الجمعة 13 ديسمبر 2024

للقدر حكايه سهام صادق

انت في الصفحة 61 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


داخلها الأمل 
اقتربت ناديه منهما واجتذبت ياقوت جانبا بعدما صافحت شقيقها 
ايه يا ياقوت مافيش حاجه برضوه في السكه مها حامل اهي وانتي 
ارتبكت ياقوت من سؤال ناديه وقد أصبحت تسألها كثيرا كانت ندي قريبه منهم حتى تصافحها ولكن عندما استمعت لحديث ناديه ابتعدت تمسح دموعها تخشي ان يأتي دورها
كان شهاب هذه الأيام في رحله عمل خارج البلد مما أعطاها الوقت في لملمت اوجاعها 

اقتربت ياقوت من مريم التي وقفت تضحك وتتمازح مع أصدقائها 
كل سنه وانتي طيبه 
عبست مريتم عندما رأتها ولم يأتيها الرد الا الصمت وجذب الهديه من يدها وألقتها وكأنها ترميها واعطتها ظهرها لتكمل حديثها مع صديقاتها 
تعلقت عين ياقوت بهديتها التي نالت منها جهدا كبيرا حتى تصنعها لها ابتعدت بخجل عندما لم تجد اهتماما من الصغيره 
الكل كان مشغول في الحفل مها وشريف الذي لا يصدق الي الان سيسير اب وذلك الخبر هو من أجلها يغفر لها صنيعها واستغلال ماجده وناديه وقفت بين زوجها وشقيقها 
ولم ينتبه منهم على مشهد مريم معها إلا ندي التي اقتربت منها تربت على ذراعها 
متزعليش منها يا ياقوت مريم طيبه بس انانيه في حبها شويه
زفرت ياقوت بقله حيله فأنانيه مريم لا تصيب الا هي 
اقترب عنتر من فرات الذي عاد من سفره وجاء المزرعه وقد علم من السيده نعمات بما حدث لصفا
كان يريد ان يسأله عن حالها ولكن كبريائه جعله يصمت
فرات بيه في حاجه لازم تعرفها
رمقه فرات وهو يقطب حاجبيه ينتظر ما سيخبره به 
صفا هربت من المستوصف
تصلب جسد فرات وزمجر به پحده 
هربت ازاي انا مش قولتلك تبقى تحت عينك وفاديه ازاي تجيبها هنا تخدم وانا معرفش
ارتبك عنتر بقله حيله
فاديه هانم كانت مصممه عليها يابيه 
وصمت حتى يرتب الكلمات ليفجر حقيقه اخري 
طلعت حامل يابيه
الكلمه سقطت على مسمعه كالصاعقه صفا حامل 
اقترب الحارس من حمزة الذي كان غارقا في الحديث مع فؤاد 
في واحده ست مستنياك بره يابيه باين عليها انها متبهدله انا كنت هطلبلها البوليس بس قالت انك تعرفها كويس حد من الماضي 
رمقه حمزه وابتعد عن فؤاد الذي وقف لا يفهم شئ سار معه لتقلق ناديه من ابتعاد شقيقها فتركت ندي بمفردها واقتربت منه 
في ايه يا فؤاد 
قصا لها فؤاد ما اخبرهم به الحارس لتتسع عين ناديه وهي تعرف هوية المرأه 
احنا مش كنا خلصنا منها ايه اللي جابها تاني 
قصدك مين ياناديه 
تنهدت بمقت وهي تتذكر صفا
صفا يا فؤاد انا ماصدقت حمزة ينساها وينسي الماضي ويتجوز 
لم تنتبه ناديه لوقوف ياقوت خلفهم تحمل هاتفها حتى تعطيه لناديه كي تحادث هناء شهقت ناديه متذكره أمرا 
