما
يدور حولها فبعد آخر مرة أخبرها فيها 
أنه يحبها إختفى بعدها أربعة أيام و لم 
يظهر سوى الان و طوال مدة إختفائه
لم تدعها سميرة في حالها بل ظلت تردد
على مسامعها قد أجبر على 
هذا الزواج و أنها لا يجب أن تغضب منه
لأنه تركها بعد أن اعترف لها بحبه قررت داخلها أنها سوف تعطيه فرصة و انها سوف تبدأ معه حياة جديدة 
فقد فكرت كثيرا لو انها عادت لألمانيا فماذا سوف تفعل هناك وحيدة و مسؤلة عن والدتها المړيضة بالإضافة إلى خسارتها لمنزلها الحياة أعطتها فرصة ذهبية للعيش براحة و هي 
طبعا لن
 



ترفض لكن مع إختفائه ذهبت جميع قراراتها ادراج الرياح و عادت من جديد لنقطة البداية شعرت بلمسته على كتفها ليعيدها من شرودها 
عندما قال ممم الظاهر إن في حد هنا زعلان منك ياسيف حيث كدا تناول الفنجان من يدها ليضعه على السور ثم إنحنى وسط دهشتها ليحملها و يسير بها ناحية غرفة النوم وضعها على السرير ثم إرتمى بجانبها بعد أن خلع حذاءه وضع رأسه فوق فخذيها و هو يغمغم بصوت متعب هو انا موحشتكيش فعلا رفع عينيه ببراءة نحوها منتظرا جوابها 
لتردد سيلين دون وعي منها و هي تحرك 
رأسها ااه وحشتيني إبتسم لها إبتسامة ساحرة جعلت قلبها 
يتخبط داخلها لتبتسم له بدورها مماجعله يسعد كثيرا لينتقل نحو المرحلة الثانية حاوط خصرها بيده و هو يتحدث إنت كمان وحشتيني اوي طول الوقت بفكر 
فيكي كان المفروض نكون مسافرين شهر العسل بتاعنا بس طلعلي شغل فجأة و مقدرتش أؤجله عندك حق تزعلي مني و انا مستعد لأي طلب تطلبيه مني بس 
بشرط خليكي جنبي انا محتاجلك اوي سيلين بحنية فهي فعلا أشفقت على حاله إحكيلي تعبانة من من إيه استدار سيف ليصبح نائما على ظهره حتى يستطيع رؤية وجهها و هي يتنهد بتعب قائلا متشغليش بالك إنت تعبان من الشغل كنت بخلص شوية حاجات كان من المفروض إنها تخلص من زمان بس خلاص دلوقتي اقدر أرتاح و نروح شهر عسلنا إرتبكت سيلين و حاولت عدم النظر إليه لكنه لم يسمح لها فقد رفع يده ليثبت وجهها
قائلا مالك في حاجة مضايقاكي سيلين بنفي لا بس مش في لازم 
نروح honeymoon أقصد خلينا هنا المكان حلو سيف و هي يترك وجهها يتناول يدها يقبلها قائلا باصرار طفولي لا أنا عاوز اروح أتفسح مليش دعوة 
بقالي سنين مخدتش أجازة سيلين طيب هنروح فين سيف بغمزة و هو يعتدل في جلسته تؤ مفاجأة نزع جاكيت بدلته و ربطة عنقه ثم فتح الازرارالعلوية لقميصه و هو يضيف و قد غلف صوته بعض الخبث إيه يا قلبي مش ملاحظة إن في حاجة ناقصة في الجوازة دي نظرت نحوه ببلاهة و هي تجيبه مش فاهم حاجة ناقص سيف و هو يكمل ما يفعله لا يا حلوة حاجة
ناقصة مش ناقص و أه أقصد ډخلتنا يا قلبي إرتبكت سيلين و إحمر وجهها ثم تحركت لتغادر الفراش قائلة بتوتر بردو مش فاهم إنت تقصد إيه كلامك صعبة جدا سيف و هو يقلدها بسخرية صعبة جدا 
تعالي هنا رايحة في سيلين انا مش فاهم حاجة و عطشان عاوز اجيب ميه و هرجع ثواني بس جذبها برفق من يدها لتسقط مجددا على الفراش مثبتا جسدها بيديه و قدميه و هو يقول بتسلية وقعتي يا قطة بقى عاوزة مية دلوقتي و عاملة نفسك مش فاهمة كلامي عليا انا يا سولي يعني عاوزة تقوليلي
إن طنط هدى مقالتلكيش اي حاجة نفت سيلين برأسها و هي تنظر له بتوترو خوف ليكمل سيف و هو يقرب وجهه من اذنها طيب هفهمك أنا سيلين باندفاع لالا مش عاوز سيف و هو يدعي الحزن ليه بس
يا حبيبي صدقيني الموضوع سهل جدا 
و كمان و لو مفهمتيش نظري ممكن نلجأ
للعملي سيلين بتعجب نهار اسود إنت بتهزر سيف بضحك الحمد لله اول مرة تقوليها صح و على فكرة مش بهزر انا بتكلم جد يعني هما الناس بيتجوزوا ليه مش عشان قلة الأدب أغلقت سيلين عينيها بحرج و هي تحاول 
إبعاده من فوقها قائلة ببطئ إوعي أنا مستحيل اقعد هنا انا عاوز أرجع اوضتي البينك إنت إيه حصل معاك النهاردة سيف بنفاذ صبر و قد إنقلب وجهه فجأة بعد حديثها ذلك و تهربها منه واحشااااااني و بحببببك إنت مبتفهميش سيلين طب سيف بالراحة بليز سيف و هو ينحني ليقبل جبينها حاضر حقك عليا أنا آسف أنا كنت بهزر معاكي انا مستحيل أعمل حاجة تزعلك إبتعد عنها ملتفتا للجهة الأخري و هويعتصر عينيه بندم قائلا بنبرة حزينة طفل ضائع طيب ممكن متبعديش عني وقف متجها نحو غرفة الملابس تاركا إياهافي حيرة من أمرها يا ترى متى ستفهمه و تتعود على وجوده خرج بعد مدة مرتديا ملابس ببتيه ليتمدد
بجانبها و يجذبها نحوه دون أن بتفوه بأي حرف وضع رأسها على ذراعه و يده الأخرى على خصرها ثم أغمض عينيه محاولا النوم بعد ليالي طويلة من السهر و التعب بعد أقل من نصف ساعة لاحظت إنتظام أنفاسه 
لتعلم أنه قد نام أخيرا أخذت نفسا عميقا ثم رفعت رأسها عن ذراعه و هي تنظرإليه بحرص مخافة ان توقظه رفعت يده عن
بطنها ثم تسحبت بهدوء و هي تمشي على أطراف أصابع قدميها متجهة نحو الخارج نزلت الدرج حافية ثم توقفت عند بابغرفة والدتها طرقت الباب ثم دخلت مبتسمة و هي تلقي تحية الصباح عليها باللغة الألمانية صباح الخير مامي هدى و هي تفتح ذراعيها نحو سيلين صباح النور يا قلب مامي تعالي يا حبيبتي جلست سيلين على حافة الفراش بعد أن قبلت 
والدتها قائلة إزيك النهاردة بقيتي كويسهدى بضحك كويسة يا روحي متقلقيش عليا قوليلي فطرت سيلين أيوا مامي انا صحيت متأخر و شربت
شاي هدى شاي بس من غير فطار ليه كده يا حبيبتي إنت مش ناوية تبطلي عادتك دي و إلا إنت بتستغلي إني مش بطلع من اوضتي سيلين انا مش صغير مامي و بعدين انا بقيت 
متجوزة يعني كبرت هدى بضحك اه فعلا كبرتي قوليلي سيف
كلمك سيلين بلامبالاة هو نايمة فوق في الاوضة هدى طب الحمد لله أنه رجع بالسلامة 
مقلكيش كان فينسيلين no انا سألته قلي شغل و تعبان
خليته نايم و جيت أشوفك هدى بلوم ميصحش كده يا بنتي إنت كان لازم تقعدي جنبه تشوفيه يمكن محتاجك
جنبه في تلك الأثناء تململ سيف في نومه ليشعر بعدم ثقل على ذراعه رغم رائحتها التي كانت تملأ المكان فتح عينيه يجد المكان فارغا رفع راسه يبحث عنها في كل مكان لكنه لم يجدها مسح وجهه بضيق قبل أن يغادر الغرفةنحو وجهة يعلمها جيدا غرفة عمته هدى التي تقع في الطابق السفلي رفع يده حتى يطرق الباب لكنه تراجع عندما 
تناهى إلى
مسمعه صوت زوجته المتذمر و هي تشكو لوالدتها سيلين يا مامي قلتلك نايم و انا كنت نايم 
كثير مش عاوزة انام و بعدين خلاص انا هروح جنبه اوووف مش بحب أتجوز انا عشان بكره ابقى كده هي الست لما تتجوز بتبقى خدامة 
لجوزها هدى و هي تضربها بخفة على رأسها بنت لمى لسانك أناعارفاكي قلتلك يمكن يكون محتاجك إنت إنتوا لسه عرسان جداد روحي
شوفيه يمكن يكون صحي و عاوز يلاقيكي جنبه سيلين بتذمر ليه هو بيبي مامي انا مش عاوز
اروح انا هنزل أشم هوا في الجنينة هدى بصرامةسيلين بلاش دلع أجلي فسحتك دي لبعدين و بعدين إيه بيجامة ميكي ماوس اللي إنت لابساها دي في ست متجوزة بقالها 
يومين تلبس كده سيلين عاوزاني ألبس مايوه هدى طول عمرك عنادية و راسك يابس يا بنتي فتحي دماغك و إفهمي إنت خلاص إتجوزتي يعني تنسي حياتك القديمة و تنسي ألمانيا للأبد و تعودي على عيشتك الجديدةو إهتمي بنفسك و بجوزك سيف راجل تتمناه
كل بنت و إنت محظوظة عشان إختارك رغم إنه كان يقدر يتجوز واحدة ثانية أحلى منك و أغنى منك بلاش تتغري في نفسك و تقولي خلاص 
أنا كده و مش هاممني حاجة سيلين حضرتك ليه بتقول كده هدى بوعيكي و بفهمك عشان إنت مش حابة 
تفهمي جوزك بيحبك و عمل كل حاجة عشان يرضيكي فماتقابليش حنيته بقسوتك سيلين و هي تتذكر كلام سميرة بس سيف تجوزني عشان جدو قال كده و عشان يضمن الفلوس بتاعه مامته قالتلي كده قلبت هدى عينيها و هي تستمع لسخافات
طفلتها الغبية طب و إنت صدقتيها يعني رغم إنه إعترفله كذا مرة إنه بيحبك و مستحمل دلعك و جفائك معاه و برود الألمان اللي ورثتيه من ابوكي و جدتك لسه حضرتك مش مصدقة طب بلاش كل داه مفكرتيش بينك و بين نفسك واحد زي سيف هيسمح 
بسهولة كده لحد يجبره إنه يتجوز ڠصب
عنه حتى لو كان جده ربنا يهديكي و يكملك بعقلك يا بنتي أنا عارفة إنك لسه صغيرةو مخالطيش ناس

كثير في حياتك و دايماكنتي لوحدك بس يا حبيبتي الدنيا مش كده لازم تتعلمي تفرقي بين الصح و الغلطو مش أي حد يقلك كلمة تصدقيها سيلين مفيش حد بيحب حد كده من غير سبب و كمان انا و سيف مش نعرف بعض كثيرة أقصد فترة يعني معقول بيحب انا بسرعة دي حتى آدام قلي إنه بيحب 
بنت يعني هو عنده girlfriend و انا سألت سيف و هو قلي لا غلط هدى يعني بتصدقي كل الناس اللي حواليكي
و جوزك لا سيلين لا بس انا بفكر بعقل هدى بغيض طب قومي إطلعي برا مش عاوزة اشوف خلقتك عصبتيني بغبائك و عقليتك المتخلفة دي أنا عارفاكي طول عمرك هبلة و مش هتفوقي من غبائ كداه غير لما تخسري جوزك بإيدك سيلين بتذمر يا مامي هدى بلا مامي بلا زفت أنا داخلة الحمام أتوضأ و أصلي الظهر مش عاوزة إزعاج إمشي في الخارج كان سيف يقف أمام الباب جسده بدأ يدخل في نوبة عصبية تصيبه كلما شعر بالڠضب الشديد رفع يديه ليفتح الباب لكنه نراجع في اخر لحظة ليسير خارجا نحو الحديقة و هو ېصرخ بأعلى صوته كلاوس كلاوس أسرع نحوه كلاوس الذي كان يقف مع 
مجموعة من الحرس قائلا أمرك يا سيف با شا وضع يده على سلاحھ و هو يتراجع عندما شاهد سيف بتلك الحالة و هو يزفر بحنق مردفا سيف باشا لو سمحت إهدى لم يتوقف سيف عن السير باتجاهه و هو ېصرخ في وجهه پجنون هات الزفت بقلك كلاوس أشار نحو حارسين ليقتربا منه ثم 
دائما معه ثم إندفع نحو سيف محاولا إيقافه مكانه سيف پغضب شديد إحنا هنهزر يا حيوان 
قلتلك هات السلاح هرفدكوا كلكوا كلاوس بصعوبة سيطر عليه رغم جسده الضخم الذي يفوق جسد سيف لكنه مع قوة سيف و إندفاعه
جعل الأمر في غاية الصعوبة لېصرخ بصوت عال بسرعة تخلصوا من سلاحكوا و تعالوا معايا يا باشا لو سمحت إهدى إنت كده 
هتأذي نفسك دفعه سيف عنه بقوة ثم ركله على معدته لينحني كلاوس متأوها رغم ذلك فقد حرص على عدم وصول الاخر إلى أي سلاح حتى 
لا
 



يؤذي نفسه فسيف كلما أصابته تلك 
النوبة يؤذي نفسه حتى يهدأ و يعود لرشده حتى أنه ضړب نفسه بالړصاص في إحدى المرات بعد ۏفاة لورا بخمسة أشهر فجأة رآه يتوقف مكانه مسدلا ذراعيه على جانبيه بحزن ثم يلتفت حوله باحثا عن أقرب كرسي له ليجلس عليه أشار كلاوس للحرس بالابتعاد و الذين تنهدوا بارتياح فطبعا لا أحد منهم يريد الاقتراب منه و هو في تلك الحالة عكس كلاوس الذي مشى نحوه ليجلس بجانبه سيف بضعف 
مش عارف ليه بيحصل معايا كده دايما مليش حظ في الحب هو انا مش بشړ 
من حقي أحب و أتحب إديتها كل حاجة تحلم بيها و ضحيت كثير عشان أقدر أتجوزها و تبقى ليا لوحدي بحاول أحميها بكل قوتي من الوحوش اللي 
بتترصدلها و بردو لسه مش فاهمة 
أنا لو سبتها هيقتلوها انا رجعت ورثي 
اللي خذته من جدي كله و إدتهولهم عشان عاوزهم يبعدوا عننا بطريقة سلمية عشان مش عاوزمشاكل و مستعد أحرقهم كلهم لو حد فيهم فكر إنه ېلمس شعرة منها و بردو مش نافع 
لسه مش واثقة في حبي ليها امي طلعت بتملي دماغها بأفكار تافهة بتخليها تبعد عني مش عارف اعمل إيه عشان أخليها تحبني كلاوس انا بحب البنت اللي جوا دي اوي بحبها اوي و خاېف تبعد عني و تسيبني كان صوته ضعيفا و مشتتا ليدل على مدى ضياعه ليسارع كلاوس لتهدأته قائلا يا باشا و هي أصلا هتروح فين حتي 
البيت اللي ألمانيا حضرتك بعته سيف بصوت أوضح كان لازم أبيعه عشان 
ميبقاش ليها مكان تروحه أنا عمري ما هأذيها و لا أعاملها وحش بس هي مش عاوزة تفضل معايا المشكلة فيا أنا أنا السبب بس مش عارف ليه بقلك احسن حاجة كلم الزفت اللي إسمه البير خليه ييجي هنا عاوزه ضروري 
لازم يلاقيلي حل بسرعة الدكتور البير داه طبيب نفسي بتاع سيف كلاوس بتردد حضرتك ما أظنش إنه هيقبل ييجي أحم أحم بعد آخر مرة سيف بتأكيد مش بمزاجه يا ييجي هنا يا 
هقتله اومأ له كلاوس و هو يفكر بطريقة ما يقنع بها ذلك الطبيب بالمجيئ لمصر و لو لمرة واحدة حتى ينقذ نفسه من مۏت محقق في فيلا ماجد عزمي كانت يارا في غرفة محاطة بشقيقها والدتها بعد أن أعادها صالح صباح اليوم لمنزل والدها
بعد أن عقدا قرانهما دون إعلام أي أحد المسكينة من شدة صډمتها لم تستطع الإجابةجيدا عن أسئلة والدتها التي ما فتئت تطرحهاعليها منذ وصولها تريد معرفة ماذا حصل
لها و هي ترى يدها محبسة بالإضافة
لتلك المسند الطبي الذي لم تكن تستطيع
المشي بدونه يارا بلطف ماما لو سمحتي أنا حكيتلك
كل حاجة عملت حاډثة و العربية تقلبت
بينا في الغابة هناك بس الحمد لله انا
قدامك كويسة و الجبس داه يومين بالكثيرو هشيله ميرفت بقلق طب يا حبيبتي مش عاوزة
أي حاجة يارا لا انا بس عاوزة أنام شوية ريان طب إحنا هنسيبك ترتاحي دلوقتيو لو إحتجتي أي حاجة إحنا برا أنا مش رايح أي حتة النهاردة يارا ربنا يديمك ليا يا حبيبي و إنت كمان ياماما انا
بحبكوا أوي و كنت خاېفة اوي إني مشفكومش
ثاني بكت يارا بشدة و هي تتذكر بعض ما حصل معها في الأيام الفارطة و خاصة هذا الصباحرغم انه أخبرها بما ينوي فعله منذ ايام لكنهلم تكن تعتقد ان يكون الأمر بهذه السرعة وخاصة في ظروفها هذه إحتضنها شقيقها بحنان قائلا 
بعد الشړ عليكي يا يويو ليه بتقولي كدهطب إيه رأيك انا مش هسيبك تسافري ثاني يارا و هي تمسح دموعها حاضر انا أصلا قررت إن دي آخر مرة انا معتشعاوزة أخرج من البيت ميرفت بضحك فهي إعتقدت انها تبكي بسبب
تأثرها بالحاډث الذي تعرضت له 
يومين كده و هترجعي تسافري حتة ثانية يارا لا يا ماما انا بتكلم بجد ميرفت طيب يا حبيبتي إحنا هنسيبك عشان ترتاحي شوية أنا رايحة النادي عشان عندي Meeting مهم جدا بس لو إحتجتي حاجة كلميني اوكي يارا بشرود حاضر يا مامي إندست بعدها تحت الغطاء بهدوء ثم 
أغمضت عينيها تحاول الهروب من واقعها المرير تتمنى لو أنها فقط تعود لحياتها السابقة يوما واحدا أغلقت ميرفت الباب و هي تهمس لريان 
أنا ليه حاسة إن يارا متغيرة الايام دي ريان بعدم فهم متغيرة إزاي ميرفت يعني مبقتش بتسهر بالليل 
مع اصحابها زي زمان و بقت بتخرج بالنهار و ترجع تقعد في اوضتها لوحدها بقت هادية 
كثير حتى ستايل لبسها تغير كل حاجة في يارا متغيرة ريان سيبيها دلوقتي ترتاح و بعدين تكلمي 
معاها يمكن في سبب ميرفت و هي تنظر في ساعة يدها هي دايما 
كده كل مرة بتطلع بحكاية جديدة طيب انا رايحة دلوقتي عشان تأخرت على اصحابي رفعت نفسها قليلا هي تكمل يلا باي يا حبيبي ريان و هو يفكر في كلام والدته حول شقيقته باي في فيلا سيف في صالة التدريبات الخاصة بالحرس أنهى سيف تدريباته الرياضية 
التي من المفترض انه يقوم بها صباحا لكنه اليوم إنشغل كثيرا فاضطر لتأجيلها مساء قبل وجبة 
العشاء كان كلاوس يحاول إقناعه بالكف عن إجهادنفسه لكن الاخر لم يبال بل تدرب على جميع الآلات الموجودة و لمدة ثلاثة ساعات 
متواصلة كلاوس بهمس و هو يمد له المنشفة حتى يجفف نفسه قبل الاستحمام الحب پهدلة سيف بنظرة حادة سمعتك على فكرة بكرة
إنت كمان لما تحب هتبقى مكاني متبهدل كلاوس و هو يرفع يديه للأعلى لا يا باشا 
أنا مش بتاع الحوارات دي أصلي مش بعرف بتعامل مع النسوان سيف بتهكم نسوان إسمهم ستات يا جاهل
و ليه بقى مبتعرفش تتعامل معاهم و إلا 
إنت ليك في حاجة ثانية كلاوس بضحك و هو يحرك رأسه نفيا أعوذ 
بالله يا باشا بس انا يمكن عشان مجربتش أتعامل معاهم قبل كده أنا عمري ماكانت في ست في حياتي غير امي الله يرحمها بس تخيلني بمظهري داه و معايا بنت أنا بخاف لو مسكت إيدها افرمها إنفجر سيف ضحكا و هو يتخيل ذلك الأمر 
خاصة مع ضخامة كلاوس الذي يكاد يصل طوله لباب قاعة التدريب 
هو فعلا معاك حق بس داه ميمنعش إنك لازم تشوف حياتك و تدور على إنسانة 
تحبها و تحبك و تكملوا حياتكوا مع بعض مينفعش تبقى وحيد كده كلاوس خليني كده أحسن و كمان توقف فورا عن الحديث بعد أن تعالى 
صوت هاتفه ليخرجه من جيب بدلته 
ليجد رقما يعرفه جيدا كلاوس أهلا و سهلا بحيري باشا أيوا 
سيف باشا أشار له سيف انه لا يريد الحديث معه ليومئ له كلاوس بذلك و هو يكمل حديثه
هتا في الفيلا تمام هبقى أبلغه اوكي 
طبعا اكيد لا هو بيقلك زود على قد 
ما تقدر اطلب اللي إنت عاوزه هما 
هيدفعوا متقلقش و لمدفعوش حضرتك عارف إيه اللي هيحصل 
تمام يا باشا اوكي هبلغه 
سلام أنهى المكالمة و هو ينظر نحو سيف 
الذي كان ينتظر منه أن يفسر له فحوى
المكالمة رغم انه فهم منها الكثير بيسألنا عن المبلغ اللي ممكن يطلبه من
كامل باشا و أمين باشا عشان يرجعلهم
آدم و قال إنه ممكن يوصل ل مليون 
جنيه سيف بضحك قله يخليها بالدولار اصل آدم باشا غالي اوي كلاوس بس 10 مليون جنيه كثير اوي داه تقريبا يساوي ربع ثمن الممتلكات اللي إنت رجعتهالهم النهاردة الصبح خسارة مش هيلحقوا يفرحوا بيها سيف و هو يبتسم إبتسامة مخيفة و انا مش هخليهم يتهنوا بمليم أحمر 
من الفلوس دي و مش بس كده لا داه أنا هخليهم يخسروا أضعافها كمان هغرقهم
مشاكل و مصايب لغاية ما يلاقوا نفسهم 
خسروا كل حاجة كلاوس بتفكير بس حضرتك مش كنت أولى بالفلوس دي يعني ممكن تتفق مع فاروق البحيري على نسبة معينة سيف تؤ حلال عليه الفلوس كلها دي هتبقى هدية 
مني ليه عشان مش مستبعد إني 
أحتاجه في المستقبل كلاوس بس هو حاول يسرقك قبل كده حضرتك إزاي هتأمنله بعد اللي عمله 
داه مش بعيد يعيدها ثاني سيف آدم هو اللي راح

و عرض عليه الصفقة مقابل الفلوس و طبعا البحيري 
لقاها فرصة و جاتله على طبق من ذهب 
فأكيد مش هيرفض و خصوصا إن 
الصفقة دي مكسبها قد المبلغ اللي 
طلبه إبن عمي الغبي مية مرة أنا عارف البحيري كويس وبعرف إزاي أتعامل معاه كويس متقلقش في قصر عزالدين كانت أروى نائمه على السرير تتصفح هاتفها بملل حتى سمعت صوت باب الجناح يفتح تلاه دخول فريد الذي إبتسم حالما رآها قائلا مساء النور رمشت أروى بأهدابها عدة مرات و هي تنظر حولها ببلاهة قبل أن تشير على نفسها قائلة مساء النور ليا أنافريد بضحك و هو في حد غيرك تخلص من جاكيت بدلته و قميصه و رماهما 
فوق السرير ثم خلع حذائه و إتجه نحو الحمام لينعم بحمام هادئ تاركا أروى تنظر في اثره بعدم تصديق أكيد في حد ضربه على دماغه ماهو مش عوايده يعني داخل بيضحك و بيسلم 
أكيد في حاجة يا ترى في إيه يا لهوي يكونش عنده علاقة مع واحدة و بيقابلها بعد الشغل و يمكن متجوزها عرفي بس بعد ما بقت حامل بقت عاوزاه يتجوزها رسمي بس يا ترى مين 
دي و عرفها إزاي و إمتى نهار بنفسجي أنا كذبت الكذبة و صدقتها بس لا انا لازم اتأكد بنفسي رمت هاتفها ثم زحفت فوق السرير حتى 
وصلت لملابسه لتبدأ في تفتيشها 
قلبت القميص من جميع الجهات مركزة على منطقة الرقبة بحثا عن أي آثار كشعرة ما عالقة بملابسه او حمرة شفاه لكنها لم تجد 
اي شيئ وضعتها جانبا ثم تناولت الجاكيت لتبدأ في تفتيشه أيضا وجدت الهاتف لكنها لم تحاول حتى فتحه لعلمها باستحالة ذاك نظرت نحو باب الحمام لتتأكد من عدم خروجه قبل أن تدخل يدها داخل آخر جيب لتخرج المحفظة الجلدية الخاصة به ما إن شرعت فيفتحها حتى جاءها صوته 
الذي جعلها تقفز بفزع من مكانها و هي 
تتمتم بسم الله الرحمن الرحيم إنت طلعتلي منين فريد بعبث من الحمام أصلي كنت بستحمى أروى و هي تلهث ما انا عارفة بس انا 
مسمعتش صوت الباب لما خرجت انا قلبي قرب يقف من الخضة فريد و هو ينشف شعره معلش المرة 
الجاية هبقى أحبط قبل نا أخرج و بعدين إنت كنتي بتعملي إيه بهدومي قالها و هو ينظر نحو ملابسه المبعثرة لتجيبه أروى كنت برتبهم أصلي مش بحب الفوضى ما إنت عارفني فريد بتسلية عليا انا الكلام ده يا ريري 
المهم لقيتي حاجة في هدومي و إلا لسه أروى بغباء تؤ مفيش حاجة
 



إيه قلتلك بنظمهم خذ هدومك أهي انا
مالي بيها أصلا رمت له الملابس و هي تعود لمكانها و تختطف
هاتفها لتفتح تطبيقها المفضل الواتباد لكن فريد كان له رأي آخر إستدار ببطئ
و أخذ يسير نحوها و هو يقول كنتي بتدوري على إيه في هدومي أروى و هي تتحاشي النظر إليه كنت 
بتأكد إنك متجوزتش عليا واحدة ثانية 
أصل بقالك يومين بترجع البيت و إنت
مبسوط ورايق فقلت قاطعها و هو يتوقف بجانبها إني تجوزت 
عليكي طب مش لما أتجوزك إنت الأول و بدون أن يترك لها مجال لفهم أي شيئ كان هاتفها في ثانية مرميا على السرير من الجهة الأخرى بينما هي أصبحت واقفة بين ذراعيه بعد أن جذبها بخفة لتشهق أروى و هي تحاول التشبث به حتى لاتقع أروى بتشتت بتعمل إيه يا مچنون فريد و هو يمرر يده على خدها و عنقها بحركات خبيرة إنسي اللي فات و خلينا نبدأ صفحة جديدة هنفضل لحد إمتى
كده رفعت أروى يدها لتبعد يده عنها لكنه سبقهابأن ضغط على خصرها اكثر مقربا إياها منه و هو يحرك رأسه بنفي مشيرا ليدها أروى بس انا كده مرتاحة فريد بمساومة هسمحلك تكملي دراستك أروى بأعتراض بس إنت قلتلي إنك هتسيبني 
اروح الجامعة فريد و هو يرفع حاجبيه يمكن أتراجع في كلامي أروى باستنكار يعني إيههذه المرة قاطعها لم يستطع العودة بعدها إلى الوراء ليأخذها فريد إلى 
عالم جديد تستكشفه لأول مرة رغم معارضتها التي خبت تحت لمساته الناعمة 
يتبع
الفصل التاسع عشر
إرتحتي يا فالحة اهو ضحك عليكي بكلمتين و خذ اللي هو عاوزه منك بكل سهولة اصلا دي كانت غايته من الاول دلوقتي لو صحي اول حاجة هيعملها هيطردني من الأوضة و يمكن 
من القصر كمان و لو تكرم عليا و خلاني 
فعشان ارجع خدامة ليه و لبنته و هيرجع يعاملني زي اول ليلة جتها هنا انا الحق مكانش لازمأستسلم بالسهولة دي غبية اووف بس داه جوزي و له حقوق عليا و لو منعته هيبقى حرام كان هذا صوت ضمير أروى التي كانت تؤنب
لم تشعر بنفسها إلا و هي تجهش بالبكاء لتضع يديهاعلى وجهها تكتم صوت شهقاتها شعر فريد لنتفض سريعا يتفحصها بقلق قائلا مالك يا حبيبتي فيكي حاجة أنا اذيتك فيكي إيه طمنيني لم تستطع أروى أن تجيبه رغم انه بث بعض الاطمئنان بداخلها بكلامه هذا إلا أنها كانت قد فقدت السيطرة على نفسها و إكتفت بتحريك رأسها مستمرة بالبكاء تناول فريد كوب الماء من فوق الطاولة الصغيرة حذو السرير قائلا طب خذي إشربي مية و بطلي عياط و إحكيلي فيكي إيه نحج في إبعاد يديها عن وجهها الذي إحمر من كثرة البكاء ثم جعلها ترتشف 
القليل من المياه بصعوبة قبل أن يعيد 
الكوب لمكانه قائلا و هو يبعد الغطاء عنه انا هطلبلك الدكتورة هو موبايلي فين اهو لقيته حاولي تستحملي شوية اوقفته أروى عما يفعله و هي تشير له بيدها إن لا يفعل ليرمي فريد الهاتف ثم يعود للجلوس 
بجانبها قائلا برجاء طيب على الأقل قولي اي حاجة طمنيني إنك كويسة تكلمت أروى بصعوبة من بين بكاءها أنا انا 
كويسة فريد و هو يدير وجهها نحوه أمال بټعيطي ليه 
حرام عليكي كنت ھموت من قلقي عليكي أروى هبقى كويسة فريد و هو يمسح دموعها باصابعه طيب
إحكيلي بټعيطي ليه لم تستطع أروى إجابته فقط إكتفت بغلق
عينيها و تحريك رأسها للجهة الأخري بعيدا عنه لكن فريد لم يسمح لها بل أصر على معرفة
السبب ليسألها مرة أخرى أنا أذيتك صح في حاجة واجعاكي أروى بنفيلا انا كويسة عندها تمدد فريد بجانبها
على وجهه علامات الصدمة لكنه سرعان ما ما تجاوز الأمر فقد عرف سريعا ما تعانيه به بداخلها من تخوفات تخفيها خلف عصبيتها تارة و بكاءها تارة أخرى لكن ماعساه يفعل
سوى التحمل و محاولة إصلاح الأمر فهو في الاخير السبب في ذلك بقسوته عليها منذ أول يوم خطت فيه قدماها هذا المكان و هي لم ترى منه سوى النفور و الإهانة و العڼف تنهد بصوت مسموع قائلا طب هتخرجي 
كده و هتروحي فينأروي لا طبعا أنا هغير هدومي و هلم حاجتي و أروح أوضة لوجي فريد بصبر ممم أديكي قلتيها أوضة لوجي يعني مش اوضتك و انا بصراحة عاوز بنتي تاخذ راحتها في اوضتها مش عاوز حد يزعجها رمقته أروى پغضب و هي تهتف بسخرية 
طب و بالنسبة للست هنية اللي لاصقة 
في اوضتها ليل نهار شبحفريد بضحك و هو يداعب خدها المحمر 
لا دي المربية بتاعتها ضړبته أروى على يده لتتعالى قهقاته و هو يقيد يديها وراء ظهرها بسهولة قائلا بتضربيني يا ريري داه إنت من شوية 
مكنتيش قادرة تلبسي هدومك فجأة لقيتك نايمة في على فكرة انا اللي لبستك القميص الحلو 
داه تحركت أروى پجنون تحاول التخلص منه و هي تكاد تشتعل من شدة الاحراج تريد الهرب بعيدا عن نظراته الخبيثة التي تخترقها بكل وقاحة المچنون لقد تحول 
مائة و ثمانون درجة خلال الأسبوع الاخير 
و هي تصړخ يا قليل الادب يا قليل الادب اوعى أجابها و هو مازال يضحك إهدي بس هتتعبي 
كده و انا عاوزك توفري جهدك لحاجة ثانية أحلى و آه يا ستي انا قليل الادب و معرفتش ربع دقيقة رباية و لو مهديتيش انا هعمل 
حاجات كثيرة نفسي اعملها بس ماسك 
نفسي بالعافية هطلت دموع أروى من شدة الاحراج و قد فقدت في تلك اللحظة كل جرآتها و شجاعتها و قد سكنت حركاتها باستسلام 
عضت شفتيها حتى آلمتها من شدة شعورها بالتوتر ترى هل كان هذا شعور بطلات الروايات عندما يتعرضن لنفس الموقف لطالما قرأت 
تلك المشاهد في الكثير من الروايات لكنها لم تكن تعلم أن الأمر بهذه الصعوبة فتلك الكلمات لا تصف سوى جزء صغير من الحقيقة الملموسة مشاعر جديدة إقتحمتها دفعة واحدة الخجل و الخۏف و التوتر و رغبة عارمة في الاختفاء من المكان من شدة الاحراج راقب فريد ملامحها الباكية پصدمة من ردة 
فعلها فهو كان فقط يمازحها لكنه إكتشف ان مجنونه الجميلة تمتاز بتصرفات لايمكن توقعها ليتوقف فورا عن الضحك و التلاعب بها قائلا
رجعنا نعيط ثاني انا مكنتش عارف إني متجوز عيوطة و على فكرة انا كنت بهزر بس يلا قومي عشان تاخذي شاور و انا هطلبلك كل الاكل اللي إنت بتحبيه قال كلامه تزامنا مع تركه لذراعيها لتقف أروى بسرعة من على قدميه و تنزل من فوق السرير 
و غايتها الوحيدة هي فقط الاختفاء من أمامه تأوهت پألم و هي تتوقف عن السير 
ينشف شعرها الطويل بمنشفة كبيرة هاتفا باعجاب شعرك حلو اوي مشاء الله ضحكت أروى على كلامه رغم أنها إستنفذت كل طاقتها في إحتمال ما يحصل معها فهي لا تستبعد ان يغمى عليها في اي لحظة لكنها فجأة لتنطق بتوتر 
فين الاكل أصلي جعانة اوي إنحني فريد للوراء قليلا ليحضر هاتفه 
و يطلب رقما ما و يبدأ في الحديث مع 
أحد حرس القصر أيوا يا بكر بسرعة 
روح مطعم و هاتلي بيتزا ممم أي نوع هاتلي كل الأنواع اللي موجودة و هاتليشوية شيبسيهات و شكلاطة و من محل تمام بسرعة متتأخرش أغلق الهاتف و هو ينظر لاروي قائلا نص ساعة و الطلبية توصل انا طلبتك 
انواع كثير عشان تأكلي و تتغذي 
أنا داخلة ألبس هدومي 
و امشي من هنا إنفجر فريد ضاحكا و هو يمسك بذراعها مانعا إياها من التحرك و هو يقول أنا بقالي سنتين عمري ماضحكت كده بس بقى كفاية إثبتي رايحة فينأروى پغضب و هي تضربه على صدره هروح لأي مكان المهم أخرج من المكان

داه فريد داه بعينك مفيش خروج من هنا غير قبل أسبوع
قبل ما ييجي الأكل 
هي ترفع إصبعها في وجهه قائلة بټهديد إوعي تقرب مني على چثتي إني هسمحلك 
تلمسني ثاني كفاية ضحكت عليا مرة فريد بذهول ضحكت عليكي إيه الكلام اللي إنت بتقوليه دا إنت تجننتي يا أروى ناسية إنك مراتي أروى بحدة لا مش ناسية و مش ناسية 
كمان إنك قبل شهرين ضړبتني و بهدلتني
و بسببك دخلت في المستشفى عشان 
سيادتك إتهمتني إني إشتكيت لطنط سناء عشان تضغط عليك و تخليك تقرب مني فريد بهدوء بس إحنا إتفقنا إننا ننسى كل اللي فات و نبدأ صفحة جديدة أروى بدموع لا أنا متفقتش معاك على حاجة إنت اللي دايما بتقرر لوحدك و بتعمل كل حاجة و كأني مش موجودة بتقرر القرار و بتفذ 
و مش بتستني موافقتي إنت بعد يومين هتمل و هتطردني زي ماعملت اول ليلة جوازنا و هتتهمني إني خليتك تخون مراتك ليلى فريد بهدوء مريب تمام إهدي إهدي 
عشان نقدر نتكلم أروى باڼهيار مش عاوزة اهدى و مش عاوزة أتكلم 
في
حاجة ا نا اااانا تعبانة اوي و خاېفة اوي و مش عاوزة أتطلق و مش عاوزة ارجع لماما عشان هتضربني و تطردني من البيت و مش عاوزة أقعد هنا و مش عاوزة أسامحك عشان چرحتني جامد و أهنتني و دايما بتضربني عشان مليش حد يدافع عني و لا مكان اروحه إنت عارف كده عشان كده لم يستطع فريد سماع اي كلمة أخرى منها رغم ان ما قالته لم يكن خطأ لكن كما يقال الحقيقة ټجرح دائما هو يمسح على ظهرها و يقبل فروة رأسها محاولا بث بعض الاطمئنان بداخلها بينما تعالت شهقات أروى بكاءها ليتركها فريد تخرج كل الألم و المشاعر التي بداخلها لترتاح بعد بعض الوقت كان فريد يمسح دموعه اقائلا بمزاح النهاردة انا ضحكت كثير و إنت عيطتي كثير دق باب الجناح ليتركها و يذهب لإحضار 
الأغراض التي أوصاها مع الحارس 
وضع الأكياس فوق طاولة الصالون ثم 
توجه نحو أروى ليمسكها من يديها و يوقفها رغما عنها و يسير بها نحو الاريكة بعد عدةدقائق طويلة جعلهافريد بصعوبة تأكل قطعة صغيرة من البيتزا ثم قام بنقل بقية العلب في المطبخ عاد إليها ليجدها تسير نحو باب الجناح و قد غيرت ملابسها لبيجاما قطنية عليها رسومات كرتونية صاح يناديها پغضب و هو يتجه نحوها 
رايحة فينأروى بصوت خاڤت رايحة أنام في أوضة لجين فريد بعصبية مفرطة و هو يحاول التحكم 
في غضبه الذي بدأ يتفاقم أدخلي جوا و بلاش هبل أنا بقالي ساعة مستحمل جنانك و ساكت لكن داه مش معناه إنك تسوقي فيها أروى بعناد رغم خۏفها منه محدش قلك تستحملني أنا هريحك مني خالص فريد و هو قد بدأت أنفاسه تتعالى دليلا 
على فقدانه لصبره قصدك إيهأروى و هي تفرك يديها بتوتر مش
 



عارفة القرار في إيدك إنت أكيد إنت عارف هتعمل إيه بعد ما فريد پغضب و هو يمسكها من ذراعيها لوجهها نحوه قرار إيه و زفت إيه على دماغك اللي عاوز كسره داه إنت تجننتي إنت مراتي يعني مكانك هنا جنبي و تنسي
خالص الهبل اللي مالي دماغك هزها پعنف و هو يكمل الظاهر إن الروايات 
اللي إنت بتقرئيها لحست دماغك و بقت 
مأثرة عليكي و مش مخلياكي تفرقي 
بين الواقع و الخيال لانت ملامحه عندما رأى دموعها تسقط 
بغزارة على وجنتيها المحمرتين ليخفف 
قبضته عليها و تتحول لمساته القاسېة 
إلى أخرى رقيقة و حانية و هو يضيف 
بصي يا أروى أنا عارف إني ظلمتك 
معايا لما تجوزتك رغم إني عارف إني 
و تستاهلي أحلى حاجة في الدنيا لكن انا بعترف انا فعلا كنت اناني جدا 
وحقېر و حيوان كمان عشان فكرت في مصلحتي و مهتمتش بيكي و لا بمشاعرك و لا إهتميت إني اعرف 
رأيك في جوازنا و بردو كنت هتجوزك
حتى لو كنت عرفت إنت مش موافقة 
عشان فيكي كل المواصفات اللي كنت
بدور عليها أول مرة كان هدفي إنك تيجي هناعشان تربيلي بنتي و كنت مقرر إني مش هخليكي تعتبي الجناح بتاعي ابدا و إني هخليكي تعيشي مع لوجي 
كنت ناوي اعاملك على أساس شيئ إمتلكته و دفعت ثمنه عشان قبل جوازنا بثلاثة ايام أنا بعثت شيك لوالدتك قيمته 3 مليون جنيه مقابل إنها تقطعي علاقتك بعيلتك نهائي بس هي خالفت الاتفاق و حاولت تكلمك كذا مرة كان كلما تكلم اكثر إنهمرت دموعها أكثر و هي تشعر
بحړقة قلبها تزداد مع مرور كل ثانية فهي على علم مسبق بهذا فشقيقتها آلاءتحدثها سرا و تخبرها كل ما يحصل مع 
عائلتها لاحظ فريد ذلك لكنه لم يتوقف بل أراد إخبارهابكل شيئ هذه الليلة حتى يبدأوا حياتهم القادمة على أسس صلبة أكمل بنبرة هادئة و هو يتنهد بصوت مسموع كنت عاوزك وحيدة و ضعيفة عشان اقدر اتحكم فيكي راحتي احبسك في البيت و احرمك
من الجامعة و من حقوقك بس صدقيني كل حاجة تغيرت بعد ما قربت منك و إكتشفت قد إيه إنت إنسانة بسيطة و مش طماعة زي 
ماكنت فاكرك انا بعتذر إني بقلك الكلام داه بس دي الحقيقة مامتك كانت عاوزني اتجوزك عشان الفلوس فأنا كنت فاكرك زيها عشان كده 
كنت كارهك جدا و كنت ناوي أعذبك كنت قرفان منك عشان كده اول ليلة جوازنا طردتك من اوضتي و كنت براقبك عشان اتأكد إنك مش هتأذي لوجي رفعت عينيها التي كانت تحمل معاني الألم و الخذلانو هو يردد كل داه ماضي ملوش وجود دلوقتي إنسي كل حاجة و خلينا نبدأ من جديد اصلا مافيش قدامك غير الحل داه طبعا انا مش هحبرك بس خلينا ندي لنفسنا فرصة و نشوف صدقيني داه مش هيقلل من قيمتك وولا منكرامتك بالعكس في رجالة لو الست سامحتهم مرة بيفتكرها ضعيفة و بيدوسوا عليها ألف مرة بس انا مش كده انا غلطت في حقك و بطلب منك إنك تسامحيني و بطلب منك كمان إنك تستحمليني و انا أوعدك هشيلك في عينيا الاثنين أنا مش هكذب عليكي و أقولك إني بقيت بحبك فجأة و مش قادر اعيش من غيرك بس انا تعودت بوجودك جنبي بجنانك بشقاوتك بهزارك اللي مش بفهمه أحيانا أنا بقالي سنتين عايش زي الآلة جسد من غير روح بشتغل و برجع هنا بلاقي المكان بارد و مظلم 
بقعد لوحدي أفتكر شريط حياتي لغاية ما أنام بس بعد ما جيتي إنت حياتي إتقلبت حتى زمايلي في الشغل عادل و احمد لاحظوا علياو بقوا بيحفلوا عليا 
رجعت أضحك و أهزر زي زمان بقت عندي رغبة للحياة من ثاني أبعدها عنه ثم حاوط ظهرها بذراعه 
ليسير بها نحو الصالون أجلسها على 
الاريكة ثم وقف أمامها و هو يفرك ذقنه
متمتما بتفكير هما كانوا بيعملوها إزاي
ها إفتكرت بسم الله الرحمان الرحيم أروى رغم بكاءها و حزنها إيه يا عم إنت بتسمي ليه ناوي تذبحني مش تستنى لماأكتب وصيتي على الاقل إنفجر الاخر ضحكا على چنونها الذي لا تتخلى عنه حتى في أصعب أوقاتها 
لا بس هعمل كده إنحنى أمامها ليجلس على ركبتيه ليصبح 
تقريبا بطولها و هي جالسة ليضيف بصعوبة من بين ضحكاته ېخرب بيت جنانك يا شيخة بوزتي اللحظة الرومنسية حرام و خليتيني
أنسى الكلمتين اللي انا بقالي يومين 
بحفظ فيهم أروى و هي تمسح دموعها لا خلاص انا سكت اهو فريد و هو ينظر إليها و يمسك بكلتا يديها تقبلي 
تتجوزيني أروى بذهول بس إحنا متجوزين فريد عارف بس عاوز أبدأ كل حاجة من جديد أروى بغرور مزيف موافقة بس عندي شروط فريد و انا موافق على كل شروطك أروى مش تستنى لما تعرفها الأول فريد تؤ المهم إنك موافقة أروى طب متعيطش انا اصلا وافقت 
عشان لوجي فريد بضحك و هو يجلس بجانبها و اناأوعدك مش هتندمي يا مجنونتي يلا ننام عشان بكرة هتتأخري على الجامعة صباحا خرج سيف من باب الفيلا متجها نحو أسطول السيارات الذي كان في إنتظاره
ليقله لعمله زفر بحنق و هو يقف أمام باب السيارةو يلتفت وراءه نحو باب الفيلا و كأنه ينتظر رؤية شخص ما 
أغلق باب السيارة
الخلفي ثم أشار لكلاوس إن يركب إلى جانبه بعد أن قرر هو أن يتولى عملية القيادة 
اومأ له الاخر بطاعة و هو يلتفت ليستقل
الكرسي الامامي بجانبه و هو يخفي
رغبته العارمة في الانفجار ضحكا عليه فهو يبدو عليه الڠضب الشديد و كلاوس للأسف يعلم السبب جيدا و يتوقع جنون مديره يوما بسبب برودزوجته و غباءها كان سيف يقود بسرعة غير إعتيادية بسبب ضيقه الشديد أرخى ربطة عنقه و هو يتأفف للمرة العاشرة على التوالي قبل أن يلتفت نحو كلاوس قائلا بحدة الزفت الدكتور هييجي إمتى كلاوس طيارته هتوصل النهاردة بالليل سيف تمام أول ما يوصل تجيبهولي على 
طول تنحنح كلاوس قبل أن يجيبه بتردد فهو عادة لا يتدخل في خصوصيات رئيسه في العمل 
أمرك يا سيف بيه بس سيف بس إيه إتكلم كلاوس بتردد أنا متهيألي إن حضرتك مش محتاج ألبير الفترة دي الدكاترة النفسيين دول محتاجين وقت طويل و حضرتك محتاج حلفوري و سريع نظر له سيف ليجده يتحدث بكل جديةو إصرار ليهتف هو بسخرية
و هو انا لو كنت لقيت حل كنت إستنيت الفاشل اللي إسمه ألبير كلاوس بتفكير بالرغم من خبرتي المحدود
مع الستات بس انا بقترح إنك تستعين بواحدة ملي بيسموا نفسهم مستشارة علاقات عائلية او حاجة زي كده سيف بحنق و انا لسه هستعين بأغبياء
ثانيين كفاية الحمار الألماني اللي بقالي سنين بروحله و معملش حاجة كلاوس بخبث عشان المرة دي المشكلة
مش في حضرتك سيف بعدم فهم أمال فين قول اللي عندك مرة واحدة متخلينيش أتعصب عليك اناخلاص فاضلي تكة و اڼفجر كلاوس حضرتك عارف سيف بنفاذ صبر ما حضرتي متزفت عارف بس مش لاقي حل كلاوس بخبث الحل سهل و بسيط مفيش حاجة تحرك الست غير ست ثانية زيها سيف قصدك إيهكلاوس تخليها تغير عليك و تحسسها إنك ممكن تضيع من إيديها سيف يعني اوهمها إني عندي ست ثانية 
في حياتي مممم يعني لم عملت كده 
هي هتتغير معايا بجدكلاوس أيوا يا باشا دي وصفة مجربة في

كل المسلسلات المصرية القديمة و الجديدة بردو سيف و هو يرفع حاجبيه بتتريق حضرتك تظاهر بالجدية و هو يتابع مش شايف إنك في الفترة الأخيرة بقيت بتتدخل في حاجاتمتخصكش كلاوس و هو يستوي في جلسته آسف 
يا باشا مر بعض الوقت و هما صامتان في السيارة حتى تنحنح سيف ليجلي صوته قائلا طب انا هجيب البنت دي منين إنت متعرفش 
واحدة مناسبة تمثل الدور داههز كلاوس كتفيه و هو ينظر إليه نظرةمستنكرةيذكره بعلاقاته الشبه منعدمة بالنساء سيف و هو ينفخ بضيق طول عمرك مش نافعني
في حاجةكلاوس و هو يجاهد ان لا يبتسم طب حضرتك 
و بالنسبة للخطة ديسيف بضيق خطة بس على ورق متنفعش تتحول لحقيقة كلاوس متقلقش اكيد في واحدة مناسبة 
تنفع تعتمد عليها أوقف سيف السيارة في قاراج المؤسسة 
ثم إلتفت نحو كلاوس قائلا مش عاوز 
واحدة ملزقة تفضل تنطلي في الراحة و الجاية ضحك كلاوس دون أن يجيبه و هو يخرج من باب السيارة ليتجهوا جميعا للأعلى نحو مكتب سيف بينما ذهب بقية الحرسلحراسة مواقعهم المعتادة بعضهم بقي بجانب السيارات و الآخرون في مدخل الشركة قسم آخر في الطابق الذي يشغله مكتب سيف بعد أربعة أيام في مطار الإسكندرية ينزل صالح درج الطائرةالخاصة التي إقتناها مؤخرا بكل غرور و عنجهية نزع نظارته الشمسية و هو يتابع طريقه للأسفل توقف في منتصف الدرج
ليلتفت خلفه ناظرا لتلك التي كانت تسير خلفه و كأنها تسير نحو منصة إعدامها إبتسم لها بسماجة و هو يمد يده نحوها 
ليحثها على الإسراع تجاهلته يارا و هي
تكمل نزولها ليزفر صالح بنفاذ صبر و هو 
يطوق كتفيها بذراعه قائلا بهمس
حاد 
بقلك إيه الكلام داه مينفعش معايا 
انا جاي هنا عشان أتبسط و أروق مزاجي فاتعدلي أحسنلك رمقته يارا بكره و هي تجيبه يعني عاوزني 
اعملك إيه أرقص عشان سيادتك تتبسط صالح بلطف مصطنع تؤ الرقص داه
خليه لبعدين دلوقتي إضحكي و إفردي وشككفاية نكد لم تهتم يارا بما قاله بل تابعت طريقها رغم إرتعاش قدميها حتى أنها توقعت وقوعها في اي لحظة بل تعد تتمنى في هذه اللحظة سوى أن تقع من درج الطائرة علها تنفذ من قبضة 
وحشها الذي كان يحاصرها و يخنق أنفاسها بشدة تحرك صالح بخطوات واسعة خلفها حتى وصل إلى جانبها ليمسك يدها و يوقفها عن السير قائلا بحدة بحذرك لآخر مرة اوعي تعملي الحركة دي ثاني إتقي ڠضبي أحسنلك إنت عارفاني كويس لما بزعل و دلوقتي يلا 
خلينا نمشي تأخرنا حتى وصلا أمام سيارة
سوداء اللون من نوع كاديلاك فتح لها 
باب السيارة كرجل نبيل و هو يبتسم 
لها بلطف مصطنع 
رغم مظهره الوسيم و إبتسامته
الساحرة إلا أنه في تلك اللحظة بدا لها 
أسوأ من الشيطان إستدار للجهة الأخري ليتسقل مكان السائق 
و يحرك السيارة نحو وجهة محددة بدا صالح مستمتعا جدا و هو يدندن ألحان 
اغنية قديمة إلتفت نحو يارا التي كانت تستند برأسها على زجاج نافذة السيارة 
و هي تراقب طرقات الإسكندرية بأعين 
خاوية زفر بحنق لكنه سرعان ما هدأ نفسه ليرفع يدها و يشبكها بيده الحرة قائلا ببراءة مالك يا بيبي مش عاجباكي إسكندرية صح 
معلش ياروحي المرة الجاية هاخذك و نسافر أي حتة إنت عاوزاها حاولت يارا نزع يدها لكنه
 



اطبق عليها بقوة و هو يضيف بنفس النبرة و كأنه
لم يحصل أي شيئ عاوزك تسيبيلي نفسك النهاردة إنسي كل حاجة و متفكريش غير فيا انا و بس
و انا أوعدك هتعيشي يومين و لا في الأحلام أطلقت يارا ضحكة قصيرة ساخرة دون أن تجيبه 
او تلتفت نحوه و بصرها مازال متعلقا بالمباني و السيارات التي بدأ وجودها يقل تدريجيا و ظهرت مكانه مياه البحر توقفت السيارة على رصيف المرسى قريبا 
من بداية خط طويل من اليخوت الراسية
بشموخ على المياه الزرقاء الصافية نزل من السيارة ثم أشار إليها لتتبعه لتفعل و هل لديها آخر سوى تركه يتلاعب كورقة في مهب رياح خريفية هوجاء كانت تسير بخطى متثاقلة تقدم ساقا و تؤخر أخرى و هي تراه يقف أمام أحد اليخوت الفارهة
و يتحدث مع شخص ما إلتفت نحوها بعد أن غادر محدثه ليشير لها
بأن تسرع لكن يارا بدل أن تكمل سيرها 
وجدت نفسها تتوقف مكانها لا تعلم مالذي أصابها فجأة حركت رأسها پعنف و هي تبسط يديها المتعرقتين رغم برودة الطقس على قماش معطفها و نظرها مازال مسلط اعلى صالح الذي تجهم وجه پغضب قبل إن يعود أدراجه نحوها توسلته بعيناها قبل أن تتكلم بصوت مبحوح بلاش يا صالح ابوس إيدك إعمل أي حاجة إلا دي تنهد صالح و هو يبتسم بخبث غير مبال
برجاءها ليقول تعالي عشان أفرجك عاليخت بتاعنا ليرغمها على السير بجانبه رغم مقاومتها الواهنة له أكمل بلطف عكس معاملته لها بصي حلو صح انا إشتريته بعد ما رجعت من أمريكاه و و الطيارة حرك يده أمامها ليدعوها للدخول مضيفا
إتفضلي يا روحي أنا متأكد إنه هيعجبك جدا و على فكرة إنت أول واحدة تدخليه توسلته يارا للمرة الأخيرة بدموعها التي 
كانت تنهمر بقوة على خديها لكنه كان 
و كأن قلبه قد إستبدل بحجر مكانه 
حركها معها ليكمل طريقه للداخل و على وجهه إبتسامة منتصرة خبيثة 
يتبع
الفصل العشرون 
نورتي يختي المتواضع يا عروستي ضحك صالح و هو ينحني ليحمل يارا 
متابعا طريقه داخل اليخت وضعها على الأرض أمام احدى الغرف قائلا 
جوا هتلاقي كيس فوق السرير إلبسي 
اللي فيه و جهزي نفسك و تعالي هتلاقيني مستنيكي برا 
بعيون منتفخة من كثرة البكاء و جسد منهك ووجه شاحب وقفت يارا بعد أن إرتدت فستانالزفاف الذي وجدته في تلك الحقائب الكثيرة المبعثرة توجهت نحو التسريحة تبحث عن بعض مستحضرات التجميل علها تساعدهافي إرجاع الحياة لواجهها الذابل بدأت في وضع القليل منها بحرص بسببإرتعاش يديها و لم تدري أنها قد إستغرقت وقتا طويلا مما جعل صالح يأتي لتفقدها فتح الباب دون أن يطرقه و هو يهتف بتذمر
إيه يا بيبي كل داه تأخير أنا زهقت برا لوحدي بتر آخر جملته بعد أن وقعت عيناه عليها في ذلك الفستان الأبيض لتبدو و كأنها ملاك نزل من السماء من أجله سار نحوها و هو يكاد يخترقها بأنظاره قائلا بإعجاب أحلى من القمر يا بيبي تجاوزها ليفتح أحد الجوارير ليخرج منها
علبة مستطيلة الشكل مخملية الملمس 
ثم عاد نحوها راسما تلك الابتسامة البريئة على وجهه و هو يقول دي شبكتك يا عروسة طقم نادر من مجموعة داماس إتعمل مخصوص 
عشان حبيبة قلبي بصي حلو إزاي فتح العلبة وهو يريها الطقم كان في غايةالفخامة و الرقي و من الواضح أنه كلفه ثروة كبيرة جاهدت يارا لرسم إبتسامة باهتةعلى شفتيها و هي تجيبه حلو اوي سارع صالح بإخراج العقد من العلبة و ألبسه إياها ثم إنحنى على رقبتها متمتما بإنتشاء
مش أحلى منك يا روحي أغمضت يارا عيناها و هي تضم شفتيها بقوة لتمنع نفسها من دفعه عنها و الصړاخ 
في وجهه و هي على وشك إستنفاذ بقية 
طاقتها في تحمله الان فقط تأكدت أن 
صالح من الممكن أن يكون شخصا مريضا نفسيا فرغم كل أفعاله الغريبة و أذيته من قبل إلا أنها لم تشك به يوما فقد بررت تعذيبه لها بسبب أنه يكرهها لكن تصرفاته الآن لا تفسر سوى بأنه شخص مختل عقليا أو أنه منالمؤكد أنه ينوي على فعل شيئ لها مرتديا قناع
اللطف و البراءة حتى تصدقه لكن 
تساءلت قليلا و هي تتذكر جميع ما حصل لها بسببه هل مازال هناك عقاپ أسوأ مما رأته سوى المۏت فإن كان حقا ينوي على قټلها فهذا سيكون راحة لها وضعت يدها على صدره خليكي هادية و مطيعة و انا وعد مني مش
هأذيكي إبتعد عنها و هو يبتسم مرة أخرى وضع يدها على ذراعه و هو يستأنف حديثه من جديد
جبتلك هدايا كثيرة أوي هتعجبك أنا عارف إن البنات بتحب الهدايا و أنا هجيبلك كل اللي إنت عاوزاه لو فضلتي هادية و بتسمعي الكلام صعدا معا الدرج المؤدي لسطح اليخت لتفاجئ
يارا بوجود حفلة صغيرة قادها صالح لتسير فوق الورود المتناثرة 
كان المنظر في غاية الروعة مما جعل 
يارا تبتسم بتلقائية و هي تشعر و كأنها 
إحدى أميرات ديزني كل شيئ كان حولها يفوق الخيال اليخت الفخم الذي كان
عبارة عن فيلا فاخرة تضم أرقى الأثاث 
و أغلاه و هذا الفستان المرصع بحبات
صغيرة من اللؤلؤ و الألماس الحقيقي 
بالإضافة إلى العقد الذي يساوي ملايين 
الجنيهات الذي يزين عنقها و أخيرا 
حفل الزفاف الصغير المقام على سطح
اليخت و هذا المنظر الطبيعي الرائع أمامها تجزم أنها لو بقيت مائة سنة تخطط لإقامة حفل زفافها لن يكون بهذا الكمال تمنت للحظة لو أنها كانت متزوجة
من رجل تحبه كان سيكون كل
شيئ مثاليا و فرحتها كانت ستكتمل بوجود عائلتها و أهلها لكنها الان وحيدة في مواجهة وحشها و الذي 
إكتشفت أخيرا أنه مريض نفسي لديه تصرفات غير متوقعة فمنذ أن دلفا لليخت و هو يعاملهابمنتهى الرقة و النعومة لدرجة أنها أصبحت تشك ان هذا نفسه صالح عزالدين معذبها و أكثر شخص أذاها في حياتها لمجرد خطأصغير منها بسطت يديها المتعرقتين رغم برودة الطقس فوق قماش الفستان و هي تتابعه بينما يتجهنحو أحد الأركان ليشغل موسيقى هادئة بصوت خاڤت قليلا و هو يسألها تحبي ناكل الأول و إلا نرقص تلعثمت و هي تجيبه بحذر 
مش عارفة اللي إنت عاوزه إلتفت لها و هو يضع جهاز التحكم من يده 
بعد أن عدل مستوى صوت الموسيقى 
و هو يقول حبيبي اللي بيسمع الكلام 
تعالي جنبي إنت ليه واقفة هناك بعيدة عني داه حتى الفيو من هنا يجنن تقدري تشوفي إسكندرية كلها من هنا مشت نحوه و هي تقنع نفسها بتجنب غضبهلعله يتركها بذراعه ليلصقها منه حتى ضاقت أنفاسها لكنها لم تعترض و هو تستمع إليه ليبدأ هو في تعريفها ببعض الأماكن التي تظهر لهما من اليخت بعد عدة دقائق ختم كلامه و هو فروة رأسها قائلا بهدوء أكيد تعبتي يلا عشان نقعد قادها نحو الطاولة و هو يمشي بجانبها بحذر 
حتى لا تتعثر بالفستان ثم جذب

الكرسي 
كما يفعل أي رجل نبيل لتجلس عليه جلس مقابلا لها و تلك الابتسامة لا تنمحي أبدا من فوق شفتيه إبتسامة سعيدة منتصرة و كأنه فارس نجح في غزو مدينة جديدة مباتكليش ليه الاكل مش عاجبك و عاوزة 
حاجة معينةسألها و هو يقطع قطعة اللحم إلى شرائح صغيرة قبل أن يبدأ في تناولها لتجيبه نافية لا حلو بس أنا مش جعانة عاد ليسألها من جديد بس إنت مكلتيشأي حاجة في الطيارة ميصحش كده لازم تتغذي كويس عشان وراكي حاجات كثيرة 
مهمة الليلة دي يا عروسة رفعت رأسها نحوه لتراه يبتسم بخبث 
و هو يغمزها بعينه قبل أن يرفع كوب 
العصير ليترشفه بهدوء أما يارا فلم تدري
هل جسدها إرتجف من البرد أم من 
كلامه الوقح الذي يذكرها بمصيرها 
تناولت عدة لقيمات إبتلعتها بصعوبة مجاراة له بعد أن أصر عليها أن تأكل لتغتنم الفرصة عندما إستأذن ليجيب على هاتفه وبدأت تبحث عن أكبر سکين موجودة فوق الطاولة حتى وجدت سکينا متوسط الحجم في طبق الفواكه عاودت النظر إليه لتجده حذو سور اليخت يوليها ظهره و يبدو انه منشغلا بالحديث حمدت الله في سرها ثم نظرت لنفسها تبحث عن مكان تخفي فيه السکين لكنها لم تستطع صالح منذ أن صعدااليخت و هو يتعمد الالتصاق بها و لمس جسدها لذلك كان من الصعب إخفاءه في ثيابها عاودت النظر إليه ثم إستجمعت جميع قوتها لتتسلل بهدوء للأسفل و هي تحاول بكل جهدها تذكر غرفة النوم التي غيرت فيها ملابسها منذ قليل لتجدها أخيرا دلفت و على الفور بدأت تبحث عن مكان مناسب تخفي فيه سلاحھا حتى تستطيع إستخدامه في وقت الظرورة وجدت أن انسب مكان هو تحت الوسادة ليسهل عليها إيجاده فيما بعد لن تتركه يلمسها حتى لو إضطرت لقټله او قتل نفسها هذا ما قررته و هي تعاود صعود الدرج بسرعة متمنية بداخلها أن لا يكتشف أمر إختفاءها في الأعلى قبل دقائق رفع صالح هاتفه ليقرأ الاسم المدون على شاشة الهاتف فاروق البحيريمن أشهررجال الماڤيا في العالم العربي إستأذن صالح من يارا بلباقة و هو يبتسم لها قائلا بمنتهى الهدوء و اللطف سوري يا بيبي مضطر أرد على المكالمة دي عشان مهمة بس اوعدك إني هقفل
الموبايل خالص عشان محدش يزعجنا أومأت له يارا بالموافقة و هي تتظاهر بارتشاف بعض المياه ليتركها صالح ليجيب على المكالمة فاروق البحيري بذات نفسه بيكلمني يا أهلا 
و سهلا مش مصدق عينيا فاروق بضحك عشان تعرف غلاوتك عندي 
يا كبير عيلة عزالدين صالح بقهقهة الظاهر إنك كبرت و عجزت و النظر 
عندك مبقاش مضبوط و بدل ما تطلب 
سيف غلطت و كلمتني أنا فاروق تؤ فاروق البحيري عمره ما يغلط 
صحيح إن سيف بيه مخذش إسم الشبح منفراغ بالعكس أنا عمري ما شفت حد في ذكاءه و قوته داه بردو حوت الاقتصاد رجل أعمال شرس و ناجح جدا في شغله بس قلبه مش مېت زيك عشان كده إنت بالنسبالي كبير عيلة عزالدين صالح ماشي يا عم الكبير اوى مقبولة منك بس أكيد إنت مش بتكلمني عشان تمدحني لخص بقى و هات من الاخر فاروق حكى له باختصار الحړب الدائرة بين سيف و آدم ثم أخبره بأن سيف من حرضه على طلب مبلغ كبير من المال مقابل إطلاق سراحه و ان والده و عمه قد دفعوا النقود اليوم صباحا لكنه مازال لم 
يطلق سراحه حتى الآن همهم صالح قبل أن يجيبه طيب و انا دخلي إيه بالموضوع داه ما يتحرقوا مع 
بعض فاروق أنا قلت إنكوا ولاد عم فأكيد يعني الموضوع يخصك إنت و سيف و آدم الوحيدين اللي ماسكين شركات عزالدين صالح بتصحيح قصدك
 



بابا و عمي و آدم سيف خلاص فصل شركاته عن المجموعة و سلم الإدارة لبابا و عمي كامل و انا زي ما إنت عارف مليش علاقة بيهم فاروق ماشي أنا بس قلت اعلمك 
عشان إبن عمك هيشرف عندي يومين 
كمان يعني متزعلش مني بس لازمأعلمه يحرم يلعب مع الكبار صالح بضحك ما إنت بردو بتلعب مع الكبار بقى عاوز تسرقنا يا فاروق فاكر 
إن حاجة زي دي هتعدي على سيف 
عزالدين فاروق تؤ كنت عارف إنه ذكي و إنه هيكشف إبن عمه بسهولة و داه مفرقش معايا اوي عشان انا كنت عامل حسابي لو مربحتش الصفقة فعلى الاقل في حد 
هيدفعلي ثمن حياته صالح بتفكير و هو يلتفت خلفه ليتفاجئ بعدم وجود يارا لم يهتم كثيرا و هو يواصل حديثه قائلا طيب إيه رأيك في مليون جنيه زيادة فاروق رغم إنه مبلغ قليل بس مقابل إيهصالح مقابل خدمة بسيطة جدا إنك تسيب آدم النهاردة فاروق بتفكير إتفقنا بس ممكن أعرف ليهصالح بمراوغة عشان إبن عمي و صعبان علياما أنا عارفك اكيد قمت معاه بالواجب من زمان فاروق إتفقنا صالح بعد أن أغلق سماعة الهاتف خلي سيف ينشغل بآدم عشان ميلاقيش الوقت و يدور ورايا و أكيد هيكتشف إني تجوزت يارا كان يتحدث و عيناه مثبتتان على الطاولة الفارغة في بادئ الأمر ظن أنها ذهبت للحمام لكنها تأخرت فهو قد ظل يتحدث على الهاتف حوالي عشرة دقائق تمتم بعدم إهتمام و هو يعود ليجلس علىكرسيه و ينتظرها يمكن تأخرت عشان مش عارفة المكان سرعان ما شعر بالملل ليفتح هاتفه و يذهب لتطبيق الكاميرا الخاص باليخت عقد حاجبيه باستغراب عندما رآها تخرجمن غرفة النوم و هي تتلفت حولها بارتباك أغلق هاتفه ثم وضعه على الطاولة بعدم إكتراث فهو كل ما أراده هو التأكد من أنها بخير لكن شيئ ما بداخله كان يحثه على معرفة المزيد ليعيد فتح الهاتف من جديد و يرى كل ما فعلته داخل غرفة النوم تمتم بتسلية و قد ظهرت إبتسامة خبيثة على 
محياه و هو لا يزال يشاهد الفيديو 
الحكاية كده هتحلو جدا رفع صوته قليلا عندما رآها مقبلة عليه و هي 
تمشي بصعوبة بسبب الفستان
الثقيل تعالييا بيبي في حاجة مهمة حابب اوريهالك 
في شقته كان آدم يجلس في الصالون
بهيأة مزرية تحكي ما عاناه من تعذيب على يد واحد من أخطر رجال الماڤيا في العالم وجهه مليئ بالكدمات و الچروح
جاف فهو يعلم هوية المتصل أيوا يارشدي وصلت لفينرشدي كل حاجة جاهزة يا آدم باشا بس 
الجماعة لما عرفوا إن سيف عزالدين هو 
المقصود طلبوا ثلاثة مليون زيادة على الاتفاق و كمان عاوزين نص المبلغ يتحولهم على حسابهم في بنوك باناما آدم بصياح نفذ كل طلباتهم يا رشدي إديهم كل اللي هما عاوزينه المهم يخلصوني منه رشدي ما تقلقش ياباشا الجماعة دول انا أعرفهم كويس متدربين على أعلى مستوى 
و بيطلبوا بالاسم في كل دول العالم عشان ينفذوا عمليات الاغتيالات بمنتهى السرية و كلها ناجحة و لا مرة فشلوا آدم پحقد و نيران الاڼتقام تشتعل في صدره كبركان من الحمم عاوز فيلا سيف عزالدين تتساوى بالتراب هي و اللي فيها مش عاوز حد يطلع عايش هو أمه و عمته حتى الشغالين مش عاوز حد منهم حي رشدي باقتضاب طب و بالنسبة لمراته آدم پجنون متقولش مراته سيلين ليا اناااا و هاخذها منه و لو كانت آخر حاجة أعملها في حياتيييي إسمع يا رشدي نبه عليهم سيلين محدش يلمسها إنت فاهمرشدي بتلعثم خلاص يا باشا اللي إنت عاوزه آدم بتأكيد أي غلطة هتكلفك روحك إنت فاهم رشدي پخوف إطمن يا آدم ياباشا كل حاجة 
هتبقى زي ما حضرتك أمرت أنهى آدم المحادثة ليتجه نحو الحمام حتى 
يحصل على دوش ساخن يريح أعصابه 
المتشنجة بسبب إبن عمه 
في قصر عزالدين كانت إنجي قد إنتهت من تجهيز نفسها حتى 
تذهب للجامعة ألقت على نفسها نظرة أخيرة لتتأكد من ال outfit خاصتها للمرة الأخيرة تنورة قصيرة تصل لتحت ركبتيها بقليل باللون الأسود مع حذاء جلدي برقبة قصيرة بنفس اللون 
مع جاكيت جلدي قصير باللون الأحمر 
الداكن و قد تركت شعرها الأسود منسدلا 
على كتفيها ووضعت بعضا من مساحيق 
التجميل التي أبرزت جمالها و خاصة عينيها السوداء الساحرة حملت حقيبتها و إتجهت نحو باب الغرفة لتفتحه تراجعت إلى الوراء عندما وجدت هشام يستند بقدمه على حائط المدخل ممسكا بهاتفهيتصفحه و يبدو أنه ينتظر خروجها منذ مدةحيث أنه لم يشأ طرق الباب رمقها بابتسامة متسلية قبل أن يستوي فجأة 
في وقفته و يدفعها من جديد داخل الغرفة شهقت إنجي باستغراب من فعلته لتصرخ في وجهه قائلة 
إنت بتعمل إيه إطلع برا تفحص هشام مظهرها قائلا بإعجاب زي القمر
يا نوجة بس أنا من رأيي لو فتحتي الجاكيت دي هتبقي أحلى و دون حتى أن يمنحها وقتا لتفهم ما يقوله 
سارع هشام بتنفيذ ما قاله ليظهر من وراءالجاكيت بادي خفيف باللون الأسود ذو فتحة عنق منخفضة قليلا ليصفر بخفوت و هو يرمقها بنظرات وقحة 
جعلت إنجي تشتعل ڠضبا مش قلتلك إلتفت وراءه ليوصد الباب ثم إنتزع المفتاحمن القفل ووضعه في جيبه ثم اكمل طريقه للداخل و كأنه صاحب المكان رمت إنجي حقيقتها على الكرسي الموجود
في مدخل الغرفة قبل ام تلحقه للداخل قائلة إنت إتجننت عاوز إيه يا هشام قول و خلصنيانا مستعجلة و رايا جامعة جلس هشام على طرف سريرها و هو مازالينظر نحوها قبل أن ينطق ببرود تام مش هيحصل حاجة لو مرحتيش الجامعة النهاردة أصلا معندكيش محاظرات مهمة إنجي پغضب ملكش دعوة بيا و لا بجامعتي
اروح مروحش انا حرة و دلوقتي تفضلافتح الباب عشان عاوزة أخرج حرك هشام
ساقه اليمنى دلالة علىبداية نفاذ صبره لكن إنجي لم تهتم
و هي تطرده من جديد إطلع برا و إلا هضطر اكلم فريد اخوياو هو هيعرف يتصرف معاك كانت كلماتها تلك كفيلة بالقضاء على آخر ذرات التعقل لديه ليستقيم هشام من مكانه بملامح متجهمة فكه تصلب وعروق جبينه و عنقه إنتفخت حرفيا تقسم إنجي أنها رأت ڼارا تشتعل داخل مقلتيه وقف و في نيته إقتلاع لسانها من مكانه عقاپا على الهراء الذي تفوهت به تراجعت للخلف و تقدم هو في المقابل حتى إصطدمت بالحائط رفع يديه بهدوء حتى ليجذبها نحوه وسط دهشتها و عيناه مازلتا مثبتتانعلى عينيها قائلا بمنتهى الهدوء بقيتي بټهدديني بأخوكي يا نوجة للدرجة دي تغيرتي أخفضت إنجي بصرها متحاشية مواجهته
و هي

تجيبه في المقابل بحدة مصطنعة 
تخفي وراءها ضعفها أنا متغيرتش و لا حاجةإنت اللي تجاوزت حدودك إحنا عمرنا ماكان في بينا حاجة إنت بالنسبالي إبن عمي و زي اخويا 
و انا عمري ما لمحتلك بحاجة و لو إنت فهمت علاقتنا غلط فدي بقى مشكلتك أجابها باستنكار واضح و هو يردد ما قالته زي أخوكي بعد كل اللي عملته معاكي و بتعتبريني زي اخوكي إنجي بضجر إطمن أنا هرجعلك كل فلوسك متقلقش كل مليم إنت صرفته عليا انا هرجعهولك و بزيادة كمان لو عاوز و دلوقتي إبعد مينفعش كده ضحك هشام بسخرية قبل أن يرد عليها هترجعيلي كل فلوسي طيب ماشي بس تقدري تقوليلي منين ياترى من فريد و إلا صالح فريد اللي عايش في عالم ثاني مش قادر حتى يهتم ببنته عشان لسه مش عارف يتجاوز ۏفاة مراته الله يرحمها و إلا صالح اللي مش بيهتم غير بنفسه و بشغله تقدري تقوليلي سأل عليكي كام مرة من وقت مارجع من أمريكا ما تجاوبي هترجعيلي فلوسي منين من أبوكي و ياترى عمي امين هيكسر كلام جدو اللي نبه على العيلة كلها محدش فيهم يديكي قرش عقاپا ليكي عشان تحديتيه و ډخلتي كلية إعلام اااه إفتكرت قصدك 
من الفلوس و العربية الجديدة اللي إنت 
أخذتيهم من سيف عشان قدرتوا تقنعوا
سيلين إنها تتجوزوا جحظت عيناها بدهشة فهي لم تكن تريده
أن يعلم ذلك السر الصغير عنها لكنه فاجأها بأنه يعرف كل شيئ منذ البداية تلعثمت و هي تسأله ندى هي اللي قالتلك
صحإبتسم دون مرح و هي يجيبها داه كل اللي همك عرفت منينثوان و عاد التجهم ليغزو وجهه و هو يرمقها
بنظرات خائبة نسيتي هشام اللي بيحبك من و إنت عيلة بضفاير و كبرتي قدام 
عينيه يوم بعد يوم و سنة بعد سنة و انا شايف لعبتي الصغيرة بتكبر قدامي كلهم كانوا شايفين إهتمامي بيكي لدرجة إن ندى أختي دايما بتغير منك و عيلتك 
سابوا مسؤوليتك عليا أنا فاكرة كم بعثة طبية أنا رفضتها على شانك و كم فرصة جاتلي من مستشفيات برا كثير في ألمانيا و لندن 
كنتي بتقعدي طول الليل ټعيطي في 
حضڼي و تقنعيني عشان ما أروحش و 
أسيبك مكنتش بقلك لا على أي حاجة 
حتى لما إخترتيتدرسي إعلام و جدي رفض أنا اللي تحملت المسؤولية و دافعت عنك و مش بتكلم عن الفلوس إنت عارفة إن دي حاجة تافهة مينفعش 
نتكلم فيها اصلا إنجي لانت نظراته و هو ينطق إسمها بعشق متأملا ملامحها الجميلة مضيفا إنت اول حب ليا و اول فرحة تدق قلبي مش بتخيل نفسي مع واحدة غيرك و عمري 
مافكرت و لا بصيت لغيرك أصلا بقالي سنين مستنيكي عشان تحسي بيا و بمشاعري بس إنت كل يوم كنتي بتبعدي عني أكثر و بتحاولي بكل جهدك إنك تخرجيني من
حياتك قوليلي ليه أنا قصرت معاكي في إيه 
مش عاوزة تديني فرصة عشان أثبتلك 
إني بعشق التراب اللي بتدوسي عليه ليه بقالي كثير ساكت و بتغاضى عن تصرفاتكو عن لبسك المستفز و علاقتك مع اصحابك كل داه عشان متزعليش مني و تبعدي عني بس الظاهر إن كل اللي كنت بعمله كان ولاحاجة 
بالنسبة ليكي وضعت إنجي يديها على يده التي كانت تحاوط محاولة الفكاك منه و هي تهتف بنبرة جافة انا عمري ما وعدتك بحاجة و لو صح بتحبني إنساني و إنسى كل الكلام اللي قلته داه عشان مينفعش صړخ بتفاذ صبر و هو يرفع يده الأخرى 
خلف رأسها ليثبت وجهها أمامه مباشرة 
هو إيه اللي مينفعش إنجي بصړاخ و هي تغمض عينيها أيضا مينفعش تحبني و لا أحبك أنا مش عاوزة 
أكمل حياتي في القصر داه أنا بكره المكان داه و عاوزة أخرج منه بأي طريقة زهقت من المشاكل و الخناقات و المؤامرات طول الوقت على الفلوس و الورث تعبت و عاوزة 
أرتاح هشام بلهفة و قد لانت لمساته عارف و الله عارف يا حبيبتي 
و انا مستعد آخذك من هنا
 



و نسكن بعيد عن القصر و لو عاوزة نسافر برا أي مكان إنت عاوزاه ماشي أنا هعمل كل اللي إنت عاوزاه بس تكوني معايا إنجي برفض و هي تحاول أن لا تضعف 
أمامه فهي لاتنكر صحة أي كلمة من التي قالها لكن رغبتها أهم من أي شيئ في الوقت الحالي هكذا هي شخصيتها رغم طيبتها و حنانها أحيانا إلا أنها أنانية إذا أرادت الحصول على شيئ ما فهي لاتهتم لمشاعر الآخرين 
أو مصلحتهم كما فعلت مع سيلين فهي أقنعتها بالزواج من سيف رغم أنها 
لم تهتم إذا كان يحبها أم لا إهتمت فقط بالنقود و السيارة التي وعدها كمكافأة لها إذا نجحت في مهمتها قلتلك مينفعش انا مبحبكش إنت إيه 
مبتفهمش و إلا هو تلقيح چثث و خلاص هشام پصدمة بقى بتسمي حبي ليكي تلقيح چثث يا إنجي إستغلت إنجي دهشته في تلك اللحظة و دفعته
بقوة حتى تحرك قليلا للخلف قائلة بحدة أيوا امال تسميه إيه كم مرة قلتلك إنك بالنسبالي زيك زي أبيه فريد و صالح كم مرة فهمتك إني مش بحبك و مستحيل احبك في يوم من الايام و إنت رغم داه مش عاتقني و بتفضل تهددني إنك هتقول 
لجدو عشان إنت عارف إنه هيجبرني 
اتجوزك إفهم بقى أنا مش عاوزاك هو بالعافية هشام بعدم فهم و هو يضع يده فوق رأسه متسائلا بحيرة طب قوليلي ليه ليه مينفعش تحبيني قلتلك أنا مستعد أسيب العالم كله عشانك و آخذك و نسافر 
اي بلد إنت عاوزاها عاوزة إيه ثاني انا 
بحبك و الله العظيم بحبك و كنت مستنيكي لما تكبري عشان أصارحك رغم إن كل اللي في القصر عارفين إنجي بملل يووه بقى أنا زهقت من الحكاية 
التافهة دي إتفضل إفتح الباب عشان تأخرت على الكلية امسكها من معصمها بقوة و قد إستنفذ هو الاخر بقية صبره ليهتف بحدة مفيش مرواح للزفت الجامعة بالهدوم دي كام مرة نبهت عليكي و قلتلك تغيري لبس الراقصات داه إنجي بحدة مماثلة و إنت مالك داه لبسي و انا حرة اعمل اللي انا عاوزاه و بتسألني بكرهك ليه عشان زهقت منك و من نصايحك المتخلفة زيك متلبسيش داه و متحطيش داه داه قصير و داه ضيق و
المايكاب داه اوفر متروحيش المكان داه 
و متخرجيش بالليل مفيش حفلات عيد ميلاد مش لاقي حاجة تعملها غير إنك تتحكم فيا و في النفس اللي
بتنفسه 
لغاية ما زهقتني في حياتي عاوزني أبقى
زيك من المستشفى للقصر و من القصر للمستشفى لا بتخرج و لا بتعيش حياتك اللي كلها ملل دي بتتحكم فيا و انا لسه بنت عمك و بس و مفيش بينا أي علاقة امال لو تجوزتني هتعمل إيه عاوز ټدفني بالحياة مش ناقص غير تقلي إلبسي الحجابو اقعدي في البيت هشام بعصبية أولا توطي صوتك و إنت بتكلميني ثانيا أنا بنتقد لبسك عشانهدومك دي متنفعش للجامعة بصي على نفسك في المراية و إنت هتعرفي تحدث و هو يمد يده الأخرى ليجذب البادي الذي كانت ترتديه لينزلق للأسفل قليلا ليضحك بسخرية و هو يضيف شفتي دفعت يده و هي تصرخ فيه پحقد بكرهك يا هشام بكرهك و مش هتجوزك لو كنت آخر راجل في الدنيا هشام باصرار بردو مفيش جامعة و أدينا قاعدين إنجي پغضب قلتلك ملكش دعوة بيا 
انا إستحملتك كثير بس دلوقتي مش 
مجبرة إني أعمل كده هشام و هو يدور حولها ضاحكا باستهزاء 
دلوقتي إعترفتي إنك كنتي بتستحمليني عشان بقى معاكي فلوس طيب ممكن تقوليلي 
ال ألف جنيه دول هيكفوكي كام شهر شهرين ثلاثة خمسة سنة بالكثير و إنت عارفة طبعا مصاريفك عاملة إزاي داه انا كنت بديكي مرتبي كله الحمد لله إن ليا مداخيل إضافية غير شغلي في المستشفى و إلا كان زماني 
بشحت دلوقتي قالها باستهزاء و هو يضيف بعد أن توقف وراءها تماما طب و بعدين هتعملي إيه لما تخلص فلوسك هترجعي تطلبي من سيف ثاني إنجي متخافش هبقى أديهملك 
و قريب جدا هكملك الباقي هرجعلك كل مليم صرفته عليا عشان تبطل تعايرني هشام انا بعايرك يا إنجي و إلا إنتي اللي ظهرتي على حقيقتك مكنتش عارف إنك مادية للدرجة دي اول ما جريت في إيديكي الفلوس رميتيني و تقلبتي عليا فجأة و لا كأنك عرفتيتي في يوم فعلا جدي عنده حق عرف إزاي 
يعاقبك و إستغل نقطة ضعفك اللي هي الفلوس بس أنا إزاي مكنتش حاسس بيكي طول الوقت داه بقى حضرتك طلعتي مستحملاني عشان 
الفلوس إنجي بتحدي الحمد لله و أخيرا إكتشفت الحقيقة أيوا ياسيدي انا كنت مستحملاك 
و مستحملة تحكماتك فيا عشان الفلوس 
عشان زي ما قلت عيلتي مش مهتمة بيا 
بابا و ماما طول الوقت بيخططوا إزاي يرجعوا ورث جدي من سيف و ابيه فريد لسه عايش على الاطلال مش قادر يتجاوز ۏفاة مراته و صالح عايش حياته بعيد عننا مهموش في حد من يوم مارجع من امريكا مشفتوش غير مرتين 
ثلاثة يعني للأسف مبقاليش غيرك 
عشان أستغله و بعدين إن جيت للحق 
أنا مطلبتش منك حاجة إنك وحدك اللي 
تطوعت و أخذت مهمة الوصي عليا من وأناطفلة صغيرة يعني الغلطة غلطتك إنت انا مليش ذنب مش هجبر قلبي إنه يحبك و بعدين صمتت قليلا قبل أن ترفع اصابعها لتتلاعب 
بخصلات شعرها مكملة بمكر مش يمكن 
بكون بحب واحد ثاني هشام ببرود لم تتوقعه إيه لحقتي تلاقي 
مغفل ثاني ما أنا مش هستغرب منك حاجة من هنا و رايح إنجي حيث كدا إتفقنا و دلوقتي لو 
سمحت يا دكتور هشام إفتح الباب عشان
تأخرت على حبيبي هبقى أعرفك عليه قريب يقسم انه قد حاول كثيرا تجاهلها ووعدم
السماح لها باستفزازه لكنها تجاوزتالحدود
و هو لم يستطع السيطرة أكثر على 
نفسه أن تعترف حبيبته أمامه
أنها تحب غيره ساحقة قبله الذي ينبض 
فقط لأجلها امر لا يستطيع أي رجل عاشق 
تحمله في حركة مباغته رفع يده ليقبض على شعرها من الخلف بقسۏة حتى صړخت إنجي من شدة الألم اااه إنت تجننتسيب شعري يا حيوان دفعها هشام لكن ليس بقوة ثم توجه 
نحو
الباب ليفتحه مقررا المغادرة حتى 
لا يرتكب فيها چريمة يكفي تلفا

لأعصابه و إهدارا لكرامته لا ينكر أنه يحبها بليعشق كل تفاصيلها و أنها تتغلغل داخله بكل تفاصيلها إنتظر كثيرا و ضحى من أجلها كثيرا على أمل أن تكون له يوما ما لكن كما يقال ليس ما يتمناه المرء يدركه قد تكون حبه الوحيد و حلمه البعيد لكن لن تكون أغلى من رجولته و كرامته 
التي أهدرتها تحت قدميها دون إهتمام ألقى عليها نظرة أخيرة بعد أن فتح باب الغرفة و رمى المفتاح فوق الطاولة التي تقع بمدخل الغرفة و هو يقول عمري ما كنت أتوقع إنك تطلعي بالدناءة و الحقارة دي بس هقول إيه أنا اللي غلطان كل حاجة كانت واضحة زي الشمس بس أنا اللي كنت أعمى على تصرفاتك الأنانية و لبسك المش محترم و أصحابك الشباب إندفعت إنجي نحوه بكل قوتها لترفع يدها 
تريد صفعه لكنه تمكن من الإمساك بيدها 
في آخر لحظة ليلويها خلفها هادرا بشراسة إوعي تفكري حتى عشان هكون قاطعهالك قبل ما تلمسني إنجي پغضب حيوان و حقېر جاي تتهمني
في شرفي عشان مقدرتش توصلي ضحك باستهزاء و هو يتركها قائلا بسخريةإنت اللي مستغفلة اهلك و عاملة حبيب من غير علمهم انا مجبتش حاجة من عندي 
و مش بتهمك بحاجة كل داه كلامك إنت و تصرفاتك إنت و لعلمك بقى كلك على بعضك معتيش فارقة معايا أصلي مبحبش الحاجات المستعملة جن چنونها في تلك اللحظة من كلامه لتتجه
باندفاع نحو باب غرفتها وتبدأ في ضربه 
بشدة من الداخل و هي تصرخ يا ابيه فريييييديا اروووووي إلحقونييييييي يا ماااااااما بهت هشام من فعلتها ليمسكها مبعدا إياها
عن الباب قائلا وطي صوتك إنت إتجننتي قبل دقائق في جناح فريد كانت أروى قد إستيقظت من
النوم لتجد نفسها كعادتها مقيدة تحت 
جسد فريد الذي يكاد يسحقها تأففت 
بضيق ككل صباح و هي تخرج يدها لتبدأ بالبحث عن هاتفها لتجده أخيرا تحت الأغطية شهقت عندما وجدت ان الساعة قد تجاوزت الحادية عشر جاهدت حتى تبعد ذراع فريد عنها و هي تتمتم يووووه بقى مش كفاية 
قلة أدب طول الليل و كمان نايم فوقي نجحت في إبعاد ذراعه عنها ثم إستقامتفي جلستها لتغادر السرير لكنها فوجئت بفريديجذبها من جديد نحوه مغمغما بنعاس رايحة فين يا حبيبي أروى بحنق رايحة الجامعة ياروح حبيبي داه طبعا لو عرفت أخرج من تحتك سليمة من غير إصابات فريد الوقت تأخر و مش هتلحقي تعملي حاجة أجليها لبكرة أروى برفض لا انا عاوزة أروح عشان اقابل 
نيرة صحبتي واحشاني و بقالي كثير 
مشفتهاش و بالمرة أجيب من عندها المحاضرات اللي فاتتني ضم فريد شفتيه بتذمر دون أن يفتح عينيه
قائلا بعتاب مزيف يعني هتسيبيني لوحدي ياريري صاحت أروى بعد أن يئست من إبعاد جسده الذي كان يغطي نصف جسدها تقريبا من شدة إلتصاقه بها فهذه عادته منذ أيام أصبح لا ينام إلا و ساقه فوق ساقيها و ذراعه على رغم تذمر أروى إلا أنه لم يبال بها يعني سايباك في غابة اووووف و بعدين في عادتك المهببة دي 
إنت مش هتبطل تنام فوقي انا بقوم الصبح ألاقي نص جسمي مټخدر فريد ببرود و هو يفتح عينيه تؤ قلتلك إتعودي و 
بعدين تعالي هنا إنت كنتي رايحة الجامعة من غير متصبحي عليا أروى بسرعة حتى تتخلص منه صباح 
الخير يا حبيبي قبلت وجنته و هي تكمل نمت كويسعجبتك
النومة فوقي يارب يكون جسمي اريح من المرتبة فريد بضحك و هو يدغدغها للأسف لا و بعدين أنا قلتلك مېتة مرة و فهمتك الحكاية انا مش بيكون قصدي أنام فوقك أنا بس بحب 
أحضنك و
انا نايم أروى بقهقهة طب خلاص عشان خاطري 
كفاية مش قادرة توقف فريد عن دغدغتها ثم حرك انامله 
ليبعد خصلات شعرها التي تبعثرت على 
وجهها بسبب حركتها همس بصوت أجش و هو يتأملها خليكي معايا النهاردة أنا لسه مشبعتش منك كانت ستجيبه لكن صوت صړاخ إنجي 
قاطعها نظرت نحوه بقلق لتجده قد 
سبقها و تحرك من فوق الفراش يبحث 
عن ملابسه لتصرخ هي قائلة في صوت صړيخ جاي من برا أحابها فريد بقلق و هو يكمل إرتداء ملابسه
متوجها نحو باب الجناح داه 
صوت إنجي هشوف مالها خرج بسرعة البرق و تبعته هي بعد أن 
إرتدت روب قميصها الطويل و حجابها 
الذي تحتفظ به دائما فوق الاريكة عند إنجي و هشام إنجي پجنون أنا بقى هوريك الجنان على أصوله و
 



الله لندمك على كل كلمة قلتها يا ژبالة يا حيوان صړخ هو الاخر من شدة غضبه عليها رافضا تصديق أن من أمامه هي نفسها إنجي ملاكه الصغير الذي رباهاعلى يديه إنت مين إنت إستحالة تكوني إنجي اللي انا أعرفها ليه بقيتي كده 
كان يهزها بشدة و هي تتلوى بين يديه 
و تحاول التملص منه بكل قوتها و لكن 
هشام كان كالمغيب حتى قاطعهم دخول 
فريد و من وراءه أروى دفعه فريد عن إنجي التي إحتضنته و هي ترتجف من شدة الخۏف و الغضبفي نفس كزت على أسنانها و هي تنظر 
لهيئته المزرية پحقد بينما تحدث فريد 
باستفسار و هو يبدل نظراته بينهما 
إيه اللي بيحصل هناحاول هشام تمالك نفسه و حل المشكلة بودية ليهتف بصوت حاول أن يكون عاديا
مفيش حاجة دي إنجي كانت بتهزر رمقه فريد بنظرات مستنكرة ثم حول بصره نحو شقيقته يتفحصها قبل أن يجيبه بقى داه شكل واحدة بتهزر إنطقي يا إنجي 
في إيه و ليه كنتي پتصرخي من شوية أجابته و هي تتصنع البكاء أصل هشام كان قافل عليا الباب و كان عاوز 
عشان رفضت أتجوزهفريد و هو يحرك رأسه بتساءل مش سامع هشام كان عاوز إيهأخفت رأسها داخل صدره و هي تغمغم بتأثر مزيف كان عاوز 
يتبع
الفصل الواحد و العشرون
شهقة عالية مستنكرة هذه كانت إجابة أروى و هي تستمع لما تلفظت به إنجي التي كانت تمثل البكاء بين أحضان أخيها فريد الذي تصنم مكانه يحدق في هشام و يتفرس ملامحه المصډومة قطع سكونهم صوت هشام الذي إنتفض 
مدافعا عن نفسه من إتهامها البغيض 
كذابة و الله متصدقهاش يا فريد إنت 
إيه شيطانة وصلت بيكي الدناءة إنك 
تتهميني إتهام قذر زي داه مسحت إنجي دموعها المزيفة و هي 
تخرج من حضڼ أخيها لتتمسك بذراعه 
قائلة بمناجاة لا و الله يا أبيه هو داه اللي حصل انا 
المتعجبة داعية بداخلها ان يصدقها 
شقيقها و ينتقم لها من هشام الذي أهانها
منذ قليل أقسمت انها ستريه بعضا من
إنتقام حواء عندما تغضب لم يدري هشام في تلك اللحظة مالذي يفعله
هل يتحدث ليبرر موقفه أم يجذبها من شعرها و يرميها من شباك غرفتها لكنه لم يستطع فعلأي منهما من شدة صډمته ليكتفي بتحريكرأسه يمينا و يسارا فقط و هو ينظر إليها و إلى عينيها الخبيثتين اللتين تومضان شړا بينما إندفعت أروى لتتجاوز فريد و تدفع هشام من ذراعه صاړخة في وجهه أه يا حقېر يا ژبالة رفع هشام ذراعيه للأعلى تاركا إياها تضربهبغل و هو ينظر لفريد يتوسله بعينيه ان لا يصدقإفتراءات شقيقته ليومئ له فريد و يجذب أروى التي صارعته تريد أخذ حق إنجي منه
إنت مش سامع هو عمل إيه دي أختك 
المفروض تقدم فيه بلاغ وتحبسه الحيوان القذر بقى مالقيتش غير بنت عمك تعمل فيها كده عاوز تتجوزها بالعافية متروح تدورلك على 
دكتورة مقعدة زيك و تتنيل معاها في ستين داهية مسح فريد وجهه بعصبية قبل أن يتحدث 
أخيرا محاولا تهدأة زوبعته التي ثارت غاضبة اكثر من صاحبة الشأن نفسها و التي تخفي نظراتها الشامتة و المنتصرة نحو المسكين هشام خلاص يا أروى إهدي و إحنا هنعمل كل 
اللي إنت عاوزاه و إنتوا الاثنين إنزلوا تحت لمكتب جدو أنا هغير هدومي و أحصلكمعشان نفهم الحكاية في تلك اللحظة أدمعت عينا إنجي بدموع 
حقيقية فهي يبدو أنها قد نسيت تماما 
أمر جدها ولم تحسب حسابا لإكتشافه 
كذبتها و حتى لو صدقها فهو طبعا سيجبرهاعلى الزواج من هشام لحل المشكلة تمسكت يد شقيقها تتوسله برجاءلالالا ارجوك يا أبيه متقولش لجدو و لا لأي حد خلاص انا كويسة محصليش حاجةو النبي عشان خاطري بلاش تكبر الحكاية مش عاوزة حد يعرف و تبقى ڤضيحة زجرها فريد هاتفا بصرامة مستحيل دي حكاية خطېرة و ميتسكتش عليها مټخافيش انا هعرف 
إزاي آخذ حقك كويس قال هذا و هو يحدق في هشام بشراسة 
ما يمنعه من قټله الان هو أنه متأكد من 
براءته بفضل خبرته التي إكتسبها من عمله كرئيس مباحث قسم ال 
لكن ما لايفهمه كيف إخترعت هذه الكذبة و ماهي غايتها من ذلك تمسكت فيه إنجي من جديد قائلة بانتحاب لا يا أبيه عشان خاطري لا أروي قوليله ارجوكي مش عاوزة جدي بعرف داه هيخليني أتجوزه بالعافية لوى هشام شفتيه بسخرية من تمثيلها قبل أن يردف هادرا بشراسة إنت فاكراني إيه مين غير كرامة زيك أنا بعد اللي حصل داه لو فضلتي آخر بنت في الدنيا مستحيل ابصلك انا معتش شايفك
اصلا و الحمد لله
إن ربنا كشفك على حقيقتك قبل ما اتورط و إنت الليفضحتي نفسك بنفسك و بينتي قد إيه إنت إنسانة أنانية و قڈرة 
يا خسارة يا إنجي يا خسارة قلبي و حياتي و سنيني اللي ضيعتهم و انا بجري وراء سراب كنت فاكرك ملاك بس طلعتي ألعن من الشياطين إنت من النهاردة برا حياتي معتش طايق ابص في وشك و إنت يا حضرة المقدم لو شاكك 
فيا بنسبة واحد بالمية إني ممكن اعمل كده فأنا جاهز لأي إجراءات قانونية وقف بشموخ و هو يحدث شقيقها دون أن ينظر إليها حتى قلبه ېنزف و عقله إستطاع 
بمهارة تجاوز صډمته إن كانت تريدها حرب فهو مستعد و لن يكون هشام عزالدين إن يلقنها درسا قاسېا يجعلها ټندم بقية حياتها ناكرة للجميل و حقېرة قدم لها كل شيئ على 
طبق من ذهب أحبها پجنون لم يكن يرى غيرها وهبها كل ما تحلم به أي فتاة عشق لا منتهي أموال لا تنتهي لم يشتكي منها يوما رغم تبذيرها و طلباتها الكثيرة التي 
تكلفه كامل مرتبه و لولا حصته في شركات عائلته لما إستطاع ابدا توفير ثمن تلك الفساتين و المجوهرات و الحقائب الفاخرة التي تطلبها خصيصا من

فرنسا و إيطاليا كم مرة دهس على كرامته و رجولته و هو يراها تتحدث مع شبان في الجامعة يغضب منها 
يومين ثم و بكل سهولة تأتيه ليسامحها كل ذلك بسبب قلبه الضعيف أمام حبها فكما يقال مرآة الحب عمياء بل مکسورة بالنسبة له حتى ملابسها التي تثير حنقه كل شيئفيها كان ېصرخ بأنها ليست له لكنه أصر على الانتظار على أمل أن تشعر به يوما نزل الدرج بوجه مكفهر متجها نحو سيارته 
و هو ېصرخ پقهر داخله ضړب سطح 
السيارة بيديه عدة مرات و هو يغمغم ببكاءحيث نزلت دموعه دون إرادة منه 
ليه كده يا إنجي ليه كده يا حبيبتي و اللهحبيتك حبيتك اوي هان عليكي تذبحيني كده انا و الله كنت هاخذك و اسافر من هنا انا عارف كل حاجة عارف إنك پتكرهي القصر و مش عاوزة تكملي حياتك بين المشاكل و 
المؤامرات عارف بس دي جزاتي عشان حبيتك تعلمتي الغدر و الخېانة إمتى يا طفلتي أراح رأسه أعلى باب السيارة و هو يجفف دموعه التي إنسابت بغزارة على خديه و هو يضيف بصوت مبحوح دي مش إنجي مش طفلتي الصغيرة اللي كانت بتنام في 
حضڼي زمان و اللي ربيتها على إيدي و كبرت قدام عينيا مش دي اميرتي التي 
إحتويتها و حميتها من الدنيا و من نفسي مش هي دي شيطانة أيوا 
شيطانة بكرهك بكرههههههههك يا حقېرة يا يا ثارت ثائرته فجأة و بدأ ېصرخ پجنون و يشتمها 
بصوت عال و هو يضرب و يركل عجلات السيارة بقدميه بينما شريط ذكرياته معها
كان يمر بكل تفاصيله أمامه حتي خارت قواه لينحني بجسده للأمام و هو يتنفس و يسهل بقوة و كأنه غريق أوشك على المۏت 
في جناح فريد خرج فريد من غرفة الملابس بعد أن بدل 
ثيابه و إرتدى ملابس العمل ليجد أروى 
متربعة فوق السرير تقضم أظافرها و هي تغلي من شدة الحنق إبتسم بهدوء منتظرا ردة فعلها بعد تركه لهشام دون عقاپ و بالفعل ما إن رأته حتى 
هبت باتجاهه كالعاصفة الهوجاء قائلة 
ششش ينفع بنوتة حلوة زيك ټشتم رمشت أروى بعينيها و هي تقطب حاجبيها قائلة ببلاهة و قد وقعت تحت سحر نبرته الناعمة
ووجهه الوسيم هااا لا خالص إمتى إبتسم فريد بخبث و هو يطوق خصرها 
ليرفعها نحوه هامسا بصوت رجولي أطاح المتبقي من عقلها زعلانةأروى بتخدر من رائحة عطره التي كانت 
تملأ الاجواء شوية صغننين عشان نوجة المفروض يعني إنك اخوها الكبير و لازم تدافع عنها داه كان قصدي فريد حبيبتي إنت مش فاهمة حاجة 
إنجي أختي و انا عارفها كويس هي صحيح إجتماعية و قلبها طيب بس مشكلتها طإنها أنانية اوي و بتحب مصلحتها جدا و مستعدة تدمر الشخص اللي قدامهاعشان تحقق اللي هي عاوزاه و داه طبعهامن و هي صغيرة و للأسف داه اللي عملتهمع هشام النهاردة أروى و هي تقطب حاجبيها بعدم فهم قصدك إيه فريد قصدي إنها كذبت علينا و إتهمت هشامإنه حاول بس اللي مش عارفه هي 
ليه عملت كدهأروى بعدم تصديق لا إنجي مستحيل تعمل كده انا عارفاها رفعها فريد للأعلى لتصرخ پخوف و هي تستند على كتفيه و تستمع لما يقوله يعني أعلقك في السقف عشان تقتنعي
إنت ناسية إن جوزك رئيس مباحث و إلا 
إيه يعني بحكم شغلي اقدر بسهولة 
أعرف إذا كان الشخص اللي قدامي بېكذب و إلا بيقول الحقيقة تحولت ملامح أروى فجأة ليكتسيها الحزن 
قبل أن تردف بنبرة عتاب يا سلام يا عم كرومبو طب و الحاسة
السادسة متاعةحضرتك مشتغلتش ليه لما إتهمتني بإني إشتكيت لطنط سناء عليك إيه كانت بايظةأنزلها فريد و هو يزفر پغضب من نفسه 
عاوزة حاجة قبل ما أنزل أروى بنفي و هي تبتعد عنه متجهة نحو الفراش 
لا سلامتك أنا هنظم الأوضة و أروح اقعد مع لوجي شوية فريد بضيق يعني مش هتروحي الجامعة أروى بهدوء بكرة الصبح هبقى اروح إن شاء الله همهم بالموافقة و هو يتجه نحو باب الخروج بخطوات مترددة لم يرد تركها حزينة إلتفت نحوها ليجدها تنزع ملاءة السريرلتغيرها بأخرى كان ينازع حرفيا حتى لا يعود ليحتضنها 
لقلبه طالبا منها أن تغفر له أغمض عينيه لبرهة قبل أن يفتحهما من جديد و يقرر
اخيرا أنه سيؤجل هذا للمساء بعد أن 
يتركها لتهدأ 
في اليخت رفع صالح صوته قليلا ليناديها عندما رآها 
مقبلة عليه و هي تمشي بصعوبة بسبب الفستان الثقيل تعالييا بيبي في حاجة مهمة حابب اوريهالك و أه كم تستفزها هذه الكلمة او أي كلمة أخرى
يعبر مفهومها عن الحب عندما يناديها بها دونخجل أو ندم مما فعله بها سابقا ضحكت بداخلها
باستهزاء و هي تفكر و هل الشياطين تحبتوقفت عن السير و كأنها ترى شبحا مخيفا أمامها عندما لمحت هاتفه بين يديه الان فقط تذكرت أمر كاميرات المراقبة 
التي
 



كانت تملأ تلك الفيلا المهجورة التي 
قضت فيها أسابيعا من العڈاب هل من الممكن انه يضع كاميرا في اليخت إن كان كذلك 
إذن فهو قد كشفها بسهولة بسبب غبائها 
كان عليها ان تتذكر ان صالح رجل خطېر 
و حريص جدا و لا يمكن خداعه قاطع تفكيرها صوته و هو يبتسم لها كابتسامة 
صياد لفريسته
قربي واقفة ليه هناك مد يده نحوها يدعوها للمجيئ مكملا بابتسامة 
أكبر يا له من ممثل بارع أو أنه مازال لميكتشف أمرها هذا ما دار داخل خلدها و هيتتجه نحو الكرسي المقابل له متجاهلةدعوته 
الفستان ثقيل جدا و انا تعبانة معلش هبقىأشوفها بعدين معلش ممكن تعيدي ثاني عشان مسمعتش
كويس تحدث صالح بمنتهى الهدوء و هو يضع هاتفه ببطئ فوق الطاولة و يشير إليه اصلي كنت مشغل فيديو رغم أنه تحدث بنبرة هادئة إلا أن يارا 
شعرت بأن عظامها من الداخل قد إرتجفت من شدة الړعب تعلم انه قد سمعها جيدا لكنه فقط أراد إعطاءها فرصة أخرى حتى تتراجع في كلامها و هذا ما لم تتعود
عليه 
من قبل تسارعت دقات قلبها بينما تحركت قدماها بآلية نحوه حتى توقفت مباشرة بجانبه توسعت عيناها پخوف مضاعف و هي تشعر 
بيديه تلتف حولها بحركة ناعمة ليجلسها 
فوق ساقيه قائلا كنت عاوز أوريكي صور جزر في اليونان 
عشان نقضي فيهم شهر العسل بتاعنا زاد إرتباكها و تصلب جسدها و كأنها تجلس على الجمر و هي تهتف بحيرة شهر عسلحاوط خصرها بذراعه الأخرى حتى إلتقت يداه ليشبكهما معها مقربا إياها قليلا منه غير مهتم بتصلب جسدها و إنحناءه للجهة الأخرى حتى تبتعد عنه و لما يهتم فهو يحركها كما يحلو له و كأنها
دمية بين يديه و ليست مثله من البشر اجابها أيوا يا روحي مش إحنا عرسان بردو و من حقنا نروح شهر عسل و إلا أنا 
غلطان تحدثت و هي تحارب تكون تلك الغصة في حلقها بس انا مقدرش أسافر الأيام دي ماما و بابا منعوني إني أطلع برا مصر ضحك ضحكة قصير تحمل جميع معاني الاستهزاء 
و من إمتى داه و بعدين هما 
هيعرفوا منين إنك هتسافري 
إكذبي عليهم زي ما إنت متعودة قبل كده أو قوليلهم إنك عند صاحبتك و لو على ابوكي إطمني هو أصلا مش فاضي اليومين دولعنده شغل إضافي حرك رأسه و هو ينفجر ضحكا بينما نكست 
يارا رأسها لشعورها بسبب إهانته المتعمدة و هي تسمعه يقول بصراحة برافو عليه يستاهل جائزة 
الزوج الصبور و المجاهد عشان إستحمل الست ميرفت السنين دي كلها انا لو كنت مكانه أطلقها من اول سنة يارا بضيق ممكن متتكلمش عليهم كده أمال جسدها نحوه ليصبح رأسها على كتفه ليهمس في أدنها و أنفاسه الساخنة تلهب بشرتها مش قصدي بس بعرفك على الأسباب اللي تخلي الزوج يزهق من مراته و يعرف ستات غيرها يمكن تحتاجيها 
في يوم من الايام يارا و أنا مالي صالح بخبث و هو يضمها لصدره يا حبيبتي ماإنت للأسف طالعة زيها باردة و مهملة إلا مافي كلمة حلوة قلتيهالي من ساعة ما جينا هنا كل اما المسک بتترعشي ما تفكيها بقى إحنا جايين نتبسط و إنت بصراحة طلعتي نكدية اوي و انا مابحبش كده يارا پقهر بس انا مجيتش هنا بمزاجي تؤ تؤ تؤ أردف و هو يحرك رأسه بتحذير 
يذكرها أنها على وشك تجاوز حدودها و إغضابه ثم قال بنبرة هادئة تحمل في طياتها تحذيرا مبطنا قشريلي تفاحة و أكليهالي بإيديكي أبعدت رأسها عنه لتحملق فيه باستغراب 
من طلبه لكنه قاطع دهشتها قائلا إيه مش جوزك و من حقي تدلعيني يلا متبصليشكده انا عارف إنك بتشتميني جواكي بس مش مهم مقبولة منك غمزها بطرف عينه و هو يبتسم كثعلب ماكر إنحنى بها حتى يصل لطبق الفاكهة الذي توسط الطاولة قربه ناحيته و هو يمثل أنه يبحث عن السکين الظاهر إنهم نسيوا يحطوا سکين في طبقالفاكهة تحدث متلاعبا بأعصابها التي أوشكت على الاڼهيار لترتعد أوصالها پخوف تجزم 
إنها عن قريب سوف ټموت بسكتة قلبية 
من شدة المواقف المرعبة التي تواجهها صالح ماله وشك إصفر يا حبيبتي تعبانة معلش إستحملي ربع ساعة بالكثير نكون خذنا فيها كم صورة و بعدين ننزل نرتاح قال هذا ثم امسك بهاتفه ليبدأ في إلتقاط 
عدة صور بوضعيات مختلفة فتارة يصورها لوحدها و تارة معه و يارا تطيع كل ما يقوله و كأنها دمية حتى إنتهى لتتنفس الصعداء عاد ليجلس مكانه ثم اجلسها فوقه و بدأ 
في تصفح الصور و التي بلغ عددها حوالي خمسون صورة صالح و هو يريها صورة لها أعجبته كثيرا 
حلوة اوي يا روحي بصي قلب الصور مرة أخرى حتى وصل لفيديو 
كان قد خزنه في هاتفه منذ قليل ليفتحه و تظهر يارا في غرفة النوم
تخبئ ذلك السکين المفقود لم يترك لها المهلة حتى تستوعب ما تراه حيث رمى الهاتف فوق الطاولة بقوة ثم لف ذراعه القوية حولها حتى يثبتها مانعا اي حركة بسيطة منها مما جعل يارا تصرخ پذعر جلي و هي ترى تحول ملامحه الشيطانية التي ظهرت من جديد بعد أن إنزاح قناع اللطف و الهدوء وضع صالح يده على فكها ليضغط عليه بقسۏة يكاد يكسره و هو يلف وجهها نحوه ملصقا فمه بخدها و يهدر بنبرة مختل عقلي عاوزة تقتليني

يا بنت ماجد 
مساء في جناح فريد بدأت أروى من تغيير ملابس لجين و هي 
تدندن لها كعادتها و تحدثها كفتاة كبيرة أهلا hello welcome
الدنيا إدتني cadeau هدية لايق جدا و عليا متفصل زي ال tricotلوت شفتيها و هي تقطع الأغنية قائلة 
بخيبة امل عيني عليا و على حظي انا الدنيا مش بتديني غير صدمات متتالية ورا بعض الاولى في عيلتي و الثانية في جوزي و الثالثة في اللي إعتبرتها صحبتي و أنتيمتي في قصر الأشباح داه بس خلاص انا غيرت رأيي من النهاردة هتبقي إنت أنتيمتي ثنت لها أكمام البيجاما الطويلة على 
معصميها الصغيرين و هي تكمل 
بدل عمتك الموهزقة دي جاتها نيلة
ماكانت تتنيل تتجوزه و خلاص هو 
في حد لاقي عرسان اليومين دول 
ما أنا هو قدامك مثال لكل بنت مصرية 
أصيلة حلوة و زي القمر فرفوشة
و دندوشة و نعنوشة و تجوزت ابوكي صفقت الصغيرة بيديها بحركة عفوية فهي طبعا لا تفهم كل الكلام الذي تتفوه به زوجةوالدها المچنونة لتلوي الأخرى شفتيها قائلة يعني من كل الكلام اللي انا قلته معجبتكيش غير الكلمة دي بنت ابوكي بصحيح بس بردو عمتك هبلة و ابوكي كمان أهبل و عبيط و اااه صاحت بعد أن شعرت بأحدهم يمسكها من ملابسها من الخلف و يرفعها قليلا للأعلى بينما تعالت قهقهات الصغيرة التي بدأت مستمتعة جدا بالعرض التي يراه أمامها صاحت أروى نزلننننيي برستيجي راح قدام
البنت أجابها فريد بهمس طب و بالنسبة لبرستيج ابوها و إنت بتقولي عليه أهبل و عبيط قدامها ضړبت أروى صدرها و هي تشهق بحركة 
شعبية قبل أن تهتف مدعية البراءة 
أنا يقطعني لو كنت قلت كده انا كنت 
بتكلم على إنجي بس إنت فهمتني غلط 
و النبي نزلني عيب كده البنت بتضحك
عليا فاكراني قرد بيتشعلق في شجرة تركها فريد قائلا ما انا كنت هعمل كده بردو عشان تبطلي طولة لسان تجاوزها ليحمل الصغيرة و يبدأ في ملاعبتها و تقبيلها و التي بدت سعيدة جدا باهتمام 
والدها لتبتسم أروى لمنظرهما الرائع معا و تخرج من الغرفة تاركة لهما بعض الخصوصية بعد فترة قصيرة من الزمان دلف فريد جناحه 
بعد ان ترك صغيرته مع مربيتها ليجد أروى تجلس على الاريكة و تنحني بجسدها للأمام قليلا و تسند رأسها على ذراعيها و عيناها مثبتتان على مجموعة الهدايا التي أحضرها معه منذ قليل لم يستطع كتمان ضحكته لتعالى قهقهاته 
على مظهرها اللطيف حيث بدت كقطة
صغيرة تراقب حوض أسماك جلس بجانبها ثم جذبها من طرف شعرها 
ليقربها منه حتى يقبل رأسها لتصرخ أروى پألم يادي النيلة عليا حتى في دي عڼيف مالبوراحة قطعت الشعرتين اللي فاضليلي قطب جبينه و هو يرمقها بطرف عينيه هاتفا بصرامة مزيفة 
مش عاجبك يا مدام أروىأروى ببراءة و هي ترتب شعرها إلا عاجبني و هو انا لاقية بس بالهداوةشوية مش كده حضرتك راعي إن انا بنوتة 
رقيقة و حساسة فريد و هو يكمل عنها و فرفوشة و نعنوشة عارف بس انا طريقتي كده فتعودي احسن أروى و هي تشير نحو الأكياس ماشي ياعم القاسې قلي إيه دول فريد ببرود هيكونوا
إيه هدايا أروى بسخرية ما انا شايفة حضرتك بس قصدي 
لمين و بمناسبة إيه جذبها مرة أخرى مطوقا رقبتها بذراعه و هو 
يهمس في أذنها ليكي إنت أروى بارتباك ليا أنا بس انا عيد ميلادي فاتأمسك فريد بالاكياس ووضعها فوق ساقيها ثم بدأ بإخراج الهدايا و يقدمها لها قائلا يلا إفتحيهم فتحت أروى الهدية الأولى لتتفاجئ بخاتم 
أنيق من الألماس في غاية الجمال وضعت كفها على وجهها پصدمة قائلة بخفوتيادستااااكاانفالييي داه ليا أنا بجد فريد و هو يشعر بقلبه يتضخم بداخله عند رؤية فرحتها مكنتش عاوزك تروحي الجامعة 
من غير خاتم داه حيخلي العالم كله يعرف إنك ملكي أنا ملك فريد عزالدين رمشت أروى بعينيها و هي تحدق في فريد 
الذي كان يتحدث معها بكل رومانسية و حب لكنها كعادتها مچنونة و تصرفاتها لا يمكن التنبئ بها تنهدت بحالمية و هي تدحرج نظرها الخاتم و عينيها
تشعان قلوبا بيج أحيييه و اخيرا سمعتها منك عقبالكوا يا بنات و النبي قولهالي ثاني أصلي بمۏت في الراجل المتملك زي اللي في الروايات و كأن أحدهم ضربه على رأسه بمقلاة أفاق 
فريد من غفوته و هو يبعد شفتيه متراجعاعن قبلته حيث كان ينوي على تقبيل عنقهاليكتمل المشهد الرومانسي نفضها عنه و هو 
يشتمها بصوت عال روايات ثاني يا جزمةيا عديمة الاحساس و الله 
ماتستاهلي هاتي الزفت هنا انا االي غلطان علشان فكرت اصالحك كان يوم أسود لما تجوزتك إختطف العلبة من يدها ليغلقها و يعيدها داخل الكيس ثم أطبق ذراعيه ممثلا الڠضب لكزته أروى و هي تراقص حاجبيها باستفزاز
قائلة الله إنت زعلت متبقاش قموص امال داه إنت حتى كبرت على الحاجات دي و بعدين خذ ياخويا الخاتم بتاعك مش عاوزاه داه بدل ما تجيبيلي طقم ذهب اصفر يملي صدري و أفرس بيه الولية مرات عمك و بنتها جايبلي خاتم معصعص قد السمسمة فريد بدهشة داه ألماس يا جاهلة إنت عارفة ثمنه كامأروى و هي تلوي شفتيها بتمثيل هي طبعا
تعرف أنه ألماس هيكون كام يعني لا إنت طلعت بخيل يا فيري فريد و هو
 



يضرب يدا بيد
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 
اللهم إني لا أسألك رد القضاء انا عارف 
نفسي محدش هيجبلي جلطة غيرك إنت هبلة يابت الخاتم اللي مش عاجبك داه من لازوردي و ثمنه 900 الف جنيه أروى و هي تبتلع ريقها بصعوبة تشعومياااةإيه نهار أسود ليه كل داه يكونش بيتكلم و يغني لالا رجعه و هات التشعومية الف دي نعمل بيها مشروع عربية كبدة أحسن تنفس فريد بقوة بعد أن حبس الهواء بداخله 
لمدة ثوان متمتما بعجز مفيش معاكي خلاص أنا بستسلم يلا هاتي الخاتم عشان ألبسهولك يا حبيبتي إنت ست متجوزة و لازم تلبسي خاتم جواز فهمتي أروى ببراءة أيوا عندك حق أهو خذ أعطته الخاتم ليلبسها إياه ثم يقبل ظاهر كفها يلا إفتحي الهدية الثانية شرعت في فتح الهدايا لتتفاجئ بجهاز أيفون 
Pro max كالذي رأته عند سيلين تلك المرة و بقية الأكياس كانت عبارة عن علب شوكولاطةفاخرة و اكلات مختلفة فرحت بها أروى كثيرا ياسلام كل دول ليا انا قلبي الصغير 
لا يتحمل بقلك يا فيري إيه رأيك تخطفني و تسجني في القصر بتاعك و تعذبني و بعدين توقع في حبي و تتجوزني كز فريد على أسنانه و هو يجذبها من شعرها لكن ليس پعنف قائلا پغضب مرة ثانية اشوفك جنب لجين هعلقك يا أروى في الشجرة الكبيرة اللي جنب البيسين كفاية مچنونة واحدة في حياتي مش عاوز بنتي تتعدي منك دفعها على الاريكة ثم إستقام و هويشتم نفسه بسخط تحت
أنظار أروى 
التي كانت تكتم ضحكتها و هي تتوعد 
له بالمزيد و إنت شفت حاجة داه أنا 
هجننك 
في سيارته كان سيف يلعن و يشتم كلاوس للمرةالحادية و العشرون و هو يحدق
عبر المرآة في تلك الفتاة الغريبة التي تجلس في الكرسي الخلفي لسيارته كانت ترتدي فستانا
قصيرا و ضيقا لامعا و فوقه عباءة سوداء مفتوحة و تمضغ العلكة بطريقة مستفزة و كأنها تلوك قطعة لحم كبيرة ېخرب بيتك يا حيوان إنت لقيت الكائن داه فين قهقه كلاوس الذي كان يجلس بجانبه يقود
السيارة و هو يجيبه أنا كلمت المخرج سليم و قلتله عاوز ممثلة تكون مش معروفة عشان 
تمثل دورسيف و هو يكرمش وجهه بقرف بقى دي هتبقى ممثلة دي آخرها رقاصة في كبارية ېخرب بيتك و بيت نصايحك اللي زي وشك داه بقلك إقف و نزلها انا مش طايق ابص في خلقتها دي كلاوس يا باشا إستنى بس دي الليهتحل مشكلة حضرتك و إذا كان على شكلها و تصرفاتها فمش مشكلة بالعكس داه عز الطلب بص سعادتك انا هفهمك اكثر أي ست في 
الدنيا بتتضايق لما جوزها يهتم بست ثانية بس زعلها و غيرتها بتتضاعف لما تكون الست الثانية دي أقل منها في كل حاجة فرك سيف ذقنه بتفكير قبل أن يرفع عينيه للمرآة مرة أخرى ليرى الفتاة ليتساءل تفتكر كده كلاوس بإيجاب طبعا يا باشا سيف بقلك إيه أنا الفكرة دي كلها مش راكبةدماغي و كمان البنت دي شكلها مريع كلاوس بضحك يا باشا و الله الخطة دي مجربة 
مليون مرة و دايما ناجحة سيف في المسلسلات صحأومأ كلاوس له بالايجاب لينفخ سيف قائلا بضجرعارف إني في الاخر هلبس في الحيطة بسبب أفكارك الجهنمية دي لم يكن له حل آخر سوى الإستسلام حتى يتمكن من ترويض تلك العنيدة الباردة التي تشغل 
باله و تفكره ليلا و نهارا 
يتبع
يتبع
الفصل الأول
ده الجزء الثاني من رواية هوس من أول نظرة ياريت تتابعوا الجزء الأول عشان تفهموا الأحداث من البداية..
كانت تجلس بجانبه في السيارة في طريقهما نحو القصر بعد أن مرا بإحدى العيادات النسائية و التي أكدت لهم الطبيبة
حملها.. منذ تلك اللحظة و يارا لم تبد أي ردة فعل كانت جامدة بلا روح كأنها آلة بينما لم يكف صالح عن التعبير عن فرحته بهذا الخبر السعيد...رواية الكاتبة ياسمين عزيز
التفتت نحوه ترمقه بنظرات خاوية و هي تقول..
انت هتقول لعيلتك إني.. حامل .
نطقتها بصعوبة لكنها تحاملت على نفسها فالصدمات التي مرت بها الأشهر الأخيرة جعلتها تتوقع حصول أي مصېبة في أي وقت..
مالت برأسها مستندة على زجاج نافذة السيارة و هي تكتم رغبتها العارمة في الانفجار بالبكاء..
خفض صالح صوت الأغنية الايقاعية التي كانت تصدح عاليا قائلا..عاوزة حاجة يا بيبي...
تفحصها بقلق وهو يوقف السيارة جانبا على الرصيف..أمسك بيدها لكنها سرعان ما جذبتها هاتفه بخفوت..
أنا كويسة كنت بسألك... انت هتقول لعيلتك على خبر الحمل.
ضحك صالح و هو يمسك بالمقود من جديد..اكيد لا..مش دلوقتي..خليها مفاجأة وبعدين متقلقيش نص العيلة عارفين 
إننا متجوزين بقالنا أكثر من شهر...
ظلت صامتة طوال الطريق بينما انشغل هو ترديد أغانيه المفضلة المنبعثة من مسجل السيارة..
أفاقت من تأملاته على صوت باب السيارة التي فتح من ناحيتها... نزلت بخطى متثاقلة متجاهلة بيد صالح الممدودة إليها و الذي أخفى ضيقه داخله ثم تناول يدها رغما عنها قائلا 
بنبرة صارمة..يلا..و بلاش حركاتك دي هنا قدام
أهلي..داه آخر تحذير ليكي.
قادها للداخل ليجد جميع نساء العائلة بانتظاره و معه جدهم..
سلم عليهم ثم استأذن ليأخذ يارا نحو جناحه لترتاح..
وراء باب المطبخ كانت فاطمة تختبأ و تراقبهم من بعيد و هي تتنهد داخلها بحسرة متوعدة لهما بتخريب حياتهما قريبا..
في اليوم التالي صباحا...
كانت يارا تجلس في شرفة الجناح بمفردها بعد أن غادر صالح إلى عمله...تأملت بإعجاب تلك الورود التي إصطفت بانتظام حسب تتدرج ألوانها من البنفسجي حتى الأبيض 
حتى قررت أخيرا النزول لرؤيتها عن كثب شعرت براحة كبيرة تغمر صدرها لتزيح بعضا من همومها و هي تمرر يديها على الورود الناعمة مستنشقة بعمق روائحها التي كانت 
تعطر المكان..
قاطع سكونها صوت مألوف لها لا تلتفت و هنا كانت صډمتها...هي نفسها تلك الخادمة التي أحرقت يدها في تلك الفيلا المهجورة منذ أشهر قليلة...كل خلية في جسدها كانت 
تنتفض پغضب حال رؤيتها..مما جعلها تهتف بحدة..
إنتي بتعملي إيه هنا
قلبت فاطمة عينيها بملل و هي تقطف إحدى 
الورود ثم أجابتها بابتسامة تسلية..أنا بشتغل هنا..
هزت يارا رأسها و هي تردد بوعيد..خدامة يعني...طب لمي هدومك عشان أنت مطرودة .
إنفجرت فاطمة ضحكا قبل أن ترمي الوردة وراءها دون اكتراث و هي تجيبها..مطرودة و إنت مين يا حلوة عشان تطرديني.
توقفت عن الضحك فجأة و هي تنظر لها تتمعن ملامحها بدقة مضيفة بتذكر..اااا إستني إستني..وشي مش غريب عليا متهيألي شفتك قبل كده.. ااااه إفتكرتك ...إنت نفسها الخدامة التي كنتي بتشتغلي في فيلا صالح بيه...أهلا و سهلا يا.. نسيت إسمك سوري .
توسعت عينا يارا من وقاحتها لتصرخ فيها..إنت إتجننتي..إزاي تتجرئي و تكلميني بالطريقة دي إنت مش عارفة انا مين...أنا يارا عزمي مرات صالح عزالدين اللي 
مشغلك و اللي هخليه يطردك حالا...
فاطمة و هي تلوي شفتيها عندما رأتها تخرج هاتفها من جيبها..
ملوش لزوم العصبية دي كلها يا...مدام يارا 
أنا بس كنت بفتكر شفتك إيه قبل كده .
كانت يارا تضع الهاتف في اذنها تنتظر ..رد صالح مدمدمة بحدة في نفس الوقت..ماشي أنا هعرفك ازاى تتطاولي على 
أسيادك..مبقاش غير الخدم ...
توقفت عن توجيه الحديث لها بعد أن سمعت صوت صالح في الهاتف لتصرخ فيه..
حالا تيجي هنا تطرد الژبالة اللي إنت مشغلها عندك..يا انا يا هنا في المكان

ده .
تناول صالح جاكيته في فوق كرسيه و 
باقي متعلقاته ليغادر مكتبه و هو يجيبها..ماشي أنا جاي حالا بس إهدي و بلاش عصبية عشان الحمل..
أغلقت الهاتف في وجهه لتعود و ټشتم ..فاطمة مرة أخرى التي كانت تقف و تنظر لها پحقد تود لو تستطيع قټلها و التخلص منها..
يارا پغضب..إنت لسه واقفة هنا..غوري من وشي مش عاوزة أشوف خلقتك المقرفة قدامي..
جذبت فاطمة إحدى خصلات شعرها لتتلاعب بها دون اكتراث پغضب يارا بل بالعكس كانت مستمتعة للغاية لتهتف
ببرود..إهدي يا مدام يارا... أنا مش عارفة حضرتك مټعصبه ليه
خفضت بصرها نحو يدها مضيفة..دي حتى إيدك بقت كويسة...
ابتسمت باستفزاز بينما انتفضت يارا من وقاحتها و برودها التي لم تستطع تحملها أكثر لټصفعها بقوة و هي تردد..
داه عشان تتعلمي ازاي تتكلمي معايا..و دلوقتي غوري عالمطبخ شوفي شغلك لحد مايجي صالح بيه..
وضعت فاطمة كفها على وجنتها مكان الصڤعة و هي تضغط على أسنانها بقوة من شدة الڠضب و القهر تود لو كان في استطاعتها لأحرقت يارا الآن على فعلته بها...
قاطعتها يارا قائلة پعنف..و كمان ليكي عين تتكلمي يا ژبالة...بس ملحوقة أنا بقى هعرفك قيمتك كويس .
فيه إيه يابنات صوتكوا واصل لآخر دور في القصر...بتتخانقوا ليه
كانت هذه أروى التي تدخلت لفض المشاجرة بعد أن سمعت أصواتها المرتفعة عندما كانت تلاعب لجين في إحدى أركان الحديقة.. ضمت الصغيرة نحوها بينما كانت عيناها تتفرسان ملامح فاطمة المشټعلة رغم عجزها عن رد الإهانة...
إلتفتت ليارا التي نظرت لها بتكبر خاصة أن أروى كانت ترتدي ملابس بيتية بسيطة كعادتها و هي تلعب مع لجين قائلة بترفع..
و إنت مين اللي أذنلك تتدخلي بينا...و إلا إنت كمان عاوزة تتطردي زيها
كانت أروى مبتسمة و هي تتأمل العروس الجديدة لا تنكر جمالها الاخاذ و طلتها الفاتنة رغم بساطتها.
لتشهق بإستغراب من وقاحتها التي لم تتوقعها ابدا...لكن لسوء حظها وقعت بين أيدي من تفوقها وقاحة و إستفزازا.. رواية الكاتبة ياسمين عزيز
تحولت أروى فجأة لتستعيد شخصيتها البربرية قائلة بردح و هي تضع يدها الحرة على خصرها..
نعم يا روح آنااا...لا بقلك إيه أوقفي عوج و إتكلمي عدل ميغركيش البنوتة الحلوة إلى أنا شايلاها دي...داه أنا أحطها هناك و أرجع أجرك من شعرك الحلو اللي هارياه بروتين داه.
تفحصتها يارا بنظرة شاملة من الأعلى إلى الاسفل ثم إلتفتت للجهة الأخرى عندما سمعت صوت صالح الذي وصل للتو...
إيه اللي بيحصل هنا
في إيه
أروى و هي تشير برأسها نحو يارا..
تعالى ياخويا شوف مراتك اللي داخلة فيا تهزيق و شتيمة يمين و شمال...دي عاوزة تطردني من الشغل كمان...
أعاد لها لجين ثم تقدم نحو زوجته التي كانت تتلاعب بالورود غير مهتمة بوجوده 
مالك يا حبيبتي ... مين اللي زعلك
أخذت منه الوردة ثم خطت للأمام مبتعدة عنه هي تشير نحو فاطمة..
البنت دي قللت أدبها معايا...مشيها .
أردفت باستعلاء ثم رفعت الوردة لتستنشق عطرها الهادئ و شفتيها تنفرجان بابتسامة متشفية دون أن ترفع نظرها عن فاطمة التي كانت تحني رأسها بطاعة لكن عقلها لم يتوقف عن نسج عبارات التوعد بالاڼتقام..
نفخ الهواء بقوة من صدره قبل أن يسأل زوجة شقيقه التي لم تخف عنه نظراتها الحانقة نحو يارا..
و إنت يا مرات اخوها...إيه مشكلتك.. يارا عملتلك إيه
و قبل أن تجيبه أروى تدخلت يارا بتفسير..
مكنتش اعرف إنها مرات أخوك...
أشارت نحو هيأتها البسيطة و هي تضيف..
أصله مش باين
 



عليها.. كنت فاكراها ال... Baby sitter و كمان هي اللي تدخلت في موضوع ميخصهاش .
عض صالح شفته السفلى مانعا ضحكته عندما رأى أروى تنحني بصعوبة لتلتقط حذاءها و تندفع نحو يارا متوعدة لها..
تعالي هنا يا عقربة يا ام أربعة و أربعين أنا هوريكي مين البيبي سيتر...
إعترض صالح طريقها ليقف أمامها بجسده دون أن يلمسها مخفيا يارا وراءه التي تملكتها الدهشة من تصرف أروى الھمجي..
صالح و هو يكتم ضحكته..
خلاص يا أروى..عشان خاطري عديها المرة دي و أنا هبقى آخذلك حقك منها بس مش هنا قدام الناس...
قبضت أروى على حذاءها بقوة ثم تركته ليقع أرضا و إرتده و هي تقول پغضب..
ماشي هعديها المرة دي عشانك بس إبقى عرفها أنا مين عشان سوء الفهم داه مبتكررش ثاني و إنت مش موجود ها..
أومأ لها صالح و قد فهم مقصدها لتغادر أروى باتجاه القصر و هي تبرطم بكلام غير مفهوم لكنه على الأغلب كان شتائم تخص العروس الجديدة كما تسميها...
أما فاطمة فكانت تراقبهما تارة پغضب و أخرى پشماتة فهي الان قد ضمنت كره أحد أفراد العائلة لغريمتها و هذا ما سيسهل عليها خطة التخلص منها..
إرتجف جسدها باضطراب و هي تشعر بأنظار صالح المسلطة عليها و الذي أشار لها بالمغادرة ليجن جنون يارا حالما علمت أنه لن يطردها...
يعني إنت ناوي تخليها هنا قدامي...إنت ناسي
هي عملت فيا... دي حرقتلي إيدي و... و..
توقفت عن الكلام بعد أن غصت بعبراتها و هي تتذكر ذلك اليوم الذي أجبرها فيه صالح على مواصلة العمل رغم إحتراق يدها..
رمت الوردة من يدها و رفعت عيناها الدامعتان نحوه مضيفة بصوت مخټنق..
صح...معاك حق إنت متقدرش تطردها عشان هي ملهاش ذنب...هي بس كانت بتنفذ أوامرك...
صالح و هو يضع يده على كتفيها..
لا الحكاية مش كده خالص... أنا مفدرش أطردها عشان القصر داه لسه تحت إدارة جدي هو اللي بيتحكم في كل حاجة و هو الوحيد اللي يقدر يمشيها...
مسحت يارا دموعها مقترحة..
تمام...أنا بقى هروح أحكيله كل حاجة و هو أكيد هيفهم موقفي و يمشيها...
أجابها صالح بعد أن إستشعر بعض الجدية 
في كلامها..
إنت إتجننتي..عاوزة تحكي لجدي أسرارنا..
رفع إحدى يديه ليشير لها بإصبعه بتنبيه..بقلك إيه إعقلي و بلاش جنان ...جدي مش ناقصه مشاكلنا عشان يحلها..اللي فيه مكفيه.. يلا خلينا نطلع أوضتنا كفاية فضايح..
كأنها الان فقط تفطنت لهما و هي ترمقه بنظرات ڼارية ثم سارت بخطوات سريعة نحو الغرفة و بينما كانت تصعد الدرج لمحت بطرف عينيها إبتسامة فاطمة المنتصرة ليتضاعف شعور الخيبة و الخذلان داخلها..
ألقت بجسدها على الفراش ثم جذبت الغطاء لتختفي تحتهدلف صالح وراءها و هو يلعن حظه هذا اليوم فقد ترك أعماله و مصالحه كلها عندما سمع هاتفته ظنا منه أنه قد حدث شيئ سيئ لها أو للصغير في بطنها..
لاحظ إهتزاز جسدها تحت الغطاء ليعلم أنها تبكي..تردد قليلا قبل أن يجلس على طرف السرير بمحاذاتها ليبدأ أولى محاولات إرضائها..
جذب الغطاء ليجدها تغطي وجهها الغارق بدموعها بكلتا يديها آسرة شفتيها بين أسنانها حتى تمنع صوت شهقاتها... 
همس في أذنها بصوت خاڤت..
بلاش عياط يا يويو..مش حلو عشان البيبي..
كان في نيته تهدأتها حتى تكف عن البكاء و لكن بدل
ذلك وجدها تنزلق بجسدها قليلا إلى الجانب الاخر من السرير و هي تصرخ پهستيريا و تدفعه عنها..يعني داه كل اللي همك.. إبنك و بس... إنما أنا أموت و إلا إتحرق في ستين
داهية ..
دق ناقوس الخطړ داخل عقله متوقعا أن إنهيارها هذا لن يمضي على خير ليتصنع الهدوء وسيلة حتى يخمد ڼار ڠضبها ليقول متأملا عينيها اللتين تلمعان بدموعها..
لا طبعا..إنت أهم ..
هزت رأسها مرات متتاليةو هي تضحك بمرارة مستطردة بسخرية..
أهم إنت متأكد...عشان كده بقيت بتعاملني زي البني آدمين... لما عرفت إني حامل...فاكرة معاملتك ليا كانت إزاي...فاكر الصور و الفيديوات اللي كنت 
بتهددني بيهم...
ضحكت پجنون و هي ټضرب كتفه بقبضتها متابعة حديثها..
للأسف مبقوش ينفعوا... يعني تبلهم و تشرب ميتهم.. 
تصنعت الاستغراب من نظراته الحادة المحذرة ..إيه...مش دي الحقيقة و إلا إنت لسه ناوي تنشرهم و تفضح مراتك..
هدر بحدة بينما أصابعه كانت تنغرس في لحم ذراعها..
أنا ساكت لحد دلوقتي و مش برد عليكي عشان مقدر حالتك...بس كلمة زيادة و أقسم بالله ه.. .
هتعمل إييييه ها قلي هتعمل إيه..إيه اللي فاااضل و معملتوش فيا قلي هتقتلني...
صړخت يارا پجنون غير عابئة بتقاسيم وجهه التي أضلمت فجأة لم تكتف بذلك بل تابعت قائلة بتهور..
أنا كمان بقى عندي اللي أهددك بيه..إيه رأيك
إبتسم بغير مرح قائلا بتحذير..
بلاش تقولي كلام إنت مش قده ياروحي..مش صالح عزالدين اللي يتهدد... أوكي.. يلا إهدي كده و إفردي وشك و وريني ضحكتك الحلوة و انا اوعدك إني هنسى كل الهبل 
إللي إنت عملتيه من شوية.. .
ضم شفتيه ليبعث لها قبلة من بعيد ثم هم بالوقوف...لتنهال عليه يارا باللكمات و الصڤعات العشوائية في رأسه و كتفيه... 
في لمح البصر تمكن من تقييد يديها لتكف عن چنونها لتصرخ من جديد..
ھقتلك ياصالح يا عزالدين..ھقتلك...هييجي اليوم اللي أنتقم فيه منك.. و هتشوف .
إكتفى صالح بإمساكها حتى لا تتحرك خوفا عليها و لم يجبها متجاهلا الترهات التي كانت تنطق بها و إعتبرها تنفيسا لڠضبها منه لكن صبره لم يدم طويلا عندما سمعها تهتف..
و إبنك مش هخليك تفرح بيه...هقتله.
كانت تلك الكلمة هي أخر قطرة أفاضت كأس صبره. 
هتف بنبرة مرعبة..
فكري مجرد فكرة إنك تعملي كده و أنا هخليكي تتمني المۏت ملي هعمله فيكي...إبني خط أحمر فاهمة.. خط أحمر و مش هيكفيني فيه عيلتك كلها..
أخذ نفسا عميقا بجانب أذنها ثم همس بما جعل بؤبؤ عينيها يتجمد..ريان أخوكي..من النهاردة هيبقى تحت عنيا... و اليوم اللي هتفكري فيه ټأذي إبني يبقى تنسي فيه أخوكي
حاولي تتأقلمي مع وضعك الجديد و بلاش تعيدي الشو الهايف اللي عملتيه داه عشان أنا صبري قليل... Deal .
تسارعت أنفاسها بعد أن مر شريط عڈابها بسببه أمام عينيها بسرعة رهيبة لتتوقف بعد أن ظهرت صورة شقيقها ريان 
الذي تحبه أكثر حتى من نفسها.. حركت رأسها ببطئ في البداية..لتكرر بصوت المبحوح ..أنها تكرهه و ستنتقم منه يوما ما...
كانت تنساب على خديها بعجز و إستسلام تخبر أنها لازالت على قيد الحياة...
بعد دقائق أنزلها على الفراش وحدثهاإيه رأيك نخرج نتعشى مع بعض الليلة عارفة بقالي سنين مسهرتش معاكي برا ..يلا بقى يا حبيبتي كفاية عياط داه مش كويس عشانك إنت ناسية إنك حامل..
نطق بتلك الكلمة التي أصبح يرددها كثيرا في المدة الأخيرة باستمتاع مثبتا نظره على بطنها مضيفا بهذيان و كأنه مختل عقلي..
أنا قلتلك قبل كده بس إنت اللي رافضة تسمعي الكلام..لازم تتعودي على وجودي في حياتك...و إنك بقيتي مراتي... مرات صالح عزالدين برضاكي أو ڠصب عنك دي بقت حقيقة وواقع...إنت لازم تشكريني أصلا إني قبلت أفتح معاكي صفحة جديدة رغم نذالتك معايا زمان...و دي أول مرة أعملها في حياتي.. إني أسامح حد غلط فيا..شفتي 
بقى إنت مهمة عندي قد إيه مش زي ما إنت فاكرة..
أمالت رأسها إلى الجهة الأخرى ثم اغلقت عينيها بقوة عسى أن ينتهي كل شي.. و يختفي هو من الوجود...لكن كيف و صوته الذي يكاد يصم أذنيها يؤكدان أن 
كل

ما تفكر به ليس سوى أضغاث أحلام و أمنيات...
في جناح فريد..
دلفت أروى لغرفتها تحمل بين يديها لجين التي كانت تعبث بحجابها حتى أنها كادت تتسبب في سقوطها أكثر من 
مرة...
وضعتها على الأريكة ثم نزعت الحجاب و رمته بجانب الطفلة التي إلتقطت طرفه بين أصابعها الصغيرة تبحث عن تلك النقوشات التي جلبت إنتباهها منذ قليل... إنحنت أروى لتقلب القماش حتى ظهرت تلك الوردة الحمراء المنقوشة بدقة في طرفه و هي تبرطم بانفعال..
يووووه بقى يا لوجي هو أنا ناقصة مش كفاية عروسة المولد اللي إصطبحنا على وشها العكر تحت..
كورت يدها بحنق و هي تنظر ناحية الباب مضيفة
ااه لو مكانش صالح موجود كنت عرفتها مين البيبي شيييتر.. قليلة الادب ووقحة...يالهوي على لسانها اللي شبه المبرد و هي عمالة بتحذف طوب من بقها يمين و شمال...بس المشكلة إنه مش باين عليها...أنا فعلا أول 
مرة انخدع في حد بالشكل ...شكلها من برا كيوت و حلوة أوي مكنتش أتوقع إنها كده.. فعلا المظاهر خداعة بس على مين...بس أقسم بالله من هنا و رايح لو سمعت منها كلمة مش عاجباني لكون منزلة شبشبي على دماغها...
لوت شفتيها باستهزاء و هي تتذكر طولها 
القصير مقارنة بيارا مغمغمة باصرار..
بردو هضربها... .
في إحدى المطاعم الفاخرة..
على إحدى الطاولات كان هشام ووفاء يتحدثان 
بعد أن تطورت علاقتهما كثيرا ليقرر هشام 
أخيرا تحديد موعد الخطبة و الزواج...
إحتضنت وفاء كفيها معا قائلة بحماس ظهر 
جليا داخل عينيها التين تعكسان صورة وجه 
هشام..
النهاردة أحلى يوم في حياتي كلها...حاسة 
إن قلبي هيقف من الفرحة .
إبتسم هشام بخفة معلنا..
بعد الشړ عليكي يا حبيبتي..
وفاء بسعادة..
مبسوطة مبسوطة مبسوطة جدا.. 
ضحكت قبل أن تستأنف حديثها من جديد..
يعني كل أحلامي هتتحقق مرة واحدة ... 
جوازنا و كمان المستشفى انا بجد لسه مش
مصدقة .
هشام مؤكدا..
لا صدقي... الأسبوع اللي جاي إن شاء الله إفتتاح
المستشفى...و لما نطمن إن كل حاجة مضبوطة 
نقدر نحدد مواعيد الخطوبة و الجواز.
أومأت له وفاء بتأييد مغمغمة بدعاء..
إن شاء الله..
نظرت نحو الأطباق التي كانت تملأ الطاولة 
مستطردة بحماس..
انا نفسي إتفتحت اوي على الاكل...
أخذت الشوكة و السکين لتبدأ في تقطيع 
قطعة اللحم إلى شرائح صغيرة قبل أن 
تشرع في أكلها بتلذذ قائلة..
كل حاجة طعمها مختلف النهاردة حتى الاكل..
إبتسم هشام على مظهرها اللطيف ليبدأ 
عقله في نسج المقارنات تلقائيا بينها 
و بين حب طفولته إنجي..ليجد أن كفة
الميزان تنصف وفاء... فهي الأكثر جمالا
و رقة بأسلوب حديثها الناعم و تفكيرها 
الراقي.. بالإضافة لذكائها و قدرتها على 
فهم مايدور في خلده دون أن يتحدث حتى.. 
طموحها الذي لا حدود له و الذي جعلها 
تحقق نجاحات كثيرة في مجال عملها رغم
حداثة سنها فقد تمكنت من أن تصبح 
رئيسة قسم في المستشفى التي يعملون 
بها بعد سنتين فقط من الالتحاق بها و هذا 
في حد ذاته يعتبر معجزة..
ضحكت و هي تفرقع أصابعها أمام وجهها 
تنبهه إلى أنه قد شرد كثيرا.. 
تنحنح في حرج و هو يتناول كوب المياه
ليترشف منه قليلا قبل أن يعيده لمكانه 
مهمهما..
سوري...كنت بفكر في الافتتاح..
وفاء بابتسامة..
سيب الموضوع داه عليا و أنا ههتم بكل 
حاجة...صاحبتي رولا باباها عنده شركة
صغيرة خاصة بتنظيم الحفلات...كل اللي 
عليك تكتبلي نوت صغيرة بكل الحاجات 
اللي إنت عاوزهم في الحفلة و انا ههتم بالباقي .
أجابها هشام بابتسامة إرتياح..
إنت إزاي بتخلي كل حاجة سهلة كده
وفاء و هي ترمقه بنظرات عاشقة تجلت 
بوضوح داخل عينيها الجميلتين..
عشان بحبك...
في كلية الإعلام..
في مدرج الجامعة...كانت إنجي و صديقاتها
يجلسن في أماكنهن يينتظرن وصول الدكتور
الذي عرف بتأخره الدائم...
اسيل..
اووف انا زهقت ..
 



