الجمعة 13 ديسمبر 2024

للقدر حكايه سهام صادق

انت في الصفحة 101 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


كانت سياره الإسعاف تغادر المزرعه بفرات والخدم يقفون يضربون كفوفهم ببعضها متمتمين 
من ساعه ما البيه اتجوز وكل المصاېب محاوطاه 
ديه جوازه شؤم 
كان حديثهم ينصب فوق مسامع صفا التي لم يلاحظ وقوفها احد وسؤال واحد يدور داخلها لو رحل فرات ماذا ستفعل هي 
وكأن اليوم أدركت ان حياتها أصبحت مرتبطه بذلك الرجل 

جلس شريف يستمع من حمزه كل أطراف القضيه التي لم تحل بعد ومازالت زوجته في حيز الاتهام مع حارس البنايه فرك جبهته بقوه وهو يرفع عيناه نحو حمزه الجالس امامه
يعنى بعد ما ماټ برضوه مش عارف اخلص منه 
تنهد حمزه ومد كفه يربت فوق فخذه
ديه غلطتك من الاول ياشريف لو كنت اتعاملت مع مها انها انسانه ناضجه وفاهمه مكنتوش وصلتوا لكده 
لم يشعر بنفسه الا وهو ينهض هاتفا پقهر
عايزني اقولها ايه اقولها على العڈاب اللي كانت بتشوفه منهم علي رميها فوق السطوح على تحررش جوز اختها بيها واستغلال اختها عايزني اقولها ايه ياحمزه انا ماصدقت الماضي خلص من حياتنا ومبقاش ليه أثر 
واردف وهو يلتقط أنفاسه ببطئ ويعود لموضع جلوسه 
واه ادي النتيجه الماضي رجع من تاني ومراتى بقت مشوها اكتر من الاول 
شريف مها مش مشوها نفسيا مها بتدور على الأمان مراتك عامله زي الأطفال حبهم للناس بيكون نابع من ثقتهم فيهم 
تنهد وهو يعقل حديث حمزه داخل عقله فهو صادق بالفعل يعلم أن مها لا تفهم خبث البشر ومكائدهم عيناها مازالت تتفتح على الحياه واوجه البشر 
سؤال واحد كان هو الفيصل في دوامه مشاعره المتخبطه سؤال لم يستطع شريف ان يسأل حاله به ولكن حمزه أراد أن يحصل منه علي الاجابه 
شريف انت بقيت شايف مها زوجه ناقصه مش هتقدر تكملك ولا تناسب حياتك مش كده 
تجمدت ملامح وجهه كحال عقله لتتعلق عيناه بأعين حمزه المرتكزه عليه 
يمكن انا مش فاهم نفسي ياحمزه 
انسابت دموع مها المتوارية بجسدها بجانب احد الأركان عند علمها بقدومه ركضت اليه بالأسفل كطفله صغيره تنتظر والدها 
انسحبت بتخاذل من مكان وقوفها تكتم صوت بكائها حتى لا يسمعها احدا ولكن قدميها توقفت وهي تستمع تصريحه الذي جعل بكائها يزداد 
انا بحب مها ياحمزه انا اللي لازم اتغير عشانها لازم اتغير عشان اعرف احتوي اختي ومراتى 
ابتسم حمزه وهو يلتقط بعينيه تلك التي اقتربت منهما بخطوات متعثره فألتف شريف نحو نظرات حمزه ليجدها واقفه غارقه بدموعها 
لتركض إليه تلقي بجسدها بين ذراعيه 
ياقوت وياسمين قالولي كل حاجه كنت بتعملها عشاني انا مش عايزه افتكر حاجه ياشريف متسبناش 
ضمھا اليه بكل بقوته ليشعر بقبضتها الضعيفه المتشبثه بقميصه 
ينهر عقله على كل لحظه أصبح يصور له بأن زوجته لا تصلح 
فعلي اي مقارنه يضعها بها بين النساء وهي التي عاشت سنوات طويله لا يرحمها احد حتى شقيقتها التي تخلت عنها فور ان وقعت بحب رجلا 
ليعود له مشهد لقائهم عندما نهرها وهي تعبر الطريق مخاطب لها بأنها عمياء 
تآوهت بخفوت من قسوه احتضانه ليبتعد عنها ينظر إليها بحب وقد غادر حمزه غرفة مكتبه ليتركهم 
هو هيعيش حياه احسن مني مش كده ياشريف 
تقطيبه خفيفه ارتسمت فوق جبهته ليتسأل
هو مين ده يامها 
وعند وضعها ليدها فوق بطنها كانت الصوره تتضح 
وقف يترقبها بأعين عاشقه وهي منحنيه بجزعها تبدل لاحد صغارهم ثيابه وتخاطب الاخر اقترب منها ببطئ هاتفا اسمها بحنان
ياقوت 
الټفت اليه بأنهاك تسأله 
خلصت كلام مع شريف 
اماء لها برأسه فعادت تكمل