ليكون مكرم وصل ليها وعرف مكانها وعرفها الحقيقه حمزه ممكن يحن ليها من تاني لو عرف انها مش بنت عدنان الأنصاري 
واندفعت سريعا لخارج الفيلا فألتف فؤاد بجسده زافرا أنفاسه فوقعت عيناه على ياقوت التي وقفت تحملق به لا تفهم شئ
مين هي صفا 
يتبع
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
الفصل الرابع والأربعين
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق 
انحصر الزمن أمامه وهو يراها بتلك الهيئه المزرية بجلباب واسع رث كتفيها مرتخيان بضعف ووجه شاحب كالمۏتي لم تكن هيئتها عندما خرجت من السچن بمثل هذا الضعف كانت صفا التي عرفها واحبها قديما
اشاح عيناه بعدما طالت مدته في مطالعتها وقد شعر بضعف قلبه نحوها للحظات كأن رؤياها اليوم اكد له انها دفعت الثمن بكثرة 
ظهرتي تاني ليه ياصفا
وعاد يركز عيناه عليها بجمود واردف 
قولتلك في اخر لقاء بينا طرقنا اختلفت 
ذبذبت كلماته قلبها الذي اتي اليه متيقنا انها مازالت تحيا بقلبه بجزء جميل لم تضيعه الخيبات
وعندما طال صمتها ورغب قلبه في مساعدتها بعد رؤيتها هكذا أدار جسده بعبارة صريحه بأن ترحل
صوتها خرج بصعوبه بعدما رطبت شفتيها وصوت خادمه فاديه تخبرها ان تفر هاربه وتخلص نفسها من عڈاب سيدتها يتردد بأذنيها
مكنش عندي غيرك اروحله احميني منهم ارجوك 
وصدح صوت نحيبها مع تحديقها بظهره فقد كان اخر شخص لديها في هذه الحياه تلجأ اليه 
مجتش ليك عشان عايزه حبك انا عارفه انك اتخلصت من حبي خلاص 
وارتجفت شفتاها مع صمتها للحظات ومع تحرك خطواته للامام بعد ان ألتقطت عيناه ماخلف ناديه شقيقته ياقوت زوجته التي تخطو صوبهم 
جتلك عشان محتاجه عطفك بس حتى عطفك طلع صعب عليا
تجمدت حركته وهو يسمع اخر كلماتها ألتفافه محدوده منه نحوها ثانيه وقلبه يؤنبه علي غلق بابه تطلب مساعدته بذل وانكسار وجسدها يبدو عليه الهزل الشديد تحركت بأقدام تجر خيبة صاحبتها راحله من هنا ودموعها تتساقط من قسۏة الحياه عليها 
متعودتش اقفل بابي في وش حد هحاول استخدم عاطفي معاكي ياصفا 
ضغط على كل كلمه من عبارته حتى يجعلها تفهم حقيقتها بالنسبه اليه 
ملت ناديه من وقفتهم هذه وعيناها عليهم متربصه لكل حركاتهم ولكن سؤال ياقوت عن هوية صفا جعلها تلتف نحوها ناظره إليها بقوه ثم لانت ملامحها تتدارك الوضع 
قريبه لينا من البلد متعرفهاش 
وابتعدت عنها ذاهبه الا انها عادت إليها مشيرة للداخل 
مظنش انها حاجه لطيفه وقفتك ديه ارجعي للحفله وابقى افهمي بعدين من جوزك 
وانصرفت نحوهم لتنهي ذلك الأمر السخيف
وقفت مريم تتعلق به متشبثه كطفله صغيره تطلب منه البقاء والمبيت هنا لم تهتم بوجود ياقوت في دمج اسمهما معا وكأنها دخيله على حياتهم الكل بدء يراها فرد من العائله الا مريم مازالت تراها سارقه لحبه وذكري والدتها وسيأتي يوم ولن ينظر إليهم مطلقا 