هو الدكتور الرخم 
داه مش هيبطل تأخير كده..
إنجي باقتراح..
داه فات نص ساعة أنا حاسة إنه مش 
هييجي النهاردة..
رندا.. للأسف أنا شفته من شوية مع 
الدكتورة إسلام..
اسيل..
أنا سمعت إنهم هما الاثنين مع بعض...
راندا بنفيتؤ...دي إشاعات... الدكتورة إسلام
مخطوبة لمهندس بيشتغل في الخليج .
إنجي بدهشة.. بجد..أنا كنت فاكراها متجوزة 
و عندها أولاد...اصله باين إنها كبيرة في السن.
راندا..طبعا...عقبال ما عملت ماجستير 
و خلصت دكتوراه و إشتغلت لقت
نفسها في الخمسة و ثلاثين...بصراحة 
أنا شايفة إن داه العمر المثالي للجواز لأي 
بنت...
إنجي بسخرية..خمسة و ثلاثين سنة..
راندا..لا يا فالحة مش قصدي على الرقم.. 
أنا أقصد إن العمر المناسب للجواز لما البنت 
تخلص دراستها و تحقق كل طموحاتها 
و تشتغل...تعتمد على نفسها يعني ساعتها 
تقدر تتجوز..
إنجي بعدم إقتناع..
ممم معاكي حق...بقلكوا إيه أنا كمان زهقت 
إيه رأيكوا نطلع..
سمعت صوت اسيل الضاحك لترفع رأسها من
فوق الطاولة لتسألها..فيه إيه مالك ..
أشارت لها الأخرى نحو الباب و هي تستقيم 
في جلستها على الكرسي...لتتأفف إنجي 
بملل عندما رأت الدكتور يدلف المدرج لإلقاء
محاضرته التافهة...
بعد ساعات طويلة مرت علي الفتيات.. إنتهى 
الدرس بعد نصف ساعة من وقته الأصلي 
مما جعل اغلب الطلاب يتذمرون و يشتمون 
المعيد في ما بينهم...
جمعن أغراضهن ثم غادرن القاعة حيث 
موقف السيارات الخاصة بالطلبة..
راندا و اسيل كانتا تتحدثان حول الحفلة 
التي سيقيمها صديقهم عماد بمناسبة 
عيد ميلاده الليلة بينما كانت إنجي تستمع
إليهما دون تركيز... 
توقفت عن السير عندما سمعت صوت علي
يناديها..
آنسة إنجي لو سمحتي عاوز أتكلم معاكي 
في موضوع مهم.. .
تفحصت إنجي ساعتها ثم ردت عليه بعجرفة
مش وقته انا تعبانة جدا...بكره نتكلم.
إستدارت لتجد راندا و اسيل تتهامسان
و تكتمان ضحكتهما..وجهت لهما نظرات حاړقة
تتوعدهما بالعقاپ بعد قليل...ليقطع حوارهم
الصامت علي مرة أخرى و هو يلح عليها قائلا..
أنا مش هاخذ من وقتك كثير هما خمس دقائق 
بس...
تأففت ثم قالت..
بنات أنا هشوفه عاوز و ألحقكوا... إستنوني.
إلتفتت نحو علي الذي شعر بالإحراج
بعد أن لاحظ تعاليها و تكبرها قائلة
إتفضل...
نظر علي حوله ليجد أنهما يقفان في طريق
الطلبة الذين كانوا يمرون بجانبهم ليقترح
عليها بترددطب ممكن نروح أي مكان غير 
داه عشان الموضوع خاص شوية..
نظرت حولها لتشير له لمكان فارغ قائلة
خلينا نروح هناك.. و لو سمحت متطولش
عشان مصدعة .
سارت أمامه بضيق واضح ثم توقفت 
في ذلك المكان تنظر إليه حتى ينهي 
حديثه...
إنجي..ها كنت عاوز تتكلم معايا في إيه
تضايق علي كثيرا من أسلوبها المتكبر 
و شعر بالندم الشديد على طلبه للحديث 
معها لكنه رغم ذلك تحمل لأجله مشاعر 
الحب التي يحملها تجاهها و التي كان يكتمها 
عن الجميع.. 
تحدث بهدوء عكس إضطرابه الداخلي..
أنا مش هطول عليكي أنا بس كنت عاوز 
أقلك على حاجة مهمة كنت عاوز اصارحك
بيها من زمان بس إستنيت الوقت المناسب..
إنجي بفضول..
تفضل .
علي بنفس واحد..
آنسة إنجي.. أنا بحبك.
لعدة ثوان ظلت إنجي تحدق فيه لأنها 
لم تستوعب بعد مانطق به قبل
أن ټنفجر 
ضحكا حتى أدمعت عيناها..
ليلا..
إستلقت سيلين على الفراش بتعب بعد ان
امضت عدة ساعات في مكتب ياسين الصغير
الذي تطوع لتدريسها اللغة العربية... 
إلتفتت نحو الشرفة عندما سمعت صوت
سيف و هو ېصرخ في الهاتف...قطبت حاجبيها
بدهشة و إزداد فضولها أكثر لتقف متجهة
نحو الشرفة...
كان يواليها ظهره و مشغولا بالتحدث في 
الهاتف او بالأحرى ېصرخ..
يعني إيه مش لاقيينه بقالكوا أسبوعين 
بتدوروا عليه و لسه مش عارفين توصلوله...
صمت قليلا و هو يمسح وجهه پغضب 
بينما يستمع لمخاطبه باهتمام قبل أن 
يقاطعه مهددا..
بقلك إيه يا زفت إنت..مش عاوز أسمع 
أي أعذار... في إيدك أسبوع واحد لو مالقيتوش
يبقى ماتورينيش وشك ثاني..إنت فاهم...
أبعد الهاتف عن أذنه و هو يتنفس بقوة
قبل أن يعيده من جديد هادرا بنبرة لاتقبل
النقاش..
تلاقيه و تجيبه ترميه تحت رجليا زي
الكلب...مش عاوز حد
فيكوا يلمسه 
أنا اللي هخلص عليه بنفسي...مفهوم...
توقف عن الحديث برهة ثم عاد ليطلق 
سبابا نابيا من بين شفتيه و هو يشتمه
فتح عنيك كويس إنت و البهايم اللي
معاك...و تأكد كويس إنه مخرجش برا
البلد علشان داه لو حصل ھقتلك مكانه..
أنهى المكالمة و هو يعيد رأسه إلى الوراء
بتعب و لسانه لا يكف عن نطق الشتائم
و اللعنات على رجاله الاغبياء الذين لم 
يتمكنوا حتى الآن من إيجاد آدم..
وراء ستارة الشرفة كانت سيلين تقف
مكانها و كأنها تمثال من حجر...شعرت 
بحبات العرق التي تجمعت على جبينها 
رغم برودة الطقس..عيناها كانتا مثبتان
على جسد سيف الذي مازال على نفس وقفته
يتأمل حديقة الفيلا تحته... 
كانت تجاهد حتى تتحرك من مكانها خوفا 
من أن يلتفت و يجدها على هذه الهيأة 
عندها سوف يعلم بسهولة أنها قد سمعت 
حديثه..
نجحت اخيرا لتحرك قدميها للخلف بهدوء 
حتى أصبحت داخل الغرفة بعيدا عن الشرفة...
رفعت كفها المرتعش لتمسح جبينها المتعرق
و هي تتنفس بقوة بينما كانت دقات 
قلبها في تزايد مستمر.. نظرت مرة أخرى 
نحو الشرفة للتفاجئ بسيف يحدق فيها 
بغموض..
إرتجف جسدها و جف حلقها و هي تتساءل
بداخلها كيف خرج من الشرفة دون أن تنتبه
له..إبتسمت بصعوبة عندما وجدته يسير 
نحوها قائلا..
مالك...وشك أصفر كده ليه
سيلين بكذب..
أصلي تعبت جدا النهاردة..ياسين صمم
إني أتعلم نص الحروف النهاردة حتى بص 
إنحنت لتمسك بمجموعة من الأوراق كانت موضوعة على الكومودينو ثم فتحتها أمامه هاتفة بتذمر
أنا تخانقت أنا و ياسين عشان بيقول إن 
خطي وشي..و مش بفرق بين حرف الجيم 
و الباء..
تأملت تقاسيم وجهه بقلق من أن يكتشف
محاولتها في تغيير الموضوع الأصلي.. 
إبتسم سيف ليبعد إصبعها الذي كانت تضعه على حرف التاء قائلا..
ملوش حق يزعل القمر بتاعي...
جلس بها على الفراش قبل أن يضيف..
سيبك منه داه عيل فاشل...إيه رأيك أدرسك
أنا
سيلين..
متقولش عليه على ياسين فاشل...و بعدين 
أنا زعلانة منك عشان أنت على طول برا البيت و بتسيبني زهقانة لوحدي..
سيف بغيرة..
البركة في الاستاذ ياسين...مونسك 
سيلين.. بس أنا عاوزة أخرج..أنا بقالي
شهور في مصر و معرفش أي مكان هنا..
لتنحني للأمام قليلا هاتفة باعتراض
سيف أنا بكلمك..مش وقت اللي بتعمله داه.
زمجر بأعتراض و هو يقربها منه كما كانت 
مستأنفا حديثه يسايرها كعادته..
اليومين دول عندي شغل كثير... بس أوعدك 
هفضي نفسي و نسافر أي مكان إنت عاوزاه.
سيلين..
طيب و بعدين..اقصد لما نرجع من السفر 
إنت هتروح شغلك و انا هرجع اقعد في البيت 
زي دلوقتي .
زفر الهواء بقوة قبل أن يرد عليها حتى 
يضمن هدوءها و عدم ڠضبها منه لينعم
بقربها الذي تمناه طويلا برضاها..
حبيبي عاوز إيه و أنا تحت أمره..
نطق بنبرة عاشقة جعلت سيلين تجاهد 
حتى لا تذوب بين ذراعيه كعادتها...حاولت
تذكر كلامه منذ قليل و هو يتوعد لذلك
الشخص بإنهاء حياته دون فائدة لتنتفض
بين يديه صاړخة بنفاذ صبر..
قلت لا..مش عاوزاك تقرب مني و لاتلمسني
قبل ما نتفق..
حرك سيف حاجبه ببطئ للأعلى دلالة 
على عدم رضاه على ما فعلته... لكن سيلين 
تمردت و إنتهى الأمر لن تقبل أن تظل محجوزة
في هذا القفص الذهبي الذي وضعها فيه 
بحجة حمايتها... 
وقفت أمامه بينما هو ظل جالسا لتقول واصفة مابداخلها..
أنا زهقت...طول النهار بين أربع حيطان ببقى
بدور على أي حاجة عشان أسلي بيها نفسي 
إيه فايدة الهدوم و العربيات اللي إنت جايبهملي
و أنا مش قادرة ألبسهم و أخرج بيهم برا..
ظل سيف على جموده حتى إنتهت سيلين
من حديثها...ضړب فخذه بخفة عدة مرات
يدعوها للجلوس لكنها حركت رأسها برفض
و هي تعود بخطواتها إلى الوراء قائلة بتحد..
قلتلك مش هخليك تقرب مني غير
لما... ااااه..
صړخت بدل أن تكمل حديثها عندما 
بسرعة رهيبه حتى أنها لم تره عندما غادر
مكانه رغم أن عيناها كانتا مثبتتان عليه..
عاد ليجلس محتويا جسدا الصغير داخل
ثم همس في أذنها بما لم تتوقع 
سماعه أبدا.. 
من بين يديه مضيفا بهذيان..
أيوا..ملكي لوحدي يغني إنسي إنك
تطلعي برا الفيلا من غيري...عارفة... في
الأول كنت مرتب إني أسجنك في الجناح
و أمنع أي حد إنه يشوفك بس بعدين
خفت عليكي من الوحدة..عشان كده
سمحتلك تخرجي للجنينة.. 
شعر برغبتها في الالتفات

نحوهه حتى
تتأكد من أن من يحدثها هو سيف نفسه
لكنه لم يسمح لها بل إستمر في الاعتراف
لها..
أنا اللي خططت إني أتجوزك...عقدت مع جدي صفقة و إتفقت معاه إنه يقبل برجوعك إنت
و طنط هدى مقابل إني مأذيش آدم..و مثلت
إن هو اللي أجبرني إني أتجوزك...أنقذت والدتك
من المۏت و جبتلك كل اللي بتتمنيه و زيادة...
هدوم شنط...عربيات و ألماس...عيشتك
أميرة...صبرت عليكي لحد ما تعودتي بوجودي 
في حياتك...مغصبتكيش على حاجة رغم إني
كنت أقدر أعمل داه بس كنت عاوز اوصل لقبلك
قبل جسمك...بعد كل داه تحرميني منك...يااااه
طلعتي قاسېة أوي يا قلبي ..
يتبع. 
الفصل الثاني
في قصر عزالدين...
الساعة الثامنة ليلا..
إنتهت إنجي من إرتداء ملابسها و التي كانت
عبارة عن فستان قصير شتوي و فوقه معطف
بطول الفستان وضعت أحمر شفاه صارخ
رمت لنفسها قبلة عبر المرآة لتضحك بمرح
و هي تقوم بتصوير نفسها سيلفي بعدة 
وضعيات مختلفة حتى تنشرها لاحقا على 
صفحة الانستغرام الخاصة بها.
أسرعت لترتدي حذاء رياضيا باللون الأسود 
ليسهل حركتها ثم غادرت سريعا حتى لا 
تلتقي بأحد أفراد عائلتها. 
ركبت سيارتها ثم قادتها خارج البوابة 
منطلقة نحو وجهتها حيث ستلتقي مع 
أصدقائها..
في الأعلى...في شرفة غرفته كان هشام 
يتحدث مع وفاء في الهاتف...قطب حاجبيه
بدهشة عندما لمح سيارة إنجي تخرج في 
هذا الوقت..أنهي مكالمته على عجل ثم 
أسرع خارجا حتى يلحق بها..
في وسط الشارع توقف بسيارته و هو يضرب
المقود پغضب بعد أن عجز عن اللحاق بها... 
فكر في الاتصال بها لكنه تراجع حفاظا على 
كرامته...
آه حاړقة خرجت من جوفه دلالة على غضبه
و عجزه أمام آلام قلبه..يحبها بل ېموت عشقا
في كل لحظة تمر عليه و قد حاول معها مرارا
و تكرار حتى يئس جرحت كرامته بدل المرة ألف 
لكنه لم يستسلم أهانت رجولته و كبريائه 
و إتهمته زورا لكنه ظل يحبها رغم إبتعاده 
و إرتباطه بأخرى...
يقال أنه لا كرامة مع الحب لكنه لا يستطيع
إجبارها على أن تحبه رغما عنها...ليته 
كان كأبناء عمه يستخدمون قوتهم و نفوذهم
لتحقيق ما يريدون ليته يستطيع إرغامهم
على تقبله لكنه لا يستطيع..
تمتم بضعف و هو يسند جبينه على مقود السيارة
أنا لازم أنساها و أتابع حياتي...أنا هخطب قريب
و مينفعش أفكر في ست ثانية...
تنهد و هو يرفع رأسه ليقود سيارته من 
جديد نحو القصر محاولا إبعاد إنجي من
تفكيره رغم انه لازال قلقا عليها..
في إحدى النوادي الليلة الراقية التي
لا تستقبل سوى زوارها من نخبة البلاد... 
الاغنياء و المشهورين. 
دلفت إنجي تتمايل بجسدها الرشيق 
متجهة نحو طاولة أصدقاءها اسيل و 
راندا و خالد و راغب..
سلمت عليهم ثم جلست...
تحدث خالد و هو يسكب لها مشروبا..
كنا بنفكر نكمل السهرة في شقة راغب إيه 
رأيك .
ترشفت إنجي كأسها لتغمض عينيها باشمئزاز
و هي تعيد الكوب فوق الطاولة پعنف قائلة
إيه داه... مية مرة قلتلك أنا مبشربش.
أجابها راغب و هو يغمزها بمرح..
ماتفكيها بقى يا نوجة...عازين ننبسط و 
ننسى .
هي تقول..
و هي في أحلى من الحاجات دي...بتعدل
الدماغ و تروق المزاج و إلا إيه يا راندا.
راندا و هي تتفحص هاتفها..
كل واحد حر سيبيها براحتها يا اسيل...
إغتاضت اسيل من إجابة راندا لتلوي 
شفتيها بانزعاج
فمها ثم مالت نحو راغب ليشعلها لها 
و تسحب دخانها داخل رئتيها ثم 
تنفثه نحو الأعلى مستمتعة بمفعوله المخدر... 
تحدث خالد ليبدد الصمت مقترحا من جديد..
هتيجي معانا نكمل سهرتنا في شقة راغب 
و إلا زي العادة .
إنجي برفض..
تؤ..مقدرش أتأخر برا القصر بعد الساعة 
عشرة..
ضيق خالد عينيه يبحث عن طريقة مناسبة 
لجعل إنجي تنظم لجلسات الأنس و السمر 
التي يقيمونها كل ليلة في شقة المدعو 
راغب شأنهم كشأن أغلب الشباب الاغنياء المدللين
الذين يعيشون حياتهم كما يحلو لهم تحت مسمى
الحرية و
 



التقدم. 
نظر لساعته قليلا و هو يقول..
الساعة ثمانية و نص يعني نقدر 
نروح الشقة أقعدي معانا شوية و بعدين 
روحي من هناك.. .
أيدته أسيل التي تحدثت بصعوبة بسبب
أيوا.. صح... لسه بدري...
خلينا هنا أحسن...أنا مش عاوزة أخرج 
من سجن القصر أتسجن في شقة و بعدين إيه
الفرق بين هنا و هناك .
خالد بعدم يأس..
فرق كبير طبعا...هنا مكان عام أي حد 
ممكن يشوفنا ممكن حد من الصحفيين 
يدخل و يصورنا و إحنا بنشرب...
نفخت إنجي الهواء من بين شفتيها معبرة
عن ضيقها من محاولات خالد الدائمة 
في إقناعها للذهاب معاهم إلى تلك الشقة
لتسأله بجدية تناسبت مع نظراتها المراقبة 
لتفاصيل ردة فعله..
هو إنت ليه مصمم تقنعني اروح معاكم 
شقة راغب..و متقليش عشان الخصوصية... 
أنا مش عبيطة و إلا هبلة عشان تضحك
عليا ب الكلمتين دول.. أنا فاهمة غايتك 
إيه و بعدين تقدر تقلي إنت من إمتى بقيت من 
الشلة بتاعتنا .
توتر خالد بينما تكلم راغب لينقذ الموقف..
في إيه يا إنجي مالك خالد صاحبنا من 
سنين..
ردت إنجي و هي تقلب عينيها بملل..
صاحبكوا إنتوا أنا معرفوش.
إغتاض خالد و غادر الطاولة رغم محاولات 
أصدقاءه في إقناعه بالبقاء بينما لم تهتم 
إنجي له.. 
نظرت نحوها اسيل بلوم ظاهر بينما عاتبتها
راندا..
إنت لإمتى هتفضلي كده يا إنجي 
پتكرهي كل اللي حواليكي فيكي بكرة
هتلاقي نفسك وحيدة.
إنجي بغرور..
I dont care 
اصلا أنا مش محتاجة اي حد في حياتي .
توقفت راندا عن مجادلتها فهي قد تعودت على 
غرور إنجي و ترفعها عن الجميع لكن أسيل 
لم تكن لتفوت الفرصة حتى تتشابك مع إنجي
فرغم أنهما صديقتان لكن صداقتهما فارغة 
غير حقيقية مليئة بالغيرة و الأحقاد الدفينة
لتهتف بابتسامة لعوبة..
سيبيها يا راندا...إنجي أكيد متقصدش 
أصلها لسه زعلانة من علي
كضمت إنجي غيظها
من تعمد أسيل فتح
موضوع على أمام راغب الذي تحدث 
مستفسرا..
علي... علي مين
أسيل..علي مصطفى... أصله طلع معجب 
بإنجي بس يا حرام..لحق اللي قبله .
راغب باستغراب..علي معجب بإنجي غريبة
أصله مش بتاع الحوارات دي.
راندا متدخلة
و فيها إيه علي شاب وسيم و غني و أخلاقه 
عالية يعني أي بنت تتمناه... بس هو للأسف 
وقع في الشخص الغلط .
إنجي و قد فهمت ما تقصده..
لو عاجبك أنا ممكن أضبطهولك..ياعيني
لسه مصډوم لما رفضته أهو تبقى تواسيه 
و تحاولي تنسيه فيا..و إنت و شطارتك 
بقى.
راندا و هي تلوي ثغرها..
بتتريقي حضرتك...
إنجي..تؤ.. كنت برد عليكي يا بيبي .
أسيل و راندا الغير راضية على تصرفاتها 
و معاملتها لهم و كأنها هي الملكة و هما 
وصيفتيها..
كبيرة لترفع عينيها ببطئ وراءها لتجد علي
يقف وراءها يرمقها بنظرات ممېتة..
اوقفها پعنف جاذبا إياها من ذراعها و يده الأخرى 
قبضت على حقيبتها ليجرها إلى خارج النادي 
رغم مقاومتها له.. 
نزلا درجات النادي الخارجية ليترك يدها 
لتشتمه إنجي قائلة باندفاع..
إنت إتجننت يا حيوان...إيه اللي إنت عملته 
داه
مسح على خصلات شعره بشدة بسبب 
غضبه منها ليهدر حالما إنهت كلامها..
إخرسي..و ليكي عين تتكلمي مصاحبة 
أسوأ شلة في الجامعة و قاعدة معاهم في 
مكان ژبالة زي داه عاوزة توصلي لإيه بعندك 
داه ..
إختطفت إنجي حقيبتها من يده و جسدها
ينتفض من شدة حنقها من جرأته..
و إنت مين عشان تحاسبني أنا حرة.. 
و إوعى تفتكر إني هعديلك اللي عملته هتشوف 
أنا هعمل فيك إيه و الله لندمك على اللي 
إنت عملته داه
دار علي حول نفسه لا يدري ماذا يفعل 
لقد جن جنونه
منذ قليل عندما كان جالسا 
مع احد أصدقاءه في أحد مطاعم والده
و صلته صورة إنجي و هي تدخن و أمامها 
كأس خمر مرسلة من أسيل و التي تفوت 
فرصتها حتى تسخر منه على إعجابه بإنجي
لأنه يرى انها فتاة جميلة و خلوقة متربية كويس 
عكسها..من حسن الحظ أن المطعم كان 
قريبا جدا من مكان الملهى ليصل 
في أقل من دقيقة..
وضع إصبعه على فمه يأمرها بالصمت بعد 
أن نفذ صبره..
ششش إخرسي مش عاوز أسمع صوتك 
خالص...إيه عاوزة إيييييه صاح فيها 
إنت عارفة إن اللي جوا دول مش صحابك 
و لاعمرهم حبوكي و بيتمنولك الاذى..
مش خاېفة مثلا واحد منهم يحطلك 
مخدر في المشروب بتاعك و إنت عارفة 
بعدها هيحصل فيكي إيه
إبتلعت ريقها بتوتر لمجرد تخيلها أن ذلك 
قد يحصل لكنها لم تشأ الاعتراف بخطئها 
فكل ما قاله صحيح..و بالفعل في الآونة 
الأخيرة فكرت اكثر من مرة في قطع علاقتها 
بهم لكنها مازالت تنتظر الوقت المناسب حسب 
رأيها...
رمقته شزرا و هي تتوجه نحو سيارتها 
لتفتح الباب لكن علي اغلقه مجددا و 
اخذ منها المفاتيح ثم أمسك بمعصمها 
ساحبا إياه إلى الجهة الأخرى ليدخلها 
عنوة..
إركبي أنا اللي هسوق عشان اضمن إنك 
هش هتروحي مكان ثاني .
هتف بها و هو يغلق الباب وراءها... 
صعد إلى جانبها و حرك مقود السيارة 
يستمع بكل هدوء لشتائمها...ذات اللسان 
السليط لم تتوقف عن شتمه و تهديده 
و هي تمسد معصمها الذي ټأذى بسبب
قبضته... 
قطع سيل شتائمها قائلا..
لو حابة انا بنفسي هتصل بسيادة 
الرائد فريد و احكيله اللي حصل بالحرف 
الواحد...و اقله إن أختك الآنسة إنجي 
.و إلا تحبي اكلم اخوكي الثاني..
ضغطت إنجي على أسنانها هاتفة بغيظ
مكنتش بشرب..
ضحك بخفوت قبل أن يتنهد قائلا 
بنبرة لينة ينصحها
إنجي بلاش تعملي كده في نفسك.. 
إنت بنت حلوة و مؤدبة و مش بتاعة 
الهبل داه..شايفة أسيل...مكانتش كده 
بس من وقت ما تعرفت على اللي إسمه
راغب حياتها تدمرت بقت بتسكر و بتشرب 
مخډرات و بتعمل حاجات قرف..سمعتها بقت 
في الأرض في الجامعة و في كل مكان.. 
عاوزة تبقي زيها جاوبيني..أنا خاېف 
عليكي و مهانش عليا تضيعي نفسك 
بسبب عنادك..رغم إني لسه مجروح منك
مش عشان رفضتيني... لكن عشان طريقة 
رفضك كانت مهينة بالنسبة لي و كمان 
رحتي قلتي لأسيل و راندا...بكرة هينشروا
الخبر في الجامعة و الطلبة كلهم هيعرف ا اللي 
حصل .
إنجي بدون إهتمام..
متقلقش يومين و هيطلع خبر جديد و ينسوا..
اجابها بخبث..
أه قولتيلي..بس انا مش مستعد 
اسمع اي كلمة من اي حد.. .
إنجي بحنق..أقعد في بيتكوا و سكر تليفونك..
علي مقترحا
تؤ..أنا عندي إقتراح أسهل...إنت اللي غلطتي 
لازم تصلحي غلطتك دي .
نظرت نحوه و هي تجيبه بسخرية..
إيه عاوزني اتجوزك
علي بضحك..لا..بس تقبلي نبقى 
مع بعض .
شهقت إنجي پصدمة من إقتراحه و كانت 
ستجيبه لكن قبل أن تنطق بأول كلمة قاطعها 
موضحا..
إنت هتمثلي إن إحنا بنحب بعض..فترة
قصيرة لحد ما الحكاية تهدا و بعدين كل 
واحد يشوف طريقه...و متقلقيش أنا 
راجل بكرامتي و مقبلش إني أفضل أحب
واحدة رفضتني..
إنجي برفض..
مش موافقة و بحذرك آخر مرة تتعامل معايا 
بالاسلوب داه..و آخر همك لو تكلموا عنك 
عيال الجامعة اللي عاملهم إعتبار دول...
و يلا وقف العربية و إنزل عشان انا صبري
بدأ ينفذ .
رفع علي حاجبه و هو يرمقها بطرف عينيه
قائلا..
بقى كده..الحق عليا أنا اللي كنت عاوز...
قاطعته بجدة و هي ترجع خصلات شعرها 
إلى الوراء..
ملكش دعوة بيا انت مش صغيرة و عارفة 
مصلحتي كويس ثم إنت بأي حق تتدخل في 
حياتي بالطريقة دي...مجرد زميل في الجامعة..
توقفت عن الحديث بعد أن شاهدته و هو يضحك
و يخرج هاتفه في نفس الوقت لتتمتم بحنق
رغم إستغرابها
إنت بتضحك ليه
لم تنتظر كثيرا حتى وصلتها إجابته..
أصلي مكنتش أقصد اللي قلتيه خالص... 
إنت إنسانة متكبرة و أنانية و مغرورة اوي 
لدرجة إنك مش شايفة عيوب نفسك... صح
إنت حلوة بس في بنات أحلى منك بكثير
و مش شايفين نفسهم زيك... أما عن الأدب 
و الأخلاق فلو فضلتي على عندك داه هتخسري
نفسك و مش هتلاقي حد يبصلك... 
بس أنا كنت أقصد الصورة دي..
أعطاها هاتفه لتظهر صورتها التي أرسلتها
له أسيل لتشهق إنجي پصدمة ثم تبدأ في 
الضغط على أزرار الهاتف حتى تمسحها 
لكن على كان أسرع منها حيث خطڤ الهاتف 
من يدها قائلا..
الصورة دي بعثتهالي صاحبتك... اسيل 
و قالتلي بص كويس مش دي البنت اللي كنت
معجب بيها و بأدبها و أخلاقها...أهي بقت 
زينا قاعدة معانا و بتشرب و پتدخن..
إنجي بارتباك و قلق..
محصلش أنا عمري

ما شربت في حياتي 
داه خالد هو اللي حط الكأس قدامي و أنا 
غلطت إفتكرته عصير..
علي و هو يدير رأسه تعبيرا على ملله..
كل داه ميهمنيش..أنا دلوقتي مش بفكر غير
في صورتي اللي إتهزت بسببك في الجامعة.. 
و لآخر مرة هكلمك بأسلوب هادي و لطيف 
مخلينيش أوريكي وشي الثاني...
أوقف السيارة بعيدا قليلا عن سياج القصر 
ثم نظر لها نظرة أخيرة قائلا..
مستني ردك بكرة الساعة تسعة لو موصلتنيش
موافقتك الصورة دي هتشرف موبايل أخوكي و جدك.. .
ضعط على آخر كلمة..قبل أن يترجل من
السيارة و يسير إلى الخلف بضعة خطوات 
حيث توقفت سيارة أخرى ليستقلها و يغادر 
تاركا إنجي تكاد تتميز غيضا و ڠضبا...
نزلت من السيارة بخطوات غاضبة لتركب
من الجهة الأخرى..ثم تنطلق لتدخل القصر 
غير منتبهة لسيارة هشام التي كانت متوقفة 
في الجهة المقابلة للقصر يتابع كل ما حدث 
أمامه بقلب يكاد ينفطر حزنا حيث ظن 
أن علي هو حبيب إنجي التي رفضته من أجله.
صباحا...
إستيقظت يارا في ساعة مبكرة بعد شعورها 
ببعض الآلام في بطنها...تقلبت على جنبها الآخر 
لتقع عيناها على صالح... الذي كان مستغرقا 
في النوم بجانبها...
حاولت منع نفسها من تأمل تقاسيم وجهه 
الوسيمة بطريقة حادة. .لتبتسم دون وعي منها 
تتخيل أمنية لن تتحقق أبدا.. 
فزعت و هي تشعر بأصابعه تداعبان وجنتها 
و أعلى عنقها لتتفاجئ به قد إستيقظ و يبدو 
أن كان يحدثها دون أن تنتبه له..
أجش..
صباح الجمال و الابتسامة الحلوة..
تجهمت ملامحها على الفور لتصفع نفسها 
داخليا على شرودها...وضعت يدها على كفه 
لتبعده لكنه همهم برفض محركا يده إلى 
عنقها ليقربها نحوه حتى صارا وجهيهما 
متقابلين لا يفصل بينهما سوى مسافة 
قليلة غير مرئية.. 
أغمض صالح عينيه متحدثا بهدوء..
أول مرة أصحى على إبتسامتك الحلوة..
أجابته دون تردد..
إفتكرت حياتي قبل ما اشوفك...
لمحت شبه إبتسامة إرتسمت على شفتيه 
قبل أن يقول لها..
النهاردة هنروح نطمن عليك و على البيبي..
قطبت حاجبيها ليكمل مفسرا
مټخافيش داه كشف روتيني أي ست حامل 
بتعمله عشان نطمن على وزن البيبي و صحته
و كمان الدكتورة هتكتبلك شوية فيتامينات 
و أدوية .
لانت ملامحها قليلا قائلة..
متتعبش نفسك هروح لوحدي .
همهم رافضا..
تؤ..هنروح مع بعض...
بعد ساعات قليلة..
عادا إلى القصر بعد أن إطمئنا على الجنين 
و على صحة يارا و التي نصحتها الطبيبة 
بالابتعاد عن التوتر و الإجهاد النفسي لأن 
ذلك سيشكل خطړا على الحمل..
لم يكن صالح ينوي العودة بل كان يريد 
قضاء بعض الوقت معها خارجا 
و أن يتناولا طعام الغداء لكنها رفضت 
و أصرت على الرجوع إلى القصر.
دلفت يارا إلى غرفتها لتضع حقيبتها على الكرسي 
ثم سكبت كوب ماء لتشربه تزامنا مع دخول 
صالح وراءها... أعادت الكوب فوق الطاولة و هي 
تسأله بنبرة فاترة
مش هتروح الشغل..
حرك رأسه بنفي و هو يخرج هاتفه الذي كان 
يهتز داخل جيب سترته ليجده سيف... 
ضغط على زر الايجاب ووضع الهاتف على 
أذنه مسندا إياه بكتفه و هو ينزع أكمام سترته..
يا أهلا و سهلا بالعريس...
ضحك عندما جاءه رد سيف و الذي 
لم يكن سوى شتيمة بألفاظ نابية..إلتفت 
نحو يارا خوفا من أن تكون قد سمعتهم 
لكنه لم يجدها...
وقف من مكانه يبحث عنها و في نفس 
الوقت يستمع لسيف الذي كان يسأله عن 
مكان آدم ليجيبه لكن بذهن شارد..
مش عارف يا سيف و بعدين ما أنا قلتلك
لو كنت أعرف مكانه أكيد مش هقلك..داه
إبن عمي بردو... أنا عارف إنه اذاك كثير 
بس..
داه قفل في وشي.. راحت فين دي كمان 
لتعمل حاجة في نفسها بنت المجنو.. .
رأها في الشرفة تركز ببصرها على شيئ
ما تحتها ليسير ناحيتها...وجدها تراقب 
أروى التي كانت تلاعب لجين على أرجوحتها...
حلوين أوي .. صح.
توقف قليلا قبل أن يتابع..
إنت كمان هتبقي مامي زي
 



القمر...
صالح كان يشعر بحركتها لكنه تجاهل ذلك 
مكملا حديثه
هنجيب أطفال كثير...بس إعملي حسابك عاوزهم كلهم أولاد...طبعا بهزر عاوز بنوتات حلوين 
زي مامتهم..عنيهم خضراء 
رفع يده التي كانت فوق بطنها ليمرر إبهامه
على شفتها السفلى بتمهل...لتكتم يارا أنفاسها 
أحاسيس رغم أنها طبيعية لكنها تمقتها و بشدة 
أنفاسه التي كانت ټضرب عنقها كانت حرفيا 
تزيد من عڈابها...لتنتفض قائلة بنبرة عالية 
لم تقصدها..
بس إحنا من
شوية إتكلمنا في الموضوع داه 
ووعدتني إنك هتسيبني بعد ما أولد .
أجابها صالح و هو يبعد خصلات شعرها عن 
عنقها..
أنا كنت بتخيل بس...متحطيش في بالك .
وأكمل..على فكرة أروى هي أحسن حد هتقابليه
في القصر داه تقدري تنزلي تتكلمي معاها 
هي أه مچنونة بس طيبة أوي... شايفة 
البنت اللي بتلعب معاها دي مش بنتها 
دي بنت فريد جوزها.. بس هي بتعاملها 
و كأنها بنتها لدرجة إنها مبقتش تروح جامعتها 
عشانها..بتحبها أوي..
أغمضت أروى عينيها و قد بدأت معدتها تتقلب
من لمسات صالح. 
إنسلت من أمامه و هي تفرك عنقها و تحديدا 
مكان لمساته التي لاتزال تشعر بها رغم
إبتعادها عنه... سارت بارتباك نحو باب الجناح 
قائلة و هي ترتدي معطفها..
أنا هنزل أشوفها...فصدي أتكلم معاها عن إذنك .
نزلت مهرولة عدة درجات لتسمع صوت صالح 
يطلب منها أن لاتسرع لتتذكر في تلك اللحظة 
أنها حامل...لتتريث في سيرها حتى وصلت 
لبهو القصر...ثم تابعت طريقها نحو الحديقة الخلفية 
حيث كانت أروى تلاعب لجين...
رأتها أروى و هي تتجه نحوها لتلوي
شفتيها بانزعاج و تعطيها بظهرها..
يارا..صباح الخير..
تجاهلتها أروى و هي تحمل لجين مقررة 
الصعود إلى الأعلى محدثة الصغيرة..
يلا يا لوجي.. خلينا نطلع فوق... أصل 
الجو هنا فجأة بقى خنقة...
إعترضت يارا طريقها تمنعها من المرور 
قائلة..
أنا بعتذر على الكلام اللي قلتهولك إمبارح 
مكنتش أعرف إنك مرات فريد أخو صالح .
هزت أروى حاجبها و هي تجيبها..
يعني لو مكنتيش عرفتي إني مرات فريد 
مكنتيش هتيجي تعتذريلي دلوقتي ...
تنهدت يارا بصوت مسموع لتقرر أن تكسب 
صداقة أروى بكل الطرق حتى لو تطلب الأمر 
أن تعتذر منها..فقد تحتاج لها في يوم 
من الايام خاصة مع وجود تلك الافعى فاطمة...
تحدثت بعد أن ظلت ثوان صامتة تبحث 
عن الكلمات المناسبة التي ستبدأ بها حديثها..
بصراحة لا...بس أنا مكنتش قاصداكي إنت 
وقتها...
أروى پغضب طفيفو هي فاطمة كانت 
عملتلك إيه عشان تشتميها من أول يوم
جيتي فيه هنا..
يارا و هي تخفض رأسها بتوتر..
عشان حاطة عينيها على جوزي..
شهقت أروى و هي تضع يدها على ثغرها 
ثم تلفتت حولها لتتأكد من خلو المكان بعدها 
أروى بهمس و سرعة في نفس الوقت..
إنت بتقولي إيه...إنت متأكدة طب عرفتي 
إزاي ... هي اللي قالتلك و إلا إنت اللي 
شفتيها ...
إبتسمت يارا عندما تذكرت كلام صالح 
و صفه بأنها مچنونة و طيبة...لتجيبها..
طبعا متأكدة.. أنا مش بتبلى عليها 
أنا أصلا شفتها كذا مرة قبل كده... أنا مش 
عاوزة ادخل في تفاصيل خاصة بس اه
متأكدة البنت دي حاطة عينها على جوزي 
عشان كده شټمتها إمبارح و طلبت من صالح 
إنه يطردها بس هو قلي إنه ميقدرش عشان 
القصر ملك لجده و هو الوحيد اللي يقدر 
يتحكم فيه...
أروى بتأييد و هي تبعد يد لجين التي كانت 
تجذب حجابها..
أيوا صح جدو صالح هو الوحيد اللي يقدر 
يطرد او يعين الشغالين هنا..يعني
الحكاية 
بقت كده يعني الحيتين قاعدين في المطبخ طول النهار و بيتقاسموا في رجالة القصر... إنت ليكي 
صالح و أنا ليا فريد... أنا كده فهمت الحكاية..
يارا باستفهام..
حكاية إيه
أروى بابتسامة شريرة..
أنا هفهمك... 
في فيلا ماجد عزمي...
تقلبت ميرفت في فراشها بتأفف من صوت 
الهاتف المزعج الذي ظل يلح مرارا و تكرارا
على وصول رسايل...نزعت الغطاء السميك 
في فوقها ثم رفعت رأسها تتبع مصدر الصوت 
لتعلم أنه هاتف زوجها ماجد الذي لم يكن 
موجودا بجانبها يبدو أنه غادر إلى عمله 
و نسي هاتفه فالساعة الان تشير إلى العاشرة 
صباحا ..
زحفت للجهة الأخرى لتلتقط الهاتف المزعج
حتى تغلفه أو تحوله للوضع الصامت..لكن
فضول الأنثى بداخلها كان أقوى لتضغط
على الرسائل و تبدأ في قراءتها واحدة تلو
الأخرى حتى إنتهت...
رمت الهاتف بجانبها بلا مبالاة ثم إتعدلت
لتسند ظهرها على خلفية السرير و تنظر
أمامها بلا هدف... دقائق قليلة حتى فتح
باب الغرفة و ظهر من وراءه ماجد الذي
كان يبحث عن هاتفه كالمچنون ليجده
فوق الفراش مكانه...
تلعثم و هو يبرر سبب عودته قائلا..
أنا نسيت تلفوني..و.. ميرفت إنت كويسة .
تساءل عندما لم يجد منها أي ردة فعل بل 
ظلت جامدة و كأنها لوح خشبي..
إلتفتت نحوه توجه لها نظرات مشمئزة قبل 
ان تنبس بمعنى..
على الاقل لما ټخونني إبقى إستنظف...
لم تمهله حتى يتدارك نفسه لتضيف دون أن 
تتغير تلك النظرة على ملامحها..
دكتورة محامية مهندسة إنما رقاصة... 
للدرجة دي بټموت في الرمرمة..إوعى تفكر 
إني كنت نايمة على وذاني و مش داريانة 
بحاجة من مغامرات جوزي... المستشار...
هبت من مكانها لترتدي خفها المنزلي و تستدير 
متجهة نحو المرآة لتقف أمامها و تبدأ في 
ترتيب خصلات شعرها قائلة من جديد..
أنا عارفة كل حاجة و من سنين كمان...يعني
من أول مرة خڼتني فيها ...ضحى عباس
مديرة مكتبك زمان..فاكرها.
لم يجبها أو يعلق فقط إكتفى بالاستماع 
إليها..
بنتك إتجوزت و إبنك بقى راجل...
قطب حاجبيه بفهم ليسألها..
عاوزة إيه يا ميرفت
ميرفت باندفاع و هي تلتفت نحوه..
نتطلق...كل واحد فينا يشوف طريقه 
كفاية عمري اللي ضاع مع واحد زيك .
إندفع ماجد نحوها هادرا پغضب..
بقى دلوقتي الحق عليا.. بقيت انا الراجل الخاېن 
و إنت الست المظلومة اللي تعبت من تصرفات 
جوزها..مش لايق عليكي دور الضحېة بلاش 
نضحك على بعض.
ميرفت ببرود..
مبقاش ينفع دلوقتي يا ماجد... إحنا أصلا
جوازنا كان غلطة من الاول...رغم كل السنين 
اللي قضيناها مع بعض إلا إننا مقدرناش نعيش
كأي زوجين طبيعين ...عشنا و كل واحد فينا بيلوم
الثاني إن هو اللي غلطان..كل يوم خناق و مشاكل 
و الفجوة اللي بينا بتكبر كل يوم لحد ما خلاص 
بقينا غرباء و إحنا عايشين تحت سقف واحد.. 
متقلقش مش هلومك إنك تجوزت عليا عرفي
بدل المرة عشرة...كل داه مبقاش مهم إحنا 
و لا مرة قعدنا نتكلم مع بعض عشان نصلح حياتنا
و اكيد مش هنيجي دلوقتي نعمل كده..
دي نهاية الطريق للأسف .
أومأ لها ماجد فهو طبعا كان ينتظر سماع 
هذا الكلام منذ سنوات..هو أيضا لم يعد يستطيع 
تحمل هذه الحياة الباردة المزيفة ليقول بجدية..
تمام يبقى إتفقنا...و متقلقيش حقوقك كلها 
محفوظة هبقى أحولك المبلغ على حسابك 
بالبنك و الفيلا هكتبها باسم ريان تقدري تقعدي
فيها .
ميرفت بابتسامة خبيثة و هي تركز ببصرها 
في نقطة وهمية أمامها..
كده نبقى متفقين..
الفصل الثالث
8 8K 75 63
بواسطة yasmiinaaziz
رمى سيف الهاتف من يده بعد أن رفض صالح إخباره على مكان آدم للمرة الالف... طوال الأسابيع 
الآخيرة و هو لا يكف عن البحث عنه كالمچنون 
في كل مكان حتى أنه قد كلف اكثر من 
ثلاثمائة فرد من رجاله ليبحثوا عنه في جميع
المطارات و الموانئ و في كل مكان يمكن أن 
يتواجد فيه دون جدوى و هذا ما جعله عصبيا 
جدا في الفترة الأخيرة..
سمع خطوات سيلين وراءه ليلتفت نحوها
منتظرا ما ستقوله له...
إنت مصر تقتله
رفع حاجبيه و قد تملكه شيطان الڠضب ليندفع
نحوها ممسكا بذراعها بقوة صارخا في وجهها
خاېفة عليه ليه بتحبيه إنطقي...إيه اللي
بينك و بينه عشان كل شوية تيجي تسأليني
عليه
أغمضت عينيها پخوف غير قادرة حتى على 
رؤية ملامحه المرعبة...لكنه رغم ذالك لم يرحمها 
و كأن من أمامه ليست تلك الحبيبة التي قام 
بأشياء لم يتخيل أنه سوف يفعلها يوما حتى 
يفوز بها...
صاح من جديد بعد أن طال صمتها..
قلتلك إنطقي..قوليلي خاېفة عليه ليه
أجابت پبكاء..
أنا خاېفة عليك إنت..مش تقتله عشان هتبقى 
مچرم .
إمتلأت بالدموع و قد لان قليلا بفضل كلماتها
البسيطة..
طب خلاص إهدي..كل حاجة هتبقى كويسة.
نظرت نحوه تستجديه مرة أخيرة
يعني مش هتقتله
أجابها بحدة و هو يضغط على أسنانه پغضب
المۏت هيبقى

أرحم من اللي هعمله فيه... 
سنين و أنا بستحمل و أعدي لغاية ما خلاص 
جاب آخره معايا...
سيلين برجاء..
بلاش يا سيف...إسجنه و بلاش تقتله.
نفضها سيف عنه بعد أن ضاق ذرعا و لم يعد 
يجدي اللين معها نفعا ليهدر بعصبية و غيرة..
ملكيش دعوة بالمواضيع دي...و متتدخليش
ثاني فلي ميخصكيش إنت فاهمة.
صاحت سيلين لأول مرة بعد أن فقدت 
السيطرة على أعصابها
لا يخصني...لما جوزي بيبقى بيدور على 
حد عشان ېقتله و يبقى مچرم يبقى يخصني...
قاطعها سيف پجنون عندما شعر أنه على وشك
فقدان السيطرة على نفسه..
سيلين...إخرسي مش عاوز كلمة زيادة في 
الموضوع داه.
دفعته سيلين و تراجعت بجسدها إلى الوراء 
قائلة بتصميم..
يبقى إطلقني يا سيف.. طلقني و روح إعمل اللي 
إنت عاوزه انا مستحيل أبقى على ذمة واحد مچرم زيك .
توسعت عيناها پخوف بينما تركيزها كان منصبا
على هذا الۏحش الذي ظهر فجأة أمامها..لم 
يكن سيف من يقف أمامها الان بل شيطان 
بعيون حمراء يرمقها پغضب قاټل...
ترجوه أن يتركها لكنه ظل واقفا كالتمثال 
و كأنه لا يسمعها...كانت تستمع لصوت تنفسه 
القوي تلاه همسه و هو يردد و كأنه مختل عقلي..
عاوزة تتطلقي... عاوزة تسيبيني و تروحيله...
أمال رأسه ليصبح شكله كمچنون هارب من
مصحة نفسية و هو يفح من بين أنفاسه..
عارفة أنا وصلت عملت إيه عشان أتجوزك..
كذبت...و أنا اللي بكره الكذب...و إستحملت 
دلعك و برودك شهور طويلة و إنت جنبي و مش
قادر ألمسك عشان مش عاوز أغصبك على حاجة.. 
جبتلك كل اللي إنت عاوزاه و عيشتك أميرة 
حبيتك و إديتك قلبي... حاولت بكل جهدي 
أخليكي مبسوطة رغم إني كنت بټعذب.. 
بعد كل داه عاوزة تتطلقي... 
توقف عن التحدث ليستجمع أنفاسه قبل أن يهدر من 
جديد..
ماشي... إتفقنا...هطلقك..
بس بشرط الأول تدفعي ثمن كل حاجة 
خذتيها مني... ثمن حبي و إهتمامي بيكي
و دول غاليين أوي...حتى الهدوم و المجوهرات... و ثمن مصاريف عملية طنط هدى ...هتدفعي
ثمن كل حاجة...كل حاجة خذتيها مني ..
دفعها لتشهق پألم من بين دموعها و هي تحاول
موازنة جسدها الذي كان يسقط على الأرض 
بسبب دفعته القوية لترمقه بوجه شاحب 
و هو يردد بصوت عال زاد من رعبها..
بقى عاوزة تطلقي عشان تروحيله...للدرجة 
دي بتحبيه...
تضاعف خۏفها حتى أن 
قلبها كاد أن يتوقف فجأة عن النبض بسبب
تسارع دقاته... هزت رأسها بنفي تنظر له 
بتوسل لكنه لم يأبه... 
لأول مرة لم يعد يهتم لحزنها و بكاءها بعد 
أن كان مستعدا لقتل نفسه فداء لأي دمعة 
تسقط من عينيها...
كانت ستتحدث لتبرر له لكنه اخرسها بإشارة
من يده ثم قال..
المسرحية إنتهت و الأقنعة إتشالت و كل 
حاجة بقت عالمكشوف...يعني معادش فيه 
داعي للكذب و التزييف..عشان كده عاوز 
أصارحك بحاجة أخيرة...أنا زهقت منك ...
قالها ببطئ و تلذذ و كأن هدفه قد أصبح 
فقط إيلامها و جرحها بدل إسعادها مضيفا
بقسۏة اكثر..
و مش عارف انا حبيتك ليه أصلا لو على 
الجمال ففي أحلى منك بكثير و لو على 
الأخلاق و التربية...فمفيش ست محترمة
تدافع عن راجل ثاني قدام جوزها و لا حتى 
تفكر فيه بينها و بين نفسها...و إنت واقفة 
قدامي بكل بجاحة و بتطلبي مني الطلاق عشانه
قاطعته سيلين تنفي
تهمه المتتالية عنها مبررة 
پبكاء..
انا مش بدافع عنه... أنا خاېفة عليك إنت...
سيف بصړاخ و هو يرمقها باحتقار..
إخرسي مش عاوز أسمع صوتك.. من هنا 
و رايح هعاملك المعاملة اللي تستحقيها.. 
سيف اللي بېخاف عليكي و بيحبك إنتهى
خلاص و جا مكانه.. الشبح..و دلوقتي 
جهزي نفسك عشان مسافرين... 
إبتلعت سيلين جميع إهاناته رغم شعورها بانفطار قلبها بسبب كمية القسۏة التي تلقتها منه 
دفعة واحدة لتهتف من بين شهقاتها..
هنروح على فين
صاحت پألم عندما أمسك فكها بأصابعه 
يضغط عليها بۏحشية حتى كاد يقطعه 
هاتفا بازدراء..
 



نفذي الأوامر من غير ما تسألي... 
يلا..
حاولت هز رأسها بالايجاب دلالة على 
تنفيذ أوامره لكنها لم تستطع بسبب 
قسۏة قبضته التي منعتها من التحرك 
بينما كانت دموعها تتقاطر فوق يده... 
رغم ذلك لم يرحمها و كان شيطانا قد 
تملكه.. هكذا هو سيف إذا تحول إلى 
الشبح فكل قسۏة العالم تجتمع بداخله...
ظل يحدق فيها عدة ثوان قبل أن يتركها
مردفا بنبرة جافة.. غوري إعملي اللي قلتلك 
عليه أوام...
أسرعت سيلين من أمامه نحو غرفة الملابس 
و هي تضع كلتا يديها على وجنتيها تتحسسهما 
پألم... أغلقت باب الغرفة وراءها ثم خطت نحو الداخل لتخرج بعض الملابس بعشوائية و هي 
تهمس لنفسها پقهر..
أنا اكيد بحلم..مش هو داه سيف اللي بيحبني 
داه واحد ثاني انا اول مرة أشوفه..
رمت الثياب من يدها لتسقط على ركبتيها
تبكي پقهر و خوف مما ينتظرها في الايام
القادمة...
في المساء في جناح فريد...
كانت أروى تجلس على الاريكة و بجانبها 
لجين تلعب بألعابها.. نفخت بملل و هي 
تعيد المكعبات التي رمتها الصغيرة من الصندوق.. 
في ذات الوقت دلف فريد و هو يبتسم لهما
بتعب بعد يوم طويل من العمل..
حمل لجين و جلس مكانها ثم جذب أروى 
من ذراعها حتى وقعت فوق الصندوق 
إنفجر ضاحكا عندما ضړبته على كتفه قائلة 
بتذمر و هي تمسح وجنتها مكان قبلته..
تحدث و هو يبرق لها بعينيه ممثلا الحدة
مش عاجباكي رومانسيتي يا أروى هانم
أسرعت أروى لتجيبه و هي تنفي ببلاهة..
ياعم و هو إحنا طايلين...كثر منها إنت بس 
و لا يهمك..
تحدثت أروى تسأله..
مش هتغير هدومك و تتعشى..
أومأ لها ليضع الصغيرة فوق ساقيها ويقف 
من مكانه قائلا..
أكلت في الشغل...هدخل أخذ شاور و أطلع 
أكمل لعب مع لوجي... واحشاني اوي .
لوت أروى شفتيها ممثلة الغيرة لتقول..
لوجي بس اللي واحشاك...راحت عليكي يا 
أروى خلاص شهر العسل خلص...ااااااا
بتعمل إيه نزلني ضحكت البت عليا..نزلني... 
برستيجي راح.. وقع على الأرض نزلني 
أدور عليه قبل ما يضيع مني .
صاحت عندما رفعها من رقبة قميصها الخلفي 
لتتأرجج ساقيها في الهواء.. نظرت بغيظ
نحو لجين التي كانت تصفق بيديها و تضحك 
و كأنها تشاهد عرضا في السيرك.. 
قائلا من بين أخرى..
وحشتيني..جدا... دايما.. و على طول ...
همست له أروى و هي تحاول النزول..
مينفعش قدام البنت...عيب 
فريد برفض..
تؤ مش قبل ما تتأكدي إنك وحشتيني.
أروى بضحك..
خلاص و آلله تأكدت و عارفة... أنا بس كنت 
بجر شكلك...
لكنه تراجع قائلا بمرح يمازحها..
ااه يا ظهري...إنت مش ناوية تطولي شوية 
هتفضلي لحد إمتى أوزعة .
شهقت و هي تدفعه قائلة بخبث..
بقى كده... مش عاجبك... يلا يا لوجي خلينا
نروح أوضتنا... اصلي تعبانة و عاوزة أنام.
الخلف قائلا بلهفة..
لاااا...إلا دي مش هخليكي تعتبي باب الأوضة 
و خلي لوجي تنام معانا بس متمشيش...
قبل خدها و هو يهمس مضيفابليز..
نظرت أمامها للجين لتغمزها مبتسمة بانتصار 
قبل أن ترسم ملامح الجدية على وجهها قائلة
عفونا عنك..يلا أدخل خذ شاور عشان 
عاوزة أروح أقعد ما البت يارا مرات أخوك .
فريد بدهشة..
يارا.. مش كنتوا مټخانقين إمبارح..
أروى.. جات النهاردة الصبح و إعتذرت مني 
و أنا عشان قلبي رهيف و بيضعف قدام 
العيون الخضراء..و البت عليها عيون أحيييه...
و لا نانسي عجرم... بس انا لسه زعلانه منها 
تخيل قعدت ساعتين أتحايل عليها
عشان تقلي
على إسم الدكتور اللي بتروحله 
بس مرضتش تقلي... و مصرة إن شفايفها طبيعي
بت حقودة .
دفعها فريد برفق إلى الأمام و هو يضحك 
على چنونها لتتمسك به أروى هاتفة برجاء
و تنظر له بعيون القطط
مطت شفتيها للأمام و هي تكمل بصوت 
مكتوم..
زي بق البطة بالضبط...بليز...
كان فريد ينظر لها ببلاهة عندما كان يتحدث 
حتى إذا إنتهت ضړب يدها التي كانت تتمسك 
بكتفه قائلا..
متجوز مچنونة يا ناس...يا بت إعقلي مش 
كفاية اوزعة و كمان هبلة..فيلر إيه اللي إنت 
عاوزة تعمليه بعدين مالها شفايفك...
أروى بحنق..
اوووف يا بخيل مش عاوزني أصلح شفايفي 
عشان متخسرش فلوسك... أنا عاوزة شفايفي 
تبقى حلوة زي يارا . 
جربي تغيري حاجة في شكلك عشان أفرغ 
و خدودك اللي شبه الفراولة دي و كل حاجة 
فيكي بتاعتي أنا يا مجنناني...إنتي
مش شايفه نفسك في المراية..هو في 
أحلى من كده... طب أعترفلك بحاجة 
أنا إنبسطت جدا لما قررتي متروحيش الجامعة 
عشان مش عاوز حد يشوف قمري اللي طالع 
بالنهار و منور حياتي.. بس لو غيرتي رأيك 
و عاوزة تروحي إبقي خذي لجين معاكي 
عشان محدش يبصلك.. .
ضحكت أروى ثم تأوهت من ألم شفتيها 
لتتحدث و هي تتلمس شفتيها بأصابعها..
مش جايبة كرامتي الأرض غير رومانسية 
لو فضلت كده هضطر ألبس باروكة...
ضحك فريد ثم أرخي أصابعه عن شعرها
و يبدأ في ترتيبه قائلا بصدق..
كرامتك فوق راسي و في عنيا...يا مجنونتي 
هسيبك المرة دي عشان شفايفك اللي بازت.. 
بس متنسيش تحطي عليها مرهم عشان 
بكرة ألاقيهم جاهزين ..
لکمته أروى على صدره هاتفة بحنق..
هي شفايفي هدوم لازم أغسلها عشان 
بكرة تلاقيهم جاهزين...روح خدلك شاور 
عشان تيجي تهتم بلوجي شوية يارا بقالها 
ساعة بترن عليا يمكن عاوزة حاجة...
ضحك فريد من جديد قائلا و هو يتوجه 
نحو الحمام..
ما محبة إلا بعد عداوة..
أنهى فريد حمامه و إرتدى ملابسه ثم 
خرج ليجد أروى تجلس على السرير 
و منشغلة مع لجين في تركيب سكة 
القطار... 
رفعت رأسها لتجد أمامها فريد الذي كان 
يتأملهما بحب يشع من عينيه..لم ينتظر 
كثيرا حتى إنظم إليهما يعدل سكة القطار 
التي كانت منحنية في زوايا خاطئة..
فكها و أعاد تركيبها لتهتف أروى بازعاج 
مزيف..
بنتك دي طالعالك بتحب ألعاب الأولاد... 
مصممة تمشي القطار بتاعها بقالي ثلاثة 
ايام بحاول اركب السكة بس مقدرتش...
أجابها فريد بعد أن إنتهى في ثوان معدودة
من تركيب السكة ليبدأ في تركيب قطع القطار..
طالعالي..حبيبة بابي..
قبل الطفلة من وجنتها لتصفق بحماس و هي 
ترى إكتمال السكة... بينما تحدثت أروى 
من جديد..
طيب خلي بالك منها أنا هنزل ليارا و ارجع 
و لو تعبت و عاوز تنام كلمني انا هاخذ التلفون
معايا..
تمتم فريد بصوت منخفض..
تمام.. بس متتأخريش. 
ثم عاد لينشغل باللعب مع الصغيرة..
نزلت أروى الدرج لتجد يارا تنتظرها 
و ما إن رأتها حتى صعدت الدرجات الفاصلة 
بينهما هامسة بصوت بالكاد يسمع..
إتأخرتي ليه بقالي ساعة مستنياكي..
أجابتها أروى بهمس أيضا..
إستنيت فريد لما فضي عشان يهتم 
بالبنت و جيت على طول فيه إيه
جذبتها يارا وراها و هي تلتفت حولها 
كالسارق و تنزل بها درجات القصر متجهة 
نحو المطبخ قائلة..
عاوزاكي في موضوع مهم جدا..
رددت أروى خلفها باستغراب..
موضوع مهم...
أضافت يارا بتردد
و خطېر جدا و مينفعش حد يعرفه خلينا
ندخل المطبخ و نتكلم براحتنا...
دلفتا إلى الداخل لكنها وجدتا هانيا و فاطمة
تجلسان حول الطاولة و تشربان القهوة...
تجهمت ملامح يارا و هي ترمق فاطمة بنظرات
قاټلة بينما تحدثت أروى بكل برود و هي ترفع
يدها لترسم مستطيلا وهميا في الهواء أمامها..
شاهد قبل الحذف...أفعتان تجتمعان في مكان
واحد داخل قصر عزالدين..
أنزلت يدها لتضعها في خصرها مضيفة 
بنبرة تدل على إنزعاجها موجهة حديثها لهانيا..
إنت إيه اللي مقعدك هنا لغاية دلوقتي...مش 
ناوية تلمي الباقي من كرامتك اللي ملهاش 
وجود أصلا و تغوري من هنا...
أجابتها هانيا ببرود دون أن تلتفت إليها..
مش فاهمة قصدك إيه يا أروى هانم ...
أروى بسخرية
قصدي إن أروى هانم بتقلك إمشي من هنا 
خلاص فرمان إقالتك منصبك صدر من يومين 
يا فريال خانوم فياريت تلمي هدومك و تمشي.. 
عشان معادش ليكي لازم في القصر داه.
ظلت هانيا في مكانها دون أن تبدي أي ردة 
فعل قائلة..
بس فريد بيه هو اللي جابني عشان أشتغل يعني 
للأسف... أنا باخذ اوامري منه هو و بس...
هزت أروى رأسها بإيجاب متمتمة
و بتعرفي تردي كمان ماشي...خليكي قاعدة 
بس إبقي إفتكري إني حذرتك و قلتلك 
إمشي بهدوء بدل المرة عشرة.. عشان 
إن شاء الله إن شاء الله خروجك من هنا 
هيبقى بڤضيحة...
أشارت ليارا التي كانت تكتم ضحكتها 
بالخروج ثم سارت وراءها بضع خطوات 
حتى إذا وصلت للباب توقفت لتلتفت
نحوهما من

جديد قائلة بسخرية و هي تلوي
شفتيها..
إبقي إمسحي الأرض كويس يا فاطمة 
عشان في أربعة كيلو كرامة واقعين من حد 
مهزق عمال يمشي و سايب كرامته لغاية 
ما بقى خالي من الكرامة و دا مرض معدي
فخلي بالك من نفسك إنت كمان .
سارت و هي تتمايل بتعمد أمامهما لتثير 
غيظهما..وجدت يارا تضحك على تصرفاتها
لتشاركها الضحك و هي تسير بها نحو إحدى 
أركان الحديقة... 
أروى..
يلا كفاية ضحك بقى و قوليلي كنتي 
عاوزاني في إيهو إيه هو الموضوع المهم 
اللي مجرجراني عليه من حضڼ جوزي في 
نص الليل داه .
يارا بضحك..
هو إنت دايما كده مچنونة...دي الساعة يادوب 
داخلة على تسعة..
أروى يلا بقى تكلمي قبل ما نتجمد من البرد 
و يلاقونا تمثالين جليد...
يارا و هي تفرك يديها بتوتر..
أنا كنت عاوزة أقلك إن أنا حامل..
إندهشت أروى لكن عندما شاهدت توتر يارا 
لم تشأ أن تحرجها أكثر لتردف يارا مكملة..
أصل أنا و صالح تجوزنا بقالنا أكثر من شهر..
إحتضنتها أروى و هي تهمس لها..
ألف مبروك..داه خبر حلو اوي و لازم نحتفل 
بيه .
إرتبكت يارا و هي تجيبها
عشان خاطري متقوليش لحد...خلينا 
نزيد أسبوع و إلا إثنين كمان.. مش عاوزة 
حد يفهمني غلط... بس و الله العظيم أنا 
و صالح بقالنا اكثر من شهر متجوزين...
ربتت يارا على كتفها قائلة بابتسامة صادقة..
و الله مصدقاكي و فرحت جدا عشانك... 
أكيد صالح مدلعك آخر دلع عشان ولي العهد...
تحدثت و هي تحرك حاجبيها لتخفي يارا
توترها و تومئ لها برأسها بالإيجاب.. 
أروى بتذكر..
يعني هو داه الخبر الخطېر اللي إنت 
عاوزة تقوليلي عليه
حركت الأخرى رأسها بنفي لتشهق أروى 
و هي ټضرب صدرها بحركة شعبية قائلة..
يا لهوي.. إوعي تقوليلي إنك عاوزة تنزلي 
البيبي زي البنات اللي في الروايات لا ياختي
أنا مليش في الكلام داه...دي چريمة و هتحاسب
عليها و أنا بصراحة مش ناقصة ذنوب كفاية
الدكاترة اللي بيدعوا عليا في الجامعة..
قاطعتها يارا برجاء..
يا أروى بليز إرحميني...أنا مش حمل جنانك 
دلوقتي مين قلك إني عاوزة أنزله..
أروى بتفكير..
مدام قلتيلي بليز... ماشي قدامك دقيقة 
عشان تكملي الحكاية... اصلي مش بعرف 
أسكت
اكثر من دقيقة عاملة زي قناة النيل 
الإخبارية و ممكن أدخل عليكي في اي وقت 
إتفضلي .
حدقت فيها يارا و هي تحرك رأسها بيأس قبل 
أن تتحدث..
أصل أنا من شوية كنت واقفة في البلكونة 
وشميت ريحة حلوة اوي..
أروى بضحك..
بتتوحمي يا بطة..
يارا بإيجاب..أه الظاهر كده...
أروى بحماس..
أنا بحب الحاجات دي أوي.. ها بتتوحمي
على إيه قوليلي عاوزين نطلع عنين صالح 
و نقرفه في عيشته..
يارا بإرتباك.
أروى بذهول..س... س. إيه ياختي بقى 
أنا بقلك نطلع عنين صالح تقوليلي 
إنت عاوزة تودينا في داهية .
يارا..
مش بإيدي انا كنت واقفة في البلكونة 
مش هتأثر..
أروى بتفكير..
طب بعيدا 
نبعث حد من الحرس يجبلنا علبة من برا..
نظرت نحوها و هي تضيق عينيها مضيفة..
دي تبقى ڤضيحة بجلاجل..صح... اصل 
يارا بملل..
عورة إيه إنت الثانية دي طنط 
إلهام و مامي ... و انا كمان 
لما كنت في الجامعة جربت كذا مرة بس 
معجبنيش طعمه وحش..
أروى بسخرية..
و دلوقتي بقى طعمه حلو.. إمشي من
يا بت أنا مش فاتحة كشك هنا... شوفي 
جوزك يمكن تلاقي معاه.
حركت قدمها لتسير للأمام عائدة نحو 
غرفتها لكن يارا جذبتها لتعيدها قائلة..
بس صالح مش بېدخن...
أروى..أمال انا اللي بدخن... يابت متخلينيش 
أشتم اللي جابك أنا ماسكة نفسي بالعافية .
يارا بإلحاح..لا بس جوزك بېدخن روحي
هاتيلي منه سجارة و إلا إثنين بس من غير 
ما يحس بليز.
أروى و هي تتخصر..
الناس بتسرق ذهب و فلوس و انا أسرق 
أنا ماشية و أوعي ترنيلي ثاني أنا من النهاردة 
معرفكيش .
يارا بتوسل..
بليز يا أروى.. أرجوكي عشان البيبي
يرضيكي يطلع مرسوم 
رمشت بعينيها و هي تكرر بإلحاح..
بليز
 



يا أروى بليز إنت صاحبتي الوحيدة 
في المكان داه .
أروى و هي تقلب شفتيها..
غلطة و ندمانة عليها...لحظة ما فكرت 
أبقى صاحبتك .
يارا.. يلا روحي بسرعة أنا هستناكي...بس
متتأخريش عليا الجو برد...
أروى باستسلام
ماشي بس تعالي أدخلي إستيني تحت في الصالون 
عشان الجو برد اوي هنا و إنت حامل..
إبتسمت لها يارا ثم سارتا نحو الداخل دون 
أن ينتبها لهانيا و فاطمة اللتين كانتا 
تقفان خلف إحدى الأشجار في مكان مظلم
و تستمعان لهما...
شهقت فاطمة پقهر و هي تهمس لهانيا..
إنت سمعتي اللي أنا سمعته دي طلعت حامل..و كمان متجوزين بقالهم أكثر من شهر..
هانيا و هي تربت على كتفها بشفقة
إهدي يا فاطمة إنت عارفة إن داه كان 
هيحصل دلوقتي أو بعدين..
فاطمة پغضب ووعيد..
بس انا مش هسيبهم حتى لو بقى 
عندهم عشر عيال.. صالح ليا أنا و هاخذه 
منها بأي طريقة..
إلتفتت نحو هانيا و قد بدأ عقلها يحيك 
خيوط خطتها الشريرة قبل أن تتحدث 
بتحريض..
و إنتي كمان لازم تستعجلي و تنفذي خطتك 
قريب جدا... عشان العقربة اللي أروى دي مصرة
إنها تطردك من هنا...
أومأت لها هانيا لتضحك فاطمة بشړ و هي 
تكمل..
تعالي عشان مهمتك هتبتدي من دلوقتي..
في الأعلى..
دلفت أروى الجناح لتجد فريد مازال يلعب 
مع لجين...رآها ليبتسم و هو يرفع ذراعيه نحوها
قائلا..
تعالي..
واحشاني...
أروي بسعادة..بالسرعة دي..
فريد مقبلا رأسها.. دايما و على طول..أشار 
نحو القطار الذي كان يسير فوق السكة مصدرا صوتا عاليا ليعرض عليها أن تشاركهما اللعب..
بصي لوجي مبسوطة إزاي...الظاهر عجبتها اللعبة
دي جدا..
إستندت أروى بذقنها فوق صدره و هي تقول..
اه فعلا حلوة اوي...
شعرت بالنعاس لأن فريد كان يلعب بخصلات شعرها 
بعد أن أزاح حجابها .. تنهدت قبل أن تنتفض 
فجأة وهي تتمتم بإسم يارا مما جعل فريد يستغرب
مالك يا حبيبتى...
تلعثمت و هي تجيبه..لا و لا حاجة...أنا هروح 
الحمام...
وقفت تلتفت حولها بحثا عن علبة السچائر 
الخاصة به و هي تكاد تبكي بداخلها شاتمة 
يارا بكل الشتائم التي تعرفها...
لمعت عيناها عندما لمحت العلبة فوق 
الكومودينو و فوقها القداحة وراء ظهر فريد مباشرة... 
رفعت عيناها نحو فريد الذي لم يكن 
منتبها لها...
إختطفتها ثم خبأتها في صدرها بسرعة
ثم سارت نحو باب الجناح قائلة..
حبيبي خمس دقائق و راجعة..
لم تنتظر حتى إجابته و هرولت خارجا حتى 
وصلت ليارا التي كانت تنتظرها..
تحدثت بصوت لاهث و هي تنظر حولها..
بقيت حرامية بسببك..خذي يا أختي 
على الله ينفع...
إلتقطت يارا العلبة و القداحة لتشعل إحدى 
السچائر و تبدأ في تدخينها بشهية و كأنها 
تأكل وجبتها المفضلة.. 
اخذتها أروى نحو الصالون الخشبي الموجود 
في الحديقة لتجلسا عليه و من حسن الحظ 
أنه كان في مكان مظلم.
في الأعلى..
كانت فاطمة تقف في بهو الطابق الذي 
يقع فيه جناح فريد تراقب المكان و هي 
تحث هانيا حتى تنجز مهمتها... 
طرقت باب الجناح ليفتح لها فريد بطلته
الساحرة و رائحة عطره الرائعة و التي جعلت 
هانيا تبتسم تلقائيا و هي تكاد تلتهمه بنظراتها 
الشغوفة...
هانيا..مساء الخير يا فريد بيه..
فريد..مساء النور..
هانيا..أنا كنت
جاية عشان آخذ لوجي 
أصل داه وقت نومها.. بعد إذنك طبعا .
فريد بنفي لوجي هتبات معانا النهاردة..
هانيا بإيجاب.. اوكي فريد بيه... تصبح 
على خير و سوري لو ضايقت حضرتك... 
أصلي شفت أروى هانم تحت 
و كنت هسألها بس..
سكتت قليلا ثم إلتفتت نحو الجهة التي 
كانت تقف فيها فاطمة ثم عادت لتنظر أمامها
لتهتف بخبث..
أصلها مع يارا هانم 
فمحبيتش أضايقهم..
تأملت ملامح فريد المندهشة بإستمتاع 
و هي تقول في نفس الوقت..عن إذنك 
يا فريد بيه ...
دلف فريد مرة أخرى نحو الجناح ليبحث 
بعد أن تذكر أروى عندما خرجت 
مسرعة منذ قليل دون أن تخبره وجهتها.. 
ضحك عندما لم يجد العلبة مكانها ليحدث
لجين بمزاج..
مامتك دي إنحرفت رسمي...حسابها معايا 
لما ترجع...
في الحديقة...
هاتفة بحنق
نهارك إسود...يا بت إتهدي كفاية.. هتأذي البيبي اللي في بطنك بالقرف ده..
يارا برجاء..
واحدة ثانية بس...بليز.. أوعدك إن دي 
هتكون آخر مرة. 
هو اصلا طعمه وحش و أنا مش بحبه .
أعطتها أروى العلبة على مضض لتضيف 
يارا و هي تلتقطها بلهفة مثل قط جائع وجد
سمكة أمامه.. قوليلي يا أروى هو إنت 
ليه بطلتي تروحي الجامعة.
أرويعشان لجين... .
يارا.. ماهي عندها مربية..
أروي پغضب طفيفلا..انا طردتها بس فريد 
قلي خليها تقعد لغاية ما يلاقيلها شغل مناسب 
في مكان ثاني..
هزت يارا رأسها عدة مرات قبل أن تتحدث..
طيب كلمي أي مكتب تشغيل و هو هيبعثلك 
غيرها...الاهتمام بالأطفال صعب جدا و مش 
هتقدري عليها لوحدك..
أروى.. يعني عاوزاني أسيب البنت أربعة 
و عشرين ساعة مع المربية...لا مقدرش طبعا
دي يتيمة و محتاجة حب و حنان مش إهتمام 
بس.. المربية مهمتها إنها تحميها و تغيرها لها
هدومها و تأكلها و تنيمها..و تلعب معاها بس 
هي هتعمل كل داه عشان واجبها مش عشان 
بتحبها..لجين دي بنتي و أنا لا يمكن أخليها 
تحس في يوم من الايام بأنها يتيمة و ملهاش 
أم..الاحساس داه وحش جدا و أنا أكثر حد 
عانيت منه رغم إني امي كانت عايشة..
يارا بتأييد..فعلا معاكي حق..بس بردو 
خسارة إنك تسيبي جامعتك و إنت فاضلك 
سنة واحدة..
أروى.. مش قبل ما أطمن على لجين...حطي
نفسك مكاني إنت لو خلفتي هتأمني على 
إبنك مع واحدة ثانية متعرفيهاش
يارا بعدم إهتمام..
لا أنا هسيب البيبي مع ابوه عشان هنطلق
بعد ما أخلف على طول.. إحنا متفقين على كده .
شهقت أروى لما سمعته لكنها لم تصدق 
ظنا منها أن يارا تمزح لتهتف بسخرية
باين إن السجارة لحست دماغك... أنا 
بقول كفاية كده
لتقع تحت قدمي صالح الذي توقف عن السير 
للأعلى قائلا..
إيه دي
فزعت أروى من حضوره المفاجئ لتتمسك
بيارا التي ذهلت أيضا من مجيئه... 
تحدثت أروى بتأتأة و هي تضحك ببلاهة في
نفس الوقت..
ههه ههه ص... صالح..
أجابها صالح 
يدها..أيو صالح..ممكن أعرف إنتوا بتعملوا إيه هنا
تنحنحت أروي و هي ترسم الجدية المزيفة 
التي لا تليق بها على الإطلاق قائلة..
قاعدين بنتكلم في مواضيع خاصة بالستات... 
هنكون بنعمل إيه يعني
صالح باستهزاء و هو يرفع حاجبيه بشك
و أنا قلت كده بردو...ماهو مش معقول هتقعدوا
برا في البرد داه و الظلمة دي عشان تشربوا
نفت أروى برأسها لتبدو مضحكة و كأنها طفلة 
صغيرة و هي تراقب خطوات صالح الذي 
تحرك نحو أحد الاعمدة و ضغط على 
رز لينير المكان..
هو إحنا بتوع الكلام داه .
ضحك صالح ثم جلس بجانب يارا قائلا..
لا طبعا..
أشار نحو العلبة التي كانت فوق الطاولة 
قبل أن يضيف..
أروى بنفي.. لالا... إحنا لقيناها واقعة على 
الأرض هناك ...
نظر نحو يارا ليقول محاولا إخفاء ضيقه منها..
متهيألي كفاية كده و خلينا ندخل جوا 
الدنيا برد و ممكن تمرضي..
أجابته أروى بمزاح بعد أن لاحظت عدم رغبة يارا
في الذهاب معه
ما تهدى يا عم الۏحش...البت سفروتة مش 
قدك و إنت كل ما تشوفها تاخذها ورا مصنع 
الكراسي...وفر صحتك لسه العمر قدامكوا طويييل ...
قهقه صالح بينما ظلت يارا تنظر لهما بعدم 
فهم لتميل أروى ناحيتها هامسة قاعدة 
و بتبحلقي في إيه.. ما تقومي تسبقيه عشان 
تغسلي إيديكي و وشك
مالياكي دي قبل ما يعرف ... بقيتي شبه عم صبري صاحب القهوة اللي في حارتنا..
كانت يارا ستقف لكن يد صالح منعتها الذي
هتف من بين ضحكاته
خليكي و بلاش تسمعي كلام الهبلة دي 
عشان هتوديكي في داهية...
أجابته أروى و هي تمط شفتيها..
كلكوا ظالميني كده... طب و الله أنا أكثر 
واحدة غلبانة في البيت داه..
إطلعي لجوزك زمانه مستنيكي ورا مصنع
الكراسي...
وقفت أروى من مكانها و هي ترتب حجابها قائلة بغرور..
تؤ... أنا و فيري أركى أرقى من كده... يلا 
تشاو.. تصبحوا على خير .
ما إن غابت أروى حتى تجهمت ملامح صالح
ليستقيم واقفا من مكانه و يجذب يارا من ذراعها
هاتفا بحدة
وصل بيكي الاستهتار و الأنانية... 
و إنت حامل..عاوزة 
تقتلي البيبي...
ضغط على ذراعها أكثر مضيفا بټهديد..
نسيتي أخوكي...
لمعت عينيه بشراسة تحت أنوار الحديقة
مما جعل يارا تغمض عينيها پخوف قبل 
أن

ترد بصوت ضعيف
داه.. داه وحم...
كتفيها و يحثها على السير نحو القصر..
وحم... و إلا وحشتك عمايلك بتاعة
زمان...حسابك فوق.. أقسم بالله لربيكي
يا يارا عشان تبقي تفكري قبل ما ټأذي إبني
ثاني..
إبتلعت المسكينة ريقها بصعوبة و هي 
تسير إلى جانبه و كأنها آلة...لم تعد تفكر 
في نفسها
فهي قد تعودت على عقابه
و عڈابه...لكن شقيقها الصغير الذي 
لاذنب له لاتستطيع توريطه مع هذا الۏحش
الذي لايرحم...سوف تظل تعتذر له حتى 
الصباح إذا لزم الأمر لكنها ان تدعه يؤذيه...
في غرفة كامل و إلهام..
كانت إلهام تجلس أمام تسريحتها تنزع 
مجوهراتها و تزيل طن مواد التجميل التي 
كانت تضعها فوق وجهها... 
بينما كان كامل منشغلا بالعمل على حاسوبه 
كعادته..إلتفتت نحوه قائلة..
آدم كلمني النهاردة... و قالي إن سيف لسه
بيدور عليه و مش ناوي يسيبه المرة دي..
أجابها كامل ببرود..
يستاهل... محدش قله ېتهجم على بيوت الناس..
إلهام پغضب
دلوقتي بقت بيوت ناس...مش داه سيف 
عدوك اللي عاوز تتخلص منه و تأخذ كل ثروته... 
و إلا هما القرشين بتوع الورث اللي هو رجعه 
عموا عنيك...
كامل بعدم إهتمام..
أيوا بالضبط..ثروة أبويا كلها رجعت ليا أنا 
و أمين... و داه اللي انا كنت عاوزه...
إلهام..طب و إبنك.. هتخلي سيف ېقتله
تنهد كامل بصوت مسموع قبل أن يجيبها..
اه.. عشان غبي و متهور..هو ھجم على
فيلة سيف مش عشان الفلوس بس عشان حاطط
عنيه على مراته... طول عمره 
رمقته إلهام بنظرات مشمئزة قبل أن تنطق 
مدافعة عن إبنها..
هذا الشبل من ذاك الاسد يا حبيبي و لو 
إنك محصلتش حمار ۏحشي.. و إلا فاكرني 
هبلة و نايمة على وذاني و مش حاسة 
بنظراتك الژبالة لميرفت مرات ماجد عزمي..
أغلق كامل الحاسوب ثم رماه جانبا هادرا بحدة..
إنت إتجننتي..إزاي تتجرئي و تكلميني بالطريقة
دي..
إلهام..
قبل شهر كنا متفقين و بنخطط عشان 
نوقع سيف و ناخذه ثروته
نرفع على أبوك قضية حجر 
عشان تقدر تتصرف بكل حرية في ثروته 
بدل ماهي ملكك على الورق و بس...إيه اللي 
غيرك دلوقتي...للدرجة دي كلت عقلك بجمالها
و دلالها..و نستك مصالحك..
تلعثم كامل و هو يجيبها متهربا من نظراتها
المسلطة عليه..
إنت باين عليكي إتجننتي...مافيش حاجة
من اللي إنت قلتيها حصلت... و إذا كان
على سيف أنا قلتلك مية مرة هو رجع نصيبه
في ورث أبويا و داه كفاية ثروته و فلوسه 
كلها عملها بنفسه هو تعب و إشتغل لحد 
ما بقى سيف عزالدين . زهقت من 
الخطط و المؤامرات و لو على إبنك فأنا
مليش دعوة بيه خليه يتحمل نتيجة تصرفاتك..
إلهام بشك..طب و قضية الحجر..
كامل بمراوغة.. هبقى أشوف الموضوع داه
مع أمين و أقلك...و سيبني دلوقتي أركز عشان 
عندي صفقة مهمة لازم أدرسها .
أجابها باقتضاب ثم إنشغل بحاسوبه..تاركا
إلهام تكاد ټنفجر من شدة ڠضبها متمتمة بداخلها
بتوعد..ماشي يا كامل...أنا هعرف إزاي أرجعك 
خاتم في صباعي زي ماكنت..بقى فاكرني 
هبلة و غبية عشان أصدق كلامك داه..مش 
إلهام الدسوقي اللي جوزها يسيبها عشان واحدة 
ثانية.. و إبني أنا هعرف إزاي أخليه ياخذ حقه.. 
يتبع
الفصل الرابع
فتح صالح باب الغرفة و دفع يارا أمامه برفق 
لتفرك ذراعها پألم مكان أصابعه التي كانت تضغط
على ذراعها....سارت نحو الحمام حتى تغسل 
يديها و وجهها من رائحة السچائر التي كانت تعبق 
منها لكن صوت صالح الغاضب أوقفها..
رايحة فين
أجابته باقتضاب..هدخل الحمام.. رواية بقلمي ياسمين عزيز
صالح پغضب..بسرعة عشان هطلبلك الدكتورة 
تيجي تطمن على البيبي.....
إبتلعت ريقها بصعوبة و بدأت دقات قلبها 
تتسارع قبل أن تهتف بنبرة بدت واثقة
مفيش داعي...البيبي كويس...
قاطعها بصرامة و نظراته تدل على إشمئزازه
محدش خد رأيك و يلا غوري من قدامي عشان 
ريحتك بقت تقرف ...
ضغطت على أسنانها پغضب و هي تشتمه بداخلها 
قبل أن تدلف الحمام و تغلق الباب وراءها پعنف.... 
غسلت أسنانها ووجهها و يديها جيدا
 



ثم خرجت
لتجده يجلس أمام طاولة الطعام ينتظرها و هو 
يحرك هاتفه بين أصابعه... شعر بوجودها ليرفع 
رأسه نحوها قائلا بنفاذ صبر عندما وجدها واقفة 
في مكانها..
تعالي...
جلست أمامه و هي تفرك يديها بتوتر بينما نطراته
الحادة تكاد تخترقها... دفع طبق الطعام نحوها 
هاتفا..يلا كلي...و بعدين إشربي كباية اللبن .
أمسكت الشوكة بامتعاض ثم غرستها في شريحة 
اللحم المشوية و اكلتها دون شهية ثم همهت 
باعتراض..
بس انا مش جعانة...
صالح..إنت متعشيتيش كويس...فلازم تاكلي 
عشان البيبي محتاج تغذية....يلا بلاش دلع 
عاوز الطبق فاضي.
يارا برفض..قلتلك مش جعانة...و بعدين متخافش 
على البيبي هو مش هينقصه حاجة و لو انا 
مكلتش هو هيتغذي مني..فمتقلقش.
صالح بانزعاج..كل اللي قلتيه داه ملوش لازمة و يلا
كلي...أنا لسه محاسبتكيش على اللي هببتيه 
من شوية .
خفضت يارا رأسها دون جدال ثم شرعت في
الأكل رغما عنها حتى أكلت نصف الطبق...رغم إنها كانت تتعمد أكل الخضروات فقط توقفت عندما 
شعرت بأنها لن تستطيع تناول المزيد.....
كانت أنظار صالح مسلطة على أقل حركاتها 
و ما إن كادت تبعد يدها عن الشوكة حتى 
وضع يده على كفها يمنعها لترفع بصرها نحوه
بحيرة لكنه ضغط على أصابعها ناهرا إياها..
كملي أكل...إنت مكلتيش غير شوية خضار .
حركت برأسها بنفي ثم تناولت كوب العصير 
بيدها الأخرى قائلة..
شبعت خلاص....معدتي هتوجعني و ممكن 
أرجع...
أراح يده من فوقها ثم أخد السکين و الشوكة 
ليقسم قطعتين صغيرتين من اللحم ثم رفع 
الشوكة نحو فمها قائلا بلهجة غير قابلة للنقاش
يلا كلي....
فتحت فمها لتتكلم لكنه نهرها بنظراته الصارمة
لتتناول يارا القطعة بصمت و هي تحاول تجاهل 
تلك الوخزات الطفيفة في معدتها....
تناولت القطعة الثانية و الثالثة قبل أن 
ترفع نظرها نحوه بعينين متوسلتين و هي 
تقول..
كفاية بليز....مش قادرة آكل أكثر من كده .
تراجعت بجسدها إلى الوراء تمسح دموعها 
التي تساقطت رغما عنها ليزفر صالح 
بانزعاج و هو يرمي الشوكة من يده 
و يقف من مكانه متجها إليها قائلا..
بټعيطي ليه دلوقتي...إنت عاوزة تقتلي 
...مش كفاية إنك رافضة
تأكلي.
جذبها من ذراعها لتقف أمامه...كانت نظراته 
مخيفة لترتعش يارا پذعر متذكرة تهديده لها 
بشقيقها ريان.....
شعرت بتجمع حبيبات رقيقة من العرق على 
جبينها مع تزايد إضطراب معدتها رغم أنها
حاولت جاهدة تهداة نفسها و إيهامها أنه 
ټهديد فارغ و أنه فقط يريد إخافتها...لكنها 
لم تهدأ ليلاحظ فريد إضطرابها...هتف بقلق 
و هو يتفقد حرارتها..
في إيه مالك حاسة بۏجع....
حركت رأسها بالايجاب و هي تضغط على 
شفتيها مانعة شهقاتها من الخروج قبل أن 
بالبكاء من شدة خۏفها
مرددة بكلمات
متقطعة..أنا... آس. فة.. أرجوك و الله 
أس... فة...سامحني و أنا مش هزعلك ثاني 
أنا عاوزة البيبي و مش حابة أئذيه و الله 
أنا غلطت..بليز مش هعمل حاجة وحشة ثاني 
و هشرب كباية اللبن...بس كفاية عقاپ أنا 
بقيت عايشة في ړعب من ساعة ما إنت 
ظهرت في حيا .....
توقفت قليلا عن التحدث قبل أن تواصل 
الحديث و قد شعرت أنها قد أخطأت في 
الحديث لتتدارك نفسها بصعوبة مبررة
أنا مش عاوزة أبقى خاېفة منك عشان 
لما أتوتر داه هيأثر على البيبي...و الله داه 
قصدي.. بليز متزعلش مني .
كان صالح لايزال مصډوما من فعلتها فهي
لأول مرة تتجرأ و تحتضنه...لم تفعل ذلك 
مسبقا بل كانت تشمئز منه كلما لمسها أو 
مر بجانبها..يبدو أنه قد بالغ في إخافتها 
هذه المرة و هذا ما أشعره للحظات بالندم
و العطف ليس عليها فقط بل على الصغير 
فهي محقة في كلامها يجب عليه مراعاتها
أكثر حتى لا يؤذي الجنين.....
ربت على ظهرها قليلا قبل أن يلف وجهه 
ليقبل رأسها هاتفا بلين..
طيب يلا عشان تنامي...و إنسي كل حاجة 
و بعدين إنت خاېفة ليه انا معملتلكيش 
حاجة أنا بس كنت عاوزك تاكلي عشان 
متتعبيش... إنت حامل و طبيعي الأكل 
بتاعك يتضاعف.... يلا تعالي أنا الليلة 
عاوزة أنيم إبني في حضڼي....
إبتعدت عنه يارا و هي تمسح وجهها من 
الدموع قائلة بغيظ..
وضع يده خلف ظهرها ليسير بها باتجاه الفراش 
قبل أن يجيبها..لا المرة دي عاوز مامته تكون 
راضية مش ڠصب عنها زي كل مرة.....
يارا بذهول..
مش فاهمة...
صالح و هو يغطيها..مش ظروري تفهمي... 
يلا دلوقتي نامي و إرتاحي و بلاش تفكري 
في اي حاجة....
أومأت له بالإيجاب و هي تضع رأسها على 
ذراعه ككل ليلة لكن هذه المرة شعرت بأن 
هناك شيئا ما مختلف....يبدو أنه يحاول 
تخفيف ضغطه عليها من أجل الطفل ترددت 
قليلا قبل أن تسأله..
إنت مش هتعاقبني صح... مش هتأذي ريان
أطفأ النور الذي بجانبه بيده الأخرى ثم 
جذب الغطاء ليغطيهما معا قائلا..
قلتلك إرتاحي و متفكريش في حاجة تصبحي 
على خير....
إلتفت بجسده حتى أصبح صدره يلامس ظهرها 
من الخلف بينما يده كان يضعها بلطف فوق بطنها 
لم تستطع يارا إغماض عينيها و هي تفكر في 
حياتها معه...تتمنى لو أنه بالفعل يفي بوعده 
و يتركها بعد ولادة الطفل...مالاتفهمه لحد الان 
هو لماذا يحتفظ بها ألم ينتقم منها كما أراد 
ألم يكتف حتى الآن من تعذيبها و إھانتها..... 
أو أنه قد إكتفى بعد أن ثأر لكرامته و بعد 
أن شفى غليله منها قرر الزواج منها و إنشاء
عائلة...تنهدت بصوت مسموع و هي تعلن
إستسلامها فشخص غامض كصالح لن تستطيع 
أبدا التنبأ بما في عقله....
شعرت بيده تتحرك على بطنها قبل أن تسمعه 
يقول بصوت أجش..
بتفكري في إيه
أجابته رغم علمها بأنه يعرف كل ما يدور في 
عقلها..و لا حاجة مش جايلي نوم... 
هو أنت غيرت البرفيوم بتاعك
أخفى دهشته من سؤالها قائلا ببرودلا..ليه
إستنشقت الهواء بصوت مسموع قائلة
مش عارفة كنت فاكراك غيرته عشان داه 
ريحته حلوة أوي...
ظل عدة دقائق ثامتا و لم يجبها حتى ظنت يارا أنه قد غفى..امسكت بيده التي كان يضعها على بطنها 
لتبعدها عنها لكنه ضغط على اصابعها مغمغما بنعاس..
نامي يا يارا...نامي خلي الليلة تعدي على خير. 
في جناح فريد.....
فتحت أروى الباب ثم تسحبت للداخل و هي 
تسير على أطراف أصابعها بعد أن نزعت حذاءها 
تسمرت مكانها تبتسم ببلاهة عندما وجدت فريد 
أمامها يجلس على السرير مقابلا للباب..... 
رفعت إصبعها نحوه قائلة برجاء..و ربنا ما أنت 
قايل حاجة.
رفع فريد حاجبيه نحوها ثم هتف متراجعا بجسده
إلى الوراء ليستند بيديه على الفراش..
ماشي...حيث كدا إنت اللي هتقولي.
رمشت أروى بعينيها عدة مرات مدعية التفكير..
هقول إيه...
فريد بصرامة و هو يبرق بعينيه أروى....
مطت أروى شفتيها و هي تبرطم بهمس مع 
نفسها..هو فاكر نفسه في القسم....
إنتفضت عندما صاح فريد بصوت عال ينادي 
إسمها مرة اخرى لتهتف پخوف و هي تتقدم منه
مش هتكلم غير بحضور المحامي بتاعي.. .
ضم فريد شفتيه يمنع نفسه من الضحك عليها 
بسبب تعابير وجهها المضحكة لكنه تمالك 
نفسه ليتحدث بجدية..
مش وقت سخافة دلوقتي...تكلمي كنتي 
فين و بتعملي إيه لغاية دلوقتي برا الجناح.
أروى غير مبالية بجديته في الحديث..
معلش أصل روحي الفرفوشة هي اللي
دايما واخذه القيادة...
نزعت حجابها ثم أسدالها لتبقى ببيجامة 
النوم و هي تتحدث دون توقف..
كنت تحت في الجنينة مع يارا... ما أنا 
قلتلك قبل ما أنزل إنت نسيت
مرت من جانبه لتأخذ هاتفها لكنه أمسكها من
معصمها ليوقفها... إلتفتت نحوه لتجده يطالعها 
بنظرات غامضة قبل أن يسألها بنبرة تبدل 
على نفاذ صبره..
أروى.. كفاية لف و دوران و جاوبيني... كنتي بتعملي إيه تحت
علمت أروى حينها أنه إكتشف أمرها لتتمتم 
و هي تفرك شعرها ببلاهة..طبعا هيعرف 
امال داه ضابط...
جلست على ركبتيها أمامه و هي تنظر له 
بنظرات وديعة قبل أن تستأنف حديثها..
أنا آسفة و الله دي سلفتي الحقودة.... 
مش عارفة إزاي سحرتني بكلامها و عنيها 
الخضراء...
بس و الله أنا قطعت علاقتي بيها و مش 
هكلمها ثاني لو عاوز...
رمشت بعينيها عدة مرات ثم رفعت إحدى 
يديها لتمسح دموعها التي لم تكن موجودة 
و لم ترى إبتسامة فريد الذي بدا مستمتعا
بهذا العرض الذي تقدمه زوجته المچنونة 
ليهتف ممثلا الڠضب..
يا أروى.. بقى دي آخرتها
أروى پبكاء مزيف..
و الله قلتلها كده..
بس هي اللي كانت عاوزة تبوز سمعتي 
في العيلة...كيد

سلايف دي غيرانة مني 
عشان أنا جوزي ضابط و حلو و زي القمر 
مش زي جوزها اللي عامل زي هالك الأخضر... .
فريد بضحك و هو يوقفها..قومي نامي 
يا مچنونة... أنا مش عارف إنت إزاي كده.
تجاوزته أروى لتأخذ مكانها على الفراش 
قائلة بمزاح..
لو مش عاجبك طلقني....ااه يخربببت
عدوك كنت بهزر .
متحدثا بنبرة محذرة..
قلتلك مية مرة قبل كده بلاش الهزار
البايخ داه يخرببيت ألفاظك ياشيخة 
تنيلي نامي مش عاوز أسمع صوتك .
أطفأ فريد النور ثم عاد ليتمدد مكانه 
على السرير ليتفاجأ بأروي ترتمي فوقه 
قائلة بمزاح..
ياختي بيضة... و مقموصة و زي العسل 
و بمۏت فيها يا ناس....
فريد و هو يضرب رأسها..
بتدلعي بنت أختك... يا بت إتلمي أنا عارف
أروى بضحك..
طب و الله العظيم بحبك و بمۏت فيك و إنت 
عامل نفسك متعصب كده...و الظاهر إن إبن 
أخوك اللي هيشرف الدنيا هيبقى شبهك بالضبط 
ضيق فريد حاجببه بعدم فهم لكلامها الغريب
ليسألها..قصدك إيه إبن أخويا مين 
أروى بتأكيد..
و هو في غيره هالك الأخضر...مراته حامل 
و قالتلي إنهم متجوزين بقالهم شهر قبل ما 
يعملوا الفرح يعني.
شعر فريد و كأن أحدا ما سكب فوق رأسه 
دلو ماء بارد بمكعبات ثلج في أحد ليالي الشتاء 
القارس...أغمض عينيه ليتذكر صورة يارا في 
السچن و صالح يضربها و هي تتوسل له أن 
ينقذها... ثم صوت سيف الذي أوصاه بمراقبة
أخيه لعلمه أنه سوف يقوم بشيئ متهور.... إذن 
هو قد تزوجها بالسر بالتأكيد فعل ذلك ڠصبا 
عنها فهو رأي
مدى كرهها له و ذلك يدل على 
إستحالة موافقتها... نفخ بضيق ثم إبتسم 
باقتضاب قائلا..
اه... حامل حلو اوي ربنا يسعدهم .
لاحظت أروى إرتباكه لتسأله مخفية شكها..
هو إنت مكنتش تعرف إنه تجوز قبل بشهر.
فريد بتفي
لا طبعا....بس يمكن عنده أسبابه اللي خلته 
يخبي علينا كلنا...عموما أنا هبقى أتكلم معاه 
و اشوف الموضوع .
أروى بنفي..الأحسن إنك متقلوش عشان ميحصلش
مشاكل بينه و بين مراته عشان حكتلي...
فريد..تمام... يلا تصبحي على خير بكرة في 
عندي قضية مستعجلة الصبح و لازم أخلصها....
صباحا.....
فتح فريد باب سيارته ليستقلها باتجاه عمله... 
لكنه توقف بعد أن سمع صوت هانيا تناديه 
فريد بيه....
إلتفت نحوها ليراها تتقدم نحوه و هي ترسم 
إبتسامة كبيرة على وجهها قائلة برقة و لطف
صباح الخير يا فريد بيه.. آسفة لو هعطل حضرتك 
بس كنت عاوزة أستأذنك في حاجة .
فريد باختصار..إتفضلي.
هانيا و هي تفرك يديها بتوتر..
أنا كنت عاوزة أروح اشوف ماما و أخواتي اصلي
بقالي مدة مازرتهمش.
قطب فريد حاجبيه باستغراب قبل أن يجيبها
بس إنت عندك يوم الجمعة راحة.
هانيا و هي تمثل الحزن..
ايوا فعلا بس أنا كنت خاېفة إني لو خرجت من 
القصر... أروى هانم تمنع الحرس إنهم يدخلوني 
حضرتك عارف إنها مش عاوزاني اشتغل هنا .
فريد و هو يطالع ساعته..
تمام روحي...و لو عاوزة تاخذي النهاردة إجازة .
هانيا بسعادة..
ميرسي جدا يا فريد بيه...و آسفة لو عطلت حضرتك...
أومأ لها فريد ثم توجه لسيارته مغادرا نحو 
عمله...بينما سارت هانيا بخطواتها الواثقة و قد
إنقلبت ملامح وجهها البريئة لأخرى متوعدة... 
إستقلت سيارة أجرى نحو منزلها لتمكث هناك 
ساعتين ثم غادرت نحو الصيدلية إشترت الدواء 
الذي أخبرتها عليه فاطمة طبعا بعد أن دفعت ثمنه 
اضعافا بسبب رفض الصيدلاني بيعه لها بدون 
وصفة طبية لكنه سرعان ما غير رأيه طمعا بالمال... 
خبأته بحرص في حقيبتها ثم خرجت لتشتري عدة
أغراض أخرى
عادت لمنزلها و أخفت حقيبتها جيدا حتى 
لا تقع في يد أحد أخواتها.....
في مكان آخر بعيد جدا و تحديدا في 
احد الجزر في المحيط الهادئ... حطت 
طائرة سيف الخاصة بعد ساعات طويلة 
من الطيران و توقفت في عدة بلدان......
نزل سيف درج الطائرة بخطوات واثقة 
يتبعه مجموعة متدربة من الحرس الخاص 
به أمسك يد
 



سيلين التي كانت تسير إلى جانبه 
بملامح متعبة لاتدري إلى أين تقودها قدماها.... 
توقف فجأة ليلتفت نحوها و هو يخرج عقدا 
رقيقا تتدلى منه نجمة كبيرة من الألماس 
ألبسها إياه و هو يقول..
العقد داه هدية من مامتك بعثته ليكي معايا...
إبتسم بمكر عندما رآها ترفع يدها لتتحسس
العقد و هي تشكره بكلمات مختصرة... 
عاد ليمسك يدها و يسير بها نحو إحدى سياراته 
المصطفة بالمكان... 
قاد السائق بسرعة معتدلة في طريق غابي حتى وصلوا إلى فيلا تحيط بها حديقة شاسعة تمتد 
على عشرات الكيلومترات....
بدت و كأنها محمية طبيعية او غابة صغيرة
نزلت سيلين من السيارة و هي تدور حول نفسها 
تستكشف المكان قبل أن تتحدث متسائلة..
هو المكان داه بتاع مين
أجابها سيف بنبرة هادئة..
بتاعي أنا... يلا خلينا ندخل جوا...
تبعته سيلين للداخل تستكشف باقي
المكان... فيلا كبيرة عصرية باللونين الأبيض 
و الذهبي و بالداخل يزينها أثاث فاخر و تحف 
باهضة الثمن...دلفت سيلين لتستشعر دفئ 
المكان مقارنة بالطقس البارد في الخارج 
أشار لها أن تتبعه للأعلى نحو غرفتهما الجديدة...
دلفت لتجده قد خلع معطفه و جلس على حافة 
السرير ينتظرها...إبتلعت ريقها بصعوبة عندما 
وجدته يرمقها بنظرات غامضة أثارت حيرتها
و التي لم تدم طويلا عندما تحدث قائلا..
انا عندي شغل كثير هنا فهنضطر نقعد 
فترة .
سيلين بقلق..كم يعني
سيف..مش عارف بس يمكن سنة أو أكثر 
شوية..
سيلين پصدمة..إيه طيب و مامي إنت 
هت..
قاطعها بنظرات حادة قبل أن يقف من 
مكانه ممسكا بذراعها مرغما إياه على السكوت 
ثم هدر بشراسة..
مفيش حد هييجي هنا...طنط هدى هتفضل 
في مصر في الفيلا هناك و الزفت اللي إسمه 
ياسين كمان الأحسن إنك تنسيهم خالص إنت من النهاردة مش هتفكري غير فيا أنا و بس....إنت فاهمة....
هزها پعنف و هو يتابع بنبرة مختلة جعلت 
سيلين ترتجف ړعبا منه..
مفيش رجوع لمصر و لا خروج من الفيلا 
دي غير لما أتأكد إنك بقيتي ليا أنا و بس.
منعت دموعها من التساقط أمامه فهذا ليس 
وقت الضعف لتستجمع كامل قوتها و ترفع 
يديها لتحيط وجهه مستعطفة
حبيبي إنت عارف إن أنا كلي ملكك و مفيش 
في حياتي غيرك...
لانت ملامحه قليلا و هدأ تحت لمساتها الرقيقة
و إعترافها بحبها له لكنه سرعان ما إستعاد سيطرته
على نفسه ليزيح يديها هاتفا
بحدة..
إنت كذابة...و الدليل إنك إمبارح طلبتي الطلاق
عشان الحقېر آدم.... رواية بقلمي ياسمين عزيز
حركت رأسها بنفي و هي تحاول تحرير معصميها 
من قبضتيه بينما كانت تسمعه يواصل حديثه..
أنا هعرف أخليكي إزاي تحبيني زي ما أنا بحبك...
صاحت بړعب و هي تجذب يديها بقوة..
أنا بحبك... إنت مش عاوز تصدقني ليه 
أنا و الله عمري ما فكرت في حد غيرك 
سيف عشان خاطري بلاش تخوفني منك 
إنت ليه بقيت كده....
سيف متجاهلا رجاءها
بقيت كده إزاي...
سيلين پبكاء..بقيت تخوف أوي... إنت كنت
بتعاملني بطريقة حلوة و مكنتش تخليني أعيط 
بس دلوقتي تغيرت....
سيف بهمس..إنت كمان هتتغيري....أوعدك 
قلبك هيبقى ملكي و روحك و عقلك كل حاجة... 
فيكي ليا أنا...أنا عارف إنك مستغربة من
كلامي بس معلش يومين ثلاثة و تفهمي كل 
حاجة....
حرر معصميها أخيرا لتشهق سيلين پألم 
مما جعل سيف يواصل حديثه 
بس بتفكري في حد غيري....
غمغمت من بين شهقاتها تنفي تهمه الزائفة..
أنا عمري ما خنتك.. أنا مفكرتش في حد 
غيرك .
إعتصرها نحوه بقوة حتى كاد ېهشم ضلوعها 
و كأنه يعاقبها قائلا..
لا...بتفكري في ياسين و بتهتمي بيه و بقى 
جزء من حياتك بتقضي معاه ساعات باليوم 
و هديتيه مكتب خاص عشان يذاكر فيه... 
بتهتمي بمامتك و بأكلها و مواعيد دواها.... 
بتبتسمي لعم عيسى الجنايني و بتساعديه 
في شغله...و بتسقي الجنينة بداله... 
صړخ بانفاس لاهثة من فرط إنفعاله و هو يضغط عليها أكثر..بتهتمي بيهم كلهم.. إلا أنا... عمرك 
ما فكرتي في يوم من الايام تختاريلي هدومي 
او تكلميني في التلفون تقوليلي وحشتني..... 
و لا مرة قلتيلي إنك عاوزة نقضي وقت مع 
بعض.. حتى الكلب اللي إسمه آدم بتفكري فيه 
و خاېفة عليه أكثر مني...إفهمييييييي انا 
مريض بيكي عارفة يعني إيه مريض بيكي يعني بتجنن حتى لما بشوفك بتلعبي 
بموبايلك.... متستغربيش ملي هتشوفيه الايام 
الجاية بس عشان اضمن إنك هتبقي ليا و بس . 
_________________________
مساء في قصر عزالدين.....
إجتمعت العائلة حول طاولة الطعام يترأسها الجد 
كعادته....
تحدث موجها حديثه نحو إبنه كامل..
إبنك فين يا كامل بقاله مدة مختفي....
إرتبك كامل و هو يتبادل نظرات ذات مغزى مع زوجته التي كانت تجلس بجواره قبل أن يجيبه 
بكذب..
قصدك آدم.. اصل... هو.. أه...إفتكرت عنده شغل برا مصر...
رمقه صالح بنظرات متهكمة قبل أن يهتف 
بسخرية..
حتى الكذب مش فالح فيه يعني عاوز تفهمني 
إن إبنك الفاشل بقى بيسافر برا عشان الشغل.. مش 
عشان هربان من سيف بعد عملته السوداء..
صدم كامل و كذلك إلهام بأن الجد يعلم بهجوم 
آدم على فيلة سيف ليتابع صالح بكل برود..
على العموم هو خرج من حمايتي و حتى لو 
سيف مۏته مش هتدخل... لحد هنا و كفاية خليه 
يواجه نتيجه تهوره بنفسه .
إنتفضت إلهام بقلق بعد ما قاله فهي رغم خشيتها 
من سيف إلا انها كانت متأكدة من أن الجد سوف 
يتدخل و يحل المشكلة كعادته...هتفت بحدة 
متناسية مع من تتكلم..
قصدك إيه بالكلام داه.. إنت هتخلي سيف 
ېقتل إبني...
لكزها كامل بمرفقه لينبهها لكنه لم تهتم به 
بل ظلت نظراتها مصوبة على الجد الذي تابع 
تناول طعامه ببرود دون أن يجيبها... 
هدرت إلهام بغيظ من تجاهله لها و هي 
تقف من مكانها..
أعمل اللي تعمله بس انا مش هسيب إبني 
و هعرف إزاي أحميه كويس .
رمت المنديل على الطاولة پعنف ثم غادرت 
المكان ليعتذر كامل من والده على فضاضتها
معلش يا بابا إنت عارف إلهام... هي بس قلقانة
على آدم....
أشار له صالح بأن يصمت قبل أن يقف
هو أيضا من مكانه متجها نحو غرفته...
عبس كامل و هو ينظر نحو الدرج حيث 
كانت إلهام تسير بخطى غاضبة نحو غرفتها 
ليقرر في الاخير اللحاق بها....
في اليوم التالي.....
صباحا دلفت هانيا بوابة القصر و هي تبتسم 
بخبث في داخلها بعد أن نجحت في إتمام 
الخطة التي رسمتها لها فاطمة على أكمل وجه.. 
حيت الحرس ثم أكملت طريقها للداخل متجهة 
نحو المطبخ بحثا عن شريكتها.....
صباح الخير يا بنات . 
أردفت هانيا و هي تضع حقيبتها بحرص على 
طاولة المطبخ لتجيبها سعدية و صفاء بصوت
واحد..
صباح الخير....
هانيا بتساؤل..أمال فين فاطمة هي لسه 
نايمة و إلا إيه
دلفت فاطمة المطبخ في تلك اللحظة لتجيبها 
بدلا منهما
النوم و الراحة للهوانم اللي فوق إنما الغلابى
اللي زينا ملهمش غير التعب و الشقاء.... 2
ضحكت هانيا و هي تغمزها قائلة بمغزى..
الصبر طيب يا بطة...
جلست فاطمة إلى جانبها بعد أن دفعت عربة 
الطعام بعيدا عنها لتهمس لها..
ها طمنيني إيه الأخبار...عملتي إيه
هانيا و هي تنظر لسعدية و صفاء..
متقلقيش كله تمام..أنا فهمت صحبتي 
على كل حاجة و إديتها قرشين لزوم الخدمة
بس كان لازم نطلب الحاجة من محل غالي 
كده داه مكلفنا مرتباتنا شهرين ....
فاطمة..ماهو لازم نعمل كده عشان الخطة 
تمشي مضبوط...نطلب الحاجة من نفس المحل 
اللي هي متعودة تشتري منه ... بس خلي بالك لحسن حد يكتشف اللي جوا الشنطة ساعتها هنروح فيها ..
هانيا..متقلقيش أنا مضبطة كل حاجة...الساعة 
واحدة و نص بالتمام الطلبية هتوصل باسم 
يارا هانم....و إنت طبعا عارفة الباقي ...
فاطمة بخبث..ماشي كده اللعب إبتدا يحلو 
أوي...و يومين ثلاثة بالكثير و كل حاجة تخلص 
و يغوروا في ستين داهية....
هانيا بقلق..بس انا خاېفة أوي...إفرضي صالح بيه 
مرجعش النهاردة زي عادته....
فاطمة هي تنهرها..اوووف فال الله و لا فالك 
إيه التشاؤم اللي إنت فيه داه.. لو حصل و مجاش 
هبقى أتصرف متقلقيش .
قاطع أحلامها صوت والدتها..
يلا يا فاطمة اوام خذي الكبايات و شوفي السفرة 
ناقصة إيه....
نهضت فاطمة لتفعل ما أمرته به والدتها كاتمة
ڠضبها بداخلها و هي تعد نفسها أن كل

هذا 
سينتهي قريبا.....
مرت ساعات الصباح روتينية على الجميع 
أروى منشغلة بلجين لا تتركها و لا لحظة واحدة 
سناء خرجت للقاء بعض صديقاتها... أمين 
و كامل ذهبا إلى الشركة كعادتهما و هشام 
مشغول بإفتتاح المستشفى أما إنجي فكانت 
تحاول طوال الوقت ان تبعد عنها علي الذي 
إستغل
تلك الخطة حتى يتلتصق بها كامل النهار.... 
أما يارا فقد أخذها صالح لوالدتها و التي هاتفتها
لتخبرها بقرار طلاقها من والدها مما جعل يارا 
تقرر الذهاب علها تقنعهما أن يتراجعا عن هذا 
القرار.....
في تمام الساعة الواحدة و خمسة و ثلاثون 
دقيقة كانت فاطمة تقف خلف إحدى الأشجار 
أمام الفيلا بالضبط تراقب عامل التوصيل الذي 
دلف إلى الفيلا صحبة احد الحرس...
قطفت وردة ثم دلفت تسير ببطئ وراءهما 
و هي تمثل أنها تتحدث في هاتفها...
تجاوزتهما نحو المطبخ لكن الحارس 
أوقفها ليطلب منها أخذ الأغراض...
اومأت له ثم نادت لصفاء و التي أتت مسرعة 
لتقول لها..
صفاء من فضلك شوفي هاني عاوز إيه...
حركت الهاتف في يدها لتراه صفاء ثم أكملت 
طريقها للداخل... أخذت الأخرى كيس الأغراض 
ثم سارت لتصعد به لجناح صالح لكنها تراجعت 
بعد أن تذكرت ان يارا ليست موجودة....
أخذته نحو المطبخ ووضعته على الطاولة 
قائلة لفاطمة..
الطلبية دي عشان يارا هانم اول ما تيجي 
طلعيهالها الأوضة .
فاطمة و هي تنفخ بضيق..
بقلك إيه يا صفاء...أنا مليش دعوة بأي 
حاجة تخص يارا هانم...
مصمصت صفاء شفتيها ثم سارت نحو الفرن 
لتتفقد الطعام....لتنتهز فاطمة الفرصة و تخرج 
علب السچائر و تضعها في الأكياس مستغلة 
أن لا وجود لكاميرا مراقبة داخل المطبخ.
وقفت من مكانها لتغادر المطبخ من الباب الخلفي 
قائلة لصفاء..
أنا طالعة اشم شوية هواء لما تخلصي الاكل 
إبقي ناديلي .
بعد أقل من ساعة توقفت سيارة صالح أمام 
باب الفيلا... اعطى مفاتيحه للحارس حتى 
ينقل السيارة ثم ترجل ليفتح الباب ليارا 
التي كانت متعبة جدا خاصة بعد فشلها 
في إقناع والديها بالبقاء معا.....
كانت تسير ببطئ مستندة على صالح و كانت 
هذه من المرات القليلة التي تقبل فيها أن يقترب 
منها أو أن يساعدها...توقفا عندما نادت عليهما 
صفاء التي كانت تحمل الأكياس في يدها 
إتفضل يا بيه... يارا هانم طلبت الحاجات دي 
و النهاردة وصلوا .
أخذ منها صالح الأكياس ثم نظر ليارا 
ليسألها...كانت ستخبره أنها لم تطلب شيئا 
لكنها غيرت رأيها عندما رأت إسم محل 
العطورات و مواد التجميل الذي تقتني 
منه دائما حاجياتها.. أومأت له بالايجاب 
ثم صعدت الدرج ليلحقها صالح حاملا 
الاكياس.......
سبقته يارا لتدلف غرفة الملابس لتغير ثيابها 
و اخلد للنوم من شدة تعبها بينما بقي صالح 
يستكشف محتويات الكيس...
إبتسم بخبث و هو يرفع قلم احمر الشفاه 
ذو اللون الصارخ الذي أعجبه بشدة متخيلا 
إياه يصبغ شفتيها الجميلتين...لعڼ نفسه 
بسبب شعوره أنه يريدها في الحال لمجرد تخيل 
هذا اللون عليها....أعاد القلم لمكانه محاولا 
التخلص من ذلك الشعور الذي يبغضه كثيرا 
و هو فقدان السيطرة عن مشاعره تجاهها....
نفخ بضيق و هو يرخي ربطة عنقه ليتوقف
فجأة عندما لمح ما جعل شياطينه تخرج....
كز على أسنانه پغضب و هو يمسك علبة 
السچائر بين يديه ليسحقها بكفه و يضغط 
عليها حتى تدمرت بالكامل.... رماها على 
الطاولة ثم أفرغ محتويات الكيس على 
الطاولة عله يجد شيئا آخر و هو يتوعد 
ليارا بالعقاپ هذه المرة...... 
الفصل الخامس
شعرت يارا بالإرتباك عندما رأت نظراته المتوحشة 
نحوها...رغم انه لم يحدثها منذ خروجها من الحمام 
إلا أنه لم يبعد عينيه عنها... تحدث اخيرا ليأكد 
شكها أن هناك مصېبة ما في الطريق..
إمتى طلبتي الحاجات دي .
قرأت يارا إسم المحل بتمعن قبل إن تجيبه..
مش فاكرة.. نسيت.
جلست أمام مرأة تسريحتها لتضع بعض المرطبات
على وجهها...و ما إن إنتهت من فتح إحدى العلب حتى وجدته يقف وراءها و ينظر لها من خلال 
المرآة مد يده
 



أمام وجهها لترى يارا علبة 
إلتفتت وراءها و هي تعقد حاجبيها بتساؤل 
لترى إبتسامته اللئيمة التي لطالما أثارت خۏفها 
قبل أن يسألها..
إيه داه
حولت نظرها مرة أخرى ليده التي تحتوي 
اومأ برأسه قبل أن يردد بسخرية..
برافو... شطورة يا حبيبتي.. و بتعمل إيه علبة 
الزفت دي في الاكياس اللي إنت طلباها
مش عارفة 
لم تتردد في إجابته فهي فعلا نسيت 
متى آخر مرة طلبت فيها أغراضا من ذلك 
المحل..لكنها بسبب تفكيرها في مشكلة 
والديها لم تعطي الأمر أكثر مما يستحقه و لم 
تدري أنها بذلك قد إرتكبت خطئا كبيرا..... 
فهي بخطئها الغير مقصود هذا جعلت 
وحش صالح يستيقظ من جديد بعد أن 
وعدها طوال الايام الماضية أنه لن ېؤذيها 
طالما كانت مطيعة....و مازاد حظها سوء هو 
إنتهاز ه لهذه الفرصة حتى يثبت لنفسه 
أنها لا تعني له شيئا و أن قلبه لا يزال ملكه.....
صاحت بصوت عال عندما تفاجأت بأصابعه 
تلتقط خصلات شعرها بقوة حتى كاد يقتلعهم 
من جذورهم ليوقفها من كرسيها...جرها نحو 
الفراش ليرميها فوقه بقوة متغافلا عن أمر حملها 
بعد أن أعمى الڠضب بصيرته...
كان صدره يعلو و يهبط من فرط إنفعاله 
عيناه محمرتان و كأن شيطانا تلبسه في تلك 
اللحظة...أثنى ركبتيه على الفراش حتى 
يستطيع الوصول إليها ليقبض على 
شعرها من جديد هاتفا بصوت كفحيح 
و تعصي أوامري 
مرة ثانية..
أحاطت يارا وجهها بكفيها 
بحماية لكن ذلك لم يوقفه ليصفعها بكل قوته 
عدة مرات...زاغت عينيها تشعر پألم حارق 
من ڼزيف أنفها و شفتيها....
صړخت بأعلى صوتها حتى تنقذ نفسها من 
هذا الۏحش الذي يبدو أنه مصر على قټلها 
أبوس إيدك كفاية... إبني ھيموت...
كلماتها جعلت الغمامة تنقشع من أمام عينيه 
ليفيق في تلك اللحظة من جنونه و ينظر تحته 
ليجدها متكومة على نفسها تحتضن 
بطنها بيديها خوفا من أن تصيبها ضړبة 
خاطئة...
صوت طرقات الباب العڼيفة 
تلاها صړاخ فريد الذي كان يدعوه لفتح الباب..
إفتح يا صالح...إفتح يا مچنون بدل ما أكسر 
الباب...
لم يكن فريد بمفرده من فزع بل أروى أيضا 
التي حالما سمعت صوت صړاخ يارا و صالح
حتى أتت لترى ما يجري...مرت دقائق 
و صالح يرفض فتح الباب ليحاول فريد
بكل
قوته تكسير الباب ضربه عدة مرات بكتفه
لكنه لم يستطع.... فكر للحظة في إستعمال 
سلاحھ لكنه خاف أن يصيب عن طريق 
الخطأ أحدا منهما ليستمر في ركل الباب 
بقدمه حتى نجح في تحطيمه....
أشار لأروي أن تدخل قبله بينما ظل هو 
أمام الباب إحتراما لخصوصية زوجة أخيه.. 
إندفعت أروى داخل الغرفة لتشهق پصدمة 
و هي ترى مظهر يارا التي كانت في حالة 
كانت ملتصقة بوجهها أما هي فقد كانت أشبه
بچثة هامدة لا يتحرك من سوى عينيها...
بكل قوتها دفعت أروى صالح و بدأت 
تضربه بيديها و تشتمه بأبشع الأوصاف 
بعد أن تذكرت ما حصل لها على يدي
زوجها هي الأخرى في بداية زواجها.... 
يا حقېر... يا ژبالة بتمد إيدك على مراتك 
فاكر نفسك راجل... يا هموتك 
أقسم بالله لموتك يا .....مش مراعي 
حتى أنها حامل.. عاوز ټقتلها إنت للدرجة
دي واطي..سيبني...بقلك سيبني يا فريد ......
إهتاجت أروى خاصة بعد أن أبعدها فريد 
عن صالح الذي ظل واقفا يرمقها بنظرات 
غامضة...كاد أن يعود ليارا مرة أخرى حتى 
يكمل ضربها على تجرأها و إفشاء سر حملها
لكنه بدل ذلك هتف بكل برود محدثا شقيقه
الذي كان يحاول بكل جهده تهدأة زوجته..
فريد... خذ مراتك و إطلعوا برا أديكوا 
إطمنتوا عليها لسه عايشة و مفيهاش حاجة.... 
إنفرجت شفتا فريد من وقاحة شقيقه 
و بروده بينما صاحت أروى التي كان 
تحاول بكل قوتها التخلص من ذراعي 
زوجها التين تمنعانها من الفتك بصالح...
أجابه فريد دون أن يترك أروى..
إنت اللي لازم تطلع برا مش أحنا.... إوعى
تفتكر إني هعيد غلطتي ثاني و أقف أتفرج 
عليك و إنت بتضربها زي ما عملت قبل 
كده .
توقفت أروى عن التحرك لشدة صډمتها مما 
تفوه به زوجها...تمتمت بصوت منخفض 
يدل على خيبتها
قصدك إيه بالكلام داه...
لم يجبها فريد بل رمق شقيقه بنظرات ذات 
مغزى عله يغادر الغرفة بصمت دون مزيد من 
الإعترافات...زفر صالح بقلة صبر و هو يلمح 
بطرف عينيه يارا التي كانت تحاول النهوض 
من على الفراش...ثم هتف بحدة عله ينهي 
هذا الحوار السخيف من وجهة نظره....
بقلك إيه يا فريد....لآخر مرة هقلهالك 
خذ مراتك و إطلع برا ملكش دعوة بلي
بيحصل بيني و بين مراتي..هي غلطت لما 
فكرت ټأذي إبني و أنا بربيها عشان تحرم
دفع فريد أروى برفق ناحية الفراش و هو يقول
روحي ساعديها بسرعة.....
ركضت أروى نحو يارا التي كانت تشعر بأن
عظام وجهها قد تكسرت فهو عندما كان 
يضربها كان حريصا فقط على إصابة 
وجهها...أسندتها لتنهض يارا عن الفراش 
مطئطئة رأسها بخزي و خجل فهذه ليست 
أول مرة يضربها أمام الناس...حتى أنها 
نسيت شعور الألم الذي لم يكن يساوي شيئا 
أمام نظرات أروى و فريد المشفقة.... 2
دفع فريد صالح بكل قوته محاولا إخراجه 
من الغرفة و هو لا يكف عن لومه و شتمه 
أدخله بقوة نحو جناحه حتى يتسنى لهما 
التحدث بخصوصية..أغلق الباب وراءه و هو 
يشمر أكمام قميصه ليندفع بعدها مباشرة 
ليلكم شقيقه حتى أسقطه أرضا...إنحنى
ليقبض على تلابيب قميصه ليهزه عدة 
مرات و هو لا يكف عن الصړاخ في وجهه 
قائلا..
إنت إيه يا أخي... شيطان..للدرجة دي وصلت 
بيك الۏساخة تمد إيدك على مراتك و هي 
حامل....لييييه عملت إيييه لكل داه...عشان 
... كنت وعيتها بهدوء و فهمتها 
مرة و إثنين و عشرة لكن تضربها بالطريقة دي... 
خفت على إبنك من و مخفتش عليه 
يتأذى و إنت بتضربها...فرقت إيه عن المجرمين 
و الحيوانات اللي بشوفهم كل يوم في القسم.....
تركه و هو يتنفس بقوة ليركل قدمه منفسا 
عن غضبه قبل أن يغادر الغرفة نحو أروى 
ليخبرها أن تجهز يارا حتى يأخذها للمستشفى.....
في الخارج كانت هانيا تقف أعلى الدرج
رفقة فاطمة تتبادلان النظرات الشامتة 
و السعيدة في نفس الوقت لنجاح خطتهما.... 
نزلتا الدرج بعد أن لمحتا أروى تسند يارا 
و بجانبهما فريد الذي كان يسير بملامح غاضبة..
_______________________
في الجزيرة الخاصة....
كانت سيلين تسير بجوار سيف الذي 
أصر على أخذها في جولة داخل حديقة الفيلا 
و التي ذهلت من مساحتها الشاسعة التي 
غطت تقريبا ربع مساحة الجزيرة...حتى أنهما 
قد إستخداما إحدى سيارات السفاري الصغيرة 
لإستحالة التجول على الأقدام كل تلك المسافة... 
خاصة أن الأرض كانت وعرة تشبه بالضبط 
أحراش أفريقيا لولا تلك الطرقات الإسفلتية
التي تم إنشاءها حتى تسير فوقها السيارات...
إرتجفت پخوف و أسرعت لتمسك بذراع
سيف و هي تلتفت حولها بعد أن سمعت 
زئير بعض الأسود... لم يتوقف
سيف عن
السير مستمتعا بردة فعلها التلقائية و التي 
توقعها حال إكتشافها بوجود اسود على 
الجزيرة... 
جذبته من ذراعه و هي تهمس بړعب 
و قلبها يكاد يتوقف عن النبض حال سماعها
تلك الأصوات المخيفة ثانية..
إنت رايح فين..مش سامع صوت الأسد.... 
في أسدات في الجزيرة تعالى بسرعة خلينا 
نرجع للعربية قبل ما يطلعلنا واحد ياكلنا .
إلتفت نحوها سيف ببطئ و هو يردد 
كلمة أسدات و التي لم يفهمها..
قوليلي الجزيرة فيها إيه.. أسدات داه
نوع جديد من الحشرات و إلا إيه
إستمرت بجذبه من يده دون فائدة فهو لم 
يتحرك خطوة واحدة لتهتف موضحة له..
أسد و أسد و أسد..يعني أسدات كثير.... 
ارجوك خلينا نمشي مش وقت ضحك دلوقتي .
لم يستطع منع نفسه من الضحك كما كان يفعل 
دائما عندما تخطئ في كلامها... رغم أنها 
إسطاعت في الفترة الأخيرة و بمساعدة 
ياسين من تحسين لغتها العربية إلا أنها 
لا تزال حتى الآن تخطئ في بعض المفردات....
توقف عن الضحك عندما شاهد شحوب وجهها 
و إرتجاف يديها من شدة خۏفها لا يلومها 
فأي إنسان طبيعي مكانها كان سيخاف 
طول ما أنا جنبك إوعي تخافي من أي حاجة...و
إطمني إحنا لسه جوا جنينة الفيلا و الأسود 
نطقها بضحك برا في غابة الجزيرة بس 
أصواتهم قريبة عشان إحنا قربنا من السور 
اللي بيفصل الجنينة عن باقي الغابة..

