رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن(كاملة)
مشفقه تطل من عينيها غاصت تلك النظرات فى قلب عبير حتى شعرت أنها شجته نصفين .. ت حتى تستطيع رسم ابتسامة عذبه على شفتيها وقالت تداعبها
أيه بقى يا ست ماما أنتى عاوزه تخلصى مننا كلنا علشان الجو يخلالك انتى وحبيب القلب ولا ايه
ضحكت أمها وقد تلاشت نظرة نظرة الحزن من عينيها وقالت
انتى بس لو تعقلى كده وتشيلى البتاع ده من على وشك وانتى خارجه كده والعرسان تشوفك بدل ما انتى مخبيه نفسك كده محدش عارف انتى حلوه ولا وحشه
فقالت أمها وهى تدفعها هى الاخرى للخارج
طب يالا روحى شوفى أختك بتعمل ايه يا أم ين
تجهز البيت وتزين لاستقبال جيرانهم الاعزاء عمرو ووالده ووالدته
وبعد الترحيب والاستقبال الحار وعبارات الود والمحبه جلس الجميع فى غرفة الاستقبال حيث قال أبو عزة بترحاب شديد
شد
والد عمرو بيده على يد والد عزة وهو يقول بمرح
بكره تزهق مني يا ابو عبير ما احنا هنبقى نسايب بقى
ضحكا الرجلان بينما قالت والدة عمرو أومال فين عروستنا يا ام عزة مكسوف ولا ايه
نهضت الام واقفة وهى تقول بابتسامه واسعه
هروح أندهلها حالا
دخلت الام فوجدت عزة تكاد تبكى وهى تقول لعبير مش عاوزه اخرج يا عبير طب خلى مامته هى اللى تيجى هنا
تيجى هنا فن يا
بت أنتى
حاولت عبير دفع عزة تجاه والدتهما وهى تقول بتشجيع
يابنتى أطلعى أومال هتكلمى معاه ازاى هو مش أنتى اللى طلبتى تقعدى معاه الاول
أخذتها والدتها من يدها كالاطفال وخرجت بها وهى خافضة رأسها إلى الارض خجلا من الموقف
وقفت والدة عمرو وأحتضنتها و ا بشدة وهى تضغط على ساعديها مره وعلى ظهرها وكتفيها مرة أخرى وتقول
أجابت عزة بخفوت
الحمد لله يا طنط
أجلستها بجوارها ...حيث قالت والدة عمرو
والله كبرتى يا وزه بقالى كتير مشوفتكيش عامله ايه يا بنتى
ابتسمت عزة فى خجل وهى تقول
بصوت غير مسموع
الحمد لله
كان عمرو مسلط نظره عليها يريد منها التفاته واحده فقط ولكنها لم تفعل لم تنظر اليه ابدا حتى عندما تجرأ وقال لها
أومأت براسها ولم ترد ..لاحظ ذلك والدها أنها لم ترفع عينها لعمرو قط ولم تجبه ايضا على سؤاله .... فنهض وهو يقول موجها حديثه لزوجته
هاتلنا
بقى يا حاجه العصير هنا وخدى الولاد بره فى الصاله يقعدوا يتكلموا مع بعض شويه
نهض عمرو من فوره فى
سرعة وسعاده بينما وقفت عزة على مضض وخرجا ثلاثتهم ...جلست عزة على المقعد المواجه لغرفة الصالون حيث يقع عليها نظر والدها كما تم الاتفاق مسبقا معه
خرجت من المطبخ ووضعت أكواب العصير امام عزة وعمرو وعادت لغرفة الصالون مرة أخرى
ظل عمرو يعصر ذهنه ليتذكر وصايا فارس ولكنه لم يتذكر شىء على الاطلاق
فقرر أن يتصرف بنفسه ..فألقى نظرة على غرفة الصالون ثم نظر إليها يتفحصها وقال بصوت تسمعه هى فقط
أزيك يا وزه
ألتفتت اليه باستنكار فشكر
أنه ارتكب جرما فقال بتلعثم
قصدى أزيك يا أنسه عزة
خفضت نظرها مرة أخرى وهى تقول
الحمد لله كويسه
مسح عمرو رأسه وقال بتردد
طيب انا سامعك لو فى حاجه عاوزه تسألينى فيها
ألقت عليه نظرة خاطفه أنهتها سريعا وقالت بجديه
أنا كنت عاوزه أعرف بس أنت عاوز تجوزنى ليه واشمعنى أنا يعنى
باغتته بالسؤال ..شعر بالإرتباك وصمت قليلا وهو ينظر إليها ...فقالت
ايه مش لاقى إجابه ولا محرج تجاوب
رفع حاجبيه بدهشة وقال يعنى ايه محرج أجاوب
أرتسمت على جانبى شفتيها ابتسامة سخريه صغيرة وهى تقول
يعنى محرج تقولى أنك زيك زى شباب كتير عاوز يتجوز وخلاص ومش فارق معاك انا بالذات يعنى .. علشان كده محرج تجاوب ...صح
زال الارتباك الذى كان قد شعر به كليا وشبك اصابع كفيه
امامه وهو يتكأ الى ركبتيه وقال بثقه
لا مش صح
فقالت بسرعه
أومال سكت ليه مكنتش محضر إجابه
هز راسه نفيا وقال بثقة أكبر
لاء مش علشان مكنتش محضر إجابه ...علشان خاېف اجابتى تسببلك أحراج
رفعت كتفيها وأخفضتهما سريعا وهى تنظر إليه قائلة
لا عادى ..مفيش إحراج ولا حاجه
نظر فى عينيها بعمق وقال بهدوء
علشان بحبك
أحمرت وجنتيها تلقائيا وخفضت عينيها فتابع حديثه
بحبك من زمان ..من زمان أوى ...من واحنا لسه فى الثانويه العامه..
بالتقريب كده من ساعة ما مشاعرى ابتدت تتحرك أساسا وأعرف الحب
كانت تستمع اليه فى توتر وحياء وتكاد تقطع شفتاها من كثرة الضغط عليها بدون وعى
فقال وهو مازال ينظر إليها ويتابعها حركاتها وسكناتها
عرفتى بقى مكنتش عاوز اجاوب ليه
لم تستطع أن تنتظر أكثر من هذا ...كلماته ونظراته أخترقت خجلها وشعرت انه يرى قلبها من خلف ضلوعها وهو ينبض پعنف ويتابع أندفاع دماء جسدها