مهمتها مع صغارها 
انا عارف ان وجود شريف بيزعجك وبيفكرك بس صدقيني هو ندمان 
هنسي مع الزمن ياحمزه ارجوك متضغطش عليا 
سامحي في الوقت اللي انتي شايفه نفسك ان عندك قدره تسامحي 
دفئه وحنانه كانوا يغمروها لتنظر نحو صغارها الهادئين
حمزه لبس انت عبدالله لأحسن انا تعبت
وابتعدت عنه تنظر إلى ملامحه لينظر لها مشيرا نحو حاله 
اغير متوقعش اني هعرف ياياقوت بكره اجبلك ليهم داده 
لم تترك له مجال للاعتراض فحملت الصغير واعطاته له مع متعلقاته 
هنزل اعمل ليهم الرضعه لحد ما تخلص 
هتفت عبارتها لتنصرف على الفور مغادره الغرفه لتتعلق عيناه بطفله وحفاضته فكشر بملامحه بعبوث
وانا اغيرلك ازاي ياعبدالله باشا هي امك بدبسني صح
وهتف بأسمها 
ياقوت خدي هنا تعالي 
وعندما بدء الصغير يتلوي بين ذراعيه والآخر يبكي تعالا صوته بأسمها ثانيه 
يااقوت
عادت برضعة صغارها لتقف على اعتاب الحجره دون أن ينتبه لقدومها تنظر له وهو يحملهم بين ذراعيه يضمهم لحضنه يشتم رائحتهم كانت تلك هي الصوره التي تمنتها صوره تمنت ان تحيا هي بها وعندما لم تجد املا بهذا تمنتها لاولادها 
أتسعت اعين ياسمين وهي ترى هاشم أمام الشركه يقف بجانب سيارته عندما رأها تقدم منها يهتف بأسمها لتنظر زميلتها التي تسير جوارها له متمتمه بأنبهار 
أنتي تعرفي رجاله حلوه من ورانا ياياسمين 
توترت ياسمين ونظرت لها 
ده استاذ هاشم 
ضحكت زميلتها لتوكظها بخفه 
يابخت من كان ليه قرايب مهمين 
كانت ياسمين تعلم بمقصدها ورغم انها لا تتحدث عن صلتها بحمزه الا انه دائما ينظرون إليها انها من الطبقه العليا انصرفت زميلتها غامزة لها 
اكمل خطواته نحوها ليبتسم إليها 
عامله ايه ياياسمين 
اطرقت عيناها خجلا متمتمه 
الحمدلله حضرتك عامل ايه 
كانت تتسأل داخلها لما ظهر بحياتها بعد تلك المده المتباعده لقد قررت نسيانه وطرد أحلامها به معلله لقلبها انها خائڼه ونسيت وفاه خطيبها 
شعر هاشم بتوتر الوضع وهم واقفين هكذا فهتف قبل أن يفقد شجاعته فرغم انه يجيد التعامل مع النساء الا انه لا يفهم لما حالته تصبح هكذا عند رؤياها 
ممكن ياياسمين نقعد في اي مطعم نتكلم شويه 
ارتبكت ياسمين وهي تستمع لطلبه لتتعلق عيناه بها وبخلجات وجهها 
حمزه علي علم ياياسمين فمتقلقيش 
هو حمزه عارف انك هنا 
ابتسم وهو يجلس أمامها على احد المقاعد متنهدا
كل ده عشان تيجي معايا المطعم 
ثم اردف مازحا وهو يراها تفرك يداها بتوتر 
مخطفتكيش ياستي 
رفعت عيناها نحوه ثم عادت تخفضهم خجلا تتذكر اصرارها على أن تسمع موافقه حمزه بنفسه 