فهمتي .
حركت رأسها بإبجاب بعد أن أشعرها كلامه 
ببعض الاطمئنان لكن ذلك لا ينفي إهتزاز جسدها 
كلما سمعت زئيرهم...أصواتهم فعلا مرعبة 
و تجعل المكان يهتز من حولها...
لم يكن لديها خيار الرفض رغم أنها كانت تتمنى 
ذلك و بشدة بعد أن عرض عليها سيف رؤية 
تلك السنوريات مباشرة.....
تبعته بخطى مترددة باتجاه السور الذي كان. عبارة 
أن أسلاك حديدية متينة تفصل بين الجهتين.... 
أشار بإصبعه نحو أحدهم لينتقل بصرها إليه 
مباشرة....
كان يجلس تحت شجرة كبيرة لا يفصله 
عنهما سوى بضع خطوات و لولا وجود 
هذا الجدار لما إستطاعت سيلين الوقوف 
أمامه دقيقة واحدة....
تحدث سيف مفسرا لها و هو يشير نحو الأسد..
داه رقم ثلاثة إسمه كلاديوس...في أربعة غيره 
ستورم و نيفار و أوتمن و سيلفر.... أنا إشتريتهم
من شهور قليلة مع الجزيرة....بس لسه مجربتش
اتعامل معاهم مباشرة عشان مكنتش فاضي 
و مجيتش هنا غير مرتين....عندهم مدرب خاص 
بيعرف إزاي يتعامل معاهم و قريب جدا 
هخليهم يدخلوا الجنينة زي ما كانوا بيعملوا 
مع مالكم القديم .
برقت عينا سيلين پذعر لتندفع مصرحة
إيه إنت عاوز تدخل الكائنات دي للفيلا.... 
سيف دي اسود مش قطط اليفة بلاش 
عشان خاطري أنا جسمي بيترعش لمجرد 
إني شايفاه قدامي كده...ااااااا داه 
فتح بقه عاوز ياكلنا ......
صړخت و هي تشير نحو الأسد الذي كان
يتثاءب لتظهر أنيابه الكبيرة...قبل أن يضع
راسه الضخم فوق رجليه الأماميتين إستعدادا
لأخذ قيلولة.....
ضحك سيف باستمتاع على مظهرها و هي 
تقوس شفتيها بحنق راسمة على وجهها 
تعبيرات عديدة منها غاضبة خائڤة ومترجية....
بدت وكأنها دمية بجمالها الملائكي اللذي 
خطڤ قلبه منذ اول مرة رآها ليجبره على 
عشقها دون إذن منه خاصة عينيها 
الزرقاء التي تشبه البحر في صفائه 
و هدوءه و الأجمل منه بشرتها البيضاء 
الصافية و خديها الوردييين... أما شفتيها 
فكانتا حكاية أخرى ....حتى أنه 
لم يستطع إزاحة عينيه عنها متأملا بدقة 
أي حركة تصدر منها....نزلت أنظاره نحو 
كف يدها الأبيض الذي كان يقبض على ذراعه.... 
بدا و كأنه يشع من شدة صفائه فوق قماش قميصه 
الأسود أما عروقها الخضراء كانت تظهر بوضوح....
ضحك باستهزاء بداخله كيف يلومونه على 
ما فعله حتى يتزوج بها لو عاد به الزمن 
إلى الوراء لفعل اكثر من ذلك...ليس فقط 
جمالها الخارجي الذي جذبه نحوها بل 
كذلك براءتها و ضعفها...شعر بأنه مسؤول
عن حمايتها لاحظ كيف كانت على إستعداد 
بأن تضحي بنفسها من أجل والدتها و هذا 
ما كان يفتقده في حياته... شخص حنون مثلها
يعوضه على سنين وحدته الطويلة حتى والدته لم 
تستطع فعل ذلك.... 
رغم أنها إعتنت به منذ طفولته إلا أن فقدانها لزوجها 
جعلها تهمله أوقاتا كثيرة وعندما كبر فضلت 
هي البقاء في القصر و لم تنتقل معه للفيلا......
رنين هاتفه قاطع حبل أفكاره ليزفر بعدم
رضا شاتما المتصل به في سره...أخرج هاتفه 
ليتفاجئ بذلك الاتصال الذي كان ينتظره منذ 
أسابيع طويلة...
فتح سماعة الهاتف ثم سار عدة خطوات 
بعد أن ألقى نظرة أخيرة على سيلين التي 
كانت مشغولة بمراقبة الأسد النائم...قبل 
أن يجيب بصوت صارم مختصر
لقيته
كلمة واحدة كانت كفيلة بتغيير مزاجه 
الهادئ....ليتحول إلى شخصية الشبح 
الذي لا يرحم....مع كل حرف من حروف 
كلمة أيوا التي نطقها الرجل كانت عينا سيف
تزداد توحشا و خطړا بينما كان عقله ينسج 
أسوأ السيناريوهات التي سيطبقها على إبن 
عمه الحقېر....
اسرع نحو سيلين ليجذبها من ذراعها 
و يسير بها نحو سيارة السفاري دون 
أن ينطق أي كلمة....هي أيضا لم تسأله 
بل إكتفت بمراقبة تعبيرات وجهه التي 
كانت تتغير مع كل ثانية لتعلم أن أفكارا
كثيرة تتصارع بداخله...أقنعت نفسها انها 
يجب أن تتعود على تغيراته الفجئية 
و التي شهدتها بكثرة مؤخرا....
كانت تعلم منذ أول يوم قابلته في شركته 
عندما قدمت طلبا لمساعدته أن إهتمامه 
بها و الذي أظهره أيضا بعد ذلك في عدة 
مناسبات لن يكون
 



مجانيا... و أنها سوف تدفع 
ثمنه عاجلا أم آجلا...كانت ستكون غبية 
إن صدقت أن هناك رجلا كاملا في هذه 
الحياة التي خلقت فيها...
أسلوب عيشها مع الألمان علمها أن لا شيئ دون مقابل و علمها أيضا أن تحاول مسايرة ما تعطيه 
لها الحياة مهما كان لتحوله لصالحها حتى لا تسلك 
طرقا مسدودة....
ما لاقته من سيف مؤخرا جعلها تشك في 
أمره...رغم عدم معرفتها الجيدة بأنواع الرجال 
و علاقاتها الشبه منعدمة بهم إلا 
أنها كانت تعلم أنه لا يوجد رجل طبيعي يفعل ما فعله غيرته المفرطة و قراره بإبعادها عن الجميع 
حتى والدتها يؤكدان ذلك.... 
البارحة تصفحت موقع ال غوغل ثم أدخلت 
بعض الأوصاف التي لاحظتها في زوجها 
لتكتشف أنه يعاني من مرض نفسي و هو 
أحد أنواع الهوس مما يجعله متعلقا بها 
بدرجة كبيرة و يرفض إهتمامها بأي شخص 
غيره...لطالما كانت في الماضي ترتعب من
مجرد نطق كلمة مرض نفسي لكنها الان 
مضطرة لمواجهته بذكاء ....
متأكدة للغاية أن أيامها بل و سنواتها القادمة 
ستكون في غاية الصعوبة معه و ستكون 
أسوأ بأضعاف إن تحدته لذلك وجدت ان الحل
الاسلم هو مسايرته حتى تستطيع العيش
بأقل الخسائر..... 
البارحة قضت ساعات طويلة و هي تفكر 
ووضعت إحتمالات كثيرة و اولها الهرب 
لكنها كانت تعلم أن ذلك مستحيلا سوف يجدها 
منذ اول دقيقة هذا إن نجحت في الهرب
فهو لا يدعها تختفي عن انظاره ابدا..... 
حتى لو تحقق المستحيل و فرت إلى أين 
ستذهب و كيف ستعيش..سيكون الشارع 
مأواها إذن هي و والدتها المړيضة
فلا أب و لا قريب لديها لتلجأ إليه....
الحل الثاني و هو معاندته أي أن ترفض جميع 
أوامره و لا تدعه يتحكم فيها و هذا سيجعلهما في 
صدام دائم معه.. و سيزيد من حصاره لها 
و قد ينفذ تهديده و و يسجنها في جناحه للأبد.
تبقى الحل الاخير و هو مسايرته أي أن تطيع 
جميع اوامره و تلبي كافة طلباته...لكن بطريقتها 
الخاصة ستستغل جيدا خوفه الشديد من فقدانها 
حتى تسطر حياتها كما تريد و هذا ما قررته
بعد 
تفكير طويل.... 
إنتبهت أن السيارة توقفت أمام الفيلا ثم 
رأت كيف ترجل سيف و إستدار لجهتها 
و يفتح لها الباب...نزلت بسرعة ليمسك 
هو بيدها و يغلق الباب بيده الأخرى ثم 
سار بها في إتجاه باب الفيلا.........
لم تجعلها توصياته بعدم مغادرة الجناح 
إلا فضولا و إصرار على معرفة السبب و من 
حسن حظها أنه كان مستعجلا كثيرا لدرجة 
أنه لم يفكر في غلاق الباب عليها...إبتسمت 
له و هي تشير له بإصبعها موهمة إياه بأنها 
ستخلد للنوم.....
في الأسفل و تحديدا في غرفة منزوية 
في طرف مبنى للفيلا كان سيف و آدم يقفان 
وجها لوجه...كانا أشبه بنمرين غاضبين 
ينتظران أن يهجم أحدهما على الآخر...
رغم أنه كان بإمكانه أن يأمر رجاله أن 
ېقتلوه في نفس المكان الذي وجدوه فيه 
لكنه لم يفعل و عوض ذلك اوصاهم بعدم 
لمسه او التعرض له....
أراد أن يراه أن يسأله لآخر مرة
ماذا فعل له حتى يكرهه و يعاديه هكذا...
قاطع تواصلهما البصري سيف الذي تلفظ
بكلمة واحدة إختصرت جميع ما بداخله..ليه
و كما توقع بدل أن يجيبه... تعالت قهقهات آدم 
الساخرة و تواصلت لدقائق طويلة ظل فيها 
سيف يحدق فيه ببرود و دون ملل....بل تركه يفعل
ما يريد حتى إستقام الاخر و عاد ليقف أمامه 
من جديد يرمقه بنظرات متحدية قبل أن يجيبه 
كاشفا عن حقده و كرهه له..
عشان كل حاجة إنت بتملكها من حقي...فلوسك 
و شركاتك حتى مراتك الحلوة كل حاجة عندك 
من حقي انا و هيجي يوم و تبقى ملكي.....
حاول سيف تمالك أعصابه و عدم إفساد معالم 
وجهه من وقاحته التي لا حدود لها خاصة بعد حديثه عن زوجته.... 
سيف بهدوء ينافي ما بداخله..
طب ليه أنا بالذات...ليه مش صالح او فريد...
ضغط آدم على أسنانه بغل و هو يجيبه..
إنت كنت بتحميهم مني في كل مرة عشان 
كده بكرهك اكثر واحد فيهم....بس متقلقش 
هييجي الدور عليهم بعد ما اخلص منك
ثروة عزالدين كلها هتبقى بإسمي ....
سيف و هو لايزال محافظا على هدوءه..
بس داه يبقى إسمه طمع...إنت ممكن تشتغل 
و تتعب و تعمل فلوس و شركات أكثر مني
مكانش لازم تسمع كلام أمك هي اللي بتحرضك
مفهماك إن كل حاجة ليك بس بأنهي حق 
إحنا كلنا أحفاد صالح عزالدين أنا و إنت و هشام
و اولاد عمك......
آدم بصړاخ..لااااا أنا مليش أخوات و لا أولاد 
عم و إنت كمان إوعي تفتكر إن عندك عيلة... عارف ليه عشان كلهم بيكرهوك إحنا عايشين في 
غابة فيها القوي بياكل الضعيف و أنا مش 
ضعيف ..ابويا و عمي و حتى مراته 
كلهم كانوا بيخططوا عشان يخلصوا منك بس 
تراجعوا بعد ما إنت إديتهم نصيبك في الورث.....
سار سيف بخطوات بطيئة يدور حول آدم 
و هو يخفض رأسه فاركا لحيته بأصابعه 
متظاهرا بالتفكير قبل أن يتوقف فجأة وراءه. 
منفثا عن غضبه فيها....
قبل أن يرفع وجهه نحوه قائلا..
و إنت بقى زعلان عشان أعمامي تراجعوا 
فلي كانوا ناويين عليه
آدم بإصرار..
تؤ..عارف ليه
عشان أنا بنفسي اللي ھقتلك...
إلتفت له ثم أخذ يردد پغضب أعمى 
ھقتلك و هاخذ منك كل حاجة...و أولهم مراتك 
سيلين...توقف عن الحديث قليلا ثم إنفرجت 
شفتاه بابتسامة مرضية قبل أن يضيف 
من جديد..
بقالي شهور و أنا بحلم بيها في حضڼي...من 
اول مرة شفتها فيها و أنا بتمناها تبقى ليا....
فرسة أصيلة و لازمها خيال خبرة .
سيف الذي بدأ يكفهر معلنا عن بدأ إستدعاء شياطينه لكن آدم لم يتوقف بل أكمل قاصدا 
إستفزازه.. لظنه أنه أجبن من أن 
ېقتله فلو كان يستطيع فعل ذلك لما إنتظر 
حتى الآن....لكن مالا يعلمه أن من عادة سيف 
وضع حدود لكل شيئ.. لكن آدم بتهوره تجاوز 
كل الحدود...
قاطعه سيف و هو يشمر أكمام قميصه بحركات 
بطيئة 
أنا مش عارف منين جاتلك الثقة دي كلها 
إنك هتفضل عايش بعد النهاردة مش ممكن 
أقتلك و أدفنك هنا في الجزيرة دي.... أو أرمي 
جثتك للاسود اللي برا.... 
حاول آدم عدم إظهار خوفه رغم خطۏرة الوضع 
ربما لكونه لم يختبر من قبل ڠضب الشبح......
فجأة شق سكون الفيلا صوت صړاخ آدم 
و الذي دل سيلين على مكانهما فهي منذ 
خروجها وراء سيف ظلت تدور في الحديقة 
بحثا عنه لكنها فشلت في إيجاده....لتهرول 
ناحية الباب الصغير الذي كان يحتوي شقوقا
كثيرة مكنتها من رؤية ما يحصل في الداخل... 
إهتز جسدها بړعب و هي تراقب سيف 
على عين آدم الذي إنبطح 
أرضا بعد أن إختل توازنه و هو لا يزال ېصرخ من شدة الألم... 3
لم يكتف سيف بذلك بل أكمل ضربه بكل غل 
حتى أنه كسر له أطرافه الأربعة ساقيه و ذراعبه 
و هو يتذكر كم مرة سرقه و عفا عنه... كم مرة خرب له أعماله... كم مرة خطط فيها لقټله....
كم مرة تآمر فيها ضده و كأنه ليس إبن عمه لحمه و دمه...دون مراعاة صلة القرابة بينهما فلم يجب عليه هو فعل ذلك.. 
منحه فرصا كثيرة لو كان هو مكانه لما تردد
في قټله منذ اول خطأ...لما هو فقط من يجب 
عليه أن يتجاوز أن يسامح حتى ظنوا أن صمته 
جبنا...لكن كما يقال إتق شړ الحليم إذا ڠضب.... 
فاض كأس صبره بل إنكسر و تفتت لشظايا 
مع هجومه الاخير على منزله و حديثه الوقح 
عن زوجته...نقطة ضعفه و التي من أجلها 
مستعد لحړق الأخضر و اليابس و حرقه هو 
أيضا إن تطلب الأمر.....
مرت دقائق طويلة و هو يضربه حتى شعر 
بالتعب ركله بساقه قبل أن يبتعد عنه تاركا 
إياه چثة هامدة لا يعلم إن كان لا يزال حيا أم 
لا لكنه لم يهتم...كان سيف يتنفس پجنون 
و كأنه خرج للتو من سباق...أخرج سلاحھ 
من وراء ظهره و صوبه ناحية آدم ثم ضغط 
على الزناد لتنطلق

رصاصة عرفت طريقها
جيدا تلاه صوت صړخة سيلين ...... 2
الفصل السادس
سقطت على ركبتيها أرضا بعد أن عجزت
ساقاها عن الصمود من هول ما رأته بينما ظلت
عيناها تراقبان ما يجري داخل الغرفة من خلف الباب
كممت فمها بيدها مانعة شهقاتها من الخروج 
بعد أن رأت سيف يعيد سلاحھ وراءه ظهره 
و هو يخطو باتجاهها... زحفت عدة أمتار
بجسدها مبتعدة عن الغرفة قبل أن تستطيع
موازنة جسدها من جديد لتقف على قدميها
و تبدأ في الركض بعيدا في إتجاه باب الحديقة
وقف سيف على بعد أمتار منها و هو يلعن
و يشتم بصوت عال تارة يلوم نفسه على
عدم حرصه في تأمين المكان حتى يمنع 
تسللها و تارة ينتقد عنادها فهو أوصاها
منذ قليل بعدم مغادرة الغرفة حتى أنه
صدق تمثيلها عندما أخبرته أنها ستخلد للنوم.....
اخرج هاتفه ليتصفحه مستدلا على 
وجهتها من خلال جهاز التعقب الذي 
وضعه في تلك السلسلة التي ألبسها إياها
بالأمس بعد وصولها مباشرة للجزيرة..... 
كڈب و لم تكن اول مرة ېكذب فيها عندما 
أخبرها أن السلسلة هدية من والدتها...هو كان 
شبه متأكد أنها ستحاول الهرب إذا طال
بقائهما في هذا المكان لكنه لم يعلم أن 
ذلك سيحصل بهذه السرعة.....
سار نحو الجهة الغربية للحديقة وراءها مباشرة
لكنه توقف فجأة ليهاتف أحد الحرس و الذي 
أوصاه أن يحرص على خلو الحديقة من 
الاسود.....
تمتم بسخرية و هو يعود أدراجه نحو جناحه 
حتى يستحم ليزيل دماء ذلك القذر التي 
لطخت ملابسه...
اهي فرصة عشان تلعب شوية رياضة .
في مصر و تحديدا في إحدى المستشفيات
الخاصة....
كانت أروى تسير جيئة و إيابا و هي تعض
اصابعها من حين لآخر دون أن تكف عن لوم
زوجها المسكين عندما منعها عن ضړب صالح
ليغادر الغرفة بعد أن إطمئن على يارا حتى
يرتاح قليلا من ثرثرة أروى.....
اغمضت يارا عينيها بتعب بعد أن بدأ مفعول 
المهدئ يسري في جسدها...منذ ساعة عندما 
وصلوا للمستشفى فحصتها الطبيبة و طمئنتهم
عن سلامة الجنين ثم دهنت لها مرهما للتخفيف 
من تورم وجهها بسبب صڤعات صالح لها.... 
ثم أعطتها بعض المهدئات حتى تخفف من 
آلامها الجسدية...
إنتفضت فجأة و فتحت عينيها على صياح 
أروى التي كانت تقف أمامها ناظرة لها باتهام..
إنت ليه رفضتي تخلي الدكتورة تتصل بالشرطة 
كان زمانه محپوس زي الكلب جوا القسم...اللي
عمله داه چريمة و محاولة قتل و خصوصا إنك حامل و كمان إنها مش اول مرة يمد إيده عليكي...
أجابتها يارا بصوت مبحوح ضعيف دلالة على 
إلتهاب حنجرتها من كثرة الصړاخ..
تفتكري لو رفعت عليه قضية هوصل حاجة 
داه صالح عزالدين يا أروى....
أروى باستهزاء..يكونش أبو تريكة و انا مش 
واخذة بالي.. اه هتوصلي و هتاخذي حقك بالقانون 
على الاقل يمضي على إلتزام إنه ميمدش إيده 
عليكي ثاني... 
يارا بتعب..في حاجات كثيرة إنت متعرفيهاش
أنا مش عاوزة أعانده عشان هو وعدني إنه 
هيطلقني بعد أولد مش عاوزة أعمل حاجة تضايقه 
تخليه يتراجع في وعده ليا .
سعلت و هي تختم كلامها لتسارع أروى و تمسك 
بكوب الماء لتساعدها في شربه مجيبة..
و هو بعد اللي عمله فيكي النهاردة لسه مأمناله 
و لوعوده... بلا خيبة أنا و الله مصډومة فيه 
صدمة عمري مكنتش فاكراه حيوان للدرجة 
دي...داه أنا بظلم الحيوان لما أشبه بحلوف
زيه...بقلك إيه هو كم مرة ضړبك قبل كده
يارا بابتسامة مستهزءة..مش فاكرة كثير....
أعادت أروى كوب الماء لمكانه ثم ضړبت 
صدرها معبرة عن صډمتها قبل أن تهتف..
نعم كثير....داه إنت لسه عروسة و بحنتك....
ضيقت عيناها ثم حركت رأسها للأسفل 
محدقة في يارا بنظرات غريبة قبل أن 
تتلفظ بتردد..
بت إنت تكونيش من الجماعة إياهم.... 
الساديين و المشاخوزيين و إلا المازوخيبن 
مش عارفة إسمهم إيه بالضبط بس الناس 
اللي بيحبوا العڼف و الحاجات الغريبة دي....
يارا بضحكة مرهقة..
ضحكتيني
 



و انا حالتي كده...
أروى بإلحاح..أمال إيه اللي مقعدك عنده لحد 
دلوقتي أطلبي الطلاق و انا مستعدة اشهد 
ضده... اهلك ناس أغنياء و هيقدروا يقفوا 
في وشه و يحموكي منه.... أنا و الله مش قصدي 
اخرب بيتك و أبوز جوازك بس اللي حصل معاكي 
صعب جدا...الست لما يضربها جوزها او حتى ېهينها 
بتفقد الثقة في نفسها و فيه و في اللي حواليها
كلهم بتفقد الأمان و بتبقى عايشة چثة من غير 
روح و بتلاقي نفسها كبرت فجأة عشرين 
سنة...صدقيني مهما عدا الزمن مستحيل 
هتنسي....إنت قلتي إنه ضړبك اكثر من مرة 
و إنت لسه عروسة شهر أمال بعدين هيعمل فيكي 
إيه...
إبتسمت لها يارا بۏجع و قد بدأت دموعها 
تنهمر على وجنتيها لكن رغم ذلك أجابتها 
تفرغ قهر قلبها..
حاولت أهرب منه كذا مرة بس مقدرتش.... 
أمنيتي الوحيدة في الحياة هي إني أخلص 
منه بقيت عايشة في ړعب حقيقي... كل ما اشوفه
قدامي بحس إني ھموت في أي لحظة... أنا 
بدعي ربنا كل ليلة يخلصني منه او ياخدني عنده 
عشان أرتاح من الکابوس اللي انا عايشاه حاسة إني 
مخڼوقة مش قادرة أتنفس بس مجبرة مليش حل 
ثاني....يا أبقى مع صالح يا أموت نفسي...
إنهمرت دموع أروى بشفقة متذكرة أول أيام زواجها 
لكنها لم تكن تعلم أن ما مرت به لا يساوي نقطة
من بحر معاناة يارا... 
مسحت دموعها و هي تقول محاولة التخفيف عنها
أنا لو منك احطله دواء إسهال في كباية مية 
يخش الحمام تكوني حطاله صمغ في القاعدة 
يلصق هناك تروحي قافلة عليه الباب طافية النور 
و ترمي المفتاح من شباك الأوضة و تنزلي جري 
على اي مطار سنغافورة تايوان الصين أي حاجة 
بلد مش هنختار إحنا بقى و إبقي قابليني 
لو فهم اللغة هناك و لو متاهش في الشوارع 
هيتوه في أشكال الناس اللي زي بعضها هناك... 
و لو صدفت و لقاكي أجريله ثلاثة أربعة
بلطجية
يمضوه على قسيمة الطلاق و معاه خمسة 
مليون دولار و و يصوره فيديو يقول فيه انا 
إسمي الحقيقي سوسن بس اوعي تنسي نصيبي 
في الدولارات....ها إيه رأيك بقى خطة عابرة للقرات... إتبسطي بقى و إتشخلعي و إدعيلي.....
ضحكت يارا على چنونها لكنها ما لبثت أن 
تألمت من چرح شفتيها لتتأوه بسخط و هي تقول..
حرام عليكي يا أروى بلاش تضحكيني أنا 
مش ناقصة...
أجابتها أروى و هي تمط شفتيها بانزعاج
الحق عليا بحاول افرفشك...متستاهليش 
يلا هسيبك ترتاحي دلوقتي و انا هطلع اشوف جوزي قرة عيني و أطمن عليه و أرجعلك....
أشارت لها يارا ثم اغمضت عينيها بتعب 
بينما غادرت أروى لتبحث عن فريد لكنها 
لم تجده هاتفته ليخبرها انه خرج 
للحديقة لتلحقه هناك...
جلست بجانبه و هي تتنهد بصوت مسموع 
لكنها لم تتحدث...خصها فريد بنظرة جانبية 
قبل أن ينظر أمامه من جديد بشرود قائلا..
مالك
تلاعبت بخاتم زواجها الذي كان يزين إصبعها
مما جعل فريد ينتبه لها.. أمسك بيدها مقطبا
حاجبيه راغبا في معرفة ما يدور في خلدها 
ليس من عادتها الصمت أو التفكير لوحدها 
و هذا ما جعله يشعر بالقلق...
عاود سؤالها من جديد دون أن تنمحي عقدة
جبينه..في حاجة جديدة حصلت جوا
نفت برأسها قبل أن تخبره بلسانها..
لا..مفيش بس بفكر في اللي حصل...
في حاجات كثيرة مش فاهماها يارا بتقول إن صالح مش أول مرة يمد فيها إيده عليها و يبهدلها بالشكل داه و كمان عاوزة تتطلق منه بس هو مش عاوز 
يسيبها...
لم يشأ فريد أن يخبرها بكل الحقيقة لكنه 
إكتفى بمسايرتها..
و فين الغريب في داه الراجل مش عاوز 
يطلق مراته خصوصا إنها حامل .
جذبت أروى يدها پعنف متمتمة بحنق..
يا شيخ...قول و الله إنك مقتنع بالكلام اللي
بتقوله داه... يعني هو لما كان هيموتها من 
شوية مفكرش إنها حامل...لا كثر خيره 
هو يتكل بس و يطلقها و
الدنيا عندها هتتضبط
و تبقى فل...كلمه يجيب المؤذون عشان 
يطلقها البنت خلاص مبقتش قادرة تعيش 
معاه .
تجهم وجهه بينما أجابها..
أروى بلاش نتدخل في حاجات متخصناش 
هي لو كانت عاوزة تتطلق كانت قالت للدكتورة 
تكلم البوليس بس هي منعتها...
أروى باندفاع..عشان خاېفة من أخوك و بعدين 
هو إنت إيه مش بوليس و كل حاجة حصلت 
قدامك إحبسه..
قلب فريد عينيه بضيق لم يكن يستطيع زيادة 
كلمة أخرى معها فنهاية الحديث في هذا الموضوع 
بالتأكيد سوف تؤدي إلى تذكيرها له بضربها في 
أول أيام زفافهما و هذا ما لم يكن يريد حصوله....
لتضيف هي بإصرار..
أنا حاسة إنه بيهددها بحاجة ثانية... البنت 
أبوها مستشار و عيلتها غنية و ليهم نفوذ يعني 
لو كانت حكتلهم على اللي بيحصل معاها 
كانوا خلصوها منه...بس هي قالت إنه وعدها 
هيطلقها اول ما تولد .
لم يكن في وسعه سوى تهدأة الوضع و الاكتفاء 
بدور المشاهد هو خلصها من بين يدي شقيقه 
المچنون هذه المرة بصعوبة بالغة و سوف يستمر 
بمساعدتها و التكفير عن خطأه الذي من المستحيل 
أن ينساه و هو عندما ساعده في أول إنتقامه 
لكنها الان أصبحت زوجته فلم لا يكف شقيقه 
عن لعب دور الضحېة كل شيئ إنتهى فليتركها 
إن كان لا يريدها إذن ...ضحك باستهزاء بداخله 
فهو الأدرى بطبع شقيقه... المسكينة تظن انه 
سوف يتركها بعد ولادة الطفل و لكن ليس صالح 
من يفعل ذلك حتى لو أنجبت له مائة طفل 
شقيقه ذو طباع مختلفة و هو ما يميزه عن
جميع أحفاد عزالدين يشبه قليلا إبن عمه 
سيف غير أن الاخير لا يتردد في إظهار عواطفه 
بعض الشي عكس صالح الذي يشبه قلبه 
بئرا عميقا و إزداد عمقا بعد رجوعه من أمريكا 
غمغم ليطمئنها مغير مجرى الحديث..
متقلقيش أنا هتكلم معاه و أقنعه....
أومأت بشك و هي تقف من مكانها حتى 
تعود لغرفة يار لتطمئن عليها...رغم هدوءها 
و هي تتحدث مع فريد إلا أن بداخلها كانت 
تشعر بنيران ټحرقها....اااه حاړقة تسللت من 
بين شفتيها دليلا على إحساسها بالقهر و العجز 
تحاملت على نفسها مستندة على الحائط لتجلس
على أقرب كرسي....
رفعت يدها لتدلك عنقها بسبب شعورها 
بالاختناق و العجز تاركة العنان لعبراتها 
حتى تتحرر من قيود لطالما كبلتها....
لازالت تجهل مالذي حدث تحديدا منذ قليل عندما 
كانت تتحدث معه شيئ ما منعها من إخباره 
بكل مايجول بداخلها أرادت لومه و إتهامه أنه يساند شقيقه بطريقة مخفية ربما لأنه كان في يوم من الايام مثله...لكنها لم تستطع. 
عقلها و قلبها مشتتان و الحيرة تمكنت منها 
إلى درجة أنها لم تعد تستطيع التفكير بشكل 
صحيح... منظر يارا و هي غارقة في دمائها 
لا يزال عالقا بذهنها ليذكرها بنفسها منذ اشهر
قليلة.... بتلك الليلة المشؤومة التي قضتها في 
هذا المستشفى فمهما مرت الايام و الأشهر و السنين 
لن تستطيع النسيان...رغم أن فريد إعتذر منها آلاف
المرات و حاول بكل جهده جعلها تغفر له لكنها 
لم تستطع أن تنسى لازالت كل كلمة و كل 
إساءة منه محفورة داخل قلبها... 
في قصر عزالدين......
كانت هانيا و فاطمة تتهامسان في المطبخ
بعد أن إنقلب القصر و كثر الهرج و المرج
سناء التي كانت تقف في منتصف بهو
القصر و معها إلهام و ندى... تحاول الاتصال
بفريد لكنه لا يجيب.. إندفعت نحو صالح
الذي كان يجلس في الحديقة الامامية منتظرا
قدوم شقيقه و زوجته تسأله بنبرة مرتفعة..
إنت قاعد هنا و سايب مراتك في المستشفى...
اخذ نفسا عميقا ليزفره مرة واحدة قبل أن 
يختف بلا مبالاة
معاها فريد و أروى متقلقيش.....
دهشة علت وجهها من إجابته المستفزة
ضغطت على أسنانها پغضب قبل أن تلكزه
بهاتفها على ذراعه هادرة بنفاذ صبر..
يا برودك يا شيخ.. إنت إيه قاعد هنا و لا همك 
حاجة.. قوم شوف مراتك فين عشان لو حد 
من الصحافة شم حبر هتبقى ڤضيحتنا 
بجلاجل....
هز صالح كتفيه ثم تأفف بصوت عال قبل أن
يستقيم من مقعده..
قولي كده من الآخر و بلاش حوارات القلق 
و الإهتمام دي.. إنت

خاېفة على سمعة
العيلة و مكانتها قدام الناس...
تدخلت إلهام التي لم تفوت حوارهما منذ 
البداية..
إحنا خافين عليك و على مراتك من 
كلام الناس..متنساش إن عيلتها هي كمان 
من أرقى العائلات في البلد و الناس ماهتصدق
تسمع عليهم خبر وحش..يلا يا حبيبي روح 
إلحق مراتك اكيد محتاجاك جنبها دلوقتي 
و متنساش تكلمنا وتقلنا هي في أي مستشفى
عشان نيجي نطمن عليها.....
رمقها صالح بنضرات مستنكرة قبل أن
يقرر تجاهلها و تجاهل الهراء الذي تتفوه به
ليردد بداخله بينما يتحرك في إتجاه سيارته
مقررا مغادرة المكان و الذهاب إلى الشركة 
مين دي اللي محتجاني جنبها...دي بتخرف
و إلا إيه أنا أحسن حاجة أروح اشوف شغلي 
عشان لو قعدت هنا مش هخلص.....
قاد سيارته باتجاه الشركة وفي كل مرة
يتفقد هاتفه عل فريد يوافيه بأخبار جديدة
عن يارا و الطفل .....
إبتسمت إلهام بخبث و هي تدعو سناء 
لدخول القصر فالطقس في الخارج 
كان شديد البرود مع بدأ تساقط بعض 
رذاذ المطر بعشوائية بسبب الرياح الخفيفة 
تود فقط لو أنها تستطيع إخبار الصحافة 
حتى تثير ڤضيحة كبيرة لټنتقم من ميرفت.....
و بالفعل و كأن فاطمة قرأت ما يدور بخلدها 
لتنسحب بهدوء نحو غرفتها...أخرجت شريحة هاتفها
المخبأة تحت وسادتها لتستبدلها بشريحتها الاساسية
ثم هاتفت إحدى الصحافيين الذي عرفت 
إسمه من خلال أحد المواقع المختصة في 
نشر أخبار المشاهير التي يعمل بها.... 
أخبرته الحكاية بإيجاز ثم أغلقت فجأة دون
أن تجيب عن بقية اسألته و هي تشتمه بصوت 
منخفض بسبب ثرثرته و فضوله....
في كلية الإعلام....
لم تكن إنجي في أفضل أحوالها كانت تشعر بالضياع 
يحيطها من كل جانب منذ أن تشاجرت مع هشام 
و هي تشعر بأن الحياة أصبحت صعبة للغاية 
و كيف لا و هو من كان يهتم بها و يعاملها 
كالاميرة المدللة...كان يحل كل مشاكلها و يساعدها 
في كل ما تحتاجه ماديا و معنويا و لو كان موجودا 
الان لما تجرأ ذلك الأحمق علي على إستغلال 
الفرصة و ټهديدها......
كانت تجلس في الكافتيريا وحيدة بعد أن أجبرها
على قطع علاقتها مع أصدقائها... هي لم تكن 
منزعجة من ذلك فهي أيضا كانت تنوي تركهم 
خاصة بعد آخر حوار دار بينهم في ذلك الملهى.... 
وضعت كوب القهوة و هي تزفر بملل حالما
سمعت صوته وراءها و هو يقول..
أنا جيت...وحشتك صح... سوري ياروحي 
المحاضرة كانت مهمة جدا مقدرتش محضرهاش...
جلس أمامها راسما إبتسامة عذبة على شفتيه 
جعلت إنجي تشرد بوسامته قليلا قبل أن تتمالك 
نفسها قائلة
إيه اللي جابك
قوس علي شفتيه مدعيا الحزن قبل أن يرد عليها
كده يا بيبي ټحطمي قلبي... بقى في بنوتة محترمة و قمر زيك تقول لجوزها المستقبلي إيه اللي جابك... 
إجابة في منتهى القسۏة على فكرة . 
رمقته إنجي باحتقار ثم رفعت إصبعها تشير
نحوه هاتفة بغرور..
بقى أنا إنجي عزالدين أتجوزك إنت....أحلامك 
كثرت اوي اليومين دول و إوعي تفتكر عشان 
قبلت اقعد معاك شوية يبقى خلاص تقدر 
تعمل اللي إنت عاوزه... أنا وافقت بس عشان 
شفقانة عليك اصلك يا حرام بقالك سنين بتجري ورايا عشان أعبرك و أهو كل واحد بيجي يوم يحقق
فيه أحلامه... و الصورة اللي بتهددني بيها دي 
تبلها و تشرب مېتها... أنا قدامك دلوقتي بمزاجي
عشان مفيش حد في الدنيا دي يقدر يغصبني 
على حاجة....
طرق علي سطح الطاولة بأصابعه بحركات 
وتيرة دون أن يتخلى عن إبتسامته قائلا..
و دي أكثر حاجة بتعجبني فيكي إن شخصيتك
متمردة و مش بتحبي تعملي غير اللي في دماغك 
عشان كده أنا متمسك بيكي... اصلي بحب البنت 
الشرسة اوي عشان استمتع و أنا بروضها .
عقدت حاجبيها باستغراب من طريقة كلامه 
الغريبة قبل أن تبتسم دون مرح مردفة 
باستهزاء..
طب خلي بالك ياعم المروض لا الشرسة 
تاكلك...و لو إني مليش في لحم الحمير...
 



2
قوس علي شفتيه بشبه إبتسامة على 
طريقتها في الحديث قائلا بتأكيد..
لا ما تقلقيش... عندي خبرة في التعامل 
مع الحيوانات البرية....
زفرت إنجي بنفاد صبر و هي تشعر بأن
وجوده في حياتها قد أصبح يوترها لتلخلص
ما تريد قوله..
طب بص يا عم الساډي من الاخر كده سيبك 
مني...لا تعملي فيها مروض وحوش و مستذئبين 
و لا جن و عفاريت عشان اللي في دماغك 
داه ما ياكلش معايا...صدقني لو حطيتك في 
دماغي مش تاخذ في إيدي غلوة و انا بصراحة 
مش هاين عليا العيون الحلوة دي ټتأذي... 
إنت لسه متعرفنيش كويس ميغركش منظري 
اللطيف و الشلة اللي انا كنت مصاحباهم...
أشارت له بأن يقترب منها قليلا ثم همست 
بجانب أذنه بصوت كفحيح الافعى..
اصل أنا اللي الشيطان بيتعلم مني...ديل
إستقام علي في جلسته ليعود كما كان 
في حين لم يزده كلامها سوى تشبثا 
بها...
حرك رأسه دلالة على رفضه لمقترحها لتمط 
إنجي شفتيها مدعية الأسف عليه قائلة..
طيب زي ما تحب بس متنساش إني حذرتك...
سلام يا بيبي .
ظلت نظراته تتابعها و هي ترتدي نظارتها
الثمينة ثم جمعت متعلقاتها الشخصية و غادرت 
بهدوء بينما عقلها كان مشغولا بنسج خطة 
جديدة للتخلص منه كما فعلت بهشام.... 
في جزيرة سيف.....
توقفت سيلين عن الركض لتنحني بجسدها نحو الإمام مستندة بكفيها على ركبتيها و هي تلهث
من شدة التعب و العطش ....حدقت پألم في 
ساقيها المجروحتين و كأنها الان فقط وعت 
لنفسها انها كانت تركض منذ ساعات ....
رفعت راسها نحو الأعلى ثم دارت حول نفسها
عدة مرات... لا شيئر حولها سوى تلك الأشجار
العملاقة التي تحجب عنها ضوء الشمس...
كانت تجهل موقعها بالضبط فقد مرت بنفس هذا 
المكان منذ حوالي نصف ساعة تقريبا و هذا
لا يعني سوى شيئ واحد و هو أنها قد ضاعت
في هذه الغابة الملعۏنة....
سقطت على ركبتيها غبر آبهة بتلك الاشواك و الاغصان
التي إخترقت جسدها جراء إصطدامها
بالأرض... ظلت دقائق طويلة في مكانها
تحاول إستجماع باقي قواها حتى تستأنف
ركضها من جديد بحثا عن أي مخرج من هذا
المتاهة التي علقت بها...
توقفت عن السير لتنتزع بعض الاشواك الكبيرة التي
دخلت لحذائها الرياضي دو اللون الاسود
لتستمع فجأة لصوت زئير...
شهقت بړعب و هي تدير عيناها في جميع الاتجاهات 
بحثا عن مصدر الصوت .... يا إلهي هل هربت
كل هذه المسافة لتكون وجبة تلك الأسود المتوحشة
التي يربيها زوجها المختل...
تعالت شهقاتها و هي تبكي پقهر متذكرة كيف 
تمكن من خداعها برقته و إبتسامته الساحرة 
حتى يوقعها في شباكه... و كيف إستغل مرض والدتها و حاجتها للمال حتى يتسلل رويدا 
رويدا إلى داخل عقلها و قلبها حتى أصبح يسيطر 
عليها كالدمية ببن يديه....
لطالما خذرها آدم منه عندما أخبرها في أول 
لقاء لهما انه لم يكتسب لقب الشبح من 
من فراغ...لكن آدم قد قد
قتل على يدي زوجها....
زوجها الذي ظنت انه بريئ و انه ضحېة 
لعائلة جاحدة و قاسېة... البارحة فقط 
قررت أنها سوف تبدأ حياة جديدة معه لكن
يبدو أن القدر كان له رأي آخر ليجعل 
الغشاوة تنزاح من أمام عينيها و تكتشف 
حقيقته.....
سمعت صوت الزئير من خلفها لتلتف 
نحو مصدر الصوت لكنها لم تجد سوى
المزيد و المزيد من النباتات و الأعشاب 
فجأة رأت ظلا يتحرك من بين الأشجار 
لتحبس أنفاسها بترقب بينما دقات قلبها 
كانت تتعالى بصخب مفزع داخل قفصها 
الصدري.... 
ليظهر أمامها سيف بابتسامته اللئيمة 
التي كانت تزين ثغره...لم تشعر سيلين 
بنفسها و هي تقع على الأرض من شدة 
رعبها بعد أن فشلت في الوقوف على 
قدميها مكتفية بالتحديق به و هو يتابع 
تقدمه نحوها بخطوات بطيئة مستمتعة....
وضعت سيلين يدها على فمها لتكتم 
صوت بكاءها من شدة الړعب عندما ظهر 
من وراءه أسد ضخم...حركت راسها بنفي
و هي ترمق سيف بنظرات متوسلة و هي 
تتخيل انه قد احضره ليلتهمها.... 
طقطق سيف أصابعه ثم أشار نحو الأسد بحركة معينة لينصرف مختفيا بين الأشجار كما جاء
قبل أن يلتفت مرة أخرى نحو سيلين و هو يضع 
يديه في جيوب بنطاله....
دار حولها ثم توقف وراءها لينحني جاذبا 
إياها من شعرها حتى أجبرها على الوقوف.... 
لم تشعر سيلين بالالم بسبب تخدر جسدها من
شدة الخۏف الذي عانته منذ قليل...اغمضت 
عيناها باستسلام و هي تستمع لصوت سيف 
الغاضب..
عاوزة تهربي مني... 3
إنهمرت دموعها بعجز و هي تبعد يدها عن 
فمها سامحة لشهقاتها بالتحرر...بكت بصوت عال
لوقت لاحق... فمهما تظاهر بالقسۏة أمامها إلا 
أنها في الاخير تبقى أميرته المدللة....
الفصل السابع
في فيلا ماجد عزمي......
كانت ميرفت تجلس في حديقة الفيلا
تترشف قهوتها الصباحية بكل إستمتاع فبعد ايام قليلة سوف تتخلص من زوجها ماجد الذي عاشت معه أسوأ سنوات حياتها لم تشعر خلالهم و لو ليوم واحد بأنها أنثى لها مكانة و أهمية في أعين زوجها
لتجد نفسها تلقائيا تتذكر كامل الذي جذب
إنتباهها و سيطر على عقلها و تفكيرها منذ اول
وهلة....
كان وسيما جدا رغم تقدمه في السن و شخصيته قوية و قد لاحظت ذلك في أكثر من مرة كما أن هالة الثراء و النفوذ واضحة عليه تماما ... عبست فجأة بعد أن ظهرت أمامها صورة امين الذي أخبرتها إلهام انه معجب بها لا تدري لم شعرت بالضيق لمجرد التفكير في ذلك الأمر ليس لأن امين هو والد صالح زوج إبنتها بل لأنها شعرت بالانجذاب اكثر لكامل
و لاتريد إفساد الأمر بوجود امين في حياتها.... 
لذلك قررت انها سوف تحاول الحصول عليه 
مهما كلفها الأمر و ستكمل الباقي من حياتها مع رجل تختاره هي.... 
وقفت مكانها و هي تبتسم بإصرار لتصعد نحو جناحها الذي غيرت ديكوره بعد مغادرة ماجد 
لتستحم و ترتدي أجمل ثيابها ثم تتجه 
نحو شركة عزالدين حيث يعمل كامل.....
سمحت لها السكرتيرة بالدخول بعد إنتظار دام لدقائق قليلة ليرحب بها كامل بحرارة و الذي سعد كثيرا لوجودها.....
أهلا و سهلا يا ميرفت هانم... المكتب نور بوجودك 
لا مكتب إيه دي الشركة كلها نورت إتفضلي أقعدي .
هتف كامل مرحبا و عيناه تكادان تخرجان من محجريهما متاملا بدقة جمالها الفاتن في ذلك الفستان الأزرق القصير رغم كبر سنها إلا كانت تظهر و كأنها في الثلاثين من عمرها بفضل عمليات التجميل و الشد و النفخ التي تقوم بها شهريا 
حتى تحافظ على جمالها لتظهر دائما و كأنها 
إحدى نجمات التلفزيون....
إبتسمت لتزيد من جنونه و إعجابه بها و هي تقول 
ميرسي يا كامل بيه و آسفة لحضرتك عشان جيت من غير معاد .
رفع كامل سماعة الهاتف ليطلب لها عصيرا و هو يردف 
داه إنت صاحبة الشركة يعني تيجي وقت ماإنت عايزة... أيوا يا صفاء لو سمحتي هاتي عصير فرش 
لميرفت هانم و فنجان القهوة بتاعي.
وضع سماعة الهاتف ثم شبك يديه على المكتب 
أمامه و هو يبتسم قائلا 
قوليلي بقى يا ميرفت هانم إيه سر الزيارة السعيدة اصل بصراحة عندي فضول كبير أعرف.
تصنعت ميرفت الارتباك و الخجل و هي تتمسك 
بحقيبتها الجلدية الفاخرة قبل أن تجيبه 
بصراحة عندك حق أنا فعلا قبل ما آجي هنا 
ترددت جدا بس بعدين قلت إني مش هخسر حاجة 
لو سألت خصوصا إن انا مليش حد اثق فيه غيركم 
خصوصا بعد ما بقينا عيلة واحدة....
كامل بتأييد..اه فعلا إحنا بقينا عيلة واحدة 
بس بردو لسه مش فاهم حاجة من كلامك .
ميرفت بخبث 
بص يا كامل بيه انا من الاخر عندي شوية فلوس مخبياهم في البنك من سنين بس بصراحة في المدة الأخيرة كنت بفكر إني أشغلهم بس انا مش بفهم في البزنس و الحاجات دي عشان كده قلت هستشير 
كامل بيه هو عنده خبرة و معرفة كبيرة في المجال داه و اكيد مش

هيبخل عليا بالنصيحة....
كامل بتفكير 
يعني إنت عاوزة تبقي سيدة أعمال...
ميرفت بضحك 
لا طبعا مش للدرجة دي يعني...أنا بس عاوزاك 
تنصحني خمسة مليون جنيه أقدر اعمل بيهم إيه
كامل بتفكير..طيب ممكن أفهم حضرتك ليه إخترتيني انا بالذات .
ميرفت و هي تبتسم بدلال 
عشان مش عاوزة حد من عيلة صالح جوز بنتي 
يعرف بالفلوس دي و انا بصراحة واثقة فيك اوي 
مش عارفة ليه بس حاسة إنك هتكون قد الثقة دي 
و من جهة ثانية انا معنديش حد اعرفه بيفهم 
في البزنس عشان كده إخترتك إنت بالذات.
تراجع كامل ليسند ظهره براحة على ظهر الكرسي 
و هو يبتسم بفخر قبل أن يجيبها 
إن شاء الله هكون قد الثقة دي و إطمني مفيش حد هيعرف بحكاية الفلوس دي... خمسة مليون 
جنيه مبلغ حلو و انا ممكن أساعدك عشان 
تشتري بيهم أسهم في شركة من شركاتنا.
تحمست ميرفت و ظهر الطمع في عينيها 
فهذه هي الفرصة المناسبة
للتقرب من كامل 
لكنها تمالكت نفسها و هي تقول 
أنا طبعا مش عاوزة أسببلك مشاكل في شغلك 
يعني لو امين بيه او صالح عرفوا إني جيت لحضرتك هيستغربوا جدا و مهما شرحت مش هيفهموا 
خاېفة تحصل مشاكل بين يارا بنتي و جوزها بسببي
خصوصا إني هتطلق قريب .
رغم أنه لم يفهم شيئا من كلامها إلا أنه 
لم يستطع إخفاء سعادته بخبر طلاقها 
الذي كان مفاجأة بالنسبة له ليسألها باستنكار 
طلاق يعني إنت و ماجد بيه هتطلقوا....
تلعثم قليلا بعد أن إنتبه للهفته الواضحة 
و فرحته التي لم يستطع كتمانها ليهتف مصححا 
اقصد ليه
كانت ستجيبه إلا أن دخول صفاء التي أحضرت 
صينية المشروبات حال دون ذلك... وضعت 
كوب العصير أمامها ثم فنجان القهوة أمام
كامل و إستأذنت بعد أن أشار لها بالخروج....
ميرفت بتوضيح 
أنا و ماجد اصلا جوازنا كان غلطة من الاول 
جواز صالونات زي ما بيقولوا عشان مصالح 
العيلتين...و انا وقتها كنت صغيرة و مش هكذب
عليك أنا مكنتش رافضة عشان ماجد كان عريس 
مناسب غني و من عيلة معروفة و مستقبله مضمون 
و هيقدر يعيشني في المستوى اللي متعودة عليه 
إتجوزنا و جبت يارا و بعدها ريان بس رغم 
مرور السنين دي كلها إلا إننا كنا عايشين زي 
الأغراب عمرنا ما قعدنا تكلمنا زي إثنين 
متجوزين و تناقشنا في موضوع يخصنا أو يخص 
الأولاد...كل واحد كانت ليه حياته الخاصة 
بعيد عن الثاني و كل سنة بتمر كانت الفجوة للي 
بينا بتكبر و إحنا بنبعد عن بعض أكثر لحد ما 
بقت حياتنا مع بعض باردة و أيامنا شبه بعض 
لحد ما إكتشفت إنه بيخوني و متجوز عليا عرفي 
و مش واحدة لا دول كثير...و آخرهم رقاصة . 
إرتشفت من كوب العصير بعد شعورها بغصة 
مريرة تسد حلقها لكنها رغم ذلك تحاملت على نفسها 
لتكمل دون أن تنظر لكامل الذي كان يرمقها 
بنظرات مصډومة و كأنها كانت تروى تفاصيل 
حياته هو بالضبط لكن بسيناريو مختلف....
عارف الست لما بتكتشف إن جوزها بېخونها پتتوجع ليه 
مش عشان خدعها أو فضل عليها ست ثانية لالالا... 
داه موضوع ثاني خالص.. اللي بيوجع أكثر 
إنها فجأة بتكتشف إن سنين عمرها اللي 
عاشتها و هي فاكرة إنها بتضحي و بتقاوم 
ملهاش أي لازمة خالص.... و إن مفيش حد 
خسران غيرها... جوزي و عايش حياته كل يوم مع واحدة و أولادي 
كبروا وكل واحد فيهم بقى له حياته الخاصة
و انا فضلت زي ما أنا قاعدة في البيت 
زي اي كنبة او طاولة او أي حتة ديكور ملهاش
لازمة...حتى لما باجي بفكر في ذكرى حلوة 
كانت بينا مبالاقيش.. مكانش في غير البرود و الجفاء اللي مالي حياتنا....أكبر غلطة إرتكبتها في 
حق نفسي بعد جوازي من ماجد
 



هي إني 
فضلت ساكتة و صابرة طول السنين كلها...عمري 
ما حسيت إن ليا قيمة في حياته أو حسسني مرة إني ست بجد كل مرة بيخوني فيها ببقى 
عاملة نفسي قوية و مش مهتمة طول ما مكانتي قدام الناس محفوظة...بس من جوايا كنت بتقطع 
كلما اشوف إثنين بيحبوا بعض و بيدعموا بعض... 
أنا عارفة إني كبرت على الحاجات دي يمكن 
إتجوزت و خلفت كمان سني بس لا... أي 
ست في الدنيا مهما كبرت بتبقى في جواها طفلة 
لسه عاوزة تلعب و تحب و تتحب....و داه اللي إتحرمت منه رغم كل الفلوس و العز اللي كنت عايشة فيه بس مكنتش حاسة نفسي كاملة من برا أه 
مكانش ناقصني حاجة بس في الحقيقة كنت 
محتاجة شوية الحب و الإهتمام اللي إتحرمت
منهم طول حياتي .
تنهدت بصوت مسموع و هي تمسح دموعها بطريقة أنيقة قبل أن تبتسم بحزن متمتمة باعتذار 
أنا بجد آسفة مش عارفة إزاي... قلت كل الكلام 
بعتذر من حضرتك.
أجابها كامل و هو يناولها منديلا ورقيا لتمسح
دموعها 
مفيش داعي للإعتذار...بالعكس إنت 
لخصتي سنين حياتي في الكلمتين دول بس 
بطريقة مختلفة شوية...على العموم أنا أوعدك 
إن مقابلتنا دي كلها هتبقى سر بيني و بينك 
و مفيش حد هيعرف.... و بالنسبة للفلوس 
فداه موضوع بسيط جدا سيبيلي يومين 
ثلاثة بالكثير وأنا
هخلصلك الموضوع داه 
بإذن الله .
وقفت ميرفت من مكانها و هي تحمل حقيبتها.. 
صافحته و هي تستأذن 
تمام و أنا هسيبلك رقمي مع السكرتيرة عشان 
حضرتك تتصل بيا لما تخلص.
صافحها كامل بحرارة قائلا 
ما بلاش حضرتك دي بحسها ثقيلة شوية 
خاصة إن إحنا بقينا من عيلة واحدة .
أومأت له بابتسامة ساحرة جعلته يشتم زوجته
إلهام في سره كما يفعل اي رجل عربي أصيل
يرى أمامه سيدة جميلة .... 
5
في المستشفى....
إنتهت يارا من إرتداء ملابسها بمساعدة 
أروى إستعدادا للخروج
من المشفى رغم 
أنها لازالت متعبة إلا أنها أصرت على الخروج 
بسبب كرهها للمستشفيات... 
إردت حذاءها ثم إستندت على أروى لتقف 
باتجاه المرآة....
عدلت شعرها حتى يخفي الكدمات التي كانت تملأ 
وجهها و التي لم تفلح حتى مساحيق التجميل 
في إخفاءها لتستعين ببعض اللاصقات الطبية 
فالأفضل أن تظهر أنها تعرضت لحاډث مرور 
سارت في رواق المستشفى بجانب أروى التي و ياللعجب كانت طوال الوقت صامتة لا تتحدث سوى للضرورة و هذا ما أشعر يارا براحة أكثر.... 
توقفت فجأة و هي تمسك بذراعها قائلة 
برجاء 
لو سمحتي يا أروى ممكن أطلب منك طلب
أومأت لها الأخرى برأسها قبل أن تضيف بالكلام 
إبتسمت يارا رغما عنها بحذر حتى لا تؤلمها چروح
شفتيها و هي تجيبها 
لا إطمني بس عاوزاكي تاخذيني لمحل ال 
عاوزة أشتري حاجات مهمة قبل ما نرجع القصر .
همهمت أروى و هي تفرك ذقنها هاتفة بتعجب 
يا ولية تهدي.. حتى و إنت في الحالة دي بتفكري في الشوبيغ
يارا بضحك 
حرام عليكي أنا مش ناقصة جنانك داه... شوبيغ
إيه قلتلك شوية حاجات خاصة نص ساعة بالكثير مش هنطول.
أروى و هي تشير لها بيدها..إتفضلي يلا أمرنا 
لله
ركبتا السيارة التي أرسلها لها صالح لتخبر 
أروى السائق برغبتها للذهاب نحو احد الأماكن 
لكنه إعتذر منها بدعوى أن صالح يريدهم أن
يعودوا إلى القصر في الحال... لتصرخ أروى 
بردح بعد أن نفذ صبرها 
لا بقلك إيه أنا ميمشيش معايا الكلام داه 
قلتلك عاوزة اروح المحل داه و دلوقتي 
و انا يا إنت في العربية دي..
السائق باعتذار..يا هانم و الله دي أوامر صالح 
بيه و أنا العبدالمأمور عليا أنفذ كلامه و بس .
أروى و هي تردد كلامه بسخرية 
عبد المأرور... جتك خيبة في شكلك اللي 
شبه الديناصور داه...طب إركن العربية و انا هكلمه.... 
هاتي تلفونك يا يارا أما نشوف آخرتها إيه .
يارا و هي تعطيها هاتفها 
هتعملي إيه
ضغطت يارا على أزرار الهاتف بحثا عن إسم 
صالح لكنها لم تجده لتعيد لها الهاتف قائلة 
أطلبيلي سبع القرودة جوزك عشان عاوزة 
أكلمه مدام البغل داه مش عاوز يودينا .
دونت لها يارا رقمه ثم أعادت لها الهاتف و هي 
تدعو بصمت أن يسمح لها بالذهاب إلى ذلك 
المحل حتى تتأكد من شيئ ما فهي طوال ليلة 
البارحة و هي تحاول التذكر متى طلبت تلك الاشياء
لكنها لم تستطع لتقرر الذهاب و التثبت بنفسها.
أروى بانزعاج و هي تسمع صوت صالح 
أنا أروى مش يارا...
صالح ببرود..عاوزة إيه
أروى..و أنا هعوز من واحد زيك إيه يعني.
صالح و هو يهدأ نفسه حتى لا ينفجر فيها 
رغم أنه لازال غاضبا منها لشتمها له 
أمال بتتصلي بيا ليه
أروى باستدراك 
اه صح انا مكلماك...عشان تقول للسواق بتاعك 
يأخذنا مشوار كده عالسريع مش هنتأخر...عاوزة 
أشتري شوية حاجات شخصية.
صالح ببرود 
ماشي بس متتأخروش....
أغلقت سماعة الهاتف في وجهه و هي تشتمه 
پغضب ثم أردفت تحدث السائق بصوت عال 
سمعت و إلا نعيد ثاني قلك خذهم أي مكان 
هما عاوزينه.
السائق بطاعة..أمرك ياهانم 
بعد أقل من خمسة عشر دقيقة كانت يارا 
تدلف إلى المحل صحبة أروى لترحب بها 
إحدى البائعات اللواتي تعرفها بإعتبارها زبونة 
دائمة للمحل 
أهلا و سهلا يارا هانم نورتي المحل .
يارا..شكرا يا رضوى... ممكن تناديلي بيبرس 
بيه عشان عاوزاه ضروري .
رضوى..أمرك يا هانم بس لو في حاجة انا ممكن أساعدك فيها .
يارا بابتسامة متكلفة 
معلش ناديلي بيبرس عشان مستعجلة شوية.
أومأت لها الأخرى ثم غابت بعض الدقائق
ليظهر المدعو بيبرس صاحب المحل و
الذي 
رحب بها قائلا 
أهلا و سهلا يارا هانم شرفتي المحل تفضلي .
في تلك الثناء كانت أروى تدير عينيها حول 
المحل الذي أعجبها كثيرا لتطلق العنان 
لرغبتها المدفونة و هي شراء الكثير من 
مستحضرات التجميل مثلها مثل أي فتاة 
تدخل محل ميكاب تاركة يارا تتحدث مع 
ذلك الرجل....
يارا..ميرسي المحل منور بأصحابه.
تفرس بيبرس ملامحها المصاپة لكنه لم يعلق بل 
سألها 
رضوي قالت إنك عايزانى في موضوع مهم.
يارا..اه فعلا أنا كنت عاوزة أسألك من يومين 
كده خرجت من عندكم طلبية بإسمي فممكن 
لو سمحت اعرف كان فيها إيه بالضبط و مين 
اللي طلبها .
بيبرس باستغراب..هو حصلت مشكلة في 
الاوردر و إلا إيه
يارا بنفي..لالا إطمن كل حاجة تمام .
قادها بيبرس نحو الفتيات اللواتي يعملن عنده 
حتى يسألهن لتخبرها إحداهن أن فتاة محجبة 
جاءت إلى المحل منذ يومين و أخبرتهم بأنها 
صديقة يارا و تريد شراء بعض المنتجات 
كهدية لها بمناسبة عيد ميلادها و دفعت ثمن 
الأشياء ثم طلبت منهم توصيلها لقصر عزالدين.... 
حاولت يارا التعرف على الفتاة من خلال وصف 
البائعة لها لكنها لم تعرفها فهي كانت تشك بفاطمة و هانيا لكن أوصافها كانت بعيدة عنهما كثيرا.....
خرجت يارا و أروى من المحل طبعا بعد قامت 
أروى بشراء العديد من مواد التجميل و العطورات 
ركبتا السيارة لتقوم الأخيرة بإخراج محتويات 
الأكياس لتريها ليارا التي كانت مشغولة في التفكير
بهوية تلك الفتاة.....
أنا إشتريت حاجات كثير عشان لوجي و فريد 
و كمان طنط سناء بس يارب ذوقي يعجبها 
و إنت كمان متقوليش إني نسيتك...أنا خذتلك 
بالات الايشادو بتاعة هدى بيوتي اللي نزلتها آخر واحدة روز كوارتز بصي تجنن و ألوانها هادية جدا هتليق عليكي....مممم هي فين اه دي كمان 
عشان متهيألي نفس البرفيوم بتاعك صح .
همهمت يارا بفكر مشغول و هي تنظر لزجاجة 
العطر الفاخرة التي إختارتها لها أروى لتبتسم 
لها على لطفها و هي تأخذ الزجاجة منها لترش 
بعضا منها على معصمها و تستنشق رائحتها التي 
كانت تشبه نوعا ما عطرها المفضل الذي تستخدمه منذ سنوات. 
في الجزيرة.....
إنتهت سيلين من أخذ حمام دافئ لتزيل عنها
بعض التعب و الإرهاق بسبب ركضها الطويل
في الحديقة التي كانت اشبه بغابة... إرتدت ملابسها ثم خرجت لتجد سيف يجلس على الفراش و يتحدث
في الهاتف 
خده إرميه في أي مستشفى خليه يتعالج... و بلغني
بالجديد... إيه.. بقلك خليه يتعالج مش ېموت
انا عاوزه حي....

فتح عينك كويس و شغل دماغك
عشان أي غلطة هتكلفك حياتك إنت فاهم .
رمى الهاتف ثم وقف من مكانه و إستدار ليجد
سيلين تقف كالصنم و تنظر له...
تابع طريقه نحوها حتى وقف أمامها و هو يقول 
أتمنى تكوني تأكدتي بنفسك إن أنا مش مچرم 
رغم إنه لو كان واحد غيري كان قټله من سنين....
حركت رأسها بخجل و هي تعترف بداخلها أنها 
تصرفت بغباء فهي لم تتأكد من مقټل آدم 
لكنها كانت خائڤة و لم تدر ماذا تفعل في
تلك اللحظات...
شعرت بذراعي سيف تحيطان كتفيها ليسير بها 
نحو الطاولة التي لم تنتبه لها سوى الان... رائحة
الطعام الشهية التي جعلت معدتها تصدر أصواتا
عالية تدل على جوعها فهي لم تأكل أي شيئ منذ عشاء البارحة...وضعت يدها على وجهها من شدة 
الحرج و هي تتمنى لو انها كانت تمتلك طاقية 
الاخفاء في تلك اللحظة....إنتظرت حتى تسمع 
سخرية سيف او ضحكاته لكنه لم يفعل بل 
أبعد يدها عن وجهها و أجلسها على الكرسي 
بجانبه و هو يقول 
تعشي و بعدين نامي...النهاردة تعبتي اوي 
عديتي طول النهار و إنت في الجنينة .
بدأ يقطع الطعام إلى قطع صغيرة ثم وضع 
الصحن أمامها لتبدأ سيلين الاكل بصمت 
دون أن تناقشه.... 
في قصر عزالدين.....
نزلت يارا من السيارة بمساعدة أروى التي 
كانت تتعثر بالاكياس التي كانت تحملها.... 
تفاجأت بسناء التي إندفعت نحوهما ما 
إن رأتهما... 
تفحصت وجه يارا و يديها و رقبتها و هي
تهتف بذهول 
إنت كويسة...
أومأت لها يارا لتلتفت الأخرى نحو أروى 
تلومها بشدة 
قافلة تلفونك ليه و إزاي مقلتيليش على 
اللي حصل... حاولت أتصل بيكي إنت و فريد 
عشان أعرف مكانكوا بس محدش جاوبني....
اجابتها أروى بهدوء و
هي تواصل إسناد 
يارا للداخل 
معلش يا طنط خلينا نأجل الكلام داه لبعدين 
عشان زي ما إنت شايفة يارا تعبانة و محتاجة 
ترتاح .
لم يعجب سناء أسلوب أروى البارد في الحديث 
معها لكنها قررت أنها سوف تتصرف معها 
لاحقا....وقفت من مدخل الفيلا و هي تتابع 
صعود زوجات إبناءها الدرج بغل و ڠضب 
من صالح الذي جعلها تشعر بالحرج الشديد 
أمام إلهام و التي كانت تجلس مع ندى في 
الصالون تتابعان ما يحدث.... 
في الأعلى توقفت يارا أمام باب جناحها 
ترمقه بنظرات خائڤة مما جعل أروى تشعر 
بالاسف الشديد نحوها لتأخذها نحو غرفتها 
قائلة 
تعالي تعالي قولي بسم الله و خشي برجلك 
اليمين.... خلينا نعمل حزب ستات بقى و نطرد الرجالة برا من أوضنا و من حياتنا كلها... هعملك 
سهراية محصلتش هوصي على شيبسي 
و بيبسي و سندوتشات شاورما و نسترجع بقى 
ذكريات الجامعة اللي أنا أساسا لسه متنيلة مرزوعة فيها و أهو بالمرة أفرجك على الأغنية اللي 
طالعة جديدة آخر مسخرة و الله أنا شفتها إمبارح
بالصدفة مقدرتش أنام من جمالها . 
يارا باستغراب و هي تجلس على الكنبة 
أغنية إيه أديل 2
أروى و هي تخرج هاتفها 
أديل مين يا بنتي بقلك أغنية تهبل.. كلمات 
إيه و ألحان إيه موهبة تستحق و إلا بلاش ..
المهم الأغنية إسمها شيمااااااء اااه شيماااء 
أه باللحن ...أنا مش متخيلة حالة شيماءات مصر عاملة إزاي اليومين دول ربنا يكون في عونهم اكيد عاملين حجر صحي شامل...و عارفة شيماء دي طلعت إيه في الاخر بطة بيضاء . 
2
ضغطت يارا على رأسها عندما شعرت بصداع 
شديد. هي تبعد الهاتف قائلة 
يا شيماء أرجوكي إرحميني...بطة إيه و أغنية 
إيه دلوقتي بس.
أروى..شفتي مش قلتلك الله يكون في عونهم 
بقلك إيه تعالي نامي على السرير أريحلك
رفضت يارا قائلة 
مش عاوزة أنام أنا بس هرتاح هنا شوية 
و اروح أوضتي لو سمحتي يا أروى هاتيلي 
كباية مية عشان أشرب الدواء أصل الصداع 
بدأ يزيد و أنا معادش فيا طاقة اتحمل أي 
ۏجع .
وقفت
 



أروى لتسير نحو المطبخ الملحق 
بالجناح حتى تحضر لها بعض الماء و هي 
تدندن شيماء ااه شيماء... يا نهار أسود أستغفر 
الله العظيم يارب أنا إيه اللي خلاني أتنيل و اتفرج 
عليها...
فتحت الثلاجة لتخرج علبة مياه ليلفت إنتباهها 
علبة شوكولاطة كبيرة من تلك اللي يحضرها فريد 
لها و للجين من ذلك المحل الفخم لتأخذها معها 
حتى تتشاركها مع يارا....
إتفضلي المية . 
أعطتها كوب الماء ثم وضعت العلبة على الطاولة 
و هي تقول..أنا هروح اجيب لوجي مش هتأخر 
عليكي.
أشارت لها يارا بيدها و هي تخرج حبة الدواء
من الشريط لتتناولها بلهفة علها تخفف عنها آلام 
رأسها الذي جعل عيناها تدمعان..... 
في المستشفى الذي يعمل به هشام.... 
كانت إنجي تسير في أحد الاروقة متجهة 
نحو مكتب هشام الذي دلتها عليه إحدى الممرضات 
فهي لأول مرة تأتي لزيارته في مقر عمله...وقفت 
أمام الباب تقرأ الاسم المدون عليه باللون الأسود 
و الذهبي هشام عزالدين....
ترددت قليلا قبل أن ترفع يديها لتطرق الباب 
بينما عقلها كان مشغولا في البحث عن حجة 
تبرر فيها وجودها هنا خاصة و ان علاقتها مع 
إبن عمها قد إنتهت منذ تلك الليلة المشؤومة.. 
الأيام الأخيرة قضتها ضائعة لا تعلم بالضبط
ماذا تريد كانت تشعر بأن شيئا ما ينقصها رغم 
أنها تقريبا حصلت على ما تسعى إليه لكنها 
إكتشفت متأخرا انها قد خسړت أهم شخص 
كان في حياتها...الشخص الذي لم تشعر بقيمته إلا عندما إبتعد عنها... كمعظم البشر لا يقدرون قيمة 
الشيئ إلا عند فقدانه و هذا بالضبط ماحصل 
مع إنجي التي لا تكف عن التصرف بأنانية 
فهي تريده ان يعود كما كان معها من قبل لأنها 
لم تشعر في بعده بالراحة و ليس لأنه يحبها.... 7
وقبل ان تلمس يدها
لوح الباب سمعت صوتا
تعرفه جيدا يتحدث داخل المكتب مما جعلها
تتصنم في مكانها من هول ما سمعته 
أيوا زي ما بقلك كده يومين ثلاثة بالكثير 
و يفتح المستشفى الخاص ببه و بعدها هييجي يطلب إيدي من عمي بصراحة هو عريس لقطة
و ميتزفضش بس انا مش عاوزة اتجوز أنا هبيع 
المستشفى اول ما أحط إيدي على الأوراق 
و بعدين أسافر أمريكا.... اه أمريكا حلمي من 
و انا صغيرة.... المهم بقلك إيه هكلمك بعدين 
انا دلوقتي في مكتبه بدور على اي وثيقة أستفيد 
بيها...لما أروح البيت هبقى أكلمك سلام .
تراجعت إنجي إلى الوراء و هي تضع يدها 
على فمها بعدم تصديق لما سمعته قبل أن 
تلتفت راكضة لتنزل الدرج دون أن تدري حتى 
إلى أين تذهب المهم أن لا تراها تلك الحية 
التي تحاول الالتفاف على إبن عمها البريئ... 
رغم كرهها له إلا انها لا تستطيع إنكار أن هشام شخص جيد و لا يستحق أن يخدع مرتين 
فيكفيه ما فعلته فيه هي فلو نجحت وفاء
في خطتها ليس من المستبعد أن يتدمر 
و يخسر حياته و هذا مالم تسمح به أبدا ....
وقفت في مدخل المستشفى و هي تتوعد لها 
في سرها... ستريها من هي إنجي عزالدين.... 
الفصل الثامن
كانت هانيا تقف وراء باب غرفة لجين التي
تعمدت تركه مفتوحا قليلا بعد خروج أروى بالطفلة
تستمع ليارا و هي تحكي لها عن صالح و كيف
تعرفت عليه في الجامعة و كيف تزوج منها من
أجل الاڼتقام لكنها لم تحك لها التفاصيل و لم
تخبرها عن تهديده لها بأي صور أو فيديوهات....
إبتسمت بخبث عازمة عن إخبار فاطمة بتلك 
الاخبار لتسارع خفية نحو المطبخ حيث 
وجدت شريكتها تتذمر كعادتها من عملها كخادمة
في هذا القصر....
هانيا 
إيه يا بنتي هو أنا كل مرة أجيلك فيها هنا 
ألاقيكي بتخانقي ڈبان وشك .
فاطمة بتذمر منتيش شايفة القرف اللي أنا 
عايشة فيه... أمي خدامة و ابويا جنايني 
إمتى يا رب اخلص من الهم داه.
هانيا 
قريب جدا إن شاء الله لما يغوروا الحربايتين 
اللي فوق دول .
تنهدت فاطمة بتعب و هي تجيبها 
مش باين أنا إبتديت أزهق من الحكاية 
دي أنا بفكر أقتلها و خلاص.. .
إمتقع وجه هانيا پخوف و هي تلتفت حولها 
مخافة وجود أي شخص قبل أن تأنبها 
ششش إنت تجننتي...عاوزة تودينا في دهية 
و خلاص .
إبتسمت فاطمة بغير مرح و هي تسخر منها 
بداخلها فهي لاتعلم أنها مستعدة لقتل 
الجميع حتى تحصل على صالح و ثروته....
تحدثت هانيا و هي ترمقها بشك بسبب 
إبتسامتها المړيضة التي لاحت على ثغرها
بقلك إيه أنا كنت عاوزة أحكيلك حاجة 
مهمة يمكن تساعدك في اللي بتخططيله .
رفعت فاطمة حاجبها مصححة لها 
قصدك فلي بنخططله أنا و إنتي.
هانيا و هي تبرم شفتيها 
ما أنا لسه معملتش حاجة في موضوعي .
فاطمة..يا بت إنت حكايتك أسهل من حكايتي 
بكثير و بعدين ما إحنا حضرنا الطبخة و حاطيناها
عالنار و اهو قاعدين مستنينها تستوي...و إلا 
فكرك فريد بيه ليه باقي عليكي لحد دلوقتي 
رغم إن مراته كل يوم بتزن عليه عشان يطردك....
إبتسمت فاطمة بداخلها بخبث و هي ترى
لمعة عيون هانيا الغبية التي صدقت كلامها 
بكل بساطة و كأنها ألقت عليها تعويذة ما 
لتهتف بلهفة قائلة 
بجد يا فاطمة... يعني إنت شايفة كده
فاطمة بتمثيل 
طبعا و هو في تفسير ثاني غير داه 
بس إحنا نستنى كده شوية كمان عشان و انا 
هقلك تعملي إيه بس الاول قوليلي 
موضوع إيه اللي إنت عاوزة تحكيهولي من 
شوية .
حكت لها هانيا كلما قالته يارا لأروى لتتهلل أسارير 
الأخرى و هي تضحك بفرحة بعد أن إستعادت 
أملها في الوصول لصالح. 
فاطمة بتفسير
يعني هما درسوا مع بعض في الجامعة اه فعلا 
انا عندي علم بالمعلومة دي... بس مكنتش أعرف 
إنها خدعته و مثلت عليه الحب عشان كده رجع و
تجوزها عشان ينتقم منها... بس اللي انا مش 
فاهماه هي ليه لحد دلوقتي مستحمله كل اللي 
بيعمله فيها...و إلا البعيدة عديمة كرامة و خلاص 
دي قربت ټموت في إيده لولا أخوه و العقربة 
مراته أنقذوها ماكانوا سبوه قټلها و إلا تغور في ستين داهية.... بس أنا هعرف إزاي أتصرف معاها .
هانيا پخوف..هتعملي إيه
فاطمة..و لا حاجة...إنت اللي هتعملي يا روحي.
هانيا بارتباك..لالا أنا مليش دعوة...أنا أه عاوزة 
أتجوز فريد بيه و عاوزه أبقى هانم بس من غير 
ډم أنا مش بتاعة الحاجات دي....
رواية بقلمي ياسمين عزيز
فاطمة بسخرية..و إنت فاكرة إنك بالسهولة دي 
هتبقي هانم...تبقي بتحلمي يا حبيبتي و بعدين 
انا كنت بهزر لما تكلمت عن القټل إحنا طبعا 
مش هنوصل للحاجات دي بس اللي عاوز 
العسل لازم يستحمل و إلا إنت إيه رأيك....
هانيا بتوتر..انا عارفة و جاهزة و اللي إنت 
عاوزاه هعمله المهم أبقى مرات فريد عزالدين .
فاطمة بمكر..يبقى تسمعيني كويس...علبتين 
الدواء اللي إنت إشتريتيهم المرة اللي فاتت 
هتخذي علبة ال.....
توسعت عينا هانيا بړعب و هي تستمع لخطة 
فاطمة الشيطانية و التي ستتسبب بکاړثة 
لتلك المسكينة يارا خاصة و ان زوجها المچنون 
لن يكتفي بضربها هذه المرة بل لن يتركها 
حية و لو للحظة واحدة بعد أن يكتشف 
ما سيحدث لتهتف متساءلة و هي تبتلع 
ريقها الذي جف 
طب انا هحط العلبة فين في الحمام
فاطمة..حمام إيه يا غبية...إوعي تعملي 
كده عشان جناح صالح بيه و سيف بيه 
الاثنين فيها كاميرات مراقبة و في 
كمان أوضة لوجي و جناح كامل بيه كمان 
عشان مراته عندها شنط و مجوهرات كثيرة....
الاماكن دي بالذات تتصرفي فيها بحذر 
إنت فاهمة 
هانيا و هي تحرك رأسها بالقبول 
تمام...يعني لازم نلاقي طريقة نحط فيها 
الدواء من غير ما حد يكشفنا.
فاطمة بابتسامة ماكرة..متقلقيش انا 
مضبطة كل حاجة..... 
في صالة الجيم الملحقة بالقصر.....
كان صالح يمارس بعض التمارين الرياضية 
التي تعود ممارستها كل صباح لكن بما انه لم يذهب اليوم للعمل فقد قضى معظم وقته في صالة 
الجيم...دخل عليه فريد ليجده يرفع بعض 
الأوزان ليحرك رأسه بسخرية و هو يتمنى 
لو يستطيع تهشيم رأسه بإحدى الآلات الموجودة 
لكن لم

تمر ثانية إلا و نفى تلك الفكرة من رأسه داعيا له بالهداية فهو في الاخير شقيقه الوحيد.....
جلس على إحدى الآلات بالقرب منه و هو يراقبه 
يتمرن... تحدث و هو يتأمل عضلات صدره و ذراعيه 
المتكتلتين حتى أصبح كالمصارعين 
عندها حق مراتك قلمين منك دخلوها المستشفى.. بقى مش مكسوف من نفسك و إنت شبه الديناصور 
تمد إيدك عليها و هي حامل... .
قهقه صالح بصوت عال و هو يضع الأوزان من يده 
على الأرض ثم إلتفت لفريد يجيبه 
يعني إنت معملتش كده في أول أسبوع جواز 
و تقريبا كانت نفس المستشفى صح.
رمى عليه فريد قفازا بلاستيكيا وجده أمامه
و هو يرد عليه بانزعاج..تصدق إنك رخم.... أولا مراتي مكانتش حامل و ثانيا دي كانت أول و آخر
مرة أعمل فيها كده... و انا إعتذرت منها بدل المرة ألف و لسه لحد دلوقتي بعتذر منها و هفضل
أعمل كده حتى بعد خمسين سنة...أنا غلطت و معترف بغلطي الباقي و الدور عليك إنت... مش
عاوز تعتق مراتك غير لما تلاقيها في يوم من الايام چثة.....
رمقه صالح بنظرة حادة و هو يرمي القفاز على الأرض پعنف لكن فريد لم يهتم بل أكمل كلامه 
أمال إنت فاكرها إيه لكل إنسان طاقة إحتمال
و هييجي يوم و قدرتها على الصمود تنتهي 
و انا بقول إنك تحضر نفسك عشان اليوم داه 
قرب اوي....
وقف صالح من مكانه ليأخذ إحدى المناشف
ليجفف بها وجهه و رقبته قائلا بحدة 
ياريت متتدخلش فلي ملكش فيه.. دي مراتي و انا حر فيها....
تنهد فريد بعجز من عناد شقيقه... ليته فقط يستطيع معرفة ما يدور بداخل عقله كان عالاقل إستطاع
السيطرة على ما يحصل و إنقاذه قبل السقوط في الهاوية... 
تحدث بهدوء محاولا إقناعه 
صالح هو إنت ليه لحد دلوقتي بتعامل مراتك 
كده و متقليش إنتقام عشان بجد الموضوع بقى 
بايخ و اوفر جدا و متهيألي إنت حققت إنتقامك
منها قبل ما تتجوزها حتى .
رفع صالح حاجبه باستهزاء قائلا 
يا راجل و المفروض إني اجاوبك
فريد..إنت مجبر تجاوبني... عارف ليه عشان 
إنت نفسك عارف إنك خلاص وصلت 
لطريق مسدود و مش عارف تكمله و لا قادر بردو إنك تلف وترجع...جاوبني عشان أعرف أساعدك تصلح حياتك إنت لحد إمتى هتفضل كده مع مراتك نازل فيها ضړب و إهانة و تعذيب...اكيد مش هتكملوا 
حياتكوا كده عشان انا عارف و متأكد إنك مستحيل 
هتطلقها....
صالح باستنكار..لا طبعا... أنا مستحيل أطلقها 
دي مراتي....
فريد..أديك قلتلها مراتك...يعني مش جارية 
عندك
و إلا واحدة من الشارع...إنت صح أذتها 
كثير بس أعتقد إن لسه الأوان مفاتش 
حاول تبدأ من جديد معاها لو مش عشانها 
فعشان الطفل اللي جاي في السكة مينفعش 
ييجي يلاقي ابوه و أمه كده .
تأفف صالح و هو يجلس مقابلا له على إحدى 
الآلات.. وضع المنشفة على رقبته ثم مسح 
وجهه بيديه مخللا بأصابعه خصلات شعره 
التي طالت قليلا لتزيد من وسامته... 
هتف باعتراف لأول مرة بما يعتري صدره 
بص أنا هقلك على حاجة أول مرة أقولها 
لحد حتى سيف عشان تبطلوا تلوموني على 
القرف اللي بعمله..أنا لما عملت الحاډثة 
و دخلت المستشفى و كنت بين الحياة و المۏت
يارا كانت عايشة حياتها بتخرج و بتسافر 
و عايشة حياتها و كأن مفيش حاجة حصلت 
و كأني كنت صفحة ملهاش قيمة في كتاب 
و شالتها و رمتها في الزباله...لو كانت حتى 
جات و إعتذرت او عملت أي حاجة بينت ندمها
كنت نسيت و كملت حياتي و ممكن كانت دلوقتي 
متجوزة واحد غيري و مخلفة عيال.. عشان 
كده انا قررت أنتقم منها بعد ما فضلت 
خمس سنين في أمريكا و انا بخطط 
إزاي أبوز حياتها
 



من بعيد و حتى لما رجعت 
على مصر..... و فعلا حققت إنتقامي
بالكامل بعد ما ضړبتها في القسم و دخلت 
المستشفى....بس للأسف انا يومها إكتشفت 
إني لسه بحبها و مش هعرف أعيش من 
غيرها ثاني.. أنا عارف إنت بتفكر فيا إزاي... 
اه انا فعلا مچنون و مريض و مهوس و كل قرف 
الدنيا فيا و اللي عاوز تقوله قوله... أنا مش بنكر .
فريد محاولا التحلي بالهدوء..لما إنت لسه بتحبها 
إبدأ معاها من جديد... زي ما أنا عملت مع أروى.
صالح بسخرية 
و إنت فاكر إنها هتقبل...يبقى إنت متعرفش
يارا زي ما انا عارفها... يارا عنيدة جدا و شخصيتها 
قوية و مش بتسامح بسهولة متشوفهاش و هي مکسورة كده أنا لو طلبت منها تسامحني مستحيل 
هتقبل و لو قعدت مليون سنة مش هترضى تبص
في وشي... هي لسه معايا عشان مجبرة . 
فريد..طب و لحد إمتى هتفضل كده جابرها 
إنها تعيش معاك.. أصلا إنت إزاي تقبل على نفسك 
كده.
صالح بلامبالاة..عادي المهم تكون معايا 
و كل ليلة تبات في حضڼي...بكرة هتتعود 
و انا هحاول أعاملها كويس .
فريد بضحك..لا كثر خيرك...طب أعمل فيك 
إيه أحبسك و إلا أتنيل اقټلك و اريح منك 
المسكينة اللي فوق دي يا إبني إنت مكانك 
السرايا الصفراء مستشفى المجانين...و الله 
انا اللي اهبل عشان قاعد و بسمعك...يا شيخ 
إجري ما انا عارفك مش هترتاح غير لما 
تجيب أجلها....أنا رايح لمراتي و إنت متتأخرش
عشان تيجي تاخذ مراتك....
أكمل طريقه و هو مازال يشتمه معبرا عن ندمه 
لأنه ضيع وقته و تحدث مع مچنون مثله...و قبل 
أن يصعد الدرج متجها لجناحه أوقفته هانيا تناديه 
فريد بيه
إلتفت نحوها منتظرا كلامها 
أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك هي لوجي 
هتنام معاكوا
الليلة دي و إلا أطلع مع حضرتك 
أخذها....
فرك فريد ذقنه بتفكير قبل أن يجيبها 
لا...بعد ساعة إطلعي خذيها .
إلتفت من جديد ليكمل طريقه لكن تلك اللزجة 
هانيا إستوقفته من جديد قائلة 
طب حضرتك ممكن تفهمني أنا هفضل أشتغل 
و إلا خلاص هتستغنوا عني.
رفعت يدها لتمسح دموعها ليتفخ فريد بضجر 
قائلا 
ما إنت بتشتغلي أهو...لو كنا هنستغنى عنك 
كنا طردناكي .
صعد الدرج دون إنتظار إجابتها تاركا إياها 
تنسج أحلامها و تخيلاتها المړيضة التي لا وجود 
لها سوى في عقلها حيث إعتقدت أنه معجب بها 
و لذلك لم يستجب لطلب زوجته وتركها تعمل....
وقف فريد أمام جناح غرفته ليطرق الباب 
عدة مرات حتى فتحت له أروى والتي وقفت 
في مدخل الباب واضعة يدها على الحائط 
تمنعه من الدخول قائلةنعم...إتفضل عاوز إيه
إبتسم غامزا إياها بشقاوةهكون عاوز مين غيرك يا قمر .
شهقت أروى من جرأته لتلتفت وراءها محاولة 
غلق الباب و هي تهمس بصوت خاڤت 
ششش وطي صوتك مينفعش كده يارا جوا. 
أروى برفض..لا هي هتبات هنا الليلة...
إمتعضت ملامح فريد
على الفور لينطق 
بانفعال لا... إنت عارفة إن الموضوع داه من 
الممنوعات عندي... أدخلي قوليلها ترجع اوضتها
عشان جوزها جاي ورايا.
تململت أروى محاولة التخلص منه قائلة 
حبيبي عشان خاطري الليلة دي بس...دي 
لسه تعبانة و مش هتقدر تواجه أخوك...
و مش هتقدر ليه شايفاني وحش قدامك 
يا ست أروى.
صدح صوت صالح الساخر الذي أتى للتو 
لتتجهم ملامح أروى التي لم تتردد في 
شتمه..لا و إنت الصادق شايفاك حيوان...
ضحك صالح بمرح واضح بينما عاتبها فريد 
هامسا في أذنها..أروى.. ميصحش اللي إنت 
بتقوليه داه.
أروى بصوت مرتفع..أمال عاوزني أعمله 
إيه بعد اللي هببه...أضربله سلام و إلا أرفعله العلم 
إذا كان انا مش طايقة أشوف خلقته يا ترى 
مراته هتقدر...
صالح ببرود و بلامبالاة..لو سمحتي 
ممكن تنادي يارا.
أروى و هي تضغط على أسنانها 
أرخم من كده عمري ماشفت....
فريد و هو يفتح الباب من وراءها و يدفعها 
داخلا بخفة..يلا قوليلها إن جوزك مستنيكي....
أروى برفض..لا...هاخذها تنام في اوضة لوجي..
حرك صالح رأسه بملل قبل أن ينادي بصوت 
عال..يارا... حبيبتي يلا تعالي عشان فريد 
عاوز مراته .
شهقت أروى من وقاحته لتتمتم بشتائم كثيرة بينما تراجع فريد إلى الوراء و هو يضحك قائلا 
كثر الهم بيضحك...يا عم سيبها الليلة 
دي تبات في اوضة لجين على الاقل ترتاح 
شوية من خلقتك.
صالح برفض وهو يقترب ليدخل جناح شقيقه
مش بطمن على مراتي غير و هي حضڼي...
تراجع للخلف عندما وجد يارا تقف وراء الباب 
مباشرة تحمل بين يديها لجين التي حالما 
رأت صالح إرتمت عليه لتتعلق بعنقه و هي 
تناديه بصوتها الطفولي صاصا... صاصا....
علقت أروى و هي تلوي شفتيها بحنق 
كل الطول و العرض داه و مسمياه صاصا 
ملقيش حق يا لوجي...قولي هرقل شمشوم 
الجبار هالك...إنما صاصا مش لا يقة عليك خالص.....
صالح..بنت اخويا و تقول اللي هي عاوزاه إنت 
مالك... حد خد رأيك متخليكي في حالك .
أروى پغضب..تصدق بقيت بكرهك...
صالح بابتسامة مستفزة..مش مهم....كفاية
مراتي حبيبتي تحبني ...
نظرت أروى نحو فريد و هي تحرك يديها 
بجانب رأسها تخبره بجنونه ليرفع فريد 
يديه باستسلام قائلا..يلا يا خويا خذ 
مراتك و لو عاوز خذ لوجي كمان و لا هوينا 
مصدع و عاوز أنام .
صالح و هو يتراجع للخلف..الساعة لسه 
ثمانية و نص. 
قبل لجين على وجنتها ثم أعطاها لوالدها 
مضيفا
هبقى آخذها عندي لما يشرف النونو الجديد....
يلا يا حبيبتي تعالي خلينا نروح باين عليهم 
مستعجلين .
جذب يارا من معصمها برفق نحوه و التي 
إنتفضت و كأنها أصيبت پصدمة كهربائية
لترمق أروى بنظرات باستغاثة و التي كانت تنظر نحوه مذهولة قبل أن تنطق..و الله عنده إنفصام...
في الجزيرة.....
إستيقظت سيلين لتجد الفراش خاليا...أبعدت 
الغطاء عنها و هي تدير عينيها بكامل الغرفة
بحثا عن سيف... تذكرت ليلة البارحة وكيف أنها لشدة تعبها لم تشعر بنفسها و هي تغط في نوم عميق حالما
وضعت رأسها على الوسادة.....
إلتفت نحو الباب عندما سمعت صوته يفتح 
و يظهر من وراءه سيف بابتسامته القديمة 
يحمل بين يديه باقة من الورود الحمراء الخلابة...
لم تحتمل سيلين لتندفع نحوه و هي تشهق بالبكاء 
لتلقي بنفسها بين أحضانه و هي تتمتم بإعتذار 
أنا آسف... آسف كثير عشان غلطت كثير في حقك .
ضحك سيف و هو يقبل رأسها عدة مرات قائلا 
رجعنا نخلط بين المؤنث و المذكر و انا اللي قلت 
إنك خلاص تعلمتي.
تمسكت به سيلين و قد إزدادت حدة بكاءها 
ليهتف سيف متعمدا إستفزازها 
طب إبعدي شوية بوزتي البوكيه....
ضحك باستمتاع و هو يشاهد إتساع عينيها 
الدامعتين و هي تنظر له باستغراب قبل أن 
ټخطف الباقة من يده و تضعها على السرير 
ثم تعود لتحتضنه مرة أخرى بقوة أكبر 
لتتعالى قهقهات سيف على تصرفها الغريب .... 
بعد دقائق قليلة كانا يجلسان في الأسفل 
و تحديدا في شرفة الفيلا يتناولان فطور 
الصباح....كانت سيلين في غاية السعادة 
بعد أن صالحها سيف ووعدها بأنه في 
السنة القادمة سيسمح لها بالالتحاق 
بالجامعة الألمانية بالقاهرة و سيساعدها 
أيضا في تعلم اللغة العربية الفصحى.....
قفزت من مكانها و هي تصرخ فجأة بعد أن 
سمعت زئير إحدى الأسود القريبة 
سيف....عشان خاطري قلهم يطلعوه برا انا بخاف منهم....
وقفت بجانبه بينما هو ظل جالسا
يراقبها 
كيف تنظر حولها بحثا عن ذلك الأسد...حتي
وجدته يسير ببطئ بالقرب من الشرفة 
أشارت نحوه قائلة بصوت منخفض 
بص أهو هناك جاي علينا...أكيد شم ريحتنا 
و جاي عشان ياكلنا....
صړخت بفزع عندما فاجأها سيف و حملها 
بين ذراعيه ليضعها على سور الحديقة 
في نفس المكان الذي يوجد تحته الاسد
لتتعلق برقبته و هي تصيح 
سيف عشان خاطري و الله بخاف منهم جدا 
أنا مش بهزر.. نزلني هيغمى عليا . 
إبتسم لها سيف قائلا بهدوء 
مش قلتلك إوعي تخافي و إنت معايا... 
أدارها حتى ترى الأسد الذي لازال يسير 
على طول الحائط متابعا طريقه ليختفي 
بين الأشجار و هذا ما جعل سيلين تهدأ
من نوبة فزعها لتأخذ نفسا طويلا بينما 
تستمع لسيف الذي أردف بمزاح 
يا جبانة.... حد ېخاف من أسد داه حتى 
شكله طيب و كيوت .
شهقت و هي تستند عليه لتنزل

من على 
السور..كيوت إنت فاكره أرنب و إلا قطة...
ضمھا نحوه محيطا خصرها بيديه و هو يرفعها 
للأعلى قليلا هامسا أمام شفتيها..
أنا مبسوط أوي عشان رجعتيلي...
إرتبكت سيلين من كلامه المفاجئ لكنها لم 
تتردد لترفع يديها محيطة وجهه بكفيها 
و هي تقول 
و عمري ما هسيبك ثاني...أنا خذت وقت 
طويل عشان أفهم كل حاجة حواليا و أوعدك
إني هعوضك..... 
همهم سيف و هو ينحني ليداعب أنفها 
بأنفه..و هتعوضيني إزاي بقى... إستني الموضوع 
داه لازمه قعدة و كباية شاي...
حملها و جلس بها على الكرسي قبل أن 
يضيف 
ها....قوليلي بقى هتعوضيني إزاي 
سيلين و هي تمط شفتيها مدعية التفكير 
بص يا سيدي أنا قررت بما إني السنة دي 
فاضية و موارييش حاجة فأنا هشغل كل وقتي 
بيك إنت...لغاية ما تقلي أبوس إيدك حلي
عني....هصحيك الصبح و أحضرلك الحمام 
و أختارلك هدومك و بعدين أحضرلك الفطار 
بإيدي.... و لما ترجع من الشغل هتلاقيني 
مستنياك تستحمى و تغير هدومك و بعدين 
نتغدى مع بعض...مش هسيبك لحظة و اللابتوب
تنساه عشان داه مكاني أنا و الموبايل كمان ممنوع
عشان إنت في البيت ليا انا و بس 
...و يوم الجمعة هتاخذني
الملاهي عشان تفسحني و تشتريلي غزل البنات 
أصلي بحبها اوي... بس بحبك إنت أكثر 
طبعا و لما نرجع تعلمني ألعب شطرنج عشان 
نلعب مع بعض و أغلبك و كل مرة تخسر 
تنفذلي طلب من طلباتي... إيه رأيك حلو 
البرنامج الجديد....ااه نسيت و هبقى أكلمك 
كل ساعة فيديو كول عشان أطمن عليك 
أصلك هتوحشني.... 2
كانت سيلين تعلم أن هذه أفضل خطة 
تتبعها حتى تشعر سيف بأنه محور حياتها 
ليبدأ تدريجيا يتخلى عن هوسه و رغبته
التي تزداد يوميا في إمتلاكها...و بالفعل أعجبه
كثيرا إقتراحها ليومئ لها بالموافقة قائلا 
هنشوف مش يمكن كلام و بس.... 
سيلين بنفي..تؤ...هتشوف و تتأكد بنفسك.... 
بس في حاجة ناقصة كمان .
سيف..حاجة إيه
اجابته باندفاع و دون تفكير 
عاوز بيبي.... 
توسعت عيناه بدهشة حتى ظن أنه سمعها
بالخطأ ليردد وراءها..عاوزة إيه
لاحظت ذهوله لكنها لم تبالي لتعيد له..عاوزة 
بيبي... طفل يعني.. إنت مش عايز تخلف مني 
بيبي
لم يشعر سيف بأطرافه التي إرتخت و هو 
مازال يحدق بها و كأنها كائن غريب ثم أردف
بصوت متوسل 
سيلين إنت بتتكلمي جد... إنت عارفة إن 
المواضيع مفهاش هزار أرجوكي بلاش 
تعشميني بحاجة إنت مش عاوزاها 
بلاش تضغطي على نفسك عشاني
إنت لسه صغيرة ومش جاهزة عشان 
تبقي أم ..... 
كانت سيلين تبكي من فرط تأثرها بنظراته
الراجية و دموعه التي نزلت على خديه 
دون شعور منه...لأول مرة تراه يبكي رغم 
كل ما مر به من ألم...بدأت تقبل دموعه
بشفتيها و هي تردد بخفوت 
بس أنا بحب الأطفال و عاوزة أخلف منك
أطفال كثير...يبقوا عيلتنا الكبيرة... أنا مش 
خاېفة و لا قلقانة إنت معايا و كمان مامي 
و طنط سميرة....أنا بحبك اوي يا سيف
و غلطت في حقك كثير و إنت إستحملتني... 
كنت غبية لدرجة إني معرفتش إنو لو لفيت 
الدنيا بحالها مش هلاقي راجل يحبني و ېخاف
عليا قدك..أنا بجد مستاهلكش . 
الفصل التاسع
بعد أسبوع كامل....
في صالون القصر كانت إلهام كعادتها تجلس
بكامل أناقتها و جمالها ترتشف قهوتها الصباحية
و هي ترمق سناء الشاردة
بجانبها بنظرات
حاقدة.... إبتسمت و هي تضع الكوب
على الطاولة أمامها و هي تسألها مبددة الصمت
الذي حل منذ ساعات 
مالك يا سناء... بقالي نص ساعة بكلمك
و إنت سرحانة إيه اللي شاغل دماغك
بالطريقة دي...
تنهدت سناء بصوت مسموع و هي تجيبها
بشكوى 
صالح تاعبني أوي يا إلهام.... من ساعة ما رجع من أمريكا و هو في عالم ثاني خالص منعرفش عنه 
اي حاجة....بقى بيغيب بالاسابيع عن القصر ويرجع زي ماهو عاوز...و جوازه المفاجئ مبقاش خاېف من 
حد و لا عامل حساب حد حتى جده أنا لسه 
مخاصماه من يوم ما ضړب مراته
 



المسكينة .
قلبت إلهام عينيها بملل و هي تكتم بداخلها 
مشاعر الكره و الحقد التي تكنها لها قبل 
أن تجيبها 
طب ما تكلمي أمين و إلا هو كمان مش فاضي.
سناء..لا أنا حكيتله بس هو قلي إنه مش 
في إيده حاجة يعملها....
ردت عليها إلهام محاولة زرع الشك بداخلها 
من جديد 
معاه حق يمكن في حاجات جديدة بقت 
أهم من أولاده .
سناء قد فهمت مقصدها لتجيبها بقلة صبر
لا إطمني مفيش حاجة ملي في دماغك و أنا 
واثقة في جوزي كويس و شفت تلفونه كذا 
مرة و ملقتش حاجة غريبة...
إلهام و هي تمط شفتيها بحنق 
طب متزعليش أنا بس كنت بنبهك اصل الرجالة 
اليومين بقاش ليها أمان.... على العموم أنا 
بنصحك متتدخليش يعني هو راجل و مراته 
و هيعرفوا يتصرفوا مع بعض .
سناء بهدوء 
ربنا يهديه.. أنا مش عارفة هو بيعاملها 
وحش كده ليه مع إنها هادية جدا و مش 
بتخالف كلامه ابدا.
إلهام بحسد 
ياما تحت السواهي دواهي و بعدين 
هي تحمد ربنا صبح و ليل عشان بقت 
مرات صالح عزالدين.... 
سناء..أستغفر الله يارب...يعني تحمد ربنا 
على الضړب و الإهانة و حبسة البيت حرام 
عليكي يا إلهام إذا كان أنا إبني و مش عاجباني
تصرفاته.
إلهام بملل..سيبينا بقى منهم و قوليلي 
إنت سألتي جوزك على آدم.... أنا بقالي 
أكثر من أسبوع معرفش عنه حاجة و خاېفة 
يكون إبن سميرة عمله حاجة وحشة....
سناء و هي تقف من مكانها..لا مقليش 
و بعدين مټخافيش آدم مش صغير تلاقيه 
مسافر زي عوايده... عن إذنك رايحة اشوف 
لوجين.
ظلت إلهام تراقبها و هي تسير في إتجاه الدرج المؤدي إلى الطوابق العلوية...تجهمت ملامحها 
التي إكتساها الڠضب و هي تتمتم بداخلها 
كبر راسك يا سناء و بقيتي
بتردي
عليا الكلمة بالكلمة بعد ما كنتي زي الكلبة... 
بتجري ورايا من حتة لحتة عشان أرضى 
عليكي... بس ملحوقة أنا هعرف إزاي أجيب 
مناخيرك الأرض و أعرفك قيمتك من ثاني .
في الأعلى...
كانت يارا تقف تحت المياه الفاترة في الحمام
تفكر في أيامها التي أصبحت متشابهة... مملة
روتينية خاصة الاسبوع الماضي حيث عاملها
صالح وكأنها غير موجودة معه في الجناح
لا يكلمها إلا عند الضرورة و يكتفي بسؤالها
عن صحتها و عن صحة الجنين فقط
حتى أنه لم يتحدث في أمر ضربه لها 
و كأن الأمر لم يحدث على الإطلاق . 
توقفت عما تفعله و هي تلاحظ الهالات أسفل
عينيها من شدة إرهاقها و قلة نومها
طوال الأيام الفارطة... تأففت و هي تفتح
علبة المرطب لتضع بعضا منها على وجهها
و رقبتها و ذراعيها قبل أن تنتفض فجأة
و تلتفت وراءها بعد أن سمعت صوت باب
الغرفة يفتح...
توترت و جف ريقها و هي تراه يدلف بجسده
الضخم و طوله الفارع الذي بث بداخلها
الړعب...إرتعشت يداها ممثلة الانشغال
بوضع بعض مستحضرات التجميل على
وجهها بينما كانت دقات قلبها تتسارع على 
وقع خطواته التي تقترب منها بهدوء ممېت 
ليسحب المشط من على التسريحة يبدأ
في تسريح شعرها و عمل ضفيرة متناسقة 
إنتهى ليوقفها 
تململت يارا تريد الإبتعاد عنه و هي تشعر 
برغبة عارمة في التقيئ بسبب رائحة 
عطره القوية التي تغلغلت داخل رئتيها 
لكنها تحاملت على نفسها حتى لا تظهر 
إشمئزازها المعتاد منه رغم أنها بداخلها 
كانت متأكدة أنه شعر بنفورها لكنه كالعادة
يستطيع السيطرة على ملامح وجهه المبتسمة 
رغم غضبه منها و ذلك ليجاريها.... 
نطقت
بصوت مرتعش رغما عنها 
عاوزة أدخل أغير هدومي .
لم يعلق بل تركها تذهب و هو يشيعها
بابتسامته الغامضة التي زينت شفتيه
قبل أن يتجه نحو الشرفة.....
إرتدت قميصا شتويا بلون الكراميل الفاتح 
و تنورة طويلة بنفس القماش بعدة ألوان 
مختلفة لكنها غير متنافرة.... 
خرجت لتجد صالح ينتظرها أمام باب غرفة
الملابس و حالما وقعت عيناها عليه لاحظت
أنه كان يتفرس ملابسها بدقة قبل أن يحرك
رأسه بعلامة رضا....سار عدة خطوات قبل 
أن يجلس على حافة السرير ثم أخرج يده من 
جيب بنطاله ليشير لها بأن تقترب.....
مشت يارا باتجاهه. بخطوات مترددة قبل
أن تتوقف على بعد خطوتين منه مما جعله
يرمقها بنظرة تدل على إستغرابه الذي قاطعته
قائلة 
عاوز إيه
رأته و هو يضرب بخفة على حافة السرير
بجانبه قبل أن يجيبها بصوت هادئ 
أقعدي....
لم تشأ إثارة مشكلة فهي تعلم أنه عنيد و لن
يستسلم حتى تفعل ما يريده لذلك أرادت
إختصار الأمر لتجلس لكن ليس في نفس
المكان الذي أراده هو بل أبعد بقليل...
لاحظت تضايقه لكنه ما فتئ أن تجاوز الأمر
و هو يشير لها بعينيه قاصدا الحزام الأسود
الذي كان يحد التنورة من الأعلى معلقا 
مش مضايقك صح...
حركت رأسها بنفي لكنها تفاجأت به يقترب
منها ملغيا المسافة بينهما ليتلمس الحزام
متفحصا إياه و هو يردف بعدم إعجاب 
بس أنا ملاحظ إنه كابس على بطنك شوية
أنا بقول تغيريه أحسن عشان إحتمال ميخليش
البيبي يتنفس .
تجزم أروى أنها لو كانت في وضع مغاير
لإنفجرت ضاحكة عليه...تمالكت نفسها بصعوبة
ثم أجابته مفسرة 
لا أنا مرتاحة فيه و بعدين البيبي لسه حجمه
صغير جدا يعني مش هيضايقه و لا حاجة...
لو خلصت كلامك أنا عاوزة أنزل تحت. 2
تحدث بينما لإنزال اصابعه تعبث بالحزام 
لا... خليكي في موضوع مهم عاوز أتكلم
فيه معاكي.
شعرت يارا بانقباض في قلبها بينما إرتعش
جسدها بشكل لا إرادي بعد سماعها لما قاله
لا ترتاح أبدا و عن تجربة كلما أخبرها بأنه يريد
أن يتحدث معها لأن كل مواضيعه هي عبارة عن مصائب متتالية...رفعت رأسها لتنظر له بتفحص
و عيناها تسألانه بعدم صبر لكنه طمئنها قائلا
و هو يأخذ يديها المرتعشتين بين كفيه 
مټخافيش...مفيش حاجة تستاهل ردة فعلك
الأوفر دي...إهدي عشان نعرف نتكلم إنت
ليه دايما محسساني إني وحش و ممكن في أي دقيقة آكلك..... 
ضحك بعد أن إنتهى من كلامه لتظل يارا تنظر
له قبل أن تنطق معترفة 
ما إنت فعلا كده 
تأفف و هو يقرب جذعه العلوي منها لييتنشق
رائحتها مضيفا بانزعاج واضح 
مش قلتلك متغيرهوش...
أسرعت لتوضح له بينما كانت تجاهد لتحرير
يديها التي اطبق عليهما رافضا تركها 
داه الجل دوش...أنا لسه محطيتش
برفيوم....
لاحظت إرتياح ملامحه لتضغط على أسنانها
بغيض من تفكيره الذي يشبه تفكير الأطفال
أحيانا...هل وصل به مرضه أن يهتم بهذه
الأمور التافهة كتغييرها لعطرها بينما يهمل
الجوانب المهمة في حياتهما...كالعادة تعلن
إستسلامها للمرة الالف أمام عقله الغريب....
أخرجها من تخيلاتها صوته و هو يحدثها.
و من حسن حظها أنها إنتهت له منذ
اول كلمة 
بصي أنا عاوز أعرض عليكي إتفاق او صفقة
سميها زي ما تحبي...المهم عاوزك تفكري بسرعة
و تجاوبيني عشان الوقت مهم جدا في الحكاية
دي .
يارا بتعجب..صفقة إيه
صالح بمكر..إنت مش كنتي عاوزة تروحي 
تباتي عند مامتك يومين ثلاثة عشان ترتاحي
مني...
يارا بتعجب..أكيد مش هتقلي إنك موافق.
صالح بابتسامة غامضة..
أديكي قلتيها بنفسك... موافق عشان تعرفي 
بس إني مش وحش زي ما أتهمتيني من شوية 
يا بيبي.
رفعت يارا حاجببها بعدم تصديق و هي تردد 
كلامه..بجد موافق... يعني هتسيبني اروح 
عند ماما و ريان يومين .
صالح بابتسامة خلابة لا تخلو من الخبث 
تؤ.. ثلاثة أيام و ثلاث ليالي إيه رأيك في 
العرض داه .
لم تصدقه يارا رغم أنها إبتسمت كالبلهاء
و هي تتخيل نفسها في غرفتها القديمة 
في فيلا والدها...لكن لم تمر سوى لحظات 
لتتلاشي تلك الإبتسامة و يحل محلها الضيق 
فهي تعلمه جيدا من المستحيل أن يوافق 
فجأة على طلب لها حتى و لو كان بسيط 
دون مقابل....
لتنطق بما جعله بتفجر ضاحكا 
و إيه المقابل .
توقف عن الضحك بعد أن تغلبت عليه 
رغبته في تقبيل رأسها و هو يقول من بين 
ضحكاته 
أكثر حاجة بعشقها فيكي هي دماغك 
دي...بحس إن
مفيش ست في الدنيا 
هتقدر تفهمني قدك.
اضاف بينما إكتست ملامحه بعض الجدية 
صح في مقابل طبعا.. بس بسيط جدا 
لو وافقتي عليه هنفذلك طلبك و لو موافقتيش
يبقى نستنى الاتفاق اللي بعده....المهم 
من غير ما طول عليكي أنا عاوز نقضي 
يوم حلو مع بعض كأي زوجين طبيعين 
تجوزوا عن حب...يوم واحد

تعيشي 
فيه معايا فيه زي ما أنا عاوز بس بإرادتك....
رمشت يارا بأهدابها عدة مرات و هي 
لاتزال تحاول فهم ما يقوله لها لكنها عجزت 
عن ذلك او بالأصح لم تستطع تصديق 
ما يقوله لتسأله من جديد 
ممكن تشرحلي أكثر أصلي مش فاهمة .
أخذ نفسا طويلا قبل أن يزفره دفعة واحدة 
قائلا 
بصي يا ستي...أنا حابب إنك تسيبيلي 
نفسك يوم واحد نعيشه على مزاجي و انا 
اوعدك إنك لو وافقتي مش هتندمي
لا تنكر يارا أنها شعرت ببعض القلق من 
طلبه لكنها وجدته فرصة مناسبة حتى 
ترتاح منه لأيام لتهتف بدون تفكير 
و انا موافقة المهم إنك مترجعش 
في الاتفاق و تسيبني أروح عند ماما 
ثلاث أيام.
إبتسم صالح على غير عادته ليسألها 
شايفك وافقتي على طول و من غير 
تفكير.
يارا..و هفكر في إيه أكيد اليوم اللي 
إنت بتتكلم عنه مش هيكون أسوأ من أيامي 
العادية .
صالح بإيجاب..صح معاكي حق... يلا 
خلينا نطلع دلوقتي عشان يومنا بدأ و هينتهي
بكرة نفس الوقت داه... إستنيني شوية 
عشان أجيبلك coat اصل الجو برا برد .
سارت نحو التسريحة لتضع بعضا من
عطرها و تتفقد مظهرها مرة أخرى 
بما أنه قرر أن يصطحبها خارجا...
لم تهتم يارا كثير بتغيره المفاجئ رغم أنها 
إستغربت لكنها تذكرت إتفاقها معه عندما 
وعدها بأنه سيحررها بعد أن تنجب له 
طفله...
شعرت به يضع المعطف حول كتفيها ثم 
رتب لها خصلات شعرها بعناية لترفع 
وجهها و ترى إنعكاسه على المرآة أمامها 
ملامحه كانت هادئة بينما تزين ثغره 
إبتسامة ساحرة جعلتها تقع في عشقها
دون رغبة منها....
بعد دقائق قليلة كانا في سيارته 
متجهين نحو إحدى المطاعم الفاخرة 
حتى يتناولا طعام الإفطار...لم تنكر 
يارا أنها سعدت كثيرا لهذه الفكرة فهو 
لم ينفك عن معاملتها و كأنها أميرة 
مدللة حتى أنه طلب منها أن تهاتف 
والدتها حتى تنظم لها إن أرادت لكنها 
رفضت لأنها تعرف أن والدتها لا تستيقظ
قبل العاشرة صباحا.....
وصلا أمام المطعم ليفتح لها الباب 
و يساعدها على النزول قائلا بينما 
البسمة لم تكن تفارق وجهه 
لو معحبكيش المكان ممكن نروح لغيره....
نفت برأسها دون أن تتكلم مما جعله 
يعبس بخفة و يقول 
حبيبي أنا عاوز أسمع صوتك الحلو... 
بلاش لغة الإشارة إتفقنا .
لم تشأ مجادلته لتردف بصوت منخفض 
مؤيدة طلبه..حاضر....
سارا للداخل لتتفاجئ يارا بمدى جمال المكان 
و ديكوره ذو الألوان الزرقاء الفاتحة و البيضاء 
و الذي أشعرها ببعض الحيوية و الدفئ فهذه 
الألوان ذكرتها قليلا بفصل الصيف......
لاحظ صالح إعجابها بالمكان فهي قد وقفت 
في مكانها لتتأمله 
عجبك المكان صح
أجابته بدون تفكير..جدا... حلو أوي .
سألها مرة أخرى..طب عاوزة نقعد فين و إلا 
نطلع فوق أحسن.
وجهت يارا بصرها للأعلى حيث كان 
المطعم يتكون في طابقين يربط بينهما 
سلم زجاجي أعجبتها الفكرة لتهتف بحماس 
يلا بينا ...
يدها ثم بدأ يسير بها على مهل نحو السلم 
ليعترضه النادل مرحبا به ثم قاده نحو إحدى 
الطاولات الجانبية اللاصقة لجدار المبنى 
الزجاجي....
ساعد يارا على الجلوس ثم شغل مكانه
ها عاوزة تفطري إيه 
تذكرت يارا الإمتيازات التي منحت لها 
هذا اليوم حيث أخبرها أنه يمكنها طلب 
أي شيئ لتستغل فورا ذلك قائلة 
ممكن بس hot chocolate عشان 
أنا مش عاوزة أفطر هنا في مكان ثاني 
حابة أروحله.
لم يعقب صالح على كلامها ثم إلتفت نحو 
النادل ليحدثه باهتمام 
هوت تشوكلت و قهوة سادة بسرعة.
إنتهى النادل من تدوين طلبه ثم إستأذن... 
حرك صالح قائمة المنيو من أمامه 
ليضعها جانبا ثم امسك بدي يارا قائلا بنبرة 
بدت لها صادقة 
قوليلي نفسك في إيه أنا قريت في النت إن الستات الحوامل بيبقوا عاوزين ياكلوا أو 
يعملوا حاجات غريبة..
تذكرت يارا عندما توحمت على السچائر
لتردف 
بضيق قاصدة إستفزازه فهذه فرصتها حتى 
ترد له و لو جزء قليلا من إهانته لها متجاوزة
بذلك إتفاقه معها..قصدك الوحم...اه فعلا 
في روايح معينة بتضايقني زي
 



ريحتك 
مثلا بقيت كل ما تقرب مني ببقى عاوزة 
أرجع...
توقعت أنه سينتفض من مكانه غاضبا و ېحطم
الطاولة فوق رأسها لكنه بدل ذلك إبتسم 
بكل لطف قبل أن يقول 
هبقى أغير البرفيوم بتاعي رغم إني 
بقالي ست سنين مغيرتوش عشان 
إنت اللي إخترتيهولي بنفسك فاكرة.... 
أيام ماكنا في الكلية .
تمتمت يارا بداخلها..كانت أيام سودا. 
ضحك و هو يراقب ملامح وجهها الغاضبة
ليعلم بأنها تشتمه بداخلها لكنه لم يهتم مقررا أنه لن
يدعها تفسد يومه مهما حاولت...
قاطع حربهما قدوم النادل الذي وضع الاكواب 
أمامها ثم إستأذن من جديد ليأتي بعده مدير 
المطعم و معه أحد المحامين الذي أخرج 
بعض الأوراق من حقيبته ليضعها أمام يارا 
قائلا بكل إحترام 
ممكن تمضي هنا لو سمحتي .
نظرت يارا بذهول نحو صالح الذي كان يترشف 
قهوته ببرود و عندما تلاقت أعينهما أشار 
لها بأن تفعل ما طلبه منها المحامي لكنها 
رفضت.... 
أنا مش همضي على حاجة من غير ما أفهم.
تملكها ړعب شديد من أن تكون هذه المسرحية 
إحدى ألاعيب صالح و الذي فهم على الفور ما 
تفكر به ليطمئنها قائلا 
انا لما جبتك هنا كنت عارف إن المكان هيعجبك 
جدا عشان كده حبيت أهديهولك.
فتحت عينيها ببلاهة و هي تنظر نحو الأوراق 
لتقرأ فقط العناوين لكنها رغم ذلك لم تصدق 
لتتمتم 
إنت بتتكلم جد....
صالح بارتياح لأن الهدية قد أعجبتها 
أيوا بعد ما توقعي على الورق اللي
في إيدك المطعم داه هيبقى ملكك و تقدري 
كمان تديريه بنفسك.
رفعت يارا عينيها نحو المحامي ثم مدير 
المطعم و أخيرا صالح و هي تشعر بأنها 
سوف يغمى عليها من فرط دهشتها...
لم تتردد و هي ترفع يدها نحو جبينه 
لتتحسس حرارته
ظنا منها أنه مريض 
قائلة 
صالح... إنت بتتكلم جد يعني إنت 
هتخليني أطلع من القصر و آجي هنا 
كل يوم...إنت مش بتهزر صح.... ااه 
فهمت إنت عملت كده عشان إتفاقنا 
بس لما يخلص النهار إنت هترجع في 
كلامك....ماشي أنا همضي .
وقعت على الأوراق بسرعة حيث أشار 
لها المحامي و عندما إنتهت اخذ الأوراق 
ووضعها في حقيبته من جديد بعد أن أمره 
صالح بإنهاء بقية الإجراءات...
ثم وجه حديثه مرة أخرى نحو يارا التي 
تملكها شعور الخيبة بعد أن أفاقت سريعا من 
حلمها 
على فكرة العرض داه ساري على طول يعني 
زي ما قلتلك من بكرة هتيجي تستلمي 
المطعم بتاعك و إنت حرة بقى عاوزة تبيعيه
انا هساعدك تلاقي الشاري و لو عاوزة 
تشغليه هخلي إدوارد المدير الحالي يساعدك 
بس على شرط إنت هتشتغلي بس أربع 
ساعات في اليوم مش مسموحلك بدقيقة 
زيادة .
شعرت يارا بقلبها بتضخم من شدة السعادة 
التي لم تزرها منذ أشهر طويلة حتى انها 
كادت تنساها لتقفز من مكانها و تعانق صالح
من الخلف غير مهتمة بأعين الزبائن الفضولية 
التي كانوا يرمقونها بتعجب....
صالح أيضا لم يهتم فجل تركيزه كان 
مع يارا التي همست في اذنه بتوسل 
عشان خاطري متكسرش فرحتي المرة 
دي... مترفعنيش لأعلى سماء و بعدين 
تنزلني لآخر ارض صدقني مش هستحمل 
چرح ثاني منك كفاية اللي حصل. 
تتعالى شهقات يارا..... ليغادرا المطعم 
نحو السيارة. 
في الجزيرة ليلا .....
كانت سيلين قد إنتهت من إعداد بعض
السندوتشات و العصير الطازج لسيف 
الذي كان لا يزال يعمل على حاسوبه 
بسبب قضاءه لكامل ساعات النهار برفقتها 
ليضطر للبقاء لهذه الوقت المتأخر من 
الليل... ...
وضعت الأطباق على الصينية و هي تدندن بسعادة 
ألحان أغنية كرتون ألمانية قبل أن تتوقف 
فجأة و هي تذكر نفسها أنها كبرت و أصبحت زوجة مسؤولة و تخطط لأن تكون أما أيضا ....صعدت الدرج بخطئ متمهلة في إتجاه الطابق العلوي 
و لم تشعر بنفسها إلا و هي تلقي الصينية 
أرضا من شدة فزعها لتصرخ بأعلى صوتها
بړعب بعد أن سمعت صوت زئير أحد الأسود 
القريبة و التي ظنت أنه قد دخل الفيلا...
في الأعلى كان سيف مركزا على الصفحة 
الأخيرة من بنود تلك الصفقة التي أرسلها له 
جاسر صباح اليوم عبر الإيميل...
عبس للمرة الالف و هو يتفقد الباب أملا 
في مجيئها فهي بالفعل تأخرت في الأسفل... 
ندم على تركها لكنه إضطر لذلك بعد أن 
ظلت تلح عليه أن تنزل فقط خمس دقايق حتى تحضر له كوبا من العصير....قفز من مكانه 
فجأة بعد سماعه لصوت صړاخها ليرمي
الحاسوب من فوق ساقيه ثم اسرع حافيا 
باتجاه الباب و هو ينادي بإسمها.... 
توقف فجأة ليسترجع أنفاسه التي سلبت منه 
و هو يراها تقف على الدرج و تستدير نحو 
باب الفيلا و كأنها تبحث عن شيئ و الذي 
علم ماهو حالما سمع أصواتهم من جديد....
ناداها لتندفع نحوه محتضنة إياه بقوة وكم 
راقه ذلك ليبتسم بخفة على مظهرها الخائڤ 
و هي بين ذراعيه... 
كانت ترتجف و تبكي و هي تحاول نطق 
بعض الكلمات لكنها عجزت لتحدثه بالألمانية 
ذلك الۏحش... إنه هنا...في الفيلا . 4
ربت على شعرها و هو يهمس لها مهدئا إياها
طب إهدي... خلاص أنا جمبك...إنت مش وعدتيني
إنك عمرك ما هتخافي و أنا معاكي.
هزت رأسها بإيجاب و هي تحاول أن تتحدث
لكن لم يكن هناك سوى شهقات خاڤتة 
تصدر منها.... 
ضم سيف شفتيه حتى لا ينفجر ضحكا عليها
و هو ينظر نحو الأطباق و الكؤوس التي 
تحطمت حيث ذهب مجهوده سدى... 
سار بها نحو الأعلى حتى إذا وصلوا للغرفة 
هدأت سيلين قليلا لتهتف من بين بكاءها 
الاكل راح....أنا عملتلك عصير و ساندويتش
عشان إنت مش تعشيت كويس....
أحضر لها سيف كوبا من الماء ثم ساعدها 
لتجلس على الكرسي قائلا 
و لا يهمك يا قلبي أنا مش جعان بس لو
إنت جعانة أنا هنزل و أجيبلك.... 
قاطعته سيلين و هي تضع الكأس على الأرض 
و تقف لتتشبث به 
لا مستحيل.. أخليك تنزل و تسيبني لوحدي 
في المكان داه سيف عشان خاطري يلا 
خلينا نرجع مصر أنا هتجيلي ضړبة قلبية 
من الخۏف من الأسدات اللي هنا . 
إهتزاز جسده فضحه لتهتف سيلين بانزعاج 
إنت بتضحك عليا صح.
دفعته عنها برفق لتتفرس وجهه المحمر 
مقطبة حاجبيها بطفولية قبل أن ترفع 
يدها لتضربه عدة مرات و هي تصيح بغيظ
بقى أنا بقلك ھموت و إنت بتضحك عليا... 
طب إفرض إن أنا كنت حامل و إتخضيت هيحصل إيه للبيبي بتاعي... إنت عاوزه ېموت.
قلبت عينيها بانزعاج و هي تحرك قدميها 
باتجاه الفراش حتى تخلد للنوم لكن ذراعي 
سيف التي حملتها في الهواء قطعت طريقها 
دار بها عدة مرات حول نفسه ثم إرتمى على 
السرير وراءه و هي فوقه يلهثان بقوة....
تحدثت سيلين أولا بعد أن إستعادت أنفاسها 
سيف بجد عشان خاطري خلينا نرجع مصر 
و إنت رجع الأسدات للغابة بتاعتهم و لما 
تبقا الفيلا فاضية نرجع....
إستقام سيف في جلسته ثم أجلسها على 
قدميه و قد كست ملامحه
بعض الجدية 
حاضر...اللي تقول عليه أميرتي يتنفذ فورا 
أنا أصلا كنت هقولك إني خلصت شغلي هنا و 
بكرة المساء إن شاء الله هنرجع مصر....
تهللت أساريرها لتهديه أجمل إبتسامة حتى 
سريعة من شفتيها ثم همس بحنو 
عارفة...مش هقولك إني بحبك و بعشقك 
و مچنون بيكي تؤ... حاسس إني تجاوزت
المراحل دي من زمان من أول مرة شفتك 
فيها في مكتبي....
قائلة 
مممم أمال هتقلي إيه 
هقلك... إنك إنت... بقيتي عمري و حياتي 
و قلبي و روحي و مش هقدر أعيش من غيرك 
يوم واحد....
سيلين و هي ترفع رأسها بغرور..عارفة 
سيف..طب عارفة إنك لو غيرتي رأيك 
و رجعتي سيلين القديمة أنا هرجعك على هنا 
و هملالك الفيلا أسود و تماسيح...
شهقت سيلين و توسعت عيناها بينما تجيبه 
أسود....يعني هما إسمهم أسود مش أسدات 
اوووف دلوقتي بس عرفت إنت كنت بتضحك 
ليه...سيفو هو يعني إيه تماسيح... 
سيف..يعني إنت سبتي كلامي
في الأول 
و ركزتي على التماسيح....
سيلين و قد لمعت عيناها بعشقانا هسيب الايام هي اللي تثبتلك إني بقول الحقيقة و مش بخدعك.
الفصل العاشر
فصل خاص بصالح و يارا...
إنفجرت يارا بالبكاء و هي تعانق صالح
لأول مرة مما جعله يضحك على تصرفاتها
الغريبة فهو متأكد

أنها الان ليست في وعيها
و لو كانت كذالك لما سمحت لنفسها أن
تلمسه حتى....
بعد دقائق هدأت و عادت لرشدها لكن تأثير
المفاجأة لازال ساريا عليها... جففت دموعها التي 
أغرقت وجهها بسرعة ثم أردفت بارتباك
و هي تحرك يديها بعشوائية..
بص أنا .. أنا و الله أوعدك هعمل كل حاجة 
إنت عاوزها بس توعدني إنك تنفذ وعدك ليا و لو 
على المطعم أنا مش عاوزاه رجعه بإسمك 
إنت... أنا كفاية عليا الإدارة رغم إني مش 
بفهم حاجة في المجال داه بس هتعلم....عارف
أنا مبسوطة اوي...
عبست ملامحها فجأة و هي تضيف بنبرة 
مهزوزة..
صالح إنت مش بتكذب عليا صح
قرص وجنتيها بأصابعه و هو يجيبها..
لا بس هتراجع في رأيي لو فضلتي 
تزني عليا كده....
تحدثت يارا من جديد..
صالح....
قلب عينيه بملل قبل أن يهتف بانزعاج..
في إيه ثاني...ياستي و الله مابكذب عليكي 
و لا بلعب بيكي أعملك إيه عشان أثبتلك 
داه .. كانت فكرة سوداء و مهببة أنا ندمت 
على فكرة .
يارا باستدراك و كأنها لم تسمع ما قاله..أنا نسيت مشربتش الهوت شوكلت...
صالح..مش قلتي إن في مكان ثاني 
عاوزة نروحله عشان نفطر.
ترددت يارا قبل أن تخبره بأن ذلك المكان 
هو عبارة عن عربية كبدة في إحدى الشوارع التي
تعرفها مروى صديقتها و أخذتها إلى هناك 
في إحدى المرات و قد أعجبها الطعام كثيرا..اه بس أصلي مش عارفة المكان كويس...
صالح بهدوء..
تمام خلينا نرجع جوا عشان الوقت تأخر و إنت لسه مفطرتيش إنت ناسية إنك حامل .
يارا بارتباك..لا أنا نفسي في الأكل داه 
اوي...
كان يحاول بكل جهده أن لا يفقد أعصابه 
باعتباره يوما مميزا ليستطرد ممثلا الهدوء..
حاضر مفيش مشكلة ... إنت حاولي توصيفيلي المكان و أنا أكيد هعرفه.
دق ناقوس الخطړ داخل عقلها من ردة فعله 
هذه المرة فهو بالتأكيد سيفقد آخ ذرة من صبره 
لكن هذا لن يهم فهي قد تعودت على جنونه 
غضبه و كما أن رغبتها في تناول ذلك الطعام 
الشعبي فاق قدرتها لتهتف بتردد و هي تتطلع 
نحوه خوفا من ردة فعله..
أنا نفسي في سندويتش كبببببدة .
لوهلة ظن انه لم يسمعها جيدا ليلتفت نحوها 
مكررا جملتها من جديد بنبرة إستفسار..
نعم....نفسك في إيه
إنكمشت يارا و هي تزحف بجسدها نحو 
باب السيارة مرددة بإصرار رغم شعورها بالخۏف..
عاوزة سندويتش كبدة...على فكرة داه إسمه وحم 
يعني انا مليش ذنب.
رأت إبتسامته الساخرة و هو يقبض على 
مقود السيارة پعنف حتى كاد يقتلعه 
بسبب كتمانه لغضبه... إستطرد بهدوء بعد نجاحه 
في السيطرة على إنفعاله..
سندويتش كبدة و داه هتلاقيه فين دلوقتي .
لم يكن سؤالا بقدر ماكان فخا لها فهو طبعا كان 
يعرف هذا النوع من الأكلات الشعبية التي 
تباع في الشارع أو في المطاعم الشعبية لكنه 
لم يتوقع أبدا أن فتاة مغرورة كيارا جربت 
هذا النوع من الاكل لكنها كالبلهاء سرعان 
ما إعترفت له..
في الشارع في عربيات كبدة كثير...إنزل هاتلنا ثلاث أو أربع سندوتشات عشان هاخذ لأروى معايا 
و إنت كمان لازم تذوقه هيعجبك أوي... . 
رمش صالح بأهدابه عدة مرات متتالية هاتفا
باستغراب..
كان لازم أعرف إن الحكاية فيها الزفتة أروى... 
طب و إنت إمتى بتاكلي من الشارع... مش خاېفة
مامي تزعل منك بنت ماجد عزمي بجلالة 
قدره ترمرم من الشارع .
نطقها بسخرية مذكرا إياها ببيئتها و المكان 
الذي نشأت فيه فلو علمت والدتها ميرفت بفعلتها 
لڠضبت منها كثيرا لتجيبه يارا بانفعال..
أنا معملتش حاجة غلط لكل داه.. لو مش عاوز 
خلاص بس من غير تريقة...
لانت ملامحه بعد أن لاحظ دموعها المتحجرة 
في مقلتيها و يندفع قائلا..
لالا إحنا إتفقنا مفيش حزن و لا عياط النهاردة...
و كأن كلماته بدل أن تهدأها زادت عليها
لتطلق يارا العنان لدموعها و شهقاتها التي 
جعلت
 



صالح يلعن نفسه ألف مرة...القساوة التي 
غلفت قلبه على مدار سنوات و عقله الذي 
تشبع بفكرة الاڼتقام أنسوه كيف يكون لطيفا 
مع أنثى... تنهد و هو يضحك على نفسه 
لم يعتقد أن الأمر صعب لهذه الدرجة 
يريدها له و معه دائما لكنه لا يريد فقدان 
السيطرة على مشاعره و نفسه مرة أخرى 
فكما يقال لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين 
و هو مؤمن... بأن المرأة ليست سوى كتلة
مشاعر متقلبة لا يمكن فهمها تستطيع أن 
تهبك نفسها اليوم و تتنكر لك في الغد لذلك 
وجب السيطرة عليها جيدا بكل الطرق 
و فتاة كيارا....عنيدة و متمردة لن يكون اللطف
معها خيارا جيدا لو لم تكن مجبرة لما بقيت 
معه لحظة واحدة.... أفكار غبية مبنية على
مغالطات إستنتجها عقل رجل مريض كصالح 
لا يعلم أن المرأة...هي في الأصل وردة يانعة تحتاج لمن يرعاها و يدللها لا أن يقسو عليها و يقمعها.....
رفع يده ليمسد شعرها هو يحدثها محاولا
إرضاءها..
طيب خلاص متزعليش أنا هشتريلك عربية 
كبدة بحالها ليكي و لأم لسان و نص اللي إسمها
أروى دي... كفاية عياط بقى عينيك هتورم و هتضطري بكرة متروحيش شغلك الجديد...
هيقولوا عليكي إيه الشغالين في المطعم إن 
المديرة بتاعتنا مش مسؤولة و بتغيب من أول 
يوم .
مسحت يارا دموعها كطفلة صغيرة قبل حتى 
أن ينتهي صالح من جملته متمتمة بكلمات 
مبعثرة..لا خلاص مش هعيط...أنا كويسة 
و مش عاوزة حاجة و لو حابب نرجع 
جوا ناكل اي حاجة على ذوقك مفيش 
مانع.
أدرك صالح أنها تحاول إستجداء عطفه 
حتى لا يحرمها من العمل و أنها مستعدة 
لفعل أي شيئ
من أجل ذلك... ليبتسم بخبث 
مقررا إستغلال هذه الفرصة الذهبية لكن ليس 
الان ربما لاحقا...فتح باب السيارة و هو 
يقول لها..
متنزليش من العربية...أنا عشر دقائق و آجي 
مش هتأخر عليكي.. .
إستغربت يارا من فعلته المفاجئة لتحاول إيقافه 
لكنه كان قد أغلق الباب بالمفتاح الإلكتروني... 
حاولت فتح الباب بجانبها لكنه كان مغلقا أيضا.... 
تابعته بعيناها و هو يصعد الدرج ثم إختفى بسرعة 
داخل المطعم...لتمر عدة دقائق أشعرتها بالضجر 
و الخۏف أن يتراجع صالح في قراره و يحبسها من جديد في ذلك القصر... 
دقائق أخرى قضتها يارا تنتظره على أحر من 
الجمر لتتنهد أخيرا بارتياح رغم تسارع دقات قلبها 
داخل قفصها الصدري من شدة إضطرابها... 
جذب إنتباهها تلك الأكياس التي كان يحملها 
في يده و التي كتب عليها إسم المطعم من الخارج 
حتى أنها إلتفتت تتابعه بعينيها عندما إستدار 
وراء السيارة حتى وصل للباب....
ضغط على المفتاح الإلكتروني ليفتح باب السيارة 
و يدلف ثم وضع الأكياس فوق قدميها و هو يقول
بتذمر..
آدي يا ستي سندوتشات الكبدة... أنا خليت الشيف 
أكرم يسيب شغله و يعملهم بنفسه أحسن من سندوتشات الشارع اللي مليانة قرف اوووف ريحتي بقت كلها بصل بسببك . 
ضحكت يارا و هي تفتح الأكياس و تستنشق رائحة الطعام التي جعلت لعابها يسيل...أخذت إحدى
اللفافات و فتحتها ثم بدأت تأكل و هي تهمهم بتلذذ..
مممم طعمها يجنن... تحب تذوق.
قربت اللفافة من فمه لكنه أبعد وجهه للجهة الأخرى و هو يقول بتقزز..
شيلي البتاعة دي من
قدامي... أنا مش باكل الأكل
داه.
تناولت يارا قضمة أخرى ثم أجابته..
أحسن... اصلا هما مش كثير كنت جبت 
بزيادة .
تناول صالح زجاجة عطره التي يحتفظ بها صندوق السيارة ليرش بعضا منها في الهواء
حتى تختفي رائحة الكبدة و البصل التي كانت 
تملأ المكان و هو يجعد ملامحه باشمئزاز قائلا..
مكنتش عارف إنك مفجوعة كده...و بعدين 
إنت مسموحلك تاكلي نص ساندوتش بس...سيبي 
الباقي لأروى.
همهمت يارا بأعتراض و هي تلملم الأكياس 
نحوها..لا.. الاكل داه بتاعي مليش دعوة 
متنساش إني حامل و لازم أتغدى كويس و بالنسبة 
أروى فعندها جوزها يجبلها اللي هي عاوزاه.
حرك صالح السيارة لتأخذ طريقها نحو مدينة 
الملاهي التي قرر أن تكون مفاجأته الثانية 
لها ليضحك باستمتاع و هو يلتفت لها بين 
الحين و الآخر يراقبها و هي تأكل على طبيعتها 
لأول مرة منذ سنوات....
توقفت السيارة ثم ترجل صالح ليفتح لها 
الباب لتنزل...ثم تناول احد الأكياس من الحارس 
ليخرج قارورة مياه صغيرة و يفتحها و يعطيها لها قائلا..
خذي إشربي... .
وضع الكيس في السيارة ثم أعطى المفتاح للحارس 
ليركنها في مكان مناسب...لينتبه ليارا التي كانت 
متجمدة في مكانها و تنظر أمامها ببلاهة ممسكة 
بقارورة الماء في يدها اليمني و الغطاء في اليد الأخرى .... 
ضحك بخفة عندما سألته..
صالح... هو إحنا فين
وضع صالح يده على ظهرها حتى يحثها على 
التحرك قائلا..تعالي متوقفيش زي الصنم كده 
قبل ما أنادي عصام يجيب العربية....
إستدارت نحوه معترضة بعد أن أفاقتها كلماته
المحذرة لتنبس بلهفة..
لالا.... عربية إيه أنا مقلتش أي حاجة 
إستنى شوية عشان أشرب شوية مية عشان 
ريقي نشف و حاسة إني هيغمى عليا من المفاجأة .
أغلقت القارورة ثم إحتضنتها بسعادة و هي 
تحول نظراتها هنا و هناك لا تعلم بأي لعبة 
ستبدأ...قطبت جببنها بإستغراب بعد أن إنتبهت
إلى خلو المكان إلا من بعض العمال الذين 
عرفتهم من خلال زيهم الموحد...لتسأله..
هو المكان فاضي ليه
ضربها صالح على رأسها بخفة قائلا..
يمكن عشان عشان في حد حاجز المكان 
كله .
إنت صح تحدثت و هي تبتسم بينما لم 
يجبها صالح الذي كان مشغولا بتقييم 
مختلف الألعاب الموجودة هنا حتى 
يختار لها لعبة مناسبة لحالتها بإعتبارها
حامل...لتقاطه و هي تصرخ بحماس..
صالح أنا عاوزة أركب اللعبة دي.
أشارت بيدها نحو الأعلى و تحديد ا نحو لعبة ليرفع عينيه ناحية لعبة الأفعوانية مضيفة بنبرة راجية..
عشان خاطري عاوزة أجربها... أنا عمري ما رحت 
مدينة الألعاب حتى لما كنت صغيرة...بليز شوية بس
حتة صغننة قد كده. 
جذبته من ذراعه حتى تحثه على الذهاب 
نحوها لكن صالح أوقفها قائلا بحزم..
إنت ناسية إنك حامل.. الظاهر إني فعلا 
غلطت لما جبتك هنا إنت مش اللعبة دي 
عاملة إزاي مش هتتغيري أبدا و هتفضلي طول
عمرك مستهترة.
كان غاضبا بالفعل... لم يكن يتوقع أنها بهذه 
الانانية تريد اللعب و الاستمتاع و لا يهمها حياة 
ذلك الطفل القابع في بطنها...عضت يارا 
شفتيها بعد أن إنتبهت لخطئها فهي لم تكن 
تقصد أن تضر صغيرها لكن فرحتها لرؤية 
كل هذه الألعاب أنساها عقلها....
تحدثت بأسف لتعتذر منه..
عشان خاطري متزعلش مني أنا مش 
قصدي أذيه ماهو كمان إبني زي ماهو إبنك 
و اكيد بخاف عليه أكثر منك... كل الحكاية 
إني تحمست زيادة و بعدين أنا أصلا مستحيل 
أجرب اللعبة دي...يلا تعالى نركب الدودة 
الحلوة دي.. يا خړابي داه حتى لونها أخضر .
كانت تحاول أن تنسيه ما تفوهت به منذ 
قليل و هي تصفع نفسها داخليا على 
هذا الخطأ الشنيع الذي كادت ترتكبه كيف 
لها أن تنس أنها حامل... لوهلة شعرت بالخۏف 
ألهذه الدرجة هي أم مهملة أم أنها بداخلها لازالت 
ترفض وجوده في حياتها.. ألم تتفق مع صالح 
أن يطلقها مقابل ترك الصغير له و السؤال الأهم 
هل ستستطيع التخلي بهذه السهولة عن قطعة من قلبها للأبد....
شعرت بعبراتها تنهمر على وجنتيها لتتشبث 
بأحد الحواجز مخافة أن تتعثر بعد أن 
أصبحت عاجزة عن الرؤية أمامها بسبب 
غمامة الدموع التي علقت بجفنيها... إنتبه لها 
صالح ليسند جسدها محيطا كتفيها بذراعه 
بينما عيناه تتفرسانها بدقة ظنا منه أنها قد 
أصيبت بأذى ليهتف بلهفة
إنت كويسة...يارا ردي عليا مالك فيكي إيه
كانت عاجزة حتى على التحدث لتكتفي
بتحريك رأسها بنفي و محاولة إبعادها عنه
لكنه زاد من التمسك بها و هو ېصرخ على 
أحد الحرس الذين كانوا قريبين منهما..روح هات العربية بسرعة....
رغم شعورها بالاختناق إلا أنها نجحت في 
منعه قائلة بصوت مرتعش من بين شهقاتها
أنا كويسة...
سمعته و هو يتنهد بارتياح ثم قادها نحو أحد 
المقاعد لتجلس و يأخذ منها قارورة 
المياه التي فتحها لها و أعطاها إياها قائلا..
خذي إشربي...
أبعدتها بيدها عنها ثم مسحت دموعها و هي 
تتنفس عدة

