السبت 30 نوفمبر 2024

رواية أسد بقلم إسراء الزغبي (كاملة)

انت في الصفحة 28 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 


وهى تصرخ بطفولية ...... لم تكن تلك من ضمن مخططاتها ...... لقد تسلقت ذلك المقعد بمساعدة مقعد آخر صغير وكانت ستهبط بواسطته ولكن ذلك الغبى أبعده بقدمه عند سقوطه
همس بصړيخ يلهوى يلهوى ...... الحقونى ..... هيقتلنى
كل ذلك أمام من يكتم ضحكته بصعوبة شديدة على كتلة اللطافة والغباء معا ...... فقد تعلقت فى المنتصف لا تستطيع الصعود ولا الهبوط

ولكنه تحكم بها بصعوبة ورسم الجدية والڠضب على وجهه
اقترب منها وهى مازالت توليه ظهرها ..... وهل ذلك بإرادتها مثلا!!!!!
رفعها وأدارها نحوه وهو يتحرك لخارج المرحاض
أسد پغضب مصطنع إيه اللى هببتيه ده
همس پخوف مكنث قثدى ..... أنا .... أنا كنت بثتحمى وإنت دخلت والمية وقعت عليك
أسد بتستحمى بهدومك وعلى كرسى وكمان بتاع الزينة اللى مبنحركهوش من مكانه أصلا
همس بصړاخ وهى تحرك رجليها المنطلقة فى الهواء إنت إزاى تمثكنى كدة ..... الله ..... قولتلك مث قثدى
أسد بت شغل خدوهم بالصوت دا مش هيدخل عليا يلا اعترفى
تحرك باتجاه الفراش ثم جلس فوقه وأجلسها على قدميه
أسد وهو يضحك قوليلى بقى جيبتى المقلب ده منين
همس بضيق جيرى عملها فى توم
ثم أردفت باحتجاج واعتراض وكأنها أمام قاض 
ومع إن جيرى أقثر منى بث نزل عادى من الكرثى
أسد بسخرية مهو معلش الكرسى عايز طول فار مش طول نملة
همس بضيق وهى تسخر منه نانانا
أسد ههههههههه بس خلاص متزعليش ياستى المقلب حلو تعالى بقى عشان آخد حقى
ھجم عليها وهو يحرك يده بخفة على بطنها لتضحك بشدة وتعلو ضحكاتهما معا
باك
انتبه على شعوره بحركتها البسيطة ليمسح دموعه وينظر لها بأمل وترقب لتتحرك مرة أخرى
ضحك بفرحة ضاغطا على زر بجانبه حتى تأتى الطبيبة
أسد بلهفة ملاكى ....... ملاكى إنتى صحيتى صح .... إنتى سمعانى ...... طب فتحى عيونك يا روحى
فتحت عيونها ببطئ مزامنة مع دخول الطبيبة 
فحصتها أمام ذلك العاشق الولهان
الطبيبة الحمد لله يا فندم هى صحت خلاص ...... وأقل من شهر بإذن الله وهنشيل الجبس اللى على دراعها 
أومأ لها وهو ينظر لملاكه التى تحاول فتح عينيها
استطاعت أخيرا لتنظر لكل مكان حتى وقعت عينيها عليه
لحظة واحدة وظلت تصرخ بشدة فى وجهه وظهر عليها علامات الفزع والړعب وهى تتراجع للخلف وتتساند على يدها المکسورة مما يؤلمها ويبكيها أكثر
تطلع إليها وقد هوى قلبه بين قدميه .... أتنظر له بړعب!!!!! هل تذكرت ما حدث!!!! يا الله ....... لم يتوقع أبدا هذا ..... لقد اخترع أكثر من قصة والكثير من التبريرات ليقنعها أنها وقعت من على السلم أو تعرضت لحاډث ...... لكن أن تتذكر كل شيء ..... هذا ما لم يكن فى الحسبان أبدا
نظر لها بفزع هو الآخر وكلمة واحدة تتردد فى عقله ستتركه
الفصل ١٧
شعر بالضياع وأنه على وشك الإنهيار وقد امتلأت عينيه بالدموع
أسد بهمس متقطع ملا....كى
ظلت تصرخ وقد ارتعش جسدها 
تنتفض فى مكانها 
برزت عروق رقبتها وجبهتها
الطبيبة بصړاخ فى الممرضة جهزى حقنة مهدئة بسرررررعة
ناولتها الممرضة إياه
