رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(كاملة)
العمل والنجاح بالنسبه له شئ وحياته وكيف كانت وكيف ستكون شئ آخر ...وضحك وهو ينهي حواره
النهارده الذكرى الخامسة لمجموعة الشرقاوي ..ويمكن لأول مره بتكلم بأستفاضه عن تفاصيل حياتي ... وده لان أسئلة الصحافه بدأت تكتر عن غموض شخصيتي
وتابع وهي يزفر أنفاسه
نجاحنا مش بنحتاج نتكلم عنه كتير ...بس ديما ورا كل نجاح حقيقي حلم انت كنت مؤمن بيه وفي الأول والأخر ده توفيق وفضل من ربنا عليا
احتفال الشركه مش احتفال لمؤسسه ..ده احتفال ليكوا انتوا بتعبكم وجهدكم
وتابع بفخر وحب
النهارده بنحتفل بنجاحنا كلنا
ولم يجد كلمه أخرى يقولها بعد كل هذا التصفيق ..فهبط من علي المنصه وبعض الكاميرات تلتقط له الصور
وشعرت مهرة بيد أحد علي كتفها ..فألتفت وهي تسمع صياح رقية
فأبتسمت وهي تري رقية وبجانبها مراد الذي وقف يطالعها بنظرات لم تستطع تفسيرها
السيد مراد العظيم ساعه بتحايل عليه يجي
وتابعت رقية بتذمر وهي تنظر اليه ثم لمهرة
قال ايه مبحبش جو الحفلات
فتعالت ضحكت مهرة وهي تجد مراد يدفع رقية أمامه
كبرت وبقيت زنانه اوي البنت ديه
فطالعت مهرة رقية التي تفضحها نظراتها نحو مراد .. اما مراد كالعاده لا يري رقية الا الفتاه الصغيره التي تربت أمام عينيه وعلى يديه
لا يري منها الا الوجه الجامد والمناطحه
ووجد نفسه يريد ان يتقدم منها وهي تضحك مع رقية الا ان رفيف كانت ملتصقة به ..تحتوي يده بيدها وأصابعها تتخلل أصابعه وصوتها يهمس بأغراء
كنت اريد ان اغضب منك واخاصمك وارحل
ولكن لم استطع جاسم ... قلبي لا يغضب منك
كلماتها كانت كالسحر تجعل عقله يغيب معها
عقله يضع له رفيف في المرتبة الأولى كزوجه حتي لو سيتزوجها كأعجاب ورغبه ليس أكثر
اما قلبه لا يعلم لما انطفئت لهفته عليها
فأبتسم وهو يضغط على يدها التي مازالت في يده
تعالى أعرفك علي بعض الضيوف
.....................
أنتهت الحفله أخيرا وعقلها شارد في تفاصيل بعض الأشياء بالأصح شارد بشخصين
جاسم ورفيف الثنائي الذي يليق ببعضهم
رجل وسيم وغني مع امرأه حسناء تليق به وبعالمه
كانت تقف خارج القاعه تنتظر اكرم و ورد .. عرض عليها مراد ورقية توصيلها ولكنها رفضت حتي السيد مسعود ومني وزوجها
جاسم بالخلف مع رفيف وسائقة بالامام
تعالى يامهرة اوصلك
فنظرت مهرة له وعيناها على رفيف التي تأففت من رؤيتها وأخذت تلعب بخصلات شعرها وكأنها تخبرها صراحة انها لا تطيق وجودها
شكرا ..مافيش داعي
ولمحت سيارة أكرم الصغيره تصطف في الناحية الأخرى علي الطريق ..فأشارت له هو ورد
عن أذنكم
فألتف جاسم نحوها وهي تخطوا الطريق نحو من أشارت لهم بيدها ... رأي شقيقتها من قبل ويتذكرها ولكن الشاب الأخر لا يتذكر أنه رأه او من المحتمل رأه ولكن قد نسي ملامحه
وشعر بيد رفيف علي يده ثم اقتربت منه تلتصق به وتهمس بهدوء
ايه رأيك نسهر مع بعض
وطالعته بحماس
وافق جاسم ..أرجوك
فضحك جاسم علي تعبيرات ملامحها المتوسله
للأسف مش موافق يارفيف
فأمتعضت بدلال وهي ټدفن وجهها بصدره
رفيف هتزعل ..انت المفروض تصالحني
وبدلالها المحنك حدث ماأرادت وذهبوا ليكملوا سهرتهم
...............