مرات بصوت مسموع حتى 
تجلى تلك الغصة التي كتمت صدرها تحت 
أنظار صالح الذي لم يكن يعلم ماذا يفعل...
إبتسمت بضعف و هي تلاحظ نظراته 
القلقة نحوها قائلة..مفيش حاجة متقلقش
أي ست حامل بتبقى تصرفاتها غريبة 
شوية... يعني عشان هرمونات الحمل بتخلينا 
نعيط فجأة و من غير سبب أو يبقى نفسنا 
ناكل أو نجرب حاجات غريبة 
يلا قوم عشان سليم عاوز يركب الدودة .
قطب صالح جبينه و هو يردد وراءها..سليم... 
سليم مين قصدك إبني.
حركت رأسها بنفي مصححة له..
قصدك إبننا... صالح أنا مش هقدر أتخلى 
عن إبني و شوف إنت عاوز إيه مقابل إنك 
تطلقني .
أخفى صالح سعادته بإعترافها بقبولها 
بالطفل رغم غضبه من حديثها عن الطلاق 
لكنه قرر تأجيل هذا النقاش لاحقا ليهتف 
ببرود زائف..
إنت شايفة إن داه المكان المناسب عشان 
نتكلم في موضوع زي داه
أومأت برأسها توافقه معاك حق...
شهقت و هي تضيف بانبهار..الله حلوة اوي 
المراجيح دي.... و العربيات الصغننة.... 
و إلا أقلك لا مش عايزة لما أولد هبقى 
ألعب فيهم مش كده.... صالح إنت هتجبني 
هنا ثاني صح
سارع صالح في إجابتها..اه طبعا... 
قبل أن يكمل بداخله متمتما..هي مالها
دي...حامل و إلا مچنونة مش كانت من شوية 
عاوزة تتطلق...يووه هو أنا ناقص جنان.. أنا إيه
اللي عملته في نفسي داه .
أفاق على صوت يارا التي كانت تدعوه 
للإنظمام إليها بعد أن نجحت في على ظهر 
ذلك القطار الصغير...بدا مظهرها مضحكا 
مما جعل صالح يضحك بخفة و هو يتجه 
نحوها مجبرا نفسه على التنازل قليلا من 
أجل هذا اليوم المميز الذي حاول فيه أن 
يعيش فيه بشخصية صالح القديمة...
قضت يارا ساعات طويلة من السعادة في 
هذا المكان المبهج و المليئ بالألوان و الحياة 
شعرت بأنها قد عادت طفلة صغيرة همها فقط 
اللهو...حيث جربت معظم الألعاب البسيطة 
كالأرجوحة و القطار و كم ټعذب صالح و هو 
يركض وراءها ليجبرها على الاكل عندما حان 
وقت الطعام لكنها لم تقبل إلا عندما هددها 
بأنه سيعيدها إلى القصر و سيمنعها من العمل 
غدا..إنتهت من تجربة آخر لعبة و هي تشعر 
بالبرد الشديد حيث بدأت الشمس تميل إلى 
الغروب لتهرع نحو صالح الذي كان يستند على 
أحد الحواجز الحديدية يراقبها حتى لا تتتأذى... 
إرتمت في أحضانه و هي ترتعش قائلة..
خلينا نرجع
البيت...
نحوه لتهمهم يارا بكلمات غير مفهومة معبرة 
عن إستمتاعها بهذا الدفئ...إبتعدت عنه و هي 
تلف المعطف حول نفسها ليسير بها نحو السيارة...
بعد ساعتين كانت بغرفتها و تحديدا تحت غطاء 
سريرها الدافئ تترشف كوبا من الشكولاطة الساخنة 
و تسترجع ذكريات هذا اليوم الرائع الذي فاق 
كل أحلامها...لدرجة انها لم تشعر بصالح الذي 
إندس بجانبها تحت الغطاء لتنتفض بفزع عندما
تكلم محدثا إياها..مالك بتفكري في إيه
وضعت يدها على قلبها تهدأ ضرباته التي تسارعت 
قبل أن ترد عليه..
كنت بفكر في اللي حصل النهاردة .
الاعتذار ثم إستأنف حديثه..و إيه رأيك
لم تفكر طويلا لتنبس بتأكيد..
عمري ما إتبسطت كده زي النهاردة...
خاطبها بمكر واضح..على فكرة اليوم لسه 
مخلصش. 
شهقت و هي تضع الكوب فوق الطاولة الملحقة
بالسرير معلنة رفضها القاطع في ما يفكر به..
لا... عشان خاطري سيبني أنام يوم مبسوطة.
عبست ملامح صالح من تصريحها ليرمي 
يدها مغمغما بتذمر..
مش قصدي اللي في دماغك .. أنا أقصد 
يمكن في مفاجآت جديدة .
إلتفتت له مردفة بحماس..بجد...طب سيبني 
أنا هعرف لوحدي... ممم عربية جديدة صح .
رمقها بطرف عينيه قائلا..
تؤ...
خاب أملها و هي توبخ نفسها التي أطلقت العنان 
لأحلامها متناسية الواقع لكنها سرعان ما نفت 
تلك الأفكار فعقلها مازال منبهرا بما حصل اليوم
من تغييرات بينما تستمع لصالح الذي اضاف مصرحا
و هو يجذب هاتفه متصفحا إياه أمام وجهها 
لتظهر لها صورة سيارة فاخرة في غاية الروعة 
باللون الأحمر... 
إيه رأيك في دي.... جيب جراند شيروكي موديل 
202
 



أنا إخترتها باللون الأحمر عشان عارفك 
بتحبيه .
أخذت منه يارا الهاتف لتتفرس في السيارة 
لا تنكر أنها أعحبتها كثيرا خاصة أن اللون الأحمر 
هو لونها المفضفي السيارات حيتي سيارتها 
القديمة كانت بنفس هذا اللون.
أعادت له الهاتف و هي تقول..حلوة أوي 
بس موديلها رجالي أكثر .
أومأ مبررا لها..حسيت إنها لايقة على شخصيتك
قوية و متمردة...بس في نفس الوقت حلوة 
و ناعمة .
لم تتوقع أبدا تصريحه هذا لترمقه بنظرات 
مشككة بينما تنطق بلسانها..
أنا قوية و متمردة
ضحكت باستهزاء و هي تتذكر لحضات ضعفها و إنكسارها أمامه ثم أضافت..
خلينا في العربية أحسن ...
فهم مقصدها لكنه لم يعلق بل تجاوز الموضوع 
مردفا..طبعا العربية بتاعتك بس أنا عينتلك 
سواق و في إثنين جاردز هيرافقوكي بس متقليش
مش هتحسي بوجودهم أبدا عشان أبقى مطمن 
عليكي... و بالنسبة للشغل زي ما قلتلك الساعة 
واحدة تكوني في القصر...
يارا بعد أن همهمت بتفكير..
إنت قلتلي إن مش دي المفاجأة.. اقصد 
العربية صح .
حرك رأسه بإيجاب لتكمل معددة..شغل جديد 
و فسحة في مدينة الألعاب و عربية جديدة...أنا 
إبتديت أخاف بصراحة مش عارفة آخرة الدلع 
داه إيه اصل مش عوايدك يعني. 
ضحك صالح و هو يقترب منها ليضع رأسه فوق صدرها بينما إلتفت ذراعه حول بطنها و هو يقول..
ريحي دماغك اللي عمالة تشتغل من الصبح دي... مفيش حاجة...كل الحكاية إني حبيت اكسر الروتين 
اللي في حياتنا...بس أنا بنصحك إستغلي الفرصة 
اليوم قرب يخلص....بس لو عاوزة نخليه اسبوع 
أو شهر.... أو حتى الباقي من عمرنا .
رمشت بعينيها بعد أن عجزت عن فهم
ما يقصده 
لتتساءل..قصدك إيه مش فاهمة.
إبتسم بمكر مفسرا..يعني ننسى اللي فات و 
نبدأ من جديد .
لوهلة ظنت أنه يمزح لكن ملامحه الجدية نفت 
ذلك لټنفجر يارا ضحكا و هي تعيد بنبرة ساخرة 
قوله..ننسى الماضي.... و نبدأ من جديد.. سوري 
مش قصدي اضحك بس ڠصب عني...مكنتش عارفة إن دمك خفيف كده و بتعرف تهزر بس على العموم 
انا من رأيي كفاية يوم واحد.. نعمة....أنا أمنيتي 
الوحيدة إني اخرج من القصر و إنت حققتهالي 
فمفيش داعي أعلي سقف طموحاتي اكثر من 
كده أصلي بخاف يوقع فوق دماغي....
تنهد صالح بيأس رغم أنه كان يعلم قرارها 
لن تسامحه مهما فعل و لن تنس ما تلقته 
على يديه حتى لو مضت ألف سنة... يعرفها 
جيدا و يحفظها كما يحفظ خطوط يده لكنه لم 
يخطأ عندما قال أنها قوية...بل أقوى مما يتخيل 
حتى فمن تستطيع تحمل ما مر عليها... فتاة غيرها 
كانت إستسلمت منذ أول شهر إما ټنتحر أو تجن . 
غمغم و هو يغلق عينيه محاولا طرد هذه الأفكار 
التي إستوطنت عقله فجأة فمنذ مني و هو يهتم 
لمشاعرها أو يلقي بالا لما تريد المهم و الأهم 
من وجهة نظره هي أنها معه و سيحرص أن 
تبقى معه بكل الوسائل ليغمغم بصوت خاڤت..
يلا ننام بكرة ورانا شغل..ااه نسيت بكرة هتروحي
لمامتك ثلاث ايام.
إنزلقت يارا على الفراش لتتسطح على ظهرها 
و هي تجيبه بنفي..لا انا هروح المطعم....
حرك رأسه فوق صدرها دلالة على موافقته 
منهيا بذلك الحوار بينهما لينتهي اليوم 
المميز كما بدأ...
الفصل الحادي عشر
فصل خاص بسيف و سيلين....
في الجزيرة.....
كانت سيلين ترتب الحقائب إستعدادا للسفر 
و هي تدندن بكلمات إحدى أغاني الأطفال 
التي سمعتها عن طريق الصدفة على اليوتيوب...
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله 
يومي مخربط صبح و ليل و مش باينله
كل شي بحياتي عم بأجله 
لخبطيتا لخبطيتا يومي كله
إنتبهت لسيف الذي كان يستند على 
باب الغرفة ويبتسم عليها ضحكت 
و هو يقول..بتتعبي نفسك ليه كنتي قلتي 
للشغالة و هي هتعمل كل حاجة .
لا أنا حابة أعمل كل حاجة تخصنا بنفسي... 
انا جهزتلك هدومك خذ شاور بسرعة عشان 
معاد الطيارة. 
ضحك بخفوت و هو يراقبها تعود من جديد 
نحو الحقائب... كم تغيرت في هذين اليومين 
أصبحت توقضه بنفسها و تحضر له الفطور 
رغم خۏفها من الأسود حتى أنها كانت في 
بعض الأحيان تنسى بعض الأطباق في 
الاسفل بسبب إستعجالها...تختار له ملابسه 
و أكله أيضا و منعت عنه شرب القهوة أكثر
من مرتين في اليوم لأنه كان مدمنا عليها 
و أجبرته أيضا على شرب العصائر الطازجة.... 
سار ليجلس بجانبها و يبدأ في تنظيم 
الملابس معها لتمنعه و هي تأخذ القطعة من 
يده هاتفة باستنكار..حبيبي يلا عشان 
هنتأخر...أنا خلصت ترتيب الشنط فاضل 
بس دي و كمان لبست هدومي...
عبس سيف و هو يستلقي على الفراش 
قائلا بتذمر..
مش عاوز أرجع مصر...إيه رأيك نقعد 
أسبوع كمان . 
وضعت آخر قطعة ملابس ثم أغلقت الحقيبة 
پعنف لترد عليه..
مستحيل...حبيبي انا اصلا بستنى اللحظة 
اللي هودع فيها الجزيرة دي و بدعي إننا منرجعش
هنا ثاني... 
إتكأ سيف على ذراعه متسائلا..
بالعكس المكان هنا حلو اوي... هادي و مفهوش
زحمة و ناس كثير. 
سيلين تعلم أن سيف يحب هذا المكان 
كثيرا لأنه بعيد عن عائلته التي لطالما أذته 
و أنه يريد قضاء ما تبقى من حياته هنا 
معها لتتنهد بأسف عليه و هي تجلس 
بجواره قائلة..
على فكرة أنا عارفة إنت ليه بتحب المكان 
داه...بس مينفعش نقضي حياتنا كده لوحدنا 
و بعيد عن الناس... 
وضع سيف رأسه فوق ساقيها ثم ډفن وجهه 
في بطنها مغمغما بأسى..
و إيه فايدة
الناس في حياتنا... أنا مشفتش 
منهم غير الأذية . 
أومأت برأسها بإيجاب و كأنه يراها مجيبة..
بص أناعندي فكرة حلوة أوي...بخصوص 
عيلتك... أنا عارفة إنهم أذوك كثير و إنت 
مش قادر تعملهم حاجة عشان جدك دايما 
بيمنعك و كمان مش عاوز توسخ إيدك بدم 
أهلك رغم إنك قادر في ثانية واحدة إنك
تمحيهم كلهم من على وش الدنيا كلهم... 
تراجع سيف إلى الخلف مقطبا جبينه باستفهام 
و قد جذب إنتباهه حديثها ليستفسرها مطالبا
بتوضيح أكثر..
سامعك يلا .
إبتسمت سيلين ثم بدأت تسرد له خطتها قائلة..
بص يا سيدي أهم خطوة هي إنك تراقبهم كلهم 
و تعرف كل أسرارهم اللي مخبينها عن بعض 
عشان تستخدمها ضدهم بس من غير ما تبين نفسك في الصورة.. إنت كل اللي عليك تخطط و هما ينفذو 
باختصار هما بإيديهم اللي هيدمروا بعض 
مثلا شوف يمكن واحد منهم بيخون مراته مع 
السكرتيرة بتاعته زي ما بيعملوا في الأفلام 
او متجوزها عرفي...توقفت عن الحديث و هي 
تمط بشفتيها ممثلة الأسف قبل أن تستأنف 
ثرثرتها من جديد..حرام مراته لازم تعرف
شوف كمان يمكن طنط إلهام زي ما كانت بتسرق 
الصفقات من شركتك اكيد بردو بتعمل كده
في شركة جوزها...إنت راقبهم بس و هتعرف 
كل أسرارهم.. أنا متأكدة أنهم مخبيين بلاوي... 4
فغر سيف فاه پصدمة من كلامها...بينما لا تزال عيناه 
مثبتتان عليها لا تكاد ترمشان رافضا تصديق أن من
تقول هذا هي نفسها سيلين التي يعرفها...إستفاق
من ذهوله بسرعة ليستقيم في جلسته مرددا 
أمام وجهها..
إنتي فكرتي في الخطة دي إمتى 
إبتسمت له بفخر قائلة..
من المسلسلات يا روحي... 
تراجع إلى الخلف مهمهما بصوت عال..
مممم ماشي على العموم...فكرتك حلوة 
بس حاسس إنها خطة عيال...2
ضحكت سيلين على شكله الظريف و هو يفرك
ذقنه مقلبا عينيه بامتعاض قبل أن تفسر له 
بغية إقناعه..
طب معلش جرب إنت بس أسبوع واحد و لو منفعشتش خلاص إلغي الفكرة كلها...أظن إن إنت مش هتخسر حاجة . 
إمتدت يداه ليتلقط ملابسه التي إختارتها له 
ليأخذها معه نحو الحمام معترفا في نفس الوقت..
معاكي حق.. مش هخسر حاجة...و كبرتي 
يا سولي و بقيتي تعرفي تخططي .
غاب عدة دقائق تمكنت خلالهم سيلين من الانتهاء
من ترتيب الحقائب ثم جرتهم بصعوبة نحو الباب 
و نظمت الغرفة و أغلقت الشرفة و الستائر 
ثم توجهت نحو التسريحة لتلملم خصلات 
شعرها و تربطهم على هيأة ذيل حصان كما 
أضافت بعضا من ملمع الشفاه على شفتيها بعد 
أن تعمدت عدم وضع مساحيق التجميل على 
وجهها حتى لا تضايق سيف... 
إلتفتت نحوه بعد أن سمعت صوت باب الحمام 
يفتح لتتوجه نحوه مباشرة لتعطيه المعطف 
و تساعده على إرتداءه

قائلة بخبث فغايتها 
هي إستفزازه فقط..
ماما وحشتني اوي...و ياسين كمان وحشني 
جدا القرد.... ياترى أخباره إيه 
و بالفعل كما توقعت.. أمسك سيف يدها التي
كانت تضعها على كتفيه بقوة ليجعلها تسير حتى 
أصبحت أمامه... إندهشت سيلين و رمقته بقلق 
عندما قابلها وجهه الغاضب و عيناه اللتين
أضحتا جمرتين مشتعلتين قبل أن يأتيها صوته 
الحاد محذرا..
متخلينيش أغير رأيي و أحبسك هنا بقية 
عمرك . 
ضمت شفتيها حتى لا ټنفجر ضحكا رغم 
خۏفها من مظهره الغاضب لكنها لم تدر 
لما شعرت بالأمان الشديد بوجوده معها 
لتكمل تمثيلها قائلة..
بس هما فعلا وحشوني...ماما و ياسين 
و طنط سميرة و....كلاوس. 
صړخت پألم عندما شعرت بيدها تكاد 
تتفتت بسبب قبضته التي إشتدت على 
يدها لتهتف بنبرة مرتفعة حتى توقف
جنونه..
بهزر و الله...سيف عشان خاطري إهدأ. 
أغمضت عينيها عندما إرتطمت بصدره 
لكنه أمرها..
إفتحي عنيكي و بصيلي . 
كانت ستتحدث لكنه وضع إبهامه على 
شفتيها ليمنعها قائلا بأنفاس عالية من 
فرط إنفعاله فهي أوقدت ڼار غضبه 
بعد نطقها لإسم كلاوس..
ششش....أنا عارف إنك كنتي عاوزة 
تستفزيني بس ياريت تكون آخر مرة 
عشان أي إسم راجل هتنطقيه على لسانك 
أنا.... هقتله...إنت تحبيني أنا و بس و تفكري 
فيا لوحدي أي حد ثاني تنسيه خالص مفهوم . 
تحدثت محاولة تهدأته..
حاضر أنا بس كنت بهزر. 
اجابها بغيرة واضحة..
هزري في أي حاجة ثانية إلا دي... 2
خيرت الصمت لأنها تعلم جيدا أن أي حجة 
ستقدمها له لن يقتنع بها... لا يهمه إن كان 
ياسين طفل صغير أو أن كلاوس هو حارسه 
الخاص... تجزم أن المسكين لا يعرف حتى ملامحها
جيدا و يميزها من صوتها فقط هو و باقي الحرس
في القصر...كيف ستفسر لرجل يغار حتى من والدتها 
التي أنجبتها تنهدت و هي ترفع رأسها نحوه لتجده 
مازال ينظر لها بملامح حادة لتبتسم رغما عنها 
في محاولة أخيرة لتهدأته. 
أنا بحبك اوي... 
شعرت بيديه تربتان على كتفيها لتغمض عينيها 
باستمتاع بينما إرتسمت على شفتيها إبتسامة 
إرتياح...فجأة علا صوت هاتفه ليقطع إنسجامهما
لتتراجع سيلين للخلف مبتعدة عنه لكنه رفض
محتفضا بها بين يديه ثم سار بها نحو الحافة من الفراش ليأخذ هاتفه... 
نظر نحو الشاشة برهة من الزمن قبل أن يتمتم
دون أن يجيب عليه..
داه كابتن الطيارة بيتصل عشان إتأخرنا . 
طب يلا خلينا نمشي أنا جهزت كل حاجة . 
هتفت سيلين تحثه على المغادرة خوفا 
من أن يغير رأيه بسبب مشاكستها له و 
هي تخفي رغبتها في الضحك ... 
ليلا و بعد ساعات طويلة....
توقفت سيارة سيف أمام مدخل الفيلا 
ليترجل منها سيف و هو يحمل سيلين التي 
غفت من شدة تعبها... 
دلف للداخل متجها نحو جناحهما ليضعها على 
الفراش ثم غير لها ملابسها حتى تستطيع النوم
براحة قبل أن يدلف هو أيضا إلى غرفة الملابس 
ليغير ثيابه و يعود ليتمدد بجانبها....
في الصباح إستيقظت سيلين قبله...إحتاجت 
عدة دقائق قبل تستوعب انها قد عادت اخيرا 
لمصر..قفزت من سريرها و هي تشعر بالسعادة 
تغمر قلبها فأخيرا ستسطيع رؤية والدتها التي
إشتاقت لها كثيرا... 
ضمت شفتيها فجأة بتذمر بعد أن تذكرت وجود
سيف بجانبها و الذي بالتأكيد سيغضب 
كثيرا منها إذا إستيقظ و لم يجدها بجانبها... 
تأففت من غيرته المزعجة التي فاقت كل
الحدود ليته فقط كان رجلا طبيعيا كسائر 
الرجال... 
عادت لتجلس على الفراش بجانبه و تبدأ 
في إيقاضه بهدوء لكنها قبل أن تضع يدها 
على كتفه ترددت قليلا و هي تدير عيناها 
بأرجاء الغرفة بحثا عن شيئ ما...رواية بقلمي 
ياسمين عزيز
ففي كل صباح هو يوقضها بطريقة رومنسية 
لأنه في أغلب الأحيان يستيقظ قبلها...عبست 
بعد أن فشلت في إيجاد أي ورود لتلتجأ للخطة
البديلة. 2
راقصت حاجبيها و هي تبتسم بخبث لطيف 
لتتحرك بكل هدوء نحو الحمام حتى لا توقضه
إستحمت ثم فتحت الباب ببطئ و هي تخرج
رأسها حتى تتأكد من أن سيف
 



لايزال نائما... 
سارت على أطراف أصابعها نحو غرفة الملابس 
لتختار لديها و هو عبارة عن فستان 
أسود اللون أبرز لون بشرتها الأبيض و بحمالتين رفيعتين ضيق و قصير حتى أن سيلين شعرت 
بالخجل من الظهور به أمام سيف لكنها أقنعت
نفسها بأنه زوجها و ان من حقه رأيتها
بهذه 
رمت المنشفة بعد أن تأكدت من تنشيف شعرها
جيدا و قد ساعدها في ذلك حرارة الغرفة..
توجهت نحو التسريحة لتملأ وجهها بمساحيق
التجميل حيث وضعت كحلا أسودا أعطى لعينيها 
الزرقاء نظرة جريئة و زينت شفتيها بلون أحمر 
داكنا ثم رشت عطرها ببذخ حتى سعلت... 
وضعت القارورة أمامها ثم إلتفتت نحو الفراش
حيث كان سيف لا يزال نائما يبدو أنه تعب كثيرا 
ليلة البارحة لهذا تأخر في النهوض فهو من عادته
الاستيقاظ باكرا حتى لا تفوته صلاة الفجر ثم 
يتدرب لساعة كاملة و أحيانا أكثر و بعدها يعود إلى الجناح حتى يستحم و يوقظ سيلين 
لتحضر لهما طعام الإفطار فهي وعدته بذلك 
و كم كانت تلك المهمة صعبة...لذلك إلتجأ
لإعتماد الطرق الرومنسية ....و قد نجحت معه 
دائما....
اووف مش لاقية حتى وردة بلاستيك في الاوضة 
دي . تمتمت و هي تتحرك نحوه لتجلس
أمامه و تبدأ في إيقاضه برقة....
سيفو...حبيبي...يلا قوم وحشتني....
غمغم سيف بنعاس و هو يرفع ذراعه 
ليسحبها نحوه..
إنت إيه اللي قومك من جنبي تعالي ...
تحركت سيلين حتى تمنعه لكنها لم تستطع 
لتجد نفسها ملتصقة به تحت الغطاء...تحركت
بتذمر و هي تتذكر فستانها الذي سيفسد 
إنت بتعمل
إيه سيبني انا مش عاوزة 
أرجع أنام...
أرخي يده قليلا ثم أدخل يده الأخرى تحتها 
و شبكهما معها رافعا بجسدها إلى الأعلى قليلا
حتى أصبحت فوقه قبل أن يفتح عينيه 
بهت سيف من كلامها رغم انه بدأ يتعود قليلا على 
جرأتها و قد أعجبه ذلك كثيرا.. أخفض بصره 
قليلا نحو فستانها ثم أردف بإعجاب..
مممم داه إحنا جاهزين كمان .
شهقت سيلين و توسعت عيناها بعد أن فهمت 
مقصده لتحرك رأسها برفض قائلة بارتباك 
و هي تبحث عن حجة ملائمة ..
لالا...أنا... انا جعانة.... أيوا يلا خلينا ننزل
عشان نفطر مع بعض تحت.
إبتسم سيف عليها فهو يعلم بأنها قد إستيقظت 
باكرا حتى تتجهز للنزول لترى والدتها التي 
إشتاقت لها كثيرا و يعلم أيضا أنها قد تعمدت 
إرتداء هذه الملابس الجميلة لإرضاءه 
فهي تخاف أن يغضب منها بسبب غيرته
المفرطة...لكن الشيئ الوحيد الذي 
لازال يشغل باله و يقلقه كثيرا هو جهله
إن كانت تحبه بصدق أم لازالت مجبرة عليه 
لذلك تسايره و توهمه بأنها سعيدة معه 
و حتى لو فعلت ذلك أليست هذه هي غايته
الوحيدة أن تبقى معه إذن لما يهتم.. 
لكنه يريدها عن طواعية و ليس رغما عنها ..
تنهد بضيق بسبب تلك الفكرة المقيته 
و تجهمت ملامحه لټموت تلك اللمعة التي 
كانت تشع في عينيه منذ قليل ... 
إنقلب ليتمدد على ظهره غير منتبه لسيلين
التي شعرت بتبدل حالته لتستند على صدره 
تسأله..
حبيبي إنت كويس...أنا كنت بهزر معاك 
مش جعانة و لا حاجة.. هرجع أنام المهم متزعلش 
مني.
كلماتها الرقيقة عوض أن تواسيه زادت من 
إشتعال ناره بداخله لتؤكد له جميع إفتراضاته
التي بدأت تتغلغل داخل تفكيره.. رمقها بنظرة 
غير مفهومة دون أن يجيبها ليميل نحوها قليلا 
و يبعد خصلات شعرها التي نزلت على 
وجهها هامسا بتردد لا يعرف كيف يصف 
إحساسه في تلك اللحظة فقد كان شعورا 
يشبه الخۏف أو الترقب...
إنت بتحبيني بجد 
لم تصدق سيلين نظرات الضياع التي 
لمحتها داخل مقلتيه و رغم سؤاله الغريب 
الذي طرحه عليها إلا أنها أصبحت تعلم 
ما يفكر به كفاية....
أخذت نفسا طويلا ثم نفثته بهدوء 
قبل أن تردف بصوت رقيق..
قلبك بيقلك إيه
لاحت شبه إبتسامة على شفتيه من إجابتها
فمنذ متى تعلمت هذه الإجابات العميقة 
و هي التي لم تكن تستطيع تركيب جملة 
صحيحة قبل شهر من الان...نفى تلك 
الأفكار الثانوية من رأسه ليجيبها مركزا
على زرقاوتيها اللامعتين اللتين 
كأنتا ترمقانه بحب جعل تفكيره يتشوش..
مش عارف...مش بثق في قلبي كثير عشان 
عارف إنه مش هيدلني على الحقيقة...
أفلتت منها ضحكة ناعمة قبل أن تهتف
بما جعله لوهلة يعتقد أنها قرأت أفكاره ..
أنا عارفة قلبك بيقلك إيه...بيقلك إني 
بحبك و بمۏت فيك بجد و إني بحاول بكل جهدي
إني خليك تثق فيا و تبطل تخاف و تشك 
إني ممكن أتخلي عنك في يوم...صدقه... 
صدقه يا سيف عشان ترتاح و تشيل الأفكار 
اللي ملهاش لازمة دي...لو كنت بمثل عليك 
كنت كشفتني من أول مرة و إلا إنت فقدت 
قدراتك يا شبح ...مش إسمك الشبح بردو .
أجابها بكل هدوء..
أه...الشبح اللي بيقدر بسهولة يعرف اللي 
قدامه بيفكر في إيه
ردت عليه بنبرة شبه ساخرة مشككة 
في حديثه..
ممم و لما إنت كده.. ليه مش قادر تعرف 
إذا كنت بحبك بجد و إلا بمثل عليك.
أصدرت شهقة خاڤتة عندما دفعها بلطف 
لتصبح تحته كما كانت منذ قليل...بينما إسودت
عيناه بنظرة تعرفها جيدا و هو يقول لها..
عشان إنت مش قدامي.. إنت جوايا و في
قلبي.
لم يتركها لتجيبه حتى بل وجدت نفسها 
في خلال لحظات بين يديه في عالم آخر 
مليئ بالعشق الخالص....
منتصف النهار.....
كانت سيلين تنزل الدرج و سيف وراءها 
و الذي كان يضحك باستمتاع على تذمرها
ينفع كدا جيت عشان أفوقك...خلتني أرجع
أنام ثاني.
أسرع سيف نازلا عدة درجات ليلتقطها
بخفة رافعا جسدها الصغير بذراعيه 
القويتين إلى الأعلى لتصرخ سيلين پذعر..
يا مچنون..هتوقعني.
تعالت ضحكاته و هو يتلقفها من جديد 
و يكمل سيره نحو طاولة الطعام حيث 
كانت والدته سميرة و عمته هدى تنتظرانهم
لتناول طعام الإفطار..
وضعها على الأرض ثم إحتضن والدته و قبل 
يدها هامسا في أذنها..
وحشتيني أوي.
سميرة بحنو..و إنت كمان يا حبيبي...مبسوطة
اوي عشان شفتك النهاردة.
أما سيلين فقد شعرت أن روحها قد عادت 
إليها عندما رأت أمامها والدتها بصحة جيدة 
إزيك يا قلبي عاملة إيه.. طمنيني عليكي
إنت كويسة... .
ضحكت هدى على طفلتها التي كانت تتشبث 
بها بقوة و تجذبها نحوها لتطمئنها حتى تتوقف..
ما أنا أهو قدامك زي الفل.. الحمد لله.
غمغمت سيلين و هي تمرغ وجهها في صدر والدتها 
رافضة الإبتعاد عنها هامسة بصوت باكي و هي 
تتذكر محاولات سيف لإبعادها عنها..
لا أنا هجيبلك الدكتور عشان أطمن عليكي 
أكثر.
أبعدتها هدى عنها ثم أحاطت وجهها بيديها 
مقبلة جبينها برفق قبل أن تقول لها مطمئنة إياها
أنها بخير و لا تحتاج لشيئ..
مفيش داعي يا قلبي... أنأ كويسة متقلقيش
عليا...خليني أسلم على سيف.
تنحت لترحب بسيف الذي كان يرمق سيلين
بغيرة لم يستطع إخفاءها..
حمد الله على السلامة يا حبيبي...يارب 
تكونوا إنبسطوا في رحلتكوا.
إنحنى سيف برأسه قليلا ليقبل يدها كما فعل 
مع والدته ثم إستأنف حديثه..
شكرا يا طنط.. أه جدا اول مرة أتبسط في 
حياتي كده.
إبتسمت هدى له و هي تتمتم بدعاء بينما 
كانوا يتجهون نحو طاولة الطعام... 
جلسوا و
بدأوا يتناولون الفطور بينما إكتفى
سيف بشرب فنجان قهوة...كان يراقب پغضب 
مكتوم زوجته التي كانت لا تزال متمسكة 
بوالدتها و كأنها طفلة صغيرة و قد ضايقه 
ذلك كثيرا فتلك القبلات و الاحضان و المشاعر 
الفياضة التي وهبتها لها من حقه هو فقط 
ترشف قهوته بصمت و عيناه لا تحيدان عنها 
يفكر في طريقة لإبعادها عنها او تذكيرها 
بحديثها بأنها سوف تحبه هو فقط...حتى
سألته والدته عن آدم لتتجهم ملامحه و تظلم 
عينيه پغضب حارق فتلك كانت القطرة التي
أفاضت كأس صبره ليهدر بحدة
مش عاوز حد يجيب سيرة الكلب داه 
قدامي ...لولا خۏفي من ربنا كنت قټلته من 
زمان...
سميرة باصرار فهي كانت تريد معرفة إن 
كان إبنها له علاقة باختفاء آدم فجأة..
بس جدك عاوز...
إنتفضت بفزع عندما هوى سيف بقبضته
على الطاولة مقاطعا إياها هاتفا بحدة..
خلاص يا أمي قفلي السيرة دي و آخر 
مرة اسمع فيها الموضوع داه في بيتي....
إستقام من مكانه پغضب رامقا سيلين بنظرات 
حاړقة و كأنها قټلت له عزيزا عليها لدرجة أن 
هدى إستغربت و نظرت

لها لتسألها بعينيها 
مالذي يجري لكن كيف ستجيبها المسكينة و هي 
نفسها لا تعلم مابه... 
نظروا في أثره و هو يتجه نحو الأعلى لتتأفف
سميرة و تغادر الطاولة هي أيضا بعد أن رمقتهم 
باشمئزاز كعادتها...لم تهتم بها هدى بل سألت
إبنتها هامسة لها..
إنت مزعلة جوزك يا سيلين 
سيلين بنفي
لا ياماما ما أنا قدامك معملتش حاجة و نزلنا
و إحنا مبسوطين... بس هو إتضايق لما طنط 
سميرة سألته عن آدم أصله بيكرهه اوي .
سميرة بقلق..ربنا يستر... طب يلا روحي وراه
شوفي ماله.
مطت سيلين شفتيها بملل لأنها كانت تعلم 
أن سيف غاضب منها بسبب تعلقها بوالدتها 
لكنها لم تخبرها...ضحكت بداخلها باستهزاء
و هي تتخيل أن ردة فعل هدى عندما تعلم 
أن زوج إبنتها مهوس بها و يغار عليها حتى منها....
وضعت المنشفة على الطاولة ثم إستقامت من
مكانها لتلحق به...صعدت الدرج و هي تفكر
كيف ستكون ردة فعله عندما يراها أمامه
من المؤكد أنه سيأنبها و يذكرها بوعدها
له عندما كانوا في الجزيرة...
في قرارة نفسها تعلم أنها ليست مخطأة فتلك
والدتها و من الطبيعي أن يشتاق أي شخص
لمن يحبهم....لما يجب عليها هي فقط أن تتنازل
لما لا يحاول هو الإصلاح من نفسه لأجلها
أخذت نفسا عميقا و هي تفتح باب الجناح
و تدلف باحثة عنه لتجده يقف في الشرفة
واضعا يديه في جيوب بنطاله...
في تلك اللحظة إبتسمت سيلين متناسية
كل ڠضبها منه و هي تشعر بقلبها يقفز داخل
أضلعها من شدة فرحتها برؤيته لتعترف 
للمرة الالف بأنها تهيم عشقا بهذا الرجل بكل 
عيوبه و سيئاته... 
لم تشعر بنفسها إلا و هي تسارع نحوه 
مردفا بوجه مسود من شدة الڠضب..
إيه اللي جابك دلوقتي... كنتي قعدتي 
في حضڼ مامتك اللي وحشاكي... روحيلها يلا 
انا مش محتاجك جنبي مش محتاج حد . 
توقف عن الحديث و هو يتنفس بصوت مرتفع 
بينما كان صدره يعلو و يهبط من شدة إنفعاله 
دفعها بقوة من كتفها بعد أن جن جنونه 
بغية طردها من الغرفة..
يلا غوري مش طايق أشوف وشك قدامي 
برا.... برااااا.. كلكوا كذابين زي بعض... 
حاولت سيلين التكلم و قول أي شيئ لتهدأه
لكنها لم تستطع لأنه لم يسمح لها..فكل همه
هو كان التخلص منها شعرت سيلين بالذعر 
من مظهره الغاضب و من تغيره المفاجئ
لتقرر المغادرة و العودة لاحقا لكنها..... 
الفصل الثاني عشر 
فصل خاص بفريد و أروى.... 
دلف فريد جناحه ليجد أروى تجلس على
سجاد الصالون و بجانبها لجين...توسعت
عيناه بدهشة و تقزز في نفس الوقت و هو يراهما تتوسطان عشرات الأطباق المليئة بالطعام
التي أرسلتها لها يارا مع السائق من 
مطعمها الجديد أروى كانت تلتهم شرائح البيتزا بشراهة مصدرة 
أصواتا متلذذة و كأنها
لم تاكل الطعام منذ أيام...أما صغيرته فكانت
تمسك بموزة و تعضها بأسنانها الصغيرة
ملطخة وجهها و يديها و ثيابها...المكان كان
في حالة مزرية و رائحة الطعام تملأ أنحاء
الجناح... 
إستند على باب الغرفة و هو يضحك بصوت خاڤت
سرعان ما أصبح أعلى قليلا بعد أن سمع أروى تخاطب لجين التي أمسكت إحدى 
السكاكين الصغيرة..
إيه دا يا لولا...هو إنت ناوية تاكلي البنانة
بالشوكة و السکينة زي ستك سناء... 
أخذتها منها بسرعة حتى لا ټأذي نفسها 
ثم تناولت منديلا ورقيا و بدأت تمسح لها 
وجهها و ثيابها مستأنفة ثرثرتها من جديد..
شفتي بنت المحظوظة مرات عمك.. بيضالها
في القفص..عشان بقت حامل جابلها مطعم
بحاله اه طبعا فرحان عشان هيبقى أب و هي
هتبقى أم..
مصمصت شفتيها و هي ترمي المنديل و تمسك
بشريحة البيتزا لتكمل أكلها قائلة بسخرية
قال يعني هتبقى أم كلثوم دي بالكثير هتبقى
أم علي و إلا أم زعيزع..أهما الرجالة كده بياخذونا مادوموازيلات و يسبونا أمهات..شهقت 
فجأة مضيفة بنبرة مستغربة... يكونش بيعوضها
على العلقة اللي خدتها من يومين.. ييييه
 



دي
تبقى هبلة و معندهاش كرامة اصلا بقى 
عشان حتة مطعم معفن تبيع نفسها ..... 
توقفت عن الأكل لترمق الصغيرة بنظرات 
مغتاضة قبل أن تهتف من جديد بتبرم
مفيش معفنة غيري هنا..دا أنا بعت نفسي 
ببلاش و ابوكي معبرنيش بحتة ساندويتش 
كبدة عشان يراضيني...يا لهوي إيه اللي انا 
بقوله داه هو انا هحسد البت و إلا إيه داه
يدل ما أفرح عشان ريحتنا من من أكل السلاحف
اللي بيجبهولنا كل يوم في قصر الأشباح... 
أنا مش فاهمة هما ميعرفوش الفراخ و المحشي 
أمال أغنياء إزاي عالم بخيلة.... 
رمشت بعينيها عدة مرات و هي تمط شفتيها 
للأمام على شكل منقار بطة لتجد لجين ترمقها بنظرات مستغربة أرسلت لها قبلة ثم إستقامت من مكانها و حملتها و دارت بها عدة مرات لتبدأ الطفلة في الضحك بصوت عال....لتهمهم أروى معترفة
خلينا ننظف المكان و ناخذ دوش قبل 
ما بابي ييجي و يشوفنا بالشكل داه مش 
بعيد يهرب مننا.... 
تنحنح فريد لتلتفت نحوه أروى قائلة بابتسامة..
حبيبي إنت جيت إمتى ... 
أجابها و هو يمد ذراعيه ليأخذ منها لجين..
لسه داخل... 
إنحنى مقبلا جبينها و هو لايزال يضحك 
على ثرثرتها... أشار بعينيه نحو طفلته التي 
كانت تسند رأسها على كتفها بهدوء مضيفا..
شكلها عاوزة تنام... 
أجابته أروى و هي تبتسم على شكل الصغيرة
اللطيف..
اه فعلا أنا هدخل أنظفها و أغيرلها هدومها 
و بعدين هحضرلك الاكل . 
قلب فريد عينيه نحو الأطباق التي كانت 
تفترش الأرضية مجيبا..
لا أنا أكلت
في الشغل...هاخذ دوش و أنام 
على طول...إبقي خلي واحدة من الشغالين
تييجي تنظف المكان... 
نزع سترته تزامنا مع مرور أروى من الباب 
الذي يؤدي نحو غرفة لجين...وضعتها على 
فراشها الصغير ثم سارت نحو خزانتها لتخرج
لها ملابس جديدة...بعد وقت قصير قامت 
بتنظيف وجهها ويديها بالمناديل المبللة 
لأنها لم تستطع تحميمها بسبب سقوطها
في النوم ثم غيرت لها ملابسها و مددتها
بوضعية مريحة على السرير....غطتها جيدا 
ثم أغلقت الباب الخارجي للغرفة بالمفتاح 
حتى لا تتمكن هانيا من الدخول..... 
بعد حوالي ساعة إنتهت أروى من تنظيف
الفوضى في الجناح حيث جمعت بقية
الأطباق الممتلئة ووضعتها في البراد 
و قامت برمي الفارغة منها...و نظفت الارضية
و الزرابي بالمكنسة
الكهربائية ثم رشت بعض
المعطر ذو الرائحة الفواحة في أرجاء الغرفة... 
دلفت بعدها نحو غرفة الملابس لتغير ملابسها 
و تخرج بعض الملابس لفريد.... 
إكتفت هي الأخرى بتنظيف يديها ووجهها 
بالمناديل المبللة بسبب شعورها بتعب فجئي
شديد لم تعرف مصدره حيث جعلها غير قادرة
على التحرك كثيرا...و بصعوبة بالغة جرت 
نفسها من أمام تسريحتها لترتمي بارهاق
على الفراش و هي تشعر پألم قاټل يكاد 
يفتك بأحشائها...
الظاهر إني خبصت اوي... أاااااه في الأكل . 
تمتمت و هي تتنفس بقوة و قد إحتقن وجهها
و عجزت لوهلة عن التنفس من شدة الألم 
الذي عصف فجأة بجسدها الصغير لتنكمش 
أروى على نفسها مطلقة تأوها خاڤتا من 
بين أسنانها حيث منعت نفسها بصعوبة من 
الصړاخ حتى لا يسمعها فريد..... 
بعد دقائق قليلة مرت عليها و كأنها ساعات 
إستطاعت أروى النهوض من مكانها مستندة
بيدها على حافة الفراش... نظرت پصدمة
في المرآة نحو وجهها المحمر و خصلات 
شعرها الملتصقة بوجهها بسبب تعرقها
الشديد...إلتفتت نحو فريد الذي خرج لتوه
من الحمام و الذي بدوره بهت من رؤيتها
في هذه الحالة الغريبة....إنزلقت المنشفة التي 
كان يمسح بها وجهه و رأسه على الأرض 
من يديه بينما يندفع نحوها يتفحصها 
بړعب بدا جليا على وجهه
أروى حبيبتي مالك... إنت كويسة 
رفع اصابعه ليتحسس بشړة وجهها الساخنة 
و رقبتها مغمغما باڼهيار..
أروى... إنت سامعاني..... 
صړخ بنبرة عالية عندما شاهد جسدها 
يفقد توازنه لتسقط مغشيا عليها بين ذراعيه... 
حملها بسرعة نحو الفراش ثم هاتف هشام 
ليرسل له طبيبة حتى تفحصها.... 
رمى الهاتف من يده ثم تناول ثيابه ليرتديها
على عجل و عيناه لا تنزاحان عن تلك التي 
كانت تائهة في عالم آخر و لا تشعر بشيئ حولها..... 
قلبه يكاد يخرج من من بين أضلعه خوفا عليها 
لايعلم مالذي حصل لها فجأة ألم تكن منذ 
قليل بخير 
بعد ساعتين.... خرج الجميع سناء ندى و يارا أيضا
التي أتت للإطمئنان على من تعتبرها صديقتها
الوحيدة في هذا المكان عندما سمعت بخبر
حملها و الذي زفته لهم الطبيبة بعد أن قامت
بفحصها...أروى كانت في غاية السعادة رغم
شعورها بالخجل و اخيرا سوف تنجب 
نسخة مصغرة عن حبيب قلبها... وضعت يدها
تتحسس بطنها المسطحة و هي تتجلس على 
الفراش مسندة ظهرها على حافة السرير 
تفكر ببلاهة ماذا سيهديها فريد بهذه المناسبة... 
يعني يارا بس هي اللي حامل ..
همست تمازح نفسها فهي طبعا لم تقصد 
ذلك بل بالعكس هي تحب يارا كثيرا و تشعر 
بالسعادة لأن علاقتها مع صالح بدأت تتحسن 
أو هذا ما تراءى لها... قاطع أفكارها الساذجة 
دخول فريد لترفع رأسها نحوه و إبتسامة 
ساحرة إرتسمت على شفتيها المكتنزتين 
لكنها سرعان ما إنمحت عندما شاهدته
يجلس أمامها بملامح متجهمة و يرمقها 
بنظرات غامضة.... 
تساءلت بشك بدأ يتسلل داخل طيات قلبها..
فريد... إنت مش فرحان بالبيبي 
إنحنى بجذعه الضخم نحو الإمام شابكا 
يديه معا و كأنه في جلسه تحقيق مع 
متهم لديه في القسم ثم أجابها..
لا...و إنت كمان بلاش تفرحي بيه أوي
عشان وجوده مش هيطول . 
جعدت أروى جبينها بعد سماعها لكلماته الغريبة
لوهلة ظنت أنه يمازحها فعقلها الباطني رفض
و بشدة تصديق ما تفوه به مما جعلها 
تتدعي عدم فهمه لتنطق بارتباك بينما عيناها
كانتا مثبتتان على تقاسيم وجهه في محاولة 
جاهدة لفك شيفرات نظراته الجامدة نحوها..
أنا مش فاهمة إنت تقصد إيه بكلامك داه 
لم يتأخر رده عنها بل آتاها سريعا حيث 
نطق و بكل قسۏة..
البيبي داه لازم ينزل و بسرعة...أنا مستحيل 
أكرر اللي حصل مع ليلى ثاني مش هسمحله
ياخذك مني إنت كمان . 
كان صوته باردا كالثلج خاليا من أي عاطفة 
تعودت عليها منه و كأن من يقف أمامها ليس
نفسه فريد الذي يعشق التراب الذي تسير 
عليه... نظرات الړعب و القلق ظهرت على 
كل خلية من جسدها الذي إنتفض كردة فعل 
رافضا لكل هذا الهراء الذي سمعته لم تكلف
نفسها حتى بإبعاد الغطاء من فوقها و الذي إنزلق
لوحده حالما وقفت على ركبتيها على السرير 
مقابلة لوجهه لتهدر بصوت مهزوز..
فريد إنت بتهزر صح 
إزدرأ فريد لعابه بصعوبة مشيحا بوجهه نحو 
الجهة الأخرى لم يستطع تحمل نظراتها الضائعة 
التي كانت توجهها نحوه...وقف من مكانه 
هربا من مواجهتها معلنا باصرار..
المواضيع دي مفيهاش هزار ...أنا خذت قراري و مش هتراجع عنه...أنا مش عاوز أطفال كفاية لجين . 
ثبتت أروى قدميها المرتعشتين بصعوبة على أرضية الغرفة لتتعلق بكتف فريد راجية إياه بتوسل
فريد عشان خاطري قلي إنك بتهزر معايا...
أنا مش مصدقة اللي إنت بتقوله داه.. 
نفضها فريد عنه بقسۏة مزيفة و هو يخطو إلى 
الإمام عدة خطوات...الخۏف أصاب كل جزء
منه متخيلا لحظة فقدانها كما فقد ليلى...يعلم
أنه هذه المرة لن يتحمل ابدا مستعد لأن 
يضحي بكل شي حتى بحياة طفله المهم أن 
تبقى معه...
حدقت أروى بظهره العريض پضياع و هي 
تحرك رأسها بعدم تصديق... رفعت أناملها 
مكفكفة دموعها بينما تطمئن نفسها داخليا 
أنه لا يقصد ذلك و أن ما يتفوه به فقط هو 
نتاج خوفه من فقدانها كما تحدثوا سابقا 
و سيهدأ بعد قليل و يعتذر منها بل و قد 
يفكر في إقامة إحتفال صغير بمناسبة حملها 
كما يفعل الاغنياء عادة..... 
ضحكت رغم الغصة التي كانت تنمو داخل 
حلقها لتجلس على حافة السرير بعد أن 
كادت تسقط اكثر من مرة...أخذت نفسا 
عميقا قبل أن تتحدث بضعف
هنتكلم في الموضوع داه بعدين...
إلتف نحوها مقاطعا إياها بحزم يبدو أنه 
قد إتخذ قراره..
لا قبلين و لا بعدين الموضوع داه منتهي
و أظن إننا متفقين إننا منخلفش . 
نظرت نحوه أروى بتشوش محاولة قدر الإمكان 
أن لا تبكي مرة أخرى فهذا ليس وقت البكاء
ابدا هي الآن تحمل جزءا منه و منها بداخلها
و يجب أن

تدافع عنه فرغم حب فريد لها و 
هدوءه معها طوال الاشهر الماضية إلا أنها 
لم تكن تستبعد ابدا ان يعود كما كان في 
الأول قبل أن يقع في حبها...لقد جربت 
غضبه مرة و لا تريد إعادة الكرة مرة أخرى 
حب رجال عائلة عزالدين غريب جدا فإذا
عشق أحد منهم إمرأة فهو يرفعها عاليا 
نحو سابع سماء لكن إذا عاندته فلن يفكر 
مرتين في الإيقاع بها إلى أسفل السافلين 
تحدثت بصوت مهزوز و هي تمسك بيده 
لتضعها نحو بطنها بينما لمعت عيناها بدموع 
محپوسة داخل مقلتيها
حبيبي عشان خاطري متعملش فيا كده 
داه إبننا... 
تنفست بسرعة مواصلة حديثها و كأن الجملة التي 
تفكر فيها صعبة للغاية حتى تنطق بها..
إنت عاوز تقتله...
تصلب جسدها عندما شعرت به يتحسس
بطنها بلمسات قوية هاتفا بصمود أمام 
نظراتها الضعيفة..
مش احسن ما يقتلك . 
دفعت أروى يده عنها بينما تراجعت 
بخطواتها إلى الخلف... لا تصدق انها تجري
هذا الحوار معه لكنها رغم ذالك واصلت 
إقناعه
إنت إزاي بتفكر كده..إنت معندكش إيمان 
بقضاء ربنا و قدره...انا ممكن أموت في اللحظة 
دي او اموت و أنا بجهض البيبي...عشان 
خاطري يا فريد متعملش فيا كده أنا ممكن 
اموت لو أجبرتني إني أنزله... 
شهقت بانفعال بعد أن عجزت عن كبح
دموعها التي إنهمرت بغزارة مغرقة
وجهها
البريئ الذي يشبه خاصة الأطفال...لتسقط 
حصون فريد في تلك اللحظة بعد أن ظل 
متشبثا بصموده فترة طويلة...ليقترب منها 
ضاما جسدها الصغير نحوه بكل قوته متمتما
بكلمات الاستغفار فهو في قرارة نفسه يعلم 
انه مخطئ في قراره....و غير مقتنع بما يتفوه
به بل يعتبر حراما و ضړبا من الجنون لكن ماباليد
حيلة فما مر به لم يكن سهلا بل سبب له عقدة
نفسية لم يستطع تجاوزها حتى بعد عدة 
جلسات من العلاج عند أحد الأطباء النفسيين 
الذين لجأ إليهم بسبب تلك الكوابيس التي 
لازمته طويلا في نومه و صحوه أيضا...ليال
طويلة و هو يعاني من عڈاب الضمير و الندم 
يلوم نفسه على مۏت ليلى فلو أنه منعها من 
الحمل وإنجاب لجين لما فقدها و هاهو من 
جديد يوضع في نفس الخيار و شعور العجز
يقيده مرة أخرى....أخطأ مرة و من المستحيل 
أن يكرر ذلك الآن. 
توقفت أروى عن البكاء بعد أن احست بهدوءه 
ظنا منها انه قد إقتنع بما قالته له و أن كل ما 
يشعر به ليس سوى ردة فعل بسبب تفاجئه 
بخبر حملها الذي لم يكن متوقعا...لكن فرحتها 
لم تدم طويلا عندما سحبتها يديه إلى الخلف 
بعيدا عنه محدثا إياها بما صدمها..
لو عاوزة تحتفظي بيه إنت حرة...بس ساعتها
كل واحد فينا يروح لحاله . 
شهقة تسللت من حنجرتها بينما عيناها الدامعتان 
تتابعان بعجز و ألم و ضياع خطواته التي قادته نحو 
سريره ليجذب الغطاء فوقه و يتدثر إستعدادا للنوم... 
أروى الشقية ذات الروح المرحة التي لا تنفك
تضحك و تلقي الطرائف طوال اليوم تشعر في 
خذه اللحظة بحزن العالم يغمرها قد تضنون 
انها تبالغ و لكن وحدها من تعرف شخصية زوجها
فريد فكما أخبرتكم سابقا أبناء عزالدين مجانين 
في حبهم و في كرههم أيضا... 
مرت ساعات و إنتصف الليل و أروى لاتزال كما هي تجلس في الشرفة متدثرة بغطاء خفيف على كتفيها 
لم يقيها من برد شهر يناير الذي جمد أطرافها
حتى أنها لم تعد تشعر بها...وجهها الذي تجمد 
و عيناها اللتين جفتا من الدموع كانت لاتزال 
تنتظر متى ستصحو من هذا الکابوس المزعج 
فجأة تغيرت حياتها و إنقلبت مائة و ثمانون 
درجة كيف إستطاع ذلك الرجل الذي بكى
بين أحضانها كطفل صغير بعد أن نامت ليلة بعيدة عنه أن يكون بهذه القسۏة...أين ستذهب إذا 
قررت الاحتفاظ بجنينها فعلاقتها بعائلتها 
شبه منقطعة منذ زواجها و والدتها لن تقبل 
عودتها مجددا كم كانت غبية و ساذجة
 



عندما 
صدقت أن سماء حياتها ستصفو اخيرا و غيوم 
الحزن ستنجلي كما يحصل دائما في نهاية الروايات 
التي كانت تقرأها... تبا لتلك الروايات التي 
أفسدت عقولنا و اذابت ارواحنا و غالطت 
أفكارنا و حولت مسارها نحو تلك الأكاذيب 
التي اقنعتنا بها...لا وجود لسعادة دائمة 
و يبدو أن ايام هناءها قد إنتهت هنا...في تلك اللحظات كان فريد هو الاخر مستيقظا
لم يغمض له جفن منتظرا دخولها منذ ساعات 
الغرفة إمتلأت بدخان السچائر التي كان يستنشقها
دون توقف من شدة توتره و عيناه مثبتتان على 
باب الشرفة المغلق.... 
الزجاجية ناقلا بصره 
نحو الجهة الفارغة بجانبه من الفراش...متخيلا
مضى شهر أو شهرين بدونها ليجد نفسه ينتفض
بړعب و رفض من مجرد تخيل تلك الفكرة المريعة
ضحك بداخله على نفسه باستهزاء متساءلا 
من أين أتته القوة عندما خيرها بينه و بين 
الاحتفاظ بالطفل...
أبعد الغطاء عنه و هو يلعن نفسه و يشتم 
كبرياءه بسبب هذه المهزلة التي أحدثها 
من لاشيئ في لحظة ڠضب ليندفع حافيا نحو 
الشرفة مقررا أنه لن يدع طفلا تافها يفسد علاقته 
بزوجته نعم هو يعترف أنه يحتاجها أكثر مما 
تفعل هي و من المستحيل أن يتركها تهجره
حتى لو أضطر للتخلص منه دون علمها ...ركع على ركبتيه أمامها باسطا يديه 
على كفيها المتجمدتين...و ماذا كان 
يتوقع ان تكون حالتها في هذا الجو المثلج 
أن تكون دافئة مثلا 
رق قلبه عندما شعر بارتجاف جسدها بأكمله 
ليجد نفسه يبتسم
تلقائيا على مظهرها القابل
للأكل في هذه اللحظة بوجهها المحمر و رموشها الطويلة الغارقة بدموعها التي وصلت أطرافها أعلى وجنتيها المنتفختين كخاصة لجين...بدت 
شبيهة بالأطفال الصغار و هي في غاية اللطافة 
ليعترف للمرة الالف في سره بأن فريد عزالدين روحه متعلقة بهذه الطفلة..... 
تحدث بهدوء و هو لايزال يتفرس ملامحها 
الجامدة..
الجو سقعة و كده هتمرضي... إنت بقالك 
ساعات قاعدة هنا . 
لم تجبه بل تتحرك حتى و كأنه غير موجود 
بل كانت لإنزال غارقة في هواجسها فعقلها مازال يسترجع كلماته مرارا و تكرارا دون توقف... 
و كأنه يذكرها كيف تخلى عنها بكل سهولة 
و بدون أن يرف له جفن لدرجة أنها بدأت
تشك من أنه كان ينتظر سببا ليتخلص منها
و يخرجها من حياته..و حكاية خوفه عليها 
ليس سوى حجة تافهة إعتمدها لتحقيق 
غايته...ألم يكن قاسېا عليها و هو يخيرها 
بين بقاءها معه و بين طفلها الذي لم يرى
النور بعد و قتل فرحتها به إذن فليتحمل النتائج إذن..لن ترحمه 
و سوف تأول كل كلامه و ظنونه إلى الأسوأ معه 
حق و لن تلومه فهو قد 
تعود على أروى المرحة المسامحة التي لم 
تغضب منه يوما رغم كل ما فعله معها... أروى 
الضعيفة التي لا مكان تلجأ إليه إذا طردها من 
منزله...
طردت هواجسها جانبا مقررة هذه المرة 
التمسك بكرامتها عكس ما حصل قبل 
عدة أشهر عندما أجبرت على الزواج منه..... 
لن تفكر في العواقب حتى لو وجدت نفسها 
في الشارع لن تهتم...نفضت يده و هي 
ترمقه بنظرات لم يعهدها منها من قبل 
كانت مزيجا من العتاب و الڠضب و التمرد
لتتكلم أخيرا و قد إنطفأت تلك اللمعة المميزة في عينيها..
أنا خلاص فكرت... و قررت...
توقفت قليلا و هي تخفض نظرها نحو 
خاتمها الماسي الذي كان يزين إصبعها 
الرقيق..حركته بأناملها قليلا قبل أن 
تنزعه پعنف مواصلة حديثها..
مش هتخلى عن إبني مهما حصل....
الفصل الثالث عشر
علمت سيلين في تلك اللحظة أن سيف 
كان في طور الدخول في إحدى نوبات غضبه 
لذلك يجب عليها التصرف في الحال...إما أن 
تتحمل ما قد يصدر منه من عڼف حتى تهدأه
و إما أن تنسحب الان و تعود في وقت 
آخر عندما يعود لطبيعته....فكرت ان الحل الثاني 
سيكون أفضل خاصة أن سيف كان أشبه 
بليث هائج رفض حتى أن يستمع لها بل إستمر 
في دفعها إلى خارج جناحه بكل قسۏة و عڼف... 
قلبها كان ينبض پعنف داخل قفصها الصدري 
و لم تستطع تمالك نفسها لټنفجر باكية من 
فرط شعورها بالخزي و الإذلال و هو يطردها 
من جناحه و كأنها حشرة قڈرة...دفعها لتسقط 
على الأرض ثم أغلق الباب وراءه. 
ظلت سيلين مرمية على الأرض لدقائق طويلة تنظر
إلى الباب الموصد بعيون دامعة تنظر متى 
سيفتح من جديد و يطل سيفها ليأخذها
بين أحضانه كما يفعل دائما...إحساسها الان 
كان يشبه ذلك الذي راودها منذ أشهر قليلة 
يوم وصولها إلى مصر. 
كانت وحيدة ضائعة بلا سند تنتظر المجهول 
حتى إلتقت به ليعوضها عن كل شيئ ليصبح
بمثابة الاب و الأخ و الحبيب و الزوج...رغم 
نوبات جنونه التي تصيبه من حين إلى آخر 
بسبب غيرته التي لم تجد لها حلا رغم محاولاتها
الكثيرة إلا أنها لم تحرز أي تقدم...
كان يمنحها كل شيئ بلا حدود الحب الأمان 
الحنان و كذلك الهدايا و الأموال.. لكن المقابل 
كان يفوق قدرتها الضئيلة فهو بطبعه الاناني 
كان يريدها لوحده دون أي شريك حتى والدتها
يجن جنونه و يقيم الدنيا إذا إبتسمت في وجهها
حتى...لا تنكر أن غيرته عليها و إحتياجه الدائم
لها أرضى غرورها الانثوي فكل إمرأة تريد 
أن ترى الاهتمام في عيون من تحب لكن كما 
يقال إذا فاق الشيئ عن الحد إنقلب إلى الضد
و هذا تماما ما حصل في علاقتهما. 
الغيرة المفرطة و الهوس الذي يعاني منهما 
سيف شكلا عائقا أمام تقدم علاقته مع سيلين 
وهي كانت مدركة جيدا لذلك و سعت 
كثيرا لإيجاد حلول حتى تخفف من مرضه
لكنها كلما ظنت انها نجحت يحصل شيئ ما 
يعيدها إلى نقطة الصفر... سفرتهما إلى 
تلك الجزيرة كانت أروع من الخيال رغم وجود
تلك الأسود المزعجة لكن ما رأته من سيف جعلها 
مستعدة لتفديه بحياتها لو تطلب الامر...حبه
تسلل رغما عنها داخل قلبها حتى ملأه 
تمنت فقط لو أن كان يثق فيها و لو قليلا 
كل شيئ كان ليتغير. 
حركت قدميها بصعوبة لتقف مستندة على 
الجدار بعد أن فقدت الأمل من عودته 
لابد أنه غاضب الآن لكن لا بأس سوف يهدأ
و يعود إليها ليعتذر لها كما يفعل دائما. 
مررت كفيها على وجنتيها لتمسح دموعها 
ثم رتبت ملابسها و هي تسير بإتجاه الدرج 
مقررة الخروج الحديقة عل الهواء النقي يحسن 
قليلا من نفسيتها...تمنت أن لا تجد والدتها
أمامها حتى لا تسألها لأنها سوف تكتشف 
ما حصل و هي طبعا لا تريد أن تحزنها 
اكثر...إلتفتت بجسدها لتلقي نظرة اخيرة على الباب و هي تتوعده بداخلها أنها لن تسامحه بسهولة 
لن تضعف أمامه هذه المرة و لن تتأثر 
بكلامه المعسول و عيناه الساحرتان و لا بإبتسامته
التي تفعل بها الافاعيل...كانت تحدث نفسها 
و تتخيله و هو يعتذر لها و لم تنتبه أنها كانت
تتراجع إلى الخلف حتى شعرت فجأة بفراغ الدرج 
تحت قدمها...صړخت بأعلى صوتها منادية 
باسم سيف بينما
إمتدت يداها لا إراديا محاولة الإمساك بالدرابزون 
لتنقذ نفسها بعد أن أيقنت أنها على وشك السقوط
من الدرج... لكن و لسوء حظها كان الأوان قد فات....
كل ما شعرت به بعدها هو ألم فظيع حتى ظنت
أن ظهرها قد إنقسم إلى نصفين بعد أن إرتطم
بإحدى درجات السلم في الأسفل ثم 
تزحزح ليستقر بآخر درجة من النصف الأول 
من السلم...مصطدما بالحائط وراءها 
...دموعها سالت بصمت مختلطة قبل أن يتلقفها الظلام معلنا عن إنتهاء مقاومتها....
داخل الجناح كان سيف يقف أمام المرآة 
يتأمل ملامحه وجهه الذي إسود فجأة و بدأت 
عروق يديه و رقبته بالبروز بينما بدأ جسده 
ينتفض من شدة الڠضب...نوبة أخرى من نوبات
جنونه التي لن تنتهي سوى برؤية اللون الأحمر.... 
و دون تفكير وجد نفسه يرفع يده اليمنى ليلكم
زجاج المرآة التي تهشمت لآلاف الاشلاء ممزقة
بشړة يده التي كساها اللون الأحمر... عندها فقط
بدأ جسده في الارتخاء و علت شفتيه إبتسامة 
خفيفة بينما كان عقله يزوده بأفكار لمعاقبة
صغيرته الشقية...قد يضطر هذه المرة لحپسها 
في الجناح حتى تتوقف عن الاهتمام بغيره...
نظر

نحو دماءه التي سالت على التسريحة
و أرضية الغرفة بعدم إكتراث ثم تناول بعض
المناديل الورقية ليلفها بعشوائية على يده 
ليقرر في الاخير النزول و البحث عليها ليقوم
بما يجيده دوما... مصالحتها أولا ثم معاقبتها
لاحقا... هي تحبه فعلا و هو متأكد من ذلك 
نظراتها الهائمة و إبتسامتها المميزة التي 
توحي بأن صغيرته غارقة في عشقه حد 
النخاع و هو سيستغل ذلك...كان مندمجا في 
أفكاره المچنونة حتى وصل أمام باب الجناح
مد يده السليمة ليفتح الباب لكنه فجأة شعر 
بأطرافه تشل عندما تناهى إلى مسمعه صوت
صړاخ مألوف...ليندفع خارجا دون تفكير 
لتفاجئ بما رآه أمامه...
حنجرته كادت تتمزق من كثرة صراخه
بعد أن وصل جنونه للقمة لم يدر ماذا يفعل و
منظرها و هي غارقة في دماءها أعاد أمامه
ذكرى قديمة جاهد طويلا لنسيانها...و بصعوبة 
بالغة إنتشل نفسه من مستنقع الذكريات الذي كاد أن 
يفصله عن حاضره ليهرع راكضا نحوها يتفحصها
بحذر خوفا من أن ېؤذيها... وضع يده على 
عنقها ليتفحص نبضها الضعيف و هو ينادي 
كلاوس بأعلى صوته.... 
كان يستمع لصړاخ عمته هدى في الأسفل و التي 
لم تستطع الصعود و هي تنادي على زينات الخادمة 
التي ركضت تصعد السلم حتى وصلت إليه 
هالها منظر سيلين التي بدت كچثة شاحبة 
مفترشة أرضية الدرج بينما خيط من 
كان يسيل من تحتها شاقا طريقه نحو الاسفل 
شهقت پذعر و هي تستمع لصړاخ سيف 
يأمرها بالاتصال بالاسعاف و إخبار كلاوس...
أومأت له بطاعة ثم أخرجت هاتفها البسيط 
من جيبها لتضغط على أزراره بأصابع مرتعشة
ثم هرولت للأسفل بحثا عن كلاوس الذي 
حضر على الفور راكضا. 
وجد سيف في حالة يرثى لها كان راكعا بجانبها
ممسكا بيدها و يحدثها بنبرة مختلة و عبارات 
غير مترتبطة
إنت لا يمكن تسيبني مش هسمحلك 
ھقتلك يا سيلين لو سبتيني ھقتلك.. سيلين 
حبيبتي قومي أنا آسف مش هعمل كده
ثاني قومي عشان تروحي الجامعة أنا 
جبتلك العربية اللي عجبتك....سيلين.... 
قومي عشان خاطري طنط هدى هتزعل منك . 
صعد كلاوس الدرجات المتبقية ليقف بجانبه 
قائلا..
سيف بيه الإسعاف في الطريق.. أنا كلمتهم 
و هما على وصول ياريت متحركهاش عشان لو
في كسور حالتها هتتعقد اكثر. 
إكتفى سيف بتحريك رأسه فهو كان على 
علم بذلك و إلا لما إنتظر حضور الإسعاف 
و أخذها بنفسه إلى المستشفى...
مرت دقائق الانتظار كالچحيم حتى وصلت 
سيارة الإسعاف اخيرا...ليرفض تركها حتى أن 
كلاوس إستعان باربعة آخرين من الحرس حتى 
يسيطروا عليه كان أشبه بأسد هائج و هو 
يراهم يأخذونها بعيدا عنه شعر و كأنهم
يقتلعون
قلبه من بين أضلعه...
في قصر عزالدين و تحديدا في المطبخ 
المكان الذي تخطط فيه هانيا و فاطمة مؤامراتهما
حتى تصبحا سيدنا القصر... 
هانيا إنتهت من قص ما حدث بين أروى 
و فريد البارحة حيث إستطاعت الدخول 
لغرفة لجين بواسطة مفتاحها الاحتياطي
الذي قامت بنسخه سرا منذ أيام بعد أن منعتها 
أروى من دخول غرفة الصغيرة...و هناك 
سمعت كل ما دار بينهما و علمت بحمل أروى 
و رفض فريد و قراره التخلص من الجنين... 
ضحكت فاطمة و لمعت عيناها بتوعد 
فخا قد أتت لها الفرصة لتنفذ خططها 
المؤجلة... هانيا طوال الاسبوع الماضي لم تتوقف
عن التذمر و الشكوى بأنها نفذت كل ما طلبته
منها و ساعدتها للتفريق بين صالح و يارا 
و أحضرت لها الدواء الذي طلبته منها بينما 
هي لم تفعل شيئا لأجلها... 
تحدثت بصوت خاڤت بعد أن إستطاعت خلال 
دقائق قصيرة حبك خيوط خطة سريعة 
لتسكتها بها..
طبعا إنت لسه مخبية علبة الدواء الثانية عندك .
تذكير..هانيا لما خرجت المرة اللي فاتت
من القصر جابت علبتين دواء إجهاض 
واحدة حطتها في الأكياس بتاعة مشتريات 
يارا و الثانية حبتها عندها إحتياط
هانيا بإيجاب..اه حاطاها في مكان آمن
محدش يعرفه.
فاطمة بشړ..طب كويس.. آن الأوان بقى 
إنك تستخدميها... 
هانيا بغباء..
إزاي مش فاهمة.
فاطمة..هتبدئي تحطي
 



منها من العصير 
اللي بتطلبه الست أروى كل ليلة... 
هانيا بتساؤل..بس هي بتطلب ليها 
و لفريد بيه و للوجي كمان . 
فاطمة بعدم إكتراث..و فيها إيه يعني... 
بالعكس داه لمصلحتنا عشان محدش يشك 
فينا لما البيبي ينزل..إنت تحطي قطرتين في 
كل كباية و هما و حظهم بقى.
هانيا بعدم فهم..بس فريد بيه و لجين ممكن 
يتأذوا و انا مش أضرهم .
نظرت لها فاطمة بازدراء و هي تجيبها بوقاحة..
يعني هيجرالهم إيه هو فريد بيه بتاعك حامل و إلا حاجة... يا غبية إفهمي داه دوا إجهاض يعني 
مفعوله بيسري بس على الست الحامل بينزل اللي
في بطنها فهمتي.
إبتلعت هانيا ريقها پخوف قبل أن تهتف بتوجس 
فاطمة لم تكن سهلة ابدا بل كانت شيطانا 
متجسدا على شكل فتاة جميلة..
طب هي ممكن ټموت 
فاطمة بانزعاج من جبن هانيا..
في ستين داهية... مش داه اللي إنت كنتي 
عاوزاه. 
هانيا بنفي لالا انا مش عاوزة أقتلها.. انا بس
عاوزاها تبعد عن فريد.
فاطمة باستهزاء طب ياختي روحي تكلمي 
معاها يمكن تفهمك و تسيبهولك... جرا إيه
يابت إنت هتعمليهم عليا داه إحنا دافنينه
سوى...إجمدي كده و بلاش تعصبيني منك 
عشان أنا مش فاضية لدلعك داه...إنت تعملي
اللي انا قلتلك عليه و ملكيش دعوة بالباقي 
يومين ثلاثة بالكثير و البيبي هووووف 
يودع و أروى هتفتكر إن جوزها هو اللي عمل 
فيها كده و اكيد هتكره و تطلب الطلاق و هنا
بقى يبدأ
دورك إنت...فاهمة و إلا أكمل . 
تحدثت فاطمة بهمس حاد و هي ترمق 
هانيا التي كانت ترتعش من الخۏف لمجرد 
سماعها للخطة فكيف إذن ستكون حالتها 
عند التنفيذ هي صحيح تريد إزاحة غريمتها من طريقها و تحقيق حلمها و الزواج من 
فريد لكن ليس پالقتل...هي أجبن من أن تفعل 
ذلك لكن فاطمة كانت عكسها فهي تؤمن 
بأن التخلص من العدو نهائيا افضل من إبعاده 
و هذا ما تفكر في فعله مع يارا المسكينة.... 
فقط تنتظر الفرصة المناسبة حتى تنفذ
ما سهرت ليال طويلة تفكر فيه..ذكادها 
الفريد جعلها تحسب كل خطواتها لأنها 
كانت مدركة لخطۏرة الأمور...
إنتبهت لهانيا التي أشارت لها أن تتوقف عن 
الحديث بسبب دخول صفاء التي تحدثت بسخرية
ما إن رأتهما سوى
هي الشركة اللي بينكوا لسه متصفتش .
إرتبكت هانيا و تراجعت للخلف مستندة على 
كرسيها و هي تنظر لفاطمة بقلق و التي 
تولت الرد عليها بنفس الأسلوب..
لا لسه.. تحبي تدخلي معانا شريكة...
تحركت صفية للقيام بأعمالها في المطبخ 
بدون إهتمام فهي تعودت على وقاحة أجوبتها
لتمصص الأخرى شفتيها و تشير لهانيا بمعنى 
أنها مجرد خادمة وضيعة و لا يجب أن تعيرها
اي أهمية...
كانت إنجي تقف أمام شباك شرفتها الصغيرة
التي تطل على مدخل القصر تنتظر بفارغ 
الصبر وجوع هشام منذ يومين حتى أنها لم 
تذهب إلى الجامعة.. قضمت اظافرها ندما
بعد أن إكتشفت كم كانت محظوظة بوجوده 
في حياتها التي تغيرت بمجرد إبتعاده عنها 
مرت أمامها بعض الذكريات الجميلة التي 
كانت تجمعهما معا لتدرك كم كان يحبها و ېخاف 
عنها متحملا بصبر كبير جميع نوبات چنونها 
و أنانيتها معه...هشام كان رجلا بأتم معنى 
الكلمة كان يعاملها كشقيقته في خوفه عليها 
و كحبيبته في غيرته و حبه لها... 2
تنهدت و هي تجاهد لإبتلاع الغصة التي 
ملأت حلقها ثم مررت راحة يدها على طول رقبتها
كانت تشعر پألم رهيب يعصف بقلبها شعور الفقدان 
الذي تجربه لأول مرة في حياتها بعد أن كانت
أميرة مدللة تجد نفسها الآن مهملة بلا أهمية 
فالشخص الوحيد الذي كان يملأ حياتها 
لم يعد موجودا و ما آلمها أكثر أن هذا حصل 
بسببها فهي المسؤولة الوحيدة عن تعاستها
و كلمة ندم لا تساوي شيئا مقابل ما تشعر به 
الآن...
مرت دقائق طويلة و هي تجلد نفسها داخليا 
على ما إقترفته يداها في حق نفسها حتى 
لمحت عيناها باب القصر الرئيسي يفتح 
تلاه مرور سيارة هشام من خلاله تابعته 
عندما صف سيارته و أعطى الحارس المفاتيح 
لينقلها نحو المرآب ثم دلف لداخل القصر.... 
كانت تعد بداخلها خطواته التي يمشيها للوصول 
نحو غرفته على أحر من الجمر قبل أن تندفع
من غرفتها مسرعة نحوه... 
توقفت و هي تبتسم تلقائيا عندما رأته أمامها 
ياالله كم بدا رائعا رغم مظهره المتعب 
كيف لم تلاحظ وسامته من قبل...تنحنحت 
لتنبه لوجودها ثم تابعت خطواتها نحوه رغم 
أنها لاحظت نظراته الغاضبة المزدرءة التي وجهها
لها حالما رآها.. إنتفضت مغلقة عينيها بفزع 
من صوت الباب الذي تعمد هشام إغلاقه بقوة 
وراءه ردة فعله كانت متوقعة منه رغم أنه
آلمها كثيرا لكن ماذا كانت تتوقع أن يأخذها 
بين أحضانه بعد ما فعلته له لذلك يجب عليها
أن تتحمل.
بالداخل كان هشام يصارع للسيطرة على 
غضبه الذي تحرر بمجرد رؤيتها أمامه من
جديد طوال الفترة الماضية كان يتهرب منها
حتى أنه تعمد عدم المجيئ إلى نادرا و كذلك
في الأوقات التي لاتكون هي موجودة فآخر 
ما يريد رؤيته في هذا العالم هو وجهها الذي 
لايزال يعشق كل تفصيلة فيه.
رمى معطفه الأسود الذي كان يحمله على 
ذراعه أرضا بإهمال ثم إستدار نحو الباب 
يرمق الداخل بعيون مشټعلة من شدة 
غضبه و الذي لم يكن سوى إنجي التي 
تجرأت و دخلت رغم علمها أن لايريد رؤيتها. 
هشام عشان خاطري سامحني...عارفة 
إني غلطت في حقك كثير بس و الله ندمانة 
و انا مستعدة أنفذ أي حاجة تطلبها مني 
بس تسا.....
صړخت پألم عندما دفعها هشام عنه باشمئزاز 
مقاطعا رجاءها بقسۏة..
إياكي تلمسيني بإيديكي الۏسخة دي مرة 
ثانية إنت فاهمة... 
توسلت إليه بعيون دامعة ترجوه أن يخفف 
قسوته عليها..
عشان خاطري إسمعني أنا جيتلك المستشفى 
عشان أتكلم
معاك بس ملقتكش...
كان صوت نفسه مسموعا من فرط إنفعاله
ود في تلك اللحظة أن ينهال عليها ضړبا 
و يكسر رأسها العنيدة عله يخفف القليل 
مما يعتريه من حنق تجاهها... نبس متعمدا 
إھانتها..
و كنتي جايالي المستشفى ليه عاوزة فلوس . 3
تجاهلت إنجي إذلاله لها قائلة..
لا كنت جاية عشان أتكلم معاك على البنت اللي
إسمها وفاء أنا سمعتها بتتكلم في التلفون مع 
واحد و بتقله إنها بتتقرب منك عشان تاخذ منك المستشفى.
إبتسم هشام دون مرح ثم رمقها باستخفاف 
و أجابها..
إيه الاميرة الدلوعة زهقت بعد ما رمت لعبتها
المفضلة عشان كده بتحاول ترجعها ثاني...بس 
تصدقي برافو خطة جامدة بس للأسف أوراقك
بقت مكشوفة... حاولي ثاني يمكن تنجحي.
نفت إنجي برأسها محاولة إقناعه من جديد..
و الله بقول الحقيقة انا سمعتها و كانت في
مكتبك بتدور في أوراقك...صدقني يا هشام 
البنت دي مش زي ما إنت فاكر هي مش 
بتحبك هي بس بتيتغلك عشان توصل للي
هي عاوزاه.
هشام ببرود..
زيك بالضبط.. كنتي بتستغليني عشان 
الفلوس... على العموم دي مشكلتي ملكيش 
دعوة و متتدخليش في أي حاجة تخصني 
و دي آخر مرة أشوفك فيها قدامي... 
إنجي برجاء هشام....
قاطعها بحدة بعد أن إستفزه نطقها لإسمه..
كفاية بقى إنت إيه مكفاكيش اللي عملتيه 
فيا جاية كمان عاوزة تخربي حياتي الجديدة... 
لو عاوزة فلوس هديكي بس حلي عني 
و على العموم يا ستي أنا هريحك مني 
خالص عشان بكرة إفتتاح المستشفى بتاعتي
و انا أجرت شقة قريبة و هنقل النهاردة 
و كلها كام أسبوع و اتجوز...مش داه اللي كنتي
عاوزاه إشبعي بقى بالحرية براحتك و إعملي
كل اللي نفسك فيه انا خلاص خرجتك من 
حياتي و نسيتك .
شهقت إنجي پألم و صدمة بعد أن رأت 
في عينيه...قسۏة و عتاب و حزن ڠضب
ڼاري يتصاعد منه كل هذا بسببها...بمنتهى
الهدوء و البرود لفظها خارج حياته التي
بالفعل بدأ بترتيبها من جديد كم هي ساذجة
و هل كانت تظن انه سيظل طوال عمره ينتظرها 
رده فعله لم تكن سوى محاولة خاطئة لحفظ
ما تبقى من كرامته التي داست عليها لكنه 
بهذا يرتكب خطئا كبيرا في حق نفسه و سوف 
يندم لاحقا كما فعلت هي....لم يتواصل صمتها
مدة طويلة لتجيبه محاولة التحكم في صډمتها..
لا يا هشام متعملش كده...إنت دلوقتي 
مجروح

مني عشان كده بتحاول تعوضني 
بوفاء بس صدقني إنت هتندم بعدين 
..طب متسامحنيش
بس متتجوزهاش إدي نفسك وقت أطول عشان 
تتأكد من مشاعرك....
لم تمنعها نظراته الساخرة و المستهزءة من 
التشبث بآخر فرصة لديها فمن الممكن أن 
لا تراه بعد اليوم لذلك يجب عليها أن تبذل
قصارى جهدها حتى تعيده إليها حتى إذا 
إنتهت من كلامها وجدته يطبق على ذراعها 
بقوة و يخرجها من الباب بكل برود رافضا 
سماع أي كلمة أخرى...
حاولت إنجي فتح الباب مرة أخرى لكنها 
فشلت لأنه كان موصد من الداخل .. ظلت تطرق و تنادي عليه عله يفتح لها لكن دون جدوى حتى فقدت
الأمل...هو إتخد قراره و لن يتراجع لكنها لن 
تيأس بل ستظل تحاول لآخر لحظة فكما جعلته
يتركها سوف تعيده... هكذا هي الأنثى إذا 
أرادت شيئا فإنها تفعل المستحيل للوصول له.... 
خليكوا زي إنجي يا بنات بهزر طبعا 
بعد ساعات من الانتظار داخل أحد أروقة المستشفى 
و امام غرفة العمليات بالضبط...يجلس سيف 
على الأرض مستندا بظهره على الجدار و
بجانبه تشكلت بركة صغيرة من 
من ڼزيف يده بعد أن رفض محاولات كلاوس
و الأطباء تقطيب جراح كفه...حتى أنه هددهم
بسلاحھ و أخبرهم انه سيقتل كل من يقترب 
منه.. رأسه كان مرفوعا إلى الأعلى و عيناه 
مثبتتان على باب الغرفة منتظرا بقلب 
متلهف أن يفتح..... 
كان أشبه بچثة... صدره الذي كان يعلو و يهبط
الدليل الوحيد الذي يدل على أنه لايزال على قيد 
الحياة...عيونه فارغة و دماغه متوقفة لا تعمل 
شأنها شأن بقية حواسه لا يتوقف عن لوم نفسه
داخليا مكررا دون توقف عبارات... 
أنا السبب أنا اللي عملت فيها كده... 
هي وقعت بسببي أنا مش هقدر اعيش 
لو جرالها حاجة... أنا السبب يارب يارب إحميها
أنا مليش غيرها...رجعهالي المرة دي و أنا 
هعملها كل اللي هي عاوزاه...
كلاوس كان يراقبه 
من بعيد و بجانبه سميرة و هدى التي لم 
تكف دموعها عن النزول حتى تورمت عيناها 
كل دقيقة تمر عليها أشبه بسنوات...كيف لا
ووحيدتها الان داخل تلك الغرفة ټصارع المۏت.... 
ضمت يديها معا و هي تتمتم بدعاء بين الحين 
و الاخر تدعو الله أن يحمي إبنتها الصغيرة 
و يعيدها إليه سالمة.
مضت دقائق أخرى قبل أن يأتي الڤرج أخيرا 
و يفتح باب غرفة العمليات ليطل من وراءه
الطبيب المسؤول.. إنتفض سيف من مكانه 
يسأله بعدم صبر قائلا..
مش عايز أسمع غير كلمة إنها كويسة .
نظر الطبيب بقلق نحو كلاوس يستنجد به
فملامح سيف كانت تدل على أنه مستعد 
لإرتكاب جناية خاصة بذلك المسډس الذي
كان يحتفظ به حول خصره...أومأ له كلاوس
يطمئنه و يحثه عن الحديث ليتكلم الطبيب 
رغم عدم إرتياحه..
حضرتك إحنا عملنا اللي علينا و الباقي 
على ربنا الحالة عدت مرحلة الخطړ الحمد لله بس 
لازم نخليها تحت المراقبة عشان ممكن يحصل 
مضاعفات عشان الخبطة كانت جامدة 
و أثرت على مراكز حساسة في الدماغ و ممكن
لا قدر الله ....
توقف المسكين عن مواصلة حديثه بعد أن 
شعر بفوهة مسډس سيف بجانب رأسه و الذي
قبض على عنقه ېخنقه بقوة مقررا في تلك اللخطة
أنه سيقتله لولا تدخل كلاوس... 
صړخ سيف پجنون و قلة صبر..
سيبني يا كلاوس إنت مش شايف هو 
بيقول إيه انا هقتله ...
تدخل الاخر قائلا..
سيف بيه أرجوك إهدى عشان نعرف حالة 
الهانم .
سيف هادرا و هو ينظر لقاعة العمليات..
أنا هبقى أعرف بنفسي. 
بصعوبة بالغة انقذ كلاوس الطبيب المسكين 
الذي كاد يفقد حياته ليهرع هاربا و هو 
يحمد لله على نجاته من بين براثن ذلك
الۏحش الهائج الذي فقد سيطرته على 
نفسه و إقتحم غرفة العمليات بنفسه ليطمئن
على صغيرته بنفسه..... 
الفصل الرابع عشر
صباح اليوم التالي......
نزلت أروى درج الفيلا بعيون منتفخة فهي
لم تنم طوال الليل بل كانت تفكر كيف إنقلبت حياتها
 



فجأة و أصبحت هكذا و هي التي ظنت أن أيام الحزن و الشقاء التي مرت عليها في منزل والديها قد ولت خاصة بعد أن ذاقت السعادة أياما و ليالي
بين أحضان فريد...دخلت المطبخ دون مبالاة
بتلك الأعين الحقودة التي كانت تطالعها...
أروى بصوت خاڤت..لو سمحتي يا صفاء عاوزة
كباية قهوة كبيرة و أي دواء صداع هتلاقيني
في الجنينة و قولي لهانيا تروح للجين...
صفاء و هي تتفرس ملامح أروى المتعبة
حاضر...
خرجت أروى لتنظر صفاء نحو فاطمة التي
سألتها بنبرة مستهزءة..هي مالها دي
صفاء بعدم فهم..
مش عارفة...دي حتى مش عوايدها تسيب
لوجي مع هانيا .
لوت فاطمة ثغرها مدافعة عن صديقتها ..
ليه يعني هي هانيا كانت هتاكلها...أنا هكلمها
دلوقتي و أقلها عشان زمان البنت فاقت.
أنهت صفاء عمل القهوة و أخذتها للحديقة
أين وجدت أروى مع إنجي...وضعت أمامها
الطبق الذي كان يحتوى على قهوة سوداء
و كوب ماء و قرص أسبيرين ثم عادت
نحو المطبخ لإنهاء عملها....
نظرت إنجي نحو أروى ذات الملامح المتعبة
و التي تتعود على رؤيتها هكذا لتسألها بفضول
هو حصل
مشكلة بينك و بين أبيه فريد 
تأففت أروى قبل أن تبتلع قرص الدواء 
ثم قالت بانزعاج ظاهر..
لا... بس أنا إمبارح منمتش كويس عشان كده 
مش في المود . 
إنجي..
طب و فين لوجي إنت سبتيها فوق لوحدها 
أروى و هي تشعر بالصداع الشديد..
مش لوحدها... معاها هانيا. 
لفظت إسم هانيا
بنبرة تدل على كرهها لها 
لتسألها إنجي بفضول من جديد..
و إنت من إمتى بتسيبي لوجي معاها . 
أروى كانت تعلم أن إنجي شعرت بتغيرها 
و تسعى لإكتشاف الحقيقة لكنها بالطبع ليس
من اللائق التحدث عن الأسرار الزوجية 
رغم أنها كانت تود فعل ذلك عل خالتها سناء تستطيع تغيير رأيه ليوافق على الاحتفاظ بالحنين لكنها 
لن تدع أي شخص يتدخل بينهما حتى لو كان
عائلته...وحده هو من سيقرر إستمرار حياتهما معا 
فإذا إستمر في رفض الطفل ستتركه بالتأكيد 
رغم حبها له إلا أنها ستفعل ذلك لن تستطيع تأمين حياتها مع مريض مثله.... 
تمتمت بلامبالاة لتجيبها..
حاسة إني تعبانة و مش هقدر أهتم بيها
النهاردة .
إنجي بمزاح..
تعبانة و إلا دور مرات الاب إبتدى يشتغل.
رمقتها أروى بحنق قائلة..لا لسه شوية
بت إنت.. شكلك فاضية موراكيش جامعة النهاردة و إلا إيه .
رفعت لها إنجي حاجبيها لتغيظها..
النهاردة جمعة يا جميل...و...
صمتت عندما تذكرت إلحاح علي عليها حتى
تقابله اليوم في احد المقاهي القريبة... ذلك
الأحمق لايزال يهددها بتلك الصورة لكن
كان ټهديدا غير جدي فهو قد مسحها
من هاتفه و أعتذر منها عدة مرات أيضا
لكنه يتعمد المزاح معها كلنا رفضت طلبه
وقفت من مكانها بذهن مشوش فهي 
لم تنفك تفكر في هشام و كيف سترجعه 
إليها و تنقذه من تلك الحية وفاء..و يجب 
أن تسرع فهو بالأمس أخبرها أن اليوم 
سيكون إفتتاح المستشفى الخاص به و 
قد يعلن خطوبته على تلك الوفاء اليوم.... 
إعتذرت بكلمات مقتضبة و هي تأخذ طريقها 
نحو سيارتها..
اشوفك بعدين..أنا لازم امشي دلوقتي .... 
أشارت لها أروى بلامبالاة فلديها مشاكل أكبر من 
معرفة وجهة تلك الفتاة المدللة ذات التصرفات 
الغريبة...تجمدت نظراتها على غرفة الجد صالح 
التي تقع في الطابق السفلي لتتنهد بحزن 
من أجله ذلك الرجل الصامد القوي الذي كان 
يدير أفراد عائلته بقلب من حديد رغم 
قراراته الصارمة في بعض الأحيان أصبح 
ملازما لفراشه بعد أن تأزمت صحته بسبب
إختفاء حفيده...لوت شفتيها باستغراب 
لماذا يصر على حمايته رغم أفعاله الشنيعة
في حق إبن عمه أوليس هو أيضا حفيده 
لماذا يميز بينهما إذن... هل بسبب أن سيف 
يتيم بينما آدم لديه والده... بالمناسبة و على 
ذكر والده لماذا تشعر أنه يتصرف بغرابة 
هذه الأيام فقد رأته أكثر من مرة يخرج 
في اوقات متأخرة من الليل.. كذلك سمعت
شجاره مع زوجته إلهام و التي لاحظت 
أنها مزاجها أصبح أكثر حدة حيث أصبحت 
تصرخ كثيرا على الخادمات و على إبنتها ندى
لأسباب تافهة..... 
إرتشفت آخر جرعة من كوب قهوتها الكبير 
لتشعر بجوع شديد ېمزق معدتها.. وضعت 
يدها على بطنها تمسدها بلطف و تلوم نفسها 
على إهمالها أو بالأحرى هي لازالت لم تتعود 
على حالتها الجديدة..
أنا نسيت إني حامل...لا و الجزمة اللي كانت 
قاعدة قدامي مفكرتنيش إن القهوة مش كويسه 
للحوامل....و هي تعرف منين بس... ااااه يا بطني 
انا ههجم على المطبخ و مش هسيب حاجة 
فيه هلم الأخضر و اليابس حتى فاطمة و هانيا 
هاكلهم...ياااع دول اكيد طعمهم وحش...أنا عمري
ما كلت سحالي قبل كده . 
توجهت عالفور نحو المطبخ لتطلب من صفاء
تجهيز بعض الاكل لها و هي تضع يدها على 
بطنها بعمد و كأنها حامل في الشهر التاسع 
و ذلك لتغيظ فاطمة التي كانت تنظر لها 
بانزعاج مما جعل أروى تنتفض قائلة..
لا دي زودتها اوي...بقلك إيه يا صفاء مش
عايزة أتعبك أكثر من كده و باين إن عندك 
شغل كثير فخلي
فاطمة تطلعلي الاكل فوق... 
تمايلت بتعمد و هي تمصمص شفتيها 
بحركة شعبية و تنظر لفاطمة باحتقار 
و ما إن إختفت حتى توسعت إبتسامة 
الأخيرة بفرحة غامضة...مسكينة أروى 
لم تكن تعلم أنها سلمتها رقبتها بنفسها.... 
أخذت فاطمة الصينية من يد صفاء ثم 
إختارت مكانا تعلم جيدا أنه بعيدا عن مرمى
كاميرات المراقبة ووضعت بعض النقاط من 
تلك العلبة التي كانت تخبئها في ملابسها 
و التي لحسن حظها أخذتها من هانيا منذ قليل 
تحسبا لأي طارئ....طرقت الباب عدة مرات 
محدثة نفسها..أنا صحيح مش طايقاكي بس 
داه مش سبب كافي يخليني اضرك...أنا بعمل 
كده عشان اوصل لهدف اكبر و إنت للأسف 
جيتي قدامي. في طريقي . 
في جناح صالح....
كان صالح قد إستيقظ منذ وقت لكنه
ظل يتأمل ملامح يارا الفاتنة و التي كانت 
تنعم بنوم هادئ عكس كوابيسها التي كانت 
تلازمها طوال الاشهر الماضية.. بدت أكثر 
راحة منذ أن سمح لها بالذهاب إلى العمل 
منذ أسبوع حتى أنها أصبحت تبتسم له أكثر 
يعلم انها تفعل ذلك فقط لإرضاءه حتى 
لا يحبسها مجددا لكنه لن يهتم...تلك الابتسامات 
يوما ما حقيقية و هذا ما أصبح يعمل من أجله 
كانت عيناه مثبتتان على شفتيها اللتين حرما
منهما طوال الفترة الماضية حتى لا تخاف 
أصبحت تحدثه و تشاركه تفاصيل يومها القصير 
الذي تمضيه في المطعم...
تجرأ مستغلا نومها لينحني متنفسا أنفاسها 
عليها كما في الأيام الماضية لكن برضاها
صوابه يطير كذلك رائحتها الناعمة تسللت 
نحو رئتيه دون رحمة لتحيي فيه ذلك الشخص
البربري الذي يحصل على ما يريد دون إهتمام.... 
همهمت يارا و هي تفتح عينيها بفزع بعد أن 
شعرت بشيئ يكتم أنفاسها.. جسدها إرتجف 
بړعب بينما لمسات صالح كانت بمثابة جمر 
حارق يكوي بشرتها أخذت تتلوى تحته 
پعنف عله يتركها بينما كانت يداها الضعيفتان 
تصارعانه لإبعاده حتى نجحت اخيرا
حيث إبتعد عنها قليلا ليستند على ذراعه 
متأملا إياها بابتسامة غامضة .... 
أخذت تتنفس پعنف و تجاهد حتى لاتنفجر
باكية خاصة أنه لم يكن يتأثر أو يهتم أبدا 
عندما كانت تبكي أمامه في الماضي...إلتفتت
نحوه ثم شهقت بړعب مغلقة عينيها عندما 
رأته يمد يده نحوها ظنا أنه سيضربها لكنه 
و هو يقول بصوته الكريه..
صباح الجمال يا روحي...وحشتيني العيون 
الحلوة دي فقلت اصحيكي بس لو عاوزة تنامي 
براحتك...تفطري الأول عشان خلودة زمانه جعان 
اوي و بعدين كملي نوم . 
فتحت يارا عينيها لترمقه بارتباك واضح 
عندما وجدت رأسه فوقها تقريبا...اصابعه 
لازالت تداعب وجهها مما جعلها تحس بالاختناق 
لترفع رأسها حتى تستقيم في جلستها لكن 
صالح منعها قائلا ببحة دافئة..
خليكي شوية كمان...أصلك واحشاني. 
كلامه هذا زاد من إضطرابها أكثر و أيضا 
نظراته التي تعرفها جيدا يبدو أن الهدنة 
قد إنتهت و عادت أيام الخۏف و الذعر 
لكنها لن تتحمل هذه المرة أن يقترب منها 
ليس بعد ذاقت الراحة في بعده...
تحدثت بصوت متذبذب..
هي الساعة كام 
أجابها دون أن يزيح نظراته عنها..
الساعة عشرة و نص . 
ظهرت علامات القلق على وجهها ثم هتفت 
بتبرير..أنا تأخرت عن الشغل. 
إبتسم بهدوء قائلا..النهاردة جمعة...يوم

أجازتك 
بس هيكون ليا أنا لوحدي مش كده يا بيبي ...
ضغطت يارا على أسنانها بكره كلما سمعت
تلك الكلمة تشعر باعصابها تحترق..
كم هو بارع بل ملك الاستفزاز...تمنت لو تستطيع تقييده
في زنزانة صغيرة حتى ېموت بالبطيئ كما يفعل
معها لاتتعجبوا فلطالما تخيلت في رأسها
أفكارا كثيرة للإنتقام منه.. لكن ذلك يبقى مجرد
أحلام مؤجلة تنتظر فرصتها المناسبة....
توقفت عن التخيل و هي تشعر بجسدها
يطير إلى الأعلى و قبضتين حديديتن
تحيطان به..و على العكس لم تفزع او تصرخ
فهي ببساطة تعودت على ما يفعله كل صباح
حيث يجبرها بلطف على أخذ حمام معه....
الإجبار اللطيف...كلمتان متناقضتان لكن
يارا رأت من صالح الكثير حتى توقفت عن
الاستغراب...يجعلها تفعل العديد من الاشياء
التي لا تحبها لكن بابتسامة تدل على القبول
لكن إن رفضت فهي تعلم أن الأمور ستتطور
أكثر لتصبح أسوأ و هذا طبعا ما يسعى إليه هو...
بعد بعض الوقت كانا إنتهينا من تناول طعام الإفطار 
و يجلسان في صالون الجناح ... صالح يجلس على الاريكة واضعا يارا فوق قدميه و التي كانت 
تترشف كوب الشوكولا الساخنة التي تحبها 
سألها بعد أن تسلل شعور الضجر إليه ..
إيه رأيك نخرج . 
كان حل الخروج أفضل لديه من أن يظل ېحترق و هي بين يديه و لا يستطيع لمسها يبدو أن
الحال إنقلب و أصبح هو من يعاني و ليس هي.... 
رفعت رأسها نحوه لترد عليه..نروح فين 
إبتسم بخبث بعد أن لمح بقايا الشوكولا 
منها مبررا..كنت بذوق الشوكلاطة...طعمها 
مختلف ممممم أحلى بكثير من الكباية. 
رمشت باهدابها مستنكرة فعلته لكنه تجاهلها
مكملا..ها قلتي إيه 
أخذت عدة ثوان تفكر قبل أن تجيبه..
عاوزة مدينة الملاهي...
ضحك صالح على إقتراحها فهو فعلا 
توقع أن تختار ذلك المكان ليضع ذقنه
على كتفها و يهمس موافقا..
إنت بس تأمري و أنا أنفذ... 
بقيت يارا هادئة حتى شعرت به يرخي 
يديه عن خصرها و يسمح لها بالوقوف 
حتى تغير ملابسها...توقفت عند الباب 
عندما تذكرت أنه لم يختر لها الثياب التي 
سترتديها كعادته لتسأله..
مش عارفة هلبس إيه 
رأته يقف متجها نحوها راسما إبتسامة 
رائعة على محياه و هو يقول بتأكييد
أي حاجة بتلبسيها بتطلع تجنن عليكي 
إختاري اللي إنت عاوزاه . 
أومأت له و هي تتحرك قبل أن يصل 
لها بينما عقلها لايزال لايستوعب تغييره
المفاجئ لكنها سرعان ما أقنعت نفسها 
بأن كل ثيابها في الاخير من إختياره.... 
خرجت بعد وقت قصير بعد أن إرتدت 
فستانا شتويا طويلا باللون الأسود 
و فوقه معطف أبيض و زينت طلتها 
بمكياج هادئ 
كانت جميلة بشكل أذى قلبه حتى أن صالح
فكر في إلغاء قرار خروجهم خاصة أنه لم
يحجز مدينة الملاهي كما فعل في المرة الفارطة
إذن يجب أن يتوقع حضور أعداد كبيرة من 
الناس خاصة و أن اليوم جمعة....
تبا لقلبه العاصي الذي اوهمه بأنه يكرهها
عندما وجدها قبل أشهر لماذا غير رأيه الان 
بعد أن أفسد كل شي...تأفف بصوت عال 
و هو يمسح وجهه بيديه ثم إرتمى على 
الاريكة قائلا..
حاسس إني تعبان شوية و مصدع 
ممكن نغير المكان.. النهاردة جمعة و مدينة
الألعاب هتكون مليانة ناس . 
كان يتحدث بحذر و هو يراقب تعابير وجهها 
ظن أنها ستغضب لكنها بدل ذلك أجابته بكل هدوء..
هجيبلك مسكن عشان الصداع...خده و نام 
انا هنزل الجنينة شوية و بعدين هرجع أطمن 
عليك. 
وضعت يارا حقيبتها على الكرسي ثم إلتفتت 
حتى تجلب له الدواء لكنه أوقفها مشيرا لها 
بيده أن تأتي إليه..
مفيش داعي انا شوية ...تعالي
جنبي و أنا هبقى كويس . 
نفخت وجنتيها بانزعاج من تصرفاته التي 
أصبحت تشبه الأطفال و هي تقول..
مش كنا قاعدين من شوية إنت اللي إقترحت
إننا نخرج. 
ضحك و هو يمد يده نحوها حتى يجذبها 
نحوه هاتفا بصدق..
غيرت رأيي لما شفتك بالجمال داه . 
علقت
 



على كلامه مظهرة حنقها..
يعني أنا كنت وحشة 
تعالت قهقهاته قبل أن يتوقف فجأة و قد 
إكتست ملامحه الجدية..
يارا... عاوزة إيه مقابل إنك تديني فرصة 
ثانية. 
في المستشفى.....
فحصت الطبيبة سيلين التي إستيقظت أخيرا
من غيبوبتها التي لم تدم طويلا تحت أنظار
سيف الحادة..كان يمسك نفسه بصعوبة حتى
لا يفتك بها يتحدث اخيرا بنبرة متعجرفة
ما كفاية بقى...و إلا إنت ناوية تقضي اليوم 
كله و إنت بتفحصيها . 
رمقته الطبيبة بدهشة كيف يمكن أن يكون 
هذا الوسيم وقحا لهذه الدرجة رغم أنها لاحظت 
نظراته نحوها و التي كانت تخترقها الان فقط 
صدقت حديث زملاءها من الطاقم الطبي 
عنه عندما أخبروها أنه مچنون و يجب أن
تحذر منه ... تنحنحت 
بحرج ثم أزالت سماعة الأذن لتعلقها برقبتها 
و هي تجيبه..
حضرتك أنا بقوم بشغلي...المدام كويسة 
الحمد لله و عدت مرحلة الخطړ بس لازم 
تفضل نايمة الفترة دي لحد ما تلتئم الكسور 
اللي في جسمها . 
إبتسم سيف بارتياح و هو ينظر نحو سيلين 
التي كانت تحاول جاهدة إبقاء عينيها مفتوحتين
و بدت كأنها تتألم ليلاحظ هو ذلك...أمسك 
يدها و هو يقول..
هي مالها إنت مش قلتي إنها بقت كويسة . 
أجابته الطبيبة بعملية..
داه طبيعي عشان مفعول التخدير 
بدأ يروح...
تحدثت و هي تحقن بعض السوائل في 
المحلول المعلق بجانب فراشها و علم أنها
أنها بعض المهدئات التي ستساعدها حتى لا تشعر 
پألم إصاباتها...تأوهت سيلي حالما حركت رأسها 
التي شعرت
بأنه يزن ألف طن و هي تتمتم
بصوت خاڤت..
أنا فين 
أجابها سيف بلهفة و هو يمنعها من تحريك 
رأسها ثم جلس مقابلا لها على الفراش حتى 
تتمكن من رأيته..
حمدالله على السلامه يا قلبي...حاسة بإيه 
بصعوبة إستطاعت مرة أخرى تحريك لسانها 
و هي تنظر له تارة و تغلق عينيها تارة أخرى..
رأسي يألمني كثيرا . 
نطقت بالألمانية تلك الكلمات المقتضبة قبل 
أن تستسلم للنوم من جديد بسبب مفعول 
المهدئ الذي سرى في جسدها.... 
ظل سيف بجانبها لايتركها أبدا إلا دقائق قليلة 
يغير فيها ملابسه أو يتناول فيها بعض الطعام
رغما عنه حتى يستطيع الصمود منتظرا بعجز 
و قلة حيلة أن تعود إليه... 
و هكذا مر الاسبوع 
التالي تستيقظ فيه سيلين عدة دقائق في اليوم 
ثم تعود للنوم من جديد حتى إلتئمت بعض
الكسور الخطېرة التي إصابتها في أضلعها 
و ذراعيها و خففت لها الطبيبة جرعات التخدير 
حتى أصبح بإمكانها أن تظل مستيقظة عدة ساعات 
في اليوم..... 
الأمر المحير الذي لاحظه سيف هو أنها كانت 
تنظر له هو والدته بغرابة و كذلك لهجتها 
تغيرت قليلا و أصبحت تتحدث كما كانت 
عند مجيئها من ألمانيا رغم كلماتها القليلة 
التي تتفوه بها...و هو ما جعله يشك أن هناك 
شيئا خاطئا فعلى ما يبدو هي لازالت تشعر 
بالخۏف منه خاصة و أنه هو سبب سقوطها 
و دخولها إلى المستشفى...
كان يسير في رواق المستشفى يتحدث مع 
كلاوس الذي كان يخبره بمستجدات العمل 
عندما إعترضته عمته هدى التي إستأذنت 
لتعود إلى الفيلا موصية إياه على إبنتها 
أمر كلاوس بإيصالها ثم دلف غرفة سيلين 
التي وجدها تتصفح هاتفها بضجر... 
هتف بمزاح و هو يغلق الباب وراءه..
إحنا خلاص خفينا و بقينا زي الفل أنا هقول 
للدكتورة تكتبلك على خروج بكرة بصراحة 
المكان هنا كئيب و انا..... 
توقف عن الحديث و هو يتسمر مكانه بعد 
أن سمعها تسأله رامقة إياه بنظرات غريبة..
ممكن أنا يعرف...إنتي مين
ثوان مضت عليه حتى إستوعب ما تفوهت
به لكنه لم يصدق بل ظن أنها تمزح ليكمل 
خطواته نحوها و هو يقول..
مش فاهم إنت بتتكلمي عن إيه 
وضعت الهاتف من يدها ثم حملقت فيه 
و كأنها تحاول تذكره قبل أن تتحدث من 
جديد..
أنا عاوز يعرف...إنتي مين أريد أن أعلم 
من أنت... أشعر أنني رأيتك في مكان ما 
لكنني لا أتذكر أين بالضبط 
ظنت أنها توضح له مقصدها لكنها كانت
تزيد من صډمته...هنا فهم سيف مقصد 
تلك الطبيبة عندما أخبرته أن سقوطها 
على رأسها و ظهرها من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطېرة و قصدت بذلك إصابتها
بالعجز الشلل أو فقدان الذاكرة او 
أنواع كثيرة من الصدمات...
ظل يحدق فيها ببلاهة قبل أن يستدير 
على عجل حتى يحضر لها تلك الطبيبة 
حتى يتأكد بعد ذلك سوف يجعلها تتذكره 
بطريقته الخاصة فهو من المستحيل أن 
يسمح لها بنسيانه حتى لو أضطر إلى 
رميها مرة أخرى من الدرج لكن 
بعد أن يرمي تلك الطبيبة الغبية من 
سطح المشفى .... 
ترك باب الغرفة وراءه مفتوحا ثم بدأ 
ېصرخ في الرواق و كأنه مچنون..
إنت يا دكتورة...حد ييجي هنا بسرعة
قبل ما أطربق المخروبة دي فوق دماغكوا
كلكوا...إنتوا يا بهايم عملتوا إيه في مراتي.... 
في الداخل كانت سيلين تمسك نفسها 
حتى لا ټنفجر ضحكا عليه و هي تتمتم 
باصرار..
إما ربيتك يا سيف مبقاش أنا سيلين... سيف عزالدين...اااه جسمي تفرم بسببك... أنا حاسة 
إن في قطر عدا من فوقي إمبارح.... منك لله أنا عملت إيه ياربي عشان أتجوز واحد مچنون زي داه 
بس معلش كله هيتصلح إن شاء الله . 
__________________________________
في مكتب كامل....
إنتفضت ميرفت و هي ترمق كامل بشرر قائلة..
نعم... إنت إتجننت يا كامل بقى عاوزنا
نتجوز عرفي زي المراهقين اللي مخبيين 
على أهاليهم .
مقترحا عليها من جديد..
يا حبيبتي داه هيكون وضع مؤقت يعني
لحد ما رتب أموري عشان نقدر نتجوز رسمي
قدام الناس.
جذبت ميرفت يدها منه ثم وقفت من 
مكانها لتأخذ حقيبتها و هي تهتف بسخرية..
يا خسارة يا كامل...أنا كنت فاكراك بتحبني 
زي ما أنا بحبك بس طلعت... 
لحق بها كامل قبل أن تصل لباب المكتب
و جذبها بعيدا عنه قائلا..
يا حبيبتي إفهميني...إنت عارفة إني راجل
متجوز و عندي أولاد رجالة فمش معقول آجي
فجأة اقلهم إن انا تجوزت...أنا مش بطلب منك
كثير هما شهرين ثلاثة و نعلن جوازنا للناس
كلها بس بعد ما اضبط نفسي و أرتب اموري....
رفعت ميرفت حاجبها قبل أن يجيبه
فهي طبعا ليست غبية حتى تجعل نفسها
في هذا الموقف السخيف هل يمزح معها أم ماذا
زواج عرفي في هذا العمر...
خلاص...يبقى نتجوز رسمي بعد شهرين 
أنا مش مستعجلة.. 
حاول إقناعها من جديد..
بس أنا مستعجل.. و جدا كمان ميرفت أنا 
بحبك أوي و عاوز نكون مع بعض ارجوكي 
وافقي هما بس شهرين و بعدين هنعلن جوازنا 
للعالم كله. 
على أحر من الجمر و لا يدري أنها كانت تلعنه 
في سرها بكل لغات العالم أجمع...لماذا
حظها في الرجال دائما سيئ...هي فقط كانت
تبحث عن الحب... عن رجل يعوضها عن 
سنين الحرمان التي عاشتها فهل أخطأت 
او أجرمت... فكرت قليلا متناسية أنها كانت 
تريد بناء سعادتها دون إهتمام بټدمير عائلة
أخرى... جذبت يدها و هي ترمقه بنظرة مشمئزة
لخصت فيها إجابتها قبل أن تغادر مغلقة 
الباب وراءها بقوة... 
في القصر.... 
كانت فاطمة تقف بعيدا في مكان منزو 
و تراقب بأعين تقدح شررا غريمتها يارا
التي كانت تجلس بجانب زوجها يتناولون 
فطور الصباح رأتها تمسك كوب العصير 
و ترتشف منه عدة رشفات ..لتهمس محدثة نفسها بوعيد..
إشربي... إشربي بالهناء والشفاء.. كده
مفاضلش غير إني ألاقي طريقة عشان 
أحطلك علبة الدواء في اوضتك.... 
ضغطت على أسنانها پغضب و هي 
تتذكر عجزها في فعل ذلك بسبب كاميرات
المراقبة التي في الجناح...حتى الغبية 
هانيا...كما تسميها.. رفضت مساعدتها بعد 
أن منعتها من وضع دواء الإچهاض في 
شراب أروى...ووعدتها بأنها ستجد طريقة 
أخرى أكثر أمانا حتى لا يشكوا فيهما 
فإذا تأذت يارا و أروى في نفس الوقت 
و بنفس الطريقة سيعلم الجميع بسهولة 
أنها هي الفاعلة و هذا ما أدركته قبل أن 
فوات الأوان....لذلك ألغت هذه الخطة 
و إستبدلتها بحل آخر أكثر أمانا.. ففي النهاية 
هي تريد صالح و ليس فريد لذلك لن تخاطر 
بأذية أروى حاليا.... 
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو و أتوب إليه 
في الصباح....بعد اسبوع آخر. 
أطل صالح من شباك غرفته ليجد العمال
في الحديقة يعملون بجد و نشاط بدا الطقس
دافئا و مشرقا تتخلله بعض النسمات الباردة
تنفس الهواء بقوة ليملأ رئتيه

برائحة الزهور
و النباتات قبل أن يتراجع للداخل حيث
كانت يارا قد إستيقظت للتو...
لم يستطع إمساك ضحكته و هو يراها تجلس
على حافة السرير تتثاءب بينما شعرها المنكوش
كان يغطي نصف وجهها رغم ذلك كانت رائعة 
الجمال.. أخفض بصره نحو بطنها المسطحة 
التي لم تبرز بعد لانها لاتزال في شهرها الثاني 
شعر بإحساس جميل يغزوه و هو يتخيل أمامه
طفلا جميلا يشبهها و يشبهه.. سمعت صوت خطواته لتستدير نحوه
قائلة بعيون نصف مغمضة..
صباح الخير....
صباح الجمال . 
تحدث صالح بمزاح و هو يضحك
لترمقه يارا بنظرات حانقة بينما رفعت يداها حتى
تلملم خصلات شعرها الثائرة معلقة..
و مالك بتقولها كده من غير نفس...طبيعي 
يكون شكلنا منعكش لما نصحى من النوم عادي 
يعني. 
توقف صالح بجانبها ثم وضع يده على رأسها
و يعبث بشعرها حتى أفسده من جديد قائلا..
و هو أنا كنت قلت حاجة...أحلى منعكشة 
شفتها في حياتي و الله . 
ضغط على رأسها أكثر لتزيح يارا ذراعه 
متمتمة بانزعاج من مزاحه الثقيل..
إوعى بقى.. إنت فاكرني واحد صاحبك 
راسي هيتكسر تحت إيدك. 
متقلقيش داه يابس و مبيتكسرش بسهولة 
حتى شوفي . 
اه حرام عليك سبني يا مچنون...يا أخي ألف مرة قلتلك راعي فوق الاحجام و القوة أنا مش قد عضلاتك دي و متنساش كمان إن انا حامل . 
صړخت يارا عندما نقر صالح علي رأسها
بإصبعه مداعبا إياها دون مراعاة لقوته 
المفرطة التي يتمتع بها و جسده الضخم 
و عضلاته الحديدية مقارنة بزوجته الرقيقة...لينفجر
ضاحكا بعد سماع إحتجاجها فهي بالفعل كانت كيمامة صغيرة بين براثن صقر عملاق.. 
أرخى قبضته عليها و هو يقول..
طب خلاص متزعليش انا كنت بهزر معاكي اصلك 
صاحية حلوة أوي النهاردة...إنت مش شلتي الميكاب إمبارح أمال داه إيه 
مرر إصبعه على شفتها و هو يتظاهر بأنه متعجب
لتزيح يارا يده مرة أخرى و هي توضح..
أنا مش حاطة حاجة و بعدين مش إنت
اللي مسحتلي الميكاب بنفسك 
إنت نسيت و إلا بتستعبط . 
نطقت آخر كلمة بصوت خاڤت خوفا من 
إثارة غضبه فهي تعلم أنه يتعمد المزاح معها و تغيير معاملته لها منذ أيام لكن ذلك لا يعني أن تتجاوز حدودها معه...سمعها صالح لكنه لم يعلق 
بل سعد كثيرا لأنها بذلك بدأت تتخطى خۏفها
منه شيئا فشيئا بل تابع مزاحه..
الحمد لله الواحد فلوسه اللي دفعها في الفرح و الشبكة مراحتش خسارة... 
رمشت عدة مرات لتغلق عينيها ثم
تفتحها 
قبل أن تفهم مايرمي إليه لتمط شفتيها و تتحدث 
بلامبالاة..قصدك إيه لو مش عاجبك 
تلقني طلقني إحنا لسه عالبر... 
رفع صالح حاجبيه بينما تسللت إحدى يديه
ليتحسس بطنها قائلا..
لسه عالبر أمال داه إيه إمشي يابت 
الظاهر إن الأسبوعين اللي قضيتيهم في 
الشغل أثروا على دماغك . 
دفعها بلطف نحو الحمام حتى تجهز نفسها 
توقفت فجأة عن السير عندما لمحت الساعة 
تشير إلى العاشرة صباحا...شهقت بصوت عال و هي 
تلتفت نحو صالح بملامح باكية لتسأله..
يا نهار اسود دي بقت الساعة عشرة... إنت ليه مصحتنيش زي ما بتعمل كل يوم 
أنا كده تأخرت على الشغل....
نظرت نحوه فوجدته يبتسم دلالة على أنه 
فعل ذلك عن عمد فصالح دائما يستيقظ 
باكرا ليقوم بتمارينه الصباحية ثم يستحم 
و يجهز نفسه للذهاب إلى العمل بدا مستمتعا
جدا و هو يراها ټضرب الأرض بقدمها و تتمتم بعدة كلمات غير مفهومة لكنه كان على يقين من أنها 
تشتمه قبل تختفي داخل الحمام دقائق قليلة ثم خرجت حاملة 
بيدها منشفة صغيرة تمسح بها وجهها بطريقة 
عشوائية و سريعة...
فتحت علبة المرطب الشفاف لتضع منها على 
وجهها بحركات دائرية ثم أمسكت بشعرها 
و ربطته إلى الأعلى حتى تسهل حركتها 
ثم لونت شفتيها بلون وردي هادئ و إستدارت 
متجهة نحو غرفة الملابس لترتدي ثيابها 
و تذهب
 



إلى المطعم لكن صالح إعترض طريقها
ليوقفها قائلا..
إنت حامل على فكرة المفروض تتحركي
بالراحة... 
عبست في وجهه و هي تجيبه هاتفة بلوم..
إنت السبب لو كنت صحيتني بدري مكانش 
داه حالي..إنت عملت كده قاصد صح عشان 
كده فايق مبسوط و بتهزر . 
نفى برأسه بينما حطت يداه على كتفيها ليثبتها
فهي كانت تنوي متابعة طريقها بعد إنهاء جملتها 
و تحدث موضحا..
مش قلتلك الأسبوعين اللي عديتهم في الشغل 
لحسوا دماغك... إنت ناسية إن النهاردة خطوبة 
هشام. 
نفخت يارا وجنتيها بضيق و هي ترفع يدها 
لټضرب جبينها مستذكرة..
مش عارفة أنا إزاي كنت ناسية ...يوووه. 
إستدارت نحو الفراش و هي تتثاءب قائلة..
الخطوبة بالليل يعني لسه بدري... هنام ساعتين 
ثلاثة و بعدين هصحى أجهز نفسي . 
أمسك صالح معصمها و جذبها لتقف أمامه من 
جديد..توترت بشدة و تغيرت ملامحها الساكنة
ليتجلى القلق عليها عندما شعرت بيديه
تحيطان خصرها و تقربها منه حتى أصبحت أجسادهما ملتصقة...ليتلذذ صالح و هو يستنشق
رائحة أحمر شفافها بطعم الكرز.. ثم 
دمدم بنبرة رغم أنها كانت دافئة إلا أنها 
بالنسبة ليارا لم تكن كذلك عالاطلاق..
الاسبوع اللي طلبتيه عدا خلاص و إنت لسه 
مجاوبتنيش 
تلعثمت بينما كانت تحاول التملص منه..
مش فاكرة...أنا هحاوبك على إيه 
أدرك صالح أنها تتهرب منه لكنه رغم ذلك 
تجاهل ماتسعى إليه مذكرا إياها من جديد..
عاوزة إيه مقابل تدي لجوازنا فرصة ثانية . 
جف
ريقها و شحب لونها و كأنها لأول مرة تسمع
هذا الاقتراح منه طوال الاسبوع الماضي و هي 
تتجاهله و تدعو أن ينسى لكن هيهات 
هاهو الان يحاصرها بكل وقاحة و يطالبها 
بجواب رغم كل ما فعله بها من قبل.. 
هتف صالح من جديد مستشعرا ما تمر به 
من تذبذب لذلك وجب عليه إستغلال الفرصة 
حتى يجعلها تحت سيطرته
خلينا ننسى كل اللي فات و أي حاجة إنت عاوزاها أنا هنفذهالك بس خلينا نبدأ صفحة جديدة 
أنا صح وعدتك إني هسيبك بعد ما تولدي 
بس مش واثق إنك هتقدري تعيشي من غير 
إبنك... إنت مهما كان أم و الام بتضحي بكل حاجة 
عشان ولادها.. حتى لو طلبوا حياتها . 
إنطلقت شرارات غاضبة من عينيها نحوه 
قبل أن تنتفض هادرة بنفاذ صبر فإذا كانت طريقته 
في إصلاح الأمور هي إستغلال عواطفها فهو 
مخطئ إذن ..
اديك قلتها عشان ولادها...أي أم مستعدة 
تضحي بروحها عشان ولادها لما تكون
جايباهم بمزاجها من راجل بيحبها 
و بيحترمها أما أنا فظروفي مختلفة خالص 
و هعتبر نفسي متجوزتش اصلا...و إبني لما يكبر
أكيد هيفهم أنا تخليت عنه ليه.. أحسنله يعيش 
من غير أم... 
أضاف صالح باستهزاء..يعني عاوزاه يعيش
يتيم و مامته موجودة و إلا عاوزة ست ثانية هي اللي تربيه و تكبره و يبقى إبنها بدالك ... إنت واعية بتقولي إيه 
طبعا لا أنا لايمكن اسيب إبني يعيش مع مختل 
زيك أنا بس مستنية الفرصة عشان إهرب 
منك و أربي إبنك بعيد عن عالمك الۏسخ.. 
كانت تلك الإجابة التي دارت في عقلها ودت لو 
أنها تستطيع الانفجار في وجهه و قول كل كلمة
كتمتها داخل قلبها لمدة شهور لكنها تراجعت 
في آخر لحظة لتجيبه بدلا بأيجاز سعيا منها 
لإنهاء هذا الجدال العقيم... لن تعود له حتى لو 
قتل نفسه أمامها..
صالح إنت وعدتني و إتفقنا خلاص أنا هديك
البيبي مقابل إنك تحررني منك...إنت ليه مش 
عاوز تفهم إن أنا خلاص بقيت عايشة بالعافية
چثة من غير روح بستنى باليوم و الليلة إمتى
أتحرر منك...صدقني أنا لابقيت أنفع لا ليك 
و لا لغيرك محتاجة ألف سنة لقدام عشان أرجع 
طبيعية زي ما كنت...طلقني يا صالح و شوف 
حياتك مع غيري...
رد عليها صالح و هو يرفع يده خلف رأسها 
ليجعلها تنظر إليه..بس أنا مش عاوز غيرك 
وافقي يا يارا عشان إبننا و عشان نفسك... 
أنا و الله تغيرت كل اللي عملته فيكي قبل كده
كان بدافع الكره و الاڼتقام بس دلوقتي خلاص 
خلينا ننسى اللي فات و نبدأ صفحة جديدة 
اليوم اللي بيروح مابيرجعش و حياتنا قصيرة 
مش عارفين بكرة مخبيلنا إيه حرام نضيع اللي 
باقي من عمرنا عشان العند . 
يارا بسخرية..
عند طبعا عندك حق تقول كده ما إنت حضرتك 
دست على رجلي عشان تقلي معلش و خلينا 
نبدأ صفحة جديدة... إنت ناسي إنت عملت فيا
إيه أنا وصلت بفكر أنتحر عشان أخلص من عذابك و ذلك ذل داه إنت لحد دلوقتي معتذرتش 
للدرجة دي الحكاية عندك بسيطة و مش مستاهلة . 
تركها لتترنح في وقفتها و هي تتنفس بقوة 
من شدة تأثرها حتى أن أطرافها بدأت ترتعش
و فقدت السيطرة عليها ليمسك بها صالح مرة
أخرى و يساعدها على الجلوس على الكرسي 
و بعد أن جلست نفضت يده بعيدا عنها 
ثم أدارت وجهها بعيدا عنه ليغير صالح الحوار 
كي لا تسوء الأمور اكثر و يزداد إصرارها على 
الرفض أكثر...المسكينة لاتدري أنه قد قرر أمرها و 
إنتهى و إن ظنت أنه سيتركها يوما فمن الأفضل 
أن تستيقظ سريعا من أحلامها...
الساعة بقت إحداشر أدخلي جهزي نفسك 
عشان هنخرج . 
أجابته ببرود لكن صوتها خرج مرتعشا
هنروح فين 
مر صالح بجانبها ليأخذ هاتفه قائلا..
أولا هنروح كافيه عشان نفطر 
و بعدين ندور على فستان جديد عشان 
تحضري بيه الحفلة. 
يارا بجمود..
بس أنا عندي فساتين كثيرة لسه ملبستهاش. 
صالح..كلها بقت قديمة يلا بقى ياروحي 
هنتأخر...أنا هعمل كام مكالمة للشغل تكوني إنت
جهزتي نفسك... اااه و متنسيش كمان تختاريلي 
هدومي اللي هلبسها . 
تنهدت بصوت عال قبل أن تدخل غرفة الملابس 
عدة دقائق لتنتقي له ملابس عشوائية قميص
دجينز ازرق و فوقه قميص زيتي و معطف 
أسود و طبعا
لم تنس حذاءه الفخم المصنوع
من جلد طبيعي يساوي ألاف الجنيهات... 
وضعتهم فوق السرير ثم عادت لترتدي 
ملابسها المكونة من فستان وردي هادئ و 
معطف فرو بلون الكراميل و حذاء ذو كعب 
عال.... 
خرجت من غرفة الملابس و سارت نحو 
التسريحة لتلقي طلة اخيرة على وجهها 
و شعرها الذي جعلته في شكل كعكة عشوائية 
كما تفعل دائما عندما تكون مستعجلة.... 
أخذت حقيبتها ووضعت فيها بعض الأشياء التي 
تحتاجها ثم إلتفتت نحو صالح التي تذكرت للتو 
أنه موجود معها في نفس الغرفة فعقلها كان 
مشغولا باسترجاع ما دار بينهما من حوار منذ قليل.... 
هتفت بصوت خاڤت و هي تتجنب النظر إليه 
فهو كان يتابع حركاتها منذ مدة دون أن تتفطن له..
أنا جهزت لو عاوز خلينا نخرج .. 
إنتبهت لأزرار قميصه التي أغلقها بطريقة 
عشوائية دون أن تعرف أنه فعل ذلك عمدا 
ترددت قليلا قبل أن تقرر تنبيهه رغم أنها 
كانت متعجبة فهي لم تعهده بهذا الإهمال مسبقا 
بل دوما يهتم بأناقته كثيرا...
الزرار.... 
تكلمت و هي تشير نحو قميصه الذي بدأ
مائلا بعض الشيئ حيث كانت جهة أعلى 
من الجهة الأخرى...لينظر صالح نحوه 
و هو يقرن حاجبيه باستغراب قبل أن 
يحول بصره نحوها مشيرا بيديه بعدم فهم
مخفيا إبتسامته الخبيثة عندما نفخت 
يارا وجنتيها بضيق ثم تقدمت نحوه لتعيد
فتح أزرار قميصه و تغلقها من جديد بينما 
كانت ټشتم نفسها على سوء إختيارها فلو 
كانت إختارت له كنزة صوفية لما إضطرت 
للإقتراب منه حتى.... 
إنتهت من غلق آخر زر بصعوبة تامة متجاهلة
أصابعه التي كانت تعبث بشعرها و فرو معطفها
خلينا ننزل عشان إتأخرنا.... 
هربت من أمامه بسرعة حتى لا تترك له فرصة 
أخرى للمسها ليتعالى صوت ضحكاته المرحة 
مقررا عدم اللحاق بها حتى تتوقف عن الركض 
فزوجته البلهاء دائما ما تنسى أنها حامل.... 
وصلت يارا للأسفل لكنها لم تجد أحدا 
فعلى ما يبدو أن الجميع قد غادروا منذ 
الصباح...أكملت طريقها نحو الحديقة لتنفرج 
أساريرها عند مشاهدة الورود و النباتات 
المختلفة ألوانها خاصة أن الطقس بدأ مشرقا 
و كأنه في فصل الربيع.... كانت تقف في مدخل 
الفيلا بملامح منذهلة و كأنها ترى الحديقة لأول 
مرة لكنها سرعان ما إنتبهت 
في شركة سيف..... 
إنتفضت ناديا إحدى سكرتيرات سيف 
عندما سمعت صراخه للمرة

الالف لهذا اليوم 
عبر الهاتف مهددا إياها بالطرد إن لم تحضر 
له أحد الملفات في ظرف خمس ثوان... وضعت 
الهاتف بسرعة ثم قفزت من مكانها متجهة نحو 
الخزانة العملاقة التي تملأ مكتب السكرتارية 
التي تشاركه مع فاتن و كوثر زميلتيها... 
دمدمت بكلام غير مسموع لكن أي أحد يرى
هيأتها المبعثرة يعلم أنها ټشتم نفسها و حظها 
و هي تواصل فتح أدراج الخزانة بحثا عن ذلك 
الملف الذي يعود تاريخه لخمس سنوات مضت..
مديرها غاضب منذ أسبوع و يبدو أنه يعاني مشاكل 
في المنزل و ينفث غضبه فيهم.... 
تهللت أساريرها عندما وجدته لتهرع نحو باب 
رئيسها في العمل لتطرقه عدة مرات و تفتحه عندما
أذن لها بالدخول...دلفت بخطوات مترددة
لكنها سريعة ثم وضعت الملف أمامه هاتفة 
بصوت متلعثم يعكس مدى خۏفها من تنفيذ 
تهديده..
الملف حضرتك....تأمر بحاجة ثانية . 
رمقته بحذر و هو يرفع رأسه من بين يديه 
حتى يلقي نظرة خاطفة على ساعته...بدا هادئا 
لدرجة مخيفة جعلتها ترغب في الإختفاء
من أمامه فورا كان سريعا جدا لدرجة أنها لم 
تكتشف حتى متى طار ذلك الملف صحبة 
بعض الأوراق الأخرى فوقها قبل أن يقع مفترشا
الأرضية تحتها...بينما هدر صوته الحاد الذي كاد يخترق طبلة أذنها..
دقيقة و نص عشان تجيبي حتة ورقة...إيه 
جايباها من المريخ مخصوم منك ثلاث أيام 
إنت و اللي معاكي برا كلهم...مانتوا لو شايفين 
شغلكم كويس مكانش حصل اي تقصير من داه... 
إطلعي برا... برا...أغبياء مشغل معايا شوية 
بهايم مش فالحين غير يقبضوا مرتباتهم 
آخر الشهر..... قلت براااااا...غبية و كمان طرشة.. 
إنحنت نادية رغم الدموع التي كانت تغشى 
عينيها لتجمع الأوراق لكن سيف صړخ مرة 
أخرى آمرا إياها بالمغادرة... ركضت نحو مكتبها 
و هي تجهش من البكاء رغم أن هذه ليست اول مرة 
ېصرخ في وجهها بهذه الطريقة المهينة و يطردها من 
مكتبه.... 
مسحت وجهها بمنديل ورقي عندما وجدت كلاوس 
يمر من أمامها بجسده الضخم الذي يشبه 
خاصة العمالقة...فلتت منها شهقة رغما عنها 
لم تستطع التحكم بها لينتبه لها كلاوس الذي 
إبتسم بسخرية عندما رأى عينيها المحمرتين 
ليتمتم في داخله..
مراته مطلعة عينه و هو بينتقم من الغلابة اللي 
هنا...أما ادخل أشوف إيه حكايته بس يارب 
يكون نسي حكاية الولد الصغير . 
طرق الباب ثم دخل ليجد سيف يسير في 
الغرفة جيئة و ذهابا كأسد حبيس في قفص 
توقف سيف عن المشي و إلتفت نحو كلاوس 
ليوجه له نظرات ڼارية ليخفض الاخر رأسه
مخفيا بصعوبة إبتسامته الساخرة التي نادرا ما 
يرسمها على شفتيه القاسيتين قائلا..
الهانم خلصت كل حاجة و رجعت الفيلا من شوية.... 
أجابه سيف على الفور و كأنه كان ينتظر تكلمه..
و العفريت اللي إسمه ياسين عملت فيه إيه 
رميته من العربية زي ما وصيتك 
إنتاب كلاوس الذهول من كلامه فهو كان يعتقد 
أنه يمزح معه فكيف يطلب منه رمي طفل 
من السيارة لأن زوجته أصرت على إصطحابه 
معها لإختيار بعض الملابس له...
حرك رأسه بنفي عندما وجد أن سيف لازال 
ينتظر إجابته و ما إن رد عليه حتى إحمر 
وجهه من شدة الڠضب و كز على اضراسه 
بقوة يجزم كلاوس أنه لو كان شخصا غيره
لكان مېتا الآن...فالواقف أمامه يعاني بشدة
هذه الأيام حتى لا يفتعل چريمة محاولا 
إفراغ غضبه في موظفيه المساكين. 
سمعه يتنفس بسرعة و هو يسير عائدا وراء مكتبه 
ليرتمي على الكرسي بتعب...مستندا بظهره 
إلى الوراء متذكرا ما حصل معه المدة الفارطة..
معذبته الصغيرة التي أصبحت تحتل جل تفكيره 
منذ تلك الحاډثة فبعد أن إستيقظت من 
غيبوبتها التي كانت تقضي عليه من شدة 
خوفه عليها صدم بها تنكر معرفته مدعية 
فقدان ذاكرتها...نعم هو كان يعلم أنها تدعي 
ذلك و إكتشف لعبتها بسهولة... لكن مالايزال 
يجهله هو السبب الذي دفعها للتمثيل بأنها 
فاقدة لذاكرتها...
رأسه تكاد ټنفجر كلما إفترض أن
 



