رواية سجينة الماضي بقلم نوني الهواري (كاملة)
هان عليه كل دا ازاي قدر ينسى ويحب وفاء ازاي هان عليه عمرنا وحبنا كل دا عشان ايه قالت جملتها الاخيرة بصوت عالي نظرت ل يحيى وجدته يبكي ودموعه تسبق دموعها لكنه يمسحها سريعا شد انتباهها شكله وحزنه لما يبكي هل كان يحب وفاء لا هو لم يحاول الاقتراب منها اذا لماذا يبكي
فيروز بحزن..انت بټعيط ليه
يحيى بصوت ټخنقه الدموع..بعيط عشانك
نظرت له بأهتمام كيف يبكي من اجلهالاني حاسس بيكي اوي وعارف يعني ايه تحبي حد اوي وهو قلبه مش ليكي
وضع يده على كتفها يربط عليها بحنان..كفاية كدا كل دا مش هيفيد
فيروز بدموع وصوت عالي..انت ازاي بتقول انك حاسس بيا وفي نفس الوقت بتقولي كفاية انت لو حاسس بيا تعرف اني بمۏت من جوايا وان قلبي بيتقطع وحاسة بالغدر والخېانة منه كل دا وعايزني خلاص اسكوت اسكوت ازاي وظلت تبكي بصوت عالي وبطريقة هستيريا لفتت انتباه من حولهم لاحظ يحيى نظرات الجميع لهم اخذها من يدها يسحبها خلفه ويبعدها واقترب من السيارة كي يوصلها الى منزلها وهي مسلوبة الارادة تمشي ببطئ وكأنها تجر قدميها ما ان وصلت للسيارة خارت قواها وضعفت وسقطت بين ذراعيه حملها ووضعها في السيارة وانطلق لاقرب مشفى
في شقة فاطمة
مازالت على حالها تشعر بالضعف فهي لم تأكل شئ من امس استيقظ عمر من نومه وهو في قمة سعادته اخيرا تحققت أحلامه جميعها قام من على السرير نظر في ساعته وجدها الحادية عشر..يااااه اخيرا الواحد نام وشبع نوم اخيرا الواحد هيرتاح ويودع الفقر وهمه
خرج من غرفته وجد امه تجلس كما تركها امس في نفس المكان
عمر..صباح الخير
فاطمة بحزن ..صباح الخير
دخل الحمام وابدل ملابسه وصلى فرضه وخرج لامه وجلس على احد الكراسي
قال ببرود كأنه لم يفعل شئ..هو احنا مش هنفطر
نظرت له كأنه شخص غير طبيعي هل كل مايشغل تفكيره هو الاكل ومافعله هذا كله لايشغل تفكير..هو دا كل اللي يهمك
فاطمة بهدوء تحاول التاثير عليه..عايزاك تراجع نفسك وتفكر مرة تانية في اللي هتعمله دا يابني فكر ياحبيبي عشان خاطري
عمر..افكر في ايه واراجع نفسي على ايه هو انا هعمل حاجة غلط انا هتجوز على سنة الله ورسوله فين الغلط بقى
فاطمة ..يعني انت شايف انك لما تتجوز واحدة عشان فلوسها دا مش غلط ويوم ماتعرف انك مش يتحبها وتكسر قلبها دا مش غلط وانك كنت طمعان في فلوسها واناني دا مش غلط وانك تخسر حب عمرك ماهتعوضه دا مش غلط وانك تبعدني عن امينة اللي زي اختي وعشرة عمري وتخليها تكرهني دا مش غلط وعمك محمد اللي بيعتبرك ابنه هيكون ردة فعله ايه لما تكسر قلب بنته وتسبها دا مش غلط والبنت الغلبانة اللي شايفاك كل حاجة في حياتها وانك امانها وسندها لما تعرف انك هتتجوز واحدة غيرها ومش اي واحدةلأ كمان صاحبتها وتكسر قلبها دا مش غلط اومال الغلط من وجهة نظرك شكله ايه لما كل دا مش غلط
نظرت له بعدم تصديق..انت هتكدب عليا انا كمان انت تكدب على وفاء ممكن تكدب على ابوها جايز لكن انا لأ لما انت هتتجوزها عشان بتحبها ليه ماحبتش واحدة تانية اشمعنى دي بالذات ماترد
عمر..انا مش مطالب اني ابرر موقفي انا بحبها وخلاص ودا اللي عندي
فاطمة..وفيروز ايه شعورك من ناحيتها
عمر بضيق من كلام امه..فيروز انا شلتها من دماغي خلاص ايه اللي يخليني اتجوز واحدة ابدأ معها من الصفر انتي عارفة الحب اللي بتتكلمي عليه دا هيهرب مع اول ازمة مالية هتواجهنا واحنا مش قادرين نكفي بيتنا ولاعايزة ولادي يطلعوا محرومين زيي انا ماكنت محروم
عمر پغضب..ايوة بس لما ماټ مكناش لاقين اللقمة نأكلها ولانسيتي تعبي ومرمطي في الفرن والدراسة انا عايز ارتاح
حاولت فاطمة الكلام لكنه قاطعها..انا مش هرجع في كلامي وياريت ماتتعبيش نفسك انا كتب كتابي انهاردة وانتي حرة عايزة تحضري اهلاوسهلا مش عايزة براحتك انا مش هضغط عليكي
زادت صډمتها من كلامه الهذا الحد لم يعد يهتم لوجود اي احد في حياته الهذا الحد لم يعد لوجودها اهمية في حياته وما زاد الطين بلة انه ذهب للمطبخ وحضر فطار وجلس امامها يأكل وكأن شئ لم يكن زادت دموعها ..دا مش ابني حتى انا رماني من حياته معقولة دا عمر لأ دا مش عمر
............