مش خوف بس ميصحش اخرج مع راجل غريب 
شاكسها حتى يزيل الحرج بينهما 
بقى انا راجل غريب ياياسمين لا انا كده زعلت 
توترها في حضوره الطاغي كان يجعلها لا تعرف كيف تتحدث 
مش قصدي انا قصدي انه ميصحش 
وكمان ميصحش لا انا زعلت اكتر 
كان سعيد بمشاكستها وتوترها وعندما أدرك انه زاد الأمر عليها وقد تخضبت وجنتاها بحمره الخجل 
ياسمين انا بحبك وانا راجل دوغري تقبلي تتجوزيني 
لم ترحم عبارته الأولى قلبها ليكمل بالأخرى التي جعلتها تنهض من فوق المقعد تلتقط حقيبتها تخرج من باب المطعم 
ليقف مذهولا من فعلتها
وقفت تستمع عن اخباره من ثرثرة الخدم تضم قبضتي يداها پخوف لا تصدق انها أصبحت تخاف من عدم وجوده بحياتها 
بيقولوا البيه لسا في المستشفى وحالته صعبه 
مصمصت الأخرى شفتيها تنظر إلى ما تقشره بالسکين ثم نهضت متجها نحو الموقد 
مين يصدق فرات بيه يقع الواقعه ديه 
واردفت تتسأل 
صحيح يامنصوره هي ست فاديه جايه امتى
محدش يعرف عنها حاجه وياحبة عيني الولاد هرين نفسهم عياط عشان امهم
استمعت إليهم صفا بذهن شارد وأخذتها بعدها قدميها لغرفة اولاد فاديه رغما عنها كرهتهم بعد أن علمت ان من اختطف ابنها وحرمها منه هو عزيز 
تعلقت عين الصغيران بها ينظران اليها بأعين دامعه كلما كانت الايام الماضيه تسمع صوت بكائهم تصم اذنيها بيديها وټدفن رأسها أسفل وسادتها 
طنط صفا هي فين ماما 
ثم تسأل الآخر وهو يهزها من عبائتها 
فين خالو هو اللي هيجبلنا ماما 
صمتها جعل الصغيران يدركان انهم لن يجدوا الاجابه منها تراجعوا للخلف يمسحان دموعهم بكفوفهم لتغلب عاطفتها على كرهها
مدت لهم ذراعيها وهي تبكي ليركضوا نحوها ملقيان بأجسدهم بين احضانها وهي تتمتم لهم
لما خالكم يرجع هيبجلكم ماما
اطرقت الباب المفتوح وهي تبتسم لرؤياها لسماح تعود إلى طبيعتها قويه ابيه ولكنها كانت عكس ما يروها
ممكن ناخد من حضرت الصحفيه ذو الاسم العريق خمس دقايق
نهضت سماح على الفور متجها الي ياقوت ټحتضنها
وكمان جيبالي ورد
ناولتها ياقوت الورد مبتسمه
قولت اجي اباركلك ياسوسو
شكرا ياياقوت على وقوفك جانبي انتي وحمزه 
واردفت وهي تنظر لمكتبها الجديد 
وحمزه ليه عندي اسف كبير على كل شتيمه شټمتها عليه
ضحكت ياقوت وهي تتذكر بعض سباب سماح عليه
ياا انتي لسا فاكره
جوزك راجل حقيقي ياياقوت رغم عيوبه السلبيه الا انه راجل بجد وديه لوحدها كفايه
وشردت ب سهيل الذي تركها ټصارع حزنها بمفردها كانت تتمنى لو ارغمها على البقاء معه حتى لو قام بحپسها ولكنه بسهوله أعطاها حريتها
