الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية امرة العقاپ بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 23 من 324 صفحات

موقع أيام نيوز


وكيف فرحت أنه تذكرها بشيء وسط إهماله الدائم لها 
تتلفت حول نفسها يمينا ويسارا أمام المرآة وهي تبتسم حتى تجمدت مكانها حين شعرت به من خلفها وهو يلف بتملك والآخر يضعه على ذراعها وينظر الانعكاس وجهها في المرآة وثم إلى الفستان
الذي حبس أنفاسه وهمس 
_ كأنه متفصل خصيصا ليكي

أحست بتسارع نبضات قلبها وتمتمت باستحياء بسيط ورقة 
_ ميرسي ياعدنان شكله جميل أوي وعجبني جدا 
سمعت همهمته بالقرب من أذنها التي أثارت في جسدها رعشة بسيطة وهو يحملق بها بنظرات خبيثة ويبتسم 
_ أنا مش قادر أشيل عيني من عليكي 
بادلته الابتسامة ثم التفتت له بجسدها و 
انتشلها من شرودها صوت رنين الهاتف الصاخب نظرت لنفسها پصدمة فكأنها كانت بعالم آخر لا تشعر بشيء نفضت عن رأسها تلك الذكرى وأفكارها كلها ثم أمسكت بالهاتف وأجابت على المتصل بصوت خاڤت 
_ أيوة ياحاتم 
_ عاملة إيه ياجلنار 
سؤال بالتوقيت المناسب تماما وليتها تتمكن من الإجابة عليه بصدق لكنها ستؤثر الرد التقليدي على سؤال كهذا بالطبع حيث ردت بعبوس 
_ كويسة 
حاتم في إيجاز ونبرة جادة 
_ طيب أنا جايلك دلوقتي عايز اتكلم معاكي في كام حاجة كدا 
_ تمام مستنياك 
أغلقت الاتصال معه ثم تنفست الصعداء بضيق وهمت بتبديل ملابسها لكن
صوت طرق الباب جعلها تقف بتعجب 
تجمدت الډماء في عروقها وهي ترى أبيها أمامها 
كيف وصل وعرف مكانها كل هذا لا يهم الأهم أن الآن لم يعد هناك مجال للهرب مرة أخرى وحتما ستعود لما فرت هاربة منه شعرت بصڤعته القوية التي نزلت على وجنتها وهو يدخل ويغلق الباب ويصيح بها 
_ بتاخدي بنتك وتهربي بيها هي دي آخرة التربية اللي ربتهالك ياجلنار 
وضعت كفها على وجنتها ورمقت أبيها بنظرة ڼارية ثم قالت بسخط 
_ إنت إيه اللي جابك !! 
جذبها من ذراعها وهو يهتف بعصبية 
_جاي ارجع بنتي وحفيدتي اللي هربانة بيها مني ومن أبوها 
استقامت بشموخ وقالت بانفعال 
_ بنتك وحفيدتك !! كانت فين بنتك دي لما أجبرتها على الجواز كانت فين لما فضلت تتوسلك عشان تطلقها منه وأنت مكنتش بتوافق كانت فين لما اتفقت مع عدنان إنه ياخد بنتي مني ويطلقني هااا كانت فين اتكلم
يا نشأت الرازي 
تمتم نشأت بهدوء مستفز 
_ أنا كلمت عدنان قبل ما اركب الطيارة وآجي وهو أكيد ركب في الطيارة اللي بعدي وجاي دلوقتي 
ثم سكت لبرهة من الوقت واقترب منها يمسك بذراعيها بكلتا يديه ويقول بنبرة مهتمة ورخيمة 
_ طلعي الطلاق ده من دماغك ياحبيبتي أنا مش هقدر على عدنان الشافعي تراجعي ولو مراته التانية هي اللي مسببة ليكي المشكلة أنا واثق إنك تقدري تخليه يطلقها ويبقى ليكي لوحدك صدقيني كدا أفضل ليكي 
ابتسمت بعدم استيعاب لما يخرج من بين شفتيه لا تصدق أن ذلك الرجل هو أبيها هو لا يصلح حتى أن يطلق عليه اسم أب !! 
دفعت يديه بعيدا عنها پعنف وتراجعت للخلف وهي تقول بسخرية وأعين دامعة 
_ قصدك أفضل ليك أنت عشان
مصالحك وشغلك معاه ميوقفش ومتخسرش مشاريعك وصفقاتك يا نشأت بيه الرازي صح ولا لا ! أنت لا يمكن تكون أب أنا أصلا بعتبرك مېت ومليش أب 
صاح بها في صوت مرتفع 
_ المشاريع والصفقات دي هي اللي هترجع اسم الرازي تاني في السوق احنا على عتبة الإفلاس لو مش حاسة لما تتطلقي منه فكرك إنك هترجعي تعيشي في قصر ابوكي وفي الهنا والعز اللي كنت عايشة فيه لا وقتها هنكون افلسنا ياجلنار يمكن حتى القصر هيتحجز عليه ومش هيفضل معانا ولا أي حاجة
انهمرت دموعها على وجنتيها بحړقة ليتها ولدت يتيمة من دون أب حتى لا ترى كتلة القسۏة والجفاء المتجسدة أمامها في هيئة أب ظلت تتقهقر للخلف وهي تشهق پبكاء حار حتى اصطدمت بالأريكة من خلفها وارتدت جالسة عليها ثم قالت بصوت موجوع 
_ ملعۏن الفلوس كلها اللي تخليك تبيع بنتك عشانها وترميها لراجل قاسې ومبيحبهاش عشان مصلحتك وشغلك 
اقترب منها وجثى أمامها ثم أمسك بكفها وهتف في نظرة تحمل الوعيد ونظرات دافئة 
_ عدنان مش هيقدر يأذيكي حتى لو رجعتيله مش هيقدر وطول ما ابوكي عايش مټخافيش مش هسمح لحد أن يمس شعرة منك 
اندفعت صاړخة به بهستريا وهي تجذب يدها من بين يديها 
_ أنت مش ابويا أنت بنسبالي نشأت الرازي وبس وصدقني لو اقدر اغير هويتي واشيل اسمك من حياتي كلها هعملها كان نفسي ماما تكون موجودة دلوقتي وتشوف اللي بتعمله فيا عشان مصلحتك وفلوسك بس خلي في علمك أنا مش هسكت اكتر من كدا سكت لاربع سنين وأنا مستحملة جشعك وطمعك وإهمال عدنان ليا وكأني نكرة مش موجودة بس كفاية أوي لغاية كدا وهتشوفوا جلنار الرازي اللي على حق من هنا ورايح 
كان سيجيب عليها لكن صوت الرنين الباب أوقفه استقام واتجه نحو الباب ليفتح فوجد حاتم أمامه ابتسم له باستهزاء وقال 
_ أهلا أهلا 
اطال حاتم النظر فيه پصدمة وسرعان ما دفعه من طريقه ودلف للداخل وهو يهتف 
_ جلنار فين
 

22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 324 صفحات