الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(كاملة)

انت في الصفحة 13 من 111 صفحات


واخذت تدور بعينيها باحثة عن كنان الي ان ظهر امامها بعد ان صافح أحد الموظفين 
وأقترب منهم بنظرات تلاشتها 
أريد ان اتحدث معكي ورد
وأشار إليها بأن تتبعه ..لتنظر الي معاذ الذي أبتسم لها مطمئنا ثم جواد الذي أمسك يدها يحثها على السير
لتدخل الي أحد الغرف وقد كانت نفس الغرفة التي تم فيها مقابلتها أثناء تقدمها للوظيفه
ليجلس كنان علي مقعده بأسترخاء 
أجلسي ورد
وفور ان جلست اخذت تشرح له ماحدث دون ان تترك لأنفاسها العنان حتى أنها بدأت تنطق بعض الكلمات بالعربية والبعض الأخر بالتركية 
وأخيرا تنفست 
انا أسفه ولو حضرتك عايزني امشي وأنهي عقد عملي معنديش مشكله .. انا غلطانه 
كان كنان يستمع لها ويركز في تفاصيل كل أنش بوجهها ...سمة شئ عجيب بدء يجذبه إليها 
ونفض أفكاره سريعا ففي النهايه هو المرؤس وهي مجرد عامله لديه وبضعة أشهر وسيعود لوطنه وينتهي عقد عملها 
وتنفس بعمق وهو ينهض ويتأمل جواد الذي جلس يتابعهم دون فهم 
أنسي الأمر ورد ...جواد أخبرني كل شئ 
لترفع عيناها البريئة نحوه .. فيشيح وجهه سريعا وهو يهتف 
اذا اردتي الأنصراف باكرا فليس لدي مانع 
..................
تهللت أسارير مهرة وهي تعلم من مني ان أمر الخصم من راتبها قد تم إلغاءه ... لتبتسم مني علي هيئتها 
طب ركزي في شغلك بقي .. بدل ماتاخدي خصم تاني
وقبل ان ترد عليها مهرة ..كان جاسم يخرج من غرفة مكتبه ومعه أحد مدراء الأقسام 
أنسة مهرة 
فوقفت مهرة وهي تتمتم داخلها 
هو انا مبلحقش ارتاح .
وتقدمت منه وهي تخشي ما سوف يتفوه به .. وحدث ماكنت تخشاه 
هتساعدي سكرتيرة أستاذ مسعود الفترة الجايه 
وتابع وهو ينظر إليها ببرود 
لحد ما المساعده الخاصه بأستاذه لطيفه ترجع من اجازتها
فتمتت بحنق لم يسمعه الا جاسم 
يعني هي تاخد اجازه وانا اتبهدل
ليحدق بها جاسم بجمود 
بتقولي حاجه يا أستاذه مهرة 
فأتجهت نحو مكتبها في صمت تجمع أشيائها وتغلق الحاسوب 
.............
عادت من العمل بصداع يضرب

________________________________________
رأسها بقوة ... فحياتها أصبحت اما أقدامها تتورم او صداع يفتك رأسها ..فقد ظنت ان العمل مع السيد مسعود سيكون لطيفا ولكن كما يفعل هو فعل مسعود وسكرتيرته الشمطاء التي لا يعجبها شئ
وضغطت على كفوفها بقوه وهي تتذكر ان السبب في كل ذلك هو جاسم 
وأتجهت نحو محل البقالة ..لتجد شيكا كالمعتاد ينتظرها كي تستلم منه مفتاح المحل ويذهب هو نحو عمله الأخر 
وجلست علي المقعد الخشبي القابع داخل المحل ومدت ساقيها 
هستريح شويه قبل ما أقفل المحل وأطلع 
وأخفضت عيناها لتسمع صوت رجولي قد ميزته 
كان أكرم يقف يطالعها بحنان أخوي مشفقا عليها 
لتعتدل مهرة في رقدتها .. تنظر إليها وهي تمسح على وجهها 
خير ياأكرم ..في مصېبة تانيه هرخجكم منها 
فطأطأ أكرم رأسه بخجل 
لا يامهرة انا جاي عشان اطمن عليكم 
لتتعجب مهرة من قرب أكرم العجيب منهم 
انا أسف يامهرة 
لتضع بيدها علي المقعد الذي جانبها وهي تطالعه بعمق ..مهنة المحاماه جعلتها تدرك نوايا البشر 
وأكرم شقيقها يبدو وكأنه ليس ابن زوجة أبيها 
فطباعه هادئه طيبه
فأبتسم أكرم وجلس جانبها 
شكلك تعبان... 