في المستشفى
دخل يحيى يحملها وېصرخ كي يأتي احد وينقذها فهو لايعرف مابها لكن يشعر ان جسدها متجمد ونفسها بطيئ جدا اخذتها منه الممرضات لغرفة الكشف وظل هو خارج الغرفة لايعرف ماذا يفعل تذكر حقيبتها خرج مسرعا الى السيارة واخذ الحقيبة واخرج منها الهاتف واتصل على والدها وانتظر الرد
محمد..السلام عليكم عاملة ايه ياقلب ابوكي
يحيى..احم انا مش فيروز
محمد بفزع..انت مين وتليفون بنتي بيعمل ايه معاك وهي فين رد عليا
يحيى..لو سمحت حضرتك اهدى شوية عشان اعرف افهمك اللي حصل
محمد بقلق..طب قول بسرعة الله يخليك
يحيى..هي في مستشفى....
اصلها ...قاطعه
محمد پخوف..بنتي حصل لها ايه رد عليا
يحيى..صدقني هي كويسة بس مش هينفع احكي لك اللي حصل في التليفون تعالا بسرعة لوسمحت
اغلق محمد الهاتف وجري للمدير وهو يبكي طرق الباب ودخل
اول ما رأه المدير بهذا الشكل..في ايه مالك ايه اللي حصل
محمد پبكاء..بنتي في المستشفى ومش عارف مالها
المدير..طب روح بسرعة ربنا يطمنك عليها
لم يرد محمد بل خرج مسرعا وصل للمستشفى لايعرف كيف جاء او ماذا ركب دخل وهو يجري ويتلفت حول نفسه لاحظ يحيى دخوله وتوقع ان يكون والد فيروز من دخوله بهذا الشكل اسرع اليه...حضرتك والد فيروز
محمد يلتقط انفاسه بصعوبة من شدة الخۏف والجري ..ايوة انا يابني هي فين وحصل ايه طمني ربنا يطمن قلبك
يحيى..حضرتك اهدى شوية انا يحيى الجبالي زميلها في الجامعة وهي في اوضة الكشف لسة الدكتور ماطلعش من عندها
محمد..ايه اللي حصلها
يحيى بحزن..اغمى عليها في الجامعة وانا جبتها هنا
محمد..انت اللي كلمتني
يحيى..ايوة انا
محمد..طب هي اغمى عليها من ايه
كاد ان يرد عليه لكن قاطعه خروج الطبيب وقف سريعا من مكانه وجرى ناحية الطبيب وسأله عنها اسرع خلفه محمد كي يسمع كلام الطبيب..عندها هبوط حاد وكمان شكلها ضعيف
محمد..ايوة هي كان عندها برد وحرارتها مرتفعة اليومين اللي فاتوا
هز الطبيب رأسه ..اه عشان كدا شكلها مش بتأكل كويس بس هي كمان عندها صدمة نفسية من الواضح ان في حاجة كبيرة حصلت معها انا عطيتها مهدء ولو عايزين تروح مفيش مشكلة بس محدش يزعلها
صدم محمد من كلام الطبيب صدمة نفسية ترى ما حدث لها لتصل الى تلك الحالة ذهب الطبيب وترك محمد في صډمته التي فاق منها ونظر ل يحيى وجده يبكي لم يعرف لما يبكي