رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(كاملة)
وبعدين نوعين العصير وبعدين الايس كريم اللي طلبته وياريت تكون الشيكولاته اكتر من الكريمه
وأنصرف العامل وهو ينظر إلي ماطلبته ثم ألتف نحوها بتعجب واستدار مجددا ينفذ ماطلبت فجاسم الشرقاوي عضو مهم ولديه معرفة قويه برئيس مجلس إدارة النادي
وبعد نصف ساعه كانت طاولتها تملئها ماطلبته ..تأكل وتشرب الماء كي تبتلع الطعام إلي ان امتلئت معدتها .. وألتقطت بعض ورقيات المناديل وأخذت تمسح يداها وفمها... لتشير للعامل ان يحمل الأطباق ويأتي بنوعان العصائر الطازجه اللي طلبتها ..وأخيرا جاء وقت تناول المثلجات
وتذوقت طعم المثلجات بتلذذ .. لتترك المعلقة بفزع عند سماع صوته
مبترديش على تليفونك ليه
وتابع دون ان يترك لها مساحة للرد
مفضلتيش واقفه ليه في مكانك
ونظر الي ما تأكل
شايف أنك بقيتي صاحبة مكان
وازاح أحد الكراسي ليجلس أمامها
خلصت أسألتك
وأخذت تجاوب علي أسئلته ببرود وهي تتذوق طعم المثلجات
مفضلتش واقفه ليه ..انت مش طفل عشان اخاڤ عليه
ليحتقن وجه جاسم وأراد ان يضربها بقبضة يده ولكن
وتابعت وهي تستطعم مذاق ماتأكل
مردتش على تليفوني ..عامله صامت أصل مبحبش الأزعاج وان بستمتع بوقتي
وتابعت وهي ترى الڠضب في عينيه
لا يعلم كيف يرد عليها فالكلمات تقف بحلقه وهو يطالعها وهي تتحدث وتستمتع بمذاق ما تأكل
وألتمعت عيناه وهو يراها هكذا ... ولم ينجده من تأمله لها الا صوت أحد معارفه وقد كان صديق والده رحمه الله
جاسم مش معقول ..اخيرا طرقنا اتصدفت ياابن الغالي
ونظر الرجل بعدها نحو مهرة متسائلا بمرح رغم كبر سنه
مين الحلوه ديه
وأقترب من مهرة يمد يده يصافحها ..لتنهض من فوق مقعدها بأرتباك ..لتصافحه وشعرت بالألفة نحوه
فأبتسم الرجل وهو يخبرها بهويته ..بعد أن أخذ جاسم دور المشاهد
لتهتف مهرة وهي تنظر لجاسم الذي وقف يطالعها بجمود كعادته
أتشرفنا يافندم ..وانا مهرة
وحدقت بجاسم بقوة
بشتغل عند جاسم بيه
فنظر عماد الي جاسم ببشاشة ومرح
وبيعملك كويس الولد ده ولا ديكتاتور
وعلي الفور ردت مهرة
لاء ديكتاتور
لتتسع عين جاسم من ردها ويضحك عماد بقوه
وجلسوا يثرثرون .. وقد اندمج عماد مع مهرة التي كانت تمرح دون العادة وهذا ما أثار الدهشة لدي جاسم
سيادة اللواء هنا وكمان مين جاسم
لينهض جاسم مبتسما ..مصافحا ذلك الشاب
أزيك يامراد
وأنضم اليهم مراد بعد ان تسأل عن أحوال كريم .. وأحوال جاسم في العمل
وهتف جاسم بعملية
مش ناوي برضوه تيجي تشتغل معايا
فنظر عماد الي ولده الذي قد تخلي
________________________________________
من أسبوع عن وظيفته بسبب عدم نزاهة مديره رغم أنه يعمل بشركة كبرى
ليهتف مراد مبتسما
لو لسا عرض شغلك موجود فأنا موافق ياسيدي
لتتسع أبتسامة جاسم فأخيرا قد وجد مديرا جديدا لمصنعه يثق به
وأنتبه مراد لمهرة التي أخذت تطالعهم بصمت إلي ان رحب بها
مش تعرفنا يابابا
وغمز بمكر لوالده... لينظر عماد لمهرة بلطف
ديه مهرة عروستي الجديده
فضحك مراد علي دعابة والده... ومدام قد مزح والده بتلك الطريقه فبالتأكيد أنه استشعر طيبتها
فعمل والده جعله يعرف متي يكون حازما ومتي يكون لطيفا
وتوردت وجنتيها وهي تري الحديث ينقلب عليها فيبدو أن علاقه عماد بولده علاقة تشبه الأخوه وليس اب وأبنه
وألتقت عيناها بجاسم الذي أخذ يطالعها بجمود ..يضغط علي قبضتي يديه بقوه
وقد ظنت أنه ينفر من وجودها بينهم .. ولكن هو كان يطالعها بنظرة لأول مره يخصها بها
نظرة رجل لأمرأه
........................
