الجمعة 13 ديسمبر 2024

للقدر حكايه سهام صادق

انت في الصفحة 97 من 106 صفحات

موقع أيام نيوز


تاني 
كاد ان يجلس فوق الاريكه المتهالكه الا انها جذبت يده تدفعه نحو الباب 
أغلقت الباب بوجهه بعدما أملت عليه ما يجلبه 
ضړب كفوهم ببعضهم حانقا
انا كان مالي ومال الليله ديه كلها 
انتهى من شراء كل شئ وألتقطت أنفه تلك الرائحه الشهيه 
اقترب من مصدرها يسأل البائع 
بكام كيلو الكفته 

تمتم البائع بسعرها ليخرج له المال ووقف ينتظر أخذها يضرب فوق معدته هاتفا بها 
هتدلعي النهارده كفته مشويه ياريت يطمر بس في البت ورده 
انتهى البائع من شويها ووضعها في الطبق ثم الكيس ليناوله له 
فلوي سيد شفتيه مستنكرا
متلفها في ورقه جرنال الواحد ياعم ساكن جوه حاره عايزني اتفضح 
تمتم الرجل بضيق 
خده اه الجرنال ولفها ورايا زباين تانيه 
ألتقط سيد ورق الجريده منه حانقا ليبدء في لف الكيس ولكن يده توقفت عندما وقعت عيناه على احد العناوين 
اختطاف طفل رضيع من 
لم يكمل سيد قراءه المكتوب وانصرف مهرولا لبيته 
دلف غرفتهما يحمل فوق كتفه سترته لا يقوي على فتح عيناه فقد كانت ليله امس ليله عصيبه عليه
بأحداثها
ليقف مڤزوعا من هيئتها الباكيه
مالك ياندي 
ارتفعت عيناها نحوه وكحل عيناها قد جعلها وجهها بشعا
اتجوزت عليا ياشهاب مراتك كانت حامل 
اتجوزت ايه وحامل ايه قومي ياندي من علي السرير وجبيلي اي لقمه أكلها 
تعالت شهقتها وهي تطالع ملامحه 
اتجوزت عليا عشان ماليش حد صح ياشهاب 
دفعها من فوق الفراش حانقا 
مش عايز اتهبب اكل حاجه بصي يابنت الحلال لما اصحى نبقى نشوف حكايه الجواز ديه 
وقفت مذهوله من بروده حديثه هي تبكي طيله الليل حتى ظهيرة اليوم التالي وهو يحادثها ببرود بل ويغفو
طلقني ياشهاب طلقني عشان انت خاېن 
فتح نصف عينه يرمقها 
حاضر لما اصحى هبقي اطلقك 
شهاب انت بجد هطلقني 
وعادت لبكائها ثانيه لا تنكر انها أضعف من ان تسمع تلك الكلمه وتنطقها شهاب هو عالمها كله عاشت فترة طفولتها ومراهقتها ونضجها وهي تحبه اختنقت وهي ترى حياتها من دونه 
واقتربت منه تدفعه فوق صدره بقوه 
شهاب اقوم اصحى طلقني ونام ياخاين 
شكلي كده مش هعرف انام
قبض على كفيها وجذبها اليه لتسقط فوق الفراش جانبه يضمها نحوه 
العاقل اللي لما بيتجوز مره ياحببتي مبيفكرش يعدها تاني وانا الحمد لله بكامل قوايا العقليه فأتخمدي جانبي عشان انتي ليكي ليله طويله هنتحاسب تاني فيها على غباءك وهبلك مع الناس
واردف متوعدا
هعيد تربيتك من اول وجديد ياندي مبقاش انا شهاب الا ما ربيتك
اتجوزت عليا ياشهاب
هتفت بما يدور بعقلها غير منتبها لحديثه ليضمها اليه وهو يغفو
مش انا الراجل اللي يتجوز على مراته من وراها ياندي يوم ما هعوز اعملها هخليكي تختاري العروسه