عندما شعرت ياقوت بتبدل ملامحها نهضت تسحب حقيبتها وتسحبها 
ايه رأيك اعزمك على فنجان قهوه 
تعثرت سماح في خطواتها وهي تضحك على هيئتها المسحوبه خلف ياقوت 
هو انتي كده بتاخدي رأي
دمعت عين مريم بعدما غادرت هديل هديل تلك الصديقه التي لم تعرف معدنها الطيب الا بعد ماحدث لها كل زميلاتها الآخريات قد نسوها الا هي 
اقتربت منها ياسمين وقد عادت للتو من الخارج سعيده تحمل باقه الورد التي جلبها إليها هاشم بعد أن علم بموافقتها وأنهم بعد أيام سيسافروا لقريتها لتتم خطبتها في بيت والدها
مالك يامريم 
اطرقت مريم عيناها تخفي دموعها ف بماذا ستخبرها هل ستخبرها انها تبكي على حالها هل ستخبرها انها غارت من هديل رغما عنها هديل أصبحت في كليه الفنون الجميله واصبحت متدربه في شركة هاشم بعد أن كانت مجرد عامله بسيطه أصبحت فتاه مليئه بالطاقه والحياه 
انا وحشه اوي ياياسمين بدل ما اتمنى لصاحبتي السعاده بغير منها 
فهمت ياسمين مقصدها لتقترب منها تضمها بحنان 
انا فهماكي يامريم ديما لما عينك تروح علي نعم غيرك احمدي ربنا على اللي معاكي هترتاحي صدقيني 
وضحكت لتمازحها
ما احنا كمان بنحسدك ده انتي المدلله بتاعت البيت وكفايه ان الكبير وكان مقصدها حمزه معندهوش غير مريم وطلبات مريم وراحه مريم
ابتسمت مريم ومسحت دموعها من مزاح ياسمين تقاربهم في العمر قد زاد القرب بينهم 
حلو اوي الورد ده 
تسألت مريم وهي تنظر للورد الذي وضعته ياسمين جانبا فلمعت عين ياسمين ب هيام 
ده من هاشم جبهولي لما عرف موافقتي من حمزه 
وكأن اليوم هو يوم خسارتها هاشم الذي استصغر عمرها احب ياسمين التي تقاربها بالعمر 
انتبهت لحالها وتمتمت قبل أن تحرك مقعدها لتتجه نحو غرفتها تنعزل داخلها
ربنا يسعدك ياياسمين 
نظر الي اسمها في صحيفة الجريده التي تعمل بها يقرء مقالها والحنين يأخذه اليها
اشتقت اليكي سماح 
الشوق أخذه ليفتح هاتفه يتأمل الصور التي جمعتهما يحرك يده فوق شاشه هاتفه ليرفع هاتف مكتبه داعيا سكرتيرته 
افندم مستر سهيل 
كاد ان يخبرها ان تحجز له تذكره ل مصر ولكن الحديث وقف علي طرف شفتيه وهو يتذكر ان وجوده في حياتها ماهو الا اضافه حزن جديد إليها 
اربعة أشهر مروا ولم تعد تراه الا يوما واحدا كل أسبوع يأتي ليطمئن على أوضاع المزرعه ثم يرحل
فرات حقق لها ما ارادت ابتعد عنها رغم ان زواجهم مازال مستمرا 
اختفاء فاديه لم يصرح به لاحد وقد اخذ اولاد شقيقته معه للعاصمه
تعلقت عيناها ب حوريه التي وقفت وسط العاملات تشرف عليهم تتذكر
 

100  101  102 

انت في الصفحة 101 من 106 صفحات