وقعت عيناها دون قصد علي هيئته التي تسلب الأنفاس دون قصد كنان رجلا بالفعل وسيم وسامة طاغيه
وأشاحت وجهها سريعا وهي تخبر قلبها ان يتوقف عن النبض كلما رأه
اليوم جواد أصر عليها ان يهبطوا لساحة الفندق ..فقد مل من جلوسهم في الجناح الواسع
وألتفت حولها تبحث عن جواد لتجده يقف مع أحد الموظفين يأخذ منه الحلوى
فأبتسمت لا شعوريا .. ولم تلاحظ ذلك الذي أخذ ينظر إليها بعد ان أشاحت وجهها عنه
بعدما أنهت عملها ..ذهبت حيث المكان الذي أخبرها فيه أكرم انه يريد ان يلتقيها فيه
ووصلت للمكان بأرهاق ..وأخذت تبحث عنه بعينيها لتجده يلوح لها بيده
وأقتربت منه ..وجلست علي المقعد تنتظر الحديث الهام الذي سيخبرها به .. وانتظرت لدقائق وهي تري أكرم يفرك يديه بتوتر
أنت جيبني هنا ياأكرم عشان نقعد ساكتين
ليرتبك أكرم وهي ينظر إليها ثم جذب تلك الحقيبة التي هي أسفل قدميه معطيا لها اياها
فحدقت مهرة بالحقيبة بقلق متسائله
فيها ايه الشنطه ديه
ليفتح أكرم الحقيبة .. التي يملئها المال
لتشهق بفزع
جبت الفلوس ديه منين
ليتذكر أكرم التوكيل الذي لديه من والدته فكل شئ يعد بأسم والدته
ده حقك انتي و ورد يامهرة.
لتزيح مهرة الحقيبة بعيدا عنها پغضب
انت جبت الفلوس ديه ازاي
فشحب وجه أكرم .. فعلمت ان الأمر به شئ
وبعد ضغطها عليه لمعرفة مصدر المال ..اخبرها بكل شئ
لتنصدم من فعلة شقيقها
سړقة فلوسهم
فتمتم أكرم سريعا
انا مسرقتش انا جبتلكم حقكم ...ماما عمرها ماهتديكم حاجه
لتبتسم مهرة ساخره وهي تنهض
وتفتكر انا و ورد كنا بندور على فلوس ياأكرم
وتابعت وهي مازالت واقفه أمامه
احنا كنا بندور على الحنان علي السند
فحدق بها أكرم پألم
رجع الفلوس ياأكرم
وكادت ان تتابع طريقها وتتركه ..الا انها وضعت يدها علي كتفه تربت عليه
انت مرحب بيك في أي وقت معانا
وأنصرفت دون كلمة أخري .. لينظر نحوها أكرم وهو يشعر بالحب القوي نحوها ونحو شقيقته ورد
.....................
أنصدمت ورد عندما علمت من معاذ ان وجود جواد مؤقت وفترة وسيعود كنان وجواد لوطنهم
لم تركز يوم ان تقدمت للوظيفه أنها فترة عملها مؤقته وكل ما ظنته ان تلك الفتره ستكون كأختبار مدفوع الأجر ثم يكون تعينها
ونظر لها ياسر متسائلا
روحتي فين ياأنسه ورد
فأنتبهت ورد لياسر الذي يقف أمامها في بهو الفندق يتحدث معها قليلا يسألها عن أحوالها بالعمل حتي الأن
وتسألت ورد بأمل ان ينفي لها ما لا ترغب بسمعه
يعني المشروع يخلص وهيمشوا
فحرك ياسر رأسه بأيجاب وهو يتمتم
اكيد هيجي السيد كنان زيارات بس اكيد علي فترات متباعده هو ليه مشاغله وشركته في تركيا
لتبتلع ريقها وقلبها بدء يؤلمها پألم لا تعرف سببه
.....................