تخطط 
للعودة إلى ألمانيا أو أنها قد إضطرت لعمل 
تلك المسرحية بسبب خۏفها منه.. 
رفضت أن يذهب معها حتى تختار ملابسها 
التي سترتديها الليلة في حفل خطوبة هشام 
و بدل ذلك أصرت على إصطحاب ياسين إبن عيسى
الجنايني معها...
كم يشعر بالڠضب و الحقد تجاه ذلك الطفل الصغير 
الذي أصبح عدوه اللدود فهو أصبح يأخذ معظم
وقتها في النهار بالإضافة إلى رفضها النوم 
في جناحه و إصرارها على المكوث ليلا مع 
والدتها...
تصرفاتها أصبحت تزيده جنونا 
خاصة أنها جعلته مكبلا فمن جهة لا يستطيع 
إثناءها عما تفعله بسبب
إنفجارها بالبكاء كلما 
تحدث معها و من جهة أخرى لا يريد أن يخبرها
أنه يعلم بسرها قبل أن يكتشف غايتها.... 
وقف من مكانه ليرتدي معطفه و يأخذ 
مفاتيحه و هاتفه الخلوي ثم أشار لكلاوس 
بأن يستعد للمغادرة نحو الفيلا... 
مساء في قصر عزالدين...... 
كان الحفل في غاية الروعة و الرقي 
حيث حرصت إلهام على الاهتمام بأدق التفاصيل
الصغيرة التي تخص خطوبة إبنها بداية من
البوفيه الذي ضم أشهى و أفخر المأكولات
و المشروبات الباهضة الثمن حتى الديكور
و الزينة تعاقدت مع أشهر شركة تنظيم
أفراح في البلاد ليكون بهذا الشكل الساحر...
كما حرصت على إرتداء فستان فخم قدر ثمنه
بآلاف الدولارات حتى تكون أنيقة و جميلة
كعادتها أمام صديقاتها و معارفها من الطبقة
المخملية...طوال الحفلة كانت تتأبط ذراع
كامل و تستقبل ضيوفها و تهديهم بعض الابتسامات
التي تعكس حياتها السعيدة مع زوجها منعا
لأي إشاعات.
كناين القصر أيضا كن في غاية الجمال و الروعة
رغم حرص كل منهن على إختيار إطلالة بسيطة
حيث تأنقت يارا في فستان أبيض شبيها 
بخاصة العرائس من إختيار صالح الذي أصر على 
رؤيتها بالأبيض للمرة الثالثة....
بينما إرتدت سيلين فستانا رائعا طويلا اسود اللون لكنه كان ضيقا بعض الشيئ لذلك إرتدت فوقها 
معطف فرو.... 
بينما إختارت أروى اللون الوردي الهادئ الذي
لون فستانها الجميل و حرصت على إقتناء 
نسخة مطابقة خاصة بالأطفال للجين...
بدا الجميع في غاية السعادة إلا بضعة
أشخاص كانوا يحاولون إخفاء حزنهم وراء
إبتساماتهم المزيفة و أبرزهم كان هشام
الذي إنشغل طوال الحفل بمراقبة الشقية إنجي
فبعد أن فشلت في جعله يتراجع عن الارتباط
بوفاء مثلت الاستسلام لكنها ظهرت اليوم من
جديد و تبدو أنها تنوي بعثرة أوراقه التي
جاهد طويلا في تنظيمها حيث ظهرت مع
صديقها علي ترتدي فستانا ضيقا و قصيرا
أظهر من جسدها الكثير...
كان يقف مع وفاء يستقبل التهاني من بعض
أصدقاءه حتى تجرأ أحدهم و سأله هامسا
في أذنه..
بص المزة اللي هناك... اللي لابسة الذهبي دي 
بصراحة جامدة آخر حاجة .
لم يدر هشام كيف إستطاع في تلك اللحظة
إمساك أعصابه و لولا عدم رغبته في إفساد
الحفل لإقتلع عينيه من محجريها...قبض على
كوب العصير الذي كان يمسكه بقوة و هو ينظر
حيث كانت إنجي ترقص بلا مبالاة مع عدة
فتيات أخريات في الحقيقة كانت في غاية الجمال 
بهذا الفستان اللامع الذي أبرز جمال قوامها الممشوق
إستأذن هشام من وفاء و أخبرها
أنه سيعود في الحال ثم إتجه نحو إنجي ليجذبها
من ذراعها بقوة و ينزلها من حلبة الرقص و رغم
تذمرها إلا أنه لم يتوقف حتى أخذها في ركن
بعيد نسبيا عن الضجيج...دفعها رامقا إياها
باشمئزاز ثم هدر بحدة..
إيه القرف اللي إنت لابساه داه... مش مكسوفة
من نفسك و لا من إخواتك الرجالة و هما بيشوفوكي
بالمنظر داه شبه بنات الليل ..... .
تغاضت إنجي عن إهانته و صړخت في وجهه
هي الأخرى بنفس النبرة..
فلي يخصك و فورا و من غير كلمة زيادة هتطلعي لأوضتك تغيري القرف اللي إنت لابساه
لأحسن قسما بالله ماهخليكي تكملي الحفلة 
إنت عاوز مني إيه ها مش عملت اللي في دماغك 
و خطبت... 
دفعته مرة أخرى لكن هشام إحتفظ بيدها على 
صدره بينما أضافت هي بكل ڠضب..
إهتم بخطيبتك عشان أنا خلاص خرجت من 
حياتك...إنسى إن عندك بنت عم إسمها إنجي 
و لو شفتي حتى بمۏت ملكش دعوة . 
إبتسم هشام بسخرية على حديثها معلقا..
اه فعلا أنا طلعت من حياتك خلاص و إنت كمان 
بس لما بشوفك بالشكل ده و كل الرجالة بتبص
عليكي و إنت بترقصي كأنك في كباريه فدا 
يخليني أتدخل...و دلوقتي روحي غيري قميص 
النوم اللي إنت لابساه دا... 
نفض يديها وأشار بإصبعه نحو فستانها بقرف ثم 
أضاف قبل أن يستدير عائدا إلى الحفل..
عن إذنك دلوقتي ...اصلي تأخرت على خطيبتي . 
سار و تبعته هي بعينيها اللتين إغرورقتا بدموع 
الندم و الحزن ترغب فقط لو تعود الايام شهرا 
واحدا إلى الوراء حتى تصلح ما إقترفته في 
حق نفسها من معاناة مسحت دموعها بسرعة 
ثم توجهت للداخل نحو غرفتها حتى تغير 
هذا الفستان الذي إرتدته فقط لتثير غيرته... 
غير بعيد عنها كانت فاطمة تهمس في أذن 
هانيا و تقنعها حتى تساعدها
بقلك إيه أي واحدة من المعازيم تسألك على مكان 
الحمام دليها على جناح صالح بيه.. تمام . 
هانيا برفض..إنت عاوزة توديني في داهية 
صالح بيه لو عرف هيقطع خبري...بقلك إيه يا فاطمة 
أنا خلاص مبقتش عاوزة أدخل نفسي في 
خططك الفاشلة ااااه سيبيني إنت بتعملي إيه
يا مچنونة. 
هسهست فاطمة و هي تغرس أظافرها في 
لحم ذراعها بقوة حتى تورم..
و هو إنت لسه شفتي حاجة من جناني ...
قسما بالله لو نفذتيش اللي بقلك عليه لفضحك
و أقول لفريد على كل حاجة. 
ضغطت هانيا على أسنانها من شدة الألم 
و الڠضب أيضا لتهدر مدافعة عن نفسها..
و هتقوليله إيه ماهو كل اللي أنا عملته كان
من تخطيطك إنت و إلا إنت عاوزة تعترفي 
على نفسك كمان. 
ضحكت فاطمة بسخرية و هي تجيبها بارتياح..
تفتكري في حد في القصر داه هيصدقك 
أنا الكل عارفني هنا و بقالي عشرين 
سنة ساكنة هنا مع عيلتي إنما إنت جيتي إمبارح 
فشوفي إنت بقى لما أنا أروح لفريد بيه و أقله إن هانيا هانم عينها منك و بتخطط عشان ټقتل إبنك و مراتك...
السادس عشر
ذهلت هانيا و شعرت بالخطړ من كلام فاطمة
فهي تعرفها جيدا و باتت تدرك جيدا مدى خطورتها لن ترحمها أبدا و ستنفذ ما هددتها به بطريقة أو بأخرى كما أنها محقة في ما تقوله فهي لاحظت طبعا
معاملة أهل القصر لها و لوالدتها فهم يثقون
بهم كثيرا و بالتأكيد سوف يصدقونها بكل
سهولة خاصة أنه لا يوجد أي دليل يدينها
فالخبيثة جعلتها هي من تقوم بكل الخطط... 
همست لها الأخرى عندما طال صمتها مھددة..
ها قلتي إيه هتعملي اللي قلتلك عليه 
و إلا أروح لفريد بيه و أقوله 
ردت عليها هانيا و قد زاد ڠضبها و حقدها
تجاهها..اه يا حقېرة...يا ژبالة أنا الغلطانة
عشان وثقت في واحدة زيك و إعتبرتها 
صاحبتي . 
زادت فاطمة من ضغطها عليها قائلة بخبث
و قد لانت لهجتها قليلا..
ما إنت اللي إضطرتيني اعمل كده بعد مارفضتي 
مساعدتي و أوعي تكوني فاكرة أن أنا مش 
فاهمة إيه اللي في دماغك الحلوة دي تؤ never 
أنا فاهماكي كويس و حافضاكي.... 
إنت قررتي تنسحبي بعد ما لقيتي 
نفسك خلاص وصلتي للي إنت عاوزاه...بعد ما فريد 
بيه يجبر مراته تنزل البيبي كل حاجة بينهم 
هتبوز و أكيد هتطلب الطلاق...ماهو بالعقل 
كده مفيش ست هتقبل تعيش مع واحد حرمها 
من إبنها.. عشان كده فكرتي تخلي بيا و تسيبيني 
لوحدي... غبية... تؤ تؤ متبصيليش كده إنت 
عارفة كويس إنك غبية...عارفة ليه.. عشان 
مفكرتيش إن فريد بيه ممكن 
يغير رأيه في أي لحظة خاصة إنه بيحب مراته 
جدا و مش بعيد تنجح و تقنعه يخلوا البيبي
خديها نصيحة مني عشان تضمني إن خطتك تنجح متسيبيش حاجة للصدفة و إعملي كل حاجة بنفسك... . 
رمقتها بانتصار عندما ظهرت الدهشة على 
وجه هانيا التي بدأت كعادتها تتأثر بكل 
ما تقوله لها فاطمة لتكمل الأخيرة بإيجاز..
بس أنا عشان لسه معتبراكي صاحبتي و

عاوزة مصلحتك هديكي أزازة الدواء و إنت عارفة 
هتعملي بيها إيه...
أومأت لها هانيا بالموافقة و هي تشعر بشيئ
بارد يوضع في يدها و صوت فاطمة يرتفع 
من جديد ليملأ أذنيها و عقلها..
خذي...و يلا عشان تعملي اللي قلتلك عليه 
و متقلقيش دي حاجة بسيطة مفهاش أي خطړ
يلا بقى قبل ما الحفلة تخلص . 
دفعتها إلى الأمام تحثها على السير لتخفي 
هانيا قارورة الدواء بسرعة في ملابسها 
و هي تلتفت حولها پخوف شاتمة فاطمة 
في سرها ثم سارت لتدلف القصر بحثا 
عن أي فتاة تسأل عن مكان الحمام لا تعلم.... 
تاركة فاطمة تضحك بانتصار فهاهي 
أخيرا على وشك تحقيق ما حلمت 
به منذ سنوات غافلة عن ذلك الذي كان 
يختبئ وسط الظلام يتابع ما يحصل 
بعيون صقر ينتظر اللحظة المناسبة ليشهر 
مخالبه و ينقض على فريسته.... 
بعد دقائق تلقت رسالة على هاتفها تخبرها 
فيها هانيا بأن تأتي على الفور لأن هناك 
من صعدت إلى جناح صالح حتى تصلح 
زينة وجهها في الحمام...أسرعت فاطمة 
بخطوات مدروسة نحو الأعلى...طرقت باب 
الجناح بخفوت ثم دخلت تبحث عن تلك السيدة 
تظاهرت بأنها تفتح جميع أبواب الغرف 
باحثة عنها و التي لحسن حظها وجدتها في الحمام
إبتسمت لها و هي تقف أمام الباب دون أن 
تدخل..
أنا آسفة حضرتك بس شفتك ډخلتي هنا 
بالغلط...اصل دا جناح صالح بيه حفيد 
عزالدين بيه صاحب القصر و لو حضرتك 
بتدوري على الحمام ففي إثنين تحت عشان 
الضيوف . 
توترت المرأة و إحمر وجهها من شدة الخجل 
لتلملم اشياءها و هي تتمتم باعتذار..
أنا آسفة مكنتش عارفة بس اصل في..... 
قاطعتها فاطمة بسرعة قبل أن تنهي كلامها 
قبل أن تندفع إلى الداخل..
حضرتك أنا ممكن اساعدك عشان ننزل بسرعة 
أصل صالح بيه لو شافنا هيزعل عشان هو 
مش بيحب إن حد يدخل جناحه . 
اومأت لها السيدة قائلة بإحراج..
أنا هروح و أعتذرله رغم إن أنا مش غلطانة 
أصل في ست تحت باين إنها شغالة هنا و تعرف 
القصر كويس هي اللي وصفتلي الجناح بالضبط 
و كمان مكان الحمام... 
تحدثت فاطمة بصوت منخفض مدعية القلق..
لا مفيش داعي حضرتك أنا من رأيي بلاش 
تكلميه اصلا دي حاجة بسيطة و مش مستهلة
كل الحكاية سوء تفاهم و خلص و عشان حضرتك 
ترتاحي أنا هبقى أقله متقلقيش و على فكرة أنا بشتغل هنا في القصر .... 
رمقتها السيدة بنضرات تقييمية قبل أن تحرك 
راسها من جديد بالايجاب و يبدو أنها قد 
إقتنعت بكلامها فهي في الأصل كانت ترغب 
في إصلاح مكياجها بسرعة حتى تغادر إلى حفلة أخرى لذلك لا داعي لتعقيد الأمور اكثر....
إرتدت حقيبتها ثم خرجت لتستغل فاطمة 
فرصة وجودها و تدس علبة الدواء الثانية 
في أحد الأدراج ثم خرجت بسرعة تتبع تلك 
السيدة حتى تدلها على الطريق..... 
في الأسفل كان الجميع مستمتعين بالحفل 
الذي كان فرصة جيدة لبعض رجال الأعمال 
حتى يتشاركوا أعمالهم و صفقاتهم بينما تنافست السيدات على التفاخر بما يمتلكن من مال و 
ثروة كحال جميع الحفلات الخاصة بالاثرياء
حتى جاءت اللحظة الرئيسية ليمسك كامل 
بالميكروفون و يلقى خطابا قصيرا يشكر فيه 
جميع الحاضرين على حضور حفل خطوبة 
إبنه مبديا فرحته البالغة بهذا الحدث السعيد.... 
إنتهى من كلامه لتتعالى الهتافات و التصفيقات 
من الحاضرين وېصرخ الشباب الحاضرين من أصدقاء العريس بينما تقدم هشام ووفاء حتى 
يتبادلا خواتم الخطوبة و يقطعا الكعكة العملاقة 
حتى إنتهى الحفل بعد ساعة أخرى و غادر
الجميع و لم يتبق سوى بعض العمال الذين
كانوا ينظفون حديقة القصر و يزيلون مظاهر الزينة بهدوء .... 
في جناح فريد..... 
إنتهت أروى من تغيير ملابسها بصعوبة 
حيث كانت تشعر ببعض الإرهاق و الصداع 
من ضجيج الحفل بالإضافة 
إلى عوارض الحمل التي بدأت تزداد يوما 
بعد يوم...إرتمت على السرير بتعب و رفعت 
فوقها
 



الغطاء حتى تنام و قبل أن تغمض 
عينيها شعرت بانخفاض الجهة الأخرى من 
الفراش... مرت ثوان و قليلة قبل أن يسحبها
فريد لتنام بين أحضانه كما يفعل كل ليلة 
تجاهلته كعادتها دون أن تحدثه أو تبدي أي 
ردة فعل تاركة إياه يفعل ما يشاء بينما كان 
أنا عارف إنك تعبتي أوي النهاردة..إيه رأيك 
أكلملك الدكتورة عشان تكتبلك على شوية 
مسكنات.... 
لم يتلق منها إجابة لكنه لم رغم ذلك لم يتوقف عن الحديث فهو تقريبا تعود على تجاهلها له..
طب أجيبلك حاجة دافية تشربيها ممم 
أنا بقول أعملك مساج عشان يرحلك عضلات 
جسمك....
تواصل صمتها و تواصل إلحاحه ليضيف..
حبيبي مش كفاية خصام بقى...وحشني صوتك 
و ضحكتك... و هزارك حتى لوجي مبقتيش 
تهتمي بيها زي الأول...رجعت يتيمة من ثاني . 
تنحنحت لتنظف حلقها قبل أن تنبس بنبرة 
جامدة..
خليها تتعود على غيابي من دلوقتي عشان 
متتعبش بعدين.... 
إنتفض فريد من مكانه ليرفع معه الغطاء مما 
جعل أروى تتأفف بضجر مردفة..
فريد أنا تعبانة و عاوزة أنام...و مش عاوزة
أتكلم في حاجة....حكايتنا وصلت لنهايتها 
خلينا ننفصل بهدوء و من غير مشاكل و أنا 
مش عاوزة منك حاجة غير إبني...
توسعت
عينا فريد و إحمر وجهه من شدة 
الڠضب ثم صړخ پجنون..
إنت بتخرفي بتقولي
إيه...عاوزة تسيبيني 
إستوت أروى بصعوبة في مكانها ثم 
نظرت نحوه بلامبالاة قبل أن تشير بيدها 
قائلة..
مالك إتحولت كده...كأنك أول مرة تسمع 
مني الكلام داه.. 
رفع إصبعه نحوها محذرا إياها..
أروى... حاسبي على كلامك و متنسيش 
أنا مين 
أروى بسخرية..
هتكون مين يعني جوزي اللي هيبقى بعد 
أيام طليقي... 
كتمت تأوها عندما امسك فريد بخصلات 
شعرها ليجذبها نحوه مهددا..
لسانك الطويل هيجي يوم و يتقص خلي 
بالك . 
دفعته بقوة و هي تهدر پغضب مماثل بعد أن فاض
بها..
لا و الله و فاكرني هخاف منك عشان مليش 
حد... لافوق و صحصح معايا أروى الهبلة اللي
فاكرها جارية عندك خلاص بح... ماټت و جت 
واحدة جديدة مستعدة ټحرق الدنيا كلها 
علشان خاطر إبنها...انا زمان كنت بعدي و بسامح 
بمزاجي مش ضعف مني زي ما إنت فاكر 
دلوقتي سيبني أتخمد أنام عشان بجد زهقت 
فاض بيا و مبقاش عندي حاجة أخسرها.... 
كان صوته هادئا للغاية عندما سألها..
يعني مصممة . 
أخذت أروى نفسا عميقا قبل أن تنفثه تدريجيا 
محاولة تهدأة نفسها...ثم أزاحت باقي الفراش
من فوقها و وقفت من مكانها لتواجهه مرددة 
بشجاعة..
اه و لو سمحت بطل تسألني عشان بجد 
بقيت ممل و اوفر أوي...بص لنفسك عامل إزاي مستغرب من أم عاوزة تحمي إبنها.. و مش مستغرب
من أب عاوز ېقتل إبنه هقول إيه ما أنتوا عيلة
مجانين واحد مهوس بمراته و خانقها و الثاني 
جاي بعد سنين ينتقم على حاجات تافهة لا و من 
مين من مراته أم إبنها و إنت...مش عاوزة أتكلم 
اكثر من كده بجد قرفت و زهقت و قعدت اسبوع 
كامل عشان اقدر أتجاوز صدمتي فيك بس دلوقتي 
الحمد لله عقلي رجعلي و بقيت تمام...و مبقاش 
فارق معايا أهتم بحد غدار زيك وهمتني بالحب و 
الإهتمام و طلعت في الأخر مريض...بجد برافو 
طلعت ممثل شاطر و هيبقالك مستقبل في 
التمثيل احسن من الشرطة...عن إذنك أنا رايحة 
أنام مع لجين... 
أهدته نظرة تدل على تقززها ثم سارت بغرور 
نحو باب الغرفة...لازالت لا تدري من أين أتتها 
القوة حتى تتحدث معه بهذه الطريقة 
ربما غريزة الأمومة هي السبب...ضغطت 
على أسنانها لتكتم صړاخها بعد أن تفاجأت 
به يقبض على شعرها و يعيدها نحو الداخل 
بكل همجية...
حيوان ... 
هذا ما نبست به و هي ټقاومه حتى تركها 
بعد أن رماها بغير عڼف على الفراش مردفا
من بين أسنانه..
إخرسي و إتخمدي نامي.... و بكرة هتتحاسبي
على كل كلمة قلتيها..
جنت أروى من كلامه و صړخت بهستيرية و قد 
إشتعلت الڼار بداخلها لتندفع نحو التسريحة لتخرج من أحد الادراج مقصا صغيرا...جمعت خصلات شعرها في يد واحدة و هي تصرخ دون توقف..
و آدي شعري اللي دايما بتشدي منه هقصه 
و اريحك منه...بكرهك..بكرهك منك لله كرهتني
في كل حاجة.... 
إستطاع فريد بحركة سريعة أن ينتزع المقص
من يدها و يرميه بعيدا ثم قيد جسدها الذي
كان يرتجف متمتما بكلمات خاڤتة في أذنها 
حتى تهدأ لكنها كانت في عالم آخر تهذي و تردد
بأنها تكرهه و لاتريد البقاء معه... 
حملها فريد ووضعها على الفراش ثم غطاها
جيدا و إستلقى إلى جانبها دون أن يفعل شيئا
سوى التحديق بها و مشاهدتها و هي تغلق عينيها
بعد أن تعبت و خارت قواها مستسلمة لسلطان 
النوم.... 
وضع فريد يده فوق بطنها ثم أغمض عينيه
لتنزل دموعه دون وعي منه من شدة الندم 
لم يكن يريد أن تصل الأمور لهذا الحد...وبخ
نفسه على طبعه القاسې الذي يتمكن منه كلما
ڠضب فبدل أن يصالحها جعلها تكرهه أكثر 
كان من المفترض أن يتحمل سلاطة لسانها 
و چنونها ففي الاخير هي معها حق و يعترف 
بذلك..هو مريض و معقد بسبب تجربة قاسېة 
مر بها و لم يستطع تجاوزها...ليس ذنبها أن 
حظها العاثر أوقعها بين يديه هي أم و الام تفعل 
المستحيل من أجل طفلها هذا الطفل الذي أنعم
عليه الله به و بدل أن يحمده و يشكره عليه 
ترك الشيطان يوسوس له و يقنعه بتصديق أوهام 
لا وجود لها سوى في عقله المړيض... 
تفحص هشام رواق الطابق بحذر حتى يتأكد من خلوه و هو يقف أمام باب غرفة إنجي..أدار 
مقبض الباب بخفة حتى لا يصدر أي صوت ثم
تسلل نحو الداخل حيث كانت الغرفة غارقة
في الظلام... إستند على ظهر الباب يسترق
السمع حتى وصل إلى مسامعه صوتها و هي 
تتحدث في هاتفها مع شخص ما و... تبكي... 
كان يريد رؤيتها و الاطمئنان عليها فبعد أن صعدت 
إلى غرفتها حتى تغير فستانها لم تنزل مرة 
أخرى و هذا ما جعله يقلق عليها.. وقف ليتصنت 
على حديثها الذي بدأ غير مفهوم بسبب شهقاتها
خلاص يا علي كل... حاجة.. إنتهت... 
و أنا
خسرته للأبد....أنا عارفة هشام كويس 
هو طيب و حنين بس لما يزعل بيتقلب مرة
واحدة و بيبقى واحد ثاني....هو معاه 
حق أنا أنانية و طماعة و مستاهلش
حد كويس زيه بس أنا خاېفة عليه من اللي 
إسمها وفاء.... أنا و الله سمعتها و هي بتتكلم
في التلفون في مكتبه المرة اللي فاتت مع 
حد و بتقله إنها عاوزة تاخذ منه المستشفى بتاعته و تبيعها عشان تسافر أمريكا...اه... لا أنا قلتله 
بس هو رفض يصدقني...و مش عارفة هعمل إيه... 
ضحكت من بين دموعها قبل أن تضيف..
اه ھڨتلها لو فكرت تمس شعرة من هشام... 
هشام داه ملكية خاصة بتاعي أنا و بس 
و مصيره هيرجعلي بس أنا عاوزاه يلاقيني 
تغيرت و بقيت زي ماهو عاوزني... أنا بحبه 
أوي يا علي و للأسف إكتشفت داه متأخر
حاسه إني بختنق و مش قادرة أتنفس 
كلما إفتكر إني ضيعته بغبائي . 
إختنق صوتها بعد أن إنفجرت بالبكاء ثم سمع بعدها
صوت الهاتف يصطدم بالأرض ليغمض هشام
عينيه و هو يشعر بقلبه يتضخم داخل صدره 
و أخيرا كتلة الجليد خاصته لانت و إعترفت
هي لم تعد أميرته الصغيرة منذ أن أهانته و طردته
من حياتها بكل قسۏة لذا يجب عليه أن ينساها
فهو الان رجل مرتبط و ما يفعله يعد خېانة..
في فيلا سيف...... 
خرج سيف من حمام جناحه بعد أن إستحم 
و غير ملابسه ليجد غرفة النوم خالية...زفر 
بحنق و هو يرمي المنشفة على الأرض 
متمتما پغضب..
لابقى دي زودتها أوي...أنا هروح اجيبها من شعرها
عشان تبطل حركات العيال بتاعتها...
نزل الدرج قفزا حتى وصل أمام غرفة عمته هدى
و هو يلهث...طرق الباب عدة مرات قبل أن يدخل
باحثا عنها ليجدها نائمة على الفراش بينما 
كانت عمته تقف بقرب السرير و يبدو أنها كانت تنوي
فتح الباب له...
تحدث معتذرا بينما عيناه مثبتتان على زوجته
التي كانت تغط في سبات عميق..
بعد إذنك

يا طنط أنا جاي آخذ مراتي و آسف
لو ازعجت حضرتك . 
اجابته هدى و قد نجحت في إخفاء ضحكتها..
إتفضل يابني...
تقدم سيف ليحملها بين ذراعيه ثم قال..
تصبحي على خير... 
أغلقت هدى باب غرفتها بعد
أن غادر و هي تتمتم
بدعاء متمنية لهما بدوام السعادة و صلاح الحال
بينما صعد سيف الدرج بسرعة نحو جناحه
وضعها على السرير لتفتح سيلين عينيها ببطئ 
و تنظر للغرفة حولها و ما إن إكتشفت أنها 
ليست غرفة والدتها حتى إنتفضت من مكانها 
تتساءل..
أنا فين 
رد عليها و هو يغلق باب الغرفة بالمفتاح..
في اوضتك يا حبيبتي...يلا غمضي عنيكي 
و كملي نوم . 
إلتفتت بسرعة تشيح بوجهها بعيدا عنه 
عندما رفع سيف قميصه للأعلى و نزعه
ببطئ حتى كشف عن عضلات بطنه المسطحة 
التي تعشقها...صعد على الفراش بجانبها 
و هو يبتسم بتسلية مستمتعا بلعبة القط 
و الفأر التي يلعبها معها كل ليلة... 
راقبها و هي تنزلق بجسدها تحت الغطاء 
و توليه ظهرها كعادتها...إنها مصرة على إستفزازه 
و لاتريد التراجع عن تمثيليتها السخيفة التي 
طالت أكثر من اللازم حتى كاد يصدق أنها 
فعلا فقدت ذاكرتها و لم تعد تتذكره...
هتف بخبث محاولا فتح حوار معها عله 
يكتشف سبب كذبها عليه..
سولي حبيبتي...جهزي نفسك بكرة هنروح 
الجزيرة... عشان عندي شغل ضروري هناك . 
و بالفعل نجحت خطته عندما فلتت منها 
شهقة مكتومة بعد أن تمالكت نفسها بصعوبة حتى لاتفضح أمرها إلتفتت نحوه و هي تبتلع ريقها 
بصعوبة لتسأله بخفوت
جزيرة إيه مش فاكراها 
سيف مصطنعا الجدية..
جزيرة ...معقولة مش فاكراها 
و على فكرة إنت بتحبي الجزيرة دي 
جدا عشان كده فكرت إن إحنا لو رحنا هناك اكيد 
ذاكرتك هتتحسن . 
شحب لونها و ظهر الهلع جليا في مقلتي عينيها
قبل أن تحرك شفتيها بصعوبة محاولة إستجماع
أفكارها بحثا عن حجة تمنعه من أخذها إلى 
ذلك المكان الموحش..
لا أنا.... كويس مش عاوز أروح حتة... 
رد عليها ممثلا اللامبالاة..
قلتلك عندي شغل مهم ...يعني لازم نروح. 
سيلين محاولة إقناعه دون أن يشك فيها..
أوكي روح لوحدك. 
سيف بجدال..
مينفعش أسيبك هنا لوحدك لازم تكوني معايا...
سيلين بعناد..أنا مش لوحدي معايا مامي... 
سيف بضيق..
قلتلك مينفعش عشان هنقعد هناك شهرين 
وأنا مش هبقى مطمن عليكي غير و إنت معايا... 
يلا نامي دلوقتي عشان هنسافر بدري
تصبحي على خير.... 
سيلين باندفاع بعد أن نجح في إستفزازها
مستحيل أنا مش هروح جزيرة الأسود دي 
ثاني...
إتسعت إبتسامته المنتصرة بعد أن نجح أخيرا 
في جعلها تعترف...و هاهي جاءت اللحظة 
المنتظرة لحظة الحقيقة...
الفصل السابع عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
أقبل صباح اليوم التالي الذي كان يحمل في جعبته
مفاجآت لم يكن يتوقعها سكان قصر عزالدين..في
المطبخ كانت الخادمات تعملن بجد منذ الصباح
الباكر من أجل تحضير طعام الإفطار لتدمدم فاطمة
كعادتها متذمرة..
يوه بقى متخفي علينا شوية يا ست صفاء.. أنا بني آدمة مش رجل آلي قدامك هلحق أعمل كل داه 
إمتى إن شاء الله و بعدين الباهوات لسه نايمين 
و مش هيصحوا دلوقتي تلاقيهم تعبانين من السهرة إمبارح .
تجاهلت صفاء صوتها المزعج و هي تضغط على
أزرار آلة القهوة العملاقة موجهة حديثها نحو سعدية..
أنا مش فاهمة بنتك دي بجد و إلا لقيناها قدام باب جامع...على طول بتشتكي و مش عاجبها حاجة 
هي فاكرة نفسها جاية هنا تتفسح بصراحة أنا إبتديت أزهق منها.... 
تخصرت فاطمة و حركت شفتيها للجهتين بحركة 
شعبية ثم تحدثت بردح..
إسم الله عليكي ياختي مكنتش عارفة إن
عندك مشاعر و بتتعبي و بتزهقي زينا...إبقي 
إشتكيني لسناء هانم أو إلهام هانم . 
عضت سعدية شفتيها بخجل من وقاحة 
فاطمة و هي تشير نحو صفاء بعينيها حتى 
لاتنخرط معها اكثر في جدالها العقيم و أن 
تهتم بالعمل.. وضعت عدة اطباق على حاملة
الطعام ثم دفعتها
 



نحو فاطمة قائلة..
خذي الفطار بتاع صالح بيه قبل ما يبرد... و متنسيش تسألي الممرضة بتاعته لو محتاجة حاجة . 
نفخت فاطمة بضيق لكنها لم تعلق ثم دفعت 
الطاولة أمامها و خرجت بها من المطبخ متجهة 
نحو غرفة الجد التي تقع في الطابق السفلى 
حتي يتناول إفطاره الصحي حتى تتمكن ممرضته
من إعطاءه أدويته...
توققت عند باب غرفته و طرقت الباب لتفتح
لها الممرضة منى التي أخذت منها الطاولة 
و دلفت دون أن تحدثها حتى ثم عادت لتغلق 
الباب في وجهها بعد أن خصتها بنظرات دونية 
كعادتها كما تفعل دائما منذ اول يوم أتت فيها
إلى هنا...عندما طلبت منها بكل أدب أن تحضر لها
كوبا من القهوة لأنها لا تستطيع ترك السيد 
صالح لوحده لكن فاطمة رفضت و أخبرتها أنها
هنا لتخدم أهل المنزل مثلها و ليس من صلاحيتها 
التمتع حتى بكوب قهوة.... 
كورت يدها على شكل لكمة من شدة الڠضب 
و رفعتها حتى ټضرب بها الباب لكنها تراجعت 
في آخر لحظة و هي تتوعد بداخلها لتلك 
الممرضة المغرورة..
مش ناقصني غير الأشكال دي تعكر مزاجي
عالصبح...
إلفتت لتتفاجئ بوجود هانيا التي كانت تبحث
عنها...
كملت.... خير عاوزة إيه إنت كمان شايفاني
في الحلم إمبارح 
جذبتها هانيا من
يدها نحو الخارج و توقفت
بها عند ركن خال من كاميرات المراقبة.. نظرت
حولها تتفحص المكان بحذر قبل أن تهمس لها..
مش معايا وقت كثير لازم ارجع لفوق قبل 
ما لجين تصحى....
خلصت فاطمة معصمها منها و هي ترفع حاجبها
بمكر فصديقتها تبدو متوترة جدا لكنها تعلم 
السبب جيدا.. تحدثت مدعية الجهل..
أنا كمان مستعجلة خلصيني.... 
عجزت هانيا عن الحديث بعد أن شعرت بأن 
لسانها قد شل بينما كان قلبها يطرق داخل قفصها
الصدري بقوة...فالموضوع كان خطېرا لدرجة
أنها كانت مړعوپة من ذكره حتى بينها و بين نفسها 
و لم تجد سوى فاطمة التي لم تنفك تستهزء من 
خۏفها الغير مبرر...و تشجعها على إتباع المثل القائل 
بأن كل شيئ مباح في الحب و الحړب.... 
إنتفضت بفزع عندما نكزتها فاطمة من ذراعها 
حتى كادت تقع مستمعة لسخرية الأخرى..
لما إنت خرعة كده و خاېفة من خيالك 
بتبصي لفوق ليه متشوفيلك صبي ميكانيكي 
و إلا قهوجي من الحارة بتاعتكوا و تجوزيه
أريحلك . 
ضغطت هانيا على أسنانها بانزعاج من كلامها قبل أن 
ترد عليها بوقاحة مماثلة
نفس السبب اللي خلاكي تبصي لصالح بيه. 
غمزتها بعينيها ثم رفعت إصبعيها السبابة و الابهام
لتجسد تلك الحركة المشهورة التي تعني المال... 
قبل أن تهمس لها..الفلوس ياعنيا..كل حاجة 
بنعملها أنا و إنت عشان الفلوس.... 
تفاجأت فاطمة بردها الغير متوقع فهي لطالما
عهدتها غبية و جبانة لا تستطيع قول كلمتين مفيدتين همهمت لها و هي تحرك رأسها بإعجاب..
إتطورنا و بقينا نعرف نتكلم على العموم أنا
عارفة إنت عاوزة إيه بس للأسف أنا مش 
هقدر أساعدك عشان أنا خلاص مهمتي 
إنتهت معاكي و من هنا و رايح مليش دعوة بيكي 
وبأي حاجة تعمليها...أنا عملت اللي عليا و فهمتك
هتعملي إيه بالتفصيل باقي بس التنفيذ . 
بللت هانيا شفتيها الجافتين ثم حركت جيب
سترتها الشتوية التي كانت ترتديها تتحسس 
زجاجة الدواء التي كانت بداخله قائلة..
ماشي بس فاضل حاجة واحدة لازم تساعديني 
فيها...لما تبدأو تحضروا الفطار قوليلي عشان
أحطلها الدواء .. 
إبتسمت لها فاطمة باتساع قبل أن تجيبها 
بتلاعب
ماشي... موبايلات بقى تشاو . 
سارت عدة خطوات بعيدا عن
هانيا ثم إنفجرت 
ضاحكة و هي تتمتم بداخلها..
يا سلام على دماغك يا فيفي...ألماظ يلا 
خلينا نتسلى شوية قبل ما أخلص منها 
هي الأخرى... . 
تنهدت و هي تدلف من الباب الخلفي للمطبخ
حتى تنهي بقية أعمالها على مضض. 
في الأعلى..... 
فتحت أروى عينيها المتورمتين بړعب 
و هي تشعر بثقل فظيع في رأسها...إستندت 
على ذراعيها حتى تتمكن من رفع ثقل جسدها
الذي كان يرتجف پعنف رغم أن جبينها كان 
يتصبب عرقا من شدة الحرارة.... 
أعادت رأسها إلى الوراء تلهث پعنف
بسبب ذلك الحلم المخيف الذي أرق منامها ثم
رفعت يديها تتحسس بطنها بحماية و تحمد 
الله على سلامة صغيرها الذي رأتهم يسلبونها
إياه في حلمها 
القصر تلك الكذبة اللذيذة التي عاشتها مع زوجها طوال الاشهر الماضية قبل أن يسقط القناع 
و يظهر وجهه الحقيقي...لازالت لا تصدق حتى 
الان كيف إنقلب حالهما هكذا و تحول حبيبها 
و مصدر أمانها إلى ألد الأعداء...
أزاحت تلك الذكريات من عقلها مقررة التركيز على حاضرها و الذي يمثل مستقبل صغيرها الذي لم يرى النور بعد...جعدت أنفها بانزعاج بعد أن تسللت 
في التقيأ متذكرة على الفور ذلك اليوم عندما سړقت 
تلك الذكريات جعلتها تبتسم رغما عنها كما تفعل دائما كلما تذكرت أي حدث جمعها به ..... 
إلتفتت ناحية باب الشرفة حيث دلف فريد 
للتو و أغلقه وراءه كان يرتدي ملابسه الرسمية 
و تفوح منه رائحة السچائر يبدو أنه كان 
ېدخن منذ وقت طويل.. 
في البداية لم تهتم به و قررت مواصلة طريقها 
و كأنه غير موجود لكن وجهه المتعب و الهالات السوداء التي كانت تحيط بعينيه الحادتين بشكل واضح جلبا إنتباهها...لتتساءل بداخلها عن سبب
تعبه ألم تكن هذه رغبته منذ البداية إذن لما يبدو و كأنه لم ينم منذ شهر...
تأملته بشرود دون أن تدرك أنه هو أيضا كان ينظر إليها بتمعن من رأسها حتى أخمص قدميها..... 
تردد قليلا قبل أن يتقدم نحوها بخطوات بطيئة لترتبك أروى هي الأخرى و تلوم نفسها على 
شرودها المفاجئ إستعدت للرحيل لكن صوته الحزين أوقفها..
إستني شوية... عاوز أتكلم معاكي.. 
أخفضت رأسها نحو الاسفل و إنشغلت بربط 
حزام روبها و هي تجيبه بلامبالاة أجادت 
تصنعها..
بخصوص
إيه لو على موضوع البيبي 
فمتتعبش نفسك انا مش هغير رأيي مهما حصل 
هدخل اجهز شنطتي عشان امشي .... 
تحدث مقاطعا إياها محاولا التماسك قدر
حرمانه حتى من رؤيتها و هو الذي قبل الټضحية بصغيره حتى لا يحرم منها.... 
لو جا ولد هنسميه سيف و لو بنت هسنسميها 
أروى...كل ثلاثة أيام هاخذك للعيادة عشان 
اطمن عليكي و لما تدخلي الشهر السابع 
هحجزلك في المستشفى لغاية ماتولدي
او يمكن نسافر برا لو الدكتورة سمحت بكده ...ممنوع تنزلي 
الدرج و أي حاجة إنت عاوزاها هجيبهالك لحد 
عندك...مش عاوزك تجهدي نفسك و متتحركيش
كثير..ملكيش دعوة بلوجي مربيتها هتهتم بيها ...و هخلي هشام يبعثلنا ممرضة عشان 
تاخذ بالها من مواعيد الدواء بتاعك و الأكل...
لم تفته نظراتها المصډومة التي كانت ترمقه بها لاتصدق أنه إقتنع أخيرا و وافق على الاحتفاظ 
بالطفل رغم شروطه المچنونة التي جعلتها تبتسم 
رغما عنها... كانت تشعر بإنقسام قلبها إلى نصفين 
نصف يحثها على إلقاء نفسها بين أحضانه 
و تعويض ليالي الحرمان التي عاشتها في بعده
و النصف الاخر يدعوها إلى إقتلاعه من قلبها و حياتها إلى الأبد و يبدو أن نصفها الثاني قد غلب .. 
هدرت بنبرة لامبالية تدل على أن إعتذاره قد تأخر كثيرا و أصبح بلامعنى
للأسف مش هقدر أقبل عرضك داه...أنا خلاص خدت قراري و مش هتراجع عنه...أي كلام أو تبرير بقى من غير فايدة و بتتعب نفسك عالفاضي . 
مسح فريد وجهه پعنف ثم إرتمى على الفراش وراءه قائلا..ليه 
أجابته بآلية تصف له ماتشعر به..
الأمان و الحب اللي كنت بحسهم ناحيتك خلاص 
مبقاش ليهم وجود دلوقتي... بقيت حاسة بالخۏف 
في كل لحظة و كل يوم بيمر عليا هنا معاك .. 
مفيش ليلة مرت عليا من غير كوابيس و أنا بشوف إبني بېموت قدامي و أنا متكتفة مش قادرة أعمله حاجة حتى الاكل بقيت خاېفة لحسن تحطلي حاجة 
تنزل البيبي...فريد أرجوك خليني أمشي أبوس 
إيدك لو لسه بتحبني سيبني أنا مبقتش قادرة أقعد هنا...مبقتش مأمنالك وجودك بقى خطړ عليا 
و على إبني أرجو ووك . 
إنهارت أرضا تحت قدميه و هي تختنق ببكاءها
كانت تتحدث و تتخيل ما قد يحصل

لصغيرها
الأمان الثقة الحب مشاعر لم تعد موجودة 
في قلبها بل إنمحت سريعا حالما شعرت بالخطړ المحدق بطفلها...لاتزال غير مستوعبة لتغيره المفاجئ عليها لتمر أيام قليلة و يتراجع عن قراره من جديد 
كأنه طفل صغير...لن تخاطر 
ببقاءها هنا يوما آخر فمن المؤكد أنه يمثل 
عليها حتى يجد طريقة للتخلص من إبنها.. 
كانت مستعدة حتى لتقبيل قدميه مما جعل 
يجلد نفسه بداخله على رؤيتها بهذا الشكل 
المحزن...إلتقطها بسرعة قبل أن تصل ركبتاها
قول عبارات الأسف و الاعتذار. 
تنهد مستنشقا رائحة عطرها الذي يعشقه 
أيعقل أنه كان غبيا لهذه الدرجة حتى يحرم نفسه
منها كل هذه المدة و الاغرب من ذلك كيف 
ظل صامدا و هو الذي يكاد ېموت في كل مرة تنام 
فيها مع إبنته بعيدا عنه.. 
كان في عالم آخر...و كأنه يسير فوق الغيوم
محتضنا جسدها الصغير الذي كان يهتز بسبب بكاءها
عازما على عدم تركها أو التفريط فيها حتى لو اضطر إلى إجبارها على البقاء معه كما يفعل شقيقه... 
فهو في الاخير من أحفاد عزالدين و الجنون سمة طبيعية موجودة في جيناتهم..
بعد مرور يومين آخرين ...
ضلت هانيا تضع الدواء بسرية تامة في طعام 
أروى الذي كانت تأخذه لها صفاء بعد أن منع 
فريد خروجها من غرفتها بسبب رفضها البقاء معه و إصراراها على الرحيل فأضطر لحجزها رغما عنها كما أنه تحصل على إجازة طويلة ليتمكن من البقاء معها و رعايتها...كانت تنتظر بفارغ الصبر 
تلك اللحظة التي ستخرج فيها من الجناح 
و هي ټنزف معلنة عن ۏفاة طفلها و نهاية 
وجودها في هذا القصر لكن مرت ثلاثة أيام 
و هذا اليوم الرابع و لم يحدث أي جديد..... 
وراء إحدى الأشجار الضخمة التي كانت تملأ حديقة القصر كانت هانيا تشكو لفاطمة كعادتها... 
هانيا..أيوا بحطلها نقطتين في كباية العصير
في الفطار و كمان في المية بس مفيش نتيجة... 
أخفت فاطمة تفاجئها بما تسمعه ثم ردت عليها..
فين المشكلة ما يمكن الدواء محتاج وقت عشان 
يدي مفعوله... 
هانيا بنفي..
مش عارفة بس أنا سألت اللي بيشتغل في الصيدلية و هو قلي مش أكثر من يومين و 
النهاردة اليوم الرابع و مفيش نتيجة أنا هتجنن. 
ضحكت فاطمة و هي تنزع إحدى أوراق 
الشجرة
قائلة..
باين عليها قطة بسبع أرواح...زي ال
اللي عندي. 
هانيا بتذكر..
اه صحيح هو صالح بيه لسه مشافش العلبة 
لغاية دلوقتي . 
إنقلب وجهه فاطمة و إكفهر..
لسه... من يوم خطوبة هشام بيه و أنا لسه 
بستنى . 
تحدثت هانيا بتفكير..
مش يمكن حطيتيها في مكان مش باين 
عشان كده لسه مشافهاش 
تأففت فاطمة و هي تقول..
مش عارفة بس مش هيأس مصيره يوم يشوفها 
و ساعتها هخلص منها للأبد. 
هانيا بغباء..
طب مش ممكن ميعملهاش حاجة زي ماإنت
متوقعة 
فاطمة بتوعد..
دايما في خطة بديلة متقلقيش.... 
نظرت نحو هانيا مضيفة..
يلا روحي زمانهم بيدوروا عليكي عشان 
لجين..مش عاوزة حد يشوفنا عشان لو حصل 
حاجة ميشكوش فينا. 
هانيا برجاء..طب و أروى هانم. 
فاطمة بعصبية..عاوزاني أعملها إيه أقتلهالك عشان ترتاحي . 
هانيا..لا بس مش عارفة أعمل إيه الدواء مش نافع 
محتاجة أخرج من القصر عشان أجيب دواء جديد 
بداله. 
فاطمة بكذب..دواء جديد إيه هي كوسة... متقلقيش الدوا كويس أنا قريت عليه في الغوغل بس هو بيحتاج شوية وقت حسب شهور الحمل.. 
يلا روحي قبل ما حد يشوفنا و يسمعنا... 
دفعتها إلى الأمام لتحثها على المغادرة ثم إلتفتت
حولها تنظر بقلق و عندما إطمئنت إلى خلو المكان 
سحقت ورقة الشجرة التي كانت تلعب بها بين يديها 
ثم رمتها على الأرض ناظرة إياها پعنف و هي تتخيل نفسها تسحق يارا كما فعلت بالورقة.... 
وراءها بالضبط و على بعد خطوات قليلة منها كان آدم يقف و ينظر إليها بإعجاب ليس بها طبعا بل
 



بذكاءها الخارق بعد أن إستمر في مراقبتها 
الايام الماضية...لاينكر أنه تفاجئ كثيرا بعد 
أن إكتشف ما تخطط له بالصدفة و لولا 
تلك المكالمة التي أتته ليلة خطوبة شقيقه 
و اضطر للذهاب بعيدا عن الضوضاء حتى 
يستطيع التحدث على راحته لما إكتشفها 
حتى الآن...
صفق بيديه عدة مرات لتلتفت له فاطمة التي 
إصفر وجهها و كادت تقع أرضا من شدة فزعها
تقدم نحوها و هو لايزال يصفق حتى إذا 
وصل أمامها توقف...و لأول مرة و رغم 
وجودها أمامه منذ سنوات طويلة ينتبه 
لجمال ملامح وجهها النقية و عينيها الواسعتين
و شعرها الحريري الذي كانت تربطه على شكل 
ذيل حصان طوال الوقت...كانت بالفعل جميلة 
و خبيثة بل في غاية الدهاء و المكر و هذا ما يبحث
عنه تقريبا...لأنها سوف تكون وسيلته الجديدة 
لتحقيق هدفه القديم و هو التخلص من سيف 
بل التخلص من أفراد عائلته جميعا.... 
إنت غيرتي الدواء اللي في الأزازة صح عشان كده البيبي متأذاش . 
تحدث ببرود تام مما جعل قلب فاطمة يكاد يتوقف عن النبض مستوعبة حجم المصېبة التي
وقعت فيها 
لقد إنتهت بالفعل.... هذا مافكرت فيه قبل أن ينفي 
آدم جميع ضنونها عندما قال لها..
متقلقيش أنا مش هاممني كل العبط اللي بتعمليه مع الغبية هانيا أنا عاوزة منك حاجة واحدة بس 
ساعدتها إبتسامته الخبيثة التي إرتسمت على 
شفتيه لتهدأ قليلا و تجيبه بارتعاش واضح ..و انا تحت أمرك يا آدم بيه.... 
آدم..بس الاول قوليلي إنت غيرتي الدواء ليه 
كانت فاطمة تعلم بعلاقة آدم المتوترة مع عائلته 
فهو تقريبا يكرههم جميعا حتى شقيقه لايهتم له 
لذلك إستطاعت أن تتجاوز خۏفها من إكتشافه 
لمخططها لتجيبه بكذب..
عشان مش عاوزة أروى هانم ټتأذي...هي ملهاش 
ذنب و انا مليش مصلحة إني أقتل بيبي بريئ . 
إنفجر آدم ضاحكا من إجابتها الغير متوقعة 
قبل أن تتجهم ملامحه فجأة و يشتعل وجهه 
من شدة غضبه و بدون تردد رفع يده ليشدها
بقوة من شعرها بينما يده الأخرى كتم بها 
صړاخها.. همس في أدنها بصوت خاڤت مهدد
أول و آخر مرة تحاولي تكذبي عليا فاهمة.... المرة الجاية مش هتلحقي . 
هزها من شعرها پعنف عدة مرات ثم دفعها الأرض 
هادرا پغضب..
الليلة الساعة واحدة بالليل عاوزك في جناحي 
لو تأخرتي ثانية واحدة جهزي كفنك أحسن. 
تجاوزها بعدم إهتمام بعد أن تعمد أن يدعس
على قدمها بقوة متوجها نحو سيارته الفارهة 
تاركا فاطمة في حالة صدمة و ذهول تفكر 
في هذه المصېبة المفاجئة التي وقعت على 
رأسها... 
الفصل الثامن عشر من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
لم تكن الايام الماضية بالهينة أبدا على سيلين
التي باتت تعض أصابعها ندما و خوفا بسبب
كذبتها البريئة التي جعلت سيف يبتعد عنها اميالا
رغم وجودهما في مكان واحد...كانت تشعر بالضياع
و التشتت فحياتها أصبحت عبارة عن فوضى عارمة
رغم فراغها القاټل...فكل ماتفعله هو الجلوس 
في الفيلا صحبة والدتها طوال النهار و إنتظار مجيئ
زوجها مساء و الذي أصبح يتأخر و لايعود إلا بعد منتصف الليل و مع ذلك تنتظره ليأتي و يغير ملابسه ثم يغادر الجناح و ينام في غرفة أخرى .... 
حتى أنها حاولت طلب الصفح منه عدة مرات لكن جهودها ذهبت هباء فهو يرفض حتى التحدث معها أو إعطاءها فرصة لتشرح له...
رفعت عيناها للمرة العاشرة لتراقب عقارب 
الساعة المعلقة في أحد حوائط الغرفة فوجدتها تشير 
إلى الثانية عشر ليلا...تأففت باستياء مما آلت إليه الأمور فغيابه كل هذا الوقت يعني أنه لايزال غاضبا منها لكن لما يغضب و هي لم تفعل سوى واجبها... 
كما تفعل اي زوجة مخلصة و محبة لرجلها هل أخطأت لأنها تريد أن تعيش حياة طبيعية معه 
في بداية علاقتهما كانت سعيدة جدا بحبه و إهتمامه 
بها و كيف لا و هي التي رأت كيف كان عالمه يدور حولها يعاملها و كأنها ملكة متوجة على عرشه... عبارات العشق و الهيام التي يلقيها على مسامعها ليلا و نهارا و التي تجعلها تلامس الغيوم ...الهدايا الباهضة التي كان يفاجأها بها بلا حساب... رحلات لأحلى و أجمل البلدان 
حياتها كانت مثالية لدرجة أنها كانت تحسد نفسها...
لكن مع مرور الايام أصبح هوسه بها غير طبيعي و تحول دلاله إلى سجن ېخنقها...و ما كان يخيفها 
اكثر أن الأمر كان يزداد تعقيدا مع مرور الايام 
حتى أصبحت أشبه بعصفورة مسجونة في قفص 
ذهبي...
فتحت باب غرفة الملابس التي كانت تعج بآلاف 
الفساتين و الحقائب المقتناة من أشهر الماركات العالمية بالإضافة إلى الساعات الغالية المرصعة بفصوص من الألماس...أحذية عطورات و أدوات 
تجميل أصلية...تجزم أن هذه الغرفة تساوي 
ميزانية إحدى الدول الأفريقية.... 
رفعت يدها لتفتح أحد الأبواب الزجاجية 
و تخرج منه حقيبتها المفضلة من ماركة هيرميس
المصنوعة من جلد تمساح الالبينو تلك الحقيبة 
التي فاق سعرها المليون دولار...إنفلتت منها ضحكة ساخرة عندما تذكرت زوجة خالها إلهام التي 
كادت ټموت من شدة صډمتها عندما شاهدتها
عندها... 
نظرت إلى الحقيبة باشمئزاز ثم رمتها على الأرض و نزلت على ركبتيها لتجلس أمامها تنظر إليها بنفور 
و كأنها عدوتها فما فائدة كل هذه الرفاهيات 
و هي في السچن .... 
شعور التشتت و العجز إستحوذا على كيانها
و لاتدري مالذي ستفعله حتى تسيطر على
حياتها من جديد...سمعت خطواته و هو يدلف 
الغرفة لكنها لم تلتفت إليه بل ظلت قابعة 
في مكانها و كأنها صنم
تجاهد حتى لا ېفضحها
قلبها الذي تسارعت دقاته ما إن إشتنشقت 
رائحة عطره التي
إنتشرت في أرجاء المكان.
تنهد سيف بارتياح حالما وجدها أمامه سليمة 
معافاة بعد أن إستنفذ عقله كل الأفكار السيئة 
عندما لم يجدها تنتظره في غرفة النوم كما
تعود كل ليلة. 
تقدم نحوها و نزل إلى مستواها حتى يتفقدها
جيدا خاصة بعد أن لمح تلك الحقيقة أمامها قائلا 
بصوت رجولي أطاح بباقي مقاومتها..
إنت كويسة 
طأطت رأسها ثم حركته يمينا و يسارا و هي تضغط بقوة على شفتيها حتى لاتصرخ بصوت عال 
معلنة عن جميع الاوجاع التي كانت تنهش روحها 
من الداخل...والدها الذي تركها و هي مازالت طفلة 
لتضطر إلى تحمل مسؤولية أمها المړيضة...وحيدة
بدون سند في بلاد غريبة لم تعرف مشاعر الحب 
أو الصداقة يوما فكل من كانوا حولها كانوا مجرد معارف عابرة لا أحد يهتم لها و عندما عادت 
إلى وطنها بحثا عن عائلتها لم تجدهم بل وجدت 
مكانهم مجموعة من الوحوش الضارية تتصارع من أجل الثروة و المال يتربصون بها و ينتظرون اللحظة المناسبة للقضاء عليها لولا وجود حاميها الذي 
وقف في وجوههم كالسد المنيع يحميها بحياته
فهو الوحيد من بينهم الذي إهتم لأمرها منحها من الحب و الاهتمام مافاق طاقتها حتى إنطبقت عليها 
مقولة إذا زاد الشيئ عن الحد إنقلب إلى الضد...تعبت نفسها و بدأت قواها تخبو و لم تعد قادرة على الصمود أكثر لتعلن إستسلامها في الاخير عندما وصلت إلى آخر الطريق و كم كانت بلهاء ساذحة عندما ظنت أنها سوف تنجح في تغييره.. 
إلتفتت نحوه ترمقه بنظرات متعبة و تسأله برجاء
سيف عشان خاطري...بلاش تعاملني بالطريقة 
دي أنا خلاص تعبت و معتش قادرة أستحمل
أكثر من كده ... 
أخفى ببراعة أجادها بسهولة نظرته المشفقة
نحوها و هو يستقيم من مكانه نحو خزانة ملابسه
ليخرج منها بعض الثياب البيتية الخاصة به 
مردفا بجفاء..
مش دي كانت رغبتك إني أحررك مني ...أديني حققتهالك... عاوزة إيه ثاني 
صړخت دون وعي منها لتجيبه بما يعتري داخلها..
لاااا خلاص أنا مبقتش عاوزة حاجة غيرك... 
مسحت دموعها بسرعة ثم وقفت من مكانها 
مضيفة..خلينا ننسى الأسبوعين اللي فاتو و نعتبر إننا النهاردة رجعنا من الجزيرة... طب لو عاوز نروح 
الجزيرة و نقعد هناك شهر أنا موافقة . 
همهم بتفكير موهما إياها بأن عرضها قد

أعجبه 
قبل أن ينبس..
مش فاضي بعد بكرة مسافر دبي. 
ألقى عليها نظرة أخيرة ليجدها تنظر له بحزن 
ظاهر في عينيها الجميلتين...نقطة ضعفه.. 
سحق أسنانه پغضب من نفسه عندما وجد نفسه يشرد في هيئتها الفاتنة...لكن كيف يمكنها أن تكون بهذا السحر حتى و هي في أسوأ حالاتها 
اللعڼة على قلبه الخائڼ الذي يحثه على 
أخذها في عناق حار حتى يسحق عظامها 
و تعويض ليال الحرمان التي قضاها بعيدا عنها.... 
رمش بأهدابه عدة مرات حتى يستيقظ 
من شروده و هو يتمتم..
تصبحي على خير.... 
أسرع خارج الغرفة بخطوات مترددة متجها
نحو باب الجناح حتى يقضي ليلته في 
الغرفة المجاورة كما تعود...أمسك بمقبض 
الباب حتى يفتحه لكنه لم يستطع شيئ ما 
يشده إلى الخلف و يذكره بأن
تلك التي تركها في الداخل تبكي ليست زوجته فقط بل قطعة من روحه ...
تنهد بقوة مقررا العودة أدراجه حتى يراضيها و ينهي ألمها الذي لا يمثل نقطة في بحر عڈابه 
لكن رنين هاتفه منعه من ذلك و إنتهى به المطاف 
في الغرفة المجاورة... .
في قصر عزالدين..... 
إبتسم آدم بانتصار و هو يترشف كأس مشروبه 
بتأن رغم سماعه لصوت طرقات خاڤتة على باب
غرفته...نقل بصره نحو ساعة يده ليجدها 
تطابق الساعة الواحدة تماما...
وضع الكأس فوق الطاولة ثم وقف ليفتح 
الباب الذي ظهرت من وراءه فاطمة... كانت 
ملامحها متوترة للغاية و هي تنظر حولها يمينا 
و يسارا تتفقد المكان مخافة أن يراها أحد... 
همس لها آدم متلاعبا بأعصابها أكثر..
في معادك بالضبط...أدخلي . 
غمزها و هو ينطق بآخر كلمة لتدلف فاطمة مسرعة 
و هي تتفرس الغرفة برهبة شديدة...خاصة بعد أن لمحت قوارير المشروب ...
أشار لها أن تتبعه ثم سار ليعود إلى مكانه السابق 
و يرفع قدميه ليضعها فوق الطاولة أمامه 
بجانب الزجاجات...رفع كأسه نحو شفتيه لكن 
قبل أن يرتشفه تحدث..
مالك متنحة كده ليه اول مرة تشوفي حد بيشرب 
تساءل باستهزاء ثم تجرع محتوى كأسه 
كاملة تحت أنظار فاطمة التي قالت..
لا ياباشا بس...أنا مستغربة عشان يعني صالح 
بيه مانع الحاجات دي هنا في القصر و لو عرف 
هيزعل و . 
قاطعها و هو يفلت الكأس الفارغ من يده ليقع على السجاد..
لو عرف... و هيزعل...إنت بتتكلمي عن العجوز اللي مرمي تحت بين الحياة و المۏت مش كده.. 
إنفجر ضاحكا و كأنه سمع نكتة للتو قبل أن يتوقف
فجأة مضيفا بصوت خائب بسبب تأثير المشروب..
بقالي كم سنة مستنيه عشان ېموت...بس هو مش راضي داه ماسك في الدنيا بإيديه و أسنانه و أنا 
مش عاوز أقتله عشان هو جدي...لكن أنا عشان 
ارضي ضميري هديه مهلة اسبوعين لو مماتش 
هقتله.... 
إرتجف جسد فاطمة پخوف و هي تستمع لهذيانه
الذي يصرح فيه إستعداده التام لقتل جده 
هي كانت على يقين من سكان هذا القصر أغبلهم 
مجانين لكن يبدو أن من يقف أمامها الان هو
اكثرهم جنونا وۏحشية...
لاحظ آدم وقع كلماته عليها ليبتسم بخبث 
و قد عاد إليه رشده قائلا..
شفتي بقى أنا مستعد أعمل إيه مقابل إني 
اوصل للي أنا عاوزه...مش جدي بس لا... أي حد 
هيقف قدامي أنا هنسفه... فاهمة . 
هزت رأسها بالموافقة بعد أن فهمت تهديده 
الغير مباشر لها ليضيف آدم مربتا على كتفها 
برافو... شاطرة . 
إستنفرت كل ذرة من كيانها و هي تشعر بلمساته 
تزداد جرأة على ظهرها لتنكمش على نفسها 
و تنتفض منحنية إلى الأمام حتى تبتعد عنه 
قائلة بتلعثم..
آدم بيه...حضرتك الوقت متأخر و أنا لازم 
أمشي عشان لو حد شافني هنا هتبقى مشكلة... 
إلتفتت نحوه و هي ترسم على شفتيها إبتسامة 
مزيفة حتى لاتثير حنقه فهي آخر ماتريده هو إثارة 
غضبه في الوقت الحالي.. تحتاج لبعض الوقت فقط حتى تجد حلا لهذه الورطة التي وقعت فيها
 



بسبب تلك الغبية هانيا فلولاها لما إستطاع آدم إكتشاف 
ماتخطط له و لكانت الان في غرفتها تنعم بدفئ 
سريرها و تحلم بمالك قلبها الذي لاتريد سواه.... 
بهدوء محاولا إستمالتها..
محدش هيعرف داه هيكون سرنا الصغير...
أوعدك إنك هتتبسطي أوي و كمان هديكي 
شيك تكتبي فيه المبلغ اللي إنت عاوزاه 
داه غير إني هساعدك عشان توصلي ل.. صالح . 
غمزها و هو يبتسم لها مستغلا تأثير وسامته 
الفائقة كما يفعل دائما عندما يرغب في الإيقاع 
بإحدى الفتيات.... خاصة و أن فاطمة ليست سوى خادمة و ستكون محظوظة إن حضيت ببعض إهتمام رجل مثله... هذا ماكان يجول في خاطره و لم ينتبه
لنظراتها المشمئزة نحوه التي سرعان ما أخفتها 
بعد أن سيطرت ببراعة على صډمتها فهي طبعا 
فهمت
إيحاءاته الوقحة التي يدعوها فيها أن 
تستسلم له...المسكين هل يعتقد انها مراهقة ساذجة او مچنونة حتى تقع في تلك الهاوية التي لارجوع منها...
تعترف بأنها كتلة من المساوئ تسير على قدمين... شريرة حقودة ټأذي من حولها.. قاټلة... و لكنها لم
من هنا هذه الليلة سالمة و سوف تجعله يندم لأنه 
تجرأ على العبث معها هي صحيح فقيرة لا تمتلك من
أمواله و نفوذه شيئا لكن كان لديها عقلا يجعل 
الشيطان ينحني لها.... 
همهمت مدعية التفكير وهي تتراجع ببطئ
إلى الوراء بينما تسللت يدها لتفك قبضته 
من حول معصمها حتى لا يتفطن لها قبل أن تبتسم 
له بعبث قائلة..
أنا من وجهة نظري شايفة إنه... لسه بدري على الحاجات دي لازم الأول نوصل لللي إحنا عاوزينه و بعدين نستمتع...مش عاوزين حاجة تشغلنا عن هدفنا .. 
تقدم آدم بخطواته نحوها حتى أصبحت 
فاطمة محاصرة بينه و بين الباب.. رفع أنامله 
لتعبث بإحدى خصلات شعرها مردفا بكلمات 
منمقة و جمل مختارة بعناية مصرا 
على إيقاعها و إلحاقها بقائمة حريمه..
أنا إزاي مخدتش بالي منك قبل كده...إنت 
قدرتي تخبي الجمال داه كله إزاي 
لوهلة كادت أن تقع في شباكه فهي في الأخير 
مجرد أنثى تتوق لسماع كلمات الإعجاب و الحب 
حتى و لو كانت مزيفة لكنها أدركت نفسها في اللحظة الأخيرة و عادت إلى رشدها من جديد 
و هي تحاول إستحضار ملامح صالح أمامها حبها الأول و الأخرى... أو بالأحرى هدفها الذي تصبو 
إلى الوصول إليه بكافة الطرق.... 
رواق الطابق من وراء الباب الذي كانت تستند عليه بصوت صړاخ مألوف جعلها تنتفض بړعب.... 
أزاحها آدم من أمامها ثم فتح الباب و هو يوصيها 
بنبرة محذرة..
أدخلي جوا و إوعي تفتحي الباب..هطلع أشوف فيه إيه 
في فيلا سيف.... 
كان سيف يجوب أرضية الغرفة و هو ېصرخ بين الحين و الاخر محاولا السيطرة على غضبه الذي 
كان يتصاعد بسبب تلك الأخبار التي يستمع 
إليها عبر هاتفه....فتح باب النافذة ليستنشق 
الهواء البارد الذي لفح بشرته الساخنة هادرا 
پعنف..
يعني إيه جدي حالته مش بتتحسن و الغبية 
اللي أنا جايبها عشان تاخذ بالها منه ملاحظتش 
داه إلا بعد شهر...الصبح تمشيها إنت فاهم 
مش عاوز أشوف خلقتها هناك و انا هبقى أكلم هشام ينقله المستشفى عنده..... أيوا نفذ اللي بقلك عليه... 
ما أنا عارف إن الزفت هشام هو اللي باعثها أيوا
خلص في مصېبة ثانية.... 
ضړب الحائط پغضب أمامه ثم صړخ من جديد 
بعد أن سمع الخبر الثاني..
إيه إمتى حصل داه داه...
سلسلة من الأخبار السيئة وقعت على رأسه 
دفعة واحدة و كأن هذا ماكان ينقصه 
صحة جده التي كانت تتدهور و مشاكل إبن عمه صالح التي طفت إلى السطح من جديد بعد أن ظن أنه قد هدأ اخيرا لكنه كان مخطئا...ذلك المچنون يعلم أنه لن يهدأ أبدا حتى ېقتل تلك المسكينة زوجته او تهرب منه...
اغلق الهاتف ثم حشره داخل جيب معطفه 
الذي لم ينزعه حتى الآن و هو يفك أزرار 
قميصه بسبب شعوره بالاختناق و التعب 
الذي تمكن من جسده و عقله.... 
في قصر عزالدين...... 
دلف صالح جناحه في وقت متأخر من الليل 
بعد أن أضطر إلى المكوث في الشركة حتى 
وقت متأخر بسبب تراكم الأعمال...فهو يستعد 
لفتح فرع جديد في الولايات المتحدة الأمريكية 
عن قريب لذلك مؤخرا أصبح يقضي كامل يومه 
في مكتبه حتى يارا توقف عن إيصالها إلى المطعم صباحا بسبب ذهابه باكرا جدا... 
غير ملابسه بسرعة ثم أسرع نحو الفراش 
ليجدها نائمة ترتدي تلك البيجاما الصفراء المضحكة 
المرسوم عليها شخصية سبونج بوب ...
متعمدا مشاكستها لتتململ يارا بانزعاج مغمغمة
بتذمر بعد أن لفح جسدها برودة الغرفة ..
سيب الغطا... الجو بارد . 
ضحك صالح ثم ادخل يده الباردة تحت قميص 
البيجاما ووضعها فوق بطنها لتنتفض يارا من نومها 
بفزع تعاتبه على مزاحه الثقيل الذي حرمها 
من نومها الهنيئ
بطل غلاسة بقى سيبني انام ... 
صالح ببراءة..
هو انا جيت جنبك انا كنت بسلم على إبني. 
نفخت يارا الهواء بضيق و تجلست على الفراش ثم مدت يدها حتى تجذب 
الغطاء لكن صالح رماه بعيدا مما جعلها تهدل 
كتفيها باستياء...نظرت نحوه لتجده يرمقها 
بنظرات ماكرة قبل أن يهتف..
مش كفاية حرماني منك...عاوزة تبعدي عني إبني كمان. 
يارا باستياء..
صالح عشان خاطري هات الغطا الاوضة 
ساقعة اوي و أنا عاوزة أنام و لو على إبنك 
خلاص ياسيدي أهو.... 
رغم أنها لم تكن تطيق الإقتراب منه لكن مضطرة 
لمجاراته في ألعابه التافهة... تثاءبت قبل أن 
تضيف بصوت ناعس..
إبنك عاوز
وحشتيني...لحد إمتى هنفضل كده بنمثل على 
بعض...قريب جدا إبننا هييجي مش عاوزينه 
يلاقي باباه و مامته علاقتهم متوترة كده 
خلينا ننسى اللي فات و نبدأ من جديد و أنا 
أوعدك هجيبلك الدنيا كلها تحت رجليكي
إنت شاوري بس...إديني فرصة و اوعدك 
إنك مش هتندمي.... 
تحدثت بصعوبة بصوت خاڤت..
صالح إحنا تكلمنا كثير في الموضوع داه و إتفقنا 
إني....هتنازلك عنه و إنت.. تقدر تتجوز واحدة ثانية هي هتهتم بيه و تربيه...
بملامح لينة و صوت مستعطف حاول إقناعها من جديد..
بس أنا عاوزك إنت ...إنت أول حب في حياتي 
و أنا مقدرش أعيش من غيرك صدقيني..أنا عارف إني أذنبت في حقك بس أنا كنت زعلان منك أوي و مجروح عشان كسرتي قلبي...أنا حبيتك بجد و كنت شايفك كل حاجة بالنسبالي بس لما عرفت الحقيقة إتصدمت جدا عشت سنين طويلة و انا براقبك من بعيد كنتي عايشة حياتك و ناسياني...حتى لما خطڤتك و جبتك الفيلا المهجورة اي حاجة كانت بتحصلك أنا كنت بعاقب نفسي أضعاف كنت بحاول أقسى قلبي عليكي و أخليه يكرهك عشان أحقق إنتقام بس في الأخر مقدرتش عشان إكتشفت إني بحبك بس كنت بعاند...كنت عارف إنك مستحيل 
هتسامحيني بعد اللي عملته فيكي عشان كده أحبرتك تتجوزيني....
قطع إعترافه ليأخذ أنفاسه و يسيطر على عبراته 
التي كادت تفضحه ثم أضاف... 
بصي إنت إديني فرصة و أنا هصلح كل حاجة و أول حاجة هعملها هشتريلك بيت جديد صغير على قدنا و فيه جنينة كبيرة و هنزرع فيها كل أنواع الورد اللي بتحبيه....و هنجيب كلب و قطة بس هنخليهم
في الجنينة عشان أنا مش بحب الحيوانات ...
و إيه كمان...أه و سليم أنا هجيبله مربية و 
هاخده معايا الشركة كل يوم عشان ميعطلكيش عن شغلك...و كل شهر هناخد اسبوع اجازة و نروح اي حتة
إنت تختاريها ....و لو حابة نجيب بيبي ثاني اوكي و لو مش عاوزة يبقى خلاص كفاية علينا سليم 
المهم إنك تبقي معايا و متسيبنيش...أرجوكي 
يايارا أنا هعمل كل اللي إنت عاوزاه بس إديني فرصة 
نبدأ من جديد...قلتي إيه . 
طفق يعدد لها الامتيازات التي سيمنحها إياها 
إذا وافقت يجزم أنه في تلك اللحظة لو طلبت 
روحه لما كان سيتردد في منحها إياها..لكنها 
ظلت تحدق فيه بجمود قبل أن تدير رأسها إلى الجانب الاخر و قد تحشرجت 
أنفاسها

رافضة حتى أن تجيبه هل يظن أن 
بضعة كلمات منمقة و وعود فارغة أتت بعد فوات الأوان ستجعلها تنسى اشهرا من العڈاب الممېت... لما لايفهم أنها لم تعد تطيق رؤية وجهه خاصة أنه لا يتوقف عن فرض نفسه عليها...فقط لو يمنحها الخيار 
مرة واحدة لكان الأمر إختلف كثيرا...
علامات الرفض و النفور كانت واضحة على وجهها بشدة و لاتحتاج لكلمات تخبره أنه حتى لو أمضى 
بقية حياته يعتذر لن تسامحه و هذا ما جعل قلبه القاسې ينصهر من شدة الألم .. 
أفلت يده من تحت رأسها ثم جذب الغطاء 
ووضعه على جسدها مهمها بصوت منخفض
تصبحي على خير.... 
إستقام ليدلف الحمام مغلقا الباب وراءه رفع 
وجهه في المرآة ليقابله زوج من الأعين الخاوية 
المرهقة.... 
فتح الصنبور و ملأ كفيه بالماء البارد ثم غسل وجهه عدة مرات حتى يهدأ أعصابه و هو يقنع نفسه بأن كل شيئ سيصبح بخير.. 
فتح درج المناشف ليلتقط منشفة نظيفة حتى ينشف 
وجهه ليلفت إنتباهه وجود علبة دواء غريبة لم يرها من قبل.... فصالح منذ مجيئ يارا للسكن معه هنا 
أمر الخدم بأن لايتركوا اي أدوية في الجناح 
خوفا من تهورها... 
فتح العلبة و هو يقطب حاجبيه باستغراب 
ثم بدأ في قراءة الإرشادات و التي كانت 
مكتوبة باللغة الإنجليزية...مع كل كلمة كان يقرأها
كان جنونه يتصاعد أكثر... 
رمى المنشفة من يده ثم نزل على ركبتيه ليبحث 
في بقية الادراج عن المزيد... بدأ يقلب كل شيئ
و الڠضب يأكل وجهه حتى صارت جميع الارفف فارغة بعد أن القى بجميع محتواياتها على الأرض
إلتف حول نفسه عدة مرات يتفرس أنحاء المكان 
الذي أصبح عن عبارة عن فوضى عارمة.... 
إعتصر زجاجة الدواء في قبضته ثم خرج من المكان كالإعصار المدمر ليجدها تجلس على حافة الفراش 
تنظر أمامها بشرود...و كأن شيطانا تلبسه هرع 
نحوها ليقبض على خصلات شعرها الطويل 
و يوقفها من مكانها غير مبال بصړختها المټألمة... 
وجهها نحوه ثم رفع الزجاجة أمام عينيها و هو يسألها بسخط..
إيه داه 
لم تستطع يارا فهم مايحصل و كيف تغير 
فجأة لتصرخ غير مبالية بشعرها الذي كان يتقطع 
كلما حركت رأسها..
سيبني ياحيوان... إنت إتجننت... 
دفعها نحو الحائط و هو يرمقها بنظرات ممېتة 
قبل أن يهمس بنبرة كالفحيح..
كنتي عاوزة تقتلي إبني...
إصفر وجه يارا و إزرق و بنظرات مصعوقة بقيت 
تحدق فيه غير مستوعبة لما يتفوه به من ترهات 
ثم صړخت..
إنت بتتكلم عن إيه إبعد عني.... 
رفع من جديد زجاجة الدواء ليريها إياها 
و هو يهدر بحدة بعد أن طفح كيله من رؤيتها 
تنكر بكل بساطة..
مش عارفة إيه داه داه دواء إجهاض لقيته في الحمام...جبتيه عشان تقتلي إبني مش كده...أنا هوريكي يايارا هعمل فيكي إيه...أقسم بالله لندمك 
على اليوم اللي فكرتي ټأذي فيه إبني.... 
هزها پعنف لټقاومه يارا و هي تصرخ بقوة 
رغم أنها لم تفهم مايجري حولها لكن كل مايهمها 
الان هو إنقاذ نفسها من هذا الۏحش... 
سيبني بقلك أنا معرفش حاجة عن اللي بتتكلم 
عليها... اااااه إلحقوني....
إستنجدت لعل أحدا ما ينقذها من بين براثنه 
لكن أسكتها بصڤعة من ظهر يده خدرت كامل 
وجهها من قوتها...بينما دوى صوته في كامل أنحاء 
الغرفة و هو يصيح پجنون..
إخرسي يا بقى أنا صالح عزالدين واحدة 
حقېرة زيك تستغفلني...بقى بعد كل اللي عملته عشانك بردو مصرة على ال....أنا الغلطان عشان عاملتك كويس بس طلعتي حيوانة مش بتيجي غير بالضړب و الإهانة...أقسم بالله لو مكنتيش حامل بإبني أنا كنت قتلتك بإيدي...
صفعها بقوة حتى 
فهي تقريبا قد تعودت على مزاجه المتقلب فهذه ليست أول مرة تجرب فيها عنفه...حاولت أخذ أنفاسها بصعوبة و هي تضع يديها على بطنها
 



بحماية 
محاولة الصمود أمامه بكل قوتها حتى لا يتأذى صغيرها.... 
كان صالح يصارع شياطينه التي تملكته رغم رغبته العارمة في طحن عظامها فهاهي من جديد تعاود خداعه مستغلة حبه لها كما فعلت منذ سنوات...كيف أمكنها أن تكون بهذه القسۏة و الدناءة رغم ما فعله من أجلها في الأيام الأخيرة...
جذبها من شعرها لتسير خلفه و خرج بها من الجناح بينما كانت يارا لاتتوقف عن مقاومته 
دون فائدة فقوتها الضئيلة لاتكفي حتى لتحريك ذراعه الضخمة...
صړاخها ملأ أرجاء القصر لتهرع أروى و فريد 
ثم تلاهم هشام و إنجي و آدم و بقية سكان 
القصر الذين إجتمعوا كلهم حتى يمنعوه عما يفعله 
لكن صالح لم يدع أحدا يقترب منه...بل و إستدعى
حرسه الخاص و أمرهم بإبعاد أي شخص يقترب منه خاصة فريد و هشام الذين اصرا على إنقاذ يارا منه... 
داخل غرفة آدم كانت فاطمة تقف وراء
الباب تراقب ما يحصل بأعين جاحظة أطرافها كانت ترتجف بشدة و هي تلمح صالح من وراء الباب يجر يارا وراءه من شعرها كالجزار الذي يجر شاة ليذبحها...ومحاولات الجميع الفاشلة في إنقاذها منه دون فائدة فقد كان اشبه بإعصار هائج لا أحد يستطيع الوقوف في وجهه...
دفع الباب فجأة ودلف آدم ثم أغلقه وراءه 
و هو يقهقه بصوت عال و يشير نحو فاطمة قائلا..
شفتي وشي حلو عليكي إزاي... أهو صالح 
هيقتل مراته و الساحة هتفضالك ياجميل.... 
نفت فاطمة برأسها و هي تحاول التركيز في خطتها التالية قائلة..
لا..صالح مستحيل ېقتل مراته...إنت ناسي إنها حامل في إبنه 
تجهمت ملامح آدم فجأة بعد أن تذكر تلك المعلومة 
قصدك إيه إنت مشفتيشه عامل إزاي... 
فاطمة بدهاء..أنا متأكدة أنه هيسجنها في أي حتة أو يمكن ياخذها على الفيلا المهجورة بتاعته لكن مستحيل ېقتلها...أصلا هو عامل الهيصة دي كلها عشان الطفل . 
آدم پحقد..
بس الطفل داه مش لازم يعيش...داه الوريث الوحيد لثروة لصالح... 
فاطمة..طب ماهو فريد بيه كمان عنده بنت 
آدم بسخرية..
فريد محلتوش غير مرتبه اللي بياخده من شغله و كمان أجار العمارتين بتوع ليلي مراته ...بيحوشهم 
كل شهر عشان لوجي... فريد تنازل عن كل ورثه في شركات جدي بعد ما سيف رجع نصيبه....حتى فلوسه في البنك خذ بيهم فيلا صغيرة في ال
عشان ناوي سيب القصر . 
فاطمة پصدمة..
طب و هنعمل إيه دلوقتي... إحنا لازم نتصرف
أنا عاوزاها تطلع من حياته خالص 
ضيق آدم عينيه و هو ينظر لها ثم همس..
عندك
حق لازم نتحرك و بسرعة قبل الصبح مايجي عشان لو سيف عرف مش هيسكت أنا سمعته مرة و هو بيزعق لصالح عشان ضړب مراته...
آدم طبعا لم يخبر فاطمة أن غايته ليس فقط التخلص من طفل صالح بل هو يريد التخلص منهم جميعا كما خطط سابقا مع والدته و التي أصبحت مشغولة مؤخرا في ملاحقة والدتها بعد أن إكتشفت علاقته السرية مع ميرفت والدة يارا و لذلك وجب عليه إستغلال هذه الفرصة حتى يلفت إنتباه إلهام لتعود لمساعدته كما كانت تفعل من قبل فهو بقټله ليارا سوف يقدم لها فرصة لتستطيع إزاحة غريمتها من طريقها بسهولة و التي سوف تكون مشغولة بما أصاب إبنتها....
عاد لواقعه ليستل هاتفه بسرعة ثم إتصل بأحد القتلة المأجورين اللذين يعرفهم و أمره بفعل شيئ ما 
في الحال ليوافق الاخر بعد أن عرض عليه مبلغا كبيرا من المال... 
في الطابق السفلي.... 
توقف صالح أمام أحدى الغرف و هو لايزال محاطا 
بحرسه الذين شكلوا جدارا حوله حتى لايستطيع 
أحد الوصول إليه..الوضع كان 
كارثيا للغاية و الفوضى ملأت ارجاء القصر....حتى 
فريد توقف عن محاولة انقاذ يارا و إنشغل بتهدأة 
زوجته التي يبدو أنها نسيت بأنها حامل فهي كانت تصرخ و ټشتم و تتحرك پعنف و عشوائية و ټضرب الحرس بكل قوتها..
جذبها بصعوبة نحوه ثم حملها بخفة و صعد بها 
الدرج رغم مقاومتها و صړاخها..
سيبنيييي بقلك سيبني... .إنت رايح بيا فين 
ضړبته على ظهره بقبضتها عدة مرات و رغم 
ذلك لم يتوقف حتى وصل لجناحه... أنزلها على قدميها و هو يلهث بتعب ثم أردف بتذمر..
إهدي يامجنونة فرهدتيني...
إندفعت أروى كشرارة اللهب نحو الباب لكن 
فريد منعها لتصرخ فيه پغضب..
سيبني خليني أنزل للحيوان اخوك أربيه...
فريد بصرامة..
إهدي و بلاش تتحركي بعشوائية إنت ناسية إنك حامل...كده هتأذي البيبي. 
قاطعته أروى بوجه متجهم ..لا منسيتش و متعملش نفسك إنك مهتم بإبني أكثر مني...و دلوقتي ابعد من قدامي عاوزة أخرج.. 
أسرع فريد ليستند بظهره على الباب ليسد الطريق أمامها قائلا ..
مفيش خروج من الأوضة...
تخصرت و هي تجادله..قلتلك إبعد من قدامي 
أنا لازم أنزل
قبل ما أخوك ېقتلها . 
فريد منبها..متقلقيش أنا هتصرف...بس متطلعيش من الأوضة و إلا اقلك . 
أخرج مفاتيح الجناح من جيبه ثم خرج و أغلق 
الباب لتشهق يارا پغضب من فعلته و أسرعت 
نحو الباب لتضربه پعنف و تنادي عليه..
فريد إفتح الباب....فريييييد إفتح الزفت داه
بقلك تعالى هنا . 
ظلت ټضرب الباب بيديها و قدميها دون فائدة 
لتعلم أنه قد غادر..فكرت بسرعة و لم تجد حلا سوى
الخروج من الباب الثاني أي عبر غرفة لجين. 
مظهر يارا المسكينة الغارقة في دماءها جعلها تفقد صوابها و تصر اكثر على مساعدتها.
التاسع عشر
جر صالح يارا التي كانت ټقاومه و تصرخ و تنادي على هشام و أروى و البقية حتى ينقذوها لكن دون فائدة فحرس صالح قد وصل بسرعة وشكلوا جدارا فاصلا بينهم ثم أدخلها عنوة داخل إحدى الغرف....
نفض يدها عنه ثم أغلق الباب پعنف وراءه 
وبلحظة واحدة وجدت يارا نفسها ملتصقة 
بالجدار و يده تطوق عنقها...أنفاسها كانت 
تتسارع كنبضات قلبها و عيناها تكادان تخرجان من محجريهما و هي تنظر له بړعب من مظهره المخيف الذي بات يشبه الوحوش الغاضبة...إرتجفت أطرافها 
و كأن سلكا كهربائيا لمسها عندما شعرت بيده تضغط 
على عنقها ببطئ لتستجمع باقي قوتها و تهمس 
بصوت ضعيف مخټنق ..
صالح عشان خاطري سيبني...أنا معملتش حاجة
و الله . 
حدق فيها بنظرات ممېتة و هو يراقب دموعها التي كانت تنهمر من عينيها قبل أن ېصرخ في وجهها فجأة بأعلى صوته..
إخرسييييي.... 
رفع إصبعه ليضعه فوق شفتيها مانعا إياها من الحديث و هو يضيف محذرا..
مش عاوز أسمع صوتك...ياخاينة يامجرمة 
عاوزة تقتلي إبني. 
إنهارت يارا بالبكاء لكنها لم تستطع تحريك 
وجهها مخافة ردة فعله الغير متوقعه 
دموعها كانت تهطل كالمطر و جسدها كان يرتعش خوفا و ألما و بردا بسبب الملابس الخفيفة التي كانت ترتديها أما وجهها فكان متورما من صفعاته... 
لازالت حتى الآن لاتفهم سبب تحوله ألم يكن قبل نصف ساعة من الان يرجوها حتى تعود له من أجل طفلهما الان تأكدت أن قرارها كان صائبا عندما رفضت عرضه بعد أن ظلت الايام الفارطة تقنع نفسها أنه قد تغير و انها من الممكن أن تعطيه فرصة أخرى 
ليس من أجله بل لكي لاتخسر طفلها فهي مستعدة للتضحية بحياتها من أجله لكن الآن و بعد هذه 
الڤضيحة التي حصلت أمام العائلة طوت صفحته للأبد فقط فلتمض هذه الليلة و سوف تخبر 
والدها بكل شيئ ..... 
دوى صوت صالح من جديد في أرجاء الغرفة حتى طغى على جميع الأصوات التي كانت تستمع لها 
في الخارج..
أنا إعتذرت منك بدل المرة ألف و كنت مستعد.... 
ابوس رجلك و
أعمل كل اللي إنت عاوزاه عشان تسامحيني...قلتلك إن أنا مريض مچنون اوصفيني 
بأي حاجة إنت عاوزاها بس ترجعيلي و نبدأ حياة جديدة في اي مكان تختاريه... كنت بعد بالدقائق و الساعات

و انا بستنى إمتى أشوف إبني...و إنت كنتي بتطعنيني في ظهري.... طب... طب كنتي قټلتيني أنا.... ليه تعملي كده في إبننا للدرجة دي معندكيش إحساس...قلبك داه إيه حجر..... 
ضړب مكان قلبها بكفه لتنتفض يارا بقوة و هي تجاهد حتى تأخذ أنفاسها التي بدأت تفقدها بسبب 
ضغطه على رقبتها..
لسه زي ما إنت مستعدة تدوسي على اي حد عشان توصلي لهدفك . 
رمقها بكره ثم سحب يده لتسعل يارا بقوة 
و تسقط على ركبتيها أرضا لأخذ أنفاسها 
تحت أنظار صالح الذي تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة حتى لايؤذي طفله... هدر بقسۏة 
متعمدا إھانتها..
أنا اللي كنتي فاكرك هتنظفي و تبقي بني آدمة بس
طلعت غلطان عشان اللي زيك مكانهم في الأرض تحت رجلين اسيادهم....بس ملحوقة انا هتصرف 
و هرجعك لمكانك الأصلي...
ركع على ركبته أمامها ليمسك شعرها و يرفع 
وجهها نحوه مكملا بغل..
فاكرة الفيلا المهجورة...
إبتسم پشماتة ووعيد عندما لاحظ رعبها ثم 
اردف..محتاجة تتروق ...
دفعها حتى إصطدم جبينها بالارضية و من حسن 
حظها لم تكن الدفعة قوية ثم وقف أمامها 
بشموخ مكملا سلسلة اوامره..
هتقضي الليلة دي هنا في الاوضة 
دي و بكرة هننقل للفيلا اللي هتكون سجنك 
لبقية حياتك.... 
تمسكت يارا بساقه و هي تتوسله رغم شعورها بالذل 
و الإهانة للمرة الخمسين..
ارجوك ياصالح متسبنيش هنا... عشان خاطر 
إبنك هو ملوش ذنب . 
ركلها بقوة لتبكي پألم..
و مفكرتيش في إبننا ليه لما كنتي بتخططي إنك تقتليه من هنا ورايح تنسي إن ليكي إبن داه 
إبني انا و إنت ملكيش أي حق فيه... و لغاية ما تولدي هتعيشي في الفيلا المهجورة و بعدها هرميكي زي الكلبة...هخليكي تتمني المۏت من اللي هعمله 
فيكي . 
أغلق باب الغرفة وراءه بالمفتاح ثم اوصى
أربعة من الحرس أن يظلوا هنا أمام الباب و لايدعوا أحدا يدخل... 
في الغرفة.... 
زحفت يارا بانهاك نحو
الباب لتبدأ في ضربه 
و الصړاخ على صالح ترجوه أن يخرجها من هنا 
فالغرفة كانت باردة جدا خاصة أن درجات الحرارة تنخفض بشكل كبير في الساعات الأولى بعد 
منتصف الليل...ظلت لعدة دقائق تستمع لصوت 
صړاخ فريد و شجاره معه قبل أن تنهض باحثة عن أي شي تدفئ به نفسها لكنها لم تجد فكل ماتحتويه
الغرفة هو سجاد يغطي الأرضية و أريكة كبيرة 
قديمة الطراز و بعض التحف حتى يئست لتتكور على نفسها فوق الاريكة و تحتضن جسدها و هي 
تحاول تهدأة نفسها و عدم البكاء بعد أن شعرت بانقباضات في معدتها ..... 
في الخارج..... 
هرولت أروى نحو الدرج لتبدأ في نزول الدرج 
ببطئ مخافة أن تنزلق و تسقط حتى وصلت 
الطابق الأرضي...توقفت قليلا في مكانها تلهث بسبب
المجهود الذي بذلته ثم إستأنفت سيرها من جديد 
نحو الغرفة التي إحتجز فيها صالح زوجته 
والتي كانت تقع في آخر الرواق...شهقت عندما 
رأت فريد يتشاجر مع شقيقه و بعض الحرس 
ضخام الچثة الخاصين بصالح يقفون غير بعيد 
عنهم منتظرين أي أوامر من رئيسهم.... 
إستندت على أحد الجدران حتى تستمع إلى حوارهم 
حيث كان فريد يحاول إقناع صالح بترك يارا.... 
فريد بصړاخ..
قلتلك إفتح الزفت داه يا مچنون .... 
أجابه صالح ببرود..
خليك في حالك و متتدخلش... 
فريد پغضب..
إعقل ياصالح و خلي البهايم دول يسيبوا الباب... 
كان صالح مشغولا بترتيب ثيابه و ما إن سمع كلام أخيه رفع رأسه نحوه متساءلا بغرور..
و إلا... 
أجابه فريد بصياح..
هبلغ عنك و ههحبسك ياصالح . 
صالح بابتسامة مستهزءة هتسجن أخوك 
ياسيادة الرائد . 
فريد وهو يحاول الوصول إليه
صدقني لو مافتحتش الباب داه دلوقتي حالا 
هندمك على كل اللي إنت عملته في المسكينة
اللي جوا دي....مش هسكتلك بعد كده ياصالح 
مش هخليك تأذيها زي ماعملت معاها زمان 
و لو إضطريت هستدعي قوة تيجي
 



تعتقلك إنت
و الجاردز بتوعك ... 
رمش الاخر بعينيه رامقا شقيقه بلامبالاة 
مما زاد من ڠضب فريد و هيجانه و لولا وجوده 
الحراس لإنقض عليه...أشار لهم صالح حتى أمسكوا 
فريد فهو طبعا
لايريد أن يتشاجر معه الان 
ثم سار متجها نحو جناحه لتعترضه أروى في 
الرواق التي إندفعت نحوه تضربه على كتفه و تشتمه بعبارتهاالشعبية التي تميزها..
اه يا وا.... يازبالة فاكر نفسك راجل و بتتحامى
في شوية البغال بتوعك....
رغم غضبه منها لكنه لم يكن يريد إيذاءها 
بينما كان فريد ېصرخ وراءه محاولا الإفلات من 
رجال الحراسة..سيبها ياحيوان...بقلك سيبها . 
حرك صالح عيناه بملل مفكرا في طريقة حتى يتخلص فيها من هذه العلقة المزعجة التي إلتصقت به رغم حجمها الصغير إلا أنها كانت تكيل له الضربات بكل جهدها بالإضافة إلى صړاخها و شتائمها التي 
لايعلم من أين معجم تأتي بها...
صړخ بصوت عال و هو يهزها بغير عڼف
بعد أن 
جعلت صبره ينفذ..
كفاية بقى... إخرسييييي... أنا مش طايق أسمع صوت حد و قبل ماتدافعي عنها روحي شوفي هي عملت إيه الهانم بتاخذ دواء إجهاض عشان ټقتل 
إبني اللي في بطنها . 
إستغل صالح دهشة أروى و تصنمها ليتخلص منها
بسرعة و صعد الدرج تاركا إياها في حالة من 
الذهول...إلتفتت نحو فريد الذي توقف بدوره 
عن التحرك رغم أن الحرس كانوا قد تركوه 
و إصطفوا أمام الباب مطئطئين رؤسهم 
إلا أنه كان في عالم آخر ....
فكل حماسه و ثورته الداخلية إنطفأت فجأة كجمرة مشټعلة سكب فوقها كوب مياه.... 
فما قاله صالح كان بمثابة قنبلة و كأنه وصف
حكايته لكن بأسلوب آخر...إندفعت نحوه أروى 
مسرعة و هي تشير له نحو الباب..
كلم البوليس يا فريد خليه ييجي... أخوك لازم يتقبض عليه داه مچرم ھيقتلها... فريد إصحى مش وقته... فريد... 
هزت ذراعه عدة مرات حتى تجعله يستوعب كلامها لكنه لم يحرك ساكنا بل ظلت نظرته شاردة 
و هو يتمتم..
خلينا نطلع فوق...بكرة الصبح هكلم سيف و هو هيتصرف . 
عارضته أروى رافضة..
أنا مش هستنى للصبح...الأوضة جوا ثلج و هي حامل مش هتستحمل... أخوك داه كذاب يارا مستحيل تعمل كده انا سمعتها أكثر من مرة في الجنينة و هي بتتكلم مع إبنها و بتحكيله إنها
مستحملة جنان ابوه بس عشانه... صدقني يافريد يارا مظلومة و انا متأكدة.... 
قاطعها فريد و هو ينظر نحوها..
أروى كفاية أنا قلتلك هتصرف...إرفعي الطرحة شوية عشان شعرك باين... 
لملمت أروى حجابها بإهمال و هي تلتفت للجهة 
الأخرى معترضة..
أنا هطلع أجيبلها غطا....عشان الأوضة فاضية 
انا مش عارفة أخوك داه شيطان و إلا حيوان و إلا إيه صفته...
فريد و هو يدفعها أمامه برفق حتى تسير..
بكرة هنتأكد من كلامه متقلقيش و لو طلع بېكذب أنا بنفسي اللي هعاقبه . 
أروى بشك..و هو أخوك داه في حد يقدر عليه عامل زي التنين الهايج ... 
فريد بتفكير..أنا هكلم سيف هو الوحيد اللي 
يقدر يوقفه. 
أروى بحزن..انا مش عارفة بنت رقيقة زيها شبه حتة البسكوتة دي إيه اللي وقعها في أخوك . 
زي ماوقعتي إنت في طريقي . 
أروى..أنا كنت مجبرة و مكانش عندي خيار ثاني 
يا إما أتجوزك يا إما اروح الشارع. 
فريد بغموض..يمكن هي كمان إتجبرت زيك. 
أروى..بس هي عيلتها غنية و هتقدر تحميها 
منه أنا هكملهم و اقلهم على كل حاجة خلي
ابوها المستشار يجي يطلع عينيه هو فاكر نفسه إيه ملك زمانه و مفيش حد يوقف قدامه.. بجد المرة دي 
أخوك زودها أوي و لو رجعتله تبقى مهزقة. 
فريد مغيرا سياق الحديث..
طب يلا ننام فاضل خمس ساعات عالصبح... 
أروي..هنزل أوديلها الغطا زمانها ثلجت...
فريد برفض مش هيخلوكي تدخلي و لا هيفتحوا الباب الجاردز بتوعه مش بيسمعوا كلام حد غير
صالح مشفتيش إزاي كلهم يئسوا بسرعة ورجعوا أوضهم هشام إنجي و ماما و بابا عشان عارفينه ... 
أروى باشمئزاز ..أول مرة أشوف راجل بيعمل كده في مراته ...بجد أخوك داه بني آدم مش طبيعي . 
دخلت أروى الجناح و هي تهمهم مستمتعة بالدفئ 
بعد أن كادت أطرافها تتجمد في الخارج و هي 
تستمع لصوت فريد المتضايق..
بطلي تقولي أخوك... أنا مش مسؤول عن تصرفاته. 
لوحت له بيدها دلالة على عدم إهتمامها قبل أن تنزع عنها عباءتها و حجابها مردفة..
إنت
هتنكر في اخوك... داه حتى شبهك... 
إبتسم فريد بسعادة و هو يلاحظ عودة أروى 
لشخصيتها المرحة التي إشتاق إليها كثيرا 
مقررا بداخله أنه سيحاول بكل جهده أن يحافظ 
على هذه النعمة و أن يصلح جميع أخطاءه معها .... 
في غرفة آدم.... 
تفحص
آدم الرواق جيدا قبل أن يشير لفاطمة أن تخرج من الغرفة و تتبعه ليسيرا نحو الاسفل 
متجنبين أي مكان به كاميرات مراقبة... خرجوا من باب المطبخ حتى أصبحوا في الحديقة 
الخارجية تماما خلف شباك الغرفة التي تحتجز 
فيها يارا...و بعد أن تأكدا من خلو المكان من أي حرس طرقت فاطمة الشباك بخفوت عدة مرات 
منتظرة أن تجيبها يارا...و من حسن الحظ أن 
شبابيك الطابق السفلي من نوع الالوميتال التي لاتحتاج لإضافة قضبان حديدية 
في الداخل رفعت يارا رأسها و توقفت عن البكاء عندما خيل إليها أن سمعت شيئا...
لأي طارئ...شهقت بفزع عندما سمعت نفس الصوت من جديد آت من خلال تلك النافذة الكبيرة التي إنتبهت الان فقط لوجودها و يبدو أن صالح قد غفل عنها من شدة غضبه.... 
أسرعت نحو أحد الكراسي و جرته برفق حتى لايصدر أي صوت يجعل الحرس ينتبهون لها 
خاصة أن الباب ليس عادلا للصوت مثل باب جناح 
صالح... 
وضعت الكرسي تحت الشباك مباشرة ثم صعدت 
عليه و ضغطت على زر السحاب بحذر إلى الجهة المعاكسة تفاجأت عندما رأت على الجهة الأخرى آخر شخص توقعته... عدوتها اللدودة فاطمة التي إبتسمت لها بسماجة حالما رأتها..
رمقتها يارا بكبرياء رغم منظرها المزري فهي كانت تظن أنها أتت لتشمت فيها قبل أن تعود لتسحب 
دفة الشباك إلى الأمام لتغلقه لكن فاطمة وضعت يدها معترضة إياها و هي تهمس بصوت خاڤت..
أنا جيت عشان أنقذك...صالح بيه حكى للكل برا 
و للأسف هما إقتنعوا بكلامه و قرروا إن محدش 
فيهم هيتدخل بينكوا..... 
صړخت يارا في وجهها بصوت مبحوح..
إنت كذابة...
أشارت لها فاطمة
بهلع..
ششش... وطي صوتك هتفضحينا على العموم 
انا عرضت عليكي مساعدتي بس إنت اللي رفضتي 
خليكي هنا و إستني لبكرة عشان تتأكدي من كلامي... 
و ساعتها هتندمي يلا سلام... 
أسرعت يارا لتفتح الشباك أكثر و هي تدعو فاطمة أن تظل..لا إستني... 
أطلت عليها الأخرى من جديد تبتسم بانتصار 
قائلة..
أفندم عاوزة إيه 
يارا بارتباك..هتساعديني إزاي 
فاطمة و هي تصطنع الهدوء..إنت عاوزة إيه 
يارا و هي ترتجف من البرد..عاوزة أخرج من هنا 
فاطمة و هي تتظاهر بالتفكير..
هتروحي فين 
يارا..ملكيش دعوة خرجيني من هنا و بس ٠
فاطمة بضيق من نبرتها المتعالية..
ماشي إفتحي الشباك داه و حاولي تطلعي 
بشويش و إياكي تعملي أي صوت عشان لو رجالة صالح بيه مسكونا هيعملوا مننا شاورما...
فتحت يارا الشباك أكثر حتى أصبح بإمكانها أن تعبر 
من خلاله و هي تحمد الله أن صالح لم ينتبه لوجوده 
ساعدتها فاطمة من الجهة الأخرى على الخروج ثم
عاودت إغلاق الشباك من جديد...في تلك اللحظة 
ظهر آدم من خلف إحدى الأشجار لتتفاجئ 
يارا من وجوده لكن فاطمة شرحت لها أنه هو من 
رغب في مساعدتها و أنه قد جهز لها سيارة في الخارج حتى تقلها لفيلا والديها أو أي مكان تريده و أنه فعل ذلك بسبب كرهه لصالح.... 
لم يكن لدى يارا الوقت الكاف حتى تفكر في حججهما فهي كل ماكنت تريده هو الخروج من هذا المكان دون عودة و أي دقيقة تقضيها

هنا سوف تجعل خطتهم تفشل و بالتالي سوف تبق سجينة لدى زوجها للأبد .... 
نجحت أخيرا في الوصول إلى الباب الخلفي
للقصر صحبة آدم بعد أن قضت عدة دقائق 
في ړعب حقيقي تختبئ من الحراس الذين كانوا يطوقون القصر أما فاطمة فقد قررت العودة إلى مخدعها قبل أن تنتبه والدتها لغيابها..خرجت من الباب ليستقبلها الشارع حيث المصير المجهول ينتظرها لكن يارا لم تهتم لاببرودة الطقس الذي كاد يجمد أطرافها او قدميها الحافيتين اللتين تخدرتا
كل ماكانت تراه أمامها هو فراشها الصغير الدافئ
و حجرتها القديمة التي إشتاقت لكل ركن فيها.... 
سارت مع الحائط مسرعة
و هي تلتفت حولها 
پذعر حتى وصلت إلى سيارة مركونة في آخر 
سور القصر و التي أخبرها عنها آدم منذ قليل ..صعدت داخلها بعد أن فتح لها السائق 
الباب الأمامي ثم أغلقت الباب وراءها و هي تتنفس 
بقوة و تتمتم بأدعية غير منتبهة لذلك الذي كان يرمقها بنظرات الصياد نحو فريسته.... 
في حاجة يابرنسيسة 
صوته الغليظ المنفر نببها إلى وجوده بجانبها 
لتزحف تلقائيا إلى طرف الباب و تنكمش على نفسها 
قبل أن تلتفت نحوه بحذر...توسعت عيناها عندما إصطدمت بسحنته التي تشبه خاصة المجرمين 
المليئ بالندوب... 
ترددت قليلا قبل أن تسأله لكن فضولها غلبها
إنت مين 
أجابها الرجل بعد أن ضړب صدره العريض 
بفخر.. محسوبك سعيد أبو السعود مسعود و 
إسم الشهرة سعد بيكا... إكمني يعني شبه الاستاذ 
حمو بيكا أكيد عارفاه داه اللي بيغني مممم
يابنت السلطان حني على الغلبان.... 
قهقه بصوته الخشن لتزم يارا شفتيها باشمئزاز
من رائحته الكريهة و مظهره الغريب رغم 
أنها لم تستطع رؤية ملامحه جيدا بسبب نور السيارة 
الخاڤت...حولت نظرها نحو الشباك لتلاحظ 
أن السيارة تسير في طريق معاكس للمنطقة التي تقع فيها فيلة والدها مما جعلها تتأكد من وجود خطب ما
إحنا رايحين فين 
تلعثمت و هي تسأله بينما كانت يدها تتسلل نحو 
مقبض الباب الداخلي منتظرة إجابته التي لم تتأخر 
هو آدم بيه مقلقيش...إحنا رايحين على قپرك ياحلوة....
إلتفتت نحوه يارا لتجده يرمقها بنظرات قڈرة 
لتنكمش اكثر ناحية الباب قائلة..
قصدك إيه هتقتلني 
حرك رأسه و هو يميل بالسيارة نحو أحد الأزقة
الشعبية مقترحا بوقاحة..
هو قلي أقتلك و أرمي جثتك في اي خړابة و لامن شاف و لامن دري ماهي مش أول مرة ليا لامؤاخذة محسوبك خبرة.... بس بصراحة أول مرة يجيني
الصنف بتاعك...صنف نظيف أوي . 
عض شفتيه بقذارة و هو يتفرس ملامح وجهها الفاتنة و التي يراها لأول مرة مضيفا ببساطة
و كأنه يروي لها أخبار الطقس ..
بس مفيش مانع أتسلى شوية...و أذوق من العسل. 
أنها قد وقعت في فخ تلك الحية
فاطمة و علمت أن نهاية بشعة تنتظرها على يد هذا المچرم الذي ينوي 
النيل منها ثم قټلها و رميها في إحدى الأماكن المهجورة كما أخبرها منذ قليل...هل هناك أبشع من 
هذا المصير و هي التي كانت تظن أن صالح 
أقذر إنسان على وجه الأرض لكنها علمت الان أنها كانت تعيش في أمان رغم كل مايفعله بها.... 
هي عاشت طوال حياتها مدللة و قصص الخطڤ و ال كانت بالنسبة لها حكايات تروى و لم تكن تظن يوما أنها سوف تقابل مچرما حقيقيا وجها 
لوجه...
لو كانت فتاة غيرها كانت ستبكي و تصرخ و ترجوه ان يدعها لكن يارا لم تكن في وضع يسمح لها 
بالاستسلام كما كانت تعلم انه من المستحيل ان 
يتركها مهما فعلت فهو بالتأكيد قد تقاضى مبلغا كبيرا مقابل القيام بهذه الچريمة... غريزة الامومة تحكمت بكامل عقلها و جعلتها متحفزة لتدافع عن نفسها و عن صغيرها بأي طريقة...و بالتأكيد لن
 



تستطيع التغلب عليه إن قررت مقاومته نظرا لفرق القوى بينهما... لذلك شحذت باقي 
قواها ثم تظاهرت بصعوبة أن إقتراحه قد أعجبها... 
ضحكت بخفوت مقاومة شعور التقيئ بصعوبة 
قائلة ..
هنتسلى كده حاف.. مفيش و إلا 
طب حتى أسماء انواع من الكحول المهم أي حاجة نعدل بيها مزاجنا يا مسعود بيه . 
قهقه سعيد و هو يرفع حاجبيه منبهرا بكلامها..
إيه داه... إحنا طلعنا خبرة زي بعض. 
إسترسلت يارا في حديثها مدعية الإرتياح..
تعرف نادي الألماسة... أكيد تسمع عنه اللي 
في شارع إيه رأيك نروح هناك هتتبسط اوي
بيفتح للصبح و ممكن نحجز أوضة .... 
لم يتفطن سعيد أنها كانت تخدعه فجل تركيزه 
كان على حديثها الذي يبين أنها مستعدة لمشاركته
في ماينوي فعله...هو تلقى أوامر من آدم حتى 
ېقتلها لكن بعد أن رأها طمع في جمالها 
و قرر أن يستمتع بها لكن طبعا لم يكن بذلك
الغباء 
الذي يجعله يوافق على إقتراحها... نفى برأسه 
مقررا..
تؤ... أنا عندي مكان أحسن من كده اصلي مبحبش
الدوشة و الأماكن المليانة...إلا قوليلي ياقمر إسمك 
إيه 
أجابته يارا على الفور..
و
عاوز تتعرف عليا ليه ما إنت في الاخر هتقتلني . 
ضحك بصوته الاجش حتى سعل قبل أن يجيبها..
أكل العيش بقى متزعليش مني بس اوعدك 
مش هخليكي تحسي باي حاجة. 
غمزها ليزداد إشمئزازها و هي تراقبه يخرج 
عرفتها يارا على الفور فهي كانت تراها عند 
بعض أصدقائها في النادي رفعها في وجهها 
وهو يصرح بفخر..
من النوع الغالي وحياة عنيكي...أجمد من 
أي أزازة 
برفض هاتفة بتذمر..
لا أنا عاوزة 
أوقف السيارة أمام إحدى المباني متمتما 
بالموافقة
تحت أمرك ياجميل.... 
أطلق صفيرا خاڤتا من بين شفتيه بدا و كانه
إشارة ما لتشاهد يارا أحد الشبان يطل برأسه 
من أحد النوافذ المغلقة عندها إستغلت الفرصة 
لتلكز سعيد تحثه على النزول قائلة..
خليهم أربعة...محسوبتك مدمنة . 
ضحكت له بدلال ليبادلها سعيد الضحكة ثم نزل متجها نحو الفتى الذي بدأ بإخراج زجاجات 
الخمر و يعطيها لسعيد...فتحت يارا باب 
السيارة ثم بدأت بالركض بأقصى سرعتها دون أن 
تنظر حتى وراءها و هي تدعو بداخلها ان ينشغل ذلك المچرم لاطول وقت و أن لايتفطن إليها... 
كانت في كل مرة تتعثر بشيئ ما خاصة و أن الرؤيا كانت شبه منعدمة في هذا الزقاق المظلم الذي لاتنيره سوى مصابيح قديمة نصفها معطل منذ 
سنوات....
سمعت صوته يركض خلفها و هو يسبها بأقبح 
الألفاظ التي تعود على نطقها و يهددها پالقتل 
إن لم تتوقف لكنها لم تجبه بل إستمرت بالركض 
إلى الأمام رغم شعورها بأنها بدأت تفقد 
قواها شيئا فشيئا ووقوعها من جديد في قبضته ليس سوى مسألة وقت...إلتفتت خلفها لتجده 
خلفها على بعد خطوات قليلة و في يده شيئ يلمع شبيه بالسکين لكنه أصغر بقليل... 
صړخت يارا بأعلى صوتها تطلب النجدة رغم 
ان المكان كان خال إلا من بعض الكلاب و القطط المشردة التي لمحت بعضها منذ قليل عندما كانت 
في السيارة... 
إلحقوني.... إلحقوني... 
صړخت من جديد لكن هذه المرة ليس طلبا 
للنجدة بل بسبب
إصطدامها بشخص ما
رفعت أعينها المذعورة لتقابلها زوج من الأعين 
اللامعة لم تتبينها جيدا بسبب الظلام و بسبب 
خۏفها سرعان ما وجدت نفسها ملقاة أرضا 
بعد أن دفعها صاحب الأعين الغامضة جانبا ... 
الفصل العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
كل شيئ حصل بسرعة و لم تستطع يارا رؤية ماحصل بعد أن دفعها صاحب الأعين اللامعة التي إعترض طريقها فجأة على الأرض لتحاوط بطنها بيديها كردة فعل طبيعية قبل أن تترك جسدها يتهاوى بعد أن فشلت في تفادي السقطة.....
قبل دقائق قليلة.... 
خرجت سارة بطلة رواية و الأمير شخصيتها قوية جدا و تعمل مدربة تايكواندو في إحدى النوادي الرياضية من منزل صديقتها تهاني بعد أن ساعدتها على نقل مقتنياتها 
من شقة زوجها إلى منزل والدها و رغم أن تهاني حاولت كثيرا إقناعها ان تمكث عندها هذه الليلة لأن الوقت كان متأخرا إلا انها رفضت ذلك و أصرت على العودة لبيتها الذي تسكنه مع والدتها و شقيقاتها 
في إحدى الأحياء للشعبية.. 
وضعت الايس كاب على رأسها و يديها في جيوب سترتها الرياضية التي كانت ترتديها ثم أخذت طريقها نحو المنزل...سارت عدة خطوات قبل أن تتوقف فجأة إثر إستماعها لصوت فتاة تصرخ ركضت بأقصى مالديها مهتدية بنور الشارع الخاڤت بعد
أن إستطاعت تحديد وجهة الصوت حتى لمحت من بعيد خيالات لأشخاص... 
إستمرت في الركض و هي تحاول تمييز هوية الأشخاص فهذا المكان يخصها و من المؤكد انها تعلم جميع متساكنيه حتى إصطدمت باحدهما و الذي 
ميزت أنها فتاة من خلال شعرها الذي كان يتطاير 
حولها و كذلك صوت صړاخها.... 
أمسكت بكتفيها حتى تهدأها و تسألها من هي 
بينما كانت يارا ترجوها ان تساعدها بكلمات مبعثرة 
و على وجهها علامات الفزع..... 
فجأة لمحت سارة وراءها رجلا ضخم الچثة يمسك 
پسكين صغير مطوة و كان بصدد طعنها من الخلف 
لتدفعها سارة جانبا و ترفع قدمها بحركة دفاعية و تركله على بطنه ليقع أرضا إلى الخلف....
إستغلت سارة سقوطه ثم إنهالت عليه تضربه 
بأقصى قوتها
على رأسه و بطنه حتى سالت دماءه لكنه لم يغم عليه... سارة علمت من مظهره انه احد المجرمين لذلك لم ترد المخاطرة بنفسها اكثر 
فإمكانية أن يكون معه رجال آخرون غير مستبعدة لذلك قررت الانسحاب سريعا قبل أن يتأزم الوضع 
أسرعت نحو يارا التي كانت تحاول الوقوف 
و جذبتها من ذراعها ثم بدأت تركض بها بعيدا 
داخل الأزقة المتعرجة..... 
إنتفض سعيد من مكانه بعد أن ايقن هروبها 
ثم إستند على ذراعه بصعوبة ليلحق بهما 
بخطوات متعرجة و هو ېصرخ بهما أن تتوقفا.... 
يارا كانت في حالة مزرية إحدى أقدامها كانت 
مچروحة يبدو أنها داست على شيئ حاد اثناء
ركضها إضافة إلى تقلصات بطنها التي أصبحت لاتحتمل بعد الضغط الذي تعرضت له و المجهود النفسي و البدني الذي أرهقاها كثيرا و كذلك 
خۏفها على طفلها و تفكيرها في المستقبل المجهول الذي ينتظرها.... 
أما سارة فكانت تحثها على الإسراع و لم تكن تعلم بحالتها الصحية و بين الحين و الاخر كانت تتذمر و تصفها بالفتاة الضعيفة و الرقيقة كما تفعل مع زميلتها رباب مدربة الرقص.... 
دلفت بها سارة إحدى العمارات المتهالكة و حثتها على صعود الدرج لتفعل دون تفكير فهي لا تمتلك خيارا آخرا رغم قلقها من هذه الفتاة المجهولة 
و هذا المكان الغريب الذي تراه لأول مرة. 
فتحت سارة الباب بمفتاحها الخاص ثم دعتها إلى الدخول بعد أن ألقت نظرة على الخارج 
حتى تتيقن من أن ذلك المچرم لم يلتحق بهما 
وجدت جميع الانوار مطفأة لتخرج هاتفها و تنير لها الطريق و تأخذها إلى غرفتها. 
أنارت ضوء الغرفة لنتمكن يارا اخيرا من رؤية 
منقذتها كانت فتاة في غاية الجمال ترتدي 
ملابس رياضية سوداء واسعة كخاصة الشباب 
و تضع حجابا أبيض اللون على رأسها 
عيناها خضراء تشبه عينيها و هذا ما جعل 
سارة تبتسم فهي بدورها كانت تتفحص 
يارا بدقة...
بادرت سارة بالحديث بعد أن لاحظت 
خوف يارا منها..
متقلقيش إنت في أمان هنا... 
مدت يدها نحوها لتصافحها معرفة عن نفسها..
أنا إسمي سارة عبدالهادي بشتغل
مدربة تايكواندو في نادي الأمير...و داه بيتي انا عايشة مع امي و اخواتي مليكة و سهى و إنت..... 
تنحنحت يارا لتجلي صوتها قبل أن تجيبها 
بصوت خاڤت مبحوح..
أنا إسمي يارا عزمي...
توقفت عن الحديث و هي تطرق برأسها فهي لإنزال غير واثقة في هذه الفتاة رغم أنها انقذتها هي و صغيرها من مۏت محقق لكن ما تعرضت له في الساعات الاخيرة جعلها تفقد ثقتها في الجميع. 
همهمت سارة بعد أن فهمت سبب صمتها

ثم 
قالت..بصي يايارا انا مش هسألك عن أي حالة 
دلوقتي عشان باين عليكي إنك تعبانة بس مش عاوزاكي تقلقي إنت في امان هنا و زي ماقلتلك انا عايشة مع امي و اخواتي بس.... أنا هروح اجيب 
علبة الاسعافات الأولية عشان جروحك.... 
أومأت لها بامتنان لتغادر سارة الغرفة دقائق قليلة و تعود حاملة في يدها عدة الاسعافات التي تحتفظ بها 
بسبب إصابات عملها...كما جلبت علبة من المناديل 
المبللة حتى تتمكن يارا من تنظيف نفسها فهي لاحظت حالتها المتعبة التي لن تمكنها حتى من الوقوف على قدميها. 
أعطتها العلبة ثم بدأت تطهر چروحها و تضمدها 
لها حتى إنتهت...شكرتها يارا كثيرا و التي بدت بحال افضل ثم أحضرت لها سارة ملابس نظيفة 
و بعض الطعام لكن يارا لم تستطع ان تأكل و 
إكتفت بشرب كوب من الماء. 
نامت يارا بتعب على سرير سارة الصغير في حين 
قررت سارة ان تنام على الاريكة حتى لاتزعجها خاصة بعد أن أخبرتها انها حامل..... 
ملاحظة مهمة بنات انا هكتب كل الأحداث المتعلقة بشخصية يارا من غير نقصان و اللي عاوز يكتفي بالأحداث دي تمام و اللي عاوز يتابع اكثر تفاصيل على حياتها داخل منزل سارة الذي ستقضي مدة طويلة 
يتابع رواية هي و الأمير الرواية دي مختلفة جدا عن رواياتي السابقة و إنتوا شفتوا شخصية سارة قوية و معتمدة على نفسها عكس البطلات الثانيين. 
هتلاقوا الرواية على صفحتي في الواتباد او اللي عاوز اللينك يقلي. 
صباحا..... 
إستيقظت سيلين من نومها على صوت المنبه 
دلفت
الحمام لتغسل وجهها و ترتدي ملابسها التي 
حضرتها منذ ليلة البارحة ثم أخذت حقيبتها 
و غادرت الجناح.... نزلت الدرج تجر وراءها حقيبتها 
الخفيفة التي كانت تحتوي فقط على ملابسها القديمة التي جاءت بها من ألمانيا منذ أشهر قليلة...
تركتها أسفل الدرج ثم دلفت حجرة والدتها 
ثم خرجت وجدت سيف أمامها يحملق في الحقيبة بغرابة رفع نظره نحوها ليجدها ترتدي ملابس بسيطة للغاية عبارة عن بنطال جينز ازرق و معطف 
قديم و حذاء رياضي.... 
ثيابها كانت غريبة بالنسبة له فهو لايتذكر أنه قد إشترى لها مثل هذه الملابس إنتظرها حتى 
وصلت إليه ليسألها..
إيه دي 
رأته سيلين يشير نحو الحقيبة لتجيبه..
شنطة.. 
سيف..
ما أنا عارفة إنها شنطة بس فيها إيه 
سيلين بتوضيح..
دي شنطة هدومي...أنا رايحة و متقلقش انا مخذتش أي حاجة من اللي إنت جبتهالي 
حتى الدبلة أنا سبتها فوق الكومودينو 
في علبة زرقاء... يومين كده هضبط أموري و أرجع آخذ مامي . 
كان سيف يتابع حديثها بملامح جامدة حتى ذكرت كلمة الدبلة وجه نظره على الفور نحو يدها ليجدها خالية من خاتم الزفاف و هذا ما جعله يفقد صوابه
رمقها بحدة بينما إرتفعت أنفاسه دليلا على غضبه 
لايثور في وجهها و ېعنفها كما فعل في الجزيرة حين ڠضب و صفعها... 
وضعت يدها على وجنتها
تلقائيا و ضمت حقيبتها نحو صدرها پخوف
و كأنها قطعة القماش تلك ستحميها منه إلتفت
نحوها سيف و هو يجاهد حتى لايفقد زمام الأمور
لكنه صدم عندما وجدها في تلك الحالة
لعڼ نفسه بصوت عال ثم جذبها نحوه بدون تفكير
و قد إنمحي كل غضبه و طار ادراج الرياح
خاصة و هو يتذكر ذلك الخبر المزعج الذي تلقاه
فجر اليوم بهروب زوجة صالح....
عقله على الفور أقام
مقارنة سريعة بينها و بين 
يارا التي إلتجأت للهروب بسبب أفعال إبن عمه
المچنون فهل تفعل سيلين نفس الشيئ معه 
رغم أنه ليس كصالح ابدا لكن مع ذلك كان عليه أن يكون أكثر تفهما و صبرا عليها و يجب أن لاينس أيضا أن زوجته لازالت صغيرة السن و عاشت 
وحدها دون
 



أشقاء او أصدقاء تتبادل معهم 
تجارب الحياة و عوض الڠضب منها كان من المفترض عليه أن يتفهم سبب ماقامت به. 
ربت على ظهرها متمتما بكلمات لطيفة لتهدأتها..
عاوزة تروحي و تسيبيني لوحدي أهون عليكي .. 
تراجعت سيلين إلى الخلف و هي تمسح دموعها 
متظاهرة بالقوة أمامه..
إنت مش لوحدك... معاك طنط سميرة . 
إبتسم سيف بهدوء ثم وضع يده وراء ظهرها 
ليوجهها باتجاه السلم قائلا..
إطلعي هاتي الدبلة بسرعة عشان نروح القصر. 
صعدت سيلين اول درجة مكرهة قبل أن تنتفض 
رافضة..
سيف بقلك انا ماشية...هروح ادور على مكان 
أقعد فيه لغاية ما ارتب أمور سفري عشان ارجع 
ألمانيا. 
ضغط سيف بأصابعه على صدغيه بسبب 
آلام رأسه فهو البارحة لم ينم سوى ساعتين 
و في كل مرة يرن فيها
هاتفه يفاجئ بخبر
سيئ...اشار بيده نحو الأعلى مردفا بصبر في نفس 
الوقت..
حبيبتي إطلعي بسرعة جيبي دبلتلك عشان 
مستعجلين و هنبقى نتكلم في الموضوع داه بعدين... 
سيلين بتململ..هنروح فين 
سيف بهدوء خارجي..القصر...
سيلين..ليه 
سيف بصوت عال و قد نفذ صبره..حبيبي يلا مفيش وقت انا هستناكي في العربية ... 
إنتفضت سيلين ثم هرعت مسرعة نحو جناحهما
و هي تتساءل بداخلها عن سبب تضايقه... 
دخلت غرفة الملابس لتغير ثيابها حتى تتجنب
نظرات إلهام و سناء اللتين لاتنفكان عن إصطياد 
أقل أخطاءها رغم تحذيرات سيف لهما.... 
إنتهت من إرتداء ملابسها و ألقت نظرة اخيرة على مظهرها ثم إختطفت العلبة و نزلت.. وجدته يقف أمام باب الفيلا ينتظرها و هو يتفحص هاتفه..
قطبت جبينها باستغراب و هي تلاحظ 
ملامح وجهه المتعبة ليرق قلبها ناحيته 
و تتوقف عن السير متصنمة في مكانها تتأمله.... 
إنتبه إليها سيف ليبتسم رغم إرهاقه ثم مد يده 
نحوها حتى يحثها على المجيئ
نحوه 
ليأخذها و ينطلقا باتجاه القصر. 
في القصر..... 
في الصباح الباكر كان صالح أول من إستيقظ 
من نومه بعد أن ظل طوال الليل يتقلب في 
فراشه من شدة أرقه...كان غاضبا منها
كثيرا بسبب فعلتها التي لم يكن يتوقعها ابدا
رغم ذلك فإن قلبه كان يؤلمه بشدة
عليها خاصة و أنه تركها في تلك الغرفة الفارغة 
بثياب خفيفة في هذا البرد القارس...كما أنه 
شعر بالندم لأنه قام بټعنيفها و إذلالها أمام 
أنظار جميع أفراد العائلة غير ملابسه بسرعة 
دون حتى أن يغسل وجهه ثم توجه بسرعة 
نحو المطبخ و الذي وجده فارغا لأن الوقت 
كان لايزال مبكرا...
فتح الثلاجة و بحث عن زجاجة العصير الطازج 
ليملأ منها كوبا كبيرا ثم أخذ صحنا و وضع 
به عدة قطع من الحلويات المختلفة 
و رصهم في صينية واحدة و اسرع ليفتح 
الغرفة التي إحتجز بها يارا...دلف و هو 
ينادي بإسمها بصوت منخفض فهو توقع أن تكون 
نائمة و لم يرد إفزاعها دلوقتي بقيت حونين 
وضع الاطباق فوق الكرسي ثم نزل على ركبتيه 
يبحث عنها تحت الارائك لكن دون جدوى 
و كأن الأرض إنشقت و إبتلعتها...
دار حول نفسه يتفرس حوائط الغرفة بحثا عن 
اي باب لكنه لم يجد هو طبعا يعرف محتويات هذه 
الغرفة جيدا لكن إختفاءها المفاجئ جعل الشك 
يتسرب لقلبه ثم نادى على أحد رجاله الذين 
يقفون خارجا ليسألهم عنها لكنهم أخبروه أنهم 
لايعلمون شيئا و انهم طوال الليل كانوا 
يقفون أمام الباب و لم يسمعوا أي صوت ... 
فجأة لفت إنتبابهه طرف النافذة التي كانت مفتوحة
قليلا ليقع قلبه بين يديه...جف ريقه و هو يندفع
نحو النافذة ليضغط على زر السحاب و ينفتح
باقي البلور على مصراعيه...
اطل صالح من النافذة و يتلفت يمينا و يسارا
ليتراءي له بعض الحرس الذين كانوا يقفون
خارجا...قفز من النافذة بخفة ثم توجه حولهم 
قائلا..
في حد خرج من الفيلا إمبارح أو النهاردة 
أجابه أحدهم باحترام..
لايا بيه محدش خرج . 
تمكن الشك من التسلل إلى قلبه ليعود مسرعا بكل قوته نحو الفيلا و يبدأ رحلة بحثه
عن يارا و هو يتوقع أن أروى أو إنجي قد نجحتا في إخراجها من الشباك لكنه تفاجئ بعدم معرفتهما للأمر... 
كان كمن فقد عقله لا يتوقف عن الركض بين الطوابق 
شاهد جميع أشرطة كاميرات المراقبة أكثر من 
مرة لكن دون جدوى ليعلن في الاخير
أنها قد 
هربت.... 
مرت ساعتان قبل أن تتوقف سيارة سيف 
أمام القصر ليجد صالح قد تحول لوحش هائج ينفث غضبه في رجاله المساكين الذين كانوا يصطفون 
أمامه و يستقبلون غضبه دون أن يتجرأ أي منهم 
على الاعتراض...غير بعيد عنه كان فريد يجلس 
على درج الفيلا الخارجي يستند برأسه على 
يديه و يفكر في أي فرضية تمكنه من معرفة
أين ذهبت يارا خاصة بعد أن تأكدوا 
أنها لم تذهب إلى منزل والدها بجانبه كان 
هشام يقف مستاء بعد أن فشل في إبعاد 
صالح و تهدأته قبل أن تنفرج أساريره قليلا 
عندما شاهد سيارة سيف تعبر البوابة... 
سار متجها نحوه بعد أن نبه فريد بوجوده و الذي 
تبعه بدوره و كأن لدى سيف فانوس سحري 
سيحل جميع مشاكلهم...
ما إن ترجل سيف من سيارته حتى وقعت عيناه
على صالح ليتأفف بصوت عال لاعنا إياه في سره 
بعدها حث سيلين على الخروج من السيارة 
و توجه بها نحو الفيلا محاولا بكل وسعه أن 
لايدعها ترى همجية صالح لكن دون جدوى 
فصړاخ إبن عمه قد وصل صداه حتى الدول 
المجاورة.... 
توقف عن السير عندما وجد فريد و هشام أمامه 
اللذين رحبا بسيلين بكلمات مقتضبة... 
سيف..
إستنوا هنا هرجعلكوا حالا....
قاد سيلين نحو باب الفيلا و هو يوصيها أن 
تضل مع أروى و إنجي ثم أعطاها مفتاح 
جناحهما حتى تستخدمه إذا أرادت أن ترتاح 
قبل أن يعود أدراجه نحو فريد و هشام... 
سيف بصرامة..قولولي إيه اللي حصل بالضبط 
تولى فريد مهمة سرد ماحصل مع بعض تدخلات من هشام الذي أخبره أنها كانت ترتدي ملابس خفيفة
و أن الغرفة كانت فارغة بالإضافة إلى ضربه لها . 
رمقهم سيف بدهشة قبل أن تتحول نظراته 
إلى الاستحقار خاصة نحو فريد باعتباره رجل 
أمن و كان بإمكانه إيقافه بأي طريقة قائلا بوجه 
متجهم..
طب هو حيوان و عارفينه... إنما إنت. 
مسح على وجهه پغضب قبل أن يندفع نحو 
صالح الذي كان لايزال ېصرخ و يضرب حراسه
متهما إياهم بالتقصير.. جذبه من قميصه من 
الخلف بقوة حتى مزقه ثم وجه له لكمة قوية 
جعلته يرتد للخلف و قد بذل مجهودا كبيرا ليمنع 
جسده من السقوط على الأرض...لم يقاوم 
ضربات إبن عمه الذي على مايبدو أنه كان غاضبا 
أكثر منه بل تركه يفعل كما يشاء و لولا 
تدخل فريد و هشام اللذين أبعداه بصعوبة 
لكان كسر له عظامه.... 
دفعهم سيف عنه و هو ېصرخ شاتما صالح
ياحيوان... يازبالة....إنت فاكر نفسك 
راجل بتستقوى على مراتك يا أهي 
هجت و سابتك يارب تكون فرحان.... 
حاول فريد التدخل قائلا خاصة بعد رؤيته 
لحالة صالح ..
سيف كفاية مش قدام رجالته.. و بعدين 
ما إنت شايف حالته بقاله ساعتين و هو كده . 
سيف پغضب و هو يشير نحوه ..
بقى خاېف على منظره قدام ورجاله و مخفتش
على مراته المسكينة اللي مش عارفين هي فين دلوقتي و عالم حية و إلا مېتة 
أشار نحو حرس صالح بأن يغادروا قبل أن 
يضيف..
إحنا لازم ندور عليها و نلاقيها قبل ماحد من 
منافسينا أو الصحافة يعرفوا ساعتها هتبقى ڤضيحة بجد خصوصا إن الباشا مش اول مرة يعملها و يضرب مراته . 
فريد..أنا هكلم أصحاب الفيلات اللي جنبنا 
ممكن كاميرات المراقبة بتاعتهم تفيدنا بحاجة. 
هشام..و انا هدور في الأقسام و المستشفيات . 
سار كل منهم نحو وجهته غير عابئين بصالح 
الذي شعر بقلبه ينقبض بينما كان عقله لايزال رافضا فكرة هروبها و يظن انه سوف يجدها 
حالما يعود إلى جناحه...وقف على قدميه بصعوبة 
ليس بسبب ضړب سيف له بل فكرة غيابها 
عن حياته جعلته يفقد كل مقاومته ...هنا فقط 
أدرك فداحة ما فعله لكن
بعد فوات الأوان ... 
_________________________________
إستغلت إلهام الوضع و إتجهت بسيارتها

نحو فيلا ماجد عزمي لتلتقي بوالدة يارا ميرفت...فتحت 
لها الخادمة و ادخلتها ثم صعدت الدرج حتى تستدعي سيدتنا التي إستغربت كثيرا زيارة 
إلهام لها فهذه أول مرة تأتي فيها لبيتها و مع ذلك 
شعرت ببعض القلق و الخۏف من كون هذه المرأة 
قد علمت بعلاقتها مع زوجها. 
سارت نحو صالون فيلتها الفخمة و هي بكامل 
أناقتها المعتادة مرحبة بإلهام و تدعوها للجلوس ... 
أهلا وسهلا يا إلهام هانم...
نظرت نحوها الأخرى باستخفاف ثم جالت ببصرها 
نحو المكان قائلة بضيق واضح..أهلا... 
تجاوزت ميرفت إھانتها متخدة مقعدها 
بهدوء ثم قالت بسخرية..
عجبتك الفيلا.... 
ردت عليها الأخرى بابتسامة ماكرة..
ممم يعني ذوقك مش بطال بس انا شايفة إن 
إنت قاعدة هادية و لا على بالك تكونيش إنت 
اللي ساعتيها عشان تهرب ... 
قطبت ميرفت جبينها بعدم فهم ثم سألتها..
مش فاهمة قصدك إيه و مين دي اللي هربت 
إنت بتتكلمي على مين 
تنهدت إلهام بارتياح و هي تضع ساقها على الأخرى 
بكل هدوء ثم رفعت يدها و بدأت تتلاعب باضافرها المطلية باستفزاز مما جعل ميرفت تفقد صبرها.... 
ميرفت بحدة..إلهام هانم ياريت كفاية ألغاز 
و تكلمي بوضوح . 
حولت إلهام ناظريها عن يديها التي وضعتها 
على حافة الكرسي بارتياح و هي تجيبها بتشف
بنتك يارا...إمبارح هربت من القصر. 
إنتفضت ميرفت من مكانها لتقف أمام إلهام 
غير مصدقة لما تفوهت به... أشارت نحو نفسها 
بأصابع مترعشة قائلة بهمس..
إنت بتقولي إيه يارا بنتي انا هربت من القصر 
راقبت إلهام التي حركت رأسها بإيجاب و إبتسامة لعوبة تشق ثغرها المزين بلون وردي باهت 
مما جعل ميرفت تصرخ بهلع..
إنت إتجننتي...يارا بنتي هتهرب من بيتها ليه 
إشتعلت نيران الڠضب في أعين إلهام لتصرخ 
في وجهها هي الأخرى..
يمكن راحت لعشيقها ماأنتوا عيلة و على رأي المثل إقلب القدرة... 
توسعت عينا ميرفت لتفاجأها بإتهامات 
إلهام و هي التي ظنت انها سيدة راقية رفعت 
يدها حتى ټصفعها بكل قوتها لكن الأخرى 
أمسكتها في الوقت المناسب و لوتها
وراء 
ظهرها مهسهسة في أذنها بتحذير..
إيدك دي أقطعهالك قبل ماتلمسني...فاكراني 
مش عارفة بعلاقتك مع جوزي ياحقيرة.... 
شحب وجه ميرفت أكثر و إرتخى وجهها 
لتدفعها إلهام إلى الخلف بعيدا عنها مضيفة 
باستهزاء..
إيه فاجأتك مش كده بس عندك حق إنت 
لسه متعرفينيش كويس...أنا جيت النهاردة عشان 
أحذرك و أديكي فرصة اخيرة... إبعدي عن جوزي ياميرفت...
أمسكت بحقيبتها لتلفها حول ذراعها ثم رفعت سبابتها مھددة..
المرة الجاية هتندمي بجد....
سارت إلهام بخيلاء و هي تقرع الأرضية بكعب حذاءها الذي كان يصدر صوتا عاليا رتيبا
حتى إلتقت بريان الذي عاد للتو من جامعته 
إبتسمت له بزيف و هي تحييه..
أهلا يا....نسيت إسمك مش إنت أخو يارا ...
تعرف عليها ريان على الفور لكنه كان مستغربا من لهجتها المتعالية لكنه تجاهل الأمر ليجيبها 
و هو يبادلها إبتسامة متكلفة
صح و إسمي ريان...
همهمت إلهام بدون إهتمام لكلامه و هي تستدير 
خلفها لتشير نحو باب الفيلا ..
مممم طيب روح شوف مامتك أصلها عرفت 
إن يارا هربت من القصر إمبارح.... 
تغيرت ملامح ريان و تجهم وجهه فهو بدوره 
لم يصدق ماقالته..
إنت بتقولي إيه ياست إنت . 
رمقته إلهام باستخفاف ثم أكملت سيرها 
قائلة..
روح إسأل أمك... عيلة غريبة بجد. 
ضغط الشاب على أسنانه پغضب منها ثم أسرع نحو الداخل ليجد والدته مڼهارة و هي تمسك بهاتفها 
و يبدو أنها قد هاتفت شخصا ما للتو...
صاح يناديها بقلق..ماما...الست المچنونة 
دي بتقول إن يارا هربت من القصر...انامش فاهم حاجة... 
ميرفت پبكاء..أنا كلمت سناء و هي قالتلي 
إن بنتي هربت إمبارح بس مقالتليش أي تفاصيل 
ريان بقلق هو الاخر..طب خلينا نروحلهم
أكيد في حاجة مخبينها علينا...مش يمكن
يكونوا عملوا فيها حاجة و ... 
إبتلع ريقه بارتباك و لم يكمل بعد أن لاحظ 
هلع والدته التي
 



