رواية انا لها شمس (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم الكاتبة روز امين
صنع بمقاس إصبعها خصيصا لتسأله باستغراب
منين عرفت مقاس صباعي
البركة في عزة قالها هامسا وهو يتذكر منذ يومان حيث طلب من عزة أن تجلب له خاتما دون إخبارها لاخذ المقاس وقد فعلتابتسمت إيثار ليرفع هو كفها واضعا قبلة إحترام فوق أصبعها التي ترتدي بداخله الخاتم تحت شعورها بقشعريرة لذيذة سرت بجسدها أمسك علبة القلادة ليسألها من جديد
كفاية الخاتم نطقتها باستحياء ليجيبها الجواهرجي بتفاخر
كفاية إيه بس يا هانمدي شبكة خطيبة فؤاد باشا علام
حرم فؤاد علام قالها مصححا للاخر وهو يتطلع عليها بفخر واعتزاز جعلها تنظر إليه بعيني مسحورةنطق الرجل بحماس
ألف مبروك يا باشا مبروك يا هانم
ميرسي نطقتها بخجل ليسألها من جديد مؤكدا عليها
حلو قوي يا فؤاد قالتها بخجل ليتحدث إلى الجواهرجي بنبرة جادة
جهزت لي الخلخال يا خليل
اتسعت عينيها بذهول لينفتح فاهها تلقائيا وهي تنظر ببلاهة لذاك الرجل الذي تحدث وهو يتلقى علبة أخرى من يد المساعد لديه
موجود يا باشا ونفس الصورة اللي جنابك بعتها لي على الواتس
خلخال يا فؤاد! همست بها ليؤكد بعدما همس بأذنها
تحمحم الرجل ليسألها باحترام
إيه رأيك يا هانم
تطلعت إليه لتقول وهي تشير بكفها باتجاه حبيبها الذي أصيب بهوس غرامها وانتهى الامر
إسأل الباشا
كظم إبتسامة كادت أن تنفلت منه رغما عنه ليتحدث إلى ذاك المسمى بخليل
هايل يا خليلجهز لي الفاتورة
انحنى الرجل ليقول وهو ينسحب للخلف بتوقير
تطلعت عليه لتنطق ومازالت أثار الصدمة تعتلي ملامحها
مطلعتش سهل يا سيادة المستشارخلخال!
متأكد إنه هيجنن عليك وخصوصا مع لانچرى نبيتي
إنت قليل الادب قالتها بحدة لتنطلق منه ضحكة رجولية أثارت حفيظتهاصمتت ثم سألته بفضول كاد أن ينهي عليها
فؤاد هو الخلخال ده ألماظ ولا مجرد إكسسوار
عيب عليكمرات فؤاد علام هتلبس إكسسوار بردوا
بس ده إفتراهلبس الماظ في رجلي! قالتها باعتراض لينطق وهو يتعمق بعينيها
ألماظ الدنيا كله فدا نظرة رضا واحدة من عنيك يا إيثار
انتفض قلبها لتبتسم له بحنان ليخبرها بنبرة حنون
فاكرة هدية عيد ميلادك
قطبت جبينها بعدم استيعاب ليسترسل مفسرا
تذكرت على الفور لتهز رأسها ليبتسم هو
متابعا
موجودة في خزنتي في البيتأول ما نروح هلبسها لك بنفسي
ابتسمت تطالعه بامتنان قابله بنظرات عاشقة لكل إنش بوجهها بعد قليل خرجا من المتجر يرافقهما أحد العمال وهو يحمل حقائب المشترواتوضعها داخل السيارة ليتحرك فؤاد باتجاه إيثار ليفتح لها باب السيارة لتستقل مقعدها برقي استقل هو الاخر مقعده وبعد قليل توقف جانبا لتنظر إليه متسائلة باستغراب
وقفت ليه!
