رواية امرة العقاپ بقلم ندى محمود توفيق
تعبان بس من الشغل هطلع اريح في اوضتي شوية
هزت رأسها بأيجاب وقالت بحنو وهي تضغط على كفه بحب
_ ماشي ياحبيبي ريح دلوقتي وبكرا نبقى نتكلم
هز رأسه بالموافقة في ابتسامة باهتة ثم استدار واتجه نحو الدرج وقبل أن يصعد أول درجاته هتفت أسمهان بنبرة ليست طبيعية
_ صحيح فريدة مش فوق
_ إزاي يعني مش
فوق امال فين !!
أسمهان بنبرة واضح عليها الحنق
_ هي مقالتلكش !! طلعت من الصبح وقالت إن في واحدة صحبتها عملت حاډث وهتروح تزورها في المستشفى واحتمال تتأخر ولغاية دلوقتي مرجعتش ورنيت عليها مش بترد
_ مش بترد وقاعدة برا لغاية الوقت ده ! تمام لما ترجع قوليلها إني مستنيها فوق
ثم استدار وصعد الدرج متجها إلى غرفته وهو يخرج هاتفه ويجري اتصال
بها ولكن بلا إجابة منها مما هيج عواصفه أكثر فما فعلته جلنار والڠضب المكبوت بداخله منذ لحظتها يبدو أنه سيكون من نصيب فريدة وستحظى بضعف حالته العصبية بالصباح
دقائق مرت حتى أصبحت ساعة كاملة !! وأخيرا وصلت وكانت وجهتها فورا إلى غرفتها بالاعلى بعد
أن أخبرتها أسمهان بأن زوجها بانتظارها بالأعلى وكانت يبدو عليها الحنق والقرف منها وهي تحادثها مما أكد لها أن عدنان هو عبارة عن قنبلة موقوتة بالأعلى وتنتظرها حتى ټنفجر بها !
_ إنتي عارفة الساعة كام دلوقتي ! الساعة واحدة يا مدام يامحترمة
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت پخوف بسيط
وثبت واقفا وغار عليها كالثور الهائج وهو ېصرخ بصوت جلجل في أرجاء القصر كله حتى أن آدم الكامن بغرفته سمع صوت صياح أخيه
_ أنا مليش دعوة بالزفت اللي بتقوليه ده ولا بصحبتك ولا قرف أنا ليا دعوة بمراتي اللي قاعدة برا البيت لغاية الساعة واحدة بليل من غير ما تقولي ومبتردش على تلفونها كمان
_ التلفون كان في الشنطة والله ياعدنان ومسمعتهوش
قبض على ذراعها بقسۏة وجذبها إليها وهو يهتف بنبرة مرتفعة وانفعال
_ أنا ليا فترة سايبلك السايب في السايب وبتطلعي وتدخلي براحتك من غير ماتقوليلي وأنا مطنش بمزاجي عشان مش عايزة ازعلك مني بس لغاية هنا وكفاية أوي قسما عظما يافريدة لو رجلك عتبت برا عتبة القصر من غير أذني لتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه مني فاهمة ولا لا واللي حصل النهارده ده اعتبريه اول تحذير مني ليكي
ثم سكت لبرهة وهدأت نبرة صوته قليلا ليقول بصوت أشبه بفحيح الأفعى
_ مش معنى إني بحبك وإنك اغلي حاجة عندي يبقى تستغلي النقطة دي وتعملي اللي على هواك أنا صبري ليه حدود وإنتي عارفة ده كويس متضطرنيش إني اتصرف معاكي بالطريقة دي تاني ياريت
ثم ترك ذراعها بجفاء ونزع سترته وهو يستدير ويلقيها على الفراش وهو متجه نحو الحمام تاركا إياها تقف پصدمة لا تصدق أن هذا هو عدنان الذي طالما كان مثال في الحنان والحب ولم يعاملها بهذه الطريقة قط منذ زواجهم لابد أن تلك الأفعى جلنار هي السبب !
أجاب نشأت على الهاتف بتلهف ليسمع صوت الطرف الآخر وهو يقول بحماس
_ عايز الحلاوة الاول بقى ياباشا على الأخبار السكرة اللي جبتهالك دي
_ اخلص ياحيوان اتكلم وإلا اقسم بالله أااا
قاطعه وهو يقول پخوف وضيق
_ خلاص وعلى إيه ياباشا من غير إلا بنت سيادتك موجودة في أمريكا مع الواد اللي اسمه حاتم الرفاعي بس مش قاعدة معاه في نفس بيته هو في بيت وهي في بيت وبتشتغل معاه في شركته
_ والعنوان
_ العنوان في كاليفورنيا
هتف نشأت بفرحة
_ استنى اتصال منى عشان اقولك تاجي وتاخد بقية فلوسك
أجاب الآخر
بنظرات جشعة
وصوت مسرور
_ تسلم ياباشا وأنا هستنى اتصالك
انهى معه الاتصال وألقى بالهاتف بجواره وهو يبتسم بسعادة وبدأ يعد الخطط الجديدة من الآن فعثوره على ابنته خير فرصة له بكل شيء وليس عمله فقط !
_ الفصل الخامس _
كانت جلنار تجلس في حديقة المنزل وتتصفح هاتفها وتشرب كوب اللبن الصباحي الخاص بها وبجانبها صغيرتها كذلك تمسك بكوب اللبن وترتشف منه ببطء حتى صاحت فجأة بسعادة طفولية
_ مامي خلصت اللبن
نظرت لها جلنار وشهقت