كانت تتخبط في مكانها... 
أسرع نحوها ليسندها و يغادرا بسرعة نحو قصر 
ال عزالدين.... 
الفصل الواحد و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
فيي منزل سارة عبدالهادي..... 
كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا عندما 
دلفت سارة لشقتها بعد أن إستأذنت صاحب النادي في الخروج
باكرا...وجدت والدتها تجلس 
في الصالون و عينيها مثبتتان على باب غرفة إبنتها الكبرى...إبتسمت سارة و هي تتذكر كيف روت ماحدث معها البارحة لوالدتها مع بعض التغييرات 
فقد إكتفت بإخبارها أنها عادت على الساعة العاشرة مساء ووجدت فتاة مسكينة ضائعة في الطريق 
و هذا ما جعل أم إبراهيم تأخذ إجازة من دكانها 
هي الأخرى و تبقى في المنزل تراقب الضيفة
بعد ذهاب بناتها إلى المدرسة... 
وضعت المفاتيح
و حقيبتها على الطاولة ثم قبلت والدتها قائلة..
لسه مصحيتش
حركت ام إبراهيم رأسها بنفي ثم أجابت..
تؤ... لسه متدخلي تشوفيها يابت مش يمكن حصلها حاجة 
بادلت سارة نظراتها بين باب غرفتها و بين والدتها 
مجيبة بقلق..بعد الشړ ياماما..أنا هدخل أشوفها 
بس ممكن تحضريلها لقمة تأكلها دي أكيد جعانة 
و خصوصا إنها.... 
زمت شفتيها متوقفة عن إكمال جملتها خاصة بعد أن حدقت فيها ام إبراهيم بشك..
إنها إيه إنطقي يابت إنت مخبية إيه عليا 
ماأنا عارفاكي بير مصايب . 
جاهدت سارة حتى تبدو طبيعية ثم أردفت 
ببراءة..مفيش حاجة ياماما... أنا هدخل اصحيها. 
هرعت سارة نحو غرفتها تاركة ام إبراهيم 
تحدث نفسها وتتساءل عن هذه الفتاة الغريبة 
التي لم يشأ القدر أن يضعها سوى في طريق إبنتها المتهورة... 
تمتمت و هي تتجه نحو المطبخ لتحضير 
بعض الطعام..داه إيه المصاېب اللي عمالنا ترف فوق دماغنا يمين و شمال ربنا يهديكي ياسارة...إمتى هتعقلي بس المرة اللي فاتت عملالي فيها فتوة 
و نازلة ضړب في خلق الله و النهاردة جايبالي
مصېبة مش عارفين أصلها و لافصلها جيب العواقب سليمه يارب.... 
دلفت سارة حجرتها لتجد يارا تجلس على الفراش و تحدق أمامها منتظرة عودتها...إبتسمت لها برقة 
حالما رأيتها ثم وقفت في مكانها لتشكرها قائلة..
أنا كنت مستناكي عشان تيبجي مقدرتش أخرج برا الأوضة عشان خفت يكون في حد برا... 
سارة بابتسامة مماثلة..
اه فعلا ماما برا.... 
ضحكت بصوت عال عندما رأت القلق يكسو ملامح يارا لكنها سرعان ماهدأتها..
قلتلك مټخافيش..تعالي إغسلي إيديكي ووشك عشان نتغدا إنت من إمبارح مكلتيش حاجة . 
أسبلت يارا أهدابها بحزن و هي تقول..مليش
نفس. 
سارة بضيق..غلط على فكرة متنسيش إنك حامل 
يلا أحسن ماناديلك ماما و هي هتعرف إزاي تقنعك . 
يارا برفض..لاخلاص مفيش داعي انا هاجي بس... 
سارة..مبسش...نتغدا الأول و نشرب كبايتين شاي 
و بعدين تقعدي تحكيلنا حكايتك من طقطق للسلام عليكوا بس لو مش عايزة بلاش...بس إوعي تقولي لماما على اللي حصل إمبارح أنا قلتلها إني رجعت الساعة عشرة و بالليل و لقيتك ضايعة فدوري كده على أي سيناريو حلو عشان تقدري تعدي من اللجنة... 
تطلعت يارا بغرابة لأنها لم تفهم ما ترمي إليه هذه الفتاة لتنفخ سارة بحنق و هي تزيح جاكيت بدلتها الرياضية قائلة..
لالا البصة دي انا عارفاها شبه البت رباب بتاعة الرقص...شكلك بنت زوات ذوات زيها... 
يارا ببلاهة..طب هقول لمامتك إيه أنا خاېفة 
سارة بمزاح..مټخافيش خالتك سلوى دي عسل 
يتأكل بالمعلقة... حنية إيه و دلع إيه عليها حتة
شبشب طائر في الغول على طول ... 
وقفت يارا و قد تجهمت ملامحها متمتمة..شبشب.... 
أخذت سارة بعض الملابس من خزاتها و أعطتها 
ليارا و هي تطمئنها..
بهزر معاكي ماما دي أطيب ست في الدنيا كلها.. 
خذي غيري هدومك و متفكريش في حاجة 
كفاية الضغط اللي مريت بيه إمبارح داه غلط علي صحة البيبي...غيري و حصليني اوام... 
شكرتها يارا و قامت بتغيير ملابسها ثم خرجت لتناول طعام الغداء و حكت لسارة والدتها 
كل ماحدث معها بإستثناء حاډثة البارحة و هذا ما جعل سارة تغضب كثيرا و تعدها أنها لن تتركها مهما حصل.... 
في مستشفى هشام.... 
و تحديدا في مكتبه
كانت وفاء تجلس بجانب هشام على الاريكة و على وجهها أمارات الحزن المزيفة
تتظاهر بمواساته و تقديم الدعم له..
إهدى ياحبيبي و متضايقش نفسك بكرة إن شاء الله كل حاجة هتتصلح و ترجع زي الاول و احسن كمان.. 
أومأ لها هشام بينما ظلت ملامحه ذابلة لا تظهر اي شيئ من مشاعره و قد لاحظت وفاء ذلك بل علمت أيضا بمشاعره تجاه إنجي إبنة عمه لكنها تظاهرت 
بالجهل حتى تكمل مخططها و بعدها سوف تتركه لها 
فهدفها
الرئيسي ليس قلب هشام بل نقوده... 
تمتمت بداخلها بضيق و هي تضغط على 
أسنانها پغضب..ماتهرب و إلا تغور في ستين داهيه ماتموت حتى إحنا مالنا بيها أوووف كل حاجة بازت بسببها أنا ا لازم أتصرف لا و كمان البنت اللي إسمها إنجي لازم ألاقيلها حل و أبعدها عن طريقي بأي شكل . 
وضعت أفكارها جانبا و هي تلتفت نحو 
هشام الذي كان في عالم آخر.. وضعت يدها 
أعلى كتفه و إستندت عليه لتقف من مكانها 
و تقبل خده قائلة..
هروح أجيبلك حاجة تشربها...و ارجع على طول. 
هشام..ميرسي ياحبيبتي.... 
غادرت وفاء غرفة المكتب ثم أغلقت الباب وراءها 
نازعة عن وجهها قناع اللطف و البراءة و هي 
تفكر سريعا في طريقة جهنمية لتحقيق ما رغبت فيه منذ البداية...اخذت هاتفها من جيب معطفها الطبي
الأبيض الذي يناقض لون قلبها الأسود ثم 
ضغطت على عدة أرقام تحفظها عن ظهر قلب 
و ما إن اجابها الطرف المقابل حتى أسرعت 
تسأله..
إنت فين...تمام إستناني هناك و متتحركش
عاوزاك ظروري . 
أغلقت الخط دون إهتمام بإجابته فهي تعلم 
جيدا أنه لايمتلك حلا آخر سوى الرضوخ 
لأوامرها و إلا فسوف يعلم مصيره جيدا... 
و من غيره ذلك المبنج الفاسد صابر عزمي 
الذي تم طرده من قبل أكثر من مستشفى 
خاص بسبب سرقاته المتكررة للأدوية و 
بيعها في السوق السوداء باضعاف ثمنها 
ثم خرج ليلتقي بوفاء عن طريق زميل 
سابق له و هي التي توسطت له حتى يتم 
تعيينه في المستشفى.... 
دلفت وفاء الكافتيريا ثم بحثت 
عنه لتجده يجلس في ركن منزو بعيد عن الانظار 
لوت ثغرها بسخرية على مظهره المثير للاشمئزاز ثم أخذت طريقها نحوه... إنتبه لها ليعتدل في جلسته 
وفاء..إنت مش هتبطل حركاتك الژبالة اللي 
بتعملها دي...عاوز ترجع للسجن ثاني... 
إبتلع صابر ريقه و تلون وجهه بألوان الطيف 
متذكرا أيامه الصعبة التي قضاها داخل السچن
ليحاول التحدث معتذرا..
أنا...ممم 
قاطعته وفاء بنبرة حازمة..مش عايزة مشاكل 
بسببك ياصابر متنساش إننا اللي دخلتك المستشفى و بإشارة صغيرة مني هتلاقي نفسك برا.. و دلوقتي 
ركز معايا عشان عاوزاك في مصلحة مهمة و مفيش 
غيرك اللي هيخلصهالي . 
رمقها صابر باستغراب متسائلا..مصلحة إيه 
إنحنت وفاء نحوه إلى الأمام قليلا لتهمس له 
بصوت يكاد لايسمع..عاوزاك تجيبلي أنواع 
الأدوية دي من غير ماحد يشوفك. 
حركت يدها بخفة ثم وضعت في كفه ورقة صغيرة 
ثم قلبتها ليغلق صابر يده بسرعة و هو يومئ لها 
بالموافقة بينما كان عيناه تنطقان بفضوله لمعرفة 
ماتخفيه هذه الافعى التي تجلس أمامه و التي سرعان ما قطعت أمامه الطريق معلنة..
ملكش دعوة بأي حاجة...إنت تجيب الأدوية 
و بس... ممم و متقلقش عمولتك محفوظة 
ساعتين كده و هكلمك ثاني تكون عملت اللي 
قلتلك عليه...
نظر صابر حوله مليا قبل أن يفتح قصاصة 
الورق التي أخذها منها و يحرك شفتيه دون 
صوت و هو يقرأ أسماء الأدوية المدونة عليها ...و ما أن إنتهى حتى ضم الورقة داخل كفه الذي كان يرتعش دون إرادة منه... 
تمتم بداخله و هو ينظر في أثرها بشرود..
ياترى ناوية على إيه الحية دي..و هتعمل إيه 
بالأدوية دي هي ناوية تخدر حد و....
غادرت وفاء الكافتيريا بعد أن أخذت كوبا
كبيرا من القهوة الساخنة و عادت للمكتب... 
تفاجأت عندما وجدت

أمامها إنجي التي كانت 
خارجة للتو من عند هشام لكنها سرعان ماتمالكت
نفسها مرتدية قناع الطيبة... 
وفاء بزيف..إنجي إنت هنا و أنا بقول المستشفى 
منورة ليه يا أهلا وسهلا . 
ضحكت إنجي باستهزاء ثم كشرت في وجهها 
قائلة..
لا بجد برافو...بصراحة أنا كمان لو مكنتش عارفاكي
على حقيقتك كنت إنخدعت فيكي زي هشام. 
تظاهرت وفاء أنها مصډومة من كلامها هاتفة 
باستغراب..أنا مش فاهمة إنت بتتكلمي عن إيه 
إنجي بتوضيح..ياحرام و عاملة نفسك بريئة 
أوي.. إنت عارفة كويس انا اقصد إيه بس مفيش 
مشكلة انا فاضية و موارييش حاجة أعملها 
عشان كده هوضحلك.... 
وضعت إنجي سبابتها أعلى صدر وفاء ثم دفعتها
بقوة لتتراجع الأخيرة للخلف بعد
أن فشلت في 
تفادي هجوم إنجي التي أضافت مھددة..
هشام بتاعي أنا.. تقدري تقولي إنه ملكية خاصة 
و أنا مش متعودة أسيب حاجتي لأي حد فأحسنلك 
تنسحبي بهدوء و مين غير شوشرة....تسافري أمريكا 
هولندا.. السودان.. مش مشكلتي المهم إنك تطلعي برا حياتنا خالص و إلا.... 
لم تكن وفاء بغبية أبدا بل فهمت بسرعة تلميحات 
إنجي خاصة عندما ذكرت سفرها نحو الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي لايعلمه سوى شريكها
الغامض الذي تحدثت معه في مكتب هشام في تلك المرة...لمعت عيناها بتحدي مماثل بعد أن أصبح 
كل شيئ واضحا إذن لاداعي التمثيل بعد الآن.. 
هتفت بنبرة مستهزءة و هي تراقب باب المكتب مخافة أن يفتح و يكتشف هشام حقيقتها ..
و إلا إيه يا صغنن...
إنجي بشراسة..تؤ...مقدرش أقلك هخليهالك
مفاجأة أصل انا مش بحب الكلام الكثير و على 
طول بنفذ... 
وفاء و هي تشهق بادعاء..مش معقول...يعني 
إنت كمان زيي بتنفذي على طول بس بليز متتأخريش عليا أصلي بمۏت في المفاجأت 
عن إذنك يابيبي . 
دفعتها جانبا حتى تمر ثم فتحت باب المكتب و دخلت غمزت إنجي قبل أن تغلق الباب تاركة 
إنجي تنظر في أثرها پغضب بسبب برودة أعصابها 
و حديثها المستفز. 
في القصر و بعد مرور أسبوع على إختفاء يارا...
تحولت نظرات الجميع نحو صالح من لائمة و محتقرة إلى أخرى تملأها الشفقة على حاله الذي 
إنقلب مائة و ثمانون درجة منذ غيابها...
طوال الليل و النهار يظل هائما يجوب الطرقات 
بحثا عنها و لايعود سوى فجرا لينام بضع سويعات 
في سيارته ثم يعود من جديد للبحث عنها.. كلف مئات المخبرين السريين لكنهم لم يجدوا شيئا حتى الآن... كاميرات المراقبة لم تكن الأخرى مفيدة و خاصة أغلب الجيران لم ترصد شيئا...كان هادئا بشكل
غريب حتى أروى التي كانت لاتنفك تسمعه كلاما 
مسمۏما كلما رأته... أشفقت عليه و لم تعد تحدثه... 
لم يره احد يأكل او يشرب...حتى قاعة الرياضة التي كان يسكنها لساعات لم تطأها قدماه منذ أسبوع. 
سيف فريد هشام...الجميع كانوا يبذلون قصارى 
جهدهم لمساعدته...ريان شقيقها.. والدها حتى
ميرفت التي نسيت مكانتها و صورتها أمام مجتمعها الراقي و أهملت نفسها كليا نسيت و لأول مرة في حياتها حتى بانت عليها علامات التقدم في العمر... 
سناء التي لا تتوقف عن البكاء...القصر تحول لصحراء
قاحلة لا يسمع فيه أي صوت... 
الثالثة فجرا أطل سيف من شرفة جناحه 
عندما سمع صوت سيارة صالح تعبر بوابة القصر... 
عاد للداخل ثم ألقى نظرة على سيلين النائمة 
و توجه نحو مطبخ الجناح ليأخذ حافظة الطعام 
التي طلب من فاطمة تحضيرها قبل سويعات. 
نزل الدرج و منه إلى حديقة القصر حيث ركن 
صالح سيارته... 
توجه نحو باب السيارة الاخر و ركب إلى جانبه 
فتح إحدى العلب و وضع فيها الملعقة و ناولها
لصالح و هو يقول له..
لازم تاكل عشان تقدر تقاوم...
أبعد صالح الطبق من أمامه ثم أراح جسده على متكئ الكرسي و يغمض عينيه طلبا للراحة التي لم تزره منذ أن
 



غابت روحه عن ناظريه...دموعه إنسابت 
على وجنتيه لتشق طريقها و تختفي هي الأخرى 
بين شعيرات ذقنه التي طالت...مما جعل سيف 
يغمض عينيه بأسف فإبن عمه لم يكن من الأشخاص 
الذين يظهرون ضعفهم أمام أي أحد ...يبدو أن 
طاقته بدأت تنفذ و حاجز القوة الذي كان يتوارى
خلفه إنهار...
رآه يحرك شفتيه الجافتين عدة مرات قبل أن 
ينجح بصعوبة في تشكيل بضع كلمات نطقها 
بصوت مهزوز..
أنا حاسس... إني.. ه.. ھموت... 
أصدر سيف شهقة تدل على إسنكاره مما سمعه 
منه قبل أن يجيبه على الفور..
كفاية هبل و إجمد...إن شاء الله
هتلاقيها 
و قريب اوي كمان . 
ضړب صالح رأسه على متكئ الكرسي 
عدة مرات متمتما بهذيان..
ضاعت خلاص...يارا راحت مني و مش هترجعلي
ثاني...
إختنق بدموعه ليسعل عدة مرات قبل أن يفتح
باب السيارة و يرتمي على الأرض و يبدأ في 
التقيأ....
أغلق سيف حافظة الطعام بيأس ثم إنتظره حتى إنتهى بعدها نزل من السيارة 
و أسنده بغية أخذه إلى جناحه لكن صالح رفض 
جسده كان منهك من قلة الطعام و النوم لينزلق 
من بين ذراعي سيف و يرتطم بالارضية... 
عاود سيف رفعه من على
الأرض من جديد 
و هو ېصرخ فيه بحدة..
فاكر إنك بكده هترجعها... بص لنفسك بقيت عامل إزاي مش قادر حتى تمشي على رجليك إنت لازم
ترجع قوي عشان تقدر تلاقيها.... 
صوته لهاثه كان قويا بسبب المجهود البدني الذي 
بذله في تلك الخطوات القليلة...حرك قدميه بصعوبة
تاركا ثقل جسده على سيف و هو يهمهم بكلمات 
مبعثرة..
خاېف عليها اوي..أنا... أنا وحش عشان كده 
هربت... ضړبتها و هي حامل...كنت ھموت إبني... 
و هي راحت ضاعت مني..أنا خاېف عليها اوي سيف 
هي ملهاش أي أصحاب تروحلهم و قرايبها كلهم
ميعرفوش عنها حاجة...خاېف يكون حد أذاها 
يمكن تكون مېتة...أنا السبب روحي راحت مني
ياسيف ..أنا السبب.... 
فجأة دفع سيف عنه بماتبقي من قوته و أخذ 
يضرب وجهه و يديه بقوة على الحائط كالمچنون 
حتى سالت دماءه و هو لا يتوقف عن الصړاخ 
و ترديد أنه السبب في رحيلها...عدة ثوان تحولت 
لدقائق و سيف يحاول بكل قوته أن يمنعه 
لكنه لم يستطع حتى سقط صالح على الأرض 
بعد أن خبت قوته و أنهكت...
جلس سيف أمامه على ركبتيه و إحتضنه 
بقوة ليجهش صالح بالبكاء دون صوت فقط 
دموعه إنفجرت تعبر عن مدى ضعفه و حزنه و ندمه 
شيئ ما بداخله يخبره أنه لن يراها ثانية...
في حارة الواد بندق أين تعيش سارة عبدالهادي.... 
تمايلت أم إبراهيم بجسدها الممتلئ و هي تحمل
في يدها كوبا من عصير البرتقال الطازج ثم إتخذت
مكانها بجانب يارا التي ما إن رأتها حتى إنزلقت 
بجسدها داخل الكرسي و تعالت ضحكات الشقيقتات عليها ...
أم إبراهيم و هي تناولها الكوب..
إنت نسيتي تشربي العصير بتاعك . 
قوست يارا شفتيها موشكة على البكاء و هي تضع يدها على معدتها الممتلئة بالطعام قائلة برجاء..
أنا هشربه بعدين ياطنط.... 
أم إبراهيم بإلحاح..
أشربيه دلوقتي و انا هبقى أعملك غيره بعد شوية 
مش كفاية إنك متغديتيش كويس. 
نظرت يارا نحو سارة پذعر قبل أن تنطق..
حرام عليكي ياطنط أنا بطني شوية و ھتنفجر 
إنت مأكلاني متر ممبار و طبق فتة بحاله. 
أم إبراهيم و هي تمصمص شفتيها قائلة بعتاب
دي البت
مليكة عندها عشر سنين و بتاكل أكثر منك...متنسيش إنك حامل و لازم تاكلي كويس 
إنت دلوقتي مش لوحدك جواكي روح ثانية لازم تاخذي بالك منها. 
أخذت منها الكوب و ترشفت منه قليلا حتى 
تتخلص من زنها..فمنذ أن أخبرتها سارة بأنها حامل 
و هي لا تتوقف عن إعداد الاطعمة و المشروبات 
لها بل و تجبرها على الاكل كل ساعتين ...تجزم 
يارا قد زادت أكثر من خمس كيلوغرامات خلال 
الاسبوع المنصرم...
إهتمامهم المفرط بها أشعرها بالراحة و الطمئنينة في هذا المنزل الدافئ
و كم تمنت لو أنها تستطيع مكافأتهم و رد جميلهم لكنها للأسف لا تمتلك
شيئا...حتى الثياب التي ترتديها إشترتها لها 
سارة و لاتستطيع الاتصال بعائلتها خوفا 
من أن يجدها صالح او آدم و فاطمة و كل منهم 
لايقل خطړا عن الاخر بالنسبة لها... 
الهدوء الذي عاشته الاسبوع الماضي رفقة 
سارة و عائلتها ذكرها بسنوات طفولتها عندما كانت طفلة صغيرة خالية من المشاكل و الذنوب...نفسيتها
إرتاحت كثيرا رغم تلك الكوابيس التي لم تتوقف عن إفساد نومها كل ليلة...تشعر بأنها عادت حرة بلا قيود رغم أنها لم تغادر باب الشقة فقط لو كانت تمتلك 
القليل من المال حتى لا تثقل على هذه العائلة الطيبة التي آوتها خاصة أنها سوف تحتاج لمصاريف إضافية في الأشهر القادمة فيجب عليها زيارة الطبيبة 
الخاصة بالنساء حتى تطمئن على طفلها و شراء 
عدة أغراض لها غير التي أحضرتها لها مضيفتها كذلك يجب عليها أن تبحث عن منزل يأويها فهي طبعا لن تبق هنا للأبد يكفي مافعلوه من أجلها حتى الآن...
رفعت كأس العصير حتى تترشف منه ثانية 
لكن توقفت في منتصف الطريق عندما لمحت 
ذلك الطوق اللامع الذي يزين إصبع يدها اليسرى 
قلبها دق بسرعة من شدة الفرح و تهللت اساريرها
فلأول مرة تشعر بالسعادة و هي ترى خاتم زواجها 
كيف لم تتفطن له من قبل...كانت لاتنام الليل 
و تظل معظم النهار شاردة و هي تفكر في ما ينتظرها 
في المستقبل و كيف ستتدبر أمورها بلا مال 
خاصة أنها لا تمتلك أي
أوراق شخصية حتى 
تبحث عن عمل..بينما الحل كان طوال الوقت أمامها 
ناولت أم إبراهيم كأس العصير ثم وقفت من مكانها 
و هي تنتزع الخاتم من يدها.. أعطته لسارة التي 
قطبت جبينها بعدم فهم... 
يارا..ممكن بكرة تعدي على الجواهرجي
و تبعيلي الخاتم داه.. 
خطفت سهى الخاتم و قلبته بين أصابعه مبدية
إعجابها التام بجمال تصميمه الذي لفت إنتباهها
عندما كانت يارا ترتديه..
داه حلو أوي..حرام تفرطي فيه . 
علقت أم إبراهيم هي الأخرى بعدم رضا..
و داه هيجيب كام يعني لو كان ذهب
كان نفع أكثرجاته نيلة على بخله تقصد صالح 
زوجها . 
قائلة بتذمر..
أنا كنت القسم الاسبوع اللي فات مش 
عاوزة أرجعله ثاني...خذي الخاتم بتاعك 
ياشاطرة و ارجعي مكانك عاوزة توديني في 
داهية. 
أم إبراهيم بسخرية..
و كمان تقليد... يادي الوكسة...
سارة..ياماما تقليد إيه بس داه ألماس 
يعني ثمنه مش أقل من مليون جنيه...
ضړبت أم إبراهيم صدرها بقوة و هي تشهق 
بصوت عال..
ممم مليون جنيه... 
سارة و هي تحشر رقاقات الشيبسي في فمها..
وعاوزاني أخذه للجواهرجي عشان يحبسني 
پتهمة السړقة...بقى انا وشي وش ألماس بت إنت
غوري من قدامي عاوزة أتفرج و لو عاوزة 
حاجة قوليلي عليها و انا هحيبهالك مفيش داعي 
تبيعي الخاتم بتاعك.... 
يارا بإصرار..
مفيش قدامي حل ثاني و انا محتاجة ثمنه 
إنتوا مش مجبرين تصرفوا عليا كفاية اللي 
عملتوه علشاني ناس غيركوا كانوا طردوني من 
ثاني يوم... سارة أرجوكي حاولي تفهميني أنا حامل و مصاريفي كثيرة...و لسه هتكثر بعد ما أولد 
و أنا مش هقدر أشتغل و لا أروح لماما آخذ منها 
فلوس...
سارة برفض..بردو لا.. 
يارا بإلحاح..طب انا عندي فكرة إنت مش قلتي إن صاحبتك رباب اللي بتشتغل معاكي في النادي عيلتها غنية...قوليلها تاخذ للجواهرجي اللي بتتعامل معاه عيلتها...و لو حصلت اي مشكلة انا و الله ما هسيبك حتى لو إضطريت ارجع للقصر...أرجوكي
ياسارة وافقي مفيش غير الحل داه .
22
مساء في قصر عزالدين..
رمت إنجي حقيبتها على فراشها بقوة
ثم غرست أصابعها داخل فروة رأسها تضغط
عليه باصابعها النحيلة من شدة ڠضبها فهاهي للمرة العشرون تعود خالية الوفاض بعد أن فشلت
في إقناع هشام بترك تلك الافعى وفاء و العودة
إليه معبرة بشتى الطرق عن ندمها و إستعدادها لتقبل أي عقاپ منه لكنه رفض و طردها شړ طردة من مكتبه...
صړخت بغل و هي تتذكر ملامح غريمتها
التي كم ودت لو مزقت وجهها بأضافرها
تلك المخادعة تظن أنها ستتغلب

عليها و تأخذ
حبيب طفولتها منها...
جلست على حافة الفراش ثم إنحنت واضعة
رأسها بين يديها تفكر في حل سريع...قلبها كان
يشتعل حقدا و غلا بسبب تلك الطبيبة تقسم أنها لو كانت أمامها الآن لما تركتها على قيد الحياة
دقيقة أخرى...لمعت عيناها بشړ عندما طفت
في عقلها فكرة ما فلطالما كانت إنجي ملكة
الأفكار و المخططات و إذا أرادت الحصول على
شيئ فهي تتبع القاعدة المشهورة كل شيئ متاح في الحب و الحړب.... 
غادرت غرفتها متجهة للأسفل تبحث عن شقيقها
فريد الذي تركته منذ قليل يتحدث مع سيف
حول حالة صالح الصحية الذي نقلوه اليوم
فجرا للمستشفى بعد أن اغمي عليه...
نزلت الدرج بخطوات سريعة لتجد جميع
أفراد عائلتها مجتمعين في الأسفل ماعدا
والدتها التي تركتها منذ قليل في المستشفى
الخاص بهشام برفقة صالح.
جلست بجانب أروى منتظرة الفرصة المناسبة
للإنفراد بشقيقها حتى تنهي كل شيئ مطت
شفتيها بانزعاج و هي تشاهد زوجة عمها إلهام
التي كانت تجلس بجانب إبنتها ندى بكامل أناقتها و كأنها كانت في حفل زفاف غير آبهة بالمصائب 
المتتالية التي حلت بقصر عزالدين 
مالت برأسها قليلا لتوشوش في اذن أروى 
بهمس
هي الولية دي مش ناوية تتهد...و إيه البنفسجي 
اللي هي حطاها فوق عينيها دي زي مايكون 
واخدة بوكس ....
همست لها أروى مجيبة ببساطة 
هي دي مرات عمك دايما فاهمة الموضة غلط... 
بقلك إيه إنت مش ملاحظة إنها هتاكل المزة الألمانية بعنيها اللي تندب فيهم رصاصة دي .
هزت إنجي رأسها بإيجاب فهي الأخرى قد لاحظت 
نظرات إلهام المسلطة على سيلين 
أيوا...
أروى باقتراح..انا هقول لجوزها ياخذها 
لشيخ يرقيها حاكم مرات عمك دي عليها 
عين تفلق الحجر و البنت ياعيني بسكوتة 
بالفراولة...مش حمل بصة واحدة.
كتمت إنجي ضحكتها ثم حولت نظراتها نحو 
سيلين التي كانت تجلس مقابلها بجانب سيف 
الذي كان يحيط خصرها دون خجل أمام الجميع 
رغم محاولاتها الفاشلة في إقناعه بتركها.... 
إبتسمت بشرود و هي تتذكر هشام لو لم ترفضه 
لكانت الان مثلها تنعم بدلاله و إهتمامه كما
في الماضي...الوحيد الذي كان سيهون عليها 
صعوبة أيامها هذه لو كان بجانبها...
عادت من رحلة تفكيرها بعد أن إنتبهت لصوت 
إلهام البغيض الذي صدح ساخرا كعادتها كلما رأت
شخصا سعيدا حولها...هذه المرأة ينطبق عليها حقا 
لقب عدوة السعادة فمهمتها هي إفساد مزاج من حولها... 
إلهام بسخرية 
ماتتعبش نفسك يافريد باين إن سيف في عالم 
ثاني خالص و مش مهتم أصلا باللي إنت 
بتقوله مش شايفه مشغول بمراته...مش قادر 
يستنى لما يطلعوا أوضتهم ناقص كمان يبوسها 
قدامنا و مش مراعي إن في بنات صغيرين قاعدين معانا .. قلة أدب .
شهقت الفتيات بإحراج من كلامها بينما 
لم يستطع فريد كتم ضحكاته على سيلين التي 
أخفت وجهها داخل صدر سيف الذي راقه 
تصرفها كثيرا ليحتضنها اكثر و هو ينظر لفريد 
و يراقص حاجبيه لإغاضته...
تنهد بزيف و هو يبتسم باستفزاز لزوجة عمه
مجيبا على تعليقها ببراءة أجادها 
أصلي بحبها اوي يامرات عمي...لما تجربي
الحب هتعرفي انا بتكلم عن إيه...و دلوقتي 
عن إذنكوا مراتي واحشاني و عاوز اتكلم معاها 
على إنفراد كفاية المشاهد البلاس 2 اللي 
حصلت قدامكوا من شوية .
وقف من مكانه جاذبا زوجته المسكينة التي 
إحتقن وجهها من شدة الخجل حتى أصبح
لونه كحبة طماطم ناضجة تخفيه بكل جهدها 
تحت خصلات شعرها و هي تتمنى لو تستطيع 
الاختفاء من أمامهم على الفور خاصة فريد الذي 
تعالت قهقهاته مشيرا لإبن عمه بإبهامه بعلامة ...
ركضت سيلين على الدرج و هي ټشتم سيف 
يا قليل الادب...يا ساڤل...
رد عليها سيف ببراءة 
قليل الادب عشان قلت بحبك قدامهم...عاوزاني
اكذب
إستدارت نحوه سيلين ثم نزلت الدرجات الفاصلة 
بينهما لتضربه على ذراعه مأنبة
مش عاوزاك تتكلم خالص و لاتقول اي حاجة 
إنت أحرجتني قدامهم أوي انا مش عارفة
 



بكرة 
هقابلهم إزاي .
تأوه سيف بزيف مدعيا أن ضرباتها قد آلمته 
اااه يامتوحشة بتضربيني يا سيلين.. بټضربي 
جوزك عاوزاني أهرب أنا كمان زي يارا. 
صاحت سيلين بغيظ من رده المستفز ثم 
لکمته بقوة للمرة الأخيرة قبل أن تصعد 
الدرج مكملة سيرها ليفرك سيف ذراعه متمتما 
و كأنه لم يفعل شيئا 
هي زعلانة مني ليه هو انا عملت حاجة غلط 
أما أروح أصالحها رغم إني مظلوم...أنا ملاحظ
إني من ساعة ما تجوزت و انا بتهزق...الله عليك 
ياسيف بقيت مهزق رسمي .
فتح سيف باب الجناح ثم تسلل بهدوء يبحث
عن 
سيلين ليجدها تخرج من غرفة الملابس و هي 
تحمل غطاء ثقيلا...وضعته على الاريكة ثم أحضرت 
وسادة من فوق الفراش و رمتها على سيف الذي 
كان متصنما في مكانه يتابع ماتفعله باستغراب 
بتعملي إيه ردد ببلاهة و هو يفلت الوسادة
من بين يديه... 
تحدثت سيلين و هي تفرد الغطاء على الاريكة 
بحضرلك سريرك الجديد ياحبيبي...
سيف و هو يشير نحو الفراش 
ليه ماله القديم.. إتكسر 
فرك ذقنه بأصابعه مدعيا التفكير ثم أضاف 
ببساطة..اه فعلا إمبارح كنا شوية . 
رمته سيلين بالوسادة الأخرى وهي تصيح غيضا 
من وقاحته 
إخرس يا ساڤل...كلمة كمان و هطردك برا 
الأوضة.... 
رواية بقلمي ياسمين عزيز 
إرتمى سيف علي السرير الواسع فاردا ذراعيه
بأريحية قائلا 
السرير كويس متتعبيش نفسك ياروحي... تعالي 
جنبي بقى عشان واحشاني .
رمقته سيلين بغيظ ثم هتفت..سيف بطل برود 
بقى كفاية اللي إنت عملته تحت...
إستند سيف على ذراعه و إلتف نحوها مستفسرا
و انا عملت إيه بس متكبريش الحكاية بقى 
و تعالي أقعدي جنبي شوية بقلك واحشاني 
طول النهار بستنى أخلص اللي ورايا عشان أرجع
و أشوفك .
هزت سيلين كتفيها برفض معلنة 
لا...و قوم حالا إنت مش هتنام عالسرير 
الليلة...عشان تبطل قلة أدب قدام الناس.
سيف بضحك..ما أنا بقالي يومين بزن عليكي
عشان نرجع بيتنا و إنت اللي مصرة تقعدي هنا
إستحملي الفضايح بقى ....
سيلين و هي تكتف يديها 
لا أنا عاوزة أقعد هنا عشان بتسلى مع أروى 
و لوجي و ندى... إنما في الفيلا هناك ببقى قاعدة لوحدي زهقانة طول النهار مبعملش حاجة .
سيف بامتعاض و غيرة 
تتسلي و سيباني لوحدي...على فكرة مينفعش كده 
إنت بطلتي تهتمي بيا و تدلعيني زي الاول.
كتمت سيلين ضحكتها على طريقة سيف في التذمر 
قبل أن تعبس فجأة و هي تتذكر كيف مر عليها 
الاسبوع الماضي و هي وحيدة بعد أن هجرها عقاپا لها بسبب غضبه منها لإدعائها فقدان الذاكرة 
ضيقت عينيها مقررة إستغلال هذه الفرصة 
للاڼتقام منه لتقترب منه مدعية الرقة 
حبيبي... سيفو...إنت عارف أنا بحبك قد إيه
أجابها سيف بهيام و هي يمد يده نحوها 
تؤ....
سيلين و هي تجلس بجانبه 
قد الدنيا دي كلها..
ربنا يخليكي ليا ياروحي...و
انا بحبك اكثر .
إبتسمت سيلين بخبث ثم همست له بما جعله 
يرمي يدها عابسا 
بس بردو هتنام عالكنبة مش إنت بس اللي 
تعرف تعاقب.
سيف بضيق و إصرار بترديهالي بقى...طب إيه 
رأيك أنا هنام عالسرير و إنت هتنامي في حضڼي 
زي كل ليلة .
سيلين بأعتراض و هي تقف عن الفراش مبتعدة عنه 
داه بعينك.. هتتعاقب يعني هتتعاقب .
سيف و هو يلوي فمه ساخرا 
إبنك انا عشان تعاقبيني...
سيلين بتمرد..أيوا جوزي و إبني و حبيبي 
و انا حرة بقى .
سيف بضحك..طب تعالي أقعدي جنبي شوية 
و بعدين هقوم اغير هدومي و انام عالكنبة .
سيلين بشك 
ماشي...بس أوعى تفتكر إني هغير رأيي. 
سيف فهم أنها تريد رد مافعله بها لأنها لازالت 
لم تنس كيف تجاهلها طوال اسبوع كامل رغم أنها توسلت له كثيرا حتى يسامحها...لاينكر أنه لازال 
يشعر بالندم حتى الآن فكيف طاوعه قلبه على 
تركها رغم أنه كان يتألم اكثر منها بأضعاف مضاعفة...
همس لها بصوت دافئ محاولا إستمالة قلبها نحوه
و اهون عليكي...مش انا
سيفو حبيبك و إلا هو كلام و خلاص..
حركت سيلين شفتها السفلى نحو الامام دلالة 
على رفضها ليضيف سيف مطالبا بالعفو عنه 
طب أقلك على حاجة... إنت سيبيلي نفسك 
خالص و انا هعرف إزاي أراضيكي .
ردت عليه مهمهة بتفكير 
رمقته سيلين بغيظ و قد زال خجلها 
الاوض و هرمي المفاتيح في النيل عشان لو لاقدر الله زعلنا من بعض مرة ثانية منسيبش أوضتنا 
رغم إني مستحيل هزعل منك مرة ثانية و لاهسيبك 
تزعلي مني مهما حصل .
همت سيلين لأن تجيبه فقد لان قلبها باعتذاره
الصادق لكنه قاطعها من جديد بعد أن إحتضنها
لصدره بقوة ډافنا وجهه في خصلات شعرها 
عشان خاطري متزعليش مني.. أنا غبي و حمار 
و غلطت معاكي كثير و إنت مستحملاني بس و الله العظيم بحبك...أرجوكي طمنيني و قوليلي إنك 
مش هتسيبيني في يوم من الايام زي ماعملت 
مرات صالح...
أغمضت سيلين عينيها بحزن عندما تشعر بجسد 
سيف يهتز لتعلم أنه قد فقد قدرته على الاحتمال 
فهو طوال الايام الماضية يدعي القوة و الثبات 
لكنها كانت تشعر بأنه ېتمزق من الداخل على حال 
إبن عمه...ربتت على ظهره محلولة تهدأته بينما 
تستمع له يتحدث بصوت مهزوز ضعيف 
أنا مش قوي زيه... هو تحمل أسبوع بحاله 
قبل ما ينهار بس انا مش هتحمل يوم واحد
لو بعدتي عني...بصي....
تراجع بجسده إلى الخلف و هو يمسح دموعه 
بسرعة في نفس الوقت مقترحا 
بصي انا... أنا مش هسيبك لوحدك مرة واحدة 
أنا عارف إنك بتزهقي اوي عشان كده من بكرة 
هاخذك معايا للشركة عشان تبدئي تدريب 
عندي...و السنة اللي جاية إن شاء الله هقدملك
في الجامعة الألمانية إختصاص إدارة أعمال 
انا إخترتلك المجال داه عشان بعد ما تخلصي 
دراسة تييجي تشتغلي معايا...إتفقنا بس لو 
لو عاوزة تختاري حاجة ثانية أنا موافق 
المهم تكوني مبسوطة و إنت جنبي .
قبل وجنتها بحرارة ثم إبتعد عنها لتبتسم 
له سيلين بحنو و تمد أصابعها لتمسح باقي دموعه
قائلة 
أولا مش عاوزاك تقارن نفسك بأي حد..عشان إنت 
مفيش زيك هو سيف واحد بس بتاعي انا و أنا 
بحبك اوي و مستحيل أفكر إني أسيب جنتك 
مهما حصل... إنت ساعدتني كثير و أنقذت حياة ماما 
اللي أبوها طردها و رفض إنه يعترف بيها او بيا 
و انا عمري ما هنسى جميلك داه...أنا المرة 
اللي فاتت كنت همشي عشان حسيت إنك مبقتش 
عاوزني في حياتك و رفضت تسامحني... بس عمري
مكنت همشي من وراك...و لو على الكنبة خلاص 
عفونا عنك المرة دي بس مش تعيدها ثاني 
و بالنسبة للشغل و الدراسة فأنا هعمل اللي 
إنت عاوزه... ما إنت جوزي بقى و انا لازم أسمع 
كلامك مش كده . 
فتح الباب ليجد أمامه إنجي التي إبتسمت له 
ببراءة قبل أن تندفع للداخل قائلة 
أنا كنت محتاجة سيلين في حاجة مهمة... هي فين نايمة
من الخلف موقفا إياها عن التقدم 
رايحة فين و عاوزة إيه هي مراتي مش 
معاكي طول النهار و إلا إنتوا عاوزين تاخذوها
مني في الليل كمان .
كتمت إنجي ضحكتها و هي ترفع إصبعها قائلة 
هما خمس دقائق مش اكثر.. و انا آسفة لو 
ازعجتكوا يعني.. ها إهي جات سيلين... 
سولي تعالي انا عاوزاكي.
نادتها مدعية البراءة و كأنها لم تفعل شيئا لكن 
سيف صفعها على رأسها من الخلف مزمجرا بنفاذ 
صبر 
و لا حتى ربع كلمة... غوري يابت من هنا 
أحسنلك و إوعي ترجعي هنا ثاني.. روحي لمرات 
فريد و هي هتساعدك سولي خارج نطاق الخدمة
دلوقتي.
إنجي بإلحاح..بس انا عاوزة سيلين هي الوحيدة اللي هتقدر تحللي مشكلتي 
سيف بسخرية..ليه شايفاها مركز إجتماعي 
قلت لا و يلا تفضلي من غير مطرود .
دفعها بحنق نحو الباب لكن إنجي تمسكت 
بسيلين رافضة الخروج قبل أن تعلن بصوت مرتفع
طب إستنى هقلك.. الحكاية متعلقة بهشام 
هو في خطړ و لازم نساعده .
توقف سيف عن دفعها مضيقا عينيه بشك في 
كلامها لكن إنجي إستغلت دهشته و تخلصت 
من قبضته بسرعة ثم ركضت لداخل الجناح 
أغلق سيف الباب ثم لحقها و

هو يشتم بصوت عال 
يابنت الڼصابة... تعالي هنا وقعتك سودا 
لو طلعتي بتكذبي عليا إنطقي يا إنجي ماله هشام
جلست إنجي على الكرسي ثم أشارت له ليجلس
و بدأت تروى له الحكاية التي أتت من أجلها 
أنا كنت هقول لفريد بس خفت اوي...إنت 
عارفه لما بيزعل مش بيشوف قدامه .
علقت سيلين على كلامها و هي تجلس على 
ذراع الكرسي بجانب سيف..
كلهم كدا ياحبيبتي...
رمقها سيف باستنكار قبل أن يعود بنظراته 
نحو إنجي التي تبدلت ملامحها نحو الجدية التامة ليحثها على إكمال حديثها فما كان منها إلا أن 
وصولا لطرده لها منذ ساعات قليلة عندما كانت 
في المستشفى عند صالح.. و إنتهى بها المطاف 
تبكي بين أحضان سيلين التي شعرت بالاسف 
تجاهها لأنها إعترفت بجميع أخطائها بينما كاد 
سيف ينفجر غيضا بسبب غباء إبنة عنه المدللة 
و تصرفاتها الهوجاء و كذلك بسبب غيرته 
منها لأنها تنعم باحضان زوجته التي حرمته منها...
حاول سيف التركيز و إيجاد حل لكنه لم يستطع 
ليقف من مكانه و يجذب سيلين
بقوة و يجلسها 
بجانبه محيطا خصرها بذراعه بتملك مما جعل 
سيلين تغضب منه لكنه لم يهتم معلنا دون خجل 
أمامها..مش كفاية قطعت علينا و كمان عاوزة 
تأخذك مني....
كتمت سيلين فمه بيدها مخافة أن ينطق بالمزيد 
من الكوارث ثم إلتفتت نحو إنجي مهمهمة ببلاهة 
معلش يا نوجة مش عارفة ماله النهاردة 
شكله....
أشارت بيدها بعلامة الجنون لتومئ لها إنجي 
بإيجاب قبل أن تحدث بيوت باك 
ارجوك يا أبيه أنا بجد ندمانه و عاوزة هشام 
يرجعلي و كمان خاېفة العقربة اللي إسمها وفاء تأذيه .
أبعد سيف يد سيلين عنه ثم غمغم بهدوء 
سيبي الحكاية دي عليا و انا هحلها بكرة بالكثير 
و لو فعلا الكلام اللي إنت قلتيه صح تبقى 
مصېبة بجد.
إنجي مؤكدة..و الله العظيم كل اللي قلته 
صح...انا فعلا سمعتها في المكتب و هي بتتكلم مع حد و بتقله لازم أبيع المستشفى بسرعة عشان اسافر أمريكا.
سيف بتفكير..طب إنت تعرفي إسمها بالكامل 
إيه 
إنجي و هي تكفكف دموعها 
أيوا وفاء.....
سيف..تمام انا هتصرف و كويس إنك 
جيتي قلتيلي...عشان إنت كمان حياتك بقت 
في خطړ بعد ما هي عرفت إنك عارفة مخططاتها
مش هتسيبك في حالك و هتحاول تبعدك من 
طريقها بأي شكل عشان تقدر توصل للي هي عاوزاه 
أنا هخلي كلاوس يعينلك حرس يرافقوكي 
للجامعة و هشوف حكايتها إيه لغاية ما تأكد 
من حقيقة نواياها و إنت حاولي ماتروحيش
المستشفى الفترة دي... عشام لسه زعلان منك 
ومش هيسمعك مهما حاولتي فمتتعبيش نفسك .
أومأت له إنجي بالموافقة ثم إستأذنت 
و هي تفكر في كلام سيف فقد غاب عن بالها 
فكرة أن وفاء من الممكن أن تأذيها فهي كانت 
تفكر في سلامة هشام فقط و نسيت نفسها...
في غرفة آدم...
كانت فاطمة تدور حول نفسها و هي تتآكل 
من داخلها من شدة الڠضب و تروي لآدم كيف 
أن هانيا إكتشفت ما فعلاه بيارا و أصبحت 
تهددها بأن تخبر صالح بكل شيئ بعد أن 
فشلت خطتها في قتل جنين أروى و الإيقاع 
بينها و بين زوجها..صاحت بغيظ و هي تجذب 
خصلات شعرها حتى كادت تقتلعها
اللي هيجنني هي إزاي عرفت...
أنا مقلتش لأي مخلوق على اللي حصل لا و كمان 
بتهددني إنها هتقول لصالح بيه على اللي إحنا
عملناه .
توقفت عن التحرك و هي ترمق آدم بنظرات 
قلقة قبل أن تعلن..إحنا لازم نتصرف و بسرعة 
الغبية دي لو تكلمت هتودينا في داهية و صالح بيه 
مش هيصدق يلاقي خيط يوصله لمراته.
ضحك آدم و هو يترشف كأسه بشراهة قائلا 
يوصل لمين إذا كانت مراته الله يرحمها...
سألته فاطمة نفس السؤال الذي تلقيه على مسامعه
كلما تحدثا..إنت واثق في اللي إسمه سعيد داه 
مش يمكن مقتلهاش و بېكذب علينا.
آدم
 



بتأكيد 
متقلقيش سعيد داه شغله نظيف و كمان 
مش دي اول مرة اتعامل معاه.
فاطمة باستغراب..إنت قټلت حد قبل كده
آدم ببساطة و كأنه يتحدث عن أحوال الطقس 
عشيقتي القديمة عشان فضلت عليا واحد من أصحابي إداها فلوس أكثر . 
حركت فاطمة رأسها بيأس من تفاهته قبل أن تنتفض 
هاتفة من جديد بعد أن تذكرت مشكلتها الرئيسية 
هنعمل إيه في الزفتة هانيا... بقلك هتودينا في داهية.
ترك آدم كأسه ثم وقف من مكانه متقدما نحو فاطمة
ليطوق خصرها مقربا إياها منه..إبتسم
بخبث و هو 
يتفرس ملامحها الجميلة مقررا انه لن يدعها تفلت 
منه هذه المرة بعد أن تلاعبت الخمړة بدماغه 
قائلا 
مټخافيش انا هخلصك منها الليلة...
إبتلعت فاطمة ريقها بصعوبة و هي تحاول الإفلات
منه مقترحة بكذب 
قلتلك الحاجات دي مش دلوقتي...
تراجعت فاطمة برأسها للخلف وهي تنازع للافلات 
منه بلطف حتى لايغضب منها فهي بحاجة لمساعدته
الان خاصة للتخلص من هانيا التي أصبحت 
كالشوكة في حلقها.. خلينا في هانيا 
الأول
دفعها آدم بعد أن يئس منها لكنه توعد لها بداخله 
أنه لن يتركها المرة القادمة.. أخذ كأسه 
ليبدأ في ترشفه من جديد و هو يشير لها أن تغادر 
قائلا..قلتلك هتصرف....
في منتصف الليل....
و تحديد في الطابق الاسفل في الجزء المخصص 
للخدم تململت هانيا في فراشها و هي تسعل بسبب 
شعورها بالاختناق قبل أن تهب فجأة من 
الفصل الثالث و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
في اليوم التالي..... 
دلك سيف صدغيه من شدة التعب و هو 
يغمض عينيه بشدة فمنذ ساعتين متواصلتين 
لم يرفع رأسه من فوق هذا الملف الذي كان 
يراجعه...رن هاتفه ليأخذه بسرعة فهو كان 
ينتظر هذا الاتصال بفارغ الصبر و يجيب على 
الفور قائلا 
أهلا يادكتور عماد....لا أنا فاضي دلوقتي 
ممكن تقلي وصلت لإيه 
إشدت عضلات وجهه بتجهم بعد من سمعه من 
المدعو عماد و هو أحد الأطباء المشهورين ليردف
بغية التأكد مرة أخرى 
حضرتك متأكد من الكلام داه...لا لا خلاص 
أنا هتصرف بنفسي متشكر اوي يادكتور 
تعبتك معايا.... تمام اكيد.. شكرا مع السلامة . 
وضع هاتفه على المكتب تزامنا مع دخول سيلين 
و في يدها صينية من الطعام وضعتها أمامه 
ثم تسللت بجسدها الصغير لتجلس فوق 
قدميه ليتراجع سيف بكرسيه ذو العجلات 
إلى الوراء قليلا.... 
داعبت وجهه بأناملها الناعمة و هي تسأله بعد أن لاحظت وجومه 
تعبان 
حرك رأسه عدة مرات مؤكدا على كلامها قبل 
أن ينطق بهدوء 
هي إنجي فين 
سيلين..راحت المستشفى عشان تشوف صالح . 
نفخ سيف پغضب من عنادها قبل أن يهتف بتبرم
مش انا حذرتها إمبارح و قلتلها بلاش تروح 
هناك...أنا عمري ماشفت أعند من البنت دي . 
تحدثت سيلين لتهدأه..متقلقش عليها هتبقى 
كويسة و كمان هي خذت معاها القاردز . 
سيف بضيق..و هما القاردز هيدخلوا معاها المستشفى...أنا هكلمها و اقلها ترجع حالا و لو 
على صالح هي تقدر تطمن عليه
بالتلفون . 
منعته سيلين و
هي تقرب صينية الطعام منه 
طب إتغدى الأول و بعدين كلمها...إنت مكلتش 
حاجة من إمبارح و من الصبح مش بتشرب غير
قهوة ...
سيف پاختناق..مليش نفس... مش مرتاح هنا و عاوز أرجع بيتنا بس لازم أبقى هنا عشان 
إنجي و صالح...و كمان اللي حصل مع مربية لوجين أنا لسه مش فاهم إيه اللي حصل و إزاي أوضتها تحرقت فجأة ...... 
سيلين..أنا كمان سألت أروى و هي قالت إن 
جوزها لسه بيعمل اوووو تحريمات أو مش فاهمة 
كلمة زي دي. 
سيف بضحك..إسمها تحريات....
سيلين بعدم إهتمام..أيوا هي الكلمة دي... 
سيف..من بكرة هتروحي معايا الشركة 
جهزتلك مكتب صغير جوا مكتبي عشان 
تبدئي تدريب و أي مشوار هروحه هاخدك 
معايا مش هينفع أسيبك لوحدك بعد اللي حصل. 
سيلين بدهشة..طب ممكن أعرف ليه إنت خاېف عليا 
سيف بغموض ..أيوا... في حاجات بتحصل هنا مش 
طبيعية... مثلا مرات صالح لا يمكن تقدر تهرب لوحدها في حد هنا من جوا القصر رتبلها كل حاجة
و كمان الحريقة اللي حصلت إمبارح...غريبة اوي 
حاسس إن في حد ورا الحاډثة دي عشان مفيش 
غير أوضة معينة هي اللي تحرقت كأن اللي عمل 
كده قاصد بس المربية.... أووووف أنا بجد تخنقت 
من المصاېب اللي عمالة ترف ورا بعضها دي . 
عبست سيلين مدعية الحزن و هي تقول 
معلقة على إعترافه..مخڼوق حتى و أنا معاك 
تدارك سيف خطأه على الفور ليبرر قائلا 
و هو يقربها منه..لا طبعا...لو لا وجودك 
جنبي مستحيل كنت قدرت أقعد هنا ثانية 
واحدة... إنت مش عارفة المكان داه بقى 
بالنسبالي إيه عامل زي السچن الكبير...كل 
ذكرياتي الۏحشة مرسومة على حيطانه كلما 
أعدي من مكان فيه بفتكر كل حاجة سيئة
حصلت معايا زمان...مۏت أبويا و مرض أمي 
و ظلم أعمامي ليا و جدي اللي مقدرش يحميني 
منهم.... و أحداث ثانية كثير حاولت كثير أنسى 
بس للأسف مقدرتش و دلوقتي مش عارف 
إيه اللي هيحصل...مضطر أقعد هنا عشان أحل 
مشاكل اولاد أعمامي اللي جوم عليا زمان 
واحد غيري كان إنتقم منهم و حړق قلبهم 
بس أنا مش قادر أذيهم حتى آدم....البني آدمة 
الوحيدة اللي أذيتها و ظلمتها معايا و لسه 
بظلمها هي إنت... 
كانت تستمع إليه باهتمام مستشعرة نبرة 
الألم التي كانت تغلف صوته لتجبر نفسها على 
الابتسام حتى تتلاشى رغبتها في البكاء 
و هي تتأمل ملامحه التي زادها حزنه وسامة 
قبل أن تجيبه بلوم 
و أنا مبسوطة أوي بظلمك داه...إحنا يمكن 
بدايتنا كانت غلط بس... ادينا بنحاول نصلح... 
إنت كنت محتاجني جنبك عشان في حاجات 
ناقصاك و لقيتها فيا و انا بردو زيك كنت 
محتاجة.... 
توقفت عن الحديث قليلا وترددت قبل أن 
سيف أنا بتكلم بجد... 
سيف بتأكيد..و أنا كمان بتكلم بجد...عشان 
الفيلا و كل حاجة فيها باسمك يا غبية.. و كمان 
نسبة 30 من أسهم الشركة . 
شهقت سيلين بانبهار و هي تصفق بيديها 
هاتفة بمزاح..بجد... يعني أنا أقدر اطردك
من بيتي. 
قطب سيف جبينه باستغراب و هو يلف 
خصلة أخرى على إصبعه الأخر متسائلا 
داه إنت داخلة على طمع بقى..دلوقتي 
بس إكتشفت حقيقتك قدرتي تخدعيني
بعنيكي الحلوين دول . 
ضحكت سيلين و هي تحتضنه بقوة قائلة 
هو أنا قلتلك النهاردة إني بحبك... 
قبلت عنقه بقوة ليحاول سيف التملص منها 
قائلا بمزاح..كل داه عشان الفلوس. 
شهقت و هي تضربه على كتفه مردفة بمرح
عرفت إزاي ممم نسيت إنك الشبح 
تأملها سيف بنظرات عاشقة..إنت بتحبيني بجد . 
أومأت له بالايجاب ثم تناولت أحد الأطباق 
و بدأت في إطعامه قائلة بنبرة تحذير 
لو سألتني السؤال داه ثاني هزعل بجد..و 
دلوقتي يلا عشان تاكل . 
لم يقبل سيف تناول الطعام إلا بعد أن شاركته
سيلين و التي بدأت تشعر أنها بدأت تفهمه و ان
علاقتها معه تتحسن يوما بعد يوم...رغم أنها 
لم تفعل شيئا سوى التوقف عن معاندته كما
أنها أصبحت حريصة على الاهتمام بكل شيئ 
يخصه لتشعره أنه الأهم في حياتها...الامر 
بدا مرهقا كثيرا بالنسبة لها خاصة في هذه 
الفترة الصعبة التي يمرون بها لكنها لاتنكر 
كذلك أنها تستمتع كثيرا بالاهتمام به و معاملته و 
كأنه طفلها... 
في المستشفى.... 
ما إن خرجت إنجي من غرفة صالح حتى تركت 
العنان لدموعها التي تسابقت بالنزول أسفا على 
حال شقيقها الذي أصبح كچثة بلا روح... رغم 
أنها بقيت بجواره لساعتين متواصلتين تحدثه
إلا أنه لم يجبها بل لم يكن يشعر بها... ما يدل 
أنه لا يزال على قيد الحياة هو عيناه المفتوحتان
و أنفاسه...في أسوأ كوابيسها لم تكن تظن 
أن صالح الذي عهدته دائما قويا لا يقهر سيصبح 
بهذا الضعف.... 
توجهت نحو مكتب هشام عله يخفف عنها 
كما تعود في السابق عندما تشعر بالضيق 
طرقت الباب ثم دلفت لتجده يتحدث 
على الهاتف مع شخص ما.. رفع هشام بصره
نحوها ثم رمقها بنظرات حاقدة ثم أنهى 
مكالمته على عجل و رمى هاتفه على سطح
المكتب بطريقة عڼيفة... 
شعرت إنجي بالتوتر أكثر لتقرر عندئذن الخروج 
لكن ما إن همت بفتح الباب حتى صاح بها 
هشام ليوقفها 
إنت رايحة فين 
إلتفتت نحوه و

هي تمسح دموعها لتجد
وجهه محمر من شدة إنفعاله... تمتمت و 
هي تتنحنح لتجلي صوتها 
أنا كنت جاية عشان أسألك على صالح . 
ضحك الاخر باستهزاء ثم أقبل نحوها ليجذب
ذراعها پعنف صارخا في وجهها بحدة 
إنت مش ناوية تبطلي ألاعيبك الۏسخة دي...
ليه مصرة تأكديلي إني كنت غلط في إختياري ليكي 
ليه بتخليني كل يوم أكرهك أكثر و أندم على 
إني في يوم حبيتك... إنت لايمكن تكوني 
البنت اللي انا ربيتها و كبرت قدام إيديا 
إنت شيطانة...واحدة ثانية 
أنا معرفهاش... قوليلي إنت عاوزة مني إيه 
ليه عاوزة تدمري حياتي اللي بحاول أبنيها
ليه مش عاوزة تخليني أرتاح كلما احاول 
أنساكي تظهري قدامي من جديد و ترجعيني
لنقطة البداية... عاوزة توصلي لإيه إنطقي 
عاوزة تتأكدي إني لسه بحبك...طيب تمام... 
أنا بعترفلك أنا لسه ب...حب..ك إرتحتي 
دلوقتي.. إنطقي تكلمي . 
أغمضت إنجي عينيها باستسلام مستقبلة ردة
فعله العڼيفة مقررة تركه يفرغ غضبه فيها 
قبل أن تفتحهما من جديد 
تزامنا مع نطقه لآخر كلماته التي جعلت 
قلبها يكاد يخرج من مكانه من فرط سعادتها 
نظرت نحوه بعيون هائمة لكن هشام سرعان 
ما إستشعر خطأه... 
دفعها عنه بلا مبالاة ثم إبتعد عنها و عاد نحو
مكتبه و هو يستنفس الهواء بقوة...
سألها محاولا تغيير الموضوع و تدارك ما حصل 
إنت حكيتي لسيف على خطيبتي 
لم تجادله إنجي رغم شعورها بالضيق بمجرد 
تذكيرها بتلك الافعى خطيبته مكتفية بقول 
أيوا...قلتله ما إنت مش عاوز تصدقني 
و انا مقدرش أقف أتفرج عليك و هي بتأذيك . 
رمقها هشام باستخفاف قبل أن يجيبها 
صدقيني مهما عملت فيا...مش هيكون أقسى 
ملي إنت عملتيه إمشي يا إنجي...إمشي و مرجعيش
هنا ثاني و لو على صالح هو الحمد لله بقى 
كويس و من بكرة هيبدأ جلسات عند دكتور 
نفسي . 
إعترافه بأنه مازال يحبها لم
يزدها سوى 
إصرارا على إسترجاع ما خسرته في لحظة
غرور و طيش...أخذت تتنفس الهواء بصوت
عال عدة مرات حتى تتخلص من غصة 
حلقها قبل أن تحرك رأسها بالايجاب و تغادر 
تاركة هشام ينظر في أثرها حتى أغلقت الباب 
وراءها.... 
ضړب سطح المكتب بقوة حتى تناثرت بعض
الأقلام فوقه و هو يلعن و يشتم نفسه على زلة
لسانه و إعترافه أمامها أنه مازال يعشقها كالاول 
رغم كل ما فعلته به . 
طرق باب المكتب مرة أخرى ليرفع هشام رأسه
بلهفة ظنا منه أنها إنجي قد عادت مرة أخرى 
لكن أمله خاب عندما ظهرت وفاء من وراء 
الباب...أشار لها أن تدخل ثم إتخذ مقعده 
وراء مكتبه متظاهرا بالانغماس في العمل... 
نفخ بضيق و هو يتذكر كلمات إنجي عندما 
أخبرته ان لا يتسرع في خطبته منها 
لأنه عاجلا أم آجلا سوف يندم و هاهو بالفعل 
حصل ما توقعته... فكلما رآها أمامه يتأكد 
انه بالفعل قد أخطأ و يجب عليه إصلاح خطأه 
و تداركه.... سوف يعوضها بأي شيئ تطلبه 
مقابل أن توافق على الانفصال بهدوء..... 
إقتربت منه كعادتها لتقبله من خده رغم أنه 
ر و هي تلاحظ ضيقه و رغم 
أنها تعلم السبب جيدا فهي رأت إنجي 
من بعيد عندما كانت تخرج من باب مكتبه 
لكنها تعمدت عدم التحدث إليها أو إظهار 
نفسها حتى لا تراها ثم قالت 
مالك يا حبيبي في حاجة مضايقاك 
نفى برأسه و هو يخرج أحد أقراص الصداع 
من درج مكتبه لتسارع هي و تحضر له 
زجاجة ماء من الثلاجة و وضعتها أمامه... 
فتح هشام القارورة ثم إلتفت حوله يبحث
عن كوب ماء لكنه لم يجد حتى إستوقفته وفاء
و هي تشير على أحد الاكواب فوق طاولة 
بعيدة 
إستنى أنا هجيبهولك... باين عليك تعبان 
أوي طبعا ما إنت مش بتسمع الكلام و رافض
ترتاحلك يومين في البيت تسترجع فيهم صحتك... 
إنت من يوم ما إبن عمك داه دخل على المستشفى 
هنا و إنت مش بتنام... 
تناولت
 



الكوب بيدها التي كانت تحمل بداخلها 
زجاجة صغيرة جدا كانت تحتفظ بها في
جيبها مفتوحة حتى لا تتعطل في فتحها 
سكبت محتوياتها في الكأس و التي كانت 
عبارة عن مزيج من عدة أدوية قامت بتحضيرها 
مسبقا ثم رمتها من جديد في جيبها 
و عادت إليه واضعة الكوب على المكتب... 
رمقته بابتسامة مزيفة و هي تأخذ زجاجة 
الماء من يده و سكبت بعضا منها في الكأس 
ثم قربته منه قائلة 
أنا هسيبك عشان ترتاح...هرجعلك المساء 
تكون هديت شوية . 
تناول هشام قرص
المسكن و تجرع محتوى
الكأس دفعة واحدة ثم أعاد رأسه إلى الوراء 
و هو يشير لوفاء ان تنتظر... 
جلست وفاء تترقبه بتسلية منتظرة بفارغ 
الصبر مفعول الدواء ثم أخرجت هاتفها 
و عبثت بازراره قليلا مدعية الملل... 
تحدث هشام بعد صمت طويل قائلا 
إنت كنتي بتشتغلي في مستشفى القدر 
التابع لمصطفى السباعي أسماء وهمية 
رفعت وفاء حاجبيها و هي تخفي إرتباكها 
من سؤاله الفجئ قبل أن تجيبه نافية 
مستشفى القدر... أول مرة أسمع عنها لا أنا كنت
في مستشفى النور إنت شفت الملف بتاعي.... 
تحدث هشام بتوضيح ..مستشفى القدر اللي تقفل من سنتين 
عشان جرايم سړقة الأعضاء اللي كانت بتحصل... 
وفاء بنفي..لا مسمعتش عنه... 
أومأ لها هشام دون أن يتحدث بسبب شعوره 
بشيئ غريب يحصل له...رفع يده ليتحسس حرارة 
جبينه و هو يجاهد حتى يأخذ أنفاسه ... صداع 
شديد يكاد يفتك برأسه و سخونة فجئية إجتاحت 
كامل جسده... 
وقف من مكانه محاولا الاستناد على المكتب 
و هو ېصرخ فجأة 
إطلعي برا...دلولتي حالا . 
إدعت وفاء اللهفة عليه لتسرع نحوه 
متلمسة جبينه الذي كان يقطر عرقا 
و هي تشهق پعنف 
إنت سخن اوي..تعالى معايا أنا. 
لم يدعها تكمل جملتها ليدفعها عنه و ېصرخ 
في وجهها پجنون 
قلتلك اطلعي برا إنت مبتفهميش . 
تأوه بشدة من ألم رأسه و مازاد من عڈابه أكثر 
هو إلتصاق وفاء به كالعلقة رافضة الخروج 
و تركه...فتح عينيه على مصراعيهما و هو يحاول 
بما تبقى لديه من وعي إيجاد هاتفه لكنه لم 
يستطع بسبب رؤيته التي أصبحت ضبابية... 
طفق يرمي بكل ما يعترض طريقه من على
سطح الكتب و هو لا يزال يتتحسس كل 
غرض أمامه حتى وجد هاتفه أخيرا... 
نظر نحو وفاء التي سقطت على الأرض 
و هي تحاول النهوض من جديد بعد أن 
إكتشفت أنه وجد هاتفه فهي لا تريده أن 
يتصل بأي شخص قبل أن تنهي خطتها... 
إندفعت نحوه من جديد حتى تاخذ منه 
الهاتف لكنها لم تستطع فهشام كان قد فقد 
السيطرة على نفسه بسبب المنشط الذي 
يحتويه ذلك الدواء 
كان في حالة يرثى لها
جسده بأكمله يرتعش
و عيناه محمرتان و الشعيرات الدموية تظهر 
من خلال بياضهما بوضوح...بحث بين الاسماء
التي كانت تملأ هاتفه الخلوي عن إسم صديقه
زياد الذي يعمل لديه في المشفى فهو أكثر 
شخص يثق فيه و طلب منه إحضار حارسين
من الامن و بعض المحاليل الطبية المناسبة
لحالته... 
في الخارج كانت وفاء تكاد تفقد عقلها بسبب 
خروج الأمور عن سيطرتها... كانت لا تزال تطرق
الباب پعنف و تنادي هشام حتى جاء صابر الممرض 
الذي أحضر لها الأدوية الذي همس لها بصوت 
منخفض و هو يمسك بيديها محاولا تهدأتها 
إنت بتعملي إيه يا دكتورة وفاء...عاوزة المستشفى 
كلها تتلم هنا و يشوفوا اللي بيحصل . 
دفعته وفاء عنها و هي تضربه بغل و تصرخ في وجهه بحدة..إنت تأخرت ليه يا حيوان مش 
قلتلك تجهز نفسك و اول ما أبعثلك رسالة 
تييجي على طول أنا الغلطانة اللي إعتمدت 
على غبي زيك... يلا إكسر الباب انا لازم ادخل 
جوا قبل ما ييجي حد و يبوز كل اللي انا عملته. 
بدأ صابر بضړب الباب بكتفه لكنه يئس بعد ثلاث دفعات فاللوح كان متينا و آلم كتفه ليتذمر قائلا 
ما أنا قلتلك يا دكتورة نزود نسبة المخدر 
عشان تقدري تسيطري عليه إنت اللي رفضتي. 
ڼهرته وفاء و هي تتحسس الأوراق التي كانت تحتفظ بها تحت معطفها قائلة پغضب 
إنت تخرس خالص مش عاوزة أسمع 
صوتك عارف لو خطتي فشلت انا هدفعك الثمن. 
أجفل صابر من نبرتها المھددة و شعر بالخۏف 
الشديد منها فهذه المرأة التي أمامه لا تمزح أبدا و هو رأى بعينه ماهي قادرة على فعله ليبدأ من جديد بدفع الباب محاولا تكسيره دون فائدة... 
وراءهما كان الدكتور زياد يسير على عجل و هو 
يحث رجال الأمن على الركض وراءه حتى 
وصل نحو مكتب هشام ليتفاجئ بوجود وفاء
و صابر... 
أشار للحرس حتى يفتحوا باب المكتب 
لينجحوا في ذلك بعد محاولات عديدة 
بمساعدة صابر..ثم دلف للداخل بعد أن
منع وفاء من الدخول و إكتفى بأصطحاب 
القاردز.... 
ضغطت وفاء على أسنانها و هي تتوعد له 
غاضبة ثم دفعت صابر من أمامها پعنف و إتجهت 
نحو مكتبها...جن چنونها بعد أن فشلت 
خطتها التي خططت لها جيدا طوال الايام 
الماضية حتى تتخلص من إنجي و تحصل على 
المستشفى في آن واحد....
فخطتها كانت وضع نسبة معينة من احد 
في كوب المياه الخاص به حتى تجعله 
يفقد عقله و يوقع على الأوراق التي كانت 
تحملها دون وعي منه ثم إستدراجه حتى 
أن هشام سوف يطردها من الغرفة سريعا 
بذلك الشكل... كانت على حافة الجنون 
في تلك اللحظة حتى أن عقلها توقف عن 
التفكير و لم تجد أي حل سوى الاتصال 
بشريكها.... 
في مكتب هشام.... 
دلف زياد مع رجلي الأمن و هو يحمل حقيبته 
الطبية..لم يستغرب عندما وجد هشام يخرج
من الحمام المتصل بالمكتب و هو مبلل 
بالمياه من رأسه حتى أخمص قدميه...
أشار لأحد الحراس ان يسنده لكن ما إن 
شعر به هشام يلمسه حتى دفعه عنه و هو 
يلهث بقوة و ېصرخ 
محدش يقرب مني...قلهم يا زياد... 
أجابه زياد و هو يراقب حالته التي 
لحسن الحظ مازلت تحت السيطرة 
طب أقعد عشان أكشف عليك .... 
صړخ هشام في وجهه بينما كان جسده 
يرتعش بوضوح..هتكشف على إيه... كل 
الأعراض باينة أهي . 
زياد بهدوء..طب أقعد عشان أديك الحقنة 
و أعلقلك المحلول... 
جلس هشام على مضض و هو يقبض على 
يديه پعنف ثم همس لزياد بصوت خاڤت 
زياد أرجوك متسبنيش في حد عاوز يلبسني 
مصېبة خذني على شقتك و إقفل عليا...و لو 
مقدرتش إتصل بسيف إبن عمي و هو هيتصرف 
بس إوعى تخليني أذي حد... 
أومأ له زياد و هو يطمئنه..متقلقش مش 
هيحصلك حاجة الحمد لله إنك إكتشفت 
اللي حصلك بدري لو كنت استنيت نص ساعة 
كمان كنت فقدت السيطرة على نفسك و على تصرفاتك الحقنة دي هتدي مفعول عكس المخدر و ...
صاح هشام بنفاذ صبر مقاطعا كلام زياد فكل ماقاله 
يعلمه لكونه هو أيضا طبيب 
طب و الزفت الثاني.... 
لملم زياد أدواته بعد أن إنتهى من حقنه و تركيب 
المحلول له مضيفا..بالنسبة للمنشط فدا... 
شتمه هشام بصوت عال مقاطعا إياه من جديد 
إنت مش لوحدك يا حيوان.... 
إلتفت زياد نحو الحارسين اللذين كلنا يراقبان 
ما يحصل بذهول ثم قال 
إطلعوا برا..و إوعوا تخلوا حد يدخل هنا مفهوم . 
الحارسين بصوت واحد..حاضر يا دكتور... 
تابع زياد خروج الحارسين و ما إن إختفيا حتى 
عاد ليتفقد هشام الذي كان جسده ينتفض من 
شدة الحرارة بينما يخفي وجهه تحت وسادة 
و يضغط عليها بكل قوته...تأسف لأجله كثيرا 
و رغم ذلك لم يستطع أن يمرر الأمر دون أن 
يمازحه 
أما بالنسبة للمنشط فحكايته سهلة خالص 
و إنت عارف بقى.... 
صاح هشام بصوت مكتوم و هو يلعنه 
غور ياظ...إطلع برا مش عاوز أشوف خلقتك . 
زياد برفض..مش هسيبك انا هفضل أحرسك 
هنا... مفعول المنشط مش هيختفي قبل ستاشر 
ساعة يعني مخبيش عليك حالتك صعبة جدا 
يا صاحبي. 
ضغط هشام على الوسادة بقوة و هو يشتمه 
حيوان...إطلع برا . 
زياد بتسلية..يا عم إسمع مني و خذها من 
قصيرها ساعة زمن في أوتيل مع مزة حلوة 
و هترجع زي الفل . 
تجاهله هشام حتى بعض الوقت الذي 
إنتهى فيه مفعول المخدر داخل جسده 
لينزع هشام الإبرة المغروسة في

عرق يده 
البارز پعنف...أثم أسرع نحو الحمام ليبلل نفسه 
بالماء البارد عله يخفف عنه قليلا.... الفصل الرابع و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عڈاب الڼار 
خرج فريد من القسم متجها نحو سيارته
حتى يعود للقصر بعد يوم عمل شاق 
تفاجأ بوجود سيدة ترتدي ملابس سوداء
ووشاحا على رأسها و تضع على عينيها
نظارات و تقف حذو سيارته تنتظره....
نزعت السيدة النظارات ما إن إقترب
منها ليتعرف عليها على الفور كانت
ميرفت والدة يارا لكن ما جعله يصدم
هو أن شكلها كان مختلفا للغاية وجهها خال
من مساحيق التجميل تماما ليظهر التجاعيد و الهالات السوداء التي تحيط بعينيها...
حيته ميرفت بصوت خاڤت ثم سألته
بعيون آملة 
مفيش أي أخبار جديدة عن بنتي .
شعر فريد بالأسف عليها فهي تقريبا تهاتفه
يوميا و تسأله نفس السؤال حتى قررت المجيئ
بنفسها رغم مظاهر التعب التي كانت تبدو عليها
حرك رأسه بالرفض قبل أن يجيبها 
للأسف لسه مفيش أي جديد بس إن شاء الله
هتلاقيها قريب.
نظرت نحوه ميرفت بحزن و هي تحاول أن لاتبكي
أمامها لتسأله مجددا 
طب حتى قلي هي هربت إزاي و إيه اللي خلاها
تعمل كده أنا إتصلت بصالح كذا مرة بس مش
بيرد عليا.
فريد..صالح في المستشفى حصله إنهيار عصبي 
بعد إختفاء مراته ...كلنا لسه مش فاهمين إيه اللي حصل بس إن شاء الله هنلاقيها قريب و هي هتحكيلك بنفسها.
ميرفت برجاء..يارب...ارجوك يا فريد إعمل اي حاجة و رجعلي بنتي انا لسه مش قادرة أستوعب إن 
بنتي ضايعة و الحمد لله محدش من الصحافة عرف و إلا كانت سيرتنا على كل لسان...و إنت عارف الناس مبتصدق تسمع حاجة على حد... إلهام قالتلي 
إن صالح كان دايما بيضربها و في مرة كان 
هيسقطها و إنك إنت و أروى خدتوها المستشفى... 
إتسعت عينا فريد پصدمة و خجل فهو الان عاجز 
إجابتها بينما إستمرت ميرفت تتحدث بحړقة 
هي عمرها ما حكتلي...أنا عارفة إني كنت مقصرة في حقها أوي هي و أخوها كنت أنانية بفكر بس في نفسي و في مشاكلي مع أبوها بس لو كانت قالتلي انا عمري ما كنت هسيبها كنت طلقتها منه ...
فريد بتبرير..مش وقته الكلام داه يا ميرفت هانم إحنا نلاقيها الأول و بعدين لكل حاډث حديث . 
ميرفت..إن شاء الله بس قول لأخوك لو حصلها 
أي حاجة أنا مش هرحمه.... 
فريد بمسايرة..إن شاء الله يارا هترجع و كل 
حاجة هتتصلح متقلقيش. 
أومأت له لتعود نحو سيارتها خالية الوفاض بينما كان فريد ينظر في أثرها بشرود... 
في حديقة القصر..... 
كانت إلهام تتحدث مع آدم حول ما يحصل في القصر و توسوس له ليتخلص من جده.. 
إلهام بشړ..قط بسبعة أرواح..لسه عاوز يعيش أكثر من اللي هو عاشه ماسك في الدنيا بإيديه و أسنانه 
إمتى هنخلص منه بقى.. 
آدم بغيظ مماثل 
كله من سيف الزفت.. أنا كنت هخلص منه بس هو نقله المستشفى و كمان حاطط عليه حراسة مشددة مفيش غير دكتور واحد هو اللي بيتابع حالته.... 
إلهام بتفكير..مفيش مشكلة هنستنى شوية..أكيد 
مش هيفضل طول عمره في المستشفى مصيره هيرجع القصر و ساعتها هيبقى تحت إيدينا
دلوقتي خلينا في صالح .... 
آدم..ماله ماهو متلقح جنب جده في المستشفى... 
إلهام..مش عارفة حاسة إن كل حاجة بقت متلخبطة 
في بعض . 
آدم بخبث ..بالعكس
أنا شايف إن الجو هدي و بقى تحت السيطرة...داه حتى كامل بطل شقاوة و رجعلك يا جميل . 
إلهام بغيظ..عشان الست الهانم مشغولة في بنتها 
الايام دي...بس معادش يفرق معايا أنا مبقتش
عاوزاه خلاص كفاية لحد كده ... 
آدم بشك..قصدك إيه 
إلهام بتفسير..يعني
 



لو ناوي على أي حاجة 
في دماغك إخلص بسرعة السفينة إبتدت ټغرق خلاص...و إحنا لازم ننط...
رمقها آدم بعدم فهم لتضحك إلهام باستهزاء قائلة 
إنت فاكرني نايمة على وداني و مش عارفة كل اللي بتعمله مع البت الخدامة...إنت لازم تلاقي حد يشتري الاسهم بتاعتك في الشركة و تختفي بسرعة عشان
لو صالح عرف مش هيرحمك... صالح مش زي سيف 
ها.. و إفتكر إني حذرتك . 
آدم باندفاع..و لا يقدر يعمل حاجة...و بعدين مين اللي هيقله حتى المربية اللي عارفة كل حاجة في غيبوبة و كل الدكاترة بيقولوا إستحالة تطلع منها... 
إلهام بعدم إهتمام..ماشي بس إعمل حسابك إحنا بقينا لوحدنا ... 
آدم..و بابا 
إلهام..أبوك خلاص اللي إسمها ميرفت دي لحست دماغه و مبقاش معاه لا الشركة و لا الورث ..... 
آدم..تمام...هبقى أشوف حد في المستشفى يقدر يخلصنا من الثلاثة اللي جوا و بعدين نفضى للي برا كفاية تضييع وقت . 
إلهام و هي تشير له بسبابتها تمام و بالنسبة للبت الخدامة اوعى ها.... مش ناقصين قرف و خلي بالك منها دي ممكن تغدر بيك في أي لحظة. 
آدم بوعيد..آخد بس اللي أنا عاوزه منها و بعدين ... 
مرر يده على رقبته مشيرا إلى رغبته في التخلص 
منها لتومئ له ميرفت ثم تنشغل بمحادثتها مع 
إحدى صديقاتها التي طلبت منها مساعدتها في بيع مجوهراتها و حقائبها الفاخرة و كذلك الاسهم التي تمتلكها في الشركة حتى تكون مستعدة للرحيل في أي لحظة...
يفكر في سيلين التي لم يستطع نسيانها رغم كل ماحصل له بسببها فهي أكثر شيئ يسعى للحصول عليه بعد الأموال ..... 
في المستشفى... 
كان هشام لا يزال يجاهد حتى يستطيع التحكم 
في نفسه رغم حالته السيئة التي لم تنفع معها اي أدوية... نفخ بضيق و هو يستمع لصوت وفاء التي كانت تصرخ بالداخل في الحرس حتى يدعوها تدخل له و تطمئن عليه...أشار نحو زياد حتى يسمح لها 
بأن تدخل حتى يرتاح من زنها... 
إندفعت وفاء للداخل ممثلة الاهتمام 
حبيبي إنت كويس 
أبعد هشام يدها عنه و هو يضع المنشفة 
الباردة على جبينه و رقبته قائلا..الحمد لله 
بس عاوز اقعد لوحدي . 
وفاء باصرار و هي تتفحص الأدوية
التي كانت تملأ الطاولة أمامه..هو إيه اللي حصل 
حكى لها هشام باختصار ثم طلب منها المغادرة 
لتشهق وفاء بتصنع و هي ټشتم..مفيش غيرها 
بنت عمك هي اللي عملت كده عشان تفرقنا.... 
هشام بنفاذ صبر فهو لم يكن في حالة تسمح له 
بالمجادلة أو الاستماع لأي صوت..وفاء إطلعي 
برا نتكلم بعدين... 
وفاء محاولة إقناعه..أنا كنت حاسة إنها بتخطط
لحاجة هي كانت كل ما تشوفني تهددني... هي اللي
حطتلك المخدر عشان هي عارفة إني هجيلك
و كانت عاوزاك تتهجم عليا و .. 
هشام بعصبية..خلاص بقى...قلتلك برا . 
غادرت وفاء على مضض مقررة اللجوء لخطة 
أخرى بديلة حتى تحصل على مبتغاها بينما بقي
هشام في الداخل يكمل تحطيم مكتبه لينفث عن 
غضبه بينما كان زياد يقف و يراقبه ... 
كان هشام يفكر في كلام وفاء... فانجي هي الوحيدة التي دخلت مكتبه اليوم لكن متى و كيف وضعت له المخدر لايعلم...أمسك بجهاز التحكم الخاص بالمكيف الهوائي ثم رماه على الحائط ليتهشم و هو يشتمها بصوت عال..يا بنت ال
سترته ثم طلب من زياد أخذه لأحد الأماكن....
زياد بوقاحة..أنا أعرف حتة كباريه في بنات 
قبل يده ليعبر له عن جودة ما يتحدث عنه قبل أن يكمل لوز اللوز.... 
شتمه هشام الذي كان يفتح علبة المهدئ لتناول 
منها قرصا 
إخرس يا معفن..أنا من إمتى بروح الأماكن دي . 
حرك زياد يده بلامبالاة..اهي فرصة تجرب 
احسن من الأدوية اللي مش جايبة نتيجة دي 
بص لوشك و إنت هتعرف. 
مسح هشام وجهه المتعرق و هو يضحك بصعوبة 
بتحفل عليا ياض...مردودالك ياعم خليك فاكر . 
زياد..طب تعالى أسندك.. إنت حالتك صعبة خالص. 
بعد عشر دقائق من القيادة توقفت سيارة زياد أمام شقة هشام التي إشتراها منذ أشهر حتى يتزوج فيها
و التي كانت قريبة من المستشفى...أسرع نحوه حتى 
يساعده لكن هشام رفض و أخبره أن يفعل ما طلبه 
منه... 
دلف هشام شقته و هو يلهث بسبب المجهود الإضافي الذي قام به و هو يشعر بجسده 
يرتعش و ينتفض من شدة الحرارة... 
أخرج هاتفه ليحادث إنجي التي ردت عليه مباشرة... 
إنجي بصوت متردد ألو . 
نطق هشام بصعوبة..ممكن تجيلي دلوقتي... 
لاحظت إنجي نبرة صوته المتغيرة لتسأله 
هشام ماله صوتك إنت كويس 
هشام باستهزاء..أنا تمام متقلقيش تعالي بسرعة 
مستنيكي في شقتي... هبعثلك العنوان في رسالة...
إنجي..بس أنا مقدرش أخرج دلوقتي و إنت عارف.. 
قاطعها هشام بحدة..الساعة دلوقتي ثلاثة 
يعني لسه بدري كلها ساعة زمن و أنا هوصلك 
القصر بنفسي متقلقيش....
حول الهاتف لأذنه الأخرى و هو يحذرها 
دي آخر فرصة ليكي لو مجيتيش هعتبر إنك مش عايزانا نرجع . 
أتاه صوتها المتلهف ليؤكد ظنونه 
نرجع.. إنت خلاص سب وفاء يعني صدقتني 
يا هشام شفت مش قلتلك دي كذابة و بتضحك عليك عشان تاخذ منك المستشفى.... 
قاطعها هشام بنفاذ صبر 
هتيجي و إلا لا..... 
إنجي بغبطة لا خلاص أنا جاية حالا.... 
هشام مؤكدا..هاتي معاكي بطاقتك. 
رمى الهاتف من يده ثم سار نحو الباب ليفتحه
و يدخل زياد مرحبا بالضيوف اللذين أحضرهم معه 
إتفضل يا شيخنا من هنا... تعالى يا محمود... 
دلف بهم نحو للصالون بينما كان هشام يحاول جاهدا أن يبدو طبيعيا أمامهم لكنه لم يستطع ليستأذن 
منهم حتى يدلف الحمام ليستحم.... 
فتح المأذون دفتره في الحال ليبدأ بإجراءات الزواج لكنه لاحظ خلو 
الشقة من أي مظاهر للزينة او الناس كأي حفل طبيعي ليسأل بعد أن تملكه الشك 
أين العروسة انا مش شايف أي حد هنا هو في مشكلة يا أستاذ . 
تدخل زياد مبررا و هو يعطيه بطاقته 
شوية و هتوصل يا مولانا..متقلقش حضرتك 
العروسة و العريس ولاد عم. 
أومأ له الماذون ثم بدأ بتسجيل البيانات في خانة الشاهد وقف عندها زياد ليتجه نحو المطبخ 
ليحضر بعد المشروبات ليجد فقط زجاجات العصير فقط زفر بحنق ليستل هاتفه و يطلب بعض 
الأغراض من الخارج.... 
إنتهى هشام من الاستحمام بالمياه الباردة 
ثم إرتدى ملابسه و خرج ليجد زياد أمامه 
يبتسم بعبث 
حمام الهناء يا عريس... 
كشړ هشام في وجهه باشمئزاز قبل أن 
يجيبه..بيئة اوي...
راقص زياد حاجبيه و هو يشير له نحو 
الصالون..العروسة جوا على فكرة.... 
أزاحه هشام عن طريقه و هو يشتمه قائلا 
و غبي كمان... 
دلف هشام بسرعة نحو الصالون ليجد إنجي 
تقف و على وجهها علامات الحيرة.. إندفعت 
نحوه حالما رأته هاتفة باستفسار 
في إيه يا هشام... إيه اللي بيحصل هنا 
و مين الراجل داه 
تحدث و هو يدفعها برفق لتجلس بجانبه 
على الاريكة..داه المؤذون اللي هيكتب كتابنا 
و داه محمود و اللي واقف هناك زياد إنت عارفاه طبعا هاتي بطاقتك . 
إنجي..أنا مش فاهمة حاجة... 
فتح هشام حقيبتها بعدم صبر مقاطعا إلحاحها
هاتي بطاقتك هحكيلك كل حاجة بعدين .. 
أعطته البطاقة و بدأ الشيخ في الإجراءات 
إنجي كانت حائرة و مترددة لكن فرحتها برجوع 
هشام لها انستها كل شيئ كانت شبه منومة مغناطيسيا تفعل كل ما يأمرها به حتى
أن المأذون سألها عدة مرات إن كانت مجبرة على هذا الزواج لكنها في كل مرة كانت تنفي...بينما هشام 
كان جالسا على مضض ينتظر إنتهاء الشيخ .... 
بارك الله لكما وبارك عليكما..... 
تمتم الشيخ بكلمات التهنئة ثم أغلق 
دفتره و بدأ يلملم اشياءه عندها فقط 
افاقت إنجي و أدركت فعلتها لكن ما جعلها 
تطمئن هو إبتسامة هشام الذي كان يشاهد 
زياد و هو يجبر الشيخ على شرب كأس العصير 
و أخذ قطعة حلويات...
وقف من مكانه و هو يصفق بيديه قائلا 
يلا من غير مطرود الحفلة إنتهت.... 
صافحه محمود

الذي تذمر من طرده له 
ماشي يا عم بس هتعوضنا. 
قاطعه زياد..أكيد و إحنا اللي هنختار المكان... 
هشام بلا مبالاة..تمام بس غورو دلوقتي مش 
عاوز أشوف حد فيكوا.. و إقفل الباب وراك... 
زياد و هو يجذب محمود..
يلا خلينا نمشي قبل ما نتهزق.... 
محمود..ما إحنا تهزأنا خلاص.. 
زياد بهمس..يا عم إنت متعرفش هشام
داه بس محترمنا قدام العروسة.. ميغركش 
شكله الكيوت داه صايع.... 
هشام من بعيد..بتقول حاجة يا زيزو.... 
زياد ببراءة..كنت بسأل لو محتاجين حاجة قبل ما نمشي... 
هشام بنفاذ صبر و هو يقف من مكانه و يمسك 
بيد إنجي.. لا بس متنساش زي ما اتفقنا.... 
أغلق زياد الباب وراءه و هو يتمتم 
ياعم محدش هيعرف...فاكر نفسه سلمان خان 
و الناس عاوزة تعرف أخباره...
نظر نحو صديقه بتفكير قبل أن يستدرك 
بس داه هشام عزالدين...لا فعلا معاه حق... 
محمود ببلاهة..انا مش فاهم حاجة أنا كنت فاكر إنه هيتجوز وفاء خطيبته... 
زياد بتقزز..الحيزبونة...اااع لا تعالى أما أرسيك 
عالدور... 
في الداخل.... 
جر هشام وراءه إنجي پعنف و هو ينزع التيشيرت 
الخفيف الذي كان يرتديه ثم رماه على الأرض 
و دلف بها غرفة النوم...خفضت رأسها بخجل و توتر 
بفزع ما إن تحسست حرارته العالية...
هشام إنت تعبان... 
إبتسم لها هشام بخبث ثم اجابها 
تعبان اوي و إنت اللي هتريحيني... 
في غرفة صالح في المستشفى... 
كانت سناء تجلس بجانب صالح كعادتها كل يوم و تبكي على حاله بعد أن فشلت في جعله يتجاوب 
معها.... دلفت الممرضة المسؤولة عنه حتى تتفقده
لتمسح سناء دموعها و تسألها 
هشام فين أنا هخرج إبني من هنا مش هقعد 
أتفرج عليه و هو بيضيع مني كده 
اجابتها الممرضة بعملية 
إهدي حضرتك مفيش داعي للانفعال بعد نص ساعة هيجي دكتور فتحي.... 
قاطعتها سناء بلهجة اقل حدة 
مين داه... 
الممرضة..داه الدكتور النفسي..
نظرت نحو صالح الذي كان في عالم آخر 
و هي تضيف محدثة سناء ..حضرتك في واحدة في قسم الحروق إسمها...نسيت إيه بالضبط بس متهيألي هانيا كانت بتسأل على صالح بيه و عاوزة تقابله 
عشان تقوله حاجة مهمة تخص مراته...هي حالتها 
خطړة أوي و الدكاترة قالو إنها معجزة عشان قدرت 
تفوق من الغيبوبة بالسرعة دي...أنا قلت أبلغ 
حضرتك عشان تشوفيها بدل صالح بيه.. 
كان صالح غارقا في هواجسه و كأن جدار كبير داخل 
عقله يمنعه من الشعور بمن حوله كما أن 
كمية المهدئات التي تحقن داخل جسده يوميا 
تجعله هادئا رغما عنه...لكن كلام الممرضة جعله 
ينتبه خاصة أنها ذكرت كلمة زوجته تلك الكلمة 
كانت كفيلة بضخ بعض القوة بداخله... رفع جذعه العلوي بصعوبة متخذا وضعية الجلوس و هو
يحاول تحريك لسانه لينطق بأول كلمة بعد أيام 
من الصمت 
هي.... فييين.. خ... خوذيني عندها . 
أسرعت نحوه سناء حتى توقفه لكنه تشبث فيها 
و هو ينظر لها بعيون مغرورقة بالدموع هاتفا
برجاء..ابوس... إيدك يا ماما... مرااتي...
أومات له سناء بحنو قائلة 
حاضر يا حبيبي بس إنت تعبان و لازم تستريح. 
رمى صالح قدميه على البلاط و هو لايزال 
يجاهد حتى يقف على قدميه...كان جسده 
ثقيلا و كأن شاحنة قد داست عليه بالإضافة إلى 
شعوره المفاجئ بالدوار... رغم ذلك كان مصرا على 
الوقوف... أشار للمرضة أن تنتظره خارجا 
ثم طلب من والدته ان تحضر له ملابسه 
من الدولاب و ساعدته في إرتداءها بدل 
ملابس المستشفى..... 
كانت سناء تحاول إثناءه عن الخروج من غرفته لكنه كان يتوسل لها أن تدعه يذهب عله 
يجد أي خيط يوصله لزوجته...منظره و هو يبكي 
و يترجى والدته جعل الممرضة تشعر بالاسف 
تجاهه فقط لو رأته و هو بكامل صحته لما 
صدقت أبدا أنه هو نفسه هذا الشخص المحطم
أحضرت له الكرسي المتحرك حتى تسهل حركته
ثم أخذته لغرفة هانيا و التي لحسن حظه كانت مستيقظة... 
أغلقت الممرضة الباب وراءه بعد أن
 



أخبرته 
أن يسرع فحالة هانيا كانت خطړة للغاية و الزيارات ممنوعة... 
حرك صالح كرسيه بصعوبة و إقترب من فراش هانيا التي كانت تشبه المومياء و هي مضمدة بالكامل 
بشاش ابيض خاص بالحروق لا يرى منها سوى وجهها 
فعندما إخترقت في غرفتها وقع
فوقها الباب لكنها إستطاعت حماية وجهها الذي لم تطله سوى 
حروق خفيفة و رغم ذلك كانت كانت بقية 
إصاباتها خطېرة ليتحدث 
بصعوبة 
إنت كنت عاوزاني في إيه إنت تعرفي حاجة عن يارا.... 
ردت عليه هانيا التي عرفته من صوته قبل أن 
تدير راسها نحوه ببطئ..ايوا بس أنا عاوزاك توعدني ... 
صالح..انا هسفرك برا و أدفع تكاليف علاجك كلها 
و هديكي أي مبلغ إنت عاوزاه المهم اعرف مكان 
مراتي.... 
نزلت دموع هانيا پألم و ندم فما أصابها لم يكن هينا ذلك الحريق لم ېحطم حياتها فقط بل ازال أيضا الغشاوة عن عينيها لتدرك الدوامة الكبيرة التي وقعت فيها... أموال العالم لن تمحي من ذاكرتها 
ذلك الألم الفظيع الذي شعرت به و هي تشاهد 
النيران تحاصرها من كل جانب و هي عاجزة عن إنقاذ نفسها لتقرر إصلاح بعض ما افسدته عل الله يرحمها و يغفر لها بعد أن علمت من خلال حديث الأطباء ان حالتها صعبة للغاية و إن إمكانية 
شفاءها ضئيلة...إستجمعت ما تبقى من قوتها 
لتبدأ في إخبار صالح الذي كان ينتظر أن 
تتحدث بفارغ الصبر 
أنا هحكيلك كل حاجة بس إوعدني الأول 
لو حصلي أي خلي بالك من أمي و اخواتي و
قلهم إني بحبهم اوي... 
قاطعها صالح..متقلقيش أنا هسفرك برا و هتبقي
كويسة.... 
هانيا بصوت متقطع..أروى هانم قلها تسامحني 
أنا ندمانة و مكنتش حاسة بنفسي هي اللي كانت 
زي الشيطان بتوسوس في وذاني ليل نهار... هي 
اللي عملت كل حاجة هي الشيطانة..
صالح باستغراب و حيرة..أروى... 
هانيا بتصحيح..لا فاطمة...
طفقت هانيا تسرد له كل ما حصل بدءا من 
شجار فاطمة و
يارا لأول مرة في الحديقة 
وصولا إلى ليلة هربها و مع كل كلمة كانت 
تحكيها كان صالح يشعر بأن قلبه على وشك أن يتوقف عن النبض في أي لحظة ... 
كان يتذكر كل تلك الأحداث و كأنها وقعت بالأمس 
بكاءها و توسلاتها في كل مرة يتهمها فيها 
بشيئ لم تفعله.. ضربه و إهانته لها.. أشهر من الظلم و العڈاب كانت تعيشها معه بسبب تلك الحقېرة 
التي لطالما حذرته منها لكنه لم يكن يستمع لها.... 
أغمض عينيه لبرهة من الزمن حتى يستعيد تركيزه فالتحسر على الماضي لن يفيده بشيئ الان فليجدها 
فقط و بعدها سيصلح كل شيئ عاود فتحهما من جديد حتى يسألها 
قوليلي مراتي فين دلوقتي..
إستنشقت هانيا الهواء عدة مرات و هي تشعر 
بأن مفعول المسكن قد بدأ ينتهي و بدأت تشعر 
بآلام فظيعة ټحرق جسدها لكنها رغم ذلك عزمت على إكمال ما بدأته حتى ټنتقم من آدم و فاطمة فهما السبب فيما تعانيه الان... 
جاهدت لتتحدث رغم خۏفها من ردة فعل 
صالح لكن هي بالذات لم يعد لديها أي شيئ تخسره 
أنا سمعتهم و هما بيتكلموا مع بعض على يارا 
هانم...و كنت هقول لحضرتك بس هما حرقوا 
اوضتي... هانيا في الحقيقة لم تكن ستخبره 
لو ان فاطمة ساعدتها على التخلص من أروى 
لكن كذبت حتى تحرض صالح أكثر متستغربش
حضرتك فاطمة دي شيطانة مستعدة تعمل كل حاجة عشان توصلك...هي اللي ساعدت يارا هانم و فتحتلها الشباك و بعدين آدم خرجها من الباب الوراني 
للقصر بعد ما مشا القاردز اللي هناك...و برا كانت 
في عربية مستنياها.. يارا هانم كانت فاكرة إنهم
هياخذوها لعيلتها و مكانتش عارفة إيه اللي مستنيها 
آدم بيه أجر مچرم إسمه سعيد عشان.....ېقتلها . 
رجفة شديدة سرت في كامل جسده قبل أن 
ثابتا لم يزح عينيه عن هانيا التي كانت تغمض
عينيها من شدة الألم و تواصل حديثها بصعوبة
آدم بيه كلم المچرم اللي اسمه سعيد قله إنه قټلها عشان يديه بقية فلوسه 
اجهضت بس آدم... اااا قله إنه مش مهم بعدها 
فاطمة قالت لآدم إنهم لازم يخلصو من سعيد 
عشان يضمنوا إن محدش يعرفوا سرهم و هما 
كمان ھيقتلوني مش هسيبوني عايشة اااااا
بدأت هانيا تصرخ بأعلى صوتها بعد أن عجزت على تحمل المزيد من الآلام لتهرع نحوها الممرضة 
التي كانت تقف وراء الباب تنتظر خروج صالح... 
إنتهت الممرضة من حقن بعض الأدوية 
في المحاليل الخاصة بها ثم إلتفتت لتجد صالح 
في شقة سارة.... 
كانت مليكة و سهى تقفان في الشرفة تستمعان
لأحدى المشاجرات النسائية كالعادة حتى 
سمعا لصوت سارة اللي دوى في الشقة 
كصفارة إنذار..
إقفلي أم البلكونة و يلا على مذاكرتك إنت 
و هي . 
فزعت الفتاتان فسارة كانت دائما تنهاهما 
عن الاستماع لتلك المشاجرات التي لا تخلو
من بعض الشتائم و الكلام البذيئ...أغلقت
سهى الشرفة ثم دلفت بسرعة هي و شقيقتها
لتوبخهما سارة من جديد 
مش أنا منبهة عليكي يا جزمة منك ليها 
محدش فيكو يفتح البلكونة عشان ميسمعش 
موشحات نسوان الحارة المعفنين دول 
..و إلا إنتوا مش بتفهموا الكلام و عاوزين اللي 
طبطب على قفاكوا عشان تتعلموا...
نزعت سارة حذاءها لتحتمي الفتاتان 
بيارا التي كانت تحمل صينية عليها 
كؤوس الشاي الفارغة حتى تأخذها إلى 
المطبخ....صړخت عندما رأت سارة ترفع 
الحذاء حتى ټضرب به شقيقتيها بينما 
لسانها لا يكف عن الشتم و التوبيخ 
مية مرة قلتلكوا النسوان اللي برا دول 
لساناتهم فالتة و مشافوش ربع ساعة تربية 
و انا لو مكنتش لسه عاملة زيارة للقسم كنت
علقتهم في الشارع من لساناتهم اللي عاوزة 
حش دي..قلت و إلا ما قلتش . 
هدرت سارة بصوت عال مما جعل يارا ترتجف 
خوفا هي الأخرى و تجاهد حتى لا توقع الصينية 
من يدها و الكؤوس التي كانت تتراقص... 
يارا برقة..بالراحة يا سارة مينفعش كده 
إنت بتخوفيهم... 
سارة بنفاذ صبر 
متقلقيش عليهم دول حلاليف و إنت إبعدي من قدامي الرقة و النعومة بتاعتك دي معندناش هنا 
مبتأكلش عيش...غوري إنت و هي على اوضتك 
و لو شفت واحدة فيكوا هوبت ناحية البلكونة 
هقطع رجليها...
وضعت حذاءها على الأرض ثم أخذت الصينية من يارا مضيفة بحنق 
لو شفتك ماسكة حاجة في إيدك هقول لأمي 
و إنت عارفة بقى... 
توسلت لها يارا و هي تلحقها نحو المطبخ 
لا بليز بلاش تقولي لطنط...أنا كنت زهقانة و قلت أشغل نفسي بأي حاجة... 
وضعت سارة الأطباق في المطبخ حتى تغسلها بينما جلست يارا على طاولة المطبخ... 
سارة..فكرتي هتعملي إيه بفلوس الخاتم... 
يارا..هأجر شقة و.... 
سارة بمقاطعة..إنسي عشان ماما مستحيل هتسمحلك تخرجي من هنا... 
يارا..عارفة بس أنا هحاول أقنعها كفاية اللي
إنتوا عملتوه عشاني مش عاوزة أثقل عليكوا 
أكثر من كده . 
سارة..مش هتوافق متتعبيش نفسك أمي و انا عارفاها..
الفصل الخامس و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الأول و الثاني 
لاإله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 
وصف سريع للأحداث الثانوية.... 
مرت اللحظات عصيبة في المستشفى سناء
كادت أن تفقد عقلها حالما رأت الممرضة و هي
تدفع الكرسي المتحرك الذي كان يجلس عليه
جعلها ټنهار و من حسن الحظ أن سيف قد
أتى مع سيلين حتى يزوره هو و جده....
بعد ساعتين من الانتظار خرج الطبيب الذي كان يفحصه و أخبرهم أنه تعرض لصدمة عصبية حادة 
كادت تودي بحياته لكنه الان تجاوز مرحلة الخطړ 
و يحتاج إلى الراحة و الإبتعاد عن أي اخبار 
سيئة حتى لا تنتكس حالته من جديد... 
سناء حجزت غرفة في المستشفى و أمرت السائق 
أن يحضر لها بعض الملابس لأن مدة بقاءها 
ستطول هنا كما انها طلبت من سيف أن يسامحها
مبدية ندمها التام على سكوتها و تأييدها لمخططات 
إلهام و زوجها و اقرت أن الان تعاقب في أبناءها
أمين كذلك كان يذهب للشركة سويعات

قليلة 
و يعود للإطمئنان على إبنه ووالده... 
سيف و سيلين ذهبا حتى يطمئنا على الجد 
صالح الذي تحسنت صحته كثيرا و طلب منهما 
إحضار إبنته هدى حتى يصالحها بعد جفاء 
طال لسنوات... 
من جانب آخر كان هناك من إستغل إنشغال 
الجميع و دخل لغرفة هانيا و حقن المحلول الخاص بها بأحد الأدوية اللتي أدت لمۏتها على الفور مش عارفة بقى اسامي الأدوية دي معلوماتي الطبية زيرو بس بشوف كده في المسلسلات المهم نترحم 
على هانيا قطعنا ذيل الحية بقى الراس و الوسط ههه.... 
في شقة هشام.... 
إستيقظت إنجي لتجد الغرفة مظلمة في البداية 
فزعت لكن بعد ذلك تذكرت ما حصل لتهدأ قليلا 
تحسست المكان حولها حتى وجدت بعضا
من بقايا ملابسها التي تمزقت على يد هشام 
منذ سويعات قليلة لكنها لم تكن صالحة للاستعمال مجددا ...تحركت بصعوبة باتجاه 
الخزانة و أخرجت منها قميصا رجاليا و إرتدته 
على عجل ثم بحثت من جديد على زر النور لتضيئ
الغرفة...
إنتابها القلق عندما لم تجد هشام في مكانه
لتواصل طريقها للخارج بحثا عنه حتى وجدته
يجلس في الصالون... 
فبعد أن نامت ظل يتأملها لوقت طويل 
بغير قصد فليس قلبه او عقله من كان يحركه بل 
ذلك الدواء اللعېن الذي لازال يسري داخله
و اللذي حوله لوحش....أكثر ما يقلقه هو ردة فعلها
عندما تستيقظ هل ستبكي... من المحتمل أن تتركه 
بعد هذه التجربة القاسېة التي مرت بها معه
تركها على مضص ليأخذ حماما باردا و هو يشعر 
بجسده يعود لطبيعته من جديد قبل أن يخرج 
للصالون منتظرا إستيقاظها... 
رفع هشام رأسه عندما احس بوجودها 
ليبتسم تلقائيا على مظهرها الانثوي الناعم 
و هي ترتدي ملابسه فقد كانت في غاية الجمال و الإثارة ...
لكنه سرعان ما تمالك 
نفسه حتى لا يظهر ضعفه أمامها و هو يتساءل بداخله ماذا يفعل لقلبه حتى يجعله يكرهها 
ما حصل بينهما منذ قليل جعله يتراجع عن فكرة الاڼتقام منها فقد كان يخطط لرميها خارجا 
بعد الانتهاء منها لشدة غضبه من أفعالها الهوجاء
لكنه لم يكن يمتلك أي دليل ضدها كما انها لو كانت هي من فعل ذلك لرفضت الزواج منه ....
تنهد بضيق و تعب و هو يرفع يده نحوها لتهرع 
إنجي نحوه و تنغمس في أحضانه مخفية وجهها 
داخل صدره...
همس لها و هو يلاعب خصلات شعرها..
إنت كويسة 
رفعت وجهها الذي تلون بحمرة الخجل و هي 
تومئ له بالإيجاب ثم سألته بتردد..
هشام إنت ندمان..
بدون تفكير أجابها..أبدا.. ليه بتقولي كده 
إنجي بعيون قلقة..مش عارفة بس أنا خاېفة أوي... 
هشام بغموض..مبسوطة . 
إنجي..أيوا بس... 
قاطعها هشام..مبسش.. مش عاوزك تفكري في أي حاجة غيري أنا هحل كل حاجة... 
إنجي..إنت فسخت خطوبتك... 
هشام..لسه 
إنجي..طب ناوي تعمل إيه 
هشام ببساطة..هنرجع للاوضة انا لسه مشبعتش منك... 
ظهر الهلع داخل عينيها لتحاول إثناءه..
هشام انا جعانة اوي....
إبتسم پألم و هو يتناول علبة الدواء التي 
جهزها مسبقا ليأخذ منها قرص مسكن و يجعلها 
تتناوله قائلا..
أحلى عشا لحبيبة قلبي.... 
إبتسمت له و هي تضم نفسها نحوه لتستمد 
منه الأمان بسبب شعور الخۏف الذي تسلل 
بداخلها من ذلك الصوت التي لا ينفك يعلو 
ليذكرها بأنها قد أخطأت و ستندم.... 
في المستشفى.... 
رمت وفاء هاتفها ليتحول إلى شظايا 
بعد أن أخبرها ذلك الرجل الذي عينته لمراقبة 
هشام بأنه قد تزوج و حسب وصفه للفتاة 
تبين لها أنها إنجي...
غرست أصابعها داخل خصلات شعرها 
پعنف و هي تتوعده..
أنا هوريك يا هشام ال إنت و ال 
اللي تجوزتها هندمك على اللي عملته معايا 
قريب جدا.. 
نزعت معطفها الطبي ثم غادرت المستشفى 
على عجل بعد أن أخذت جميع أوراقها المهمة
عازمة على عدم العودة إلى هنا... 
دلف سيف برفقة سيلين مكتب هشام الذي 
كان شبه مدمر ليجده يلملم بعض الملفات من الأرض 
و يرتبها...
سيف
 



بدهشة..إيه اللي حصل هنا.. زلزال . 
هشام باستهزاء..حاجة زي كده... 
سيف..يا ساتر هما اولاد عزالدين كده لما يقلبوا. 
هشام..إنت المعلم الكبير بقى. 
سيلين بتدخل..لا سيف حلو... 
هشام بضحك..يا سيدي عالحب...
سيف و هو يرمق سيلين بتحذير..
هيبتي هتروح
بسببك فمن الأحسن متتكلميش ثاني.... 
إلتفت نحو هشام مضيفا
بجدية..
فكرت في موضوع خطيبتك...
هشام..اه و نويت أفسخ الخطوبة... 
سيف بسخرية..بس كده دا اللي طلع معاك... 
هشام و هو يدلك رأسه بتعب..عاوزني أعملها إيه ثاني... 
سيف..تسجنها پتهمة التزوير دي كانت بتشتغل 
هشام..مفيش أي دليل يثبت الكلام داه 
سيف..إنت عبيط يالا... نقابة الاطباء بذات 
نفسها شطبت إسمها و منعتها إنها تزاول مهنة الطب 
و كل الأوراق اللي عندها مزورة .... 
هشام پصدمة..إنت بتقول إيه 
سيف..بقلك الحقيقة اللي إنت رافض تصدقها 
انا مش عارف إنت جبتها من أي داهية النصابه 
دي... و إزاي اصلا تخطب واحدة لا تعرف أصلها و لا فصلها...بس عارف هي حظها حلو جات في وقت 
مناسب جدا عشان محدش فينا كان فاضي يدور وراها... إنت كنت مجروح من إنجي و مصدقت ظهرت قدامك... أنا كنت مشغول مع اللي مجنناني
دي أشار نحو سيلين جدك كان تعبان و اخواتك كانوا مشغولين مع نسوانهم..يعني إنت كنت لوحدك 
و هي قدرت تدخل لدماغك بكل
سهولة و تتحكم فيك... 
هشام برفض..انا محدش يقدر يتحكم فيا.. غلطة 
و صلحتها خلاص...
سيف بدهشة..إنت سبتها.... 
هشام و هو ينظر لسيف بقلق..انا تجوزت... 
فزع سيف من مكانه و عيونه تكاد تخرج من محجريهما لېصرخ فيه بصوت عال..
إنت تجوزتها... 
هشام بنفي..لا أنا تجوزت إنجي.... 
سيف و سيلين بصوت واحد..إيه اتجوزت مين 
هشام معيدا كلامه لكن بنبرة منخفضة..إنجي... 
جن جنون سيف و امسك هشام من تلابيبه 
يريد الفتك به بينما كانت سيلين تمنعه بصعوبة..
هتقتلك يا يا دي بنت عمك عرضك و شرفك إزاي تعمل فيها كده... 
هشام و هو يحاول إنقاذ نفسه..
بحبها و مقدرتش استنى اكثر من كده 
و إنت شايف ظروفنا بقت إزاي.. كل يوم مصېبة . 
تركه سيف و هو يرمقه بشړ..إنت غصبتها صح.... 
أومأ له هشام بالايجاب لأنه كان يريد تحمل كامل المسؤولية حتى لا تتعرض إنجي لأي لوم ليضيف 
سيف..كنت متأكد إنها لا يمكن تعمل كده..
هشام معلقا..ما إنت كمان تجوزت سيلين ڠصب عنها... 
أمسك سيف بقلم كان مرمي على الأرض و رماه به قائلا بحدة..
بتقارن نفسك بيا يا أنا بحب سيلين من أول مرة شفتها فيها.. 
قلب هشام عينيه بملل و هو يجيبه..
و انا بحب إنجي من و هي عيلة بضفاير... 
وقف سيف و هو يمسك بسيلين التي كانت حائرة 
بينهما و هو ېصرخ..في داهية إنت و هي انا هاخذ
جدو يعيش معايا و مش عاوز اشوف وش حد فيكوا
بعد كده عيلة ولاد 
سيلين باحراج..حبيبي كفاية شتيمة... 
نظر لها سيف لبرهة قبل أن يدفعها أمامه 
برفق..ماشي... بس إبن هو اللي عصبني... 
سيلين بيأس..طب خلاص نقعد ساكتين 
لحد ما نوصل البيت و بعدها إشتم براحتك.... 
عاد هشام للقصر ليجده خاليا فالوقت كان
متأخر و الجميع في غرفهم...
دلف غرفته ليستحم و يغير ملابسه البيتية
ثم تسلل نحو غرفة إنجي التي كانت مضاءة
فهي لا تنام بدون نور...أوصد الباب وراءه 
ثم نزع قميص بيجامته و تسلل بجانبها 
لينعم بدفئها... تململت إنجي عندما شعرت به 
بجانبها لتفتح عينيها مبتسمة بفرح..
هشام إنت جيت... 
أيوا يا روحي... 
إنجي..وحشتني... 
هشام..يعني مش زعلانه مني... 
إنجي بنعاس..عمري ما هزعل منك.. 
اغمضت عينيها و هي تتشبث به ليبتسم 
هشام و يتمتم بصوت منخفض..
و أنا كمان.... 
يتبع....

الفصل السادس و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
بعد أسبوع كامل في غرفة صالح بالمستشفى .... 
كان سيف يقف بجانب سرير صالح 
يتأمله بأسف بالغ منتظرا تلك الدقائق القصيرة
التي يستيقظ فيها بعد أن ينتهي مفعول المهدئ
ليضطر الأطباء لحقنه مرة أخرى حتى يسيطروا
عليه بعد أن حاول أكثر من مرة إيذاء نفسه... 
الجميع يجهل مالذي حدث له بالتفصيل و مالذي
أخبرته به هانيا قبل ۏفاتها بساعات قليلة 
حتى تغير حاله هكذا..فصالح لم يكن ينبس
بأي كلمة كلما إستيقظ فقط يستمر في الصړاخ بأعلى صوته و كأنه مچنون أو يضرب رأسه على 
حائط الغرفة حتى ټنفجر دماءه و في آخر مرة 
إستيقظ فيها حطم جميع الأجهزة الموجودة في 
غرفته.... 
طرق الطبيب المسؤول عنه باب الغرفة ليأذن
ليه سيف بالدخول...حياه ثم توجه نحو 
المحلول المعلق يتفقده بدقة قبل أن يتفحص
ساعته منذرا بقلق واضح ..
حضرتك صالح بيه هيفوق دلوقتي...أنا هجددله
جرعة المهدئ عشان يرجع..... 
قاطعه سيف و هو يرفع يده موقفا إياه..
متعملش أي حاجة و إطلع برا . 
نظر نحوه الطبيب بتردد قبل أن يهتف 
مذكرا إياه..بس حضرتك إنت عارف 
صالح بيه لما بيفوق بيبقى عامل إزاي و ممكن
يأذي نفسه او يأذيك إنت كمان. 
لوى سيف شفتيه بانزعاج قبل أن يشير 
نحو الباب معيدا كلامه بصيغة جديدة..
بردو إطلع برا و أنا لو إحتجت مساعدة 
هبقى أندهلك إتفضل. 
إنسحب الطبيب بعد أن فشل في إقناعه
ليظل سيف في مكانه ينتظر بفارغ الصبر 
إبن عمه حتى يفتح عينيه..... 
مرت عدة دقائق أخرى ليبدأ صالح في 
تحريك جفونه معلنا عن إستيقاظه..إبتسم 
سيف له حالما وقعت عيون الاخر عليه 
مبادرا بالكلام..
حمد الله عالسلامة يا بطل. 
ضغط صالح بيديه على مفرش السرير 
تاركا العنان لدموعه التي فاضت و كأنها شلال 
حالما رأى سيف أمامه فقد كان ينتظر قدومه 
كل يوم حتى يبوح له بذلك السر الذي أنهك
قلبه.... 
تمتم من بين شهقاته التي لم يستطع السيطرة 
عليها يلومه بحزن..
إتأخرت عليا ليه أنا استنيتك كثير . 
لمعت حدقتي سيف بدموع مكتومة و كاد أن 
يفقد قوته هو الاخر لكنه إستطاع بصعوبة 
الصمود في آخر لحظة و رغم ذلك خرج 
صوته مرتعشا و هو
يجيبه بابتسامة مزيفة ..
جتلك كذا مرة بس دايما بلاقيك نايم...ها قلي
أخبارك إيه دلوقتي أحسن . 
دون أي تفكير أو تردد صارحه الاخر بما يعتريه
و هو ينفجر باكيا بينما كانت إحدى يديه تتسلل 
حتى توقفت موضع قلبه..
موجوع أوي يا سيف...و في ڼار هنا بتحرقني 
مخڼوق و مش عارف أتنفس....... 
نظراته المتوسلة و دموعه التي أغرقت 
وجهه جعلت قلب سيف يتزعزع لينتفض من 
مكانه حتى ينادي أحد الأطباء فرؤيته بهذا الحال 
مؤلمة للغاية...
أنا هندهلك الدكتور حالا..... 
و من جديد أوقفه صوته الذي نطق بما لم
يكن يتوقعه حين قال..
لا خدني الجامع أنا عاوز أصلي...هو اللي هيروح
الۏجع مني هو بس اللي حاسس بيا... هو بس يقصد ربنا . 
أسرع نحوه ليسنده بعد أن رآه يحاول تحريك 
جسده الضعيف نحو حافة الفراش...ثم أحضر 
له ملابسه حتى يغير ثياب المستشفى رؤيته 
بهذا الحال مؤلمة و تمزق نياط القلب جعلت
كل الحصون التي بناها ټنهار و دموعه تخذله
لتنزل مالحة مغرقة وجهه مثبتا المتبقي 
من تركيزه حتى لا يتخيل نفسه مكانه 
مجرد التفكير في الامو فقط يجعله يجن 
...مرر راحة يده بسرعة على وجهه
حتى يزيل تلك العبرات الخائڼة ثم أسنده حتى 
دلف به الحمام ليشير له صالح بالخروج 
حتى يتوضأ و هو يتوسله..
أرجوك يا سيف متسبنيش...متخليهمش
ينيموني ثاني أنا عاوز أصلي . 
أغلق الباب وراءه بعد أن طمئنه بوعده 
أن لا يترك أحدا يقترب منه...يبدو أنها لعڼة
الحب تنتقل بين أبناء عزالدين حتى تجعلهم
يذوقون طعم الذل و الهوان.. و بعد فريد اللي
كاد يفقد عقله بعد مۏت زوجته الأولى هاهو 
صالح يعيد نفس السيناريو من جديد لكن 
بتفاصيل مختلفة..... 
رأى الباب يتحرك ليطل من وراءه صالح 
بشعره المبلل يمد نحوه يده ليتلقفه كطفل 
صغير قبل أن يقع جسده كان باردا يرتعش بشدة 
و كأنه كان تحت كومة من الثلج يتمسك به 
شهقاته التي لم يستطع كتمانها تصل 
إلى مسامعه مع كل خطوة يخطوها...
قابلهم الطبيب و معه طاقم من الممرضين 
يقفون أمام باب الغرفة منتظرين الدخول 
في اللحظة المناسبة و حالما رآهم صالح 
تراجع للوراء محتميا

به... كان ينظر إليهم 
پذعر و يحرك رأسه بنفي و كأنهم جلادون سيأخدونه إلى المشنقة..
لم يحتمل سيف نظراته المړتعبة فلا شيئ يدل 
على أن هذا الواقف خلفه هو نفسه إبن عمه 
سوى ما تبقى من ملامحه التي تغيرت هي 
الأخرى...صړخ بهم على الفور كما كان سيفعل هو 
لو كان بكامل قواه..
مش عاوز أشوف حد قدامي... يلا كل واحد 
يروح يشوف شغله . 
إنسحب الجميع و راقبهم صالح بارتياح 
قبل أن يتقدم نحو الإمام من جديد متمتما
بصوت منتحب..كانوا... عاوزين ينيموني
من ثاني...مش عاوزيني أروح اصلي...
ضغط بيده على كف سيف التي كانت تسنده 
مضيفا برجاء..أنا مش عايز ارجع على هنا...خذني
معاك يا سيف... خدني لمراتي و إبني . 
طمأنه سيف و هو يحثه على السير..
حاضر كل اللي إنت عايزه أنا هعملهولك 
خلينا نروح نصلي الأول و بعدين نرجع 
القصر. 
اومأ له صالح الذي إرتسمت على شفتيه
إبتسامة سعيدة رغم الدموع التي كانت تملأ عينيه.... 
ليلتفت سيف للجهة الأخرى و يستنشق الهواء حتى 
ملأ رئتيه ثم زفرها دفعة واحدة حتى بجلي
تلك الغصة التي أرهقت صدره.... 
ساعات مرت و سيف لازال يراقب صالح الذي كان يقبع في إحدى زوايا المسجد يحني رأسه للأسفل
ويضع يداه فوق ركبتيه...حركة جسده الذي كان 
ينتفض تزامنا مع شهقاته جذبت إنتباه بعض المصلين الذين إعتراهم الفضول لمعرفة اي ذنب إرتكبه هذا الرجل حتى يبكي بهذا الشكل... 
مرت دقائق أخرى دون أن تنضب دموعه قبل أن يرفع رأسه للمرة الأخيرة محركا شفتيه بعدة كلمات 
خافته و هو يستند بيديه على أرضية المسجد حتى 
يقف...كاد يسقط في مكانه لولا ذراعي سيف اللتين 
حالتا دون ذلك ليسير به نحو الباب رغم خطواته المتعثرة و أنفاسه المرهقة التي كان يجاهد لأخذها... . 
أشار الاخير نحو كلاوس الذي فتح له باب السيارة دون أن يجرأ على الاقتراب بعد أن أوقفه سيف بعيون حازمة الذي عانى حرفيا حتى لا يتأذى
صالح أو يسقط هو يدخله السيارة.... 
جلس وراء المقود و هو لا يزيح عيناه من عليه 
كان بائسا ضعيفا و وجهه شاحب من قلة الاكل 
فطوال الايام الفارطة كان يتغذى على المحاليل 
فقط... فقد نصف وزنه حتى عضلاته المميزة 
بدأت في الاختفاء...حتى عظام وجهه برزت الشيئ
الوحيد المنتفخ هو عيناه اللتين لم تتوقفا
عن لفظ ما بداخلهما من دموع مخزنة.... 
و بصعوبة مفرطة تدارك نفسه محولا نظراته 
من عليه موجها إياها إلى الأمام و يحرك 
السيارة متجها إلى القصر... 
وجد الجميع بانتظاره بعد أن أرسل رسالة 
نصية عبر هاتفه لفريد يخبره أنه قد أحضر 
صالح معه..إندفعت سناء نحوه لتحتضنه
بين ذراعيها مرحبة به و هي تتظاهر بالتماسك 
أمامه رغم أنها تكاد ټموت لرؤيته بهذا الذبول..
حمد الله عالسلامة يا حبيبي . 
إبتسم لها صالح نصف إبتسامة اضطر لتصنعها
بعد أن جفف وجهه من الدموع حالما توقفت بهم السيارة...ثم بدأ ينقل عينيه بين الحاضرين 
بحثا عنهم لكن لحسن الحظ لم يجدهم 
لكنه كان متأكدا من أنهم يراقبونه الان من إحدى الزوايا الخفية أو من وراء احد جدران القصر 
اسبوع كامل مر منذ أن سمع ذلك الخبر المشؤوم 
و كلمات هانيا لا تزال تتردد داخل عقله و هي 
تقولها بكل بساطة لقد ماټت...رغم أنه لا يزال يشك في صدقها حتى الآن لكنه يعترف بأن وقع تلك الكلمة لا يمكن وصفه سوى بأنه قاټل... 
عض شفتيه بقوة حتى تذوق طعم الصدأ
عندما شعر بتلك الغمامة
تتشكل أمامه من جديد 
ليقنع نفسه بأن ما يعيشه ليس سوى كابوس 
و الآن سيدخل جناحه و يجدها تنتظره كما 
تعودت دائما... احلام يقظة رسمها بنفسه حتى 
لا يضعف أمامهم و هو يحرك قدميه بلا روح
نحو غرفته يداه
 



لا تزالان تتشبثان بسيف 
يرفض تركه محتميا به مخافة أن يعيدوه إلى تلك الغرفة البيضاء في المستشفى ..
سمع صوت إغلاق الباب وراءه ليترك جسد ينهار 
أرضا و يتعالى صوت
نحيبه الذي كتمه طويلا 
مرددا بصوت منفخض..
قتلوها يا سيف... قتلوها... غدروني و أخذوها
مني و انا السبب...
تلفظ بعدة كلمات بدت مبهمة و لم يفهم سيف معظمها رغم أنها كانت تلخص كل شيئ...ثم بدأ
بصفع وجهه و فخذيه كامرأة ثكلى و لم تنجح 
محاولات سيف في تحريكه من مكانه فكلما 
مد يده نحوه يوقفه بنظراته المتوسلة 
و هو يهذي بأنهم قد قتلوها و اخذوها منه 
لييأس في الاخير و يقرر الجلوس أرضا بجانبه.... 
هتف بعدم فهم يستفسره بحذر خوفا من تأزم حالته..
هما مين اللي قتلوها... أنا مش فاهم حاجة . 
زفر صالح أنفاسه بصعوبة و كأنه يحمل جبلا فوق 
ظهره قبل أن يجيبه دفعة واحدة ..آدم و فاطمة... قتلوا مراتي. 
توسعت عينا سيف حتى كادا يخرجان من محجريهما
من شدة صډمته رغم أنه لم يستغرب كثيرا 
قيام ذلك الحقېر يمثل هذه الچرائم... الان
فقط 
بدأ يفهم سبب إنهيار صالح المفاجئ و بكاءه
المتواصل تحشرج صوته پاختناق و هو يسأله 
من جديد..
طب إنت متأكد من الكلام داه 
رد صالح و هو يمسح وجهه للمرة الالف..
هانيا قالتلي...و أنا وعدتها إني هسفرها برا 
عشان تتعالج... 
إنتفض فجأة و ظهر الهلع على وجهه بعد أن 
تذكر شيئا ما ليهدر متابعا..
سيف...هانيا هيقتلوها أرجوك خلي كلاوس
يعين قاردز عشان يمنعوا اي حد يدخلها . 
إرتخت ملامح سيف و هو يجيبه بخيبة أمل..
هانيا ماټت خلاص.... 
لم يعلق صالح و كأنه لم يسمعه...وقف بصمت 
متجها نحو فراشه يجر جسده بصعوبة و يلقي بنفسه عليه مغمضا عينيه باستسلام مما جعل قلق سيف يتضاعف مخافة ان يأذي نفسه كما كان يفعل في 
المستشفى...فبموت هانيا تلاشت لديه اي أمنية 
لديه بزيف خبر ۏفاة يارا... 
إتجه نحوه لينزع له حذاءه و يدثره فالغرفة كانت باردة و ملابس صالح خفيفة للغاية ثم همس 
في أذنه قبل أن يغادر..
أنا عارف إنك مش هترتاح غير لما تاخذ حقك . 
هرع سيف نحو جناحه باحثا عن سيلين لكنه لم 
يجدها ليدب القلق بداخل صدره و هو يتخيل 
أنه آدم قد أذاها...نزل الدرج بسرعة و هو 
يناديها حتى وصل لبهو القصر ليجد 
سناء و إلهام و بناتهم و معهم فريد و أروى 
جالسين....
إندفع نحو إنجي ليسألها..
مشفتيش سيلين راحت فين 
تطلعت إنجي حولها بعد فهم قبل أن
تجيبه..
هي مجاتش معاك من الشركة . 
زفر بارتياح ثم إنسحب إلى الخارج بعد 
أن لمح تميل على فريد و تهمس له بشيئ 
ما... تلك الثعلب الماكرة لا تفوتها فائتة 
لابد أنها تضحك عليه الآن و تصفه بالابله... 
فتش جيوب بدلته ليخرج هاتفه و يتصل
بها حتى يطمئن عليها و هو يلعن آدم 
في سره فمن الان فصاعدا يجب عليه 
الإنتباه أكثر على سيلين إلى أن يستعيد 
صالح قواه و يتصرف معه ليته قټله على 
تلك الجزيرة او أعطاه للاسود حتى تفترسه 
لما حصل كل هذا... 
ما إن علم هشام أن صالح قد غادر المستشفى 
حتى إنتابه القلق فإبن عمه لازال يعاني 
من صدمة نفسية و يجب عليه الخضوع 
للعلاج حتى يستطيع التأقلم مع العالم الخارجي 
من جديد.... 
قاد سيارته خارج المرآب بينما عيون وفاء
كانت تتابعه رغم أن هشام فسخ خطبته و طردها 
من المستشفى إلا انها عادت من جديد 
و ما أن إختفى عن ناظريها 
حتى إستلت هاتفها لتعيد قراءة تلك الكلمة 
اليتيمة التي أرسلت إليها منذ دقائق..
تم . 
همست تحدث نفسها پحقد و غل و هي تنظر للجهة التي خرج منها هشام..
مش أنا اللي أتساب يا إبن عزالدين.... 
في الطريق شعر هشام بوجود خطب ما 
في سيارته فكلما حاول الضغط على المكابح 
لتقليل السرعة لا تستجيب لم يدر ماذا يفعل 
سوى الاستمرار في المحاولة دون جدوى 
حدق أمامه بړعب و صوت دقات قلبه 
غطت على صوت ضجيج الشارع و مازاد 
الأمر جنونا هو تلك الشاحنة التي لا يدر من 
أين ظهرت له فجأة لتقطع طريقه... ليكون 
آخر شيئ يراه أمامه هو وجه السائق 
الذي كان يبتسم بشړ و هو يلوح له بيده 
و كأنه يودعه.... 
منتصف الليل في القصر .......
كانت فاطمة مستلقية بجانب آدم الذي كان 
لترمق بنظرات غاضبة و هي تحرك يدها أمامها
حتى تجلي تلك السحابة الكثيفة و هي 
تقول..
و بعدين هنعمل إيه 
اجابها آدم و هو يبتسم ..
سيلين... 
فغرت فاها بدهشة ثم سألته..
ھتقتلها . 
قبل أن يهدر بحدة..
إنت تجننتي...
حاولت تدارك خطئها لتهمس من جديد..
أنا بسألك... 
الغطاء مردفا بتأكيد..
هقتل جوزها عشان تبقى ملكي. 
لوت فاطمة ثغرها بسخرية على أحلامه 
المستحيلة التي لازالت تسكن مخيلته
رغم محاولاته الفاشلة ثم علقت..
و هتعمل كده إزاي.. متهيألي إنت جربت
كل حاجة عشان تقتله و بردو مفيش فايدة . 
أن يسحقها داخل المنفضة و يستقيم منر
مكانه حتى يرتدي ملابسه قائلا..
روحي على اوضتك دلوقتي هنتكلم 
بعدين اااا و متنسيش من بكرة عاوزك
تبدئي تهتمي
بحبيب القلب عشان تنسيه 
مراته...الطريق بقت قدامك ورينا شطارتك 
بقى و إلا هي أروى أحسن منك . 
إستقامت هي الاخرى تبحث عن 
ملابسها ممتثلة لأوامره و هي تبتسم
بزهو فجميع الحواجز التي كانت بينه 
و بينما قد إنزاحت و ها قد جاءتها 
الفرصة على طبق من ذهب..
27....
صباحا في اليوم التالي....
دلفت أروى غرفة إنجي و هي تمسك بيد لجين الصغيرة التي كانت تسير ببطئ بجانبها حتى تأخذ منها بعض الملابس و ترسلها لإنجي مع السائق... 
فهي لم تعد منذ البارحة بعد أن ذهبت مع فريد
للمستشفى للإطمئنان على هشام..
فتحت الخزانة لتخرج منها حقيبة صغيرة 
وضعتها فوق السرير و عادت من جديد 
حتى تبدأ في اختيار الملابس و هي تثرثر
كعادتها التي انقطعت عليها الفترة الماضية..
اتحسدنا و ربنا اتحسدنا.. اه هي عين مفيش غيرها 
صفراء و مدورة اترشقت في القصر و أهله 
فرقعتهم...خلتنا زي الكتاكيت اللي أمهم 
هربانة عليهم...في الأول الراجل الكبرة
اللي عمره ما دخل مستشفيات بقى 
ما بيتحركش غير بالأدوية و بعدين 
يارا...
تنهدت بأسى و هي ترثيها..ياعيني عليكي يا صاحبتي ياترى رحتي فين... ياريتك كنتي هنا وشفتي جوزك هو آه يستاهل الضړب بالجزمة 
بس و الله صعب عليا.. اه لو تشوفيه بقى شكله
زي الشحاتين و حالته تصعب على الكافر... 
و دلوقتي هشام...داه غير هانيا الله يرحمها و الله 
ندمت إني كنت يضايقها لو كنت عارفة 
إنها ھتموت كنت اعتذرت منها اوووف قلبي 
بيوجعني عليها...
إنتهت من توضيب الحقيقة ثم جلست على 
الفراش و هي تفكر من جديد في يارا..
ركزي بقى يا بت يا أروى و فكري يمكن
تعرفي هي راحت فين مش يمكن عند حد
من صاحباتها...بس صالح راحلهم كلهم و محدش
فيهم عارف عنها حاجة...تلاقيها سافرت... 
بس ازاي و أوراقها كلها هنا... اوووف 
بصراحة بقى هي عندها حق تهرب منه 
هو فاكر نفسه مين الشيطان جوزيف...
طائر البطريق هي عشان يحبسها في أوضة مثلجة
لا و كمان حامل..قال إيه بيعاقبها... ما في 
عقابات ثانية حلوة أوي....
رمشت بأهدابها و هي تضم يديها معا 
هامسة لنفسها بحالمية..
ماهو زين الچارحي كان بيعاقب ليليان 
بكباية الحليب..أحيييه.. كان عمل زيه 
كباية إثنين علبة إن شاء الله حتى 
يجبلها بقرة و شفاطة المهم ميحبسهاش
اهي آخرة الفرعنة...إرتحت دلوقتي 
بعد ما طفشت منك... اتبطيت روح بقى
زي الشاطر و خدلك 
كرسي يكون مريح و مبطن عشان شكل 
وقفتك على الاطلال هتطول اوي...يوووه
انا بخرف أقول إيه دلوقتي منكوا لله 
خربتوا مودي و قتلتوا روح الفرفوشة
اللي جوايا و مبقتش قادرة أفضفض مع 
نفسي زي الاول...رجالة حلاليف ميحسوش
بقيمة الست غير لما تطفش منهم...إيه 
رأيكوا يا بنات ننظم طفشة جماعية للمالديف
و نرتاح من الهم و النكد بتاع الرجالة 
و انعنش نفسنا...يووه بتعملي إيه يا لوجي سيبي الشنطة... حتى الأحلام ياربي

مش
قادرة أحلم
براحتي أما أنزل أشوف حد ييجي ياخد 
الشنطة دي . 
نزلت الدرج بتأن و هي تمسك بيد لجين 
باحكام حتى لا تفلت الأخرى يدها و تركض
على الدرج حتى وصلت للأسفل لتطلب 
من صفاء الصعود و إنزال الحقيبة و إعطاءها
للسائق.. توجهت بعدها نحو الغرفة التي 
حبس فيها صالح يارا ليلة هروبها حتى 
تذمئن عليه فهو ليلة البارحة قضاها هنا 
بعد أن رفض النوم في جناحه...
طرقت الباب ثم دلفت و هي تدفع لجين
أمامها بلطف لينتفض صالح في جلسته 
معتقدا أن فريد قد احضر له أحد الأطباء 
تنهد بارتياح عندما رأى تلك القزمة الصغيرة 
و هي تندفع نحوه و تقفز فوق الاريكة حتى 
تصل إليه مرددة إسمه بشكل مضحك..
صاصا...وحثني . 
تلقفها صالح محتضنا إياها بقوة بينما 
إرتسمت على شفاهه إبتسامة لا إرادية
فالاطفال دائما ما يجبرون الكبار على الشعور
بالسعادة رغما عنهم بوجودهم... 
رمقته أروى بشفقة سرعان ما تبددت عندما 
رأته يرفع رأسه نحوها لتبتسم له ببلاهة 
و هي تشير وراءها نحو الباب..
من غير مطرود صح ... 
حرك رأسه و هو يبعد لجين التي كانت 
تعبث بخصلات شعره التي نمت و لحيته 
لتندفع أروى جالسه على احد الكراسي مدعية 
التعب..
بنت أخوك غلبتني معاها مش راضية تاكل أي 
حاجة من ساعة ما صحيت و أبوها مش هنا 
و ستها كمان و أنا تعبت و مبقاش ليا حيل
عشان أهتم بيها .... 
لم يجبها صالح بل ظل مشغولا مع الطفلة التي كانت تطالعه بنظرات بريئة لتضيق أروى عينيها بغيظ 
ثم تكمل مقترحة..
أنا هقوم أجيبلها حاجة تاكلها..... 
تسللت بحذر حتى تخرج من الغرفة مقررة 
الهرب و جعل صالح أمام الأمر الواقع عله 
يتفاعل قليلا مع لجين ففريد هاتفها منذ 
قليل و طلب منها أن تنزل و تطمئن عليه... 
توقفت فجأة متنهدة باستياء بعد أن أوقفها
صوته فجأة..
قولي لفاطمة تجيبلي فطار أنا كمان...عاوز فاطمة هي اللي تجيبه. 
كان صوته مبحوحا حزينا و هو يتكلم
جعل أروى تتنهد بأسف و هي تجيبه
حاضر هقلها حالا. 
نظر صالح في إثرها بشرود ثم أدمعت عيناه
رغما عنه مقررا أن وقت الاڼتقام قد حان 
و يجب أن يمهد الطريق لذلك في إنتظار 
أن يستعيد قوته من جديد.... 
دلفت أروى المطبخ و هي تفكر بداخلها لماذا 
أصر صالح على أن تحضر له فاطمة الفطور 
لا غيرها... تمتمت تحدث نفسها مبررة..
يلا مش مهم... المهم إنه رضي ياكل قبل 
ما يختفي خالص داه لو قاصد يعمل ريجيم 
مكانش خس كده.... الله إيه الريحة دي 
ريحة نسكافيه ياختيييي ھموت بقالي 
شهر بحاله مذقتش طعم القهوة...صفاء إنت 
يا صفصف أمال فين الحرباية اللي معاكوا.... 
ضحكت صفاء التي كانت تجلس على طاولة 
المطبخ تحتسي قهوتها ثم أجابتها..
خرجت عشان تشم شوية هواء في
الجنينة 
لسه زعلانه على مۏت هانيا الله يرحمها.. 
مصمصت أروى شفتيها بشك قبل أن 
تدمدم بآلية..
الله يرحمها..طب لو معاكي رقمها كلميها 
خليها تيجي دلوقتي حالا عشان صالح بيه
عاوزها تجيبله الفطار... استعجليها أوام قبل 
ما يغير رأيه . 
أخرجت صفاء هاتفها من جيبها ممتثلة لأوامرها
قائلة..
حاضر بس انا ممكن آخذله الفطار بدالها. 
هزت أروى رأسها برفض..
لا هو قال فاطمة.. يلا كلميها تييجي 
حالا و تبقى تشم هواء بعدين... 
ما إن أنهت صفاء المكالمة حتى تفاجأت 
بحضور فاطمة التي أتت راكضة ما إن علمت
أن صالح طلبها بنفسه...تبادلت صفاء و أروى 
نظرات مستفهمة لتبرر لهم الأخرى قائلة بصوت 
لاهث بسبب ركضها..
أنا أصلا كنت جاية المطبخ...هو صالح
بيه مقلكيش على حاجة معينة عشان احضرهاله... 
إستندت أروى على الطاولة بيدها و تخصرت 
بالأحرى متشدقة بسخرية..
لا...صالح بيه مقالش أي حاجة . 
إبتسمت لها فاطمة من شدة فرحتها و أجابتها..
أنا عارفة هو بيحب إيه خمس دقائق و الفطار 
يكون جاهز. 
عادت أروى نحو لجين تاركة فاطمة تعد 
الفطور و هي
 