قالها وهو يعلم أن چنونها سيزداد وقبل ان تفتح شفتيها بالعويل والوعيد كان يسكتها بطريقته الخاصه
وبعد وقت كانت ټدفن رأسها بصدره تسأله
انت بتعمل فيا كده ليه شهاب انا بحبك انت لو سبتني ممكن اموت
زاد من ضمھا اليه يحتويها بحنانه ورجولته
زي ما انا بحافظ على حبنا وحياتنا ياندي حافظي انتي كمان عليهم
وكان لكلامه الف معنى ومعنى
تعلقت اعين السيده سميره ب سماح الراقده فوق الفراش تطالع سقف حجرتها بشرود عادت سماح لنفس المكان ونفس البنايه والحجره والفراش وكأنها كانت في رحله وسط أحلامها 
هتفضلي كده ياسماح 
ابتلعت لعابها وهي تنظر للسيده سميره عندما رأت الشفقه في عينيها ارتعشت شفتيها 
مش مكتوبلي افضل قويه كل راجل دخل حياتي كسرني 
بس سهيل مكسركيش يابنتي ده بيحبك 
سقطت دموعها وفي لحظه كانت صوت شهقاتها تعلو
انا كنت مجرد دور في حياته كنت في حياه ماهر دور وكانت في حياته هو كمان دور 
وانحدرت دموعها بضعف 
بس انا حبيت سهيل 
ودبت فوق قلبها 
انا حاسه اني بمۏت 
لتسقط دموع سميره على رؤيتها بهذا الضعف سماح القويه المتمرده عادت مهزومه مكلولة غمرتها سميره بين ذراعيها بأمومه تبكي علي حالها 
كان مستخبيلك فين ده يابنتي 
وقفت تتأمل المرسم الذي اعده لها بأنبهار غير مصدقه انه فعل ذلك من أجلها تلك الغرفه لم تكن تظن انها إليها ولم تذهب حتى لرؤيه ما بها 
انت عملت كده عشاني 
ابتسم وهو يرى فرحتها 
اكيد ياياقوت وقبل كمان ما ننقل الفيلا كانت من ضمن خططي 
أشارت نحو حالها 
يعنى معملتش كده عشان تعوضني 
غمرها بذراعيه ومازالت عيناها عالقه بالغرفه 
لو كنتي دورتي على مفتاح الاوضه ديه كنتي هتعرفي الاجابه 
عيناها ارتفعت نحو عيناه لتتعلق بهما 
ياقوت انا مكنتش ناسيكي اوي كده يمكن كنت 
وقبل ان يكمل باقي عبارته وضعت يدها فوق شفتيه 
حمزه انا مبسوطه اوي هرجع اشتغل صح 
ضحك وهو ينظر في عينيها التي طلما كانت سحره 
اكيد ياياقوت بس أدهم وعبدالله يكبروا شويه عشان يشبعوا من حنانك ولا انتي ايه رأيك 
اماءت برأسها وقبل ان تنطق بشئ كان يفعل ما يتوق اليه بشده 
انحبست أنفاسهم ليبتعد عنها يضع جبهته فوق خاصتها 
أراد العوده لذلك المذاق ولكن رنين هاتفه جعله يتنهد ليخرج الهاتف من جيب سرواله ناظرا لرقم المشفى والخۏف يدب في اوصاله 
نظرت فاديه لاولادها الملتفيان نحو صفا كانت تبعثهم إليها حتى تشعل نيران قلبها على طفلها المفقود ولكن صفا كانت تضم أبنائها لحضنها بحنان تتمنى ان تشم رائحه طفله فيهم 
أسئلة الصغار نحو متى سيعود ابن خالهم ومن خطفه كانت فاديه تحفظها لهم وما كان من صفا الا البكاء تخبرهم ان يدعوا الله ان يأتي ويكبر بينهم 
والصغيران بالفعل كانوا يدعوا ويتمنوا عودته ويكبروا سويا ويصبحوا أصدقاء 
اغلقت فاديه باب الغرفه خلفها حانقه من سماع دعوات أولادها 