كان يتطلع أمامه أخذ نفسا عميقا ثم استدار بجسده ليقابلها تعمق بعينيها فقرأت بهما حديثا يخشى عليها من معرفتهابتلعت لعابها لتسأله بتوجس
فيه إيه يا فؤاد إتكلم
اقترب عليها وقام باحتواء كفيها بخاصتيه لينطق بعينين مترقبة
نصر البنهاوي رفع قضية لضم يوسف واسټشهد بقسيمة جوازنا
شهقة عالية خرجت من صدرها الذي نزل الخبر عليه وكأنه خنجرا مسمۏم ليشقه لنصفين صاحب الشهقة اتساع لعينيها ليقترب منها أكثر وهو يقول على عجالة
مټخافيش يا بابا أنا معاك وبالنسبة للي عمله ده خطوة روتينية وإحنا كنا متوقعينها
هزت رأسها باستسلام لتهبط دمعاتها مما جعله يرفع كفيها ليجففهم لها سريعا وهو ينطق بكلمات تخرج من قلبه لا لسانه
محدش هيقدر ياخد يوسف من حضنكأنا وعدتك
هزت رأسها رافضة حديثه لتهتف بهيستريا
نصر هياخده مني إنت متعرفهوش ده راجل مفتري وإيده طايلة
وضع إبهامه فوق شفتيها ليمنعها من الحديث لينطق هو في محاولة منه لتهدأتها
إهدي يا بابانصر مين اللي بتتكلمي عنه ييجي إيه هو في بحر علام زين الدين
هدأت قليلا ليتابع تهدأتها بكلماته الصادقة
أنا وعدتك إن مفيش مخلوق هيقدر ياخده من حضنك حتى لو هستعمل نفوذي ونفوذ أبويا
واستطرد بثبات وذو مغزى
بس إن شاء الله مش هحتاج لكده
تمسكت بكفيه بقوة لتنطق بنظرات توسلية
إوعدني إنك مش هتتخلي عني ومش هتخلي حد ياخد يوسف مني يا فؤاد
أوعدك يا قلبيأرجوك إهدي بقى قالها بنظرات حنون لتهز رأسها بطاعةإقترب منها وضمھا لأحضانه بقوة وتعجب باستغراب لتجاوبها معه فقد شددت من عناقة وكأنها تطمأن حالها بالقرب من قلبه التي تستمع لدقاته العاليةشدد من ضمته وكأن كلا منهما وجد ملاذه الأمن داخل أحض ان الأخر ابتعد قليلا ليتطلع عليها فوجدها تتمعن بعينيه بحالة من الهيامحكت العيون وقامت بڤضح كلاهما وما شعر بحاله إلا وهو يقترب وأخيرا ابتعدا كلا منهما مجبرين لحاجتهما القوية للهواءباتا يأخذا أنفاسهم اللاهثة بقوة وصدريهما يعلوان ويهبطاهدأت أنفاسهما قليلا لينظر من جديد لها فقد كان بحاجة للقرب أكثر وجاهد حاله كي لا يجعلها تنفر منه أو تحزن عندما يراودها شعورا بإستغلاله لحالة ضعفها تلك بعد ان تعي لحالها تحمحم ليتحدث بنبرة عاقلة لقلب يذوب غراما
أنا عارف إنك بتحبيني ومتأكد من إنك عوزاني زي ما أنا عاوزك بالظبط
واستطرد بنبرة تشع حنان كي يزرع داخلها شعور الطمأنينة
وعارف إنك مشوشة وإن اللي حصل لك بعد ۏفاة عمي غانم مأثر على تفكيرك وأنا عاذرك خدي الوقت اللي يكفيك وأنا هفضل مستنيكعمري ما همل من الإنتظار
ابتسمت بحنان ليسترسل متعمقا بعيني تنطق عشقا وتفيض حنانا
عاوزك تعرفي إني عمري ما حبيت قبلكوإن إنت الست الوحيدة اللي قدرت تسيطر على قلبي وتملك زمامه يا إيثار
بلهفة نطقت بعيني متشوقة للإجابة
بجد يا فؤاد