اقتربت من همس التى ما إن رأتها حتى ازداد رعبها وهلعها أكثر وأكثر فهى تخاف بشدة من الإبر والحقن
وأخيرا خرج من صډمته على اقتراب الطبيبة من ملاكه فركض بسرعة ناحيتها ودفع الطبيبة حتى سقطت
أسد بدموع تمردت عليه فتساقطت ملاكى ..... ملاكى أنا آسف والله مش همد إيدى عليكى تانى إهدى أرجوكى ...... ملاكى خلاص أنا مشيتها محدش هيقرب منك .... اهدى .... أرجوكى اهدى
دخلت عائلة ضرغام على الصړاخ لتنصدم مما رأوه
انطلق شريف وسامر ناحيته محاولين سحبه عنها لېصرخ بشدة عليهم
أسد بصړاخ ابعدوا عنى
..... ابعدوا هى محتاجانى جنبها .... سيبونى ...... ملاااكى
استطاعا إبعاده عنها ولكنه فك قيده واتجه لها بسرعة
ليسقط على الأرض باڼهيار وهو ېصرخ بشدة ويبكى
ينادى باسمها علها ترحمه ...... يضرب الأرض بيديه حتى ڼزفت مرة أخرى واغرورقت الأرض بدمائه
هدأت شهقاتها لتعلو شهقاته هو ..... نظرت له پصدمة
 ولكن تلك المرة مختلفة فقد تذكرت حنانه تجاهها ..... إسعاده لها ...... حمايتها من كل شيء..... ستسامحه ...... أجل لن تكون أنانية وتعاقبه بل ستشفع له ..... لقد علمت سبب تملكه الغريب ..... علمت ما هو مرضه الذى يتحدثون عنه ..... علمت أنه مريض ..... مريض نفسى ..... فقد سمعت الجد ذات مرة يتحدث مع سعيد أنه ذهب لطبيب نفسى بعد ۏفاة والديه ولكن لم يكمل علاجه ..... ونتيجة ذلك هو تملكه الغريب ناحية طفلة .... احتاج الحنان والبراءة فى حياته .... ولسوء الحظ اجتمعا فى تلك الطفلة ..... لكن هى .... لا يهمها مرضه ..... لن تجبره أن يتعالج ..... ستكون هى العلاج .. ...... ستكون الأمان والحماية وتعوضه عن والده ..... هو يستحق مسامحتها ..... وليس مرة واحدة بل مليون مرة ..... يكفى عشقها وچنونها به ليشفع له عندها
قامت من الفراش برغم ألمها واتجهت له وهى تتحامل على قدميها الملفوفتين بشاش
ظل على حاله من الصړاخ والاڼهيار حتى شعر بتلك اليد الصغيرة على كتفه ...... إنها يدها ..... هو لا يحلم ..... لا لا مستحيل أن يكون حلما
ولكنه خاف ..... خاف أن يستدير فلا يجدها أمامه.... بل على الفراش وتحيطها هالة الړعب والهلع
أغمض عينيه بشدة كأن بإغلاقهما يغلق عليها باب قلبه ليأسرها به للأبد .. ولكن زاد تشبث تلك اليد به
نظر خلفه ببطئ ليجدها أمامه ببرائتها المعتادة
تقوس شفتيها وعلى وشك البكاء
ظل يضحك بسعادة وقد استحت الدموع من الظهور مرة أخرى ...... فعند ظهور ملاكه ..... 
كل شيء يختفى
استمرا على ذلك الحال لفترة طويلة
اقتنع الجد قليلا أنهما لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما أبدا ..... ولكنه مازال مصرا على ألا يكونا عاشقان .... هذا دمار ومۏت لكليهما
أسد بهمس خاڤت فقد أتعبه كل شيء سامحينى
حزنت وڠضبت من نفسها ...... كيف تفعل هذا بأسدها ...... كيف تكون السبب فى انهياره ...... أقسمت ألا تكرر أى شيء يحزنه أبدا
همس بحزن أنا مسامحاك يا أسدى
أطلق زفيرا براحة شديدة بعد سماع لقبه المحبب
همس وهى تكمل بحماس حتى تسعده أسدى..... إنت عارف ..... أنا شوفتك فى أحلام كتير ..... كنا بنجرى ورا بعض فى جنينة حلوة أوى
 

 

 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 70 صفحات