ذهبت للعمل بحماس وقد عادت لملابسها العاديه ولم تعد مهرة التي كانت بالأمس بالحفل
اليوم هي سعيده بشدة بعد ان اخبرها شيكا وهو يفتح محل البقالة عن آخر مايعرف من اخبر حيهم
ف حسين سيأتي بعد شهر من الآن
حسين جارهم واول حب لها حب طفولتها ومراهقتها حتي عمرها هذا .. حبها له نابع من أمتنانها لكل لحظه كان يقف بجانبها وهم صغار حينما كانوا الأطفال يسخرون منها ومن هيئتها التي لا تشبه الفتيات
حتى الي ان كبروا كان يدعمها ويساعدها
لم تصرح له بمشاعرها ولكنه قبل رحيله إلى خارج البلاد أخبرها بحبه لها في جواب صغير مازالت محتفظه به بين طيات ملابسها
وصعدت بعض الدرجات نحو بهو الشركه وهي لا تري أمامها لتشهق بآلم
فوجدت فتاة بعمرها او تصغرها بقليل ترتدي السواد وقد وقعت منها بعض الأوراق ويبدو عليها اليأس
انا أسفه
فأبتسمت مهرة بود
مافيش داعي للاسف انا برضوه غلطانه ماشيه مش شايفه قدامي
فأرتسمت أبتسامة شاحبة علي وجه الفتاه وأنحنت تجمع الأوراق التي بيدها
فأنحنت مهرة تجمع معها الورق... ونظرت في أحد الأوراق لتجدها شهادة جامعية
فأعطتها الشهادة وهي تتسأل بفضول
انتي جايه تقدمي في وظيفة هنا
فأبتلعت الفتاه غصة بحلقها وهي تضع اوراقها في ملفهم
انا جيت اقدم ورقي بدل أخويا ..اتعين هنا من شهر وكان حلم حياته يشتغل في الشركه ديه بس
ودمعت عيناها وهي تتذكر شقيقها
ماټ
لم تجد مهرة ما تقوله لها ..فربتت على كتفها بحنو
ربنا يرحمه
ولشدة رغبتها في ان تفهم سبب وجودها هنا تسألت
طب هم وافقوا علي طلبك
وعندما حدقت بها الفتاه بصمت
مش قصدي حاجه ..انا بسأل عشان لو في أيدي أساعدك
فلمعت عين الفتاه بأمل ولكن هيئة مهرة لا توحي بأنها موظفه مهمه بالداخل ..ولكن اخبرتها بكل شئ لعلها تستطيع مساعدتها
وفهمت مهرة منها ان وظيفة شقيقها هي حلم عيلة تتكون من اب وام مسنين وشابان وفتاه
شاب سعي بشده بعد تخرجه ليحصل علي تلك الوظيفه كي يريح والده الذي يعمل في النجارة
وأم تعمل فراشة بمدرسة .. شقيقه تعلم ودرس بجد وتخرج من كلية الهندسه ولكن الحياه لا تعطي كل شئ
وانتهت حياة شقيقها الاكبر ..لتبقي هي من عليها ان تتحمل مشقة الحياه عن والديها كما كان يفعل شقيقها
ولأملها ان يعطوا لها فرصة بدلا من شقيقها
ولكن لا فرصة هم شركة لا تقبل الا بالأشخاص المميزين ولا بديل لديهم
فأبتسمت لها مهرة وهي تطيب خاطرها
هو صعب أنك تشتغلي بداله انتي خريجة تجارة واخوكي كان مهندس ..
فتنهدت الفتاه وقد عاد اليأس إليها
كان عندي امل يشغلوني في قسم المحاسبه ...ديه شركه كبيره وليها فروعها ومركزها مش معقول مافيش وظايف فيها
فضحكت مهرة وهي تشعر بأن نسخ شقيقتها ورد بكل مكان
ماهي عشان شركة كبيره ف التعين فيها بيكون صعب وكله بالكوسه
ووضعت بيدها علي فمها تنظر حولها
او حظوظ برضوه عشان منظلمش صاحب الشركه وتذكرت جاسم لو سمع مانطقت به للتو
وعندما وجدت الفتاه تتحرك للمغادره
انتي رايحه فين
فتمتمت الفتاه بحزن
همشي خلاص مدام مافيش امل اني اشتغل
لتمسك مهرة يدها نحو الداخل
لاء ان شاء الله هتشتغلي تعالي بس معايا.. لتشتغلي لأطرد انا واخلص من هنا خالص
وضحكت ساخرة علي الحياه وهي تحادث نفسها
سبحان الله الناس
________________________________________
بتدور علي فرصه تشتغل هنا
وانا بدور علي اي فرصه اطرد منها قبل السنه ماتخلص
.................