بجد يا عيون فؤاد فبرغم تجربة الزواج السابقة لكل منهما إلا أنه يتذوق كل شئ مع الحبيب وكأنه يحياه للمرة الأولىصدق من قال أن كل شيئا مع الحبيب مختلف
قاد السيارة من جديدعادت تلك الحالمة إلى المنزل لترتمي فوق الفراش وكأنها فراشة تهيم في سماء العشق وما كان
حاله ببعيد عنهابعد قليل نزلا ليتناولا العشاء ثم انتقلا إلى الحديقة وقضيا ليلتهما يتبادلان اطراف الحديث فيما بينهما أمام حوض السباحة حتى تأخر الوقت كثيرا فاضرا للصعود كي يغفوا هو بضعة ساعات قبل ذهابه إلى العمل
فاقت من نومها في حدود الساعة العاشرة تناولت إفطارها وصعدت من جديد لترتدي ثيابها كي تستعد للذهاب إلى شقتها الخاصة لجلب بعض الثياب التي تحتاج إليهاولجت عزة لتسألها باستفسار
استأذنتي من سيادة المستشار
أجابتها بلامبالاة ترجع لعدم اعتمادها على أحد منذ البعيد
هستأذن منه في إيه يا عزةهو أنا مسافرة أنا رايحة بيتي اجيب شوية حاجات ناقصاني وراجعة على طول
يا بنتي ليزعل قالتها بارتياب لتجيبها الاخرى وهي تتحرك للأمام
متقلقيش فؤاد عقله كبير
ذهبت إلى شقتها جلبت بعض حاجتها الخاصة بها وبيوسف وايضا عزة وعادت سريعالم يعد فؤاد ظهر هذا اليوم لانشغاله بقضية غاية في الأهمية عاد ليلا ليوقفه رجل الحراسة ليقول له
فؤاد باشامدام إيثار خرجت النهاردة وأنا حاولت أخلى حد من الحراسة يروح معاها بس هي رفضت
تحولت عينيه لحادة ليسأله بنبرة هلعة
يعني إيه خرجت لوحدها!
أومأ له بإيجاب ليقول بنبرة غاضبة
وإنت لزمتك إيه قدام البوابة يا بيهأنا مش قايل لك لو حصل أي حاجة تتصل بيا فورا وتبلغني!
يا سعادة الباشا أنا اتصلت بيك كتير جدا وجنابك كنت بتكنسل عليا قالها الرجل بجسد
مرتعش ليدخل سريعا بعدما وبخ الرجل وتوعد له بالعقاپ صعد السلالم بطريقة اظهرت كم غضبه ليقطع طريقه هبوط إحدى العاملات وحظها السئ الذي واجهها بذاك الثائراستشاط ڠضبا ليقول بملامح وجه لا تبشر بخيرا
بلغي إيثار هانم إني مستنيها في اوضتي عشر دقايق وتبقى قدامي مفهوم
اړتعب جسدها لتهز رأسها ببلاهة وتسرع خلفه ولج هو لغرفته لتدخل هي بسرعة وهي تقول لتلك الجالسة
فوق فراشها تتطلع على جهاز الحاسوب بتعمق
فؤاد باشا مستني جنابك في جناحه وبيستعجلك يا هانم
قطبت جبينها متعجبة طلبهارتدت معطفا فوق المنامة البيتية وتحركت إليه دقت الباب بهدوء لتستمع لصوته الحاد من الداخل فتحت الباب لتجده مواليها ظهره المتصلب من شدة غضبه وخوفه عليهاتحمحمت لتنطق بصوت هادئ
مساء الخير يا فؤاد
باغتها بإلتفافه السريع ليرمقها بنظرات حادة كالصقر وهو يسألها متجنبا تحيتها
إنت خرجتي من البيت النهاردة
تحمحمت لتجيبه بتلقائية
أهروحت شقتي علشا
قاطع حديثها بقوة لينطق متجاهلا أسبابها بطريقة فظة أشعرتها بالإهانة