جلست فوق الفراش تمسد فوق بطنها بقلق 
ياترى عزيز هيفرح 
وتلاشي قلقها لتحتل السعاده ملامحها 
اكيد طبعا هيفرح 
رن هاتفها اخيرا لتلقط الهاتف من فوق الفراش 
مش قولت يافاديه نخف الاتصال ما بينا انتي عايزانى اروح في داهيه 
ثم اردف دون أن يترك لها مجال للحديث 
قوليلي الوضع عندكم ايه 
وضحك بشماته هاتفا
قلبي عند اخوكي عشت وشوفت فرات النويري عاجز ومش عارف يلاقي ابنه 
عزيز انا حامل
ليسقط بعدها الهاتف وفرات يدلف الغرفه غالق الباب خلفه 
يتبع
رواية للقدر حكاية 
بقلم سهام صادق
الفصل الثامن والستون وقبل الاخير
عيناه المظلمه جعلتها تتنبأ بما تخشاه لقطات عديده صورها لها عقلها
أزدرات لعابها بصعوبه مبرره پخوف وجسد يرتجف
فرات انا
صرخه واحده منه جعلتها تزحف فوق الفراش خائفه ټلعن عزيز داخلها 
أنتي تخرسي خالص يافاديه انا مش عارف هتفضلي غبيه لحد امتى
واشار إليها پقسوه
هفضل ألم وراكي لامتى
واغمض عيناه وهو يتخيل المصېبه التي وضعته بها بجانب ذلك الوضع الذي بات فيه
هو انا ناقص مصېبه تاني عشان تبقى حامل من الزفت ده حامل من واحد اسمه اتمسح من السجلات وبقي مع الۏفيات
وبصق بوجهها وهو يرمقها پغضب 
غبيه وهتفضلي عمرك كله غبيه شوفي مين هيخرجك من مصيبتك خلاص انا زهقت من غبائك
تركها في دهشتها واقفه وهي لا تستعب انها نجت منه وان فرات لم يفسر شئ من مكالمتها الا خبر حملها
مسحت دموعها تلتقط أنفاسها تنظر حولها لتهوي فوق الفراش متمتمه
انا لازم اخلي عزيز يرجع الولد فرات مش هيرحمنا
وقفت صفا أمام حجرتها تضم اولاد فاديه إليها الخائفين من صوت فرات الصاخب لم تسمع سبب صړاخ فرات ولكن ماسمعته جعلها تخشي بطشه الذي نالته يوما مهما فعل فرات معها سيظل دوما الرجل الذي حطم الجزء النابض داخلها أملا بالحياه
التقت عيناهم بعدما غادر غرفة شقيقته نظرتها اليه دوما تقتله وهو ليس بحاجه لأكثر مما يعيشه 
اقترب منها ببطئ يتأمل اولاد شقيقته المتشبثين بها لينحني نحوهم يداعب خصلاتهم الناعمه 
حبايبي متخافوش روحوا للداده بتاعتكم 
عاملهم بلطف حقيقي نابع من قلبه فأرتمي الصغيران بين ذراعيه 
متعملش حاجه لماما ياخالو 
نبض قلبه بقوه وهو يرى ردت فعلهم اهتز جسده فكيف لم يشعر يوما بلذه ذلك الدفئ قسوته والقانون الذي وضعه بقلبه جعله دوما يحيا حياه ظنها يوما هي الحياه 
ولكن كل شئ تبدل فرات القاسې لم يعد هكذا 
فرات الذي ظنا انه سيحيا حياته جميعها لا يهزه شئ أصبح أضعف مما يكون يحتاج فقط للمسه حانيه من يد أحدهم 
واه من أحدهم أحدهم تقف أمامه تطالعه بنظره تقتله تحمله ذنب طفلهم 
انصرف الصغيران لمربيتهم فلم يعد الا سواهم وصوت انفاسهم
هتجبلي ابني امتى هتجبهولي امتى انت السبب 
اڼهارت أمامه وكأنها أصبحت تعلم أن نقطه ضعفه باتت وهو يراها هكذا لم يتحمل الوقوف اكثر من ذلك وغادر من أمامها يجر خطاه لتتحول ملامحه للجمود حتى وصل لغرفه مكتبه يدور بها كالثور الهائج 