لتهمس بأرهاق 
التعب ده انا متعوده عليه 
وتابعت بأمتنان 
ورد حكتلي علي اللي عملته معاها الفتره اللي فاتت 
فأبتسم أكرم وهو يمسك كفوفها يحتويها بكفوفه 
ده واجبي يامهرة... ولا انتي مش شيفاني راجل 
فأبتسمت وقد غزي الآلم قلبها وهي تري أخيها الصغير يخبرها برجولته نحوها هي وشقيقتها 
..................
أغمض كنان عيناه ومازالت صورتها ټقتحم عقله 
طيفها وهي تقع على ذراعيه وتمسد صدره 
وفتح عيناه وهو يزفر أنفاسه ليعتدل في وضع نومته هاتفا بحنق
ما الأمر كنان مجرد فتاة عادية تعمل لديك ...تجعلك تفكر بها هكذا 
ونهض من فوق الفراش يبحث عن هاتفه .. لتظهر مهاتفات سيلا الكثيرة التي لا يعيلها اي اهتمام رغم أنه يوم ان قرر الأرتباط بها كان القرار نابع من اختياره هو وحده
..................
وقفت مهرة غير مصدقة ما تسمعه من ثرثرة أهل الحي بأن حسين ابن الحج إسماعيل سيعود قريبا من هولندا ... حسين جارها الهادئ والوحيد الذي لم يكن يوم يراها كالصبية كما كان يلقبوها أولاد الحي 
لم يعلم حبها الخفي أحد وظلت تنتظره بأمل ان يعود ويعود حلمها في الرجل الوحيد الذي احتل قلبها وقد نست معه كرهها للرجال بسبب والدها 
.................
قرر كنان اليوم ان يشاركهم جلستهم ويعمل جانبهم 
في البداية كانت ورد تشعر بالأرتباك من وجوده ولكن بعد فترة تأقلمت على وجوده 
كان يستمع إلى حوارها مع جواد ويبتسم 
واحيانا ېختلس اليها النظرات دون شعور منه ..الي ان أقترب منه جواد 
أريد ان اذهب لمدينة الألعاب خالو 
فربت كنان علي وجهه بحب 
لك ماطلبت سيد جواد ولكن ليس اليوم 
ليعقد الصغير ساعديه أمام صدره حانقا 
متي
لتبتسم ورد علي أفعال جواد ..ليقع عين كنان عليها متمتما 
أقترح انت و ورد علي اليوم وسأري مواعيدي 
ليقفز جواد بسعاده وركض نحو ورد التي ضمته إليها 
..................
رفعت مهرة عيناها عن لطيفة سكرتيرة السيد مسعود وهي تراها كيف تتفنن في وضع الزينة علي وجهها وحدقت بها بتسلية ..فقد علمت ان السيد مسعود رجل أرمل 
لتحدق بها لطيفة بحنق 
بتبصي علي ايه ..خليكي ف شغلك 
فضحكت مهرة وهي تعود لعملها 
سمكة في طبق دقيق ..
ليردف مسعود داخل الغرفه ناظرا لمهرة .. دون ان يلتف للطيفة التي جعلت وجهها كالخريطه 
تعالى يامهرة 
فتبعته مهرة .. ولا تعلم لما ارادت مشاكسة لطيفة ..فغمزت لها بمكر لټضرب الاخري بقبضة يدها علي سطح مكتبها 
وجودك معانا اليومين اللي فاتوا انجزوا حاجات كتير 
رغم أنها كانت حانقة من كم العمل واوامر لطيفة التي ليست لطيفة ولكن عبارات الشكر جعلتها تهتف برقه غير عادتها
العفو يافندم ده واجبي 
ليخرج مسعود كارت دعوة من درج مكتبه 
بنتي رقيه عامله معرض تعرض فيه لوحتها .. هكون سعيد لو جيتي واتعرفتوا على بعض
لتبتسم مهرة علي لطفه ... وخرجت من غرفته تحمل كارت الدعوه ولطيفة تكاد ټنفجر ڠضبا
................
وضع سماعة هاتف مكتبه پغضب ... ياسر وقد سافر من أجل أحد المهام التي طلبها منه واليوم هو لديه أجتماع مهم .. فمن سيذهب إلى أحد المصانع التابعه له ويحل تلك المشكله 
لتتسع بريق عيناه وهو يتذكر مهرة ..ورغم خوفه من معالجة الأمر الا انها الوحيده التي اقټحمت عقله 
وخرج من مكتبه يطلب من مني 
ابعتيلي مهرة حالا 
وعاد لغرفته ينتظرها .. إلي ان جاءت اليه حانقة 
هو انا هشتغل ايه بالظبط هنا 
ليلتف إليها جاسم ببرود 
كل حاجه 
وتابع وهو يتفحص وقفتها ونظراتها التي تكاد تقتله 
ماعلينا خلينا في المهم 
وبدء يشرح لها مهمتها ..فالعمال في أحد مصانعه علي أطراف المدينة يضربون عن العمل دون سبب كما أخبره مدير المصنع 
تحلي الموضوع بهدوء .. وفي سواق مستنيكي تحت 
لتتسأل وهي تعدل من هندام لياقة قميصها 
واشمعنا انا اللي اخترتني في المهمة ديه ماعندك موظفين كتير 
ليحدق بها جاسم ثم سار نحو مكتبه 
مش مضطر اقولك عن اسبابي 
وأشار إليها بالأنصراف دون ان يعيرها اي اهتمام مرة أخرى 
.................