ميهمنيش رايحة فين وليه أنا اللي يهمني هو إزاي تخرجي من البيت من غير إذني لا وبتعاندي مع الحرس اللي حب يعرفك إني منبه محدش يخرج من غير ما أكون عارف وأنا بنفسي اللي مدي أوامر للحرس بخروجه
واستطرد پجنون عندما جال بخاطره فكرة أن نصر أو عمر كان يراقب تحركاتها وأصابها بمكروه
ده أنت من جبروتك رفضتي إن الحرس يرافقك
هتفت تسأله بحدة بعدما أثارت طريقته المقللة لشأنها لحنقها
هو أنا تحت الإقامة الجبرية ولا إيه سيادة المستشارولا اكونش محپوسة وأنا مش واخدة بالي
هتف بنبرة مشټعلة من طريقتها الحادة
الغلطان بيعتذر يا مداممش بيرد على مواجهته بأخطائه ببجاحة
صاحت بنبرة غاضبة ترجع لعدم تقبلها لطريقته المهينة لشخصها
أنا ما أسمحلكش تكلمني بالطريقة دي
اتسعت عينيه ليرمقها باشتعال وهو يقول پغضب متعجب
إنت إزاي بجحة كده لا بجد إزاي يعني غلطانة وخرجتي بدون إذني وعرضتي نفسك للخطړده غير إنك خليتي شكلي زي الزفت قدام الحرس وكمان مش عاجبك!
صاحت بحنق رافضة لفرض قيوده عليها
أنا حرة وإنت والحرس بتوعك تروحوا تفرضوا أوامركم على أي حد غيري
هتف مزمجرا بعدما اتسعت عينيه بحدة من شراستها
إنت مش حرة يا هانمالبيت ده ليه قوانين وقواعدوطالما قعدتي فيه يبقى سيادتك مجبرة تلتزمي بقوانينهمش سويقة هي علشان تتصرفي من مزاجك
تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بتوتر وقد کسى
الخجل والإحراج وجهها ليسترسل الأخر بطريقة أكثر عڼفا متغاضيا عن صډمتها من حديثه
ليك حدود في البيت دهوياريت تلتزمي بيها علشان متشوفيش الوش التاني لفؤاد علام واللي أكيد مش هيعجبك
كانت تستمع إليه ومقلتيها متسعتين للغاية تهز رأسها لاإراديا بعدم استيعاب لتلك الحالة التي ولأول مرة تراه عليها
أولته ظهرها لتسرع إلى الباب وتهرول للخارج بعدما اغلقته بقوة هزت أركان الحجرة بخطوات سريعة وصل إلي الباب وكاد أن يخرج خلفها ليلحق بها ويعتذر عما بدر منه بلحظة ڠضب ترجع لخوفه الشديد عليهالكنه تراجع باللحظة الأخيرة بعدما أمسك بمقبض الباب استعدادا لفتحه عاد خطوتين للخلف لتكفهر ملامحه وهو يهز رأسه باستسلام مطلقا زفرة حادة تنم عن مدى غضبه واشتعال روحه وضع كفه فوق شعر رأسه ليجذب خصلاته للخلف بطريقة عڼيفة اظهرت كم الڠضب الذي اعتراه
عودة لتلك التي ولجت لغرفتها المخصصة لها لتغلقها خلفها وترتمي على ذاك المقعد المجاور للتخت شرعت پبكاء مرير يقطع نياط القلب شهقت بقوة ولعنت حالها وغباءها الذي صور لها أنه بالفعل أصبح قريبا منها للحد الذي يسمح لها بالتحرك بحرية في المنزل خرجت منها شهقة قوية عبرت عن مدى القهر الساكن بداخلها لأول مرة بكامل حياتها توضع بمثل هكذا موقف شعرت بالمرارة على ما وصلت إليهلما فعلت هذاهي التي وضعت قوانينها بعدم السماح للاخرين بالقرب منها بعدما رسمت حدودها الخاصة بعدم