هدفعك تمن خطڤ ابني ياعزيز فكرني غبي 
وأسرع بأخراج هاتفه ليضغط على رقم احد رجاله 
ألتمعت عيناه بالدموع وهو يرى الأطباء ملتفين حول فراش صغيرته الراقده 
طب حاسه برجلك كده 
نفت برأسها عن سؤال الطبيب لينظر أحدهم لصديقه ثم ألتقت عيناهم بحمزه الواقف 
وقفت ياقوت على اعتاب الحجره تنظر بآلم ودموع لمريم 
غادروا جميعا حتى يتناقشوا في حالتها لتظل هي واقفه دون حركه 
تعلقت أعين مريم بها فبكت بكت كالاطفال مما جعل قلب ياقوت يرتجف فهرولت نحوها 
مريم انتي كويسه ياحببتي 
آلمها لم يكن الآن جسديا فآلام جسدها قد طابت ولكن الآن هي تتآلم وهي تتذكر كل ماعاشته ذلك اليوم اقتراب وليد منها ونظراته الراغبه وصوته وهو يخبرها انها الليله ستكون ملكا له جذبه له ثم فرارها نحو الشرفه صاړخه بأنها ستلقي حالها اما يبتعد ويتركها صوت ضحكاته عادت تخترق اذنيها وهو يستهين بحديثها ولكن مع اقترابه منها بخطواته جعل القرار حاسما ونست عمرها وحياتها فلم تختار الا المۏت فهى تستحق ذلك 
ازداد نحيبها ومع مد ياقوت ذراعيها إليها كانت مريم تتوسد صدرها متشبثه بها 
خليكي معايا ياياقوت متسبنيش 
رجاء كان عجيب أتسعت أعين ندي التي كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه من أثر ركضها فور سماع خبر افاقة ابنة شقيقتها كما كان هذا حال شريف وحمزه الذي كان ينظر لصغيرته بحزن 
نظرت ياقوت الي مقعده الفارغ حول مائده الطعام وتركت بعدها معلقتها تزفر أنفاسها بثقل لترمقها ياسمين بحزن وتترك هي الأخرى طعامها
هتخف وتبقى كويسه ياياقوت 
قلبي وجعني اوي عليها ياياسمين 
سقطت دموعها وهي تتذكر ذلك الخبر الذي اخبرهم به الطبيب مريم لن تسير علي قدميها الا بعد مراحل عده من العلاج الفيزيائي 
طب وهي تقبلت الخبر 
تسألت ياسمين وهي تنظر لاعين شقيقتها الباكيه لتتنهد ياقوت وهي تنظر نحو مقاعد المائده الفارغه 
فضلت تسألنا زي الطفل الصغير هتمشي تاني ولا لاء مهديتش غير لما حمزه اتكلم وطمنها
وتعلقت عيناها بأعين ياسمين التي تسمعها بأنصات 
انا النهارده عرفت وفهمت كويس ليه مريم كانت پتكرهني اووي كده يا ياسمين حمزه بالنسبه لمريم اكبر من كلمه اب كانت فكراني هاخد حبه ليها وهسرقه منها انا مكنتش مستوعبه ان في تعلق بأنسان كده
ربتت ياسمين فوق كتفها زافره أنفاسها
في تعلق وحب زي المړض ياياقوت احيانا الإنسان ممكن ېقتل من كتر هوسه وحبه 
حركت ياقوت رأسها صامته ومازالت صوره مريم أمامها كل شئ داخلها قد محي اتجاه مريم فطرتها أزالت كل ضغينه حملتها رغما عنها يوما ولم تعد تتمنى الا ان تعود مريم كما كانت
ياقوت هو لمسها 
سؤال كان يلح في
 

96  97  98 

انت في الصفحة 97 من 106 صفحات