حدقت بضخامة المصنع وهي تسير نحو الداخل لتجد بعض العمال

________________________________________
يحتجون علي الوضع الذي هم فيه ... ومدراء الأقسام لا يعيرهم اي اهتمام فكل منهم يمسك فنجان قهوة يرتشفه ببرود او يجلس في مكتبه تحت المكيف
واقتربت من أحد العمال متسائله 
هو في ايه .. وليه انتوا وقفين كده 
لينظر لها الرجل بشك 
انتي مين 
فأبتسمت مهرة وهي تدرك خوفه 
ياعم متخافش بس وقولي ..مش يمكن أساعدكم 
حدق بها الرجل للحظات ولكنه حسم امره وبدء يسرد لها ټهديد الإدارة لهم بطردهم وان أغلبهم يعمل بعقد فقط ..وان التثبيت لا يكون الا لأصحاب الوسطه واقارب المدراء
طب وليه موصلتوش كلامكم ده لصاحب الشركه
فضحك الرجل بأستهزاء وهو يلتف حوله 
صاحب الشركه سايب كل حاجه على البشمهندس شوقي اصل قريبه ياستي... مبيجيش المصنع ده غير كل كام شهر وبيكونوا مظبطينها ووعدينا ان كل مطالبنا هتتنفذ 
ثم أكمل وهو يطالع المكان حوله مرة أخري 
او ېهددونا اللي هيتكلم ..هيطرد
لتستمع مهرة لكل هذا بتركيز ... ووجدت المدير يتقدم منها مرحبا بها بعد ان علم بهويتها 
وأخذها لمكتبه المكيف... طالبا من سكرتيرته كأس من الشاي بعد ان سألها بأحترام ماذا تريد ان تشرب 
لتهمس بصوت لم يسمعه غيرها 
ما الأوامر جايه من جاسم الشرقاوي لازم التعامل يبقي ليه وضع 
وأسترخت في جلستها كالطاووس المتباهي 
اما اخد وضعي بقي وأعيش الدور شويه 
وقد جاء الشاي وأخذت ترتشفه وهي تستمع لكلام المدير عن مايفعله العمال وتمردهم ويجب ان يتأخذ جاسم أمر بطردهم 
لتنهض مهرة أخيرا من مقعدها بعد ان انهت كأس الشاي وأعتدلت في وقفتها 
سيبلي انا المهمه ديه يابشمهندس ... انا هوقف العمال دول عند حدهم واللي مش عجبه مع السلامه
لتتسع أبتسامة شوقي علي تأيدها لقراراته 
وسارت للخارج يتبعها شوقي منتظرا ما سوف تخبر به العمال المجتمعون بالأسفل 
اسمعوا ياحضرات .. كل عامل هنا مرتبه هيزيد حسب مرتبة الحالي... واللي بقاله سنه شغال هيتثبت
وألتفت نحو شوقى الذي أتسعت عيناه هو ومدراء الأقسام 
عشان محدش بعد كده يبيع ويشتري فيكم وتضمنوا حقوقكم 
ليتهلل أسارير العمال .. وشوقي يقف يهتف خلفها 
انتي مجنونه... لا ده لازم جاسم بيه يعرف بلي عملتيه 
وذهب نحو مكتبه يطرق الأرض پغضب .. ليرفع سماعة هاتف مكتبه.. طالبا محادثة جاسم الذي كان للتو قد أنهى اجتماعه ودلف لغرفة مكتبه تتبعه مني 
بتقول قرارات ايه ياشوقي
وبدء شوقي يسرد له بطريقته ماحدث من تلك التي بعثها للمصنع 
لينظر جاسم لمني وأسم مهرة يتردد علي مسمعه من شوقي
وأغلق الهاتف پغضب ... محدقا أمامه بوعيد 
ضغط علي أسنانه بقوه هاتفا بأسمها 
مهرة 
الفصل العاشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
وقفت أمامه بزهو وهي تتباطئ في خطواتها وأقتربت من أحد المقاعد تجلس عليه كي تسترخي من أرهاقها المفعم بالفخر ...وأخذت تطالعه وهو يدقق بعض الأوراق التي أمامه منتظره منه ان يبدء الحديث 
ف فور ان وصلت
12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 111 صفحات