خليك هنا معانا يابابا ارجوك
ورمقت ياقوت الواقفه بصمت تتابع المشهد دون ضغينه 
ومع إلحاح مريم وتوسلها رضخ للأمر رغم مابه من تشتت منذ رحيل صفا مع ناديه شقيقته 
ازال الضيق الذي يمتلكه مبتسما
خلاص يامريم انتي عارفه مقدرش أرفض ليكي طلب 
قفزت عاليا صائحه بسعاده تحت نظرات ندي الحزينه وشريف الذي لا يعرف كيف سيرد معروفه يوما نحو كل ما يفعله من أجلهم وكأنهم من دماءه 
ضحك هو الآخر وقرص وجنتاها وعين ياقوت تتابعهم مبتسمه تتمنى لو تحظى بتلك المشاعر الابويه فقلبها مملوء بذكريات حسرتها وهي متنقله بين بيت والدها اسبوعا واخر لدي ووالدتها وهي كالمتطفله علي قوت أولادهم 
طيب يلا يامشاغبه اطلعي اوضتك نامي 
ولرغبتها في النعاس اتجهت لغرفتها وهي سعيده انه بينهم وظنت انه سيصرف ياقوت لشقتهم وسيبقى هو وحده ولكن قدماها تخشبت وهي تسمعه 
ندي من فضلك خدي ياقوت اوضتي 
نيران الغيره حطت داخل قلبها وهي تتخيل ياقوت نائمه فوق فراش والدتها وهو معها صعدت الدرج بخطوات سريعه 
ولم تسمع باقي عبارته بعدما اضاف لكلمه غرفته بغرفته الخاصه التي كان يبيبت فيها عندما كان يعود من عمله في ساعه متأخره يجد شريف ومريم يعانقون والدتهم كالصغار نائمين جوارها 
اماءت ندي برأسها تتمنى ان ينقضي اليوم لتسقط على فراشها باكيه على حلم امومتها الضائع 
اتجه شريف لغرفته حتى يلحق بمها التي قادتها الخادمه لأعلى منذ ساعه عندما أصابها التعب ورغبتها بالنوم
يلا ياياقوت
وعندما وجدت ندي تشبث نظراتها نحو حمزه وقد دخل غرفة مكتبه واغلقها عليه 
انصرفت ندي ليصبح المكان خالي بها فأتبعته حتى تسأله عما سمعته من حديث ناديه والسيد فؤاد زوجها 
طرقت الباب بخفه ثم دلفت دون أن تنتظر اجابته لتنظر نحوه وهو واقف أمام الشرفه المطله على الحديقه الخلفيه للمنزل يطالع الظلام بشرود 
حمزه 
خرج صوتها اخيرا وجاء رده جامدا 
مطلعتيش الاوضه ليه 
مين صفا ديه انا سمعت استاذ فؤاد وناديه 
وقبل ان تكمل باقي عبارتها صدها بجمود
مش وقت اسئله يا ياقوت اطلعي نامي وانا هحصلك 
اقتربت منه بخطوات متردده رغم جفاءه معها منذ لقاءه بتلك السيده وبالاصح كلما وطأت قدميها هنا تشعر وكأنها لا شئ بحياته وكأن حنانه وشوقه لا يكون الا في شقتهم وعلى فراشهم 
طيب انت مش هتنام 
مش دلوقتي
جاءها رده مقتضبا لتقف تطالع جسده الصلب وانصرفت راغبه بالبكاء 
تنهد بثقل بعدما سمع صوت إغلاق الباب وعاد يلتف بجسده نادما على فظاظته معها التي قصدها هاربا من سؤالها الذي ترغب بأجابته
انتبه على رنين هاتفه ليجد رقم شقيقته
ايوه ياناديه
لم تقوي عن الصمت رغم تحذير فؤاد لها أن تنتظر الي ان يأتي هو إليهم 
كانت عايشه في مزرعه فرات النويري 
استغرب من معرفتها بفرات وعملها لديه لتنبعث عبر الهاتف حقيقه أخرى 