نظرة مني الي ساعة يدها ثم لمهرة التي دخلت وخلفها فتاه
اتأخرتي كده ليه يامهرة
وأبتسمت وهي تتذكر حفلة أمس
اكيد راحت عليكي نومه
فأقتربت منها مهرة ضاحكه
مش المفروض الشركه كانت أدتنا أجازه
فحركت مني رأسها بيأس
قولي الكلام ده لجاسم بيه
فطالعت مهرة باب غرفته ثم نظرت للفتاه
هو فاضي
فنظرت مني للفتاه بفضول
رفيف هانم جوه عنده
وتسألت مني وهي تنظر للفتاه التي تقف مرتبكة
مين ديه
فأتجهت مهرة نحو غرفة جاسم متمتمه
لما اخرج من عنده هفهمك كل حاجه ..ضيفيها من النسكافيه بتاعك يامدام مني
فضحكت مني وهي تطالعها
حاضر يامهرة
لتطرق مهرة الباب وتدخل بعدها ..لتجد جاسم يجلس علي مكتبه بأسترخاء ويدور بمقعده يطرق بالقلم علي المكتب ويحادث رفيف ويبتسم لها. ورفيف تجلس على المقعد الذي أمامه تضع ساق فوق الاخر وتتحدث بحماس وتضحك
ورفع جاسم عينيه عليها وهو يشير لها بأن تقترب
ام رفيق تأففت كالعاده من وجودها
في حاجه يامهرة عايزه تقوليها
نظراتها المرتبكه جعلته يعلم ان وجودها في مكتبه لشئ مهم
ونظر إلى عيناها المتجه نحو رفيف ففهم أنها لا تريد ان تحادثه أمامها
اتكلمي يامهرة قدام رفيف ..رفيف مش غريبه
فأتسعت أبتسامة رفيف بزهو
لتنظر لهم مهرة بضيق وهي تهمس داخلها وتقلد صوته
اتكلمي يامهرة قدام رفيف
وزفرت أنفاسها وهي تتذكر أمر الفتاه وأخبرته عنها وعن شقيقها الذي عمل هنا لشهر
ونظرت رفيف نحو جاسم الذي كان يستمع بصمت وانتظرت ان يرفض طلبها من توظيف الفتاه
ولكن جاسم
تمام يامهرة خليها تقدم وراقها في شئون العاملين .. وانا هوصي عليها بنفسي
فأتسعت أبتسامتها وهي لا تصدق أنه لم يعترض على توظيف الفتاه
شكرا
وأنصرفت سريعا من المكتب... لتخبر الفتاه بأمر عملها
اما رفيف حدقت بمهرة وهي تغادر وقلبها يشتعل بنيران الڠضب ..وألتفت الي جاسم الذي لمعت عيناه لسعادتها
..................
كنان الذي كان أهم شئ بحياته هو عماله ..يضع العمل في المقدمة فوق كل شئ .. ولكن الأن أصبحت رؤيتها هي الأهم
أختلس النظرات لها وهي تتابع أحد برامج الكرتون مع جواد
وأبتسم وهو يسمع تعليقها مع جواد علي اسم أحد الشخصيات الكرتونيه ويبدو ان كل منهم يشجع شخصية
كان جالس كالمراهق علي الأريكه الأخرى يتابع الأوراق التي بيده تارة وتارة أخرى ينظر لهم
وسمع شهقتها بعد ان جذب جواد السلسلة التي بعنقها دون قصد فكان هدفه ان يراها ولكنه قطع السلسال خاصتها
ماذا فعلت جواد
فدمعت عين جواد پخوف من صوت كنان ونظر لورد وهي تحدق ب سلسالها
تحب تلك السلسال لأنها من والدتها .. اهدتها لها حينما دخلت الجامعه ...لأنها كانت دوما تخبرها أنها تريد سلسال ذهب كصديقتها ..
اما مهرة كعادتها لا تطلب ولا تتدلل
وفاقت علي اعتذار جواد وهو يبكي وقد عنفه كنان..لتنظر له بفزع معتذرة
لا تبكي جواد حبيبي
دارت حزنها وهي تحتضنه ..وهمست بأذنه بحنان
سأصلحه لا تقلق
فلمعت عين جواد وهو يطالعها
انا احبك ورد ..انتي لا تغضبي مني مثلما كانت ماما
اوجعتها كلماته .. فضمته إليها أكثر تحت نظرات كنان الذي وقف متعجبا من تصرفها
صادف الكثير ولكن كمثال ورد بأحتوائها لغيرها لم يصادف
نظرتها لسلسالها كانت تدل علي انه ذكري غالية