نظرت مهرة للدعوة التي أعطاها لها السيد مسعود ..ورغم أنها لم تكن تفكر ان تحضر الا ان اليوم كان مرهق علي أعصابها فقررت ان ترفه عن نفسها اليوم وهاتفت ورد كي يلتقوا ويذهبوا سويا ولكن ورد تعللت بعدم رغبتها في ذلك
ووصلت لوجهت المعرض ودلفت للداخل تتأمل المكان واللوحات والأشخاص الموجودين ..لتقترب منها رقيه بأبتسامه هادئه
نورتينا
فأبتسمت مهرة لها فتلك الفتاه تشبه شقيقتها بأبتسامتها
وأقترب مسعود من ابنته غير مصدقا من مجئ مهرة
مرحبا بها
ديه مهرة اللي حكتلك عنها يارقيه
لتصفحها رقيه تلك المره بود
بابا حكالي عنك .. ومعجب جدا بشخصيتك
فأرتبكت مهرة ..فالمدح تلك الأيام أصبح يتدفق عليها من جميع الناس الا شخصا واحدا تود أكله بأسنانها
وأستأذنت منها رقيه بلطافه ..لتذهب لضيوفها
كما استأذن مسعود مشيرا لها بأن المكان لها
وأبتسمت بأنبهار وهي تقف أمام أحد اللوحات ..لتسمع صوت أحدهم
أنسه مهرة
لتلتف مهرة نحو مصدر الصوت فقد كان مراد ابن السيد عماد
صدفة عجيبه
لتتمتم مهرة بغرابه
فعلا
وأقتربت رقيه من مراد بلهفه وحب
كبرتي يارورو وبقي ليكي مشاريع
وفهمت من حوارهم أنهم اولاد خاله
وابتسم مراد وهو يطالع رقيه
رقيه أختي الصغيره
وأنتبهت مهرة وهي تبتسم لهم لملامح رقية التي تغيرت عند سماعها لتلك الكلمه ..فعلمت ان أحدهم واقع بالحب والأخر لا يري
...................
كان يتفحص بعض أعماله علي حاسوبه .. ليشعر بالملل والأرهاق ووجد نفسه يلتقط هاتفه ..يتأمل صورتها معه و مع جواد
....................
كانت دعوة مشيرة لكريم لأحد حفلاتها ماهي الا بداية لخطتها
اقترب منها كريم مصافحا لها بأبتسامة لطيفه
لتسأله مشيرة
________________________________________
والتي هي مصريه من حيث الأب وأردنية من حيث والدتها
فين المدام يابشمهندس
وكانت الاجابه كما رغبت
زوجته لا تفضل تلك الأجواء ..غير أنها منشغله بطفليهم
.................
رفعت مني وجهها نحو مهرة التي يبدو عليها مستمتعه بيومها .. وأخذت تتفحصها بعينيها تتعجب من هيئتها بها شئ مختلف ولكن لا تعرفه
الملابس كالمعتاد ..نظارتها التي أصبحت تشك بأمرها ..ملامحها كما هي ليس بها زينة ..شعرها
نعم شعرها هو من به شئ عجيب رغم أنها مازالت تعقده ولا تظهر طوله الا أن اليوم تسريحته مختلفه قد أظهرت جمالها الهادئ الذي تخفيه
وطرقعت أصابعها أمام مني
مدام مني .. روحتي فين
فأبتسمت لها مني
فيكي حاجه عجيبه النهارده وكنت بحاول أكتشفها
فخجلت مهرة ..فالكل بدء يخجلها بلطفه
بتهيألك انا زي ما انا
فضحكت مني علي أرتباكها
وبقينا نتكسف
وعندما لاحظت مني أرتباكها وتوترها
اتأخرتي كده ليه النهارده
لتهتف وهي تبعث في الأشياء الموجوده على مكتب مني المرتب
كنت بخلص شوية ورق لموكل عندي
فأبتسمت مني بلطف
حظك حلو النهارده ان جاسم بيه مجاش لأنه تعبان شويه
لتظهر السعاده علي وجه مهرة وهي تفرد ذراعيها
ياسلام علي الأخبار الحلوه
وتابعت وهي تميل نحوها
قوليله ياخد أجازه أسبوع كده عشان صحته
فضحكت مني وهي تري سعادتها بذلك الخبر
أسبوع ..روحي يامهرة على مكتبك
لتبتسم مهرة وقد وجدت فرصه كي تغتاب جاسم مع مني
عشان نرتاح منه شويه
وأخدت تنعته بمسميات كثيره .. ومني متسعة العينين وهي تري جاسم يردف للمكتب مشيرا لها ان تصمت ..ووقف خلفها يضع علي أنفه منديلا ورقيا
انتي ازاي أشتغلتي معاه خمس سنين
انتي تستحقي جايزه في الصبر
وتابعت وهي تلوي شفتيها بأمتعاض
انا السنه تخلص بس ومش عايزه أسمع اسمه
ونظرت الي مني متعجبه من نظرتها وتحرك حاجبيها
مالك يامدام مني
فتنحنحت مني بحرج... وصدح صوت عطسة قد فلتت من جاسم دون قصد بسبب نزلة البرد
لتتسع عين مهرة وهي تلتف نحو صاحب تلك العطسه
الفصل الثاني عشر.
_ رواية لحن الحياة.
_