فرات النويري اتجوزها عشان ينتقم من عدنان الأنصاري 
دلف للغرفه بعد اوقات قضاها بمفرده بغرفة مكتبه منفردا بنفسه 
قدومه وهي ضعيفه مهزومه آثار داخله شئ لا يعرفه عكس ما أتت إليه يوما وهي صفا الجميله الراقيه 
طالع ياقوت الغافيه في منتصف الفراش بملابس بيتيه مريحه يبدو أن ندي اعارتها اياها
فتحت عيناها بتشويش بعدما أضاء نور الغرفه لتنظر إليه بعدما مسحت عيناها من اثر النعاس
فضلت مستنياك اتأخرت ليه 
كان عندي شويه شغل بخلصه في المكتب
وألتقط ملابسه من الخزانه ليبدل ثيابه تحت نظراتها فركت يداها متعجبه من اقتضاب كلماته التي تؤلمها 
مالك يا حمزه 
ولكي تجعل الحديث يأتي نحو تلك المرأة المسماه بصفا رغم أنها رأتها من قبل الا ان الظلام وهيئتها الهزيله اخفت ملامحها 
من ساعه ما قبلت قريبتكم في الجنينه وانت متغير هي قالتلك حاجه ضايقتك 
ياقوت انا تعبان وعايز انام ممكن نتكلم بعدين 
صمتت بخيبه وعيناها تتابعه الي ان استلقي جانبها وصوره صفا بتلك الهيئه وما أخبرته به ناديه يقتحم عقله شعر بها وهي تلتف بجسدها ولكنه ظل بأفكاره 
دموعها انسابت وهي تشعر بقله حيلتها تكره شخصيتها تلك ولكنها تربت وعاشت مهزومه خاضعه 
وفي وسط أفكارها شعرت بيديه على جسدها وقرب أنفاسه منها 
جلس فرات فوق فراشه ينتظر اتصالا من احد رجاله يخبره عن مكانها بعدما خصص رجالا للبحث عليها 
عبارة عنتر مازالت صداها في عقله وهو يخبره عن حملها ويصفها بالعاھره وان فعلتها بالتأكيد مع احد العاملين بالمزرعه
ارتفعت صوت أنفاسه ومع اهتزاز ساقيه فبعد هذه السنوات سيصبح لديه طفلا ناتج عن زيجة جاءت من أجل الاڼتقام 
أضاء هاتفه مع نغمته ليتسأل بقلق 
لقتوها 
وكانت الاجابه كالخيبه بالنسبه له فلم يصلوا لمكانها حتى الآن 
وهاهو الصباح يشرق في الارجاء 
طالع شقيقته وهي جالسه أمامه صامته بعدما قصت عليه كل ما عرفته منها ناهيه حوارها انها لأول مره تشعر بالعطف عليها 
وخاصه وهي تعرف حقيقه لم يعرفها هو أنها ليست ابنه عدنان وانه قتل والدها كما دمر حياتها وجعلها لعبه في يديه يشكلها كما يشاء 
وعندما لمحت صفا تدلف صوبهم مطأطأة الرأس بفستان واسع وحجاب تعجب من ارتدائها اليه وقد عادت بعض الډماء لوجهها 
نهضت ناديه تنظر نحوها ثم اليه 
هسيبكم تتكلموا مع بعض 
وخرجت وهي تتمنى ان تنتهي تلك الحكايه بعدما يسمع منها حمزه سبب لجؤها اليه بعد أن تزوجت 
دقق النظر إليها للحظات وهي واقفه امامه منكسره ضائعه 
زفر أنفاسه مرات متتاليه ثم اعتدل في جلسته مشيرا لاحد المقاعد 
تعالي ياصفا مظنش هنتكلم وانتي واقفه 
احكيلي كل حاجه عشان اعرف اساعدك ازاي واتمنى المرادي مكنش بوقع نفسي في فخ جديد معاكي 
ألمتها عبارته فتحجرت عيناها نحو
 

60  61  62 

انت في الصفحة 61 من 106 صفحات