رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن(كاملة)
وقد كان يتوقع أن تغادر ولكنه وجدها تقف فى حيرة من أمرها لا تدرى ماذا تقول فقال فارس بهدوء لا يخلو من الدهشة
فى حاجة يا أستاذة نورا
تقدمت للداخل وبحركة تلقائية كادت أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا
لو سمحتى سيبى الباب مفتوح
أومأت برأسها وجلست قبالته وقالت بتوتر
أستاذ فارس ..أنا عارفة انك مشغول أوى
بس انا.. أنا بجد مخڼوقة أوى ومحتاجة اتكلم معاك
خير فى حاجة مضايقاكى .. فى الشغل
قال كلمته الأخيرة تلك وهو يضغط حروفها بتعمد فرفعت نظرها إليه متعجبة وقالت باستنكار
أنت كنت بتسمع
لمشاكلى كلها وبتحاول تلاقيلى حل مهما كانت نوع المشاكل دى
أستند فارس إلى سطح المكتب وهو ينظر لكفيه ويقول
عارف يا أستاذة نورا.. بس انا عرفت ان ده كان غلط .. مش غلط انى أحل لك مشاكلك ..لكن الغلط فى حد ذاته أنى أخلى زميلة ليا تشوفنى على أنى سوبر مان اللى مفيش مشكلة بتقف قدامه .. أنت أغلب مشاكلك متعلقة بخطيبك وبعلاقتكم مع بعض وخصوصا المشاكل العاطفية بيتهيألى لو حكيتى لبنت زيك هيكون أفضل وهنسد باب الفتن دى من أولها لآخرها
أنت عمرك ما قلتلى كلمة فيها تجاوز.. ليه تقول كلمة فتن
أبتسم فارس وهو مازال غاضا لبصره عنها
مكنتش بقول ..بس الشيطان مش هيسيبك فى حالك .. هيفتحلك ألف باب وباب .. ويهيألك انى محصلتش فى الناحية العاطفية .. والحقيقة انى بشړ زى أى بشړ.. بغلط وبتوب بتكلم حلو ووحش زى كل الناس .. لكن لما بنشوف المشكلة من بره بيبقى حكمنا وطريقة كلامنا غير اللى عاشها فعلا
متشكرة أوى يا أستاذ فارس على تنبيهك ده ..عن
أذنك
خرجت من حجرته حانقة عليه وعلى نفسها دخلت لتتوضأ وعادت لحجرتها فى المكتب لتصلى
فى أحد أركانه وتلكأت فى جلستها حتى نهضت دنيا ودلفت إلى مكتب فارس وبنفس الطريقة أشار لها أن تبقى الباب مفتوحا جلست أمامه فى سعادة بالغة وهى تقول
أخذ نفسا عميقا وهو يغمض عينيه وزفر فى بطء وهدوء ثم قال
دنيا .. أولا متنسيش اننا لسه مخطوبين
مطت شفتاها بتبرم وهى تقول
وثانيا
قال على الفور
لبسك بقى ملفت للنظر أوى يا دنيا
صاحت فى ڠضب وهى تهب واقفة
ما تقولى ألبسى خيمة أحسن
أنت زعلانه انى بغير عليكى وعاوز لبسك يبقى محتشم أكتر من كدة
مرة أخرى ولم ترد أو بمعنى أصح تقلب الأمر فى رأسها صمتت قليلا ثم قالت
طيب سيبنى بس لما اقبض علشان اعرف اشترى لبس يرضيك
أبتسم لموافقتها ثم أخرج بعض المال وقدمه لها قائلا
معلش ده مبلغ بسيط .. بس هيكفى ان شاء الله تجيبى طقم بسيط كده على ما نقبض
نظرت للمال ثم نظرت إليه بضيق وهى تقول
حتى الكام يوم مش عاوز تسيبنى براحتى فيهم وبعدين شكرا يا سيدى هاخد فلوس من بابا
زفرت فى ڠضب هاتفة
يووه بقى يا فارس .. حاضر حااضر
جلست نورا على مقعدها خلف مكتبها وهى ټدفن رأسها بين كفيها وتستعيد كلمات فارس الذى ألقاها عليها منذ قليل كمن يلقى
دلوا باردا فى ليل الشتاء القارص على قلبها بلا رحمة أو شفقة ولم تعد تدرى اهو يقصد صالحها كما قال أم يتهرب منها ومن مشاكلها التى غطت أذنيه منذ عملهما معا كانت تريد أن تختلى بنفسها قليلا بعيد عن أعين الناس نهضت وأخذت حقيبتها وبدون أن تستأذن للأنصراف خطت بسرعة خارج المكتب مسرعة لا تعبأ بالسؤال عنها حين ملاحظة غيابها كانت مرتبكة قلقة تتردد كلماته على قلبها قبل عقلها فحثت السير أكثر كأن شبحا يطاردها.
تقوقعت نورا فى فراشها وهى تحتضن قدميها إلى ها وتفكر فيما قاله لها اليوم وتفكر فيه بعمق وتحادث نفسها قائلة
مش عارفه معاه
حق ولا لاء .. أنا فعلا فى الأول كنت بتكلم معاه على أنه زميلى وبس لكن مع كل مشكلة كان بيحلهالى كنت بحس أنه هو ده اللى بدور عليه ..وكنت بندم على أنى مقابلتوش قبل خطيبى وقبل ما نكتب الكتاب
أستلقت على أحدى جنبيها وألقت رأسها على الوسادة وهى تفكر فى حل لما وقعت فيه بدون أرادة منها وقالت بضيق
ياريتنى كنت حكيت لبنت زيى على الأقل كنت هفضفض معاها من غير ما يحصل اللى حصل ده جوايا
تململت فى الفراش كتململ العصفور الم بماء المطر حتى استسلمت للنوم وقد قررت أن تقف
مع نفسها بحسم وتصرف عن قلبها صورة فارس الهلامية التى صنعتها له بيديها صورة الرجل الذى لا يخطىء أبدا وتضع مكانها صورة خطيبها وحبه لها لتجعل منه مددا لها لعلها تفيق مما هى فيه وتشعر بهذا الرجل الذى أهملته كثيرا بأوهامها السابقة.
كان فارس يجلس بمكتبه حين سمع جلبة بالخارج حرك جسده قليلا وهو يحاول النظر