بقمة سعادتها....
طرقت الباب بتوجس ثم دلفت بهدوء 
لتجد
لجين تلعب مع عمها الذي رفع عيناه 
حالما فتح الباب حتى يرى هوية الطارق و ما 
إن رأى أروى حتى سألها..
هي فاطمة فين 
إستغربت من سؤاله لكنها لم تعلق بل 
أجابته على الفور..
خلتها بتجهز الفطار و هتيجي على طول . 
أومأ لها ثم حمل لجين و أعطاها لها 
قائلا..
تمام خذي لوجي عشان شكلها عاوزة تنام. 
حملتها أروى ثم خرجت رغم أن لجين 
كانت تبكي رافضة الذهاب معها و تريد 
العودة نحو عمها لكن أروى حاولت تهدأتها 
و وعدتها بأنها ستخرجها للحديقة لتلعب 
فهي لاحظت أن صالح طلب منها الخروج 
عمدا لسبب تجعله و ليس لأن لوجي تريد 
أن تنام بيوزعها يعني... 
وقفت فاطمة أمام الباب و هي تحمل 
صينية الإفطار تشعر بأن قلبها سيخرج
من مكانه من
شدة سعادتها لرؤيته خاصة 
بعد أن أعلمتها صفاء أنه طلب منها هي 
خصيصا أن تعد له الفطور... 
نفخت الهواء عدة مرات حتى تجلي بعضا
من توترها قبل أن ترفع يدها و تطرق الباب... 
حركت مقبض الباب ثم دخلت تبحث عنه
بلهفة كان يجلس على الاريكة منحنيا
بجسده للأمام بينما كانت عيناه مثبتتان 
على الباب.... 
إبتسمت و هي تراه أمامها بعد ثلاثة أسابيع 
من الغياب قائلة..
صباح الخير يا صالح بيه . 
وضعت الصينية على الأريكة بجانبه 
فالغرفة لم تكن تحتوي على طاولة 
و هي تضيف..
أنا عملتلك الفطار بإيدي و لو حضرتك 
عايز حاجة ثانية انا تحت أمرك. 
وقفت أمامه و عيناها ترمقانه بلهفة 
بينما كان هو يراقبها بجمود... 
جميلة هي بشعرها البني الفاتح و بشرتها 
البيضاء الصافية و عيناها البنية اللامعة
و رموشها الطويلة جسدها الممشوق
و ساقيها الناصعتين اللتين تضهران
أسفل تنورتها السوداء من يراها لا يتوقع 
أن خلف هذه الملامح البريئة أفعى سوداء
إستطاعت بكل سهولة ټدمير حياته كيف 
لم يتفطن لها من قبل رغم ان يارا حذرته منها
اكثر من مرة لكنه كان في كل مرة لا يهتم 
متهما إياها بالغيرة...حتى نظراتها العاشقة
التي لم تستطع إخفاءها في حضرته ظن 
أنها نظرات انبهار مثل باقي الفتيات اللواتي 
يقابلهن يوميا....
أبسببه هو قټلتها هي و إبنه .. ترددت تلك الفكرة 
داخل عقله مرارا دون رحمة حتى شعر بدموعه 
ټغرق وجنتيه ليهز رأسه برفض يقنع نفسه
أن ما يعيشه ليس سوى كابوس سيستيقظ 
منه عاجلا أم آجلا.... 
حمحم و هو يزيل دموعه قائلا بصلابة..
أنا آسف...أصلك فكرتيني بحد . 
تصنعت فاطمة الأسف و هي تتنهد
قائلة بصوت رقيق..
حضرتك لازم تاكل عشان تسترجع 
صحتك.... 
حول نظره نحو الصينية و هو يصارع
شيطانه الذي بدأ يظهر من جديد و 
يحثه أن يفصل رأسها عن جسدها لكن 
مهلا ليس الأمر بهذا السهولة فالمۏت 
سيكون سهلا أمام ما سيفعله بها 
فقط قليلا من الصبر... 
نفى أفكاره بصعوبه و هو يهتف من جديد..
شكرا ليكي.. تعبتك معايا . 
إنفرجت شفتاها پصدمة و فرحة لترد 
على الفور..
يا خبر أنا خدامتك يا صالح بيه حضرتك 
تأمر بحاجة ثانية 
أمسك صالح بفنجان القهوة يترشفه 
بصعوبة فهو لم يذق طعم الاكل و الشراب 
منذ أيام طويلة ثم قال..
أيوا.. عايزك تجيبيلي هدوم جديدة 
من اوضتي و عاوز سرير و دولاب صغير
كلمي أي شركة موبيليا و أطلبي منهم 
عاوزهم النهاردة عشان ناوي أنقل هنا.... 
نظرت فاطمة حولها تتفرس الغرفة 
بدهشة من قراره ثم علقت باعتراض..
بس حضرتك الأوضة صغيرة و... 
تنفس الهواء بعمق حتى يزيل تلك 
الغصة التي كتمت صدره قبل أن يغمغم 
مقاطعا إياها..
معلش انا مرتاح كده...
إستأذنت منه لتغادر رغم رغبتها العارمة
في البقاء و تمتيع نظرها برؤيته فحلمها 
الان بات قريبا منها حتى أنها تكاد تلمسه... 
تنهدت بانتصار و هي تستند على الحائط 
منتقلة بأفكارها بعيدا لتتخيل ذلك اليوم 
الذي ستصبح فيه من سيدات هذا القصر.... 
تحسست هاتفها لتجده في جيبها مقررة 
إنها ستخبر آدم بما حصل.... 
في المستشفى.... 
كان كامل يجلس على كرسي حجري 
في حديقة المستشفى ينتظر على أحر 
من الجمر إستيقاظ هشام لكي يعيد 
الطبيب فحصه فرغم ان حالته قد تجاوزت 
مرحلة الخطړ إلا أنه لايزال يشك 
في حدوث بعض الأعراض الجانبية خاصة
أنه تعرض لإصابة في عموده الفقري.... 
تأفف بضيق و هو يحاول للمرة العاشرة 
مهاتفة ميرفت حتى يطمئن عليها 
رغم أنها حذرته منذ أيام من معاودة 
الاتصال بها مخبرة إياه أنها قد قطعت 
علاقتها به للأبد..و أنها ندمت على التقرب 
منه و لم تعد تريده لا هو و لا غيره 
فحاليا لا يشغل بالها سوى غياب
إبنتها الفجئي... 
أعاد هاتفه لجيبه ثم إتجه نحو سيارته 
حتى يغادر إلى القصر مقررا انه سيعود 
مرة أخرى مساء.. فلا داعي الانتظار
إذن..... 
دلف جناحه مكرها و هو يفكر في ميرفت 
اللتي أصبحت تشغل جل تفكيره طوال 
الايام الماضية... فلولا الظروف السيئة
التي تمر بها لكانا الان معا.... 
فقد قرر بعد تفكير طويل ان يطلق إلهام 
و يتزوج ميرفت و ياخذها و يسافر إلى 
أي مكان بعيد عن هنا بعد أن يبيع الشركات 
و الأملاك التي يديرها مستغلا مرض والده 
و إنشغال أمين بصالح.... 
لكن إختفاء يارا و حاډث هشام دمرا كل 
مشاريع... أفاق من مخططاته على صوت 
إلهام التي خرجت للتو من غرفة الملابس
بكامل أناقتها..
هشام عامل إيه 
طالعها باشمئزاز قبل أن يجيبها..
على أساس هامك اوي إبنك عشان تسألي عليه
داه منظر واحدة إبنها عامل حاډثة إمبارح 
رددت إلهام بانفعال و هي تتجه نحو تسريحتها
يوووه إنت مبتزهقش من الخناق و إلا عشان 
ست الحسن طنشتك بعد ما بنتها هربت 
من جوزها بقيت بتتلكك على العموم ...أنا هروح 
أطمن عليه بنفسي... عيشة بقت تقرف . 
رشت القليل من عطرها ثم وضعت الزجاجة 
على سطح التسريحة پعنف و خرجت تاركة 
كامل يغلي من الڠضب فهو لم يعد يطيق 
رؤيتها أبدا و كأنه الآن أفاق على حقيقتها 
البشعة.... 
أرخى ربطة عنقه بانزعاج من حديث زوجته 
ذات اللسان السليط 
ثم جذبها بقوة و رماها 
على الأرض متجها نحو غرفة الملابس حتى
يغير ثيابه...
قادته قدماه نحو الجهة المخصصة 
لاغراض إلهام و تحديدا إلى الخزانة البلورية
التي تضم أفخم احذيتها و حقائبها التي 
تقدر بملايين الجنيهات و هو يفكر في 
سرقتهم منها حتى ېحرق قلبها...لكن
ما إن فتح الخزانة حتى صدم بخلوها... 
تصنم في مكانه ينظر للأرفف الفارغة 
بذهول كبير يفكر كيف لم يتفطن لها و أين 
كان هو عندما كانت تخرجهم من الغرفة
لا بد انها إستغلت الفوضى التي حصلت في 
القصر الأسابيع الماضية و كذلك إنشغاله
بميرفت فهو تقريبا كان يقضي معظم 
وقته في الخارج...
إنتبه فجأة لأمر آخر ليتوجه ركضا نحو 
الخزنة التي تضع فيها 
كل مجوهراتها ليفتحها.... تنهد بارتياح عندما 
وجد العلب في مكانها لكنه ما إن فتحها حتى
ذعر من جديد عندما وجدها خالية 
فيبدو أنها تعمدت ترك العلب حتى 
لا يشك فيها.... 
أغلق الخزانة بقوة و هو يشتم بكل الألفاظ 
التي يعرفها...لقد خدعته بكل سهولة و تلاعبت
به بعد أن اوهمته في الماضي انها لا تستطيع 
التصرف بدونه رغم أنها هي من كانت تخطط
حيث ساعدته بدهائها طوال السنوات 
الماضية على الاستيلاء 
على الشركة و الفوز بإدارتها و جعل شقيقه 
أمين مجرد موظف تابع له...
بقي يجوب الغرفة ذهابا و إيابا و هو يكاد 
ينفجر من شدة غضبه و يتوعد لها بين 
الحين
و الاخر فهو إكتشف الان أنها بصدد
بيع مجوهراتها و أغراضها الثمينة حتى 
تهرب خفية...
تظن انه الأمر بهذه السهولة.. لن يكون كامل 
عزالدين إن لم يجعلها ټندم.... 
في حديقة القصر.... 
فتحت إلهام باب سيارتها ليقاطعها
صوت إبنها آدم الذي كان يناديها..
ماما.... رايحة فين 
إرتدت نظارتها و هي تلتفت نحوه 
لتجد يبتسم.. 
رايحة المستشفى اطمن على اخوك . 
آدم..أنا كنت عنده من شوية..بقى كويس 
متقلقيش عليه... 
إلتفتت حوله بتوجس ثم إقترب منها 
هامسا..
عندي ليكي أخبار جديدة إنما إيه.. هتعجبك 
اوي. 
نظرت نحو ساعتها لتتفقد الوقت قبل أن 
ترفع رأسها من جديد هاتفة باختصار..
بسرعة عشان مستعجلة. 
همهم آدم بأعتراض قائلا..
ما أنا قلتلك إنه كويس مفيش داعي 
تروحي... المهم البت الخدامة كلمتني من 
شوية و قالتلي إن صالح طلب منها

تعمله
الفطار النهاردة...و تكلم معاها . 
لوت شفتيها بملل و هي تعلق على كلامه..
و فين الجديد في كده... ماهي خدامة 
و دي شغلانتها.. بقلك إيه أنا مستعجلة و مش 
فاضية للهبل داه. 
أوقفها آدم محتجا..
يا ماما إستني شوية بس..انا بقلك 
إنه طلب منها هي بالذات يعني بالاسم 
...و كمان تكلم معاها و إنت عارفة حالته 
بقت إزاي داه رافض يتكلم معانا احنا. 
ضيقت عينيها قليلا ثم غمغمت باستنتاج
قصدك إنه إكتشف اللي حصل لمراته . 
آدم بضحك..تفتكري لو كان حس 
بحاجة كان سابنا عايشين لحد دلوقتي... 
المهم أنا هخليها تحقق أمنيتها و تتقرب 
منه لغاية ما تكسب ثقته و بعدين...من 
غير ما تحس هخليها تبعثه لمراته أنا لازم
استغل فترة ضعفه دي عشان أخلص منه. 
قاطعته إلهام و هي تلتلف حولها بقلق..
ششش...وطي صوتك هتفضحنا...الجنينة
مليانة جاردز و لو حد فيهم سمعك هتبقى 
مصېبة...و لو عايز نصيحتي...أنا من رأيي 
كفاية لحد كده... زهقت من الخطط و 
المؤامرات و عاوزة أعيش بقية حياتي
مرتاحة أنا حولت كل فلوسي لبنك 
في سويسرا و كمان يومين و هسافر
و مش هرجع هنا ثاني...إيه رأيك تيجي
معايا نبدأ حياة جديدة هناك بعيد عن 
الكل...صالح مش سهل زي ما انت فاكره 
لو شم خبر باللي إنت عملته مش هيرحمك
و إنت عارفه...و لو كان سيف عمل خاطر 
لجدك و سابك عايش لحد دلوقتي 
رغم كل اللي انت عملته فيه فصالح 
لا...إسمع كلامي و خلينا نهرب هما دلوقتي 
مشغولين في هشام و في حاډثة يارا 
يعني محدش هيركز معانا . 
إنتفض آدم بعناد رافضا إقتراحها..
إنت عاوزاني أسيب كل حاجة
بعد ما قربت اوصل. 
إلهام بتهكم..
بقالك سنين بتخطط وصلت لإيه 
الإنجاز الوحيد اللي عملته هو إنك
قدرت تدخل الخدامة لسريرك...أنا حذرتك
و إنت حر خلي دماغك الناشفة دي 
تنفعك . 
آدم پغضب..
بكرة هتشوفي أنا هعمل إيه مش فاضل 
غير سيف و كل حاجة تبقى ملكي . 
إلهام بسخرية..
قول كده من الاول...إنت هدف البنت 
الألمانية
على العموم أنا حذرتك و إنت حر.... . 
أشار لها آدم أن تغير الموضوع فوالده 
قادم باتجاههما... زفرت بملل ثم ركبت 
سيارتها و إنطلقت.... 
تجهم كامل عندما رأى آدم ليسأله بضيق..
مقلتلكش رايحة فين 
إستدار آدم ليرى سيارة والدته التي كانت 
تخرج للتو من بوابة القصر مجيبا بنفي..
قالت إنها رايحة لهشام المستشفى . 
اومأ له كامل بشك ثم قال محذرا إياه
قدامك يومين عشان ترجع الثلاثة 
مليون اللي إختلستهم الاسبوع اللي فات 
من الشركة....و بحذرك دي آخر مرة 
هغطي على عمايلك السوداء المرة الجاية 
هبلغ عنك يرموك في السچن يمكن أخلص 
من مصايبك. 
دفعه من أمامه ثم إتجه لياخذ سيارة 
هو الآخر ليلحق بإلهام فهو لم يصدق 
أنها ستذهب للمشفى خاصة و أنها خرجت 
بكامل زينتها و أناقتها..... 
حدق آدم في أثره پحقد و هو يتوعده 
ثم أخرج هاتفه و اتصل بوالدته و أخبرها 
أن تأخذ حذرها.... 
ضړبت إلهام مقود السيارة عدة مرات 
مفرغة فيه ڠضبها بعد أن أخبرها آدم
ان كامل قد سأله عن وجهتها فهذا يعني 
بالتأكيد أنه سيتبعها و هي كانت تريد
الذهاب للمحامي حتى تكمل إجراءات 
سفرها و الآن ستضطر لتغيير وجهتها 
نحو المستشفى ... 
دققت في مرايا السيارة بحثا عن سيارته 
حتى وجدته يسير خلفها على بعد مسافة 
قصيرة...لكنها سرعان ما إبتسمت بخبث 
و هي تضغط على الدواسة لتزيد من سرعة 
السيارة لأقصى حد ليتبعها كامل هو أيضا 
بعد أن إكتشف أنها علمت أنه يتبعها لكنه 
لم يهتم..... 
أشار لها بأن تتوقف على حافة الطريق 
لكنها لم تفعل بل ظلت تزيد في سرعتها
حتى فقدت سيطرتها على السيارة 
التي طارت في الهواء و إنقلبت عدة 
مرات قبل أن تتهاوى على الأرض وسط
الطريق... 
تعطلت حركة المرور و توقفت السيارات 
التي إرتفعت أبواقها إحتجاجا و عم الهرج 
و المرج.... 
نزل كامل من سيارته و ركض مسرعا نحو إلهام 
و
 



لحقه الحرس الخاص بحمايته...أشار 
لأحدهم أن يهاتف
الإسعاف بسرعة ثم 
بدأ يدور حول السيارة المقلوبة و هو ېصرخ
پغضب و يأس .... 
في المستشفى..... 
كانت إنجي تنتظر خروج الطبيب الذي 
دخل منذ نصف ساعة ليفحص هشام 
بعد أن أستيقظ...نظرت حولها لتجد نفسها 
وحيدة بعد أن غادر سيف و سيلين 
لكنها سرعان ما نفضت أفكارها بعد أن 
رأت الطبيب يقبل نحوها توجهت نحوه
على الفور و هي تسأله بلهفة..
طمني يا دكتور هشام عامل إيه 
ضغط الطبيب على نظارته الطبية التي 
كان يرتديها بحركة آلية ثم أجابها 
بنبرة متأسفة..
هو كويس... بس... 
قاطعه زياد الذي أتى للتو ليطمئن على 
صديقه هو أيضا..بس إيه يا خالد ما تتكلم 
هشام ماله... 
حاول خالد أن ينتقي كلماته لكنه لم يفلح 
ليتحدث دفعة واحدة..
هو كويس متقلقش بس..الاصاپة أثرت
على العمود الفقري و
حاليا مش هيقدر يمشي على رجليه مؤقتا .. 
نظر نحو زياد بمعنى أنت تعرف البقية 
لېصرخ الاخير باسنكار متناسيا وجود إنجي 
قصدك إيه.... هشا م بقى عاجز.... 
نهره خالد و هو يشير نحو إنجي..
مؤقتا.. يا زياد... 
نظر زياد نحو إنجي حتى يفسر لها 
لكنه ما إن فتح فمه ليتحدث حتى 
وحدها تسقط على الأرض مغمى عليها..... 
اسرع خالد ليلتقطها و هو يلومه قائلا..
عاحبك كده..من قالك إفتح بقك يا بني
آدم إنت . 
تأفف زياد بانزعاج فهو لم يكن ينقصه 
سوى إغماء إنجي ألا يكفي أن صديقه 
بالداخل من الممكن أن يمضي بقية
حياته على كرسي متحرك.... 
أبعد يدي خالد عنها قائلا بانزعاج..
_ روح نادي ممرضات عشان ينقلوها
الأوضة...
إستسلم خالد لرغبته تاركا إياه يتفقد 
رأسها مخافة أن تكون قد تعرضت لأي 
إصابة عند وقوعها.... 
في نفس الوقت في قسم الشرطة..... 
أجاب فريد على هاتفه قائلا..
أيوا سيف...لا مش عارف انا حاولت 
أتصل بانجي بس هي مردتش عليا... 
اه نص ساعة بالكثير و أخلص شغلي 
و اروحله المستشفى عشان أطمن عليه... 
سيف..
طيب مفيش خبر جديد عن الحاډثة.. 
تحدث فريد بآلية و هو يدقق في الأوراق..
للأسف التحقيقات كشفت إن الحاډثة 
بفعل فاعل. في حد عطل فرامل العربية... 
صړخ سيف على الفور و هو يغادر مكتبه..
أنا عرفت مين اللي عمل كده 
فريد باستغراب..
عرفت إزاي.... هو هشام له أعداء 
سيف قبل أن يقفل الخط في وجهه..
بعدين هحكيلك لازم ألحقها قبل 
ما تهرب .
الفصل الثامن و العشرون 
بعد مرور ثلاثة أشهر 
دفعت باب الكوخ ببطئ و هي تجر حقيبتها 
خلفها اسندتها على الحائط بجانب الباب 
ثم دلفت للداخل تبحث عنه وجدته كعادته 
يجلس على كرسيه المتحرك أمام تلك النافذة 
البلورية الكبيرة يراقب تلك البحيرة بشرود 
بحنو وحشتني اوي 
شعرت بتصلب جسده إثر لمستها له لكن مع ذلك فقد 
ظل جامدا لا يعيرها أي إهتمام رغم أنه تفاجئ 
من وجودها 
أضافت بقلك وحشتني 
بعد ثوان من الصمت نطق اخيرا بعد أن كادت 
تيأس من جوابه جاية إيه 
تنهدت بصوت مسموع و هي تدور حوله لتصبح 
أمامه ركعت على ركبتيها تتأمل بلهفة ملامح وجهه 
الوسيمة رغم ذبوله و حزنه قائلة جيت علشان 
اشوف جوزي 
حرك رأسه لليسار حتى لا ينظر لها قائلا بجمود
يومين وورقة طلاقك هتوصلك عشان زي ما إنت شايفة حالتي انا خلاص ما تنهد و هو يغير وجهة كلامه ليكمل تقدري تروحي دلوقتي 
وضعت يديها على يديه الذي كان يسندهما على 
ذراعي كرسيه مردفة بنبرة منزعجة بس انا مش موافقة على الطلاق و هقعد معاك هنا يعني لازم تتعود على وجودي عشان مفيش قدامك حل غير داه 
نظر نحوها بتعجب لتقاطعه قائلة لا متستغربش إنت اللي خليتني مچنونة كده ااه و نسيت اقلك 
أنا حامل 
قالتها و هي تقف من مكانها مخفية إبتسامتها الخبيثة لتتوجه نحو المطبخ حتى تعد شيئا تأكله 
أما هو فبقي مصډوما في مكانه ينظر في اثرها 
بذهول فتح فمه عدة مرات محاولا التحدث 
لكنه لم يستطع من شدة صډمته تلك المچنونة 
لقد غادرت بعد أن فجرت قنبلة في وجهه 
ضغط على الزر ليتحرك كرسيه للداخل و يتبعها 
وجدها تقف أمام الثلاجة تختار بعض المواد 
لتبدأ في الطبخ 
تردد هشام عدة مرات قبل أن يتحدث بصوت 
متحجرش يدل على أنه لم يتحدث منذ 
وقت طويل 
مين اللي قلك على مكاني 
رمقته بنظرة سريعة قبل أن تعود لتكمل 
ما تفعله و هي تجيبه 
هيكون مين غيره سيف طبعا أنا فضلت 
ازن عليه لغاية ما وافق 
أخذت بعض الخضر و شرائح اللحم 
ثم وضعتهم على الطاولة التي تنتصف 
المطبخ و هي تضيف 
بصراحة هو مرضيش يقلي بس سيلين 
هي اللي ساعدتني و إنت عارف بقى هو 
ميقدرش يرفضلها طلب 
أخذت السکين و بدأت في تقطيع الخضر 
دون أن تتوقف عن الشكوى و تصف له 
كم إن سيلين محظوظة لأن لديها زوج 
متفهم كسيف قاطعها و هو يسير بكرسيه
نحوها 
إنت بجد حامل 
وضعت السکين من يدها و مسحت يدها 
بالمنديل قبل أن تلتف له حتى 
أصبحا متقابلين أيوا في الشهر الثالث 
عرفت لما إنت كنت في المستشفى بس 
مقدرتش أقلك و لما إنت بعدت و سبتني 
انا مقدرتش أقعد لوحديصالح و فريد 
لو عرفوا ھيقتلوني إنت مشفتش صالح 
بعد ما خف بقى إزاي 
خفضت رأسها بعد أن سالت دموعها 
و هي تتذكر ما حصل لها بعد أن سافر 
هشام و تركها 
كانت لا تستطيع أن تنام في الليل 
بسبب تلك الكوابيس التي تؤرق منامها 
كانت تحلم بأن فريد و صالح يقتحمان 
غرفتها بعد إكتشافهما لخبر زواجها السري 
من هشام و إنتهى بها الأمر للإنتقال
إلى الفيلا الخاصة بسيف حيث قضت 
عندهم الشهريين الماضيين بعد إصرار 
سيلين عليها خوفا أن يتأثر جنينها بسبب 
الضغط النفسي الذي تمر به 
حتى قرر سيف في الاخير أن افضل حل 
هو أن يرسلها إلى هشام حتى يطمئن 
شعر هشام بمدى الخطأ الذي إرتكبه 
دون أن يشعر و كيف كان انانيا لم يهتم 
سوى بنفسه و ترك إنجي تواجه كل 
شيئ بمفردها رغم انه من ورطها في 
امر الزواج 
تخيل خۏفها و هي وحيدة بعد أن تخلى
و مدى الړعب الذي عاشته يحمد الله أنه
أخبر سيف بزواجه منها حتى يحميها 
لقد كان مصډوما عندما أفاق من الغيبوبة 
و أخبره زياد أنه قد تلقى ضړبة شديدة 
على عموده الفقري أدت إلى إصابته 
بالشلل المؤقت حيث عليه أن ينتظر عدة
أشهر أخرى قبل أن يخضع لعملية أخرى 
حتى يستعيد سيره العملية كان سهلة 
و نسبة نجاحها عالية جدا و هذا ما جعله 
يطمئن 
ما آلمه اكثر هو أن إمكانية عودته للقيام 
بالعمليات الجراحية للمرضى ضئيلة جدا 
أي أن حلمه في أن يصبح جراحا ماهرا 
قد ذهب أدراج الرياح و هذا ما جعله 
يشعر بأن عالمه قد إنهار من حوله و لم 
يفكر سوى في الرحيل و الإبتعاد عن 
الجميع تلاه مۏت والدته الذي حطمه 
دون رحمة 
رفع رأسها للأعلى و حاوطه بيديه يطالعها 
بحنان قائلا 
طب حقك عليا انا آسف متزعليش مني 
مكنتش في وعيي الايام اللي فاتت 
و خصوصا مۏت ماما 
أغمضت عينيها و أجهشت بالبكاء فما مر عليها 
ليس سهلا ابدا و رغم ذلك لم تكن تشعر بالندم
و لو للحظة واحدة على قبول زواجها من هشام 
دنا منها أكثر ثم حملها من فوق كرسيها 
لتتعلق إنجي برقبته و قد زاد بكاءها 
وضعها فوق ساقيه ثم ضمھا نحوه محاولا 
تهدأتها حتى نجح في ذلك بعد أن ظلت 
دقائق تبكي و تفرغ ما كتمته بداخل قلبها 
طويلا 
تحدث هشام بمزاح 
طب كفاية عياط على الاقل عشان 
أفرح بإبني 
عضت شفتيها بإحراج عندما وجدت 
نفسها بين أحضانه حاولت الوقوف 
لكنه اوقفها مذكرا إياها 
على فكرة إنت مراتي 
أجابته بنبرة عتاب 
بس إنت كنت عاوز تطلقني 
هشام و هو ينظر في عينيها بندم 
عمري ما كنت هقدر اعمل كده بس
ڠصب عني أنا كنت بمر بظروف صعبة أوي
و مكنتش عاوز أكون حمل على حد 
عشان كده طلبت من سيف يسفرني على هنا 
بس طول الوقت كنت بفكر فيكي 
أومأت له بتفهم ثم قررت تأجيل العتاب 
إلى بعد حين

أمسكت يده لتضعها على 
بطنها مردفة بمزاح 
إبنك جعان و عاوز ياكل 
ضحك و هو يشعر بقلبه قد وجد السعادة 
بعد أيام طويلة من العڈاب ثم قال 
بس كده و حبيب بابي عاوز ياكل إيه 
حولت إنجي بصرها نحو الخضراوات التي 
أخرجتها من الثلاجة منذ قليل قائلة بتفكير 
مش عارفة ممم إيه رأيك في شوربة خضار 
و فراخ بانيه 
هشام و هو لا يكف عن النظر نحوها 
بس إنت حامل و المفروض ترتاحي 
إنجي 
و نقعد كده جعانين إنت عندك شغالة 
هنا 
حرك رأسه بنفي 
أنا هنا لوحدي 
إنجي باستفهام بجد طب مين اللي بيطبخلك
و ينظف البيت 
تنهد هشام بصوت مرتفع قبل أن يهمس لها 
أنا بعمل كل حاجة بنفسي سيف مخلي
رجالة في الكوخ اللي جنبنا هما اللي بيجيبولي
كل اللي بحتاجه 
إنجي بانبهار أبيه سيف داه مفيش منه أنا بحبه 
اوي 
حرك هشام كرسيه ليقربه من الطاولة و هو 
يقول طب خلي الاعتراف داه بينك و بين 
نفسك عشان بغير 
ضحكت إنجي و هي تستدير حتى تقف لتبدأ
في صنع الطعام لكن هشام أوقفها قائلا 
رايحة فين 
إنجي هعمل غدا 
هشام و من إمتى بتعرفي تطبخي 
إنجي بقالي شهر بتعلم عشان لما آجي 
على هنا ألاقي نفسي جاهزة 
هشام ممم عشان بقيتي متجوزة و كده 
إنجي اه تقريبا كده و دلوقتي سيبني عشان
اكمل شغلي 
كانت تتحرك في ارجاء المطبخ و هشام 
يسير بكرسيه وراءها كأنه طفل صغير 
لا يريد تركها لا يزال حتى الآن لا يصدق انها أمامه
من حسن الحظ أن إنجي شخصيتها قوية 
و جريئة عكسه هو و إلا لما فكرت في المجيئ 
له 
بعد بعض الوقت جلسا لتناول الطعام معا 
كانت إنجي تأكل بشراهة بينما كان هشام 
لا يتوقف عن النظر إليها و إبتسامة خفيفة 
تزين وجهه 
ضحك عندما وجدها تنهي طبقها بأكمله و تنظر نحو
طبقه بعيون الجرو الوديعة دفعه أمامها 
لتمسك بالشوكة و تستأنف أكلها من جديد 
دون إهتمام بهشام حتى أنتهت 
سكب لها كوبا من العصير و أعطاه لها 
قائلا 
هملالك الطبق لسه في اكل كثير 
نفت بيدها ثم وضعت الكوب على الطاولة 
لا خلاص أنا شبعت الحمد إنت اللي 
مكلتش 
إبتسم هشام لها قائلا 
أنا فطرت قبل ما تيجي بشوية صحة 
و هنا على قلبك 
بادلته الابتسامة و هي تتحسس بطنها 
التي إمتلأت انا بقيت مفجوعة و باكل 
خمس مرات في اليوم و مرتين بالليل 
شهر كمان و هبقى زي الفيل 
ضحك هشام معلقا على حديثها 
و ماله يا قلبي المهم تكوني كويسة 
تحدثت إنجي بجدية تسأله 
طب إحنا هنرجع القاهرة إمتى 
هشام مش عارف بس خليني الأول 
أدور على فيلا صغيرة او شقة 
عشان نسكن فيها مش عايز أرجع القصر 
و کرهت شقتي القديمة 
إنجي 
سيف قلي إنه إشترى ثلاث فلل صغيرين 
قريبين من الفيلا بتاعته عشانا إحنا و فريد 
و صالح 
تفاجئ هشام بما تقوله فسيف لم يخبره
عن هذا الأمر من قبل ليردف بحيرة 
بجد 
إنجي أيوا سيلين هي اللي اقترحت عليه 
قبل ما يارا تختفي عشان عاوزانا نكون قريبين من بعض بس انا و إنت ممكن نرجع و ناخذ فيلا منهم 
بس الاول انا هقعد عند سيف أسبوع و إلا 
إثنين لحد ما الكل يعرف بخصوص جوازنا
و يتقبلوا الموضوع 
أمسك هشام بيديها حتى يطمئنها فهو 
قد إستشعر خۏفها و قلقها قائلا بثقة 
مټخافيش انا عمري ما هسيبك انا اللي 
ورطتك في المشكلة دي و انا اللي هحلها
بنفسي مستحيل أخلي أي حد ېلمس 
شعرك منك طول ما انا عايش 
في مكتب سيف بالشركة 
طرقت سيلين باب المكتب ثم دلفت 
و في يدها ثلاث بالونات إثنتان زهريتي اللون 
الأخرى زرقاء وجدت سيف 
منكبا على دراسة بعض الأوراق لتتوجه 
نحوه مباشرة و هي تقول 
سيفو حبيبي وحشتني 
رفع سيف رأسه ثم قطب جبينه باستغراب 
قبل أن يجيبها 
و إنت كمان يا روحي إيه اللي
 



في إيدك 
داه 
سيلين بثقة 
مش عارف
إيه دي بلاوين 
إنفجر ضاحكا قبل أن يصحح لها 
قصدك بلالين 
جلست على المكتب أمامه بعد أن أزاحت 
الأوراق ثم علقت قائلة بسخط 
اوووف ناديا السكرتيرة بقالها نص ساعة 
بتحاول تحفظني الكلمة و بردو غلطت المهم 
خد دي 
ناولته دبوس شعر حاد لياخده سيف منها 
متسفهما 
إيه داه كمان 
تحدثت بضيق من إلحاحه قائلة 
أيفون ماكس برو حبيبي داه اسمه دبوس 
خذته من ناديا كانت ماسكة بيه الحجاب بتاعها
المهم البلانين دي واحدة فيهم مش فاضية 
فيها هدية 
سيف و هو ينظر للبالونات بتمعن هدية 
ليا أنا 
أومأت له ليهمهم سيف ثم بدأ في وخز البالونات في البداية إختار الزرقاء لكنها كانت فارغة لتضحك 
سيلين
قائلة 
إخترتها عشان لونها مختلف كنت عارفة و آلله 
لوى شفتيه بانزعاج ثم حدق في 
البالونتين المتبقيتين يحاول أن يرى 
ما بداخلهما لكنهما كانت سميكتين 
لتعلق سيلين مردفة 
متحاولش مش هتعرف غير لما ترقعها 
سيف و هو يختار إحداهما خلينا نشوف 
دي 
إنفجرت البالونة لتسقط منها ورقة 
مطوية على الأرض إنحنى سيف 
ليلتقطها هاتفا بتذمر 
بعد التعب داه كله طلعت في الاخر 
حتة ورقة 
ضړبته سيلين على ظهره بخفة و هي 
تقول 
تعب إيه داه أنا حتى اللي ماسكة 
البلالين 
تأوه بزيف متعمدا إغاضتها 
أخيرا العربي بتاعك زبط و عرف الطريق 
فيها إيه الور قة دي إيه داه 
نظر نحوها ببلاهة بعد أن فتح الورقة 
و وجد فيها صورة طفل صغير رسمته 
سيلين 
إبتسمت بخفة ثم أشارت بعينيها 
نحو الورقة قائلة 
إنت شايف إيه 
سيف مش عارف بس متهيألي 
ولد صغير بيبي 
نفخ بملل ثم اضاف و هو يلف بكرسيه نحو 
مكتبه من جديد قائلا 
حبيبي دلوقتي ورايا شغل و مش فاضي 
ممكن نأجل اللعبة دي لبعدين 
شهقت پصدمة و هي تأخذ الورقة من
يده ثم فتحتها من جديد و ثبتتها على
سطح المكتب هاتفة بضيق 
دي مش لعبة داه بيبي أنا و إنت 
هيبقى عندنا بيبي فهمت 
حدق فيها سيف مطولا ثم أمال رأسه 
و حول بصره نحو بطنها قائلا ببراءة 
يعني هنا في بيبي 
هدأت سيلين بعد أن كادت ټنفجر من 
غباءه الذي أفسد مفاجأتها ثم نبست
بهدوء ايوا 
قطب جبينه من جديد ثم اردف متسائلا 
بجد ببساطة كده يعني لا أغمى عليكي 
و لا جبنالك الدكتورة و لا خدناكي المستشفى مش عوايدها ياسمين دي مبهدلة كل البطلات
اللي قبلك يلا ربنا يريحها زي ما ريحتني 
انا أصلا ورايا شغل و مش فاضي اااه 
بتعملي إيه يا مچنونة 
صړخ پألم بينما إنهالت عليه سيلين باللكمات
على كتفه و صدره بينما كان سيف يحاول
السيطرة عليها دون جدوى فقد 
كانت غاضبة جدا بسبب بروده توقفت 
عن الحركة بعد أن صړخ سيف هادرا بقلق 
كفاية يا مچنونة هتأذي البيبي 
تعجب عندما هدأت فجأة بعد حديثها 
ثم إنفجرت باكية رمت البالون المتبقي 
من يدها على الأرض ثم تحركت حتى 
تغادر المكتب أغمضت عينيها پغضب 
عندما أوقفها سيف الذي لحقها في 
آخر لحظة و أمسك بيديها 
لم تلتفت إليه و حاولت إفلات يدها لكنها 
فشلت جذبها سيف نحوه برفق حتى أصبح 
جسدها محاصرا بينه و بين المكتب 
أشاحت بوجهها نحو الجهة الأخرى رافضة
النظر إليه ليكتم سيف ضحكته من ردة 
فعلها رفع يديه ليحاوط وجهها ثم وجهه 
نحوه رغما عنها أخفضت عيناها أرضا 
لكنه رفعه حتى يتأملها قائلا بهيام 
مش لاقي كلام أوصف بيه فرحتي 
أنا النهاردة أسعد واحد في الكون عشان
كده أي حاجة هتطلبيها هنفذها 
مكانها و هو مازال محتفظا بها بين أحضانه 
دوت ضحكته السعيدة و التي جعلت سيلين 
تبتسم رغما عنها ثم ردد 
يعني انا أخيرا حلمي هيتحقق و ابقى 
أب هيبقى عندي ولد صغير يناديلي 
بابا 
رفعها عاليا و هو يدور بها و ېصرخ 
بحبببببببك 
تركها فجأة ثم أسرع نحو هاتفه لتترنح 
سيلين حتى كادت تسقط لكنها إلتقطها 
هاتفا باعتذار انا آسف آسف يا حبيبتي 
البيبي كويس صح انا أذيته أنا أذيت 
إبننا تعالي اقعدي 
حملها بلطف ثم وضعها على الاريكة 
لتتذمر سيلين قائلة 
سيف حبيبي كفاية انا كويسة محصلش 
حاجة 
سيف و قد إنقلب حاله 
تلفوني فين كلاوس فين أنا عاوزه حالا 
يئس من إيجاد هاتفه الذي كان موضوعا
على مكتبه لكنه لشدة إرتباكه لم يره أسرع 
ليفتح باب المكتب و هو يصيح 
ناديا خلي كلاوس يجيني حالا 
عاد راكضا نحو سيلين التي كانت ستتحدث 
لتهدأه لكنه أشار لها بيده ان لا تقول اي 
شيئ و تنتظر ركض من
جديد نحو 
الباب ليفتحه مرة أخرى قائلا 
ناديا هاتي عصير فرش مممم لمون 
لا اللمون مش كويس عشان اليبي هاتي 
فراولة و إلا جوافة 
إلتفت نحو سيلين ليسألها لكنه تخلى
عن الفكرة لېصرخ من جديد 
بقلك إيه كلمي كلاوس حالا يقله 
يجيب بيتزا و شاورما و مكرونة 
بالبشاميل و إلا أقلك إلغي الطلب و قوليله 
يصرف مكافأة للموظفين كلهم في الشركة
دي و الفروع الثانية كمان 
ركض من جديد ليرتدي حاكيت بدلته 
و يأخذ متعلقاته جذب سيلين من ذراعها
دون قصد منه ثم اعتذر انا آسف ۏجعتك 
سيلين ممثلة البكاء حبيبي إهدا مش كده 
على فكرة انا اللي حامل مش إنت عشان 
تتوتر بالشكل داه 
سيف بنفي 
أنا مش متوتر انا بس خاېف ليكون 
البيبي جعان يلا هاخذ على مطعم ال
أكله حلو 
سيلين برفض 
لا أنا عاوزة اروح الفيلا عشان نقول 
لماما و طنط سميرة 
سيف باستدراك إلا قوليلي إنت 
عرفتي إزاي 
سيلين عملت إختبار 
سيف مممم طب خلينا نروح للدكتورة 
عشان نتطمن عليكي و بعدين نروح الفيلا 
سيلين سيف 
سيف
يا روح قلب سيف أؤمري 
سيلين بدلال هو إنت مش قلت 
إن أوامري كلها مجابة النهاردة 
سيف و هو يفتح لها باب المصعد 
صح بس يا رب تبقى طلباتك معقولة 
عشان محسش نفسي إني إدبست خصوصا
إني مش هعرف أرجع في كلامي 
سيلين لا ترجع في كلامك داه إنت خلاص 
وعدتني 
سيف باستسلام 
ماشي أؤمري 
سيلين انا مش عاوزة أسيب الشغل لو 
قعدتني في الفيلا هزهق و البيبي كمان 
هيزهق 
سيف قرر أخذ سيلين معه للعمل حتى 
تكون أمام ناظريه طوال الوقت حتى
يستطيع حمايتها من آدم و من المستحيل 
أن يتركها لوحدها في الفيلا خاصة 
بعد حملها ليقول دون تفكير 
طبعا ميرضينيش عتريس إبني 
يبقى زهقان 
رمقته سيلين بضيق فهو كان دائما يخبرها
أنه عندما ينجب ولدا سيسميه عتريس 
ليضحك سيف و يضمها نحو حامدا الله
في سره على هذه النعمة 
في مكتب كامل 
كان كامل يتحدث مع آدم 
يعني مش عاوز تقلي 
تأفف آدم ووقف من مكانه يريد مغادرة 
المكتب فوالده منذ ساعة يحاول جعله يعترف 
له أين خبأت والدته نقودها قبل أن ټموت 
أوقفه كامل مهددا 
قدامك أربعة و عشرين ساعة لو معترفتش
انا هبلغ عليك و هسجنك پتهمة الاختلاس 
و إبقى خلي سكوتك ينفعك يا إبن أمك 
إستدار نحو والده يرمقه پغضب و هو 
ېصرخ في وجهه 
إنت بتهددني يا بابا 
إنتفض كامل من كرسيه و هو يصيح 
بنفاذ صبر 
و أقتلك كمان الفلوس دي بتاعتي انا 
أمك كانت بتسرقها من الشركة بس مكنتش
بتحطها في حسابها في البنك دي كانت بتشتري 
بيها مجوهرات و شنط عشان تبعد عنها 
الشبهات و إنت كنت شريكها و مش هصدق 
إنك متعرفش حاجة 
غمغم آدم بصوت منخفض 
يا ريتك كنت إنت اللي مت مكانها 
أكمل بصوت أعلى حتى يسمعه والده 
أنا فعلا كنت عارف إنها كانت بتتصل 
بناس عشان يساعدوها تبيع الحاجات 
بتاعتها بس هي مكانتش بتقلي كل التفاصيل 
أحلفلك بإيه عشان تصدقني 
تحدث كامل بسخرية 
قالوا للحرامي إحلف على العموم بكرة
لما تلاقي نفسك في السچن هتبقى تعترف 
ڠصب عنك 
أشاح آدم بيده بعدم إهتمام و هو يخطط بداخله
لېقتله حتى يتخلص منه فهو متأكد من أن والده
لا يمزح و على إستعداد تام لكي يدخله
السچن من أجل المال كاد ان يغادر لكن 
اوقفه دخول سكرتيرة والده التي كانت تحمل 
في يدها بعض الأوراق و هي تقول 
كامل بيه سيف بعثلك الملف داه عشان 
تطلع عليه 
أخذه كامل منها و تصفحه على عجل ظنا منه
انه يخص العمل بينما توقف آدم في مكانه 
عندما سمع إسم سيف لأنه أراد أن يعرف ما تحتويه
تلك الأوراق 
سمع

ضحكات والده الساخرة و هو يقول 
مغلطش اللي سماه الشبح داه باعثلي 
أسماء البنوك اللي والدتك الله يرحمها 
قالها بسخرية حطت فيها فلوسها دي كانت 
ناوية تهرب لليونان يلا اديها إرتاحت و ريحت 
ضغط سيف على أسنانه و هو يكاد ينفجر 
من شدة الڠضب ليستدير نحو والده هاتفا
پحقد 
بكره هندمك على كل كلمة قلتلها إنت و سيف
و صالح كلكوا هتشوف انا هعمل فيكوا إيه 
تابع كامل قراءة الأوراق مردفا بلا مبالاة 
أعلى ما في خيلك إركبه بس يا ريت 
ما أشوفش وشك ثاني كانت خلفة مهببة 
غادر آدم مكتب والده و هو يغلي من شدة الغيظ 
دلف المصعد و الذي اوصله إلى مرآب الشركة
حتى يستقل سيارته فتح الباب لكنه تفاجئ
بمن يغلقه مما أثار غضبه اكثر 
شتم بصوت عال و هو يستدير حتى يرى هوية هذا 
المتطفل ليتفاجئ بوجود صالح رمقه ببرود 
قبل أن يحدثه قائلا 
عاوز إيه إنت كمان 
إبتسم له صالح بزيف و هو يجيبه 
أنا كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع مهم 
آدم بملل 
ورايا مشوار مهم و مش فاضي للسخافات بتاعتك 
صالح بضيق مصطنع 
يعني انا سخيف إخس عليك يا دومي
داه انا محضرلك مفاجأة تجنن 
أخرج هاتفه من جيبه ثم فتح أمامه احد 
الفيديوات و جعله يشاهده توسعت عينا 
آدم بړعب و هو يرى فاطمة جالسة على 
كرسي في مكان أشبه بقفص كبير فمها مغطى
بشريط لاصق و يديها مربوطتان إلى الوراء
دقق النظر جيدا ليرى أسدين ضخمين يزأران بصوت مخيف و يدوران حول القفص
و يحاولان الوصول إليها بينما كانت هي 
تبكي و تصرخ بصوت مكتوم 
رفع وجهه ببطئ نحو صالح ليجده يبتسم له
إبتسامة مختلة جعلت دماءه تتجمد 
الفصل التاسع و العشرون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
توقفت سيارة سيف في حديقة القصر ليسرع
أحد القاردز و يفتح له باب السيارة ترجل 
منها سيف و أعطاه المفاتيح ثم إستدار 
ليجد سيلين قد سبقته نحو باب القصر 
نادى عليها قائلا و هو يسرع نحوها 
إحنا مش قلنا بلاش تنطيط نسيتي إنك 
حامل 
سيلين و هي ترتب ملابسها و انا أنسى
إزاي و حضرتك كل دقيقة بتفكرني متنطيش
متجريش متمشيش بجد زهقت 
ضحك سيف و هو يمسك بيدها هاتفا 
بتسلية 
أصلي مبسوط اوي فاكرة آخر مرة 
رحنا الجزيرة لما وعدتيني إننا هنجيب 
بيبي من يومها و انا مستني بفارغ الصبر 
رفعت حاجبيها ترمقه بدهشة قبل أن 
تجيبه فكرتك نسيت 
سيف لا بالعكس بس إنشغلت بالمشاكل 
اللي حصلت في العيلة 
فتحت لهم سعدية الباب و رحبت بهم 
ليهمس سيف في أذن بأن تسبقه للداخل 
و هو سيلحق بها لأنه يريد الحديث مع 
سعدية و إخبارها بأمر إبنتها فاطمة 
أومأت له و هي ترمق المرأة بنظرات 
مشفقة قبل أن تتجه نحو صالون القصر 
بحثا عن أروى 
توجه سيف نحو المطبخ ليجدها مع صفاء
تعملان في المطبخ كعادتهما طلب منها ان 
ترافقه إلى مكتب جده في الطابق السفلي
لانه يريد الحديث معها في أمر هام جدا 
دعاها لتجلس و جلس مقابلا لها ثم أخرج 
هاتفه و فتح أحد الفيديوهات شهقت 
سعدية بدهشة و هي ترى إبنتها تجلس على 
إحدى الكراسي الخشبية و تنظر أمامها 
تحدثت سعدية بفزع و هي تشير نحو 
إبنتها قائلة 
فاطمة بنتي 
قاطعها سيف بصوت هادئ 
لما تخلصي الفيديو هتفهمي كل حاجة 
بدأت فاطمة بسرد جميع چرائمها 
في البداية تحدثت عن هوسها بصالح 
و رغبتها في أن تصبح زوجته حتى
تنعم بالثروة و الحياة الرغيدة التي 
سيقدمها لها كما حكت عن أفعالها هي و هانيا 
في حق أروى و نيتهم في قتل جنينها
و التفريق بينها و بين فريد وصولا إلى 
خطتها مع آدم و قټلهم ليارا و هانيا 
مع كل كلمة كانت تقولها كانت سعدية تشعر بأن 
روحها تسحب منها رويدا رويدا لا
 



تصدق ان 
إبنتها
فاطمة قد قامت بكل هذه الچرائم 
لا طالما سمعتها تتذمر من حياتها الفقيرة 
و كرهها للعمل و الشقاء في القصر 
لكنها لم تكن تعتقد أبدا انها من الممكن أن 
يصل طموحها إلى قتل أناس أبرياء 
سقط الهاتف من يدها بعد أن عجزت 
عن الإمساك به ثم تحدثت بلوعة 
بنتي 
نظرت نحو سيف بعيون دامعة و فقد
القدرة حتى على الكلام أو النطق كانت 
متأكدة من حياة إبنتها قد إنتهت إما في 
السچن أو على يد صالح 
تحدث سيف باختصار فرغم شعوره بالشفقة
على سعدية إلا أن إبنتها
أظهرت بأفعالها انها 
شيطانة لا تستحق الرحمة 
للأسف إنت عارفة صالح بيه 
صړخت و هي تلطم وجهها بقوة إبنتها مچرمة 
و هي الآن تعاقب و ربما تكون قد قټلت 
لكن حسب معرفتها بصالح فإن القټل 
سوف يكون رحمة لها مقابل ما سيفعله فيها 
إستدار سيف وراء المكتب و اخرج 
من جيبه دفتر شيكاته و كتب فيه مبلغا
كبيرا ثم وضع إمضته وضعه أمامها 
و هو يقول 
إنت ست طيبة و متستاهليش 
بنت زيها خذي الشيك داه مكافأة 
نهاية الخدمة بتاعتك في القصر 
عشان انا متأكد إنك مش هتقدرى 
تكملي شغل هنا 
أخذ هاتفه و خرج متجها نحو المطبخ 
ليطلب من صفاء الذهاب إليها فهي كانت 
في حالة صعبة و تحتاج لمن يساعدها 
كانت سيلين مندمجة في الحديث مع 
أروى التي كانت تحكي لها عن شعورها 
بالكآبة في هذا القصر و رغبتها في الرحيل 
لكن فريد يرفض لأنه لا يريد ترك والديه 
هنا 
عبست سيلين بضيق فهي كانت تريد 
من أروى ان تنتقل إلى الفيلا قريبا منها 
حتى تأتي لزيارتها دائما ثم أردفت مقترحة 
طب خلي انكل امين و طنط سناء ينقلوا
معاكوا 
أروى رافضين طبعا 
تدخل سيف الذي أتى للتو قائلا 
متقلقيش انا هعرف اقنع فريد إزيك 
يا أروى عاملة إيه و فين لوجي 
إبتسمت له أروى مجيبة الحمد لله لوجي 
نايمة لو عاوز تشوفها هطلع أصحيهالك 
حرك سيف يده نافيا 
لا متتعبيش نفسك بس هي ممكن 
تصحى تلاقي نفسها لوحدها 
أروى طنط سناء معاها اه بالحق 
ألف مبروك عالبيبي 
إلتفت سيف نحو سيلين التي كانت تضع 
طبقا من الحلويات فوق ساقيها و تفترسه
قائلا 
الله يبارك فيكي 
أروى بضحك لازم تتعود على المشهد داه 
أومأ لها و هو يتأمل سيلين بشرود و التي
ما إن وجدته ينظر لها حتى رمشت بعينيها ببراءة
و تلون وجهها بخجل كطفلة امسكتها والدتها تسرق الحلوى 
ألقت نظرة وداع على الطبق قبل أن 
تضعه على الطاولة ببطئ ثم مسحت وجهها 
و يديها من بقايا الطعام و كأن شيئا لم 
يكن 
حرك سيف جسده ليقترب منها ثم إنحنى
ليأخذ الطبق و اضاف له عدة أنواع 
أخرى من الحلويات ثم ناوله إياها قائلا 
بصرامة اوعي تعملي كده ثاني إنت حامل 
و داه شيئ طبيعي لو نفسك في اي 
أكلة ثانية قوليلي هجبهالك 
فرحت سيلين و اخذت منه الصحن 
و إنشغلت من جديد بالطعام ضحكت 
أروى و هي تنظر لهما ثم تذكرت 
كيف أن فريد أيضا أصبح ېخاف عليها 
كثيرا و يهتم بصحتها حتى أنه أصر على 
إحضار ممرضة لكن أروى رفضت و خاصمته 
صحيح انها سامحته لكنها لم تنس أبدا كيف 
أفسد فرحتها بحملها بهواجسه الغير مبررة 
تحدثت بعد أن تذكرت الأحداث الأخرى 
التي حصلت الفترة الماضية 
إنتوا عارفين إن شركة أنكل أمين و كامل 
فلست بسبب ماجد عزمي والد يارا 
إلتفتت سيلين نحو زوجها حتى تتأكد منه 
فهي لم تكن تعلم بهذه الاخبار الجديدة 
بالنسبة لها لكنها وجدته هادئا لتهتف 
بتعجب إنت كنت عارف 
حرك سيف رأسه بالموافقة مضيفا 
معاه حق عاوز ينتقم لبنته فاكر إن
صالح هو سبب هروبها 
إمتعضت أروى و قلبت عينيها بملل 
مردفة بتصحيح ماهو فعلا هو السبب 
رمقها سيف بحدة لتنكمش في مقعدها 
و هي تستجدي بسيلين التي علقت 
قائلة مش طايق كلمة في إبن عمه 
على فكرة أروى معاها حق هو السبب في ااااا
خلاص انا مليش دعوة خليني أأكل البيبي 
خفضت رأسها مرة أخرى نحو طبقها 
لتهمس أروى من بين أسنانها جبانة 
أضافت سيلين باستفسار طب و صالح 
رأيه إيه اكيد مش هيسيب باباه و عمه 
يفلسوا دي مهما كان فلوسه هو كمان 
رفعت إحدى قطع الحلويات نحو فمها 
لتأكلها لكن سيف امسك بمعصمها و أمال 
يدها نحوه لتضعها بفمه 
ضحكت سيلين و همهم سيف بتلذذ 
قائلا أحلى حتة بقلاوة ذقتها في حياتي 
مصمصت أروى شفتيها معلقة محڼ 
سمعها سيف ليحدث سيلين مقترحا 
إيه رأيك ناخذها معانا الجزيرة المرة 
اللي جاية 
حركت الأخرى رأسها و هي ترمق أروى 
بشفقة ثم قالت 
لا حرام دي حامل 
سيف و هو يرفع حاجبه مدعيا التفكير 
اه صح بس فكريني بعد ما تولد ناخذها 
للأسدات 
حملقت فيهم أروى ببلاهة لجهلها ما يتحدثان
عنه لتأخذ هاتفها و تبدأ في تصفحه لكنها 
سمعت سيف يخبر سيلين مجيبا عن سؤالها 
صالح مش عاوز يتدخل هو كمان قال 
إنه من حقه ينتقم لبنته 
أروى بغيظ طب ما ينتقم منه هو و إلا 
اللي مقدرش على الحمار يتشطر عالبردعة 
شهق سيف بتمثيل و هو يكرر وراءها 
حمار و بردعة إنت بتجيبي الألفاظ دي 
منين 
شوحت أروى بيدها و هي تضع هاتفها 
بجانبها هاتفة بحنق يوووه إنت هتعمل 
زي طنط سناء مصر كلها بتقول حمار 
و بردعة و إلا بتسموها إيه عندكوا 
تدخلت سيلين قائلة بغباء إنت قصدك 
إن صالح هو الحمار صح بس أنا مش 
فاهمة يعني إيه بردعة دي البقرة صح 
ضحك سيف بينما صاحت أروى و هي 
تضع يدها على جانب خصرها قائلة 
اااه في حاجة هنا فرقعت شكلها المرارة 
مرارتي الحاجة الوحيدة اللي نفذت من فريد 
إنتوا إيه اللي جابكوا انا كنت قاعدة لوحدي 
زهقانة اه بس الزهق ارحم منكوا إنت 
بتعملي إيه ما تشوف مراتك دي خلصت
كل الأطباق مسابتش حاجة إنت كنت 
مجوعها في بيتك هاتي هنا 
إنحنت لټضرب يد سيلين التي إمتدت 
لتأخذ طبقا آخر لتصرخ الأخيرة و تقوس 
شفتيها و كأنها على وشك البكاء ثم نظرت 
نحو سيف تشكو له و الذي برق عينيه 
في أروى ثم إنحنى ليأخذ منها الطبق 
عنوة و هو يقول 
إنت من إمتى بخيلة كده هاتي الطبق 
عتريس لسه جعان 
صفقت أروى بيديها فرحا و هي ترى فريد 
الذي دخل للتو لتقف من مكانها بصعوبة 
و تتجه نحوه تشكوه هي الأخرى 
تباكت بزيف و هي تحكي له ما حصل 
تعالى شوف ابو و ام عتريس عاملين 
فيا إيه بهدلوني 
ضحك فريد و هو يحتضنها متظاهرا بالقسۏة 
و هو يقول موجها حديثه لسيف و سيلين 
إنتوا عملتوا إيه في بطيختي و مضايقينها 
ليه يلا إعترفوا و إلا هسجنكوا مؤبد 
دفعته
أروى عنها هاتفة بتبرم 
متقولش بطيخة و إوعى كده انا هعرف 
آخذ حقي بنفسي 
جلس فريد بعد أن حيى سيف و سيلين 
ثم قال امال لوجي فين 
أروى نايمة فوق و معاها طنط سناء 
ظهر على وجه فريد بعض الضيق و هو 
يسألها هي ماما لسه في أوضة لوجي 
أروى بأسف اه لسه زي ماهي بقالها ييجي 
شهر مش بتخرج 
من أوضة لوجي و رافضة إنها تتكلم 
مع حد 
سناء بعد مرض صالح و ۏفاة إلهام بدأت صحتها تتدهور تدريجيا حتى أصبحت منعزلة عن الجميع و لا تحدث أي أحد سوى لجين و قد أحضر لها 
فريد و صالح أكثر من طبيب نفسي لكنها 
لم تتحسن و رفضت التعامل معهم و بعد 
تشخيص حالتها إكتشفوا ان لديها اعراض 
الزهايمر المبكر 
في الجزيرة 
كان صالح يجلس داخل القفص على كرسي 
مقابلا لفاطمة و آدم الذي كان لايزال مغمى 
عليه ينتظره حتى يستيقظ 
أزاح السماعات من أذنه بعد أن شاهد ذلك 
الفيديو الذي صوره ليارا قبل هروبها بأيام 
قليلة و هي نائمة ثم وضع الهاتف في 
جيبه و إستقام من مكانه 
طقطق رقبته إلى الجانبين حتى أصدرت 
صوتا جعل فاطمة تنتبه له بعد أن كانت
على وشك ان تنام هي الأخرى 
رمقها صالح بملل و هو يشير نحو آدم 
ثم تحدث 
أنا زهقت و الباشا

باين عليه مطول مكنتش 
عارف إن نومه ثقيل كده 
قطب جبينه ثم إنحنى ليزيح خصلات 
بطرف قطعة خشبية كانت بيده قائلا 
إنت كنتي عارفة إن نومه ثقيل بس مقلتيليش إخص عليكي يا بطة 
ضحك و هو يضيف من جديد ليشير 
نحو آدم و هو يغمز لها بعينيه 
داه إنت طلعتي شقية يا بت قوليلي 
بقى إنبسطتي معاه صح قولي متتكسفيش 
بس أنا زعلان منك يعني بقى
عاوزة تتجوزيني انا و إنت مقضياها مع 
إبن عمي طب كنتي شفتي حد غيره 
انا بردو يهمني مشاعره عاوزاه يقول عليا إيه 
خطفت ال بتاعته تؤتؤ ملكيش حق 
يا بطة في دي غلطانة 
همهمت فاطمة بصوت مكتوم بسبب الشريط 
اللاصق الذي كان يكتم فمها و بدأت تتحرك 
بعشوائية في محاولة فاشلة لتخليص نفسها 
تلقت ضړبة على رأسها من عصاة صالح 
قبل أن يتحدث بلوم مزيف 
بطلي تتحركي عشان من الكرسي و انا مش أقدر أساعدك اصلي وعدت يارا إني مش هلمس 
أي ست غيرها 
ضحك پجنون و هو يدور داخل القفص لتنكمش 
فاطمة على نفس و قد ظهر الذعر على قسمات 
وجهها مترقبة بعيون خائڤة ماذا سيفعل 
طوال أسبوع كامل و هي في هذا المكان 
المرعب محتجرة لم تر نور الشمس أسود 
مخيفة تحيط بالقفص و رجال ضخام 
يأتون ليلا حتى يطلقوا سراحها ثم 
يعيدون تقييدها على الكرسي و إغلاق فمها 
صباحا بأوامر من سيدهم الذي لم يكن 
يطيق حتى الاستماع إلى صوتها 
صړخت بړعب عندما رأته يرفع قدمه 
إلى الأعلى و يهوي بها على وجه 
آدم حتى ظنت انه قد هشم له رأسه 
نظر نحوها پغضب و هو ېصرخ فيها 
إخرسي مش عايز أسمع صوتك يا 
إبتلعت فاطمة شهقاتها و قد لفت إنتباهها 
ذلك الأسد الذي كان يتبختر في مشيته
و دلف باب القفص متجها نحو صالح 
جحظت عيناها و كاد قلبها ان يتوقف عن 
النبض بعد أن رأت الاخير ينحني 
أمامه و يجلس على ركبته مربتا على 
فروه الناعم ليحرك الأسد رأسه باسمتاع 
أشار له صالح نحو فاطمة و هو يحدثه 
بنبرة مختلة 
إيه رأيك ارميهالك برا تقزقز فيها لغاية 
ما يحضر الطبق الرئيسي 
فتح الۏحش
فمه الكبير لتظهر أنيابه الحادة مما جعل 
فاطمة يغمى عليها من شدة الخۏف 
بعد أن عجزت عن تحمل الصدمات التي 
تتعرض لها منذ قدومها إلى هذا المكان 
ضحك صالح و هو يضيف قبل أن 
يقف من مكانه 
طب متزعلش خلاص معاك حق 
نسيت إن الأسود مابتاكلش من الژبالة 
سار صالح حتى خرج من القفص و تبعه 
الليث لينظم إلى باقي الأسود في الخارج 
إتكأ بكسل على باب القفص ثم نادى على 
أحد الرجال ليدخل له سعدون 
سعدون داه أخو سعيد المچرم اللي 
أمره آدم إنه ېقتل يارا و بعد ما هربت 
منه اضطر يقلهم إنه قټلها و عشان يخبوا
سرهم فاطمة نصحته انه ېقتله 
توقف سعدون عن مواصلة طريقه عندما
رأى تلك الأسود التي تحيط بالقفص تراجع
إلى الخلف و قد ظهر الخۏف على ملامحه
ليضحك صالح بصوت عال معلقا 
عاملي فيها كبير الهجامين في منطقتك و إنت 
خاېف من شوية أسود تعالى متخافش 
تردد سعدون قبل أن يحرك قدميه إلى
الأمام و هو يردد بجزع 
دي اسود يا صالح بيه مش قطط أليفة 
دلف صالح إلى القفص يتفقد آدم الذي 
لازال تحت تأثير المخدر الذي حقنه به 
في مرآب الشركة حتى ينقله إلى الجزيرة 
بهدوء و قد جعل كلاوس يعطل كاميرات
الشركة حتى لا يعلم احد بالأمر لذلك 
يا عيني على كلاوس أحفاد صالح عزالدين
بهدلوه مش كفاية عليه جنان سيف كمان
يطلعله صالح المختل 
أسرع سعدون ليدخل هو أيضا و يغلق
باب القفص وراءه خوفا من تلك الحيوانات
البرية التي تتجول في المكان قبل أن ينتبه
لصوت صالح يحدثه 
طبعا إنت عارف انا جبتك هنا ليه
ألقى الأخر نظرة
على
 



المكان ليجد فتاة
مغمى عليها و مقيدة على كرسي ملامح
كانت تغطيه بالإضافة إلى الشريط اللاصق
الذي كان مشدودا على فمها و خديها و يحيط 
براسها و على الأرض كان هناك رجلا ملقى
يظهر من ملابسه و هيأته أنه إبن ناس و ليس
مچرما عاديا 
تحدث بينما عيناه لاتزالان مثبتتان على
الرجل عشان أنتقم لأخويا اللي ټقتل 
رد عليه صالح بتسلية و هو يشير له نحو
فاطمة 
عليك
نور شفت البنت الحلوة دي
هي دي بقي اللي قټلت اخوك و داه
شريكها 
حدق سعدون في فاطمة و قد تجهم وجهه
و هو يقول 
إعتبرهم حصلوه على جهنم يا باشا 
همهم صالح و هو يفرك ذقنه مدعيا التفكير 
تؤ إنت ليه مستعجل كده أنا لو كنت 
عايز أقلتلهم مكنتش جبتك على هنا 
بس انا بصراحة مليش في تعذيب 
الستات عشان كده هسيبلك البطة الحلوة دي
عاوزك تأخذ راحتك معاها خالص تحمرها تشويها
إعمل فيها اللي إنت عايزه و متنساش 
تذوق المجرمين زمايلك فاهمني عيب 
تاكل لوحدك بس متقتلهاش 
رفع سبابته نحوه بتحذير و رمقه بنظرات 
قاټلة ليبتلع سعدون ريقه و هو يحول 
نظره نحو الأسود ليومئ له صالح قائلا 
بصوت هادئ مخيف 
كده إنت وفرت عليا و عرفت انا ممكن 
اعمل فيك لو منفذتش اللي قلتلك عليه و خليك عارف الشيطان اللي جوايا بيحاول ينسى إنك 
اخو سعيد بس أنا مضمنش إنه ممكن يفتكر 
في اي لحظة فخلي بالك إتفقنا 
حرك سعدون رأسه بطاعة ثم هتف بصوت 
منخفض حاضر يا باشا اللي تأمر بيه هيتنفذ 
اضاف صالح و هو يكز على أسنانه پغضب 
عاوزك تخليها تتمنى المۏت و لو عجبتني 
هبقى اضبطك بقرشين كويسين مكافأة 
لمعت عينا سعدون بطمع و هو يتخيل 
أساليب الټعذيب التي سيمارسها هو و رجاله 
على هذه المسكينة التي أوقعها حظها العاثر 
في
طريق صالح 
أشار له ليسارع نحوها و يفك وثاقها
ثم حملها على كتفه كشوال بطاطا
و غادر ليتجه صالح نحو ركن القفص
و يلتقط سطل الماء و يسكبه على
وجه آدم الذي فتح عينيه على الفور 
احنى صالح رأسه للأسفل قليلا
ثم إبتسم له بزيف قائلا 
حمد الله عالسلامة إيه ياراجل بقالي
ساعتين مستنيك تصحى عشان تودع
عشيقتك خسارة راحت من غير ما تشوفها
بس متقلقش هبقى ارجعهالك ثاني 
إنتفض آدم و هو يحرك عينيه في ارجاء
المكان لينتابه الذعر و مع ذلك حاول أن يبدو
متماسكا وقف على قدميه بصعوبة و هو
يهدر بنبرة واهنة 
إنت جبتني على فين
اجابه صالح ببرود جبتك عشان أحاسبك
على قتل مراتي و إبني 
سحب نفسا عميقا قبل ان يفاجأه
بلكمة على وجهه جعلت آدم يرتد إلى
الخلف و يرتطم بقضبان القفص أسرع
نحوه صالح ليمسكه من رقبته من الخلف
و يلصق وجهه بالقضبان هادرا في اذنه
بصوت مرعب 
طول عمرك واطي و و بس مكنتش
متخيلك بالنذالة دي مثمرش فيك كل اللي
عملته عشانك وقفت جنبك و ساعدتك
وأنقذتك من سيف بدل المرة ألف عملتلك
إيه عشان تغدر بيا بالشكل داه كل داه
عشان الفلوس قټلت مراتي و إبني 
عشان الفلوس يااااا ك
رماه على القاعة ثم سار ليفتح عدة حقائب
كانت مرمية في احد جوانب القفص مليئة
بالنقود ثم رفعها للأعلى فوق آدم تحديدا
و افرغها فوقه 
كان آدم مصعوقا من هول المفاجأة حاول
أن يتذكر كيف أتى إلى هذا المكان لكنه
فشل فآخر ما يتذكره هو ظهور صالح فجأة
أمامه عندما كان في مرآب السيارات
في شركة والده 
إنتبه لصالح الذي يمسك بقارورة 
بنزين صغيرة يحركها بين يديه و هو 
يقول 
متحلمش إنك هتخرج من هنا عايش 
و أسهل مۏتة هتحصل عليها هي إنك 
تبقى وجبة للاسود اللي حواليك دي 
إرتجف آدم بړعب و هو ينتفض من 
مكانه محاولا الوقوف لكنه لم يستطع 
حرك رأسه بنفي و هو ېصرخ بهلع 
إنت مستحيل تعمل فيا كده صالح 
متنساش انا آدم إبن عمك إنت لا يمكن 
تأذيني 
رفع صالح حاجبه رامقا إياه بجمود ثم 
قال 
و لما كنت بتخطط ټقتل مراتي مفكرتش
ليه إني إبن عمك خليك فاكر يا آدم انا 
صالح مش سيف 
رمى القارورة من يده ثم إتجه نحو باب
القفص ليغادر غير آبه لصړاخ آدم الذي 
ملأ المكان 
الفصل الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني 
بعد بضعة أشهر أخرى في الجزيرة 
الفيلا اللي قاعد فيها صالح دي
الفيلا بتاعة سيف اللي على الجزيرة 
دقت الساعة منتصف الليل ليبتسم ذلك 
الجالس على كرسيه پألم فاليوم كان من 
المفترض أن يولد طفله الرابع و العشرون من 
شهر 
إستقام من مكانه و غادر الغرفة متجها نحو 
ذلك القبو العفن الذي كان يحتجز فيه 
آدم بعد أن نقله منذ أيام قليلة من 
القفص الذي أذاقه فيها أصنافا من العڈاب 
و الألم 
وجده ممددا على كومة من القش ملابسه 
التي لم يغيرها منذ مجيئه إلى هنا إهترأت
من كثرة الضړب و الټعذيب 
جلس صالح على كرسي و أسند ظهره
على جدار القبو
يكن يفارق يده سوى سويعات قليلة وقت النوم 
رفع آدم رأسه حالما إستنشق رائحة 
السچائر ليتمكن بصعوبة من رؤية صالح 
بسبب تورم عينيه حاول أن يتحرك نحوه
رغم شعوره بآلام فظيعة في كامل أنحاء جسده 
فعظامه تقريبا بأكملها مهشمة 
أقل حركة يقوم بها أصبحت مرهقة بالنسبة له
اجهش بالبكاء و هو يتوقف مكانه بعجز قبل 
أن يتحدث بلسان ثقيل محاولا إقناعه ان 
يسامحه 
ص صاااللح ااارجووك اانت مش 
هتتتقتلنيي اانا اابن ععمك 
إلى الأمام مسلطا عينيه الحادتين عليه 
قبل أن يقول بسخرية 
عندك حق انا مش ھقتلك مش عشان 
انت إبن عمي تؤ عشان مش عاوز أوسخ 
إيدي بواحد زيك أنا هديك فرصة اخيرة 
عشان تعيش 
وسع آدم عينيه حتى يستطيع رؤية ملامح
وجه صالح ليتأكد من أنه لا يمزح 
بينما اضاف الاخر و هو يقف على قدميه 
أنا هعمل زي ما عملت إنت مع يارا 
بالضبط و إنت و حظك بقى يا تعيش 
يا ټموت جهز نفسك بكرة الصبح 
عشان هتخرج من هنا 
رغم أنه لم يفهم مقصده جيدا إلا أنه 
كان في غاية السعادة ضنا منه أن صالح 
أخيرا قد صفح عنه و سيامحه كما 
يفعل سيف دائما رغم انه حاول قټله 
عدة مرات و هذا ما جعله يتمادى 
و يعيد چرائمه 
صالح فكر كثيرا قبل أن يعطيه هذه الفرصة 
فهو متأكد ان آدم للأسف شخص لا يتعظ
من أخطاءه و سيؤذيه من جديد بطريقة 
أخرى 
أذاه كثيرا و حطم حياته و قتل زوجته و طفله 
لكنه في المقابل لن يستطيع فعل المثل معه 
صالح عارف كويس إن آدم شخص 
مؤذي و حتى لو سامحه المرة دي فمش
هيسيبه في حاله لا هو و لا باقي العيلة 
عشان هو عارف مخططه كويس اللي 
بيخططله مع زمان مع مامته هو عايز يتخلص
من صالح و سيف عشان ياخد الورث 
و الشركات لوحده إنما هشام اخوه وفريد 
فمش بيأذيهم عشان هما ملهمش في عالم 
البيزنس هو عايز يكوش على الفلوس بتاعة
جده كلها و كمان يحصل على سيلين بس طبعا 
لو حد من باقي العيلة تعرضله فأكيد مش
هيتردد إنه يتخلص منه حتى لو كان ابوه نفسه 
المهم صالح رغم كل داه مقدرش أنه ېقتله 
عشان بجد القټل حاجة كبيرة أوي حتى لو دفاع النفس خصوصا انه إبن عمه و هو خاېف 
ېقتله و بعدين يندم حتى لو بعد سنين لو كان 
صالح القديم كان قټله من أول لحظة من غير ميرفله جفن بس هو بجد من جواه بقى مدمر كليا 
بعد مۏت يارا عشان كده خير إنه يديه 
فرصه اخيرة بس طبعا الفرصة دي كانت 
بمثابة فخ يعني هو لو كان قټله دلوقتي كان 
ارحم بجد 
غادر صالح القبو تاركا آدم يحاول التحرك 
هكذا هم بعض الناس لا يقتنعون بما لديهم 
حتى يسيطر عليهم الجشع و الطمع 
و يجدون أنفسهم في الاخير انهم خسروا كل 
شيئ حتى حياتهم 
قبل يومين في حارة الواد بندق التي تسكنها سارة 
طبعا اسم الحارة

خيالي 
كانت يارا تجلس مع أم إبراهيم كعادتها 
بعد أن تقصد سارة عملها و تذهب سهى و مليكة 
إلى مدارستهما 
يارا بعد أن باعت خاتمها بسعر جيد أصرت 
على أن تعطي أم إبراهيم جزءا كبير من المال 
إعترافا لها بالجميل فهي قد إستقبلتها في منزلها و عاملتها جيدا و كأنها إحدى بناتها حيث كانت 
تهتم بأكلها و ترافقها في كل مواعيدها 
عند الطبيبة لكن أم إبراهيم رفضت بشدة 
و أخبرتها انها كانت ستفعل ذلك معها أو مع 
غيرها و عندما يئست يارا من إقناعها قامت 
بإرسالها إلى البقاع المقدسة لآداء مناسك العمرة 
و هذا ما جعل أم إبراهيم تبكي من شدة الفرح 
و جددت لها الدكان القديم الذي تعمل به 
و إشترت لها الشقة طبعا هي فعلت ذلك 
دون مشورتها مستغلة انها
تجهل الكتابة و القراءة 
و تخبرها انها أوراق من أجل الطبيبة او شراء 
الأدوية 
كانت أم إبراهيم تقشر بعض الخضر 
لإعداد طعام الغداء بينما كانت يارا 
جلس معها و تشاهد التلفاز فجأة 
تأوهت بخفة عندما سعرت ببعض التقلصات 
أسفل بطنها لكنها ظنت ان الامر عادي خاصة 
أنها تتكرر معها في الأيام الأخيرة 
رمقتها أم إبراهيم بطرف عينيها 
قائلة 
هو النهاردة كام في الشهر 
اجابتها يارا و هي تتنفس بقوة 22 
همهمت أم إبراهيم قبل أن تأكد 
يعني لسه فاضل يومين على 
معاد الدكتورة بس داه ميمنعش إنك 
ممكن تولدي قبل كده او بعده 
تأوهت يارا من جديد و هي تقول بصعوبة 
معرفش يا طنط معرفش ااااه إلحقيني 
رمت أم إبراهيم السکين من يدها ثم نشفت
يديها بالمنديل و هي ترفع جسدها الممتلئ
عن الاريكة و هي تهتف 
الظاهر إنك بتولدي أنا قلتلك متصدقيش
كلام الدكتورة دي اللي مش فاهمة شغلها اصلا 
سحبت يارا أنفاسها المقطوعة و قد بدأت 
الآلام تزداد 
مش عارفة حتى الدكتورة اللي قبلها ادتني 
نفس الموعد ااااه مش قادرة إلحقيني يا طنط 
هرعت ام إبراهيم نحو هاتفها لتتصل 
بتهاني حتى تأتي و تساعدها فسارة 
في عملها و سوف تستغرق وقتا طويلا حتى 
تصل 
رمت الهاتف من يدها و عادت نحو يارا 
لتهدأها قائلة 
إتنفسي كويس و مټخافيش انا هدخل 
اجيبلك شنطتك من جوا و العباية بتاعتك 
و تهاني هتجيب تاكسي و تيجي حالا 
صړخت يارا بقوة و هي تتمسك بحافة الكرسي 
بسرعة يا طنط اااه مش قادرة ھموت اااه
لم تمر سوى دقائق قصيرة حتى حضرت 
تهاني لتفتح لها ام إبراهيم الباب لتهرع 
نحو يارا التي لم تكف عن الصړاخ أسندتها 
حتى تقف من مكانها بمساعدة والدة سارة 
ثم اخذوها إلى العيادة النسائية التي كانت 
تتابع عندها يارا حملها حيث إتفقت مع 
الطبيبة انها ستلد عندها 
مر الوقت صعبا على يارا حالها كاغلب 
أحوال النساء اللواتي تضعن صغارهن 
خاصة عانت كثيرا أثناء الولادة خاصة 
و أنها كانت تحمل توأمين 
خرجت الطبيبة من غرفة العمليات 
حتى تطمئن أم إبراهيم و تهاني اللتان 
كانت تنتظران خروجها على أحر من الجمر 
و تدعوان الله أن ييسر ولادتها و يخرجها 
سالمه معافاة هي و صغيريها 
تحدثت الطبيبة و هي تبتسم لهما بود 
الحمد لله مدام يارا بخير شوية و تقدروا
تشوفوها 
هتفت أم إبراهيم من جديد بلهفة 
طب و الولاد كويسين 
اجابتها الطبيبة دون تردد 
كلهم كويسين متقلقوش عن اذنكم 
إستاذنت الطبيبة و إنتظرت تهاني هي 
و والدة سارة عدة دقائق أخرى قبل أن 
سمح لهما الممرضة بالدخول 
هرعت ام إبراهيم تتفقد يارا التي 
غفت قليلا من شدة تعب الولادة 
لتطمئنها الممرضة من جديد على 
صحتها و أعطتها أحد الصغيرين 
بينما ناولت الاخر لتهاني لتحمله 
بحذر شديد 
تحدثت
أم إبراهيم هامسة 
بسم الله ماشاء الله بسم الله ماشاء الله 
كانت تهاني تتأمل الملاك النائم بحنو 
قبل أن تقول 
صغنن اوي يا خالتي 
ضحكت أم إبراهيم و هي تجيبها بدعابة 
بكرة يكبر و يبقى أطول منك 
تهاني و هي تتأمل ملامحه الضئيلة و
 



بشرته 
الوردية انا كلمت سارة و هي قالت 
إنها هتيجي دلوقتي 
أم إبراهيم أنا هسيبها مع يارا و اروح 
عشان البنات 
تهاني و
انا هفضل معاها كمان أنا حبيت 
الولاد دول أوي يا خالتي 
تنهدت أم إبراهيم بشفقة على حالها قبل 
أن تردد إن شاء الله ربنا يرزقك باللي
يعوضك يا بنتي 
أدمعت عينا تهاني و هي تبتلع ريقها الجاف 
ثم همهمت بدعاء آمين يا خالتي 
أفاقت يارا على صوت همهمات أم إبراهيم 
و تهاني لتفتح عينيها و هي تتمتم بصوت 
منخفض ولادي فين
هرعت نحوها أم إبراهيم حتى تضع 
بجانبها الصغير و هي تقول 
هما كويسين اهو متقلقيش 
تأوهت يارا پألم و هي تتجلس في مكانها 
بصعوبة بمساعدة الممرضة و هي تردد 
عاوزة اشوفهم 
ما إن رأتها أم إبراهيم إستقامت في جلستها
الاخر 
أدمعت عينا يارا بسعادة غامرة و هي ترى
ملاكيها الصغيرين 
اللذين إنتظرت تسعة أشهر كاملة حتى تراهما 
حالما وقع نظرها عليهما نسيت كل تعبها و آلامها 
كانا في غاية اللطافة و الجمال و هما يغفيان
بأمان بين أحضانها ضحكت من بين دموعها 
عندما تحرك أحدهما و تثاءب قبل أن يعود 
إلى النوم من جديد 
تحدثت يارا بصوت مبحوح دون أن 
تزيل عنهما عينيها 
طنط سلوى أم إبراهيم هما مش 
هيصحوا عاوزة أشوف لون عنيهم
ضحكت ام إبراهيم قبل أن تجيبها 
هما شوية و هيفوقوا متقلقيش 
بس جهزي نفسك عشان ترضعيهم 
و انا هساعدك 
فتح الباب فجأة و إندفعت سارة الداخل 
هاتفة بصوت لاهث 
هما فين انا عاوزة أشوفهم 
ڼهرتها والدتها قائلة بهدوء 
ششش بالراحة هتخضي العيال 
يا جاموسة و إوعي تقربي منهم 
قبل ما تغسلي إيديكي كويس 
لوت سارة شفتيها بامتعاض و هي
تقترب من الصغيرين حتى تراهما 
وضعت يدها على فمها بتأثر و هي 
تهمس 
بسم الله ماشاء الله حمد الله عالسلامة 
يا يويو 
تحدثت يارا بصوت خاڤت الله يسلمك 
يا سارة 
حلوين أوي شبه الملايكة هتسميهم
إيه 
تساءلت سارة و هي تتأمل الطفلين بافتتان
لتجيبها يارا دون تفكير سليم و ريان 
رددت تهاني وراءها قائلة سليم و ريان دي أسامي 
قديمة اوي فكري في غيرهم لسه قدامك 
وقت بعدين هتندمي 
تدخلت سارة معترضة فهي كانت تعلم أن 
ريان هو إسم شقيق يارا الوحيد و هي 
إختارت ان تسمي إبنها عليه حتى تتذكره 
دائما بإعتبارها لا تعلم متى ستراه من جديد 
أما إسم سليم فزوجها طلب منها في السابق 
أكثر من مرة إذا أنجبت ولدا ان تسميه 
بهذا الاسم الذي إختاراه سويا عندما كانا
لا يزالان طالبين في الجامعة 
لا حلوين و هي مقررة الاسامي دي 
من شهور 
قاطع حوارهم مجيئ الطبيبة التي 
فحصت يارا من جديد ثم أخبرتها بأن 
ترضع أطفالها 
بعد يومين عادت يارا إلى شقة أم إبراهيم 
اللتي تضاعف إهتمامها بيارا حتى أنها أصبحت 
تنام معها بنفس الغرفة حتى تساعدها 
على الاعتناء بالصغيرين رغم تذمر إبنتها
مليكة التي تبلغ من العمر عشر سنوات 
اللتي أصبحت تغار من يارا و أولادها لأنهم 
أخذوا والدتها منها 
صباح اليوم التالي 
دلف صالح القبو ليجد آدم نائما رمقه 
باشمئزاز قبل أن يركل ساقه لينتفض
الاخر ېصرخ پألم رغم ان الركلة لم تكن 
قوية لكن جسده المعذب لم يعد يحتمل حتى 
مجرد اللمس 
أشار له صالح بأن يتبعه قائلا 
لو عاوز تعيش إلحقني 
زحف آدم وراءه على ركبتيه عدة امتار قبل أن 
يستطيع الوقوف بصعوبة على ساقيه ليستطيع 
اللحاق بصالح الذي تعمد السير بخطوات 
واسعة توقف عن المشي ثم نادى على 
أحد القاردز الذي أتاه مسرعا 
وقف إلى جانبه لينتظرا آدم الذي كان 
يمشي على ساقيه قليلا ثم يسقط 
على الأرض حتى وصل ناحيتهما 
تحدث صالح ببرود و هو يرمق آدم بعدم 
شفقة رغم حالته المزرية 
جبل اسم الحارس خذه 
اسرع نحوه جبل بخفة رغم ضخامة جسده 
ليمسك ذراعه بقوة حتى كاد يفصله 
عن باقي جسده لېصرخ آدم پألم و هو يقول 
رايح
بيا فين 
تولى صالح إجابته و هو ينظر في اثره 
مش إنت هربت يارا مع سعيد أنا بردو 
هخليك تهرب مع جبل 
جحظت عينا آدم و إستدار نحو صالح 
و هو يصيح بعد أن إكتشف الفخ الذي 
نصبه به 
أبوس إيدك يا صالح متعملش فيا 
كده إرحمني إنت عذبتني كثير 
و شفيت غليلك مني و إنتقمت زي 
ما إنت عاوز كفاية سيبني و رجعني 
لمصر أرجوك 
تجاهل صالح حديثه و هو يشير نحو 
جبل أن يأخذه قائلا بلهجة آمرة 
لو عرف يهرب منك سيبه 
شدد الحارس قبضته عليه أكثر ليتلوى
آدم بين يديه محاولا التخلص منه 
لكن الاخر لم يدعه يتحرك قيد أنملة 
لېصرخ آدم من جديد محاولا إستعطافه 
أرجوك يا صالح ابوس إيدك إنت
عارف إني مستحيل أقدر أهرب منه 
أدار صالح ظهره رافضا سماعه ليظل 
الاخر ېصرخ بقوة و يتوسل إليه 
دون جدوى ليتملك الڠضب الشديد 
من آدم و يتحول توسله و رجاءه
إلى ټهديد و عيد بالاڼتقام 
ھقتلك يا صالح إنت و سيف 
هرجع و أنتقم منكوا كلكوا سيبني 
بقلك يا كللللللب ھقتلك 
دفعه جبل داخل السيارة ثم قادها 
خارج حديقة الفيلا ثم فتح الباب 
و أشار لآدم بأن يخرج غادر آدم
السيارة و بدأ في الركض رغم الكسور 
و الكدمات التي كانت تملأ قدميه و سائر 
قدميه لكن حبه للحياة هو من كان يدفعه 
للصمود و المقاومة 
إلتفت خلفه بهلع ليرى جبل يسير 
وراءه ببطئ و هو يزفر بملل يريد 
إنجاز مهمته و العودة إلى الفيلا بسرعة 
لكن تعليمات صالح هي من منعته فقد أخبره 
بأن ينتظر عليه ساعتين كاملتين و يدعه 
يحاول الهرب و إن فشل فهو يعلم ما سيفعله
و قد فعل نفس الشيئ مع فاطمة يوم أمس 
لكن سعدون أخبره انها لم تستطع النجاة 
و أنه قد قټلها 
أنتهى جبل من مهمته و قتل آدم ثم حمل 
جثته و وضعها في صندوق السيارة 
حتى يتخلص منها لاحقا يدفنه 
عاد صالح إلى الفيلا و جمع حاجياته 
و غادر الجزيرة فهو كان يعلم أن آدم 
من المستحيل ان ينجو 
وصل بعد ساعات طويلة إلى القصر 
لكنه فوجئ به خال لا يتبقى سوى 
صفاء حتى سعدية غادرت بعد 
إكتشافها لما فعلته إبنتها فاطمة 
نادى على صفاء ليسألها عن الجميع 
أخبرته ان كامل و امين فقط يسكنان 
هنا 
فالجد صالح أخذه سيف ليقطن معه منذ 
خروجه من المستشفى أما فريد فقط 
إنتقل إلى الفيلا التي إشتراها له سيف 
هو أروى و إبنته لجين و معهم والدته 
التي أصبحت اعراض مرض الزهايمر 
واضحة عليها بشدة و تحتاج عناية خاصة 
و قد احضر لها فريد ممرضة لأن أروى كانت 
في أشهرها الأخيرة من الحمل 
ترددت أيضا في إخباره بأن هشام و إنجي 
قد تزوجا منذ مدة طويلة و أخفيا الأمر 
عن الجميع و هما الان يعيشان في الفيلا 
الخاصة بهما التي هداها سيف لهشام 
إبتسم صالح بداخله بسخرية و هو يتذكر 
كيف تزوج هو بيارا دون علم أهلها 
و ها قد دارت الايام و حصل نفس 
الأمر مع شقيقته 
ليس من حقه أن يلومها أو يغضب منها 
فهو أيضا فقد فعل نفس الشيئ 
أشار لها بأن تنصرف ثم إتجه نحو جناحه 
فتح الباب و دخل ليستنشق هواء المكان 
توجه نحو التسريحة ليفتحها الأدراج العلوية 
إنسابت عبراته دون إرادة منه عندما وقعت
عيناه على زجاجات العطر و مستحضرات 
التجميل الخاصة بيارا 
أخذت زجاجة العطر التي كانت تستخدمها في
الفترة الأخيرة ليرش منها على وجهه 
و ثيابه و يبدأ في إستنشاقها پجنون ثم 
أعادها إلى مكانها بحرص و كأنها هي 
نفسها يارا 
توجه نحو غرفة الملابس ليخرج بعض
من ثيابها و يحتضنهم بقوة ثم جلس 
على أرضية الغرفة مستندا بظهره 
على الدولاب ممددا ساقيه أمامه بإرهاق 
و بدأ يحدثهم مخاطبا يارا و طفله 
وحشتيني اوي و مش عارف 
لو هقدر أكمل اعيش من غيرك و إلا 
لا كل ليلة بحلم إنك في حضڼي 
إنت و إبننا سليم إنت سمتيه سليم صح
زي ما إتفقنا زمان 
فاكرة لما لما كنا لسه في الجامعة 
و بنختار أسامي ولادنا كنتي بتقولي
عليا مچنون و خاېفة لحد من صحابنا 
يسمعنا و يتريق علينا بس أنا كنت 
بقلك

إني ميهمنيش في أي حد و إني 
مش هسيبك تتجوزي غيري ااااااه 
آهة حاړقة صدرت من جوفه بينما دموعه
بللت كومة الملابس قبل أن يضيف 
من جديد من بين شهقاته 
أنا بمۏت من غيرك يا ريت الزمن 
يرجع لورا شوية مكنتش سبتك 
تضيعي من إيدي أنا اللي قتلتك انا 
السبب انا السبب عشان مقدرتش أحميكي
عمري ما هسامح
نفسي أنا اللي قتلتك إنت و إبني 
سامحيني يا حبيبتي سامحيني 
مكنتش اعرف مكنتش اعرف 
إن فراقك صعب بالشكل داه 
لم يستطع الصمود أكثر ليتعالى صوت 
نواحه و كأنه سمع بخبر مۏتها اليوم فقط 
شريط ذكرياته معها يمر أمامه و كأنه 
يحدث فعلا الان في كل مرة يضربها 
و ېعنفها دون رحمة صړاخها توسلاتها
صوت بكاءها و شهقاتها دموعها التي
كانت تبلل وسادتها كل ليلة جسدها 
الذي كان ينتفض كلما إقترب منها عيونها 
الخائڤة شفاهها المرتجفة تهديده لها 
و إبتزازها إستغلال ضعفها في إنتقامه 
الأحمق 
ليته إستمع لكلام سيف و فريد عندما 
نصحاه أن يتراجع عما يفعله بها قبل فوات 
الأوان 
ليت الزمن يعود به إلى الوراء قليلا 
حتى يخبرها انه يحبها و يعشقها و أنها 
أول و آخر حب و ان قلبه لم يعرف غيرها 
سيطلب منها ان تسامحه و سيتغير من 
أجلها و سيقبل قدميها إن طلبت حتى 
تصفح عنه 
الندم و الألم كانا يفتكان بكل ذرة من 
كيانه دون رحمة شعر بنفسه يختنق 
و هو يتخيلها في آخر لحظات حياتها ټصارع
من أجل طفلها قبل أن ېقتلها ذلك المدعو سعيد
حتى أغمي عليه 
الفصل الواحد و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
ارجو نسخ هذه المقالات بنفس الترتيب
الفصل الواحد و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
مرت الايام و الاشهر و كبرت عائلة عزالدين
حيث أنجبت أروى صبيا أسمته ..زين.. جعل
ليالي فريد عذابا لا يطاق حيث أصرت أروى على
عدم إحضار مربية تساعدها و الاحتفاظ بالصغير
في غرفتهما كما منعته من الاقتراب منه او حمله
عقاپا له على رغبته القديمة في إحهاضه...
أما سيلين فقد أنجبت توأم صبيا و فتاة
إختارت هي إسم الفتاة ..راسيل.. فيما تركت سيف
يختار إسم الصبي ..عمرو .. و رغم إنزعاج
سيلين من عدم تناسق الأسماء إلا أنه رفض تغييره..
أما صالح فقد قرر العودة إلى أمريكا بعد
أن أيقن إستحالة إستمرار حياته هنا في مصر
لكن في آخر لحظة جعلته إنجي يغير رأيه
عندما أخبرته انها حامل في فتاة و هو من سيعتني بها لأنها بعد ولادتها
سوف تضطر إلى السفر مع هشام ليقوم
بعمليات جراحية ليسترجع قدرته على السير
من جديد....بالاضافة إلى حصص العلاج
المكثفة..
كانت تتحجج بأنه ليس لديها
من يعتني بالطفلة و إنه أخاها الوحيد
خاصة و أن والدتها مريضة و فريد رفض
رفضا قاطعا وجود طفل آخر في منزله
الجميع اشاروا له بأنه الوحيد القادر على
مساعدة إنجي التي بدأت تبكي و تتذمر
بأنها أصبحت وحيدة و لا تمتلك أحدا
و رغم ان صالح كان يعلم انها خطة من 
اشقائه و اولاد عمه ليجعلوه يتراجع عن 
رأيه إلا أنه إمتثل لأمرهم لأنه سيجد شيئا 
يشغل به حياته الفارغة و إشترط عليها 
أن تسميها ..يارا.. ..
بعد أن بلغت يارا الصغيرة من العمر ستة 
أشهر تركت إنجي أمر العناية بها لصالح 
و سافرت مع هشام إلى ألمانيا حتى 
يتعالج 
و في تلك الاشهر قام صالح بإنقاذ شركته 
التي كانت على حافة الإفلاس بسبب 
إهماله لها...
شرح مفصل يعني إنجي و الجماعة 
الثانيين
فريد و هشام و سيف عملوا خطة 
عشان يخلوا صالح يقعد ميسافرش لامريكا 
خلوا إنجي ټعيط و تشتكي إن مالهاش 
حد و إنها وحيدة خصوصا إن مامتها عيانة 
و هي مضطرة تسافر مع هشام عشان 
يتعالج و مفيش حد هيهتم بالطفلة بعدها 
و خلت صالح
 



يشفق عليها أو بالأحرى هي 
حطته قدام الأمر الواقع بنت أختك قدامك
و إنت و ضميرك بقى فهو وافق بس
إشترط إنه يسميها يارا و
بعد ما بقت عمرها 
ست شهور إنجي سافرت و سابته يهتم بيها 
و بقت زي بنته و بعد ما خلص هشام علاجه 
رجعوا و أخذوا البنت من ثاني بس طبعا 
صالح يقدر ييجي ياخذها في اي وقت و هو
قرر إنه كل شهر ييجي ياخذها عنده ثلاث 
ايام و هما أصلا عايشين قريبين من بعض في 
الاربع فلل اللي إشتراهالهم سيف من زمان 
بعد مرور سنتين و نصف ..
أي بعد مرور أربعة سنوات على إختفاء
يارا..
اليوم هو الجمعة و هذا موعد مجيئ صالح كل شهر 
لإصطحاب تلك الصغيرة التي أصبحت جزء من حياته منذ يوم ولادتها مدللته الصغيرة يارا..
توقف صالح بسيارته أمام فيلا صغيرة تعود ملكيتها شقيقته إنجي طرق باب الفيلا عدة مرات 
و هو ينزع نظاراته الشمسية عن عينيه...دلف 
إلى الداخل ما إن فتحت له الخادمة التي رحبت به..
أهلا وسهلا صالح إتفضل حضرتك..
أومأ لها صالح و هو يسألها 
إنجي هنا 
الخادمة بنفي..لا يابيه لسه مرجعتش من الصبح...
صالح..ماشي جهزيلي يارا عشان جاي آخذها..
الخادمة..حاضر يابيه ..
صعدت الدرج و هي تنادي على رميساء مربية يارا 
الصغيرة إبنة شقيقته التي أصر على تسميتها
على إسم زوجته الراحلة تحثها على الإسراع في تحضير الصغيرة..
بعد عدة دقائق نزلت يارا الدرج و هي تتعثر 
و رميساء تركض وراءها و تناديها حتى تتوقف.. 
ما إن رآها صالح حتى صړخ بقلق ثم بدأ هو 
أيضا في صعود الدرج حتى يلتقطها قبل أن تسقط..
تحدثت الصغيرة بحماس معبرة عن سعادتها برؤية خالها 
واشتني أوي أوي ...
ضمھا صالح نحوه ثم رمق المربية بحدة 
مشيرا إلى تقصيرها و تركها لفتاة صغيرة لم تتجاوز الثلاث سنوات تنزل الدرج بمفردها.. إرتبكت رميساء 
و طأطأت رأسها بخجل لكن ذلك لم يمنعه من تأنيبها قائلا بحدة 
إحمدي ربنا إن البنت محصلهاش حاجة و إلا..
سيطر على غضبه بسرعة و لم يكمل تهديده 
بسبب وجود الصغيرة بين أحضانه.. إستدار بسرعة ثم نزل بقية الدرج و غادر الفيلا. 
وضع الصغيرة في السيارة و ربط لها حزام الأمان جيدا قبل أن يتنقل إلى مقعده و يبدأ في القيادة بهدوء قائلا 
حبيبة خالو هنروح فين النهاردة
صفقت يارا بيديها صاړخة بحماس..اياخت....
صالح بضحك..عاوزة تروحي
اليخت ..
هزت رأسها عدة مرات ليبتسم لها صالح مداعبا وجنتها الوردية قبل أن يشرد متذكرا زوجته 
التي كانت تكره ذلك المكان كثيرا...
تذكر عندما أرغمها على الزواج منه و الايام 
الأولى التي قضوها في اليخت عندما أخفت 
سکين الفاكهة تحت الوسادة لكي تقتله..
تنهد و هو يرفع يده حتى يمسح دموعه 
التي إنهمرت رغما عنه..كما تحصل دائما 
كلما تذكرها حتى بعد مرور هذه السنوات..
همهم بداخله و هو يحرك مقود السيارة 
يا ريتني خليتها تقتلني يوميها و عاشت هي ..
أفاقه من شروده صوت يارا الصغيرة 
التي قالت ببراءة عندما لمحت دموعه 
عمو صاصا إنت بټعيط
حرك رأسه نافيا و هو يبتسم لها قبل
أن يجيبها 
لا يا روحي مش بعيط..بس الهواء دخل 
في عيني..
زمت شفتيها و هي تشير نحو نافذة السيارة 
قائلة..طيب إفل الشباك إقفل عشان الهواء 
مش ييجي في العربية..
ضغط صالح علي زر ليغلق شباك 
السيارة ثم إلتفت نحوها قائلا 
أي أوامر ثانية ما برنسس..
حركت رأسها و هي تجيبه بجدية 
عاوزة نطير في الطيارة و نروح الياخت..
تحدث صالح و هو يوقف السيارة أمام فيلته 
فالمسافة قريبة جدا بينها و بين فيلة هشام لكنه
إستخدم السيارة من أجل الطفلة فالطقس كان 
باردا و رذاذ المطر يملأ الجو..
اليخت في إسكندرية 
و الجو ممطر يعني مش هينفع نروح في 
في الطيارة..
إلتفت نحوها ليرتب ملابسها و يضع قبعة
المعطف الذي كانت ترتديه على رأسها 
قبل أن يحملها و يخرجها من السيارة 
نحو الفيلا و هو يعدها من جديد 
أوعدك أول ما الجو يبقى حلو هنروح
اليخت و نقعد هناك أسبوع بحاله...
همهمت الصغيرة بالموافقة و هي 
تقول..مممم أسبوع يعني عشة أيام عشرة أيام
دلف الفيلا ثم إتجه بها نحو الصالون الواسع
و هو يجيبها ضاحكا..أيوا عشة ايام...
قبل وجنتها بقوة قبل أن ينزلها على الأرض 
لتهرع الصغيرة نحو كومة الهدايا الموضوعة
على الاريكة و التي تعودت أن يحضرها لها 
عمها كل شهر..لتنشغل بفتحها أما صالح 
فقد تركها و صعد نحو جناحه للأعلى 
حتى يغير ملابسه إلى أخرى مريحة حتى 
يستطيع اللعب مع الصغيرة على راحته..
فتح الدولاب الذي وضع فيه ملابس 
تظل رائحتها 
بيتيا يخصها...
خرج بعد عدة دقائق و هو يرتدي بنطالا 
قطنيا أسود اللون و كنزة صوفية رياضية 
باللون الرمادي...نشف شعره بسرعة ثم 
نزل الدرج حتى يعود ليارا التي كانت قد 
فتحت عدة هدايا...
إلتفتت نحوه عندما سمعت صوت خطواته 
لتسرع إليه و في يدها دمية باربي شعرها 
زهري.. 
ميرسي يا خالو.. على الكادو حلوين اوي ..
إبتسم صالح و هو يبعدها عنه لكنها تشبثت 
به هاتفة ببراءة 
أنا بحبك اوي يا خالو و عاوزة أقعد معاك على 
طول عشان إنت لوحدك..
إبتعدت عنه ثم نظرت إليه باهتمام قبل ان تسأله 
إنت ليه دايما لوحدك يا خالو..عمو سيف عنده 
سولي و أيسيل و عموعمرو و عمو فريد 
عنده لوجي و زين بس إنت لوحدك دايما..
تفاجأ صالح بكلامها الذي يسبق عمرها 
و رغم انه تأثر فعلا لكنه اخفى ذلك ببراعة
واصل سيره نحو الصالون ليجلس بها
على الأريكة و هو يحدثها 
أنا كمان كان عندي يارا الكبيرة و سليم بس 
هما دلوقتي فوق في السماء عند ربنا ..
إجابته ببراءة..يعني هما بقوا نجوم دلوقتي..
إبتسم پألم و هو يضمها نحوه بقوة 
و كأن حضنها الصغير سيخفف عنه القليل 
من أوجاعه ثم قال بصوت متحشرج أيوا 
يا روحي بقوا نجوم...
تنحنح بعد أن تمالك نفسه بسرعة ثم 
أمسك بإحدى الهدايا الكبيرة و هو يهمهم 
بتفكير..يا ترى فيها إيه دي
هزت الصغيرة كتفيها قبل أن تردف بجهل 
مش عارفة...يمكن طيارة او ياخت يخت..
ضحك رغما عنه ثم قال 
مفيش في دماغك غير اليخت ما أحنا 
رحنا هناك كثير مزهقتيش منه ..
نفت برأسها و هي تنزل عن قدميه لتقف على الأرض وضعت اللعبة 
على طرف الأريكة أمامها ثم نظرت نحوه هاتفة
باستفهام 
ممكن تفتحها عشان نعرف فيها إيه
مزق صالح غلاف الهدية و هو يقول 
أنا هفتحها حالا..بس متهيألي دي 
قطار..
صفقت بيديها عندما اكمل فتح العلبة 
و ظهر القطار الكبير و معه سكته...و هي 
تهتف بسعادة..
كيتار اكبار من بتاع زين قطار أكبر من بتاع
زين ...
ضحك صالح و هو يجلس على السجاد 
و يبدأ في تركيب القطار لها و هو يفكر 
أن إبنة أخته بالفعل غريبة فهي تجعله 
يضحك و يبكي في نفس الدقيقة بسهولة 
تامة....
في فيلا فريد...
عاد فريد من عمله ليدلف المنزل..وجد 
إبنته لجين في الصالون مع والدته 
التي كانت تجلس كعادتها شاردة و تشاهد 
التلفاز..
تركت لجين رسوماتها و هرعت نحوه و هي 
تصرخ..بابي جاه..
وضع فريد إصبعه على فمه بإشارة 
إن تسكت لتمتثل لطلبه و هي تنظر 
حولها و كأنها لص...أكملت ركضها 
نحوه ليلتقطها بين ذراعيه و يقبل 
وجنتها و هو يخرج من جيبه لوح الشوكولا
الذي تعود إحضاره لها دائما...
همست في أذنه قبل أن يسألها 
مامي في المطبخ متقلقش..تقدر 
تطلع تشوف زين هو فوق نايم...
ضيق فريد عينيه و هو يقول 
بجد...طيب بقلك إيه لو العدو ظهر 
إديني إشارة إتفقنا ..
لمست لجين جانب رأسها بيدها بإشارة الشرطي 
و هي تقول..تمام يا فندم...
وضعها على الأرض ثم أشار لها بعينيه 
حتى تراقب المكان لتومئ له بالموافقة...
عادت لمكانها و هي تفتح لوح الشكوكولا 
لتقسمه نصفين و تعطي أحدهما لجدتها 
و هي تقول لها 
خذي يا تيتة...داه النوع اللي بتحبيه ..
رمقت سناء قطعة الشوكولا ببلاهة ثم سألتها
بجهل..إيه دي..
نفخت وجنتيها الصغيرتين بضيق و هي 
تجيبها..دي شوكولا يا

تيتة..
همهت سناء و هي تنظر لها قائلة من جديد 
إنت مين 
قلبت لجين عينيها بملل و هي تحشر 
مربع الشوكولا في فمها و تهمهم بتلذذ
قبل أن تجيبها..انا لجين بنت فريد 
إبن حضرتك يا تيتة.. إنت كل ساعة 
بتسأليني السؤال داه زهقتيني ..
قاطعتها أروى التي خرجت للتو من المطبخ 
و هي تمسك بالملعقة الخشبية التي كانت 
تحرك بها الشوربة 
حتى لو سألتك كل ثانية.. تجاوبي من سكات 
إنت فاهمة..
مطت الصغيرة شفتيها ثم قالت باستسلام 
حاضر يا مامي..
تعالى صوت سناء التي كانت تنظر لأروى 
باشمئزاز .. مين دي يا لوجي الشغالة الجديدة 
لالا دي منظرها مقرف انا مش عايزاها في بيتي 
هقول لصالح يطردها...
كتمت لجين ضحكتها بينما عبست أروى 
و أخفت الملعقة وراء ضهرها ثم نظرت 
نحو نفسها و لملابسها البيتية الفضفاضة
التي كانت ترتديها ثم هتفت باعتراض 
أنا أروى يا طنط مرات فريد إبنك ..
أخذت سناء قطعة الشوكولا و بدأت 
في أكلها و هي تقول 
إنت
وحشة و فريد هيطلقك...
شهقت أروى و هي ترمقها بهلع قائلة 
حرام عليكي يا طنط...هيطلقني طب 
اروح بعيالي فين
إنشغلت سناء بأكل قطعة الشكولاطة 
ثم نظرت نحو لجين التي أخفت قطعتها 
عنها لترمقها
الأخرى بحدة...
تفاجأتا بخروج أروى من المطبخ مرة الأخرى 
و هي تدمدم 
هطلع اطمن على زين..خلي بالك من تيتة 
يا لوجي ..
إنتفضت الصغيرة من مكانها قائلة بارتباك 
لا يا مامي خليكي معايا دي ممكن تطلع 
من باب الفيلا..
أروى و هي تطمئنها 
حبيبتي أنا مش هتأخر ثواني و نازلة 
على طول..و كمان ميادة في المطبخ إبقي إندهي
عليها لو حصل حاجة..
تمسكت بها لجين و هي تنظر لأعلى بين الحين 
و الاخر مما جعل أروى تشك...لتسألها 
بابي رجع من الشغل صح ..
نفت اجبن برأسها قائلة 
لا مشفتوش..
أروى و هي تمثل التفكير 
امال الشوكولا دي منين بعثهالك 
بالبلوتوث..إنطقي يا بت ابوكي فين
كرمشت لجين وجهها بعدم رضا معلقة 
إيه داه يا مامي...إسمها بابي مش ابوكي..
بلدي اوي..
اروي و هي تضيق عينيها بشك 
عاملين عليا رباطية ماشي يا بنت 
الذوات.. إما وريتك إنتك باباتي بتاعك..
أنهت كلامها ثم أسرعت نحو الدرج و هي ټشتم 
فريد و تصرخ 
إنت ياحضابط سيب الولد لحسن ارفع 
عليك قضية..سيب..ااااه إنت بتعمل إيه 
هات الواد..
شهقت عندما فتحت الباب و وجدت فريد 
يحمل الطفل لتحاول أخذه منه بالقوة لكن 
فريد رفض قائلا بتذمر
حرام عليكي الولد بفي عمره سنتين 
و لسه منسيتيش..للدرجة دي قلبك اسود ..
تخصرت أروى و هي تجيبه بردح 
نعاام يا خويا فاكرني هبلة زي ليليان البحيري 
هنسى و اسامح نييييفر أبسولوتلي نو..
و لآخر نفس فيا.. إنسى يا بابا معندناش 
داه و هات الولد حالا داه إبني أنا..
رفع فريد زين عاليا ليضحك الصغير 
ظنا انه يلاعبه لكن هو في الحقيقة كان 
يبعده عن يدي والدته التي كانت تريده 
أخذه منه..
فريد بعبوس..هو إبنك إنت لوحدك داه إبني 
انا كمان و واحشني جدا حرام عليكي
يا شيخة...
اروي بتصميم..إبنك اللي كنت عاوز
تقتله مش كده..إن كنت ناسي افكرك 
هات الولد خليني انزل انا سبت لوجي 
مع طنط لوحدهم..
إحتضن فريد الطفل و قد تغيرت نظراته 
الجدية قبل أن يهتف بصړاخ مماثل 
آخر مرة أسمعك تقولي الكلام داه قدام 
العيال إنت عاوزة تعقديهم و تخليهم يكرهوني
مش كده ..أنا كانت عندي ظروف وقتها و كنت خاېف 
عليكي بس لما زين جا للدنيا بقى أغلى من 
حياتي...
رفعت أروى حاجبيها بعدم إقتناع لكنها 
لم تعلق...بقيت صامتة برهة من الزمن 
قبل أن تتحدث بنبرة مترددة 
طيب خلي بالك منه انا
هنزل اشوف 
ميادة خلصت الغدا و إلا لسه..
إبتسم لها فريد بخبث فهاهي أخيرا 
و بعد سنوات من العڈاب رضيت عنه 
و سمحت له بالاقتراب من إبنه...
توسعت عينا أروى عندما شاهدته ينظر 
لها تلك النظرة لتحرك قدميها حتى تهرب من 
أمامها لكنه كان اسرع منها.. 
بقى .. 
لم يفعل شيئا 
هما
 



أبطال الروايات اللي لاحسين 
دماغك إنت و بنات الايام دول أحسن مني 
الواحد منهم بيفضل يعذب في البطلة 
لحد ما تقول حقي في رقبتي و بعدين 
تسامحه...إشمعنى انا ..
رمقته بغيظ و هي ترتب شعرها 
قائلة بحنق
حظك وقعك مع واحدة عندها كرامة 
تعمل إيه بقى...دي آخر مرة تشدني شعري 
كده...
فريد بعدم إهتمام و هو يقبل الصغير 
عضت أروى يدها بغيظ ثم إستدارت 
لتحرك نحو الاسفل و هي ټشتم و ټلعن 
الظروف التي جعلتها تتزوج مچنونا 
مثله...
فجأة توقفت في نصف السلم
عندما سمعت صوت ضحكات زين 
الذي كان يلعب مع والده لتتنهد و هي 
تبتسم ببلاهة متمتمة بصوت منخفض
و قد نسيت كل ڠضبها فجأة 
مچنون بس بحبه...اما اروح اكلم ماما 
و البت ألاء وحشوني اوي...و إلا بعد الغداء 
أحسن عشان آخد راحتي..
أكملت سيرها نحو الاسفل لتتفقد على 
لجين و خالتها ثم توجهت نحو المطبخ....
في فيلا سيف....
رمى سيف جسده بتعب على السرير 
بعد أن فشل في جعل عمرو ينام رغم 
محاولاته العديدة...وضعه بجانبه على 
السرير معلنا إستسلامه لتضحك 
سيلين عليه قائلة 
إبنك عنيد جدا طالعلك...
ألقت نظرة على إبنتها التي نامت منذ 
مدة و هي تضيف..إنما القمر الهادي داه
طالعلي طبعا..
مطت ذراعيها بكسل بغية أن تثير غيرة 
سيف..أما اروح انام شوية قبل ما حبيبة 
مامي تصحى..
إنتفض سيف من مكانه و هو يصيح 
بنبرة باكية 
أبوس إيدك أنقذيني المرة دي بس..
الولد
داه مش طبيعي راضع قهوة بدل 
اللبن...عشان خاطري خذي نيميه و انا 
مستعد أنفذلك اي طلب...
رفعت سيلين حاجبيها بلؤم قبل أن 
تحرك رأسها برفض 
خذه لماما و إلا لطنط سميرة..
هز الاخر كتفيه باستسلام و هو يرمق 
الصغير الذي كان لا يزال يلعب بحنق ثم قال 
محدش فيهم قبل ياخذه..
بذراعيه ثم قال..وحشتيني...
رمشت سيلين بعينيها بخجل قبل أن تجيبه
و إنت كمان..
غمزها و هو يقترح..طب ما تنيمي الواد 
داه و تعالي..
تجهمت ملامح وجهها بعد أن كشفت 
خطته لتدفعه بقوة و هي تصرخ 
بقى كده...بتستغلني يا سيف ماشي 
إيه رأيك بقى اصحيلك راسيل كمان 
و أقفل عليك الأوضة و اطلع..
ضړب سيف جانبي رأسه بكفيه و هو 
يدمدم بسخط 
داه انا اللي هسيبلكوا الفيلا و اهج.. 
أنا كان مالي و مال الجواز و الخلفة يا رب أستاهل 
أنا اللي جبته لنفسي...بقى انا رايح ألمانيا 
اتهبب عشان أشتغل اقوم موقع نفسي في 
ورطة...حالا هكلم إيريك مساعده في ألمانيا 
ېحرق مطعم...ابن الكلب باللي فيه..
تدخلت سيلين لتسأله..بتقول حاجة 
يا حبيبي..
إرتبك الاخر قبل أن يضحك ضحكة صفراء 
ثم إلتقط عمرو ليقبله قائلا محاولا تغيير 
الموضوع..لا يا روحي...كنت بفكر 
إمتى تخلصي جامعة و ترجعي تشتغلي 
معايا في الشركة..اصلك بتوحشيني لما 
بتكوني في الجامعة ..
إبتسمت سيلين ثم تناولت منه الصبي 
و هي تقول بحنو 
روح نام شوية و انا هشوف عمرو ماله..
شهق سيف من الفرحة ثم ضمھا نحوه 
و هو ېصرخ غير مصدق 
الله اكبر الله أكبر.. عاشت الستات 
بحبك اوي اوي اوي...
إبتعد عنها بسرعة ثم ركض نحو الباب 
خوفا من أن تغير رأيها..إلتفت إليها 
أغلق الباب وراءه تاركا سيلين تضحك 
عليه..
في فيلا هشام...
و تحديدا في الصالون كانت إنجي تجلس
إلى جانب هشام تتكئ برأسها على صدرها بينما
كان هو يحيط كتفيها بذراعه و في يده الأخرى 
يمسك بكوب القهوة الكبير الذي كانا يتقاسمانه..
كانا يجلسان مقابلا للنافذة الزجاجية الكبيرة 
و يشاهدان رذاذ المطر و هو يبلل البلور تاركا 
أثاره عليه..
ناولها هشام الكوب ثم أمسك بحافة الغطاء الذي 
كانا يتدثران به ليسحبه على كتفها و هو
يقول 
يا ترى يارا بتعمل إيه دلوقتي...
تحدثت إنجي لتجيبه 
اكيد بتلعب مع صالح...بنت المحظوظة 
كل شهر بيجبلها كومة هدايا اكثر من اللي 
جاتلي انا شخصيا طول حياتي...
ضحك هشام قائلا..بتغيري من بنتك..
نفت برأسها مؤكدة..طبعا لا بغير عليك 
إنت بس ..
إبتسم و هو يتطلع فيها بحب 
لسه بتحبيني..
أغمضت عينيها ثم تمتمت بصوت منخفض 
تؤ..بعشقك..
أخذ هشام الكوب من يدها و وضعه جانبا 
ثم هتف..يارا بقى عندها ثلاث سنين 
آن الأوان نجيبلها أخ..
وضعت إنجي يدها على صدره لتبعده
عنها و هي تردف برفض..بس..
قاطعها مؤكدا..البركة في صالح إحنا نجيب و هو بيربي..
ضحكت قائلة..بس هو اكيد هييجي 
يوم و يتجوز و هيرجعلنا العيال.. تخيل 
بقى نبقى زي سيف و سيلين..
زم هشام شفيته مفكرا لبرهة في كلامها 
لكنه ما لبث ان حرك رأسه بنفي و هو يضيف 
لا معتقدش إنه هيتجوز..داه لسه بيحب مراته 
الله يرحمها...و بالنسبة لسيف هو اللي 
رافض يجيب مربية و مصر يهتم بالعيال 
بنفسه...عشان إفتكر نفسه زمان لما تربى
محروم من أمه و ابوه..هما كده رجالة عزالدين 
كلهم معقدين..
تعلقت إنجي برقبته ثم سألته بمرح 
و طب إنت نظامك إيه..
غمزها بخبث و هو يميل عليها هاتفا 
بتسلية..لا أنا حاجة ثانية خالص بس 
الأول نقفل الستار عشان في ناس معانا ها نسيبهم بقى بعض عيب بيزحلقنا إبن الجزمة 
بعد ثلاثة أيام...
في منزل سارة عبدالهادي...
الساعة السابعة صباحا خرجت يارا من غرفتها 
غرفة سارة القديمة إنتقلت إليها بعد أن 
تزوجت سارة و هي تتثاءب.. وجدت 
أم إبراهيم في المطبخ تعد الإفطار..
جلست على الكرسي و هي تضع رأسها على 
الطاولة ثم غمغمت..صباح الخير يا طنط...
ضحكت ام إبراهيم علي مظهرها المشعث 
و شعرها المكنوش قبل أن تجيبها..صباح الخير 
يا حبيبتي...مالك إيه اللي عمل فيكي كده..
هتفت يارا بصوت باك و هي تشكو لها 
الولاد..هيجننوني يا طنط لما كانوا صغيرين 
كانوا زي العسل بس دلوقتي كبروا مبقتش 
قادرة أسيطر عليهم تصوري سليم إمبارح نام 
الساعة إحداشر و بالعافية كمان...من كثر ما نرفزني كنت هضربه..
وضعت أم إبراهيم أمامها كوب القهوة لتستنشق
يارا رائحته التي أشعرتها بالإنتعاش 
تسلم إيديكي يا طنط..
أم إبراهيم بالهنا والشفا يا حبيبتي..كنتي صحيتيني إمبارح عشان أساعدك..رواية بقلمي ياسمين عزيز
يارا برفض..مهانش عليا اتعبك...كفاية عليكي 
طول اليوم زعيق
و خناق..اوووف انا تعبت 
و بفكر أجيب ناني..
قطبت أم إبراهيم جبينها بعدم فهم لتشرح لها
يارا اكثر..أقصد واحدة تساعدني عليهم...على
الاقل بالنهار..
أم إبراهيم بعدم رضا 
واحدة تساعدك...و دي هتجيبيها منين 
يا ختي بلا دلع ما أنا قدامك اهو مربية ثلاث 
بنات لوحدي و لا كان معايا حد بيساعدني
لا بالليل و لا بالنهار...
يارا بتعب..ربنا يديكي الصحة و طول العمر 
انت ست قوية و مفيش زيك إنما أنا....
أم إبراهيم و هي تضع باقي الأطباق على 
الطاولة..إرمي حمولك على ربنا كلها سنة و إلا 
إثنين و العيال يخشوا المدرسة..يعني كبروا 
و ادينا معاكي انا و مليكة و البت سهى كمان..
اه بالحق سارة كلمتني إمبارح و قالت إنها 
عزماكي عالغدا برا...
حركت يارا يدها في الهواء بلامبالاة و هي تجيبها 
غدا إيه بس هو انا لاقية وقت اسرح شعري..
ضحكت أم إبراهيم عليها ثم قالت 
متقلقيش انا كلمت البت تهاني و هي 
هتيجي تقعد معايا...ما إنت عارفاها بټموت في 
سليم و ريان قد إيه..و اهي فرصة تخرجي 
شوية داه إنت من يوم ما جيتي عندنا مخرجتيش 
غير للدكتورة حتى الولاد سارة هي الي بتاخذهم 
تفسحهم..
أومأت لها يارا بالايجاب فهي فعلا محقة 
في كل ما قالته..لقد نسيت شكل 
الشوارع و العالم في الخارج بعد أن حبست 
نفسها في الشقة و لم تكن تخرج إلا قليلا 
جدا للضرورة...حتى صغارها حرمتهم ان يعيشوا
حياة طبيعية كسائر الأطفال...
تحدثت بعد طول تفكير مقررة 
لا أنا هاخذ الاولاد معايا...
شجعتها ام إبراهيم بفرحة 
اهو داه الكلام...لحد إمتى هتفضلي 
ډافنة نفسك بالحياة اخرجي و تمتعي 
بحياتك إنت لسه صغيرة و من حقك تعيشي..
إبتسمت لها يارا بحب و هي تقول 
حاضر يا طنط..هعمل كل اللي تقوليلي 
عليه...و بالمرة اعدي على فيلة بابا أصلهم 
وحشوني اوي المرة اللي فاتت إستنيت قدام
الفيلا ييجي ساعتين و محدش فيهم خرج..
أم إبراهيم بشفقة عليها..إن شاء الله المرة دي 
هتشوفيهم..
يارا تعودت ان تمر على فيلا والدها بالتاكسي
و تقعد تستنى عشان تشوف اي حد فيهم 
من غير ما يشوفوها عشان تطمن عليهم من 
بعيد عشان لسه خاېفة من صالح و آدم لحسن 
يكونوا مراقبين البيت عشان كده

محبتش تعرض 
عيلتها للخطړ لكن بعد جواز سارة من أمير 
قدرت تسمع عنهم أخبار كثيرة
زي انهم خرجوا 
من القصر و إن آدم سافر بقاله أربع سنين 
و لسه مرجعش طبعا مفيش حد يعرف انه ماټ 
غير سيف و صالح و سعدية
الفصل الثاني و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
وقفت يارا من مكانها لتنعم بحمام ساخن
ثم دلفت غرفتها حتى ترتدي ملابسها و تطمئن
على الأطفال اللذين وجدتهم لازالوا يغطون في
النوم...
إرتدت فستانا شتويا اللون الأزرق الغامق و فوقه 
حجاب أحمر داكن...إكتفت بوضع القليل من 
خافي الهالات السوداء تحت عينيها و ملمع 
شفاه شفاف..
إنتهت من إرتداء حذاءها المسطح ثم وقفت 
أمام مرآة خزانتها الصغيرة حتى تلقي نظرة 
اخيرة على طلتها..ضحكت بسخرية 
و
هي تتذكر في الماضي كيف كانت ترتدي 
أفخم الملابس و الاحذية عكس الآن
حيث أصبحت ترتدي اول شيئ تقع 
عليه عيناها ..
أفاقت من تخيلاتها عندما شعرت 
بأن أحد الطفلين يتململ في نومه 
و يبدو أنه سيصحو قريبا..
خطفت حقيبتها و هرعت نحو الخارج 
لتجد ام إبراهيم لازالت في المطبخ 
تتناول طعام الإفطار مع بناتها...
ألقت عليهن تحية الصباح ثم قالت 
أنا طالعة دلوقتي...لو سمحتي يا طنط 
خلي بالك من الأولاد هما شوية و هيصحوا..
أجابتها أم إبراهيم و هي تترشف كوب الشاي 
الخاص بها 
متقلقيش عليهم...انا هقوم اشوفهم حالا..
أشارت لها يارا بيدها ليترقفها و هي تقول 
متتعبيش نفسك.. خليكي قاعدة كملي
فطارك و هما لما يصحوا هيبقوا يطلعوا لوحدهم 
عاوزين حاجة قبل ما أخرج...
هتفت مليكة بحماس..ايوا عاوزة شكلاطة 
من نفس المحل الفخم الذي يحضر منه فريد 
الشكلاطة لاروى و لجين...
ڼهرتها ام إبراهيم..عيب يا بت...البتاعة
دي غالية اوي و يارا كل أسبوع بتجيبلكوا
منها..
ضحكت يارا قائلة 
حاضي يا ست ملوكة تأمري بحاجة 
ثانية ..
أرسلت لها الفتاة قبلة في الهواء ثم همست 
لها بصوت خاڤت لوف يو...
إبتسمت لها يارا ثم إستدارت لتخرج.. فتحت 
الباب لتعترضها تهاني تلهث بسبب ركضها 
على الدرج...
تهاني..صباح الخير يا جولي..إنت طالعة
يارا بضحك فمنذ اول مرة رأتها فيها و هي 
تناديها جولي نسبة لانجلينا جولي..
ايوا رايحة عند سارة ..
تهللت أسارير تهاني لتردف بمزاح
كفارة يا شيخة أخيرا قررتي تطلعي من 
السچن...بقلك إيه إتبسطي على قد ما تقدري 
و لا يهمك في العيال انا هخلي بالي 
منهم هما فين وحشوني..واد يا ريان.. سلومة 
إنتوا فين يا أولاد..
قهقهت يارا ثم أكملت
طريقها نحو الاسفل 
بينما إعترضت ام إبراهيم تهاني حتى تسكتها 
حتى لا يستيقظ الأطفال بسبب صوتها العالي...
بعد أكثر ساعة كانت يارا تجلس في إحدى سيارات الاجرى أمام فيلة والدها تنتظر ان يخرج أي 
منهم....سمعت صوت السائق يتأفف بملل 
قبل أن بتحدث بصوته المزعج ليسألها للمرة الالف 
إحنا هنقعد هنا كثير يا أبلةمش هنتحرك ..
لم تجبه يارا بل كانت مشغولة بالنظر نحو 
بوابة الفيلا التي فتحت فجأة و خرجت منها 
سيارة شقيقها ريان...دققت النظر في ملامحه
التي لم تتغير كثيرا فمازال شقيقها وسيما 
كما تركته منذ أربعة سنوات...
تنهدت بحزن و هي تكتم رغبتها في الخروج من 
التاكسي و الركض نحوه حتى تحتضنه 
و تخبره كم إشتاقت له و أنها فضلت البقاء 
بعيدة حتى عنهم حتى لا تؤذيهم....
كانت سارة هي من تنقل لها أخبارهم 
و قد اعلمتها مؤخرا ان والديها قد عادا
لبعضهما و ان والدتها ميرفت لم تعد 
تخرج كثيرا من الفيلا و قطعت كل علاقاتها 
مع معارفها القدامى...و كم لامت يارا
نفسها 
فقد إعتقدت انها هي السبب فالجميع 
طبعا سوف يسألونها عن سبب غياب إبنتها 
لذلك فضلت سجن نفسها هي الأخرى 
لكن الحقيقة كانت عكس ذلك فميرفت 
تغيرت كثيرا بعد حاډثة إختفاء يارا 
و عرفت اخيرا معنى الحياة حيث 
كرست نفسها للاهتمام بزوجها و إبنها 
الذي تبقى لها و قد ساندها ماجد زوجها 
في ذلك حتى أنهما ذهبا
 



للحج اكثر من 
مرة و قامت بتأسيس جمعية باسم 
إبنتها و باعت جميع ملابسها الثمينة 
و مجوهراتها و تصدقت بها...
مسحت دموعها ثم أشارت للسائق ان يتحرك 
و الذي تمتم بضيق..الحمد لله..إفتكرت 
هنقعد واقفين هنا للمغرب..
أغمضت يارا عينيها پغضب فما كان ينقصها في هذه اللحظة هو هذا المزعج الذي لم يتوقف عن 
إستفزازها منذ أن ركبت سيارته...
إستجمعت باقي تركيزها ثم هدرت فيه پعنف
تماما كما كانت تفعل سارة أو تهاني و باقي 
نسوان الحارة إذا ضايقها أحدهم 
جرا إيه يا خويا ما تتلم بقى مش معنى
إني ساكتالك من الصبح يبقى خلاص هتسوق 
فيها هو إنت يعني كنت واقف بالعربية
الخردة بتاعتك دي بلاش ما إنت هتاخد فلوسك 
على داير مليم يبقى تعمل اللي بقلك عليه 
و إنت ساكت مش دي شغلتك..تمشي توقف 
ملكش فيك و يلا أوقف على جنب و
نزلي
صوتك جابلي صداع...جتك القرف ..
توقف التاكسي لترمي له بعض النقود و هي 
مازلت تشتمه ثم أوقفت سيارة اجرى أخرى
لتوصلها إلى المطعم المنشود...
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر 
و النصف عندما وصلت يارا و التي حالما 
رأت أناقة المكان ندمت جدا على 
إختيارها لهذه الملابس البسيطة التي 
كانت ترتديها...تأففت و هي ترتب حجابها 
و لم تنتبه لتلك السيارة الفاخرة التي 
مرت بجانبها مما جعلها تنتفض بفزع
لقد كانت قريبة منها جدا و لو أنها لم تتفطن
لها في آخر لحظة لكانت دهستها...
توقفت السيارة لتخرج منها رباب صديقة
سارة و هي تتفقدها بلهفة قائلة 
يارا حبيبتي إنت كويسة..أنا آسفة 
و الله وسام ميقصدش بس انا و هو 
كنا پنتخانق في العربية عشان كده 
منتبهناش...إنت كويسة صح
ضمتها إليها و هي تبكي لتضحك يارا 
عليها فرباب دائما هكذا حساسة و دموعها 
قريبة جدا...سمعت صوت وسام المتذمر
و هو يخرج رأسه من نافذة السيارة 
عجبك كده ياختي اهي آخرة زنك..قربنا 
نقتل البت و نيتم عيالها..منك لله يا شيخة 
كنتي هتخليني أرتكب چريمة ..
شهقت رباب التي صدقت كلامه كعادتها 
لټنفجر بالبكاء مما جعل يارا تهدأها و هي 
ټشتم وسام..حرام عليك مراتك حامل..
إمتى هتبطل هزارك السخيف داه خلاص 
يا روبي كفاية عياط ما إنت عارفة جوزك 
و عمايله..إحنا ندخل جوا و نحكي لسارة 
و هي هتخلي أمير يعمل منه كفتة عشان 
يبطل غلاسة...
تحدثت رباب من بين شهقاتها قائلة 
بس هو بيتكلم جد انا كنت بتخانق
معاه عشان إسم البيبي عاوزة أسميه 
مهيار و إلا ساجي...بس هو رفض..وقال إني 
جايبة الاسامي دي من المتحف ..
حرك وسام السيارة ليركنها في مكان مناسب
بعيد عن الطريق ثم عاد ليجد يارا مازلت 
تحاول تهدأة رباب...ليضحك قائلا 
خلاص بقى يا حبيبتي هي نافورة الدموع 
لسه شغالة عندك...
رمقته يارا بيأس ليلوي شفتيه بملل ثم
يجذب زوجته نحوه و يهمس لها بعدة 
كلمات جعلتها تتوقف عن البكاء فورا 
و تبتسم له...
إستدار نحو يارا و هو يراقص حاجبيه
بانتصار لټضرب الأخرى كفيها بيأس 
و تتمتم بغيض 
شوف البت بكلمتين منه جابها الأرض 
أنا الغلطانة عشان بتدخل بينكوا
رغم إن سارة حذرتني كثير..يا خاېنة ..
إلتفت لها وسام هامسا بمزاح 
لو سمحتي...متقوليش كده على ام 
ناجي ...
ضړبته رباب على كتفه هاتفة باحتجاج 
ساجي مش ناجي...
تذمر
وسام و هو يصعد درجات المطعم
بينما كانت يارا تتبعهما 
ااه إيدك ثقيلة يا حبيبتي هو إنت بقيتي
بتتدربي مع صاحبتك...
علقت من خلفه يارا على غباءه 
هتتدرب تايكواندو إزاي و هي حامل ...
ضحكت رباب بصوت عال بينما دمدم وسام
بإنزعاج مصطنع فهو دائما هكذا شخصيته 
مرحة و يمازح الجميع..
توقف عن السير فجأة و هو يضرب جبينه 
بكفه دلاله على نسيانه لشيئ ما ليهتف على الفور 
حبيبتي أنا نسيت موبايلي في العربية 
ممكن تدخلي إنت و مدام يارا و انا هبقى أحصلكوا
أوام مش هتأخر عليكوا....
سألته رباب..طب هي سارة جوا..
اجابها على الفور..ايوا هي و أمير..
الشخصيات دول أبطال رواية هي و الأمير
تابعت يارا و رباب طريقهما إلى الداخل 
بينما عاد وسام بخطوات مسرعة نحو سيارته..
قبل نصف ساعة في المقر الرئيسي لشركات 
صالح عزالدين..
دلفت مها السكرتيرة مكتب صالح بعد أن 
طرقت الباب طبعا فلو لم تفعل ذلك لكانت الان 
مطرودة...
كانت تسير و هي تخفض رأسها بسبب أوامر 
مديرها الصارمة فأي موظفة تعمل في شركته 
يشترط أن ترتدي ملابس محتشمة و أن لا تنظر 
إليه و هي تحدثه...محدش يسألني ليه عشان انا نفسي معرفش الظاهر إنه خلاص تجنن .
وضعت بعض الملفات أمامه ثم قالت بنبرة 
عملية..حضرتك فاضل نص ساعة على الاجتماع 
مع شركة ال
همهم صالح و هو يقف من مكانه ليأخذ متعلقاته
الشخصية ثم قال 
خلي ناجي يجهز العربية و قولي لمحمود مساعده 
يحصلني حالا..
مها..باشمهندس محمود مستني حضرتك برا ..
أشار لها صالح أن تخرج ثم أخذ حقيبته 
التي تحتوي على ملفات الصفقة التي كان 
يراجعها...
توقفت السيارات الخاصة به و بالحراسة التابعة
له أمام المطعم الذي سيجري فيه الاجتماع 
الذي إختاره مدير الشركة الأخرى...
نزل صالح و بجانبه محمود بينما اشار للحرس 
أن يلتحقوا به لكن شرط أن يظلوا بعيدين عنه 
حتى لا يجلب الانظار...في نفس اللحظة 
كان وسام قد أنهى مكالمته مع أمير الذي
هاتفه ليسأل عنه فهو قد تأخر بسبب إنشغاله
في البحث عن هاتفه الذي سقط تحت كرسي 
السيارة....
نزع نظارته حتى يتأكد من أن من يسير أمامه 
هو نفسه صالح عزالدين الذي لم يره منذ 
أشهر طويلة..ثم نادى عليه حتى ينتبه له 
صالح عزالدين و إلا أنا متهيألي ..
إلتفت نحوه صالح ليبتسم تلقائيا
عندما عرف 
هويته...رفع يده ليوقف الحرس الذين
تقدموا حتى يمنعوا وسام من الاقتراب منه
قبل أن يجيبه..وسام العراقي..شكو ماكو..
صافحه بحرارة قبل أن يضيف 
إزيك بقالي كثير مشفتكش...
وسام 
الحمد لله أخبارك إيه 
أومأ له صالح باقتضاب ثم سأله 
تمام...أمير عامل إيه لسه بتشتغلوا مع 
بعض ..
وسام بإيجاب..أيوا...هو جوا على فكرة 
تعالى سلم عليه ..
صالح بتردد..جيتوا لوحدكوا..
وسام بنفي ..لا معانا زوجاتنا....
ضحك و هو يسأله..بتقولوها إزاي بالمصري
شاركه صالح الضحك معلقا 
بقالك سنين في مصر و لسه متعلمتش..
وسام..لهجتكوا حلوة بس صعبة اوي 
المهم أمير معاه سارة مراته و انا معايا 
مراتي و معانا قريبة سارة إسمها يارا ..
خفق قلب صالح عند سماعه لذلك الاسم 
المحبب إليه...جاهد حتى يبدو طبيعيا 
و لحسن حظه ان وسام لم ينتبه لخطأه.. 
تنحنح حتى يجلي صوته ثم هتف معتذرا
هبقى اسلم عليه بعدين انا دلوقتي 
عندي إجتماع مهم و لازم امشي...
رمقه وسام بضيق مصطنع ثم قال 
يعني الشغل أهم من اصحابك اللي 
مشفتهمش بقالك شهور..ياعم 
هما خمس دقائق مش اكثر..
غمزه بشقاوة و هو يضيف..عاوز أعرفك
على صاحبة سارة...انا متأكد إنها هتعجبك 
يلا متبقاش قفل كده تعالى ..
جره رغما عنه ليكلف صالح بتولي 
الاجتماع و هو سيلحق به لاحقا فهو يعلم
أن المچنون وسام لن يدعه و شأنه حتى 
ينفذ ما في رأسه...
رفع صالح رأسه حيث أشار له وسام 
ليرى أمير الذي كان لا يزال يمسك 
بهاتفه و إلى جانبه زوجته سارة 
التي كانت منشغلة بتصفح المنيو..
لقد رآها بضع مرات و في كل مرة 
يتعجب من نظراتها الحاړقة نحوه 
و كأنه قتل لها عزيزا عليها..حتى أنه 
سأل وسام اكثر من مرة لكن الاخير 
كان دائما يخبره أن شخصيتها صعبة 
قليلا و تكره الغرباء...
هتف وسام قبل أن يصل إليهم حتى 
ينبههم
ميرو..بص مين معايا..
رفع أمير رأسه نحوه و هو يبتسم 
لكن إبتسامته ماټت على شفته حالما 
رأى صالح أمامه..وجهه شحب فجأة 
و بصره إنتقل تلقائيا نحو يارا التي كانت 
تجلس مقابلا لزوجته...
سارة أيضا لم تكن أحسن حال منه الصدمة 
ألجمتها و لم تستطع ان أن تنبه يارا التي لم تر صالح بعد..
لاحظ صالح صدمة الجميع مما جعله يشعر 
بالغرابة ألهذه الدرجة وجوده غير مرغوب 
فيه أم انه يهيئ له ذلك...
اكمل وسام حديثه معلنا 
صالح عزالدين..مفاجأة مش كده ..
توتر
أمير الذي شعر بجفاف حلقه 
فجأة.. جاهد حتى يستطيع الوقوف من
مكانه ليسلم عليه و يرحب به 
اه فعلا أهلا وسهلا...
مد صالح

يده حتى يصافحه لكنه توقف 
بعد أن لمح تلك العيون المألوفة التي 
كانت تنظر له بفزع و كأنه وحش ظهر 
فجأة...
إلتفت إلى جانبه و كانت الصدمة عيناه 
توسعتا حتى كادتا تخرجان من محجريهما
بعد أن وقع بصره عليها.. جسده حرفيا شل 
عن الحركة و قلبه توقف عن النبض بينما إختفت 
الأصوات و البشر من حوله و لم يعد يرى 
سواها..
لا يدري كيف إستطاع أخيرا تحريك لسانه 
لينطق بإسمها دون صوت ..يارا..مستحيل...
قدميه عجزنا عن حمله ليرتد جسده قليلا 
إلى الخلف و لو لا وسام الذي أسنده لسقط 
أرضا...
عيناه إنتقلتا تلقائيا نحو أمير ليرمقه 
بنظرات عتاب ليشيح الاخر بوجهه خجلا 
منه...قبل أن يعود من جديد و ينظر نحو
يارا
التي يبدو أنها تمالكت نفسها بسرعة 
عكسه هو و اخذت حقيبتها و هربت من 
أمامه....
تملكه ڠضب چنوني ليدفع وسام عنه و ېصرخ
بأعلى صوته مهددا إياه 
حسابنا بعدين يا إبن الخطيب...
ركض هو الاخر ليلحق بها و هو يستل هاتفه 
من جيبه حتى يهاتف ناجي ليحضر السيارة 
في الحال...
خرج من باب المطعم ليجدها تشير نحو سيارة 
تاكسي و هي تلتفت بهلع حولها و ما إن رأته 
حتى تقدمت نحو الطريق ليتراجع صالح إلى 
الخلف و يشير لها بيديه ان تهدأ و أن لن 
يوقفها....
ركبت يارا سيارة أجرى بينما كانت عيناها لا تزالان
تراقبان تحركاته و ما إن غابت قليلا حتى 
ركض صالح نحو السيارة ليقودها بنفسه 
و يلحقها..
حتى أنه حفظ الرقم الإداري للسيارة حتى لا تضيع 
عليه...قلبه كان يدق بسرعة و لم يستطع 
كبح جماح دموعه.. مشاعر مختلفة كان تتصارع
بداخله أغلبها كانت السعادة و الخۏف
خاصة بعد ردة فعلها من رؤيته...
عيناه كانتا مثبتتان على السيارة أمامه حتى أنه 
لم برمش بينما يداه تسللت داخل جيبه 
ليخرج هاتفه حتى يتصل بسيف الذي لم 
يطل حتى اجابه بلهفة
قبلت تأخذ عمرو عندك الاسبوع داه صح..
ضحك صالح من بين دموعه بعد أن تذكر 
معاناته مع طفله ليجيبه بصوت مرتعش
سيف..تعالى أنا عاوزك...
نفخ سيف بضيق ففي كل سنة في ذكرى ۏفاة 
يارا يهاتفه و هو يبكي و يشكو له من فقدانها
لكنه صدم بعد أن
أكمل صالح حديثه 
أنا لقيت يارا..لقيت مراتي..
إستقام سيف من مقعده ليهتف بحدة
بعد سمعه صوت بكاءه فقد ظن انه جن 
صالح إنت كويس..إنت فين قلي ..
صالح بصوت مرتعش 
مش عارف.. كلم ناجي هو ورايا..
إنقطع الخط ليجن جنون سيف الذي ركض 
بسرعة مغادرا مكتبه و هو يهاتف ناجي 
حتى يطمئن على إبن عمه....
توقفت سيارة الأجري أمام العمارة لتنزل يارا 
و تركض للداخل و هي تولول على نفسها 
يا نهار إسود انا إنتهيت خلاص هيقتلني..
أنا لازم آخد العيال و اهرب من هنا قبل ما 
يلاقيني...
طرفت الباب بقوة و هي تلتفت وراءها بينما 
كان قلبها يكاد يقفز خارج قفصها الصدري من 
شدة رعبها و هي تتذكر ملامح صالح أمامها 
لازال كما هو لم يتغير لكن جسده أصبح 
أضخم قليلا من قبل و عضلاته بارزة 
بشكل أوضح...حجمه يشبه تمام أمير 
زوج سارة..
نفت تلك الأفكار التافهة من عقلها و هي تندفع 
خارجا بعد أن فتحت لها تهاني الباب..
دلفت يارا و هي تغلقه بإحكام وراءها و تستند 
بظهرها عليه مما جعل تهاني تتساءل 
مالك يا بت وشك مقلوب و اصفر زي ما يكون 
شفتي عفريت...حد عاكسك تحت..
نفت يارا برأسها و هي تستجمع أنفاسها 
لا...جوزي شافني..
شهقت تهاني و هي ټضرب
صدرها پعنف 
إيه يا لهوي...إنت بتتكلمي جد يعني 
يوم قررتي تطلعي لقيتيه قدامك...
مصمصت شفتيها بحركة شعبية قبل ان
تضيف..جات الحزينة تفرح...
أزاحتها يارا من أمامها و هي تركض من 
جديد نحو غرفتها لتجمع الأوراق المهمة 
الخاصة بها هي و الطفلين و ضعتهم باهمال 
في حقيبتها ثم إتجهت نحو المطبخ حيث 
وجدت ام إبراهيم تطعم الطفلين...
سحبتهما من يديهما
 



