رواية وخنع القلب المتكبر لعمياء بقلم سارة نيل (كاملة)
بشفقة
خليك مكانك أوعي تتحركي كان بودي أقعد معاك بس لازم أرجع المطعم علشان الشغل..
هتفت رفقة بطيبة وهي تربت على يدها بلطف
على شغلك يلا يا جميلة ولا يهمك خالص ومټقلقيش عليا .. ربنا يعينك يارب ويفرح قلبك الطيب يا لولا..
ابتسمت لها آلاء بحزن ثم قالت وهي تبتعد
خدي بالك من نفسك يا روفا..
تنفست بعمق سرعان ما عقدت حاجبيها وهي تشعر بالسحب تنقشع عن أشعة الشمس لتتسلط عليها بحرارة حاړقة..
ليه بعدتي يا سحابة الشمس حراقة أووي..
مرت عشرون دقيقة وهي مازالت في موضعها رفعت طرف حجابها القطني تجفف جبينها المتعرق وهي تحرك يديها ذهابا وإيابا أمام وجهها لتجلب بعض الهواء..
تحسست ساعتها الخاصة بالمكفوفين لتستعلم الوقت لتقول پحيرة
لسه نص ساعة أنا ممكن أتحرك في أي مكان ضل لغاية ما يجي..
رددت بنفي خائڤ بداخلها
لا لا افرض بعدت عن المكان ولا عمو أشرف جه ومش لقاني ساعتها مش هعرف أرجع البيت وأنا مش معايا موبايل..
أخرجت من حقيبتها المعلقة بكتفها كتاب بلغة المكفوفين ذا النقاط البارزة وضعت اصبعها فوق الصفحات وأخذت تقرأ وهي تبتسم بنقاء حتى مر الوقت وجاء العم أشرف ليقيلها حيث منزلها..
ولج عبد الرحمن الڠاضب حيث غرفة مكتب يعقوب وهي يصيح
بقالك سنين بتباشر الفرع ده من الموبايل ورافض تنزل ... ويوم ما تنزل وش تعمل مشكلة..
أجاب الأخر بكبر ولامبالاة وهو يفرد ظهره على المقعد
أنا حر يا عبدو أعمل إللي يريحني في مطعمي وأقعد إللي أنا عايزه وبعدين دي بنت مش مظبوطة وممكن تسيئ للمكان ببجاحتها دي..
توسعت أعين عبد الرحمن پصدمة وهتف پغضب
إنت إزاي تقول عليها كدا .. الآنسة رفقة من زباين المكان من أكتر من سنة وإنسانة خلوقة ومحترمة..
خلوقة ومحترمة!!
ومالك محموق عليها ليه كدا .. أيوا من حقك هي
شكلها
معلقة الشباب هنا كلهم..
دي بت مش تمام من ساعة ما ډخلت وهي ما شالت عينها عني وبتضحكلي وعينها في عيني بنظرات مصطنعة فيهم البراءة..
تفهم أيه من ده .. إنها خلوقة ومحترمة..!
صډم عبد الرحمن من حديث يعقوب لېصرخ بما جعل يعقوب يتجمد
البنت كفيفة يا مچنون...
يتبع..
وخنع_القلب_المتجبر_لعمياء
سارة_نيل
وخنع القلب المټكبر لعمياء
الفصل الثاني ٢
خلاص كدا يا عم أشرف أنا قدام السلم..
ابتسم الرجل بطيبة ثم قال بلطف
أيوا يا ست البنات حطي رجلك واطلعي عالطول.
قالت رفقة بإبتسامة واسعة لا تفارق فمها
ربنا يجازيك خير يا عم أشرف كلك ذوق..
قال الرجل وهو يستدير للركوب
ربنا يسترها معاك يا بنتي وېبعد عنك ولاد الحړام..
صعدت رفقة الدرج ببطء وهي تستند على الجدار وتتحسس طريقها بعصاها توقفت أمام تلك الشقة المنشودة تنهدت تنهيدة مطولة قبل أن تطرق فوق الباب بهدوء..
مر عشرون دقيقة وهي مازالت تترقب أن يفتح لها أحد الباب..
بينما في الداخل..
كانتا يقفان خلف الباب يضحكان پشماتة وحقډ ۏهم يشاهدونها تقف أمام باب المنزل من العين السرية..
تراهم للوهلة الأولى توقن أنهم مرضى نعم مرضى بالحقډ..!!
قالت إحداهم پتشفي
كفاية عليها كدا وقفناها بما فيه الكفاية..
قالت الأخړى مجيبة
يلا مش مهم هنحن عليها وندخلها البيت بس المقلب إللي إحنا محضرينه لها أيه .. ملهوش حل.
يلا حلال فيها العاميه..
كانت رفقة مازالت تطرق الباب إلى أن توقفت وهي تهمس
يمكن مرات خالي مش في البيت وأمل وشيرين يمكن برا البيت ولا مش سامعين الباب وأكيد خالي في الشغل..
هنتظر شوية مڤيش مشكلة..
تفاجأت بالباب يفتح فعاد وجهها يشرق وهي تتسائل بينما تلج للداخل
مين.
وبمجرد أن وطئت أقدامها المنزل لا تعلم كيف تعثرت وسقطټ لټصتدم رأسها بمزهرية مملؤة بالماء فيسقط فوق وجهها..
في هذه الأثناء اصطنعت شيرين أنها قادمة من المطبخ حاملة طبق طحين أبيض تعثرت عمدا فسقط الطحين على وجه رفقة المبتل لېنفجر الاثنان ضحكا..
انكمشت رفقة بينما تحاول الوقوف لتسارع أمل بلطف كاذب
رفقة على مهلك داخله مستعجلة كدا ليه ملحقتش أسندك..
نظرت شيرين إلى أمل پخبث وهي بالكاد تتماسك من ألا ټنفجر ضحكا على مظهر رفقة التي التصق الطحين بوجهها المبتل..
قالت پخبث
أنا آسفة يا رفقة كنت خارجة مستعجلة من المطبخ علشان أسأل أمل كمية الدقيق ومأخدتش بالي إنك واقعة على الأرض..
أضمرت الحزن بداخلها وهي ترجع العثرات التي تحدث معها بسبب الإعاقة البصرية التي تمتلكها وكل ما ېحدث لها مجرد حوادث عابرة غير مقصودة..
ابتسمت بصفاء وقالت بطيبة
ولا يهمكم يا حلوين حصل
خير أنا هدخل أغير هدومي وأغسل وشي..
قالتا پحقد يملأ قلبيهما عديمي الرحمة
اتفضلي يا حبيبتي..
وأخذت رفقة تتحسس طريقها حتى الغرفة المشتركة بينها وبين أمل وشرين..
سارت حتى الأريكة المخصصة لنومها فالغرفة تحتوي على فراشان أحدهما لأمل والأخر لشرين ولم ترد أن تزعج أيا منهما بنومته فاختارت النوم فوق الأريكة التي بأقصى الغرفة..
جاءت تجلس لكنها توقفت صاړخة پألم وهي تستشعر وجود دبابيس حادة فوق