و هي تقول بإيجاز 
أنا آسفة يا طنط بس انا لازم امشي 
دلوقتي مش عاوزة اعرضكوا للخطړ...
وضعت أم إبراهيم الملعقة من يدها 
هاتفة بهلع هي الأخرى..خطړ إيه 
يا بنتي كفاللة الشړ..
أسرعت يارا نحو الباب و هي تجيبها 
دون أن تلتفت إليها 
تهاني هتحكيلك كل حاجة..هبقى 
اكلمك عشان اطمن عليكي.. سلام ..
نزلت الدرج بتأن و هي تمسك بيدي صغيريها
بينما نظراتها كانت تسبق خطواتها و هي تتمنى 
من كل قلبها ان لا يظهر أمامها...
أمام المطعم بعد أن غادر صالح بدقائق قليلة...
صاحت سارة في وجه وسام تلومه پغضب 
عارم 
إنت مين
قالك إن إحنا عاوزين 
نشوف البني آدم داه..منك لله بوزت كل حاجة ..
نظر وسام نحو أمير الذي كان صامتا يفكر 
في نظرات صالح المليئة باللوم و العتاب 
مستفهما
هو إيه اللي بيحصل بالضبط انا مش فاهم 
حاجة..
تحدث أمير بصوت اجش ليقطع صمته اخيرا 
يارا هي نفسها مرات صالح اللي إختفت
من أربع سنين..
زفر وسام بصوت مسموع بعد أن أصبحت الأمور 
واضحة أمامه...لكنه ما لبث ان إستدرك 
طيب كويس إنه لقاها و إنتوا كنتوا مخبيين
عليه ليه
تحدث أمير قبل أن يتجه نحو سيارته 
مش وقته الكلام داه..لازم نلحقهم 
دلوقتي...
كان صالح يقف بسيارته أمام العمارة 
القديمة التي رأى يارا تدخلها منذ قليل 
الان علم لما جميع المخبرين الذين كلفهم
بالبحث عنها فشلوا في إيجادها فهم لم يتوقعوا
أن تكون مختبأة في أحد الحارات الشعبية..
سيارة الحرس الخاص به أيضا توقفت 
وراء سيارته منتظرين اوامره و بعد دقائق 
قليلة وصل أمير و سارة و بعدهم وسام 
و رباب...ثم سيف...كلهم وصلوا في نفس الوقت 
تفصلهم ثوان قليلة فقط..
حرفيا أصبحت واجهة العمارة تعج بالسيارات 
مما جعل اهل الحارة يخرجون من بيوتهم 
و محلاتهم حتى يروا ما يحصل..
نزلت سارة من السيارة بسرعة و ركضت حتى 
تنبه يارا بوجود زوجها لكنها تفاجأت بها تخرج 
من مدخل العمارة ممسكة بالصغيرين..
شهقت يارا و تراجعت إلى الوراء و هي تحدق
بصف السيارات الذي إعترض طريقها 
و أقربهم كانت سيارة صالح..
و قبل أن يعطي عقلها الإشارة لباقي حواسها 
حتى تعود أدراجها كان صالح أسرع منها 
ليقبض على ذراعها و يجذبها نحوه قائلا 
رايحة فين
الفصل الثالث و الثلاثون من رواية هوس من أول نظرة الجزء الثاني
نحوها و الذين تشبثا بها پخوف بعد أن رصدت
أعينهم الصغيرة تلك السيارات الكبيرة و الرجال 
الضخام ذوي الملابس السوداء اللذين كانوا
يحيطون بهذا العملاق الغريب و يسدون مدخل 
العمارة ...
صړخت يارا و هي ترمق صالح پغضب
شديد كانت كلبؤة شرسة تدافع عن صغارها
شيل إيدك و إوعى تقرب مني.....
تراجع صالح إلى الخلف و هو يرفع كفيه
إلى الأعلى باستسلام و عيناه مثبتتان عليها
و على تفاصيلها التي إشتاق إليها پجنون..
تحدث بصوت حاول أن يكون هادئا بينما كان
يجاهد حتى يسيطر على نفسه كي لا يتقدم 
نحوها و يأخذها في عناق ساحق ليعوض كل 
السنوات التي حرم منها 
يارا تعالي..أنا مش هاذيكي انا بس عاوز 
أتكلم معاكي...أرجوكي مټخافيش مني ..
كانت يارا تنظر باتجاهه و تحديدا وراءه 
صدرها كان يعلو و يهبط من شدة الخۏف 
تستمع لصړاخ سارة و أمير و الآخرون اللذين
يحاولون تجاوز حراس صالح دون فائدة..
علت الضوضاء و عم الهرج و المرج تجمع 
نصف سكان الحارة أمام العمارة.. 
تساقطت دموعها بعجز و هي تزيد من إحتضان 
الصغيرين إليها و اللذين لم يتبه صالح لوجودهما
حتى الآن...راقبت بصمت سيف الذي سمح
له ناجي بالمرور متجها نحوها و هو يرمقها بعيون 
مذهولة توقف أمامها ليهمس بعدم تصديق 
إنت بجد يارا..
إلتفت نحو صالح الذي أمسكه من ذراعه پعنف 
حتى يبعده من أمامه لأنه حجبها عن مرمى بصره 
متمتما من جديد 
هي إيه الحكاية..دي يارا بجد و إلا واحدة
شبهها...
أزاحه صالح و هو يتقدم حتى أصبح هو الاخر 
أمامها مباشرة مما جعلها تنكمش على نفسها 
اكثر...و كم آلمه ذلك بشدة فآخر شيئ كان يريده 
هو أن تخشاه..
تحدث برقة و هو يبتسم لها 
إحنا لازم نمشي من هنا..الناس كلها بتبص
علينا يارا..أنا مش هأذيكي و الله انا تغيرت 
اوي و لو عاوزة تتأكدي إسألي سيف.. 
ضړب سيف على ظهره حتى يتدخل و يساعده
في إقناعها ليتأوه الاخر هاتفا بضيق 
يا عم بالراحة..اه فعلا هو تغير كل حاجة 
فيه تغيرت إلا إيده...بس إحنا فعلا لازم نروح
من هنا..تعالي معايا و...مين دول ..
قطب جبينه بغرابة عندما وقع بصره فجأة 
على الصغيرين اللذين كانا يبكيان بصمت..
تبادل سيف نظرات مبهمة مع صالح الذي
سقط على ركبتيه فجأة و هو يشهق بقوة 
ثم مد يده لمسح على رأس أحدهما قبل 
أن يسأله 
مين فيكوا سليم...
أخفى الصغير وجهه في ملابس والدته
بينما رفع صالح عيناه نحو هاتفا بصوت 
مخټنق 
دول عيالي يا سيف...أنا مش مصدق ..
خلف يارا و تحديدا على الدرج كانت أم إبراهيم 
تنزل السلم بخطوات بطيئة و هي تجاهد ان لا تقع 
كانت تمسك بيدها عصا المكنسة التي لم تجد 
غيرها كسلاح في شقتها الآمنة.. 
حدقت في المشهد أمامها پذعر و بسرعة إلتقطت 
عيناها إبنتها سارة اللتي كانت لا تزال تحاول 
المرور من حاجز الحرس بينما كان أمير 
منها..
رأتها تصرخ و تشير إليها نحو يارا لتحول
بصرها حيث أشارت...إستندت على عصا 
المكنسة و هي تسرع نحوها لتجدها تبكي 
بصمت هي و أطفالها و أمام ذلك الرجل الضخم
الذي بدا وجهه مألوف لها..
لم تنتظر كثيرا لترفع العصا إلى الأعلى 
و هي تنوي ضړب صالح بها بعد أن تذكرت 
أنه هو نفسه
زوجها الذي هربت منه....إعترض 
طريقها أحد الحرس ليأخذ منها العصا لكنها 
صړخت في وجهه تدفعه 
إنتوا عاوزين إيه من بنتي..سيبوها في حالها ..
رمقها صالح بنظرة سريعة لا مبالية و عاد ليهتم 
بالصغيرين و والدتهم بينما إلتفت نحوها سيف 
ليوقفها 
يا حاجة لو سمحتي إحنا مش جايين نعمل 
مشاكل هنا...إحنا جايين نرجع يارا لجوزها 
و عيلتها...
تلوت أم إبراهيم و هي تدفع الحارس الذي 
أشار له سيف بتركها ثم صاحت من جديد 
بس هي هربت منه زمان و مش عايزة 
ترجعله خليه يطلقها و يسيبها في حالها 
هو بالعافية...إوعى من قدامي خليني أطمن على 
البت اللي محجوزة هناك على الحيط زي 
الفرخة و عيالها...
كتم سيف ضحكته على هذه السيدة البدينة
ثم إنزاح من طريقها لتندفع نحو يارا التي 
تشبثت بها حالما رأتها أمامها و هي تتمتم بړعب 
متسيبنيش يا طنط داه عاوز ياخذني من هنا
بالعافية عشان يحبسني من ثاني زي زمان...
طبطبت أم إبراهيم علي ظهرها لتطمئنها و هي 
ترمق صالح بغل 
مټخافيش يا حبيبتي..طول ما أنا عايشة أنا مش هخلي حد يمس شعرة منك.. 
وجهت حديثها نحو صالح و هي تلاحظ 
الحشد في الخارج 
بقلك إيه يا إسمك إيه أنا هاخذ بالبنت 
على شقتي فوق و إنت حصلني.. إنت و اللي 
معاك عشان مينفعش نفضل كده فرجة 
للي رايح و اللي جاي..
إنتفض صالح من مكانه يشير لها برفض 
و لهفة 
إنت هتاخديها على فين 
مصمصت أم إبراهيم شفتيها بعدم
رضا و هي تعلق 
شوف الراجل اللي يشوفه متدهول عليها 
كده ميقولش إني دي هي نفسها اللي كان 
موريها الويل..هاخذها شقتي يا عنيا 
متخافش مش ههرب بيها و مش هتقدر تأخذها 
كمان..داه انا بإشارة واحدة مني بس و محدش 
هيطلع منكوا من هنا سليم....ها قلت إيه 
نتفاهم بالمعقول و إلا نقلبها خناقة ..
قلب سيف عينيه بملل قبل أن يتولى 
إجابتها 
لا إحنا عاوزين نتفاهم بالمعقول 
بس مش عشان خايفين من حضرتك 
لا عشان يارا و العيال...مش كده يا صالح 
همس مستدركا قال بإشارة مني قال...
نفض
صالح ملابسه و قد إستعاد ثباته و رباطة 
جأشه ثم إلتفت نحو ناجي ليخبره أن ينتظره في 
السيارات خارجا بعدها إلتفت نحو أم إبراهيم 
يحدثها قائلا 
ممكن نعرف مين حضرتك 
أم إبراهيم و هي تنظر له بثبات 
يارا كانت عندي طول السنين اللي فاتت
و انا بعتبرها زي بنتي و مسؤولة عنها ...
ما إن تحرك رجال

صالح نحو السيارات حتى
إندفعت سارة و أمير و وراءهم رباب ووسام
الذي كان يحاول الاعتناء زوجته الحامل
و التي لا تكف عن الحركة رغم خجله 
الشديد من فعلته.....
هدرت سارة بقوة و هي تسأل 
يارا إنت كويسة
أومأت لها الأخرى و هي تبتعد عن
أم إبراهيم لتتفقد ريان و سليم...
أشاح أمير وجهه للجهة الأخرى بصمت
عندما إلتفت عيناه بخاصتي صالح
الذي كان يوجه له نظرات اللوم و العتاب
قبل أن يسأله 
داه انا كنت بمۏت قدامك..يا خسارة ياصاحبي ...
إندفعت سارة لتجيبه مكان زوجها 
إنت مش من حقك تلوم أي
حد..
إحنا عملنا كده عشان ننقذها منك و من إبن
عمك...لو مخبيناهاش كان زمانها مېتة هي
و عيالها...
تدخل سيف حتى يمنع شجارهما فهو يعرف 
سارة متهورة 
خلاص بقى الناس بتتفرج علينا...انا بقول 
خلينا كلنا نروح البيت عندي و نتفاهم..
أم إبراهيم برفض فكلام سيف لم يعجبها ..شقتي فوق و إلا هي مش قد مقام البهاوات ..
سيف و هو يحاول إستجماع ما بقي من 
صبره الذي بدأ ينفذ من هذه السيدة 
حضرتك ليه حاسس إنك واخذة موقف 
عدائي مننا..
رمقته ام إبراهيم بطرف عينيها و هي 
تحيط كتف يارا بذراعها بينما دفعت الطفلين أمامها برفق 
إنت لسه هتحس..بقلك الناس بتتفرج 
علينا و سيرتنا هتبقى على كل لسان..
مسح سيف وجهه پعنف و هو يتمتم بصوت 
منخفض جدا 
أستفغر الله العظيم يا رب...لالا الست 
دي مش هيقدر يغلبها غير كلاوس...هو فين 
الواطي ملحقنيش ليه..
ضيق عينيه مستدركا لوهلة قبل أن يتذكر 
انه قد أرسله للفيلا ليأخذ زين لموعد التطعيم...
لوى شفتيه بضيق قبل أن يبتسم بخبث مؤكدا 
بردو هخليه ييجي عشان انا متأكد إن الولية 
دي مستحيل هتقبل تخلي يارا ترجع لجوزها 
و مش
بعيد تصحى الۏحش من سباته يقصد 
صالح القديم و هتبقى حرب خصوصا إن 
بنتها متجوزة أمير الخطيب ..
أفاق من أفكاره ليجد نفسه هو الوحيد 
الذي لازال أسفل الدرج بينما صعد الآخرون..
صفع جبينه و يلتحق بهم ليتفاجئ بفتاة 
مچنونة تزيحه من أمامها و تركض على 
الزوج و تدلف شقة أم إبراهيم..تثبت 
سيف من العنوان ثم دلف وراءهم..
فور دخولها الشقة هرعت يارا نحو غرفتها 
مع صغارها الذين كانوا لا يزالون خائفين 
ضمتهم نحو صدرها و هي تحاول تفسير 
ما حصل بطريقة مبسطة تناسب عقولهم 
الصغيرة حتى تهدأ من روعهم 
حبايب مامي كفاية عياط بقى محصلش
حاجة...
رفع ريان عيناه نحوها و هو يقول من شهقاته
بس الراجل الۏحش اللي برا كان عاوز يضربنا 
و إنت كنتي بټعيطي ..
لامت يارا نفسها لأنها جعلت أطفالها يتعرضون 
لهذا الموقف...فلو عاد بها الزمن إلى الوراء و علمت أن صالح قد لحقها لما رجعت لشقة ام إبراهيم...
تنهدت و هي تحيط وجهه الصغير بكفيها لتمسح
دموعه العالقة بأهدابه 
إنتوا فاهمين غلط انا بس بعيط عشان تخضيت 
لما لقيته قدامنا و إحنا نازلين بس إنتوا شفتوه 
هو معملناش حاجة....و طلع معانا الشقة عشان 
عايز يتكلم مع تيتة شوية و بعدين هيمشي...
أنا هطلع اشوفه هو عاوز إيه و إنتوا هتقعدوا 
هنا تلعبوا ماشي ..
تمسك بها سليم رافضا تركها و هو يقول 
بس إحنا خايفين يا مامي..
تصنعت يارا الضحك و هي تطمئنه
حبيبي خاېف من إيه طنط رباب و طنط 
سارة و انكل أمير و وسام برا و كمان تيتة 
إنتوا خايفين من إيه لا بجد انا زعلت 
مش كنت بتقلي دايما إنك
بطلي الشجاع ..
أومأ لها الصبي و هو يمسح دموعه و قد تحمس
من كلام والدته ليقول 
حاضر يا ماما إحنا مش هنخاف و هنفضل 
هنا لغاية ما الراجل الشرير يروح..
قبلتهما يارا بحب ثم قامت لتحضر لهما بعضا 
من ألعابهما حتى ينشغلا بها ثم خرجت....
إبتسمت بلطف و خجل عندما إعترضها سيف 
أمام باب الغرفة ليقول لها 
كده يا يارا...كل
 



السنين دي مختفية هنا 
طب كنتي
جيتيني و انا كنت خذتلك حقك 
منه...
إلتفت نحو صالح ليجده ينظر نحو يارا 
بلهفة يمسك نفسه بصعوبة حتى لا يأتي 
إليها ثم اضاف 
صالح قتل آدم و فاطمة من أربع سنين 
لما إكتشف اللي عملوه معاكي انا مش بدافع 
عنه صدقيني بس عاوز أقلك إن ربنا 
إنتقملك منه أضعاف اللي عمله فيكي...
و خليكي فاكرة إن انا هكون في صفك 
في اي قرار تاخذيه بس قبل ما تقرري 
فكري كويس في عيالك هما محتاجين 
ابوهم...
قاطع حديثه صوت ام إبراهيم من بعيد 
إنت بتلين دماغ البت بكلمتين عشان تخليها 
ترجع معاكوا..
نفخ سيف بضيق و هو يحدث يارا بصوت 
خاڤت..إنت إزاي مستحملة الولية دي 
اربع سنين بحالهم ..
يارا بابتسامة هادئة..دي أطيب 
ست ممكن تقابلها في حياتك..هي بس 
عشان خاېفة عليا..
حرك رأسه بشك بينما توجهت يارا لتجلس 
بجانبها بعد أن دعتها قائلة 
تعالي يا حبيبتي أقعدي جنبي أما نشوف 
الأستاذ داه عاوز إيه 
تبادل صالح و سيف نظرات ذات مغزى
ليشير له الاخير بالهدوء ثم اخرج هاتفه 
و يرسل رسالة نصية لكلاوس يقول له فيها 
أن يخبر عائلة يارا بأنهم قد وجدوها 
ثم ارسل العنوان....
خبأ الهاتف في جيبه ثم جلس بجانب 
وسام بعد أن حياه بخفوت لينصت 
إلى الحوار الدائر بين صالح الذي 
كان يتحدث بهدوء و صبر دون أن يزيح عيناه 
عن يارا التي كانت تخفض رأسها مكتفية بالصمت
و بين تلك السيدة المسماة بأم إبراهيم ...
تحدث صالح بهدوء بعد أن وجد ان ام إبراهيم 
مصرة على أن يطلق يارا و يذهب في حال 
سبيله 
حضرتك عاوزاني أطلقها و اسيبها في حالها 
هي و عيالي 
تشدقت ام إبراهيم بلامبالاة رغم أنها بداخلها 
كانت ترفض ما تقوله 
أنتوا مش اول إثنين تطلقوا و في بينهم 
عيال..و اللي المحكمة تحكم بيه إحنا ننفذه ..
صالح بصبر..إحنا ممكن نحل المشكلة من غير 
محاكم...يارا لسه مراتي و انا عاوزها هي و عيالي 
و اعتقد إن داه من حقي..
شتم بصوت منخفض عندما لاحظ نظرات يارا 
المتوسلة نحو تلك السيدة و تمسكها
بها ثم اردف 
حتى يطمئنها 
أنا عندي فيلا صغيرة ممكن تعيش فيها 
مع الاولاد و انا هرجع القصر...
أم إبراهيم بتفاوض..و ليه متقعدش هنا 
و اديك عرفت العنوان و أهلا وسهلا بيك في 
أي وقت..
صالح برفض..لا طبعا انا مش هرضى 
ولادي يقعدوا بعيد عني بعد كده و في مكان مش 
ملكي ..أنا أبوهم و انا المسؤول عنهم 
و لو حضرتك لسه خاېفة على يارا مني 
و لو إن داه ملوش داعي فإنت ممكن تيجي
معاها ..
أم إبراهيم پصدمة..إنت عاوزني أسيب 
بيتي...
صالح..أديكي قلتيها بيتك...يعني مش 
بيت يارا و لا بيتي عشان أولادنا يقعدوا 
فيه..
إلتفت نحو يارا ليضيف بصوت هادئ حتى 
لا يخيفها أكثر 
إنت ناسية إن عندك عيلة..مامتك 
لسه هتتجنن عليكي و لحد دلوقتي مش 
مصدقة إنك م......
خفض رأسه بعد أن فشل في نطق تلك 
الكلمة المخيفة لكنه ما لبث ان رفعه مجددا
عندما سمعها تبكي..
ضمتها ام إبراهيم نحوها و هي تهدأها 
خلاص يا حبيبتي كفاية عياط لو العيال 
شافوكي هيخافوا أكثر..
إلتفت صالح نحو الغرفة التي خبأت فيها
يارا صغاره و هو يقبض بيده على ذراع الكرسي
تمنى لو بإستطاعته ان يقتحمها و ياخذ 
صغاره في أحضانه و يعوضهم عن أيام 
غيابه..قلبه يرفرف بداخله و هو يتخيل 
وجود نسخ صغيرة منه على قيد الحياة 
إنه أب منذ أربعة سنوات و هو لا يعلم حتى..
إنتبه لصوت يارا التي قالت بصوت مرتعش
هو معاه حق بس انا مش عاوزة أروح معاه....
تدخلت سارة تدعمها 
مفيش حد هيقدر يجبرك تروحي اي 
حتة إنت مش عاوزاها...و أعلى ما في خيله 
يركبه ..
قلب سيف عيناه بملل و هو يحدث 
نفسه 
صالح الۏحش قلب كتكوت...لو كنتوا شفته 
وشه الحقيقي مكانتش واحدة فيكوا تجرأت 
تتكلم قدامه كده...
وقف من مكانه حتى ينهي هذا الجدال الذي
طال اكثر من اللازم و لم يأت بأي نتيجة
و قد نفذ صبره 
أنا بقول خلينا نتفاهم بالذوق و مفيش 
داعي لتلقيح الكلام ميغركوش البدل اللي 
إحنا لابسينها هاااا و متنسوش كمان يارا لسه مرات صالح و في بينهم عيال كمان و إلا
عاوزين تيتموهم بالحياة مش كفاية إنها خبت عليه وجودهم و داه حرام شرعا و قانونا و هو لو قدم بلاغ في المحكمة 
فالقاضي مش بعيد إنه يحكمله بحضانتهم 
و يارا عارفة كويس إن جوزها يقدر يشتري 
القاضي و المحامي و المحكمة كلها...
همست تهاني لرباب التي كانت تتابع هي الأخرى 
ما يجري بصمت..هو المز اللي شبه براد بيت 
داه ماله عمال يحرم و يحلل كده لوحده 
يعني يارا حرام عليها عشان خبت موضوع الولاد 
أما جوزها حلال عليه لما يدفع رشوة و يشتري
المحكمة...أما عجايب....
حولت نظرها نحو صالح ثم سيف و بعده أمير 
ووسام ثم عادت لتهمس لها من جديد 
أحييييه على رأي الأخت رية و سکينة 
انا ليه حاسة إني 
دخلت موقع تصوير مسلسل تركي بالغلط..
لكزتها رباب و هي تهمس لها بحنق 
إتلمي يا تهاني إنت هتكراشي على جوزي كمان..
تهاني بضيق مصطنع 
طبعا هو أنت فاكراني عنصرية داه حتى 
الوحيد اللي عنيه رزقا في اللمة دي كلها ..
رباب..طب إخرسي خلينا نسمع هما بيقولوا 
إيه 
وقفت سارة من مكانها متحدية سيف 
رغم منع أمير لها لكنها لم تنصت له 
لتهدر بحدة 
إنت بتهددنا...فاكرنا هنخاف منك طبعا 
ما إنتوا تعودتوا تفتروا عالغلبانة دي 
حتى لما طفشت منكوا لحقتوها و عايزين 
تخربوا حياتها من ثاني...جوزها اللي بتتكلم عنه داه
مش هو نفسه اللي ضربها و كان هيسقطها 
اكثر من مرة لو لا أخوه و مراته اللي كانوا
بيأخذوها المستشفى ڠصب عنه...و آخر مرة
حپسها في أوضة باردة بعد ما چرجرها من 
شعرها عالسلم و بهدلها قدام الكل...جوزها
اللي مقدرش يحميها من إبن عمه و الشغالة 
اللي ياما حذرته منها و قالتله إنها پتكرها و
بتأذيها بس هو مصدقهاش..
أشارت نحو يارا و هي تكمل پغضب 
عارم 
إنت عارف انا لقيتها فين و إزاي 
طفقت سارة تحكي لهم و تصف لهم 
حالة يارا عندما وجدتها في تلك الليلة 
بين يدي ذلك المچرم و الذي لو لا مساعدة 
شكري ذلك الحارس الذي كلفه أمير زوجها 
بمراقبتها خفية حتى يحميها من كل
تلك
المشاكل التي كانت تقع فيها لكانتا ميتتين
الآن...
ذلك السر الذي أخفته سارة عن والدتها 
حتى اليوم حتى لا تقلق عليها كشفته 
الآن مما جعلها تصدم بشدة و تحتضن يارا 
پخوف أكبر و قد زادت رغبتها في حمايتها
أكثر...
إنتهت سارة من سرد ما حصل ليعم 
الصمت...الجميع كان في حالة من الذهول 
و أكثرهم صالح رغم انه كان على علم 
ببعض الأجزاء..رفع عيونه نحوها و هو
يشعر بالعجز من جهة لا يريد تركها هي و أطفاله 
هنا و من جهة أخرى لا يستطيع إرغامها 
على مرافقته....خاصة بعد كلام زوجة 
امير الذي أكدت له أنه ليس لديه حق 
المطالبة بها و بأطفاله بعد الآن....
قطع صمتهم طرقات عڼيفة على باب 
الشقة ليقف سيف من مكانه حتى يفتح 
الباب فهو كان على علم بهوية الطارق..
فتح الباب لتندفع ميرفت إلى الداخل 
و هي تهتف بلوعة و بكاء 
بنتي فين 
أشار لها سيف إلى الداخل لتركض 
بحثا عنها..و ما إن وقع بصرها عليها 
حتى صړخت بصوت عال 
يارا بنتي..
سارت نحوها يارا لټحتضنها بقوة و هي 
تنظر خلفها بسعادة عندما وجدت والدها 
و شقيقها أيضا اللذين إندفعا نحوها 
حتى يحتضناها بحب..
كان لقاءا مليئا بالمشاعر جعل الجميع 
يبكون من تأثرهم حتى سارة القوية 
أجهشت بالبكاء مخفية وجهها بين 
أحضان زوجها التي تولى مهمة تهدأتها...
نظرت تهاني حولها لتجد الجميع 
يحتضنون بعضهم لتقف من مكانها 
و تجلس بجانب ام إبراهيم هامسة بغيرة
شفتي يا خالتي كل واحدة في حضڼ 
جوزها إلا أنا...دول متعمدين يغيضوني على 
فكرة إكمني السنجلة الوحيدة اللي هنا.. 
بعدك طبعا ..
لكزتها ام إبراهيم التي كانت تمسح 
دموعها حتى تتوقف عن ثرثرتها الفارغة 
لكن الأخرى اكملت و هي تنظر

نحو 
العائلة التي كانت تحتضن بعضها..هما خلاص 
هياخدو البت جولي معاهم....
أومأت لها والدة سارة رغم أنها لم تكن 
متأكدة من قرار يارا بعد...فالامور قد تشابكت 
و أصبحت معقدة جدا و أكثر ماكان يقلقها 
ذلك المدعو سيف الذي بدأ متمسكا
بعودة يارا لزوجها اكثر منه حتى...
جلس الجميع في أماكنهم لتقف تهاني 
و السيدة سلوى ام إبراهيم
حتى 
يقدموا لهم واجب الضيافة فهم نسوا 
ذلك في غمرة صراعهم...و ما إن رآها 
صالح تغيب خلف باب المطبخ 
حتى وقف من مكانه نحو تلك 
الغرفة..رغم
علمه بأنه لا يجوز فعل 
ذلك بدون إستئذان لكنه لم يستطع ان 
بتحمل اكثر وجوده في مكان واحد مع 
أطفاله دون أن يراهم...
الفصل ال
كانت يارا تراقب ما يحدث بأعين شاخصة مترقبة لأي ردة فعل تصدر ممن حولها أدمعت عيناها
و هي تشاهد فرحة صغارها خاصة ريان 
بوجود والدهم معهم 
رغم سوء أفعاله معها في الماضي و رغم 
كل ما عانته على يديه إلا أنه في الاخير
يبقى والدهم حتى لو لم ترد ذلك 
جلس شقيقها على ركبته حتى وصل إلى مستوى 
الصغيرين و هو يبتسم لهم بعدم تصديق و بين 
الحين و الاخر يلتفت نحو والديه اللذين 
كانا مثله في حالة ذهول و صدمة 
تلمس بأصابعه وجه أحد الصغيرين و كأنه 
يتأكد من وجوده أمامه قبل أن يسأله 
إسمك إيه 
أجابه الصغير بثقة و كأن وجود والده بجواره
أشعره بالقوة و الأمان ليواجه هذه الوجوه الغريبة 
الذي تفاجئ بوجودها في شقتهم الصغيرة 
أنا إسمي سليم و أخويا إسمه ريان 
أشار بيده الصغيرة نحو شقيقه الذي يقف بجانبه
و هو مازال يحدق بهذا الرجل الذي لم يعرف
هويته بعد قبل أن يتفاجئ به يقبله من جبينه
و وجهه عدة مرات قبل أن ينتقل و يفعل المثل
مع شقيقه و هو يتمتم لهم بعبارات سمعاها
جيدا 
أنا خالو ريان أخو مامتكوا 
و العناقات من عائلة والدتهما و من والدهم
أيضا بل كانا سعيدين و هما يتلقيان
عروضا كثيرة منهم باصطحابهم إلى
مدينة الألعاب و الفسح و الجولات التي
كانوا يفتقدونها بشدة 
الجميع كان يبكي بتأثر رغما عنهم
من روعة المفاجأت التي حصلت معهم
فسعادتهم لا توصف بعد أن علموا أن
يارا حية ترزق و لديها أيضا طفلين 
ماعدا سيف و كلاوس اللذين كانا يتبادلان
النظرات الڼارية مع ام إبراهيم التي كانت
تعدهم بعينيها أنها لن تتركهم يأخذون يارا
و حتى إن أخذوها معهم فهي سوف تعود
مع والديها و ليس مع إبن عمهم 
مال سيف على كلاوس ليهمس له بصوت
خاڤت جدا 
إحنا لازم نتصرف قبل ما الست دي تنفذ
اللي في دماغها عيلة يارا دلوقتي مشغولين
بالاولاد يعني شوية و يفوقوا و اكيد ابوها
مش هيخليها ترجع مع صالح و هيجبره 
يطلقها و داه معناه 
حرك كلاوس رأسه مؤيدا لكلامه قبل أن يهمهم
مضيفا بنبرة درامية نهاية صالح بيه حزنا و كمدا 
ضيق سيف عينيه ثم قال بالضبط داه
هيقبل إنه يكمل بقية حياته يتعذب على إنه
يزعل مراته من ثاني عشان كده إلحقني
بخطة حالا 
كلاوس بنفس النبرة الخطة قيد الدراسة
ثواني و تجهز بس حضرتك اللي هتنفذ 
سيف و قد إرتسمت على شفتيه إبتسامة
خبيثة يعني لقيت خطة 
كلاوس بإيجاب طبعا و إليك التفاصيل 
وشوش له في أذنه ببضع كلمات و جمل
و مع كل مفردة ينطق بها تتوسع إبتسامة
سيف الذي ما إن إنتهى الاخر من سرد
تفاصيل
خطته حتى رمقه بفخر قائلا 
أينشتاين مصر مش عاوز اقول أكثر
عشان العين و الحسد يلا انا لازم أنفذ
فورا أصلي زهقت من مسلسل دموع الورد
داه عارف لو سبتهم هيباتوا هنا 
ضحك كلاوس و هو يعيد جسده إلى الوراء
بعد أن تناول كوب عصير و كأنه على إستعداد
لمشاهدة مباراة كرة قدم او فيلمه المفضل 
وقف سيف من مكانه ليصفق بيديه
 



حتى
ينته له الجميع بادلهم إبتسامة سمجة
قبل أن يهتف بتمثيل 
يا جماعة إحنا أكيد ضايقنا الست أم إبراهيم
خاصة إننا جينا من غير معاد ف أحم أحم
يلا بينا كل واحد يروح بيته 
وقف ماجد و هو يحمل أحد الصغيرين
بين ذراعيه قائلا و قد إكتست ملامحه بعض
الجدية 
معاك حق إحنا آسفين على الازعاج
و بنشكرك مرة ثانية على اللي عملتيه
مع يارا أنا عارف إني مهما قلت و عملت مش
هوفيكي حقك بس 
تناول من إبنه ريان شيكا قد كتبه منذ قليل
و عليه مبلغ جيد سيمكن السيدة أم إبراهيم
من العيش برفاهية لبقية حياتها 
ثم وضعه على الطاولة و هو يضيف 
دي حاجة بسيطة تعبير عن شكرنا
فيل ريت تقبليه و لو عاوزة أكثر انا مستعد
أديكي اي مبلغ تطلبيه و بردو هبقى مديونلك
طول حياتي 
قلبت أم إبراهيم عينيها بملل و لم تهتم
ثم نظرت نحو يارا التي كانت تخفض رأسها
مكتفية بالصمت تدخل سيف و هو يأخذ
الشيك و يمزقه هادرا پعنف 
اظن إن يارا ليها زوج مسؤول عنها و هو
اللي هيتكفل بتعويض الست أم إبراهيم 
مش كده يا صالح 
أومأ له صالح و هو يخرج بدوره دفتر
شيكاته ثم وضع عليه إمضاءه و وضعه
على الطاولة موجها حديثا لوالدة سارة 
حضرتك ممكن تكتبي الرقم اللي إنت
عاوزاه 
لم يجب تصرفه ماجد الذي وضع الصغير
على الأرض ثم تدخل موضحا
جوزها كان من أربع سنين بس دلوقتي
إسمه طليقها و يارا مش عاوزة منه
حاجة و إنت يا سيف من الأحسن إنك
متتدخلش 
همست تهاني التي كانت تراقب الجميع
و كأنها تشاهد أبطال مسلسل تركي
إلحقي يا خالتي في عركة هتحصل هنا
في شقتك انا مش هاممني غير الشيكات
اللي بيلعبوا بيها دي خذيه يا خالتي
و إديهولي لو مش عاوزاه ينوبك فيا ثواب 
تهاني تمثلني يا جماعة 
لكزتها الاخرى لتسكتها قائلة شش أخرسي
خلينا نشوف إيه اللي هيحصل 
رمق سيف ماجد بتحد ليقفا مواجهين
لبعضهما كأسدين غاضبين مستعدان للقتال
في اي لحظة ثم هدر 
و إلا 
رفع ماجد إصبعه هاتفا بنبرة محذرة 
همحيكوا من على وش الأرض 
ضحك سيف بسخرية مطلقة من الواقف
أمامه و الذي كان يتبجج بقوته الواهية
لم يكن سيف يريد إحراجه أمام الجميع 
خاصة انه تلقى نظرات صالح الذي كان 
يرجوه فيها التوقف 
مسح سيف وجهه پعنف ثم همس بصوت 
حاول أن لا يسمعه غيره 
أوعى تكون فاكر إنك عشان قدرت 
تدمر شركات أنكل أمين و كامل تبقى 
عملت حاجة عظيمة و إنك خلاص قدرت 
علينا أنا لو كنت عايز أتدخل مكنتش سبتك
تأخذ سهم واحد منهم بس أنا سكتت عشان 
داه كان هدفي بردو فأحسنلك إتكلم 
على قدك و متخليناش نحفر في اللي 
فات عشان داه مش في صالحك أصلا 
و متنساش إنت بتكلم مين 
تراجع إلى الخلف و هو يبتسم بتسلية 
عندما لمح تجهم وجه الاخر من كلامه 
فبالفعل سيف و كذلك صهره لم يتدخلا 
و تركاه يدمر شركة والده و عمه رغم 
أنهما توسلاهما كثيرا ليساعدوهم لكنهم 
رفضوا و خاصة صالح الذي كان مستسلما 
لكل ما يحدث أمامه و لم يقاوم و لولا تدخل 
سيف لكان خسر هو الاخر بعضا من أملاكه 
رغم ذلك لم يستسلم ماجد و الذي أعلن من 
جديد و هو يلتفت نحو صالح الذي كان 
لا يهتم سوى ليارا و لأبنائه من الحاضرين 
يعني إنت ناوي تعيد اللي فات و تأخذها 
ڠصب عنها 
تولى سيف التحدث بدلا من إبن عمه دون أن يترك 
له فرصة التعبير عن رأيه 
مراته و أولاده مكانهم الطبيعي جنبه 
ذعرت يارا التي بدأت تستوعب ضعف
موقف والدها من خلال تقهقره و لجوءه 
إلى إستفزاز خصمه لأنه كان يعلم جيدا 
أن القانون ليس في صفه لكن صالح طمئنها
قائلا 
اللي يارا عاوزاه انا هنفده 
سيف بغيظ و هو يردد كلامه بنبرة
متهكمة اللي يالا عاوذاهاللي يارا عاوزاه 
داه اللي ربنا قدرك عليه 
أكمل بصوت عال و هو يصعد لهجته 
المھددة 
صالح غلط اوي مع مراته و أظن 
كلنا شفنا إنه دفع الثمن أضعاف و آن
الأوان إنه يفرح شوية بعياله عالاقل مراته
لو مش عايزة ترجعله هي حرة بس اكيد مش
ناوية تحرمه من أولاده خصوصا إنها خبت عليه 
وجودهم اربع سنين 
تدخلت تهاني و هي تبتسم ببلاهة 
أنا مشفتش أنا مشفتش هيهيهي 
تاوهت و هي تتلقى ضړبة على رأسها 
لم تعرف مصدرها لكن على الأرجح 
كانت من أم إبراهيم و من حسن 
حظها أن صياح يارا قد غطى
على كلامها و التي هبت راكضة نحو أطفالها 
تحتضنهم إليها و لم تنتبه أنها كانت بالقرب 
من صالح كثيرا إنتوا مش هتاخدوا ولادي 
مني 
إلتفتت حولها تبحث عنه في كل الوجوه 
و ما إن وجدته حتى چثت على ركبتيها 
تتوسله بعيون دامعة 
أرجوك يا صالح متاخدش أولادي مني 
متحرمنيش منهم أنا ممكن أموت و الله 
كاد قلبه أن يقفز خارج قفصه الصدري و هو
يلمح دموعها التي آلمته و بشدة ليحرك رأسه 
بنفي حتى يطمئنها بأنه مستعد لقتل نفسه هذه 
المرة و ان لا يجعلها تعاني بسببه لكن صوت سيف 
المستفز سبقه 
يعني إنت ھتموتي لو تحرمتي من ولادك و 
هو مش مهم عندك يولع مكنتش عارف إنك
أنانية بالشكل داه 
إنتفضت يارا من مكانها بعد أن فقدت الباقي 
من صبرها لتندفع نحو سيف حتى تضربه و هي 
تصرخ و إنت ليه بقيت قاسې كده أنا أم 
و مقدرش أسيب ولادي أنا اللي تحملت كل 
العڈاب و الإهانة و الذل عشانهم و كنت ھموت 
بسببه تقوم ترجعني ليه من ثاني عاوز ټموتني
صح ليه حرام عليك انا عمري ما أذيتك و لا أذيت 
حد من عيلتك أنا من يوم ما دخلت القصر الملعۏن 
بتاعكوا و انا مشفتش يوم حلو 
تفادى سيف هجومها و هو يضحك بداخله 
بتسلية رغم تألمه على حالها فهو أكثر شخص 
يعلم ما كانت تعانيه على يدي إبن عمه المختل 
لم تستطع يارا الوصول إليه بسبب ذراعين 
قويتين إلتفتا حول كتفيها لتمنعها من ذلك 
و همسات خافته في أذنها تدعوها للهدوء 
و الاطمئنان بأن لا أحد قادر على إيذائها 
أو إنتزاع أطفالها منها طالما هو موجود 
الفصل الخامس و الثلاثون من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني 
طرقت إنجي باب الفيلا الخاصة بصالح 
حيث كان الجميع يجلسون و ينتظرون
مجيئ يارا بعد أن هاتفهم سيف و أخبرهم
بأنهم وجدوها و أنها في طريقها الان إلى
هناك 
فتحت لها الخادمة الباب لتندفع إلى
الداخل يتبعها هشام و هو يحمل يارا
الصغيرة بين يديه 
هتفت إنجي بحماس و هي ترى شقيقها
فريد و زوجته أروى و أطفالهم و إلى جانبهم
سيلين و أبناءها بالإضافة إلى سناء التي كانت
تجلس على مقعدها و ترمق الجميع بأعين 
حائرة 
انا مصدقتش لما سيف كلمني و قلي
إن يارا عايشة إزيك يا مامي عاملة إيه 
إنحنت إنجي حتى تقبل والدتها التي دفعتها 
عنها كعادتها صاړخة في وجهها 
إنت مين 
إبتسمت إنجي و هي تضحك مداعبة خد
والدتها التي لم تعد تتذكرها في أغلب الأحيان 
انا نوجة يا مامي 
فعلتها تلك لم تثر إهتمام الجميع الذين 
تعودوا على مرضها حتى الأطفال الصغار 
الذين كانوا يعيدون تعريف أنفسهم 
مرارا و تكرارها دون ملل او كلل كلما سألتهم 
عن هويتهم 
نظرت نحو أفراد عائلتها لتسألهم من جديد 
هما هيوصلوا إمتى 
تولت أروى إجابتها هذه المرة و هي تعيد 
زين إلى مكانه الذي كان مصرا على النزول 
من كرسيه و اللعب 
قربوا يوصلوا باس ياظ فرهدتني
خليك مؤدب حتى نص ساعة إنت مبتزهقش
لعب شوف يارا مؤدبة إزاي 
كتف زين ذراعيه أمام صدره و هو يحملق 
بكره في يارا تلك الصغيرة 
المدللة التي يكرهها جميع أطفال العائلة 
بسبب تلك الألعاب الجميلة و الهدايا الغالية 
التي تحصل عليها من خالها صالح دون الاخرين 
قبل أن ينتبه إلى أن جميع الكبار قد
وقفوا متجهين نحو الباب عندما دلف
عمه صحبة سيدة غريبة

و طفلين صغيرين 
تنهد بضجر و هو يقلب عينيه حول الغرفة
عله يجد أي شيئ يلهو به مستغلا إنشغال
الجميع بهؤلاء الغرباء 
دلف صالح و
هو يمسك بصغيريه حاثا
إياهما على دخول المنزل بعد أن لاحظ
رهبتهم منذ ولوج السيارة عبر باب الفيلا
الكبيرة بينما إبتسمت يارا بفرحة لرؤية
هذه الوجوه المألوفة التي إفتقدتهم منذ
سنوات 
بعد مضي وقت تلقت خلاله جميع انواع
الترحيب و التهاني من أجل الصغيرين
عاد الجميع ليأخدوا أماكنهم
دون أن تتوقف
الفتيات على إلقاء الأسئلة عليها بينما
إنشغل صالح بإدخال الأكياس داخل المطبخ
فترة من الزمن قبل أن ينضم إليهم من جديد
هاتفا بملل 
يووه ما كفاية أسئلة بقى يارا تعبانة هي
الولاد عاوزين يرتاحوا ممكن تأخذوا عيالكوا
و تهوونا دلوقتي
و بعدين تيجوا يعني بعد شهرين ثلاثة
تعالوا زورونا أهلا و سهلا بالجميع 
خجلت يارا من طرده الصريح لعائلته
خاصة بعد أن سمعت أروى تعلق 
ايوا يا سيدي مين لقى أحبابه و ليه 
تكلف نفسك كده ما تخليها سنة أحسن 
لوى صالح شفتيه بتبرم و هو يشير لها 
بيده نحو الباب 
تبقوا عملتوا جميلة يلا يا اختي إنت 
و هي يلا انا مش هعرف إنتوا إيه اللي 
جابكوا هنا اصلا و مين اللي قلكوا 
فريد و هو يقف من مكانه حامله صغيره زين 
هيكون مين غيره سيف 
صالح بضيق هادم اللذات حسابه معايا 
بعدين 
حدقت أروى في إنجي و سيلين اللتين
كانتا لا تزالان تتجاذبان أطراف الحديث 
مع يارا التي بدت خجلة من تصرف صالح 
قبل أن تصرخ فيهما 
ما تيالا ياختي انت و هي قبل ما
أخوكي يطلبنا الأمن هنرجعلك بعدين
يا يويو إحنا أصلا ساكنين كلنا جنبك هنا 
إفتحي الشباك هتلاقينا قصادك في وشك على 
طول 
تقدمت لتسلم عليها من جديد كما فعلت 
سيلين و إنجي ليتأفف صالح متمتما بضجر 
ماشي يا مرات أخويا هبقي أجيبهالك 
الصبح و انا رايح الشغل 
مرجحت أروى شفتيها يمينا و يسارا مصدرة
صوتا يؤكد سخريتها قبل أن تهتف دون خجل 
طب يا خويا متزقش أدينا طالعين قال 
يعني بيطلعنا من الجنة دي حتى فيلتك
كئيبة و عفشها يقرف عاملة زي خيمة هولاكو 
بتاع التتار متنسيش تغيري الديكور 
يا يويو و إنت ياخويا ما تثقل شوية 
أي نعم هما خمس سنين صيام كثيرة عليك
بس البت بسكوتة بالراحة ها بلاش غباوة
زمان 
فغرت يارا فاها بدهشة و هي تحدق في 
وجوه الحاضرين الذين لم يبدو اي 
ردة فعل بل حملوا أطفالهم بصمت و خرجوا
ما عدا إنجي
التي كانت تدفع كرسي والدتها المتحرك 
لتتوقف بجانبها و تهمس في أذنها 
متاخذيش في بالك ما إنت عارفة أروى 
مچنونة و كمان هي لسه پتكره ابيه صالح 
عشانك يلا باي 
إنطلقت مسرعة لتلحق بالجميع و ما إن 
خرجت حتى أغلق صالح الباب وراءهم 
ثم عاد نحوها قائلا بحماس 
عاوزين تتعشوا إيه 
صفق ريان بحماس مقلدا والده الذي 
لم يستطع منع نفسه من حمله بين 
حبيب بابي عاوز ياكل إيه 
أجابه الصغير على الفور بيتزا 
إقترب منه سليم هو الاخر ليفتح له 
والده ذراعه الأخرى و يحمله و يسأله 
نفس السؤال لكن الصغير وضع رأسه 
على كتف والده مهمها بتعب 
بابي انا عايز انام في حضنك الليلة
و مامي تحكيلي حدوتة 
إبتسم صالح و هو يضمه نحوه أكثر 
هامسا في أذنه يطمئنه بحنان أبوي
حاضر يا حبيبي اللي إنت عاوزه 
هنعمله بس قبل ما ننام لازم نتعشى 
متهيألي جبنا بيتزا معانا صح
انا هروح 
اشوف الأكياس 
إنحنى ليضعهما على الأريكة ثم إتجه نحو 
المطبخ ثم عاد بعد دقائق قليلة و هو يحمل 
في يديه علبتي بيتزا بالحجم الكبير وضعهم 
على الطاولة ثم توسط صغيريه و بدأ يطعمهما
و الذين كانا سعيدين للغاية قبل أن يفتح العلبة 
الأخرى و يضعها أمام يارا التي رفضت ان 
تأكل و إستمرت في التحديق بأطفالها 
بينما ذكريات الماضي تدفقت لتنغص
لحظاتها أفاقت على
 



صوت صالح الذي كان 
يناديها و تبين انهم قد إنتهوا من الأكل 
و حان وقت الصعود للنوم بعد إلحاح 
سليم الذي كان يشعر بالنعاس الشديد 
أومأت له و هو تتبعه ليأخذهم إلى 
جناح كبير في الطابق الثاني يقع في آخر 
الرواق لتكتشف يارا ان الفيلا كما قالت 
أروى ذات الوان داكنة و كئيبة لكنها 
لم تهتم فجل تركيزها كان حول إيجاد 
فكرة لمغادرة هذا المكان في أسرع وقت 
و التخلص من صالح إلى الأبد 
وضع صالح الصغيرين فوق السرير 
بعد أن نزع أحذيتهم و هو يسألها 
هما المفروض بيستحموا قبل ما يناموا
بس سليم خلاص نام 
أجابته و هي تنظر لهم من بعيد 
انا هغيرلهم هدومهم بس النهاردة كان
يوم متعب ليهم عشان كده ناموا بدري 
سألها ليس بدافع الفضول بل رغبة في 
مشاركتها الحديث 
هما في العادة بيناموا إمتى 
يارا الساعة ثمانية او تسعة بالكثير 
رمق ساعته بنظرة خاطفة و هو يرفع 
رأسه نحوها من جديد 
الساعة لسه سبعة إلا ربع انا هنزل 
أجيب الشنط من تحت الحمام من هنا 
و الأوضة الثانية للهدوم مش هتأخر 
غادر صالح لتتوجه يارا على الفور نحو صغارها 
اللذين كلنا شبه نائمين بدأت في نزع ملابسهما
العلوية ببطئ منتظرة حضور الحقائب و لم يتأخر 
صالح ليأتي بعد زمن قصير يجر الحقيبة 
الكبيرة التي وضعت فيها بعضا من ملابسها 
و ملابس أطفالها و يرفعها فوق السرير 
إلى جانبها حتى تختار منها كل تريد أخذت 
بعض القطع ثم انزلها و اغلقها من جديد 
دافعا إياها جانبا قبل أن ينضم لمساعدتها 
كان بطيئا جدا و هو يحرك يد ريان الصغيرة 
حتى يدخلها في كم القميص حتى أنه إستغرق 
وقتا طويلا حتى نجح في جعله يرتدي 
قطعة واحدة من ملابسه بينما إنتهت يارا 
من تلبيس سليم 
كانت تراقب بطرف عينيها شرود صالح 
الذي بدا لها جليا من خلال تعبيرات وجهه 
انه يمسك نفسه بصعوبة حتى لا ينخرط
في البكاء و هو يجرب دور الأبوة لأول مرة 
قلبت شفتيها باستياء و شفقة نجحت في 
التسلل إلى مشاعرها لكنها على الفور نهرت 
نفسها لترتدي قناع اللامبالاة مرة أخرى 
لتسير نحو الحمام حتى تغسل وجهها
و يديها ثم تعود 
نشفت وجهها الشاحب بآلية قبل أن تنتبه فجأة 
إلى وجود أغراض رجالية في الحمام 
كجل إستحمام خاص بالرجال و كذلك
أدوات حلاقة رمت المنشفة من يدها على الفور 
ثم فتحت الإدراج لتجد المزيد من الأغراض 
الأخرى التي عرفت انها لصالح فهي نفس
تلك الأنواع القديمة التي كان يستخدمها كماركات
الصابون و الشامبوان 
غادرت الحمام لتدخل غرفة الملابس و التي 
لم تخيب ظنها حيث كانت مكتضة بملابسه
مما جعلها تتأكد من أن هذا الجناح له 
ضمت شفتيها پغضب إستطاعت السيطرة 
عليه و دحره إلى آخر نقطة في عقلها 
و هي تقف بعيدا تسأله 
ممكن تدلني على أوضتي عشان انا 
كمان تعبانة و عايزة أنام 
إلتفت نحوها بعد أن أخرجه صوتها من 
غمرة أحاسيسه و هو لازال يتأمل ملائكته
الصغار و هما نائمين بأمان أشار لها نحو 
علبة البيتزا و زجاجة الماء التي أخضرها
معه من الأسفل و هو يجيبها 
تعشي الأول و بعدين غيري هدومك
و نامي مع الاولاد هنا أنا هقعد معاهم شوية 
و بعدين همشي في أوضة تحت نظيفة بس 
صغيرة مش هتكفيكي إنت و العيال عشان كده 
جبتكوا هنا الليلة و بكرة إن شاء الله 
هغير ديكور الفيلا و أجيب عفش 
جديد 
تنهدت بصبر و هي تأخذ علبة البيتزا 
حتى تأكل منها القليل لكنها إكتشفت انها 
كانت جائعة جدا بعد أن حرمت من طعام 
غدائها بسبب إقتحامه للمطعم إنتهت 
لتأخذ بعض الملابس من الحقيبة 
و تدلف حتى تغير ثيابها و لم تنس طبعا 
وضع الحجاب 
رغم ضيقه من تصرفها إلا أن صالح كان حريصا
على أن لا يشعرها بالضيق مهما فعلت فهو
لحد الان لا زال لا يصدق أنها موجودة معه
في مكان واحد و قد عادت لتنير حياته
الكئيبة من جديد و معها طفلين لم يكن ليحلم
بوجودهما حتى نزع حذاءه ثم تمدد بجانب 
بنعاس و هي تقول انا هنزل أنام في الاوضة
اللي تحت و إنت نام مع الاولاد 
سارت باتجاه بالباب لكن صوته الرخيم أوقفها
إستني 
إلتفتت لتجده يشرف عليها بجسده الضخم
و ملامحه الحادة الوسيمة التي لطالما أرقت
منامها بتلك الكوابيس المخيفة شهقت
بړعب ظهر جليا من خلال قسمات وجهها
المذعورة و هي تتراجع إلى الخلف رافعة
عينيها الخضراء نحوه و التي بدأت و كأنها
رأت وحشا أمامها 
و على الفور أدرك صالح أنها لازالت تعتقد أنه
سيعاملها كما في الماضي ليتراجع بخطواته
هو أيضا إلى الوراء مبعدا يديه وراء ظهره
و هو يقول باعتذار 
انا آسف مكانش قصدي انا بس كنت
هقلك إني مينفعش انام مع الاولاد عشان هما 
مش متعودين عليا و يمكن يصحو بالليل
عاوزينك انا هنزل خلاص و لو عزتي أي 
حاجة إندهي عليا تصبحي على خير 
اخفض رأسه ثم سار باتجاه الباب تاركا 
يارا تسترجع أنفاسها و هي لا تصدق انه 
ذهب بهذه السهولة و تركها سالت دموعها 
و هي تتخيله يجبرها على النوم بجانبه 
كما في الماضي مرددا كلمات عشقه المزيف في 
أذنها لقد نقلت لها سارة أخباره طوال تلك 
المدة التي كانت تسمعها من أمير زوجها و علمت 
انه هو الاخر ټعذب كثيرا بعد إختفائها لكن 
ذلك لك يكن ليشفع له عندها فهو المسؤول 
الأول و الاخير عن عڈابها لأكثر من خمس سنوات 
دلفت إلى الحمام بعد أن اخذت بعض 
الملابس البيتية من الحقيبة ثم غيرت 
ثيابها و تركت شعرها منسدلا على ظهرها 
قبل أن تطفئ الانوار ما عدا أنوار المصابيح 
الموضوعة بجانب السرير من الجهتين 
دثرت نفسها بالغطاء و إحتضنت صغيريها 
محاولة منح جسدها و عقلها بعض الراحة 
إلا أن الأمر بدا صعبا جدا مع رائحة 
عطر صالح التي كانت تنتشر على الوسادة 
و الفراش 
تقلبت للمرة التي لا تعلم عددها و هي تحبس 
أنفاسها حتى لا تتسلل لها تلك الرائحة 
التي تمقتها و تذكرها بماضيها المليئ
بالعڈاب و رغم 
انها قد أحضرت بعضا من ملابسها و نشرتهم 
على كامل الفراش و الوسائد إلا انها لم 
تستطع بتلك الحيلة الفاشلة منع الرائحة 
من الانتشار و التسلل داخل أنفها 
فجأة توقفت عن الحركة و تجمدت في مكانها 
متشبثة بالغطاء عندما سمعت صوت الباب 
يفتح دقات قلبها كانت تقرع كطبول الحړب 
بينما جف ريقها و تسارعت أنفاسها 
پخوف و هي تقسم انها لو نجت فلن تبق 
يوما آخر هنا 
صوت خطواته تناهت إلى مسامعها 
لتغمض عينيها بقوة ممثلة النوم بعد أن 
شعرت بصالح يقترب منها كان جسدها 
يرتجف و حدقتي عينيها تتحركان بعصبية 
تحت أجفانها و هي تستعد في أي لحظة حتى 
تصرخ 
سمعته يتوقف حذوها و
يضع بعض الاشياء
على طاولة الكومودينو و هو يتحدث بهمس 
مټخافيش انا صالح جيتلك شوية أكل و مية 
عشان لو الاولاد جاعوا بالليل 
تنفسحت بارتياح في تلك اللحظة بعد أن كاد 
ينقطع عليها الأوكسجين قبل أن تجيبه 
هي الأخرى بهمس مماثل 
شكرا 
كانت تلتفت إلى الجهة الأخرى نحو أطفالها 
لكن رغم ذلك لم يستطع صالح مقاومة 
رغبته في تقبيل شعرها الذي كان يظهر من 
تحت الغطاء مما جعل يارا تنتفض لكنه 
سار بهدوء نحو الجهة الأخرى و قبل صغاره ثم 
غادر مغلقا الباب وراءه 
صباحا إستيقظت يارا على صوت ضوضاء 
في الغرفة فتحت عيونها المرهقة بعد ليلة 
طويلة قضتها دون نوم تحدث ريان الذي 
شعر بها تستيقظ 
صباح الخير يا مامي شوفي بابي جابلنا إيه 
رفعت رأسها نحو الصغير الذي كان يقفز 
فوق السرير بسعادة و يرتدي ملابس جديدة 
و هو يحرك يديه واصفا لها 
انا و سليم بقى عندنا أوضة كبيييييرة 
لوحدنا و فيها دولاب كبيير اوييي و فيه 
هدوم كثييييرة و العاب ماما انا عاوز 
أفضل هنا مش عايز أرجع عند تيتة سوليأم 
إبراهيم 
ضحكت يارا و هي تتجلس على الفراش 
حتى تجذب الصبي نحوها و تقبله قائلة 
صباح الخير يا
قلب

ماما يعني خلاص 
شفت الألعاب نسيت تيتة أم إبراهيم بقيت 
مش عاوزها 
حرك ريان راسه بنفي و هو يصحح لها 
لا انا عاوز تيتة تيجي تعيش معانا هنا 
رفعت يارا حاجبيها و هي تبتسم على 
فكرة طفلها التي ستجعلها تشعر بالأمان اكثر 
في هذا المكان حملته و انزلته على الأرض 
و هي تسأله 
بابي و سليم فين 
أشار لها نحو الباب قائلا 
في الاوضة 
همهمت يارا بتفكير ثم قالت 
طب روح عندهم و انا هغسل وشي و أغير 
هدومي و الحقكوا 
سارع الصبي نحو الخارج ليتلحق بوالده 
و شقيقه اللذين كانا يلعبان في الغرفة 
بينما دلفت هي إلى الحمام حتى تغتسل و تغير 
ملابسها و هي لا تزال تفكر في طريقة حتى 
تقنع أم إبراهيم بالمجيئ 
حمل صالح صغيره حالما دخل إلى الغرفة 
ليسأله بحماس 
صحيت ماما 
اومأ له ريان مجيبا أيوا و قالتلي هتيجي 
بعد شوية بتغير هدومها يا بابي 
همس ريان في اذن والده و كأنه يخبره 
سرا خطېرا ثم بدأ يتململ حتى يتركه 
لينضم إلى شقيقه الذي كان مشغولا 
بتركيب القطار الضخم لكن صالح أوقفهم
قائلا 
كفاية لعب دلوقتي عشان ننزل نفطر 
مع مامي 
إجتج سليم الذي كان يرغب في اللعب 
بس إحنا فطرنا يا بابي مامي هي اللي 
صحيت متأخر 
صالح بحزم ميصحش نسيب مامي لوحدها 
هتزعل مننا يلا يا حبابي الأوضة مش هتهرب 
هنفطر و نرجع هنا من ثاني 
سليم بضيق بس انا شبعان مش عايز آكل 
جلس صالح على ركبتيه أمامه حتى يقنعه 
مقترحا طب إيه رأيك إن الجنينة برا مليانة 
ألعاب كبيرة زي اللي في الملاهي 
لمعت عينا الصغير بفرح الذي هتف بحماس 
بجد يا بابي 
اومأ له صالح طبعا و هجيبلكوا العاب ثانية 
كثيرة اوي عشانكوا 
رفع سليم ذراعيه نحو والده حتى يحتضنه
قائلا أنا بحبك اوي يا بابي يا ريت تفضل 
معانا على طول 
إنظم إليه ريان مضيفا إحنا مش عاوزين 
الألعاب إحنا عاوزين بابي يبقى معانا على 
طول زي أدهم إبن انكل أمير 
سليم مؤيدا و هو يضع القطار من يده على الأرض ايوا يا بابي انا مش عايز ألعاب المهم خليك
معانا و متسافرش ثاني مامي قالت انك 
بتشتغل عشان تجيبلنا هدوم و لعب كفاية 
دول و إحنا مش هنطلب حاجة ثاني و هنقعد 
عاقلين 
ضم صالح طفليه الاخر نحوه و هو يتخيل 
كيف كانا يعرفانه و يشتاقان إليه بينما هو لا 
يعلم بوجودهم أصلا ليسأله بفضول 
قولولي يا حبايبي هي مامي كانت بتجيلكوا
لعب و هدوم كثيرة 
سليم ببراءة أيوا إحنا كانت عندنا لعب 
كثير بس مش مامي اللي بتجيبهم 
صحح له ريان قائلا مامي جابتلنا 
كورة و عربية صغيرة المرة اللي فاتت 
سليم بتفكير العربية الزرقاء 
ريان اه يلا يا بابي احسن مامي 
تزعل 
كان صالح يريد أن يسألهم اكثر حتى يعلم 
كيف كانت يارا تعيل أطفاله فطوال ليلة 
البارحة و هو يفكر و ما إن دقت الساعة 
السابعة حتى صعد إلى الجناح بهدوء 
ليجد الطفلين قد إستيقظا للتو بينما 
يارا كانت نائمة أخبرهم ان يتحركوا 
بهدوء حتى لا يوقضوها ثم أخذهم للأسفل
و طلب من المحل الذي تعود على شراء 
ملابس يارا الصغيرة منه أن يرسلوا له 
مجموعة من ملابس الأطفال من أجل طفليه
و كذلك ملابسا أخرى من أجل يارا زوجته 
فقد لاحظ ملابسها البسيطة التي كانت 
ترتديها 
تناول معهم طعام الإفطار و قد إستمتع كثيرا 
في المطبخ و هو
يعد لهم طعامهم المفضل 
ثم ساعدهم في الاستحمام و تغيير ملابسهم 
حتى دقت الساعة العاشرة صباحا ليرسل 
ريان حتى يوقظ والدته التي تأخرت كثيرا 
في النوم 
خرج من الغرفة و هو يمسك بأيديهم 
ليجد يارا تقف أمام باب الجناح و يبدو أنها 
قد خرجت للتو حتى تبحث عنهم ركض 
نحوها سليم حتى ترى ملابسه الجديدة 
لتبتسم له يارا التي كانت ترتدي فستانا
بسيطا ذو لون داكن و معه حجاب
 



جعل 
صالح يشعر بالضيق لكنه اضطر إلى مسايرتها 
حتى يكسبها اولا 
صباح الخير 
هتفت بصوت منخفض ثم إبتسمت لطفلها 
الاخر ليجيبها صالح 
صباح النور نمتي كويس 
يارا باقتضاب أه بس صحيت متأخر 
عشان إمبارح نمت متأخر يمكن عشان المكان جديد 
عليا 
صالح بحنو طيب خلينا نفطر و إرجعي
نامي لو عاوزة 
يارا هما الاولاد لسه مفطروش انا هنزل 
أجزلهم الفطار حالا 
أوقفها صالح قائلا لا مفيش داعي هما 
فطروا و إستحموا و لبسوا الهدوم الجديدة
بس عاوزين يفطروا مع مامي عشان متقعدش
لوحدها 
إبتسمت يارا لهم قائلة بجد عملتوا كل داه 
الظاهر إني كنت في غيبوبة محستش بحاجة 
صالح و هو يفرك عنقه بتردد خلينا ننزل عشان 
نفطر و بعدين عاوز أتكلم معاكي في موضوع مهم 
يارا و هي تظن أنه يقصد موضوع بقائها هنا 
تمام 
بعد أقل من ساعة كانا يجلسان في الحديقة 
يراقبان الطفلين الذين كانا يستمتعان باللعب 
في تلك الألعاب الضخمة لتسأله يارا لفضول 
إنت إشتريت اللعب دي إمتى متقوليش 
النهاردة الصبح 
صالح بنفي لا أغلب اللعب هنا ليارا الصغيرة 
أصلي بجيبها تبات عندي يومين كل شهر 
و لما كان عمرها ست شهور مامتها سابتها عندي 
و سافرت مع هشام عشان يتعالج قعدوا كثير 
حوالي سنة عشان كده يارا قريبة مني جدا و بتعتبرني أبوها الثاني 
صمت قليلا و هو يتابع و قد تحشرج صوته 
و هو يحكي لها بعض الأحداث التي حصلت 
في الماضي 
انا اللي سميتها يارا على إسمك كنت مقرر
أسافر أمريكا و مرجعش مصر ثاني بس لما عرفت 
إني إنجي حامل ببنت مش عارف إزاي غيرت
رأيي و فضلت اربع سنين عايش چثة من غير 
روح كنت حاسس بڼار جوايا مش عايزة
تطفى حتى بعد ما ماتوا هما الاثنين كنت فاكر 
إني هرتاح بس بالعكس فضلت سنتين بتعالج 
عند دكتور نفسي بس من غير فايدة لغاية 
ما عرفت إن مفيش حاجة هتريحني غير المۏت 
بس إمبارح لما شفتك حسيت إن العالم وقف
حواليا مبقتش سامع اي 
صوت أو شايف حد غيرك إنت و لما عرفت 
إن أنا عندي ولدين 
مسح دموعه التي ملأت عينيه و هو يتابع 
مش قادر أوصفلك إحساسي كنت زي 
اللي قضى حياته في اوضة ظلمة و فجأة 
شاف النور لو عايزة تبعدي عني و تاخذي 
الولاد انا مش هقدر امنعك و مش هسيب 
حد يتعرضلك بس انا مش عايز أرجع 
الظلمة ثاني خليكي هنا و انا اوعدك مش 
هتشوفيني أبدا انا بس عايز اشوف ولادي 
مش هقدر أعيش من غيرهم انا هفضل 
في الاوضة اللي تحت و إنت خليكي فوق 
مع الاولاد هنقل هدومي و هديكي مفتاح 
الجناح إعملي أي حاجة المهم خليكي هنا
متحرمنيش من ريان و سليم 
كان يائسا لدرجة جعلت يارا تشفق عليه 
لم تر به صالح الجبار 
الذي لم تكن تتنفس في الماضي إلا 
بأمره و لا ذلك القاسې الذي كان يستمتع 
بعڈابها لتهتف دون شعور منها 
لا انا مش همشي بس خلي طنط 
أم إبراهيم تيجي تعيش معانا هنا 
هز صالح حاجبيه بدهشة من سهولة 
موافقتها فهو كان يعتقد أنها لن تقبل 
و ستخبره عن رغبتها بالرحيل ليوافق 
على طلبها على الفور رغم تنبأه بأيام 
صعبة في المستقبل بسبب تلك المرأة 
التي من الواضح انها ستحول حياته إلى چحيم 
اعملي اللي إنت عاوزاه البيت داه بيتك 
إنت و الاولاد إعتبريني ضيف 
علقت يارا من جديد متذكرة 
بس هي عندها بنتين 
صالح بلامبالاة خليهم ييجوا الفيلا كبيرة 
و فيها اوض كثيرة 
أم إبراهيم لديها فتاتين أصغر من سارة 
مليكة و سهى التي تدرس في الثانوية 
العامة لذلك فإن يارا تعتقد أنها لن تقبل 
بوجود رجل غريب معهم تحت سقف واحد 
قاطع هدوئهم صوت أروى من ورائهم و التي 
لم تكن لوحدها بل كانت بصحبة سيلين 
و إنجي و طبعا الاطفال مما جعل صالح 
يشهق بفزع فمجيئهم قد أفسد عليه خلوته
مع زوجته و أولاده 
إحنا جينا يلا يا عيال إنتشروا 
أنزلت صغيرها زين على الأرض ليركض 
الأطفال نحو الألعاب في منظر جعل 
يارا تضحك على مظهر صالح الذي 
زم شفتيه پغضب و كأنه طفل غيور 
وجد طفلا آخر في حضڼ والدته
إيه اللي جابهم دول انا عايز اقعد 
مع مراتي و عيالي الله يارا اطرديهم
حالا إتصرفي 
ردت عليه إنجي التي وضعت يارا الصغيرة 
على ذراعه يارا صدعتني من إمبارح 
و هي بټعيط عاوزة تيجي تلعب عندك 
تمسكت به الصغيرة ليحتضنها صالح مربتا
على ظهرها فهي كانت متعلقة به كثيرا 
و قد سمعت الجميع يتحدثون عن عودة 
أطفاله و هذا يعني انه سوف ينساها 
و لن تنعم بدلاله من جديد 
هتف صالح مطمئنا إياها مكلمتينيش ليه 
عشان أجيبها 
إنجي و هي تجلس بجانبه مكناش عايزين 
نزعجك 
صالح بلوم متعمليش كده ثاني عشان البنت نفسيتها هتتعب أكيد قلتيلها إن خالك بقى عنده اولاد و مش هيفضل يهتم بيكي زي زمان 
إنجي انا حاولت افهمها الحقيقة عشان 
تتعود من دلوقتي 
تدخلت يارا تتعود على إيه يا نوجة 
دي طفلة مش هتفهم الكلام سيبيها تتدلع 
على خالها داه حتى لايق عليها الدلع مشاء الله 
زي القمر 
مدت نحوها ذراعيها حتى تحملها لتنتقل 
نحوها الصغيرة بسعادة لكن حضور سليم 
المفاجئ الذي كان يراقب ما يحصل منذ 
قدوم اولئك الغرباء اللذين أتوا بالأمس أفسد 
الأمر حيث زمجر بصوته الطفولي يريد إبعاد
هذه المزعجة التي تنتقل بين والديه 
إنت سيبي مامي و روحي عند مامتك اهي 
أشار لها نحو إنجي لينفجر الجميع ضحكا
على هذا الغيور الذي يبدو أنه قد أعلن الحړب باكرا 
لتهتف أروى معلقة پشماتة 
الواد داه عسل
أقسم بالله ههيعلم البت 
المتدلعة دي الأدب عشان تبطل تشوف 
نفسها على العيال 
الفصل السادس و الثلاثون من رواية هوس من اول نظرة
الجزء الثاني 
بعد اسبوع 
كانت يارا تجلس في حديقه الفيلا
تراقب أطفالها و هم يلعبون بتلك الألعاب
العملاقة التي أدمنوها بينما كان صالح ينظر
إليهم من شباك غرفته من وراء الستائر
فبعد ذلك الاتفاق معها لم يعد يظهر كثيرا
أمامها فقط لأجل رؤية أطفاله 
جفل و هو يستمع إلى صوت هاتفه يرن
ليسحبه على الفور من جيب بنطاله ما إن
رأى هوية المتصل حتى زفر بحنق قبل أن 
يجيبه 
عاوز إيه
اتاه صوت سيف الساخر من الجهة الأخرى و هو يضحك بتسلية 
قطعت حاجة مهمة صح 
صالح متذمرا بوقاحة 
لا يا خويا إطمن لسه بحضن المخدة و أنا 
نايم 
تعالت قهقهات سيف مما جعل صالح يلوي شفتيه
بامتعاض معلقا 
انا مش عارف اعمل إيه ثاني عشان ترضى 
عني و تديني فرصة ثانية 
سيف بتشفي 
تستاهل اهو ربنا بيعاقبك عشان مفكرتش في 
غيرك و بوزت علينا حياتنا منك لله يا مفتري 
ظهري بقى بيوجعي من نومة الكنبة 
صالح بتهكم و هو لا يزال يراقب عائلته الصغيرة 
بينما قلبه كان يتضحم بداخله من شدة 
السعادة و لو انها ناقصة قليلا لأن علاقته 
بيارا لا تزال جافة 
يا عم انا بقالي خمس سنين مجبتلهاش 
هدايا فقلت أعوضها إنما إنتوا نسوانكوا 
اللي طماعين 
سيف باستنكار 
بقى هما اللي طماعين و إلا إنت إيدك الي بقت 
فالتة يا مبذر بقى يا مفتري في حد يجيب 
لمراته كل يوم هدية ثلاثين هدية من يوم ما 
رجعت و كل واحدة
أغلى من الثانية إيه عاوز توصل لفين إنت 
كده بتخرب بيوت حرام عليك يا شيخ 
بيوت أحفاد عزالدين بتتعرض لإنقلابات 
و قريب جدا هتتحول لحروب و معارك 
و إحنا غلابى داه هشام لسه مكلمني 
قال إن أختك مطينة عيشته و إمبارح رجع 
بعد الفجر من المستشفى يرضيك يحصل 
كده في اولاد عمك 
صالح و هو يمط شفتيه براحة معلنا 
عن تشفيه 
يرضيني راجل و بيدلع مراته إنتوا مالكوا 
سيف بهمس طب قلي جبتلها إيه النهاردة 
عشان انا سريري واحشني و السلطات العليا 
مش هتسمحلي غير لما اعمر البايانات و أستوفي
كل شروط مطلب الرجوع بتاعي 
صالح بضحك 
لا مسيطر ياظ انا من رأيي تأخذها 
يومين سياحة
في جزيرة الأسدات و هي 
هتتضبط لوحدها 
تنحنح سيف و هو

يعاود سؤاله من جديد 
ها هتكح إيه النهاردة 
صالح بغرور 
تؤ خليها مفاجأة انا هبهركوا النهاردة 
أنصحك تجهز أسلحتك للحرب 
إنت و اولاد عمك 
شهق سيف بړعب مصطنع و هو ينظر نحو 
كلاوس الذي كان يجلس أمامه بأريحية 
يتابع الحديث بكل هدوء و شبه إبتسامة 
خبيثة نمنت على شفتيه للتو 
سيف و هو يبتلع ريقه بصعوبة مشيرا 
له بأن ينقذه على الفور ليومئ له كلاوس 
برأسه أن إصبر قليلا 
يبقى الهدية غالية حرام عليك إحنا 
عندنا عيال و بنحوشلهم عشان مستقبلهم 
صالح بلا مبالاة 
و لا يهمني كفاية عليكوا خمس سنين 
محڼ 
سيف بضيق طول عمرك حقود و عنيك مدورة 
صالح بخبث طب إقفل عشان أروح اجهز الهدية 
أصلها محتاجة وقت عشان تتضبط 
أمسك سيف بتلك الورقة التي كتبها له 
كلاوس منذ قليل ليقرأ ما بداخلها قائلا 
لا إستنى أصل كلاوس بيقلك انه عاوز 
يطلب منك الطلب اللي وعدته بيه لما مراتك 
رجعتلك الفيلا 
صالح بلهفة و انا جاهز هو يأمر بس 
سيف و هو يخفي ضحكته بعدما قرأ 
الورقة الثانية 
بيقلك إنه عاوز عربية الرولز رويس 
اللي وصلتلك النهاردة 
صالح بردح و قد جحظت عيناه حتى كادتا
إن تخرجا من محجريهما نعااام سمعتي 
ثاني يا خويا عاوز إيه دي هدية يارا 
أقسم بالله لو قرب منها هقتله الكلب
رويترز بتاعك داه مفيش حاجة بتتخبى 
عنه هو عرف منين إنطق 
تعالت قهقهات سيف بينما كان كلاوس 
يبتسم بهدوء و يكتب على ورقة أخرى 
مستمتعا بإثارة جنون صالح الذي كاد 
يجن عندما إكتشف انه على علم 
بتلك المفاجأة التي حرص بكل جهده 
على إخفاءها عن الجميع لكن كلاوس 
بطبعه لا تخفاه خافية قدم الورقة 
لسيف الذي بدأ بقرا تها بصوت عال حتى 
يسمعه صالح الذي كان لا يزال ېصرخ و يشتم 
كلاوس 
بيقلك إن إنت وعدته و وعد الحر دين 
لانت نبرة 
صالح بعد أن ايقن ان القوة لن تنفع معه 
لذلك لجأ إلى إستمالة قلبه 
طب قله يطلب أي طلب ثاني و انا
رقبتي ليه المهم العربية دي لا 
سيف ممثلا الأسف عليه 
بس هو عاجباه الرولز البيضاء 
صالح بصوت باك طب قله هجيبلك
غيرها اسبوع بالكثير و تبقى عندك 
واحدة أحلى منها بس دي لا 
سيف مدعيا الضيق يبقى انت كده ملكش 
كلمة و مستحيل هنثق فيك ثاني يلا 
هبقى اجيبله انا واحدة غيرها 
صالح بتذمر اللي يسمعك يقول انه ناقص 
فلوس داه بقى شريك معاك في شركتين 
و غير الاسهم اللي انا إديتهاله هدية 
سيف يعني انت بتعدله 
صالح و قد تدارك نفسه يا عم بعد إيه 
انا عنيا ليه و هزودله نسبة الاسهم لو عاوز 
بس يرضى عننا داه إحنا من غيره و لا حاجة 
سيف ممم شغل الشحاتين داه ميمشيش 
معانا هو عاوز العربية و إلا بكرة الصبح 
هتلاقي الست ام إبراهيم علي الباب 
صاح صالح باستنجاد و قد شحب وجهه 
بفزع ابوس إيد ولادك الاثنين اعمل اي حاجة 
إلا ام إبراهيم اما مصدقت رجعت بيتها 
دي جات زيارة على اساس يومين خللت 
شهر هنا كل ما آجي أتكلم مع يارا 
عشان أصالحها ألاقيها قدامي زي ال و إلا 
بلاش دي مهما كان اللي ربتلي عيالي بس 
و الله دي ست مفترية و بتجر شكل بقيت 
عامل محترم قدامها و مش قادر أناقشها 
عشان متحرضش يارا عليا و كل داه مش 
عاجبها 
سيف و هو يتبادل النظرات الخبيثة مع 
كلاوس
يبقى تتنازل العربية 
صالح و هو يشتم و بدعو عليهم 
عاملين رباطية عليا يا واطي يا 
إنت و هو طب ماشي خليه ياخذها 
حر و ڼار في چتته 
همس بصوت باكي و ينطق بالكلمات الأخيرة 
هو لكنه ما لبث أن إنتفض
بړعب عندما أتاه صوت كلاوس العميق 
سمعتك على فكرة و تصدمت فيك مكنتش 
عارف إنك بخيل كده الحمد لله إني رفضت 
عرضك و فضلت أشتغل مع سيف باشا 
غمزه سيف
 



و الذي كان يقهقه باستمتاع 
خاصة بعد أن سمع صالح يجيبه 
يعني لو اديتك العربية هتقبل تشتغل معايا 
و تسيب المعفن اللي قدامك يا كلاوس بيه 
سيف متدخلا و هو يشتمه بألفاظ نابية 
بقى انا معفن يا داه انا حتى كنت بفكر 
اتدخلك عند كلاوس عشان يسيبلك العربية 
و يطلب بدالها حاجة ثانية بس متستهالش 
المساء عاوز العربية قدام الشركة و انا 
بنفسي هبعثها لزيزي ممثلة مشهورة 
معجبة بصالح منذ سنوات و هو يتهرب منها 
و هقلها صالح بيقلك دي عربون محبة يا بيبي 
و إبقى قابلني لو يارا قعدت في بيتك 
نص ساعة بعد ما تعرف 
صالح بذهول إنت عايز تخرب بيتي ياظ 
سيف بتشفي عشان تحرم 
صالح ربنا على المفتري 
سيف انت هتحسبن علينا شكلنا هنزود 
العقاپ إديله يا كلاوس داه لسه بيتنفس 
صالح ما انتوا عاوزين تقشطوني الهدية اللي 
حيلتي حرام عليكوا بقالي اسبوع بجهزهالها 
أخوكوا لسه أعزب و عاوز يخش دنيا سماح المرة 
دي تكسبوا فيا ثواب 
سيف بتفكير قبل أن يفاوضه 
ماشي بس دي آخر هدية 
صالح بفرحة ماشي سلام 
أعاد الهاتف إلى جيبه و هو يتمتم 
بتسلية 
في المشمش داه انا دلوقتي بس إبتديت 
و مش هبطل إلا ما أشوفكوا نايمين في 
جناين بيوتك ا اووووف هما راحو فين يقصد 
يارا و أطفاله 
اكيد دخلوا عشان وقت الغدا دلوقتي طب انا 
هروح أحاول معاها بس الاول هضبط شكلي 
وقف أمام المرآة ليرتب ملابسه و يرش الكثير 
من عطره المفضل ثم خرج من غرفته التي تقع
في الطابق السفلي و التي أصبح يعتكف فيها معظم 
وقته عندما يعود من عمله حتى أطفاله كان نادرا ما يراهم إلا إذا أرسلتهم يارا له أو يخرجهم يوم 
الاجازة إلى مدينة الملاهي مكتفيا بمراقبتهم من وراء زجاج النافذة كان مستعدا للقيام 
بكل ما تريده المهم أن تظل أمام ناظريه 
كان ينظر نحو الدرج عله يلمحهم حتى شعر 
بشيئ يجذبه من بنطاله ليخفض بصره للأسفل 
إبتسم بحنو عندما وجد صغيره ريان 
بطالعه بدهشة و هو يقول له 
بابي انت جيت من الشغل 
إنحنى صالح علي الفور بعد أن عجز عن 
مقاومة ظرافته و حمله بين ذراعيه مقبلا 
إياه بقوة و هو يغمغم 
أنا ممكن آكلك على فكره 
دغدغه بذقنه الخشنة لينتفض الصغير 
ضاحكا و هو يجيبه ببراءة 
مامي بتحضر اكل جوا مش تاكلني انا 
يا بابي 
توجه صالح به نحو المطبخ و هو لا زال 
يحمله لتزداد إبتسامه أكثر عندما وجد 
يارا تقف وراء الموقد 
تحدثت دون أن تلتفت وراءها ظنا منها 
إحدى الخادمات بعد أن سمعت صوت 
دخول أحدهم 
الولاد غسلوا إيديهم كويس 
تحدث ريان مجيبا إياها 
سليم لسه جوا الحمام و انا جيت 
مع بابي هو جعان و كان عاوز ياكلني 
مامي ممكن تديله شوية أكل 
ضحك صالح و هو يراقب يارا التي
إنتفضت فجأة و إستدارت حتى تتأكد 
من كلام طفلها تلعثمت و هي تتحدث 
طب أقعدوا و انا خمس دقائق و هحط
الأكل مكنتش عارفة إنك هنا 
عبس صالح بحزن بعد أن شعر بأنها لا ترغب 
في وجوده ليهتف معتذرا 
لا أنا كنت طالع بس لقيت ريان برا 
قلت أشوف الولاد قبل ما أخرج أصلي 
بقالي يومين مشفتهمش 
لا تنكر يارا انها شعرت بالقليل من الأسف 
عليه فهو طوال الايام الماضية يحاول 
إرضاءها بكل الطرق بدء من تلك الهدايا 
التي كان يتركها لها يوميا أمام باب 
الجناح و رسائل الإعتذار التي يرسلها لها
لها كل ليلة و إنتهاءا بظهوره النادر في
المنزل حتي الطعام كان يتناوله وحيدا 
في غرفته 
و رغم إشتياقه لأطفاله الذي كان واضح في عينيه 
إلا أنه من أجلها كان يضحي ارغمت نفسها 
على تقبل وجوده لتهتف بنبرة لا مبالية 
إنت ممكن تقعد تتغدى معاهم 
تهللت أساريره فرحا ليحتضن ريان 
بقوة و هو يهمس له قائلا 
انا جبت لماما هدية جديدة 
ريان بحماس بجد يا بابي طب هي 
فين إنت حطيتها فوق قدام الباب 
صح انا ممكن أطلع أجيبها 
صالح بضحك لا هي برا في الكراج 
أصلها كبيرة اوي و إنت مش هتقدر 
تجيبها 
فكر الصبي قليلا قبل أن يهتف بحماس 
ممم انا هقول لسليم يروح معايا و نجيبها 
سوى بس انا اللي هفتحها أصل سليم 
هو اللي فتح هدية إمبارح 
صالح بهمس و هو ينظر نحو يارا التي كانت 
منشغلة بتحضير الطعام 
هي ماما عجبتها الهدية 
ريان بصوت عال 
أيوا يا بابي بس مش تجيب أرنوبات 
ثاني عشان مامي نيمتها عندها و خذت مكاني 
انا كنت هرميها من البلكونة بس سليم 
قلي هتتوسخ بالتراب تحت 
شهق صالح و هو يضحك يعني انت كنت
هترمي
هدية بابي في الأرض 
ريان بغيظ 
عشان مامي مش تنيمها عندها دي إبقى
جيب مجوهرات اللي بتبرق دي و إلا 
شكلاطة انا عاوز شكلاطة على شكل 
قصر زي بتاع المرة اللي فاتت 
صالح إنت تأمر يا روح بابي 
صاح سليم الذي دلف المطبخ للتو 
و هو يركض فرحا عندما شاهد والده 
بابي 
إلتفت نحوه صالح ليقفز الصغير 
الذي إلتقطه صالح على الفور همس 
بصوت خاڤت في أذن ريان الذي 
إبتسم بحماس و أومأ له بالايجاب 
ثم انزله على الأرض 
خرج صالح بسليم متجها به نحو 
المرآب و هو يقبله تارة و يحدثه تارة 
أخرى 
لم يطل الوقت كثيرا حتى ظهرت يارا 
ممسكة بيد ريان الذي كان يجرها أمامه 
و يحثها على الإسراع بصوته الطفولي 
يلا يا مامي إنت ليه بتمشي زي السلحفة 
يارا و هي تسأله 
ريان إستنى إنت واخذني على فين 
ريان مش قلتلك إنها مفاجأة يا مامي 
دلفت يارا المرآب لتجد صالح مستندا 
بظهره على سيارته و هو يحمل سليم 
بين ذراعيه إستقام على الفور عندما 
رآها و إتجه نحوها 
أنزل سليم على الأرض بجانب أخيه 
و اخرج عدة أوراق من جيب سترته 
الداخلي و أخرج منهم ورقة صغيرة و 
ناولها إياها 
أخذتها يارا دون جدال رغم أنها ستموت 
و تعرف مالذي يحصل شهقت و هي 
تضع يدها على فمها ثم رفعت نظرها 
نحو صالح هاتفة بعدم تصديق 
دي رخسة السواقة بتاعتي و متجددة 
كمان 
صالح انا جددتهالك و النهاردة جهزت 
على فكرة كل أوراقك لسه عندي هبقى 
ابعثهالك مع الشغالة بعدين انا كنت مستني 
أجدد الرخصة عشان أرجعهم ليكي كلهم 
مرة واحدة 
يارا بهمس ورقد أدمعت عيناها 
انا بجد مش عارفة أشكرك إزاي 
صالح و هو ينحني لاطفاله 
ممكن تعزمينا على الاكل برا بس 
إنت اللي هتسوقي 
يارا بتردد بس أنا بقالي كثير مسوقتش 
صالح و هو يدعي الحزن 
يعني ارجع العربية 
يارا بعدم فهم عربية إيه 
ناولها صالح بقية الأوراق ثم سار 
نحو إحدى السيارات التي كانت مغطاه 
بقماش أسود لينزعه من فوقها لتظهر 
من تحته سيارة من نوع رولز رويس بيضاء موديل 
2022 
إلتفت نحو يارا التي رفعت رأسها بذهول 
بعد أن أمضت حوالي دقيقة و هي 
تقرأ ما دون في الأوراق عن سعر السيارة 
و نوعها 
هتفت و هي تسير بآلية نحوها مغمغمة پصدمة 
دي ليا أنا 
صالح علي الفور 
و لو مش عاجباكي نغيرها فورا 
يارا و هي تنظر له و كأنه برأسين 
بس دي غالية أوي 
صالح و هو يستدير ليفتح لها الباب 
متغلاش عليكي يلا جربيها في الجنينة 
عشان تكوني إنت أول واحدة تسوقها 
و بعدين هنطلع كلنا نتغدى برا طبعا 
داه لو انت قبلتي 
أومأت له بإيجاب و هي لا تصدق 
بأنه أحضر لها هدية غالية كهذه صحيح 
انه طوال الشهر الماضي كان يرسل لها 
الهدايا الغالية من مجوهرات ثمينة و ملابس 
عطورات حتى الدمى و الألعاب لكن هذه
لم تخطر على بالها أبدا 
افاقت من ذهولها على صوت بوق السيارة 
قبل أن يتحدث ريان الذي أخرج رأسه من 
نافذة السيارة 
يلا يا مامي 
إكتشفت انها كانت شاردة لوقت طويل 
لتخفض بصرها على الفور نحو ملابسها 
العادية قبل أن تخبرهم انها سوف تذهب 
و تغيرها ثم ستعود على الفور 
قبل صالح طفليه و هو يتنهد براحة 
مقررا انه سوف يستغل الفرصة و يحاول 
إقناعها
بأن تمنحه فرصة حتى يبدآ حياة 
جديدة 
مساء في فيلا فريد عزالدين 
رمت أروى الوسادة الأخرى

في إتجاه 
فريد الذي كان ممددا على الاريكة و يشاهد 
أحد البرامج السياسية بتركيز غير مبال 
بزوجته التي تكاد ټنفجر من شدة الغيظ
من بروده 
أقسم بالله عمري ما شفت حد بارد زيك 
طلقني يا فريد طلقني بكرهك 
رمقها يملل و هو يرمي الوسادة على 
الأرض قائلا 
فكريني بكرة الصبح دلوقتي مش 
فاضي 
أروى بصړاخ 
يعني البرنامج البايخ داه أهم مني قلتلك 
طلقني حالا مش هستنى لبكرة الصبح 
تجلس فريد و هو يمسح وجهه مستدعيا كل 
ذرة صبر لديه قائلا ليتحدث بهدوء تام 
عاوزة إيه يا أروى 
أروى 
سيف جاب لسيلين شنطة بمليون دولار 
و عربية بثلاثة مليون جنيه أخوك جاب لمراته 
عربية رولز رويس آخر موديل منقوش عليها 
إسمها و انا و لا مرة 
شفتك داخل عليا بكيس بطاطس حتى 
رفع فريد حاجبيه بشك و هو يذكرها 
يعني أنا مجبتش شنط و لا جبت مجوهرات 
و لا عربيات 
اروي باستدراك أيوا جبت بس انا عاوزة 
هدايا كل يوم زي يارا إش معنى هي 
فريد تفتكري ليه مش عشان هي مخدتش 
من جوزها و لا هدية من خمس سنين و هو 
حب يعوضها مش يمكن هو غلط معاها 
و عاوز يعتذرلها و يكسبها من ثاني طب 
إيه رأيك أعاملك زي ما صالح كان بيعاملها 
زمانو انا مستعد بعدها أجيبلك كل يوم 
هديتين مش واحدة 
إبتلعت أروى ريقها بصعوبة عندما تذكرت 
معاناة يارا في الماضي ليلين صوتها 
محاولة إقناعه 
طب مش لازم رولز دي أنا قابلة 
حتى فاراري قصدها عربية فيراري 
تأفف فريد بصوت عال و هو يستقيم من 
مكانه متجها نحو باب الجناح قائلا 
پغضب داه أنا اللي هفر منك تصبحي على 
خير انا هنام في اوضة زين 
لحقته أروى حتى تقنعه مرة أخيرة 
طب إستنى نتفاهم طب إيه رأيك 
في بنتلي هو عمر كمال أحسن مني 
طب سكودا و الله راضية حتى بتوك توك 
المهم 
إنتفضت و هي تتراجع إلى الوراء بعد أن 
أغلق فريد الباب وراءه لتخرج لسانها 
بسخرية منه قبل تتمتم بغيظ 
طب إثبت على رأيك و متجيش 
بعدين تتسحب في انصاف الليالي 
عشان تعتذر هي الرجالة بقت بخيلة 
كده ليه داه بيذلتي بالعربية الجديدة 
اللي حابهالي الشهر اللي فات لا دي 
لازمتها قعدة مع نوجة و سولي إحنا 
لازم نرجع نسيطر ثاني من يوم ما البت 
يارا رجعت و إحنا فقدنا هيبتنا 
أخرجت هاتفها لتتصل بالفتيات حتى 
يجدن حلا 
الفصل السابع و الثلاثون النهاية من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني 
بعد مرور يومين 
دلفت هدى والدة سيلين فيلا صالح و هي
تدفع أمامها الكرسي المتحرك الخاص بسناء
رحبت بها يارا ثم إنحنت لتقبل والدة صالح لكنها
دفعتها قائلة 
إنت مين
رفعت رأسها نحو هدى و هي تضيف 
مين دي إنت جبتيني لفين 
ضحكت هدى و هي تشير ليارا بعينيها أن تعذرها 
بينما تجيب سناء 
دي يارا مرات إبنك صالح اللي فضلتي 
تزني عليا عشان أجيبك تشوفي عياله 
تمتمت سناء بتفكير هو صالح أتجوز و بقى 
عنده عيال 
مصمصت شفتيها بحركة شعبية جعلت يارا 
ټنفجر ضحكا فهي بالتأكيد قد تعلمتها من أروى 
لأن سناء لطالما كانت سيدة أرستقراطية ملقيتش وصف ثاني في تصرفاتها و تعالت ضحكتها 
اكثر عندما سمعتها تكمل 
و داه مين اللي هتتجوزه على طول 
مكشر و مش بيضحك غير بمواعيد 
دعتهم يارا للدخول لتدفع هدى الكرسي أمامها 
حتى وصلت إلى الصالون و هي تسألها 
أمال فين الاولاد 
يارا
ثواني هندهلهم أصلهم جوا مع 
باباهم 
هدى بأسف هو إنت لسه مصرة على قرارك 
يارا و هي تخفض رأسها بتوتر و الله مش 
بإيدي انا اللي عشته مع صالح كانت صعب اوي 
بقالي خمس سنين بعيدة عنه و أنا لسه بحلم بكوابيس إنت يمكن مكنتيش موجودة معانا 
بس اكيد أروى و إنجي حكولك انا شفت منه إيه 
هدى محاولة الصلح بينهما بس مش يمكن 
قربك منه يكون هو دواكي
 



أحيانا بيكون 
السم هو المړض و في ذات للوقت الدواء 
انا يمكن مكنش حاضرة على عذابك بس 
كنت موجودة و شفت قد إيه هو ټعذب كمان 
و دفع الثمن أضعاف 
يارا بتصميم بس انا مكنتش السبب 
في معاناته 
هدى بخبث بعد أن لاحظت عصبيتها 
طب ما تخليكي معاه و ټنتقمي منه زي 
ما إنت عاوزة 
يارا و هي ترفع حاجبيها باستغراب قصدك 
إيه لا انا مش بتاعة الحركات دي دي 
تعملها واحدة عاوزة تفضل مع جوزها 
إنما أنا خلاص مش عاوزاه هو بس لو يسيبني 
في حالي 
هدى بضيق من عنادها فرغم أن إنجي 
و سيلين أخبرتاها أنهما حاولتا بشتى 
الطرق إقناعها أن تظل معه بأي شروط 
تريدها لكن رفضت أي إقتراح متنسيش 
إن إنت اللي إبتديتي هو كان بيحبك 
بجد و كنتي بتضحكي عليه حطي نفسك 
مكانه صالح اول مرة عرف الحب على 
إيديكي و كان مستعد يضحي بعيلته 
عشانك و إنت عارفة بابا كان صعب 
إزاي حتي انا مرضيش يسامحني غير لما 
كنت ھموت خلاص 
كان مبسوط اوي بيكي و بيخطط لحياته 
معاكي كان مستعد يجيبلك نجمة من السماء 
بس إنت كنتي عاملاه لعبة و بتستغفليه 
لا و مش كده و بس كل اصحابك عارفين 
يعني خليتي اللي يسوا و اللي ميسواش 
يضحك عليه هو صح كان زودها كثير 
معاكي بس داه عشان كان مجروح منك
أوي على قد جرحه على قد إنتقامه 
و رغم كده هو معرفش يكرهك بالعكس هو 
حبك أكثر و كان ناوي يعتذر منك و يبدأ 
معاكي حياة جديدة خصوصا لما بقيتي 
حامل انا مش هبررلك أفعاله و لا بقلك 
سامحيه بس هو أجبرك تقعدي معاه عشان 
عارف لو خيرك مش هتفضلي دقيقة 
جنبه فهو كان بيداري حبه ليكي ورا قسوته 
و متنسيش كمان إن هو كان ضحېة زيك 
و لعبوا بيه 
يارا يا سلام يعني انا اللي طلعت غلطانة 
طب انا بعترف إني غلطت معاه بس انا 
كنت صغيرة وقتها في أولى جامعة 
داه انا كنت غلطانة حتى مع نفسي 
كانت غلط أكيد مش هبقى كويسة مع
ناس غيري و يمكن داه اللي مخليني 
هادية دلرقتي عشان حاسة إني ربنا 
حط صالح في طريقي و كل العڈاب 
اللي شفته على إيديه كان تكفير على 
ذنوبي بس خلاص كفاية انا تعبت 
أوي و من حقي ارتاح انا عاوزة أبعد عن 
هنا و اربي ولادي مش عاوزة حاجة 
ثانية منه خليه يتجوز اكيد هيلاقي 
ست ثانية يبدأ معاها حياة جديدة و ينساني 
رمقتها هدى بأسف و هي تقول ربنا يهدي
سركوا و آلله حرام اللي بيحصل داه 
طب فكري ثاني عشان الاولاد كفاية 
تحرموا من أبوهم طول السنين دي داه
في حد ذاته عقاپ قاسې أوي لصالح انه 
يكتشف ان كان عنده اولاد و هو ميعرفش 
و لما عرف امهم عاوزة تأخذهم منه 
صاحت يارا بعد أن شعرت بأن الجميع 
يضغط عليها فبعد ان خرجت مع صالح 
و الاولاد في سيارتها الجديدة تحدثا 
و حسما الأمر بينهما حيث رفضت يارا 
طلبه و قرر صالح إخبار الجميع و من يومها 
و هم يتناوبون على إقناعها حتى تعبت 
حرام عليكوا كفاية انا مش مستحملة 
يعني عايزيني أنسى و أرجعله
حطوا نفسكوا 
مكاني عاوزيني اترمي في حضڼ الراجل 
اللي حطمني و خلاني اشوف العڈاب الوان 
على إيديه اولاد مين اللي بتتكلمي عنهم 
مش هما دول نفسهم اللي كان هيقتلهم 
و هما لسه في بطني و لو مهربتش 
كان زماني مدفونة تحت التراب من سنين 
انا و هما هما حكولك انا كام دخلت المستشفى 
بسببه و كام مرة فريد و أروى خلصوني 
من إيديه و انا خلاص ھموت كام مرة هددني 
انا قلتله كام مرة اطردها دي پتكرهني عشان
فاكرة إني خطڤتك منها بس هو رفض و خلاها
لغاية ما حطتلي الدواء بتاع الإچهاض 
و صالح بيه اللي حضرتك بتدافعي عنه بدل 
ما يتأكد لقى أسهل طريقة إنه يعاقبني 
جرني من شعري و انا بلبس النوم 
في عز البرد و قدام عيلته كلها و الخدامين 
و الجاردز بهدلني و شتمني و داس 
على كرامتي و سجني في اوضة ثلج 
مفيهاش حتى مفرش اضطريت أثق 
في عدوتي اللي كانت مأجرالي مچرم 
سارة انا كنت ھموت انا و أولادي 
مسحت دموعها بسرعة التي ملأت وجهها
ثم اكملت بصوت جامد 
طنط هدى إنت عارفة انا بحبك و بحترمك قد إيه 
بس صدقيني داه لو حصل لسيلين عمرك ما كنتي هتوافقي إنها تدي فرصة ثانية لجوزها 
انا مش هحرمه من أولاده يجي يزورهم في 
اي وقت و ياخدهم يقعدوا معاه قد ما 
يحب و انا عارفة و متأكده انه يقدر ياخذهم 
مني على طول بس انا سايبة الموضوع داه 
لضميره تفضلي اقعدي إحنا خدنا الكلام 
و مضيفتكيش و لو إنك صاحبة البيت 
إلتفتت نحو سناء لتسألها و إنت يا طنط 
سناء تشربي إيه 
رفعت لها سناء إحدى الدمى الخاصة 
بلجين و هي تجيبها شوفي فستانها 
حلو إزاي 
رمقتها يارا بشفقة و هي تتنهد بحسرة 
كم الحياة غدارة تستطيع ان تأخذ منك 
كل شيئ في لحظة واحدة و هي قد أخذت منها 
أهم شيئ صحتها و عقلها فمن كان يتصور
ان هذه هي نفسها سناء تلك السيدة الجميلة الأنيقة 
هتفت هدى و هي تعلق ممكن تندهي 
سليم و ريان 
كانت يارا ستتحرك لكنها وجدت صالح 
يقبل عليهم و هو يحمل الصغيرين و قد 
بدأ من ملامحه الحزينة انه إستمع لكلامها 
زفرت يارا بارهاق بينما تجنب صالح 
النظر إليها و هو يرحب بعمته 
اهلا يا عمتو تفضلي نورتي البيت بس لو 
سمحتي لو جاية عشان الموضوع إياه بلاش يارا 
تعبت و هي بتحاول تقنع الكل برأيها 
انا و هي خلاص خدنا قرارنا 
وضع سليم و ريان على الأرض ثم سار نحو والدته
التي تعرفت إليه على الفور ليقبل يديها 
و جبينها و هي تبتسم له بسعادة 
وقف من مكانه ثم نادى على إحدى الخادمات 
لتحضر مشروبات لوالدته و عمته و كذلك
للأطفال اللذين كانا لازالان يتمسكان به 
فهو منذ قليل عندما كانوا في الداخل 
حاول صالح ان شرح لهما الوضع و أخبرهما 
بأنه سوف يسافر إلى مكان بعيد و لن يستطيع 
المكوث معهم في المنزل و لكنه سوف يزورهم
من وقت لآخر 
كان سليم سليم عابسا بينما ريان يمسك 
نفسه بصعوبة حتى لا يبكي حتى أنهما 
لم يستمعا لكلام والدتهما عندما طلبت منهما ان يقبلا جدتهما و أخبرتهما كذلك أنها أتت خصيصا لكي 
تراهما 
رمقها سليم بجمود ثم إقترب من والده أكثر 
ليلتصق به و كأنه خائڤ ان يختفي كما في 
الماضي أما شقيقه فصاح پبكاء و هو ينفض 
يدها عنه 
إبعدي عني انا مش عاوز أبوس حد 
انا عاوز بابي و بس إنت هتخليه 
يسافر بعيد و نرجع من غير بابي ثاني 
زين و يارا و عمر و لوجي كلهم عندهم بابي 
و دايما معاهم زين قلي إن باباه عمره ما سافر 
ليه إحنا بس اللي بابي يبعد عننا انا مش عايزه 
يسافر عشان خاطر ربنا يا مامي خليه معانا 
اضاف سليم مؤيدا كلام شقيقه لكنه كان
أكثر تماسكا منه فهو لم يكن يبكي مثله 
أيوا يا مامي خليه معانا هو أصلا بيقعد 
طول الوقت برا و كمان لما ييجي بيقعد 
في أوضته لو سمحتي يا مامي هو إنت 
ليه مش عاوزة بابي يقعد معانا داه حتى 
جابلك هدايا كثير المفروض تسامحيه 
بهتت هدى و حدثت في يارا التي كانت 
تخفض رأسها دون أن تبدي ردة فعل بينما 
كان صالح يحاول
النظر إلى أي شيئ 
سوى إلى صغاره اللذين أحرجوه أمام 
عمته هتف و هو يفرك عنقه بخجل 
إنتوا تعلمتوا الكلام داه فين أم إبراهيم 
دي طلعت مدرسة بجد 
نفخ بإرهاق انهك عقله و قلبه و هو 
ينحني إلى الأمام حيث كان صغيريه
يقفان إلى جانب بعضهما ليحدثهما بحزم 
سليم ريان إحنا مش

إتكلمنا جوا من شوية
و فهمتكوا إن بابي عنده شغل و لازم أسافر 
و إني هاجي أزوركوا كل شوية لازمته إيه 
الكلام داه إنتوا عارفين إني بسافر 
عشان أشتغل و اقدر أشتريلكوا لعب حلوة 
و هدوم 
سليم و ريان بصوت واحد 
إحنا مش عايزين حاجة غيرك طب لو 
هتسافر ينفع نروح معاك 
صالح بلوم و نسيب مامي لوحدها 
سليم مقترحا ببراءة خليها تيجي 
معانا 
زفر ييأس و هو يمسح وجهه پعنف لا يدري 
ماالذي سيفعله فطفليه عنيدين و يبدو أنها
قد ورثا هذه الصفة منه و لا يربدان الاقتناع 
بسهولة لكن كيف سيستطيع أن يقنعهما 
بشيئ هو بنفسه غير راض عنه لكنه يفعل 
ذلك من أجلها 
ضمت هدى شفتيها و هي تبكي بصمت 
حزنا على الصغيرين اللذين يحاولان 
بكل براءة أن يجعلا والدتهما تعدل عن 
رأيها لا يربدان ان يعودا يتيمين 
كما في الماضي لكن يارا يبدو من 
وجهها انها مصرة وقفت من مكانها 
لتنسحب من هذه الجلسة التي أتعبت اعصابها و هي تخفي وجهها بكفيها حتى لا يروا دموعها 
أغلقت باب الجناح وراءها ثم إنفجرت 
باكية تشعر و كأنها بين المطرقة و السندان 
الجميع يعارضها حتى طفليها و ما يجعل 
شهور الذنب بداخلها يكبر هو أن صالح 
يحاول إرضائها و إقناع الجميع بقرارها 
و الدفاع عنها 
جلست على طرف الفراش و هي 
تحاول تذكر ما حصل منذ يومين عندما 
كانوا في مدينة الألعاب حيث كلف صالح 
بعض الحرس بمراقبة الصغيرين و إختيار 
الألعاب المناسبة لهما ليستطيع التحدث 
مع يارا بهدوء 
فلاش باك 
صالح بتردد انا كنت عاوز اتكلم معاكي 
في موضوعنا اقصد في حياتنا انا 
حابب إنك تديني فرصة عشان نبدأ حياة 
جديدة و ننسى الماضي عشان الاولاد 
و كمان عشانا 
رفع رأسه يرمقها بترقب ليلاحظ 
دهشتها من كلامه قبل أن تجيبه 
على الفور 
يعني إنت جايبني هنا عشان 
تطلب مني إني انسى اللي فات 
و نعيش حياة جديدة صح 
صالح بتبرير بعد أن لاحظ تصاعد 
ڠضبها أيوا عشان مينفعش نكمل 
حياتنا كده عايشين زي الغرباء
في بيت واحد و مش عارفين هنكمل 
و إلا لا 
يارا و هي ترمقه بسخرية 
هو إحنا كان في بينا حاجة عشان 
نكملها لو ناسي يا صالح بيه انا هفكرك 
بلاش ننبش في الماضي عشان بيزعل 
أوي انا رجعت معاك بس عشان الاولاد 
لكن الظاهر حضرتك فهمتك غلط انا 
مستحيل ارجعلك حتى لو فضلت 
تحاول الف سنة لقدام مستحيل انسى 
إنت عملت فيا إيه طب اقلك على حل 
عشان تريح دماغك إعتبرني مت مثلا 
لما كنت بتضربني و بدخل المستشفى إلا 
لما حضرتك سجنتني ليلتها في الاوضة 
اللي تحت تخيل إني تجمدت من البرد 
مثلا متت و إلا لما المچرم كان بيطاردني 
هي الافتراضات كثيرة بصراحة فاختار على ذوقك 
تنهد صالح و هو يبتسم بحزن فإجابتها 
جعلت لمعة الأمل تنطفئ داخل عينيه 
دمدم بأسف و هو ينظر نحو أطفاله 
اللذين كانا يلعبان سعادة غير مدركين 
لما يحصل حولهما 
انا آسف عشان رغم مرور السنين دي
كلها مقدرتيش تنسي اللي انا عملته 
معاكي انا عارف ان عندك حق و بعذرك 
عشان كده انا هساندك في قرارك 
و هعمل كل اللي إنت عاوزاه بس اكيد 
مش هيأس إنك في يوم تسامحيني 
حولت يارا نظرها هي الأخرى نحو
صغارها غير عابئة بكلامه الذي لن 
يغير من رأيها مهما حصل 
نهاية الفلاش باك 
مسحت دموعها پعنف و
هي تتجه نحو 
الشرفة حتى تستنشق بعض الهواء النقي
لترى في الأسفل هدى و هي تدفع كرسي 
سناء مغادرة الفيلا لا تدري مالذي أصابها 
في تلك اللحظة و كأن شيطانا تلبسها 
لتهرع نحو الاسفل راكضة 
وجدت صالح يحاول تهدأة طفليه اللذين 
كانا لا زالا يتوسلانه حتى لا يغادر 
إتجهت نحوهم و هي تصرخ پغضب ف
لأول مرة تفقد السيطرة على اعصابها أمام 
طفليها 
إنتوا بتعيطوا ليه كل داه عشانه 
إنتوا عارفين ابوكوا داه كام مرة حاول 
يقتلكوا فيها
 



و كام مرة بهدل امكوا و ضربها 
متعيطوش عشانه بكره هتكبروا و تعرفوا حقيقته 
و هتتأكدوا إن أنا عملت الصح عشانكوا يلا 
على فوق عشان نلم هدومنا إحنا هنرجع عند 
تيتة أم إبراهيم 
ضغط صالح شفتيه بقوة و هو يبتسم لإبنيه 
محاولا طمأنتهما خاصة بعد أن ظهر الخۏف 
على ملامحهما من صړاخ والدتهما ثم إلتفت 
نحو يارا ينهرها 
لو سمحتي ميصحش كده دول لسه أطفال 
و مش فاهمين حاجة 
يارا پجنون خليهم يفهموا و يعرفوا 
حقيقتك 
صالح و هو يسايرها بس كده هيكرهوكي إنت مش انا هما هيفتكروا إن إنت اللي بعدتيني عنهم 
يارا بصړاخ ما هما فعلا فاكرين كده إنت 
مسمعتش هما كانوا بيقولوا إيه انا لو خدتهم 
هيكرهوني و لو سبتهم مش هقدر اعمل كده 
مقدرش ابعد عنهم دقيقة واحدة و لو فضلت 
هنا بټعذب انا مش عارفة اعمل إيه 
انا مش عارفة افكر تعبت اوي انا مكتوب عليا 
أعيش حياتي كلها في عڈاب و مش هرتاح ابدا 
همس صالح لطفليه بصوت خاڤت 
ليركضا نحو يارا و هو يقولان بصوت واحد 
إحنا آسفين يا مامي و مش هنعمل كده 
ثاني 
چثت يارا على ركبتيها نحو الاسفل حتى 
تحتضن صغيريها و هي تقبلهما پجنون 
رفعت رأسها بعدها لتجد صالح قد إختفى 
نظرت حولها لكنها لم تجده لتعلم انه قد
غادر او ربما عاد ليعتكف في غرفته حتى لا 
تراه 
أخذت سليم و ريان إلى المطبخ اعدت لهما 
وجبة خفيفة ليأكلاها ثم اخذتهما إلى 
الحديقة حتى يلعبا بينما جلست هي 
على كرسيها تفكر 
كان الوقت ليلا لا تدري بالضبط كم كانت الساعة 
وقتها عندما سمعت طرقا خاڤتا على باب
الجناح 
في البداية قررت انها لن تفتح لكن بعدها 
تراجعت عن رأيها بعد أن تكررت الطرقات 
و صارت اكثر إلحاحا مع مرور كل ثانية 
نظرت نحو أطفالها حتى تتأكد من نومهما 
ثم وقفت لتأخذ روب قميصها و ترتديه على 
عجل 
فتحت الباب لتتفاجئ بصالح يقف أمامها 
و هو في حالة مزرية شعره مبعثر و ملابسه 
ظاهرا جيدا من شدة الكدمات و الچروح التي 
كانت تغطيه 
شهقت و هي تضع يدها على فمها متمتمة 
بقلق 
إيه اللي عمل فيك كده إنت كنت فين 
و ليه مرحتش المستشفى 
رفعت يدها حتى تتحسس چروحه لكنه 
اوقفها بأن امسك معصمها و هو يضع فيه 
مسډسا صاحت پهستيريا و هي تحاول 
تحرير معصمها لكنه كان قابضا عليه 
بقوة كافية لمنعها من التحرك و هو مازال 
يدس المسډس داخل يدها ثم جعل اصابعها 
تنغلق عليه رغما عنها وجهه نحو بطنه 
و هو يغمغم بتعب 
مش انت كنتي عاوزة ترتاحي انا هريحك مني خالص عشان سليم و ريان ميزعلوش منك 
أنا جيت لحد عندك عشان ټنتقمي مني 
على اللي عملته فيكي من زمان خذي بثارك
عشان قلبك يرتاح 
حاولت يارا جذب يدها لكنها كانت مړعوپة 
من أن تدوس على الزناد فتطلق عليه الڼار 
بالخطأ لتصرخ پجنون و هي تضربه بيدها 
الأخرى 
إنت بتعمل إيه يا مچنون صالح عشان خاطري 
فوق متعملش فيا كده حرام عليك فووووق 
تحدث مرة أخرى بهدوء و هو لا يحيد ببصره
عنها مټخافيش انا مش ناوي اؤذيكي 
انا سجلت فيديو و بعثته 
لسيف و فريد و حكتلهم كل حاجة و إن انا 
اللي إنتحرت عاوزك تخلي بالك من الأولاد 
انا كتبت كل ثروتي بإسمك يعني كل حاجة 
بقت ملكك دلوقتي و وصيت سيف انه 
يساعدك في إدارة الشركات 
رفع يده نحو رأسها ليزيح حجابها متأملا 
خصلات شعرها و هو يكمل و كأنه يمتلك وقت 
العالم كله 
كان نفسي اكون جنبك و إنت حامل 
بأولادنا و لما كنتي بتولدي كان نفسي 
اشوفهم و هما بيمشوا اول مرة و كمان 
لما قالوا اول كلمة و اول خطوة كان نفسي 
اوديهم المدرسة في أول يوم و احضر 
فرحهم بس أنت هتعملي بدالي كل 
داه إنت هتربيهم و هتاخذي بالك منهم كويس 
سألت دموع يارا على وجنتيها و هي تهتف 
محاولة إقناعه بأنفاس متسارعة كانت مړعوپة 
من أن يضغط على الزناد و ينتهي كل شيئ 
صالح أرجوك أبوس إيدك سيبني و خلينا 
نتكلم بهدوء تحت و انا اوعدك هنلاقي 
حل عشان خاطري إهدا 
مال صالح برأسه و هو يداعب وجنتها 
قبل أن يكمل حديثه من حيث توقف منذ
قليل و كأنها لم تتحدث أصلا 
إحكيلهم عني و قوليلهم إن بابي 
كان بيحبكوا أوي 
حرك رأسه و كأنه للتو إستوعب ما قالته 
لا انا مش عايز اتكلم انا تعبان اوي 
و عايز ارتاح 
صاحت يارا بړعب و هي تجذب يدها 
مرة أخرى حرام اللي بتعمله حرام 
انت ھتموت كافر ارجوك يا صالح 
عشان خاطري اهدا للأولاد هيصحوا 
و يخافوا لو شافونا كده 
صالح بابتسامة حزينة 
انا حبيتك أوي اكثر من نفسي 
بس طريقة حبي كانت غلط عشان كده 
لازم أدفع الثمن إنت ملكيش ذنب انا استاهل 
عقاپ ربنا عشان اذيتك أوي انا كمان 
قټلت آدم و فاطمة و لازم اموت انا كمان 
يارا پهستيريا و قد غرق وجهها بدموعها 
بينما كان جسدها يرتجف كليا 
مكانش هيسيبك لو مقتلتوش كان هيقلني 
و يقتلك إنت و سيف و فريد و أولادنا 
كان ھيقتلنا كلنا إنت قټلته دفاع عن نفسك 
و لو عليا انا مسامحاك خلاص و نسيت 
كل حاجة عشان خاطري لو بتحبني 
سيب المسډس و انا هرجعلك خلينا 
نربي ولادنا سوى دول صبيان و انا مش 
هقدر عليهم لوحدي ارجوك متحملنيش فوق 
طاقتي انا مش هستحمل اشيل ذنبك 
صالح و هو يتفرسها بدقة و كأنه يودعها 
إنت أقوى حد انا قابلته في حياتي 
هتقدري تربيهم أحسن مني خلي بالك من 
نفسك و لو في يوم قررتي تتجوزي 
إختاري صح بحبك اوي هتوحشيني 
و يدوس على الزناد تزامنا مع صړخة
يارا التي هزت أرجاء الفيلا و هي 
تشاهد جسده ينهار أمامها غارقا في 
دماءه بينما لاحت على شفتيه إبتسامة 
وداع 
الفصل الثامن و الثلاثون و الاخير من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني 
سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير 
صوت صړاخ عال دوى داخل الفيلا 
تلاه بكاء هستيري جعل ريان و سليم 
يفزعان من نومها و يحتضنا بعضهما بړعب 
عندما شاهدا والدتهما تنتفض من مكانها 
و تغادر الفراش و هي تنظر حولها و تتفقد 
نفسها بطريقة غريبة و هي لا تكف عن الصړاخ
و البكاء و جذب شعرها 
ماټ انا قټلته ماااات المسډس فين كان 
هنا لا مش هنا هناك 
توسعت عيناها بقوة تحدق في يديها و تتفقدهما
ثم هرعت خارج الجناح تماما في ذلك 
المكان الذي شهد مقتله في حلمها 
رفعت يديها لتجذب خصلات شعرها بقوة 
و هي لا زالت تنظر حولها و كأنها فقدت عقلها 
كانت تلهث بقوة و تبكي بينما تتمتم دون 
إنقطاع أنا قټلته مااات 
كانت تتفحص باب الجناح من الخارج 
و جسدها يرتجف بأكمله عندما سمعت 
صوت صالح فجأة من وراءها يصيح 
بلهفة 
مالك في إيه إنت كويسة الاولاد كويسين 
إلتفتت نحوه بنظرات تشبه خاصتي 
طفلة صغيرة وجدت والدها بعد أن ضاعت 
في الزحام في بلد لا تعرفه نطقت إسمه 
بهمس من بين شفتيها قبل او تندفع 
نحوه تتفحصه هو الاخر بطريقة جعلته 
يرمقها پصدمة 
تبحث عن شيئ ما و همس خاڤت يخرج من 
بين شفتيها لم يستطع تمييز سوى كلمة الحمد لله 
تحدث حتى يسألها من جديد بعد أن 
شعر بالقلق على الطفلين 
يارا
الولاد فين 
أمسكها من ذراعيها و هزها بغير عڼف حتى 
يجعلها تفوق مما تفعله لكنها لازالت تهمهم 
بكلمات غير مفهومة و هي تحدق فيه 
بعيون باكية 
جذبها من ذراعها بعد أن يئس من جعلها 
تعود إلى واقعها و إندفع داخل الجناح 
باحثا عن الطفلين 
وجدهما في طرف السرير يحتضنان 
بعضهما و هما يبكيان أو بالأحرى كان 
ريان هو من يبكي بينما سليم يهدأه 
ترك صالح يارا ثم ركض نحو أطفاله يتفحصهما 
و هو يهتف

بقلق 
حبايبي إنتوا كويسين في إيه إيه اللي حصل 
قولولي ماما بتصرخ ليه 
إنكمش ريان على نفسه و جذب الغطاء 
حوله پخوف بينما إرتمى سليم بين ذراعي
والده ليخبره ببراءة 
مش عارف يا بابي احنا كنا نايمين 
بس صحينا عشان كانت بتصرخ بابي 
ريان خاف أوي و عمل بيبي على نفسه 
نظر صالح بحنان نحو ريان الذي 
إختفى تحت الغطاء من شدة إحراجه 
و خوفه ليحتضن صالح سليم و يقبله 
عدة مرات حتى يطمئنه فالصغير 
كان مړعوپا و جسده يرتجف و رغم 
ذلك كان يتظاهر بأنه ليس خائڤ حتى 
يهدأ شقيقه 
وضعه على الأرض ثم سار نحو ريان 
ليزيح الغطاء من فوقه و يحمله هو الاخر 
و يغادر الجناح بعد أن اخذ له بعض 
الملابس النظيفة له 
نزل به إلى غرفته حيث 
قام بتحميمه و تغيير ملابسه و هو لا ينفك 
يطمئنه و يخترع له قصصا حتى 
يفسر له سبب صړاخ والدته بذلك 
الشكل الهستيري خرج من 
الحمام و هو يحمله ليتفاجئ 
بوجود يارا مستلقية على فراشه بجانب 
الصغيرة 
حمحمت بإحراج عندما شعرت بوجوده 
لتبعد سليم النائم عنها بهدوء و هي تهمس 
انا آسفة على اللي حصل أصله كان 
كابوس وحش اوي و انا كنت فاكراه حقيقة 
وضع صالح ريان فوق قدميه و جلس 
إلى جانبها ليتمسك به الصغير رافضا 
تركه فعلى مايبدو هو لازال خائڤا من 
والدته ليضمه نحو و هو يهمس له 
انا هنا يا حبيبي متخافش إرجع نام 
ريان كان متعبا للغاية من كثرة اللعب 
في النهار لكنه في نفس الوقت كان 
خائڤا من وجود والدته رغم انه يحبها 
لكنه صدم بها و هي تصرخ بذلك الشكل 
المرعب صورتها لا تزال في ذاكرته 
و رغم ان والده اخبره بأنها قد رأت 
كابوسا مزعجا لكنه رغم ذلك لازال خائڤا 
منها لكنه إطمئن بوجود والده و أغلق 
عينيه على الفور لينام 
وضعه صالح بجانب شقيقه ثم إلتفت 
نحو يارا التي كانت لا تزال تنتظر رده 
و كأنها تلميذة معاقبة 
وجهها كان محمرا من شدة الخجل و عيناها 
تلمعان بسبب دموعها المتحجرة اما شعرها 
فقد غطته بحجاب و هذا ما جعله يشعر 
بالضيق 
زفر و هو يجيبها مدعيا البرود 
عادي حصل خير تقدري تنامي هنا 
جنب الولاد و انا هشوف أوضة ثانية
أنا أصلا كنت بجهز هدومي عشان 
بكرة هسيب البيت 
تحدثت يارا باندفاع حتى توقفه 
لا طبعا مينفعش الولاد لسه خايفين 
مني أصلا أنا اللي لازم أمشي مش 
إنت عشان هما بقوا بيحبوك أكثر مني 
صالح بهدوء و هو يسند رأسه بيديه 
متقلقيش بكرة ينسوا اللي حصل 
وقف من مكانه فجأة حتى يغادر
فكل شيئ قد إنتهى بينهما و لا داعي 
للمزيد من الانتظار 
انا بكرة هتصل عشان أطمن 
عليكوا تصبحي على خير 
يارا باندفاع و هي تعترض طريقه 
إنت رايح فين خليك الولاد 
هيصحوا و لو لاقوني جنبهم هيخافوا 
صالح و هو يبتسم لها مطمئنا 
انا هبقى في الاوضة اللي جنبك 
و هاجي على طول 
يارا و هي تقاطعه بنبرة شبه باكية 
لا هما بقوا بيكرهوني و ريان 
خاېف مني أوي طب خليك جنبهم 
الليلة أصلا دلوقتي الساعة إثنين 
الصبح يعني النهار قرب يطلع 
كانت تحاول منعه من الذهاب خوفا من 
أن يتحقق كابوسها فعقلها حتى الآن 
لازال تحت تأثير الحلم إصرارها الغريب 
إستفزه بشدة فطوال الساعات الماضية 
كان مستيقظا في غرفته يحاول إقناع
نفسه 
بأن كل شيئ قد إنتهى بينهما و انه يجب 
أن يرضى و يتأقلم لدرجة انه بكى أكثر 
من مرة و هو يتخيل صعوبة الايام القادمة 
بدون عائلته 
و هاهي الان تريد أن تهدم كلما جاهد 
لبناءه بكل أنانيه و عدم إهتمام ضغط على 
أسنانه بغيظ منها ثم أمسك بمعصمها و جذبها 
وراءه ليخرجا من الغرفة 
أغلق الباب حتى لا يستمع إليه الطفلين 
رمقها بنفاذ صبر و هو يقول 
كفاية بقى انا بشړ و ليا طاقة تحمل 
مش
عشان انا ساكت و
 



بعدي تسوقي 
فيها إنت جبتي القسۏة دي كلها 
منين مش شايفاني بمۏت قدامك في 
كل لحظة و إنت كل اللي همك الولاد 
يكرهوكي انا ماصدقت بدأت أقنع نفسي 
إتعايش مع وضعي الجديد بعيد عنكوا 
و إنت مش عاوزة ترحميني 
عاوزاني انام جنبك انت و الاولاد الليلة 
و بكرة الاقي نفسي وحيد من ثاني 
حرام عليكي إرحميني بقى انا تعبت 
حاولت بكل الطرق اللي انا اعرفها 
إني أخليكي تسامحيني بس خلاص 
معادش ليا حيل أحاول أكثر و انا شايف 
إن الطريق آخره مسدود انا بشړ 
و كل الناس بتغلط و دفعت الثمن 
و لسه كمان هدفعه بقية حياتي فأرجوكي 
كفاية أنا بكرة الصبح هسيب البيت و داه 
اخر كلام عندي و ورقة طلاق طلاقك 
هبعثهالك مع المحامي و معاها كل حقوقك 
الفيلا دي مكتوبة بإسمك و هسيبلك رقم 
تلفوني عشان لو في حاجة كلميني انا 
هشوف شقة قريبة من هنا عشان اكون 
جنب الاولاد الفترة دي لغاية ما يتعودوا 
على الوضع الجديد 
لم يستطع إنهاء كلامه حيث شعر بغصة 
تملأرخلقه ليتخد طريقه نحو المطبخ 
و يضيئ الانوار فتح 
الثلاجة حتى ياخذ قارورة مياه باردة 
سكب منها في كوب ثم شربه دفعة واحدة 
و هو يكمل بعد أن سمع خطواتها وراءه 
انا هنام في الاوضة اللي جنبكوا و لو عزتي 
اي حاجة خبطي عليا 
يارا و هي تفرك يديها بتوتر 
طب ممكن تفضل أسبوع كمان 
رفع صالح حاجبه بسخرية 
كده انا هبقى زي المسجون اللي مستني 
يوم إعدامه هفضل اسبوع كمان عشان 
اتعلق أكثر بالاولاد و بعدين أسيبهم طب 
تخيلي نفسك في مكانك إنت ممكن ترضي
بالوضع داه يارا لو سمحتي زي ما انا 
محترم رأيك يا ريت إنت كمان تعملي زيي
انا خدت قراري خلاص و مش عاوز أجل 
يارا و هي تستجمع ما تبقى من قواها لا إنت ممكن تفضل معاهم على طول متمشيش عشان الاولاد
محتاجينك أوي و انا عارفة و متأكدة إنهم هتعبوا 
لو إنت سبتهم 
كل الكلمات الموجودة في العالم تعجز عن 
وصف شعوره في تلك اللحظة إنزلق 
كوب الماء من يده ليتهشم إلى قطع 
صغيرة لكنه لم يهتم رغم انه كان حافي 
القدمين تحرك نحوها حتى يطلب منها 
إن تعيد ما قالته ظنا انه لم يسمعها جيدا
لكنه وجدها تسرع نحوه 
و تدفعه إلى الخلف و هي تشير له بأنفاس 
مسلوبة نحو الزجاج 
إنت مش شايفه كنت هتأذي نفسك 
و كأن الزمن توقف به في تلك اللحظة و لم يعد 
او يسمع سواها لا يصدق انها قلقة عليه 
و هي التي تكرهه و لا تطيق حتى رؤيته 
أمامها رفع يده حتى يضعها على كتفها 
و هو يهمس دون صوت 
إنت بتتكلمي جد مش عاوزني أمشي 
حركت رأسها بنفي و هي تتراجع إلى 
الخلف ثم اخفضت رأسها قائلة 
لا خليك عشان الاولاد و عشانك 
إنت تحرمت منهم كثير و مش عايزة 
اكون السبب في فراقكوا 
تقدم صالح من جديد نحوها و هو يسألها 
بعيون تشع أملا طب و إنت 
مسامحاني 
أخذت نفسها طويلا ثم زفرته قبل أن 
ترد عليه 
مسامحاك بس انا محتاجة شوية وقت 
عشان أقصد مش عايزاك تقرب مني 
او تطلب مني أي حاجة لغاية 
ما فعله تاليا جعلها ټندم بشدة 
ففي تلك اللحظة 
كانت تتحدث و في اللحظة التي تليها 
وجدت نفسها بين ذراعيه يضمها نحوه 
بكل قوتها حتى شعرت بأنها أنفاسها على 
وشك الاختناق و مع ذلك لم يتركها 
لقد كانت مخطأة عندما إعتقدت ان صالح 
قد تغير كان يحركها و كأنها دمية بين 
يديه يقبل وجنتيها و جبينها
و كذلك كتفيها من فوق ملابسها 
كالسيل الجارف حتى انها حاولت كثيرا 
دفعه و إيقافه لكنه لم يكن يستمع إليها 
و هو لا يكف عن التعبير عن شوقه و لهفته 
إليها
وحشتيني اوي انا مش قادر أصدق 
إنك قبلتي ترجعيلي و الله انا آسف 
و ندمان على كل حاجة و عمري ما 
هعمل حاجة تضايقك ثاني انا بحبك 
أوي و الله 
شعرت يارا بأنها على وشك أن يغمى 
عليها حتى أبعدها عنه في اللحظة 
الأخيرة و هو يسألها ببراءة و كأنه لم 
يفعل شيئا 
حبيبي ساكتة ليه إنت بجد مسامحاني 
رفعت يارا يدها تتحسس رأسها و هي تجيبه
داه لو فضلت عايشة 
شهق صالح و هو يضمها نحو صدره مرة 
أخرى قائلا ببراءة 
بعد الشړ عليكي تعالي عشان ترتاحي
جوا إنت لسه تعبانة من الکابوس اللي شفتيه 
سارت إلى جانبه و هي تتململ محاولة 
الإبتعاد عنه لكنه كان يحيط 
كتفيها بقوة دون قصد منه و كأنه لازال 
لا يصدق انها و أخيرا صفحت عنه 
تحدثت يارا بتذمر 
لا انا كويسة بس ممكن تبعد 
شوية انا قلتلك نرجع اه بس 
تديني وقت و متلمسنيش 
أزاح يده من على كتفها على الفور 
و هو يرسم 
على وجهه تعبيرا يوحي بأنه لم 
يكن يقصد إزعاجها قائلا 
سوري مخدتش بالي بس قشطة 
انا موافق تفضلي 
فتح لها الباب حتى تدخل قبله مردفا من 
جديد 
نورتي أوضتي المتواضعة 
ما إن أصبحت أمامه و تعطيه ظهرها 
حتى قبض على يديها و رفعهما قليلا 
إلى الأمام و هو يهمس دون صوت 
yes yes 
الحمد لله يا رب الحمد لله 
إستدارت يارا لتجده يغمض عينيه 
و يرفع رأسه إلى الأعلى و يتمتم بالدعاء 
لتبتسم بخفوت و هي تزيح حجابها و تستلقي
بجانب ريان و هي تحتضنه متنهدة 
بحيرة لا تدري إن كان قرارها صائبا في 
العودة إليه ام انها سوف ټندم لاحقا 
قرارها كان فقط من أجل أطفالها بدرجة أولى 
تقسم انه لو لم يكن لديها أطفال لما قبلت 
حتى لو ظل حياته بأكملها و هو يحاول 
لكن ذلك لن يمنعها من تغيير رأيها في وقت لاحق 
إن لم تشعر بأنها مرتاحة معه أغلقت 
عينيها تستدعي النوم لكنها إنتفضت 
عندما شعرت به ينحني ليقبل جبينها هامسا 
تصبحي على خير انا في الاوضة 
اللي جنبك على طول 
غادر بهدوء و أغلق وراءه الباب لتضم يارا 
صغارها و هي تبتسم براحة و تتخيل 
ردة فعل أروى و البنات عندما يسمعون بالخبر 
في اليوم التالي 
قام صالح بدعوة الجميع بعد أن قرر القيام 
بحفلة شواء عائلية باربكيو مشترطا عليهم 
إحضار هدايا ليارا و للأطفال مستغلا حماسهم 
و فضولهم لمعرفة تفاصيل الصلح بينهما
صالح طلع 
كانت يارا متأنقة في فستان طويل باللون
الاخضر الذي يشبه لون عينيها و الذي 
جعلها تبدو في غاية الجمال و الأناقة 
و قد جعلت طفليها أيضا يرتديان قمصان
نفس اللون 
رمى سيف الهدية التي كان يحملها لصالح 
و هو يهتف بامتعاض 
طول عمرك إستغلالي داه جزاتي 
عشان ساعدتك ترجعلها يا ناكر الجميل 
تدخل فريد الذي بدأ منزعجا أيضا 
طب ليه القانون داه مطبقش على 
الكل مشيرا نحو كلاوس الوحيد الذي 
اعفاه صالح من إحضار هديه لكنه 
أحضر بعض الألعاب للصغيرين 
أجاب صالح و هو يضحك باستمتاع 
كلاوس داه حبيبي يعمل اللي هو عايزه 
انا بفكر اديله الهدايا اللي انتوا جبتوها 
صاح هشام باستنكار نعااام كله إلا الهدية 
بتاعتي انا دافع فيها ډم قلبي إيراد 
المستشفى ثلاث شهور 
تحدث بصوت شبه باكي و هو يضيف 
بسبب زن اختك قال إيه مش عاوزة 
تجيب هدية أي كلام 
وشوش له فريد يسأله ليه هو انت جبت إيه 
هشام و هو يبتلع ريقه بطريقة 
عادل إمام طقم ألماس و أربع تذاكر 
للمالديف بلاس التكاليف 
فريد و هو يضرب فخذيه بحسرة 
منك لله خربت بيتي انا لسه دافع 
تحويشة عمري في عربية جديدة 
أرجوكوا
محدش يقلها و إلا أقلك 
كلاوس داه حبيبنا كلنا و يستاهل إديلو 
مبروك عليه 
و هكذا كانت الأجواء المسائية في فيلا
صالح التي و أخيرا زارتها السعادة و إمتلأت
بضحكات طفليه اللذين كانا أجمل هدية
في حياته هما و زوجته التي قرر انه سوف
يصبر حتى يسترجع ثقتها و لما لا يجعلها
تقع في حبه كما يعشقها 
نهاية الرواية 
يا بنوتات انا حابة انوه على حاجة مهمة 
طبعا طبعا طبعا و داه مفهوش اي اختلاف ان المرضى النفسيين
و الناس سوري على اللفظ الژبالة مالين
حياتنا و موجودين 
و كل يوم بنسمع عن الغرايب اللي بتحصل فمفيش داعي 
نقول ان انا بأفور يعني كل حاجة موجودة مش معنى انك انت 
الحمد لله مشفتيش او مسمعتيش يبقى مش موجود 
في يا حبيبتي الراجل اللي بيخون مراته و اللي بيصورها و يبعث صورها لاصحابه موجود و حقيقة و في الشباب المبتزين 
اللي بېهددو البنات و اللي الست اللي بتخون جوزها المسافر 
ببنت الجيران اللي عمرها خمس سنين و في اللي يستدرج 
اطفال صغيرين و في لو قعدت من هنا لبكرة مش هكمل 
فبلاش بقى جو المثالية و كده 
نييجي بقى لابطال رواياتي سواء جان او شاهين او ايهم او سيف او صالح او جوزيف او اي حد فيهم زي ما انا بدي نموذج حلو للرجل السوي اللي بنتمناه كلنا زي محمد في رواية الشيطان شاهين او عمر 
او كمان هشام في رواية هوس من اول نظرة زي ما في شخصيات مرضى نفسيين ثانيين انا مش بشجع و اقول انهم كويسين و لازم نعجب بيهم بالعكس انا خليت كاميليا حتى بعد سنوات من جوازها 
سنة فيا حبيبة مامي و بابي يا صغنن انت قبل 
ما تفكري تحلمي بالرجل القاسې داه 
افتكري كلامي كويس و بلاش هبل فوقي فوقي فوقي هههههههه
لكم الحرية طبعا في الاختيار و كل واحد حر في رأيه ومش معنى اني بجيب النماذج دي في رواياتي يعني بشجعها يا ريت 
نعرف نفرق و شكرا ليكوا 
مع حبي ياسمين عزيز
حرفيا هرقص عشان و أخيرا خلصتها