الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(كاملة)

انت في الصفحة 7 من 111 صفحات


ايه هنا ..احنا مش محتاجين محامين 
فضحك جاسم وهو يتوقف بكرسيه عن الدوران 
اشغلها محاميه .. ده انا هخليها تنسي المهنه ديه 
ثم تابع ببرود 
هتشتغل كل حاجه... هتكون زي اللبيسه اللي بتكون للفنانين 
فأبتسم ياسر وكتم صوت ضحكته 
مسمهاش لبيسه ... دلوقتي بقي أسمها مساعده شخصيه او مديرة أعماله 
فحرك جاسم شفتيه ساخرا 
المسميات النضيفه ديه لناس التانيه النضيفه 
ثم تابع پقسوه 
اما ديه لاء 
لتتسع عين ياسر بدهشه 
انت پتكرها كده ليه ياجاسم .. أحنا من ساعه ماعرفنا بعض مشوفتكش پتكره حد كده
وتابع بتشتت 
أنت حتى يوم ماعرفت مني بلقائها بالصحفي اللي عمل هجوم عليك ..سيبتها ومفكرتش تعمل ليها حاجه 
فحدق به جاسم للحظات ..فهو بالفعل لم يفكر قط بأذيتها ولكنها هي من تأتي اليه بقدميها وكأنها تريد أن تذكره دوما بأحداهن كانت شعلة من التمرد والقوه مثلها تمام 
كانت زميلته بالجامعه أحبها بشده خاصة لطباعها الصبيانيه وملابسها التي تشبه ملابس مهرة ولكن في النهايه كان ردها له 
أنه ليس من الأشخاص التي تستهويها ..انه هادئ الطباع منطوي .. وهي لا تحب هذا النوع من الرجال
يومها كره ذاته وكرهها بشده ليس لأنها رفضت حبه بل كره تكبرها الذي لم يراه من قبل او بالأصح حبه لها هو من أعماه 
وفاق علي صوت ياسر الذي كان يهتف بأسمه ليتمتم هو بشرود 
بكرها لأنها شبها 
استيقظ ياكسول 
فأبتسم كنان وهو يمد ذراعيه نحوه كي يجذبه اليه ثم أخذ يدغدغه الي ان أحمر وجه جواد من شدة الضحك 
لن أتركك ..الي ان تقول أسف خالو كنان 
فحرك الصغير رأسها برفض .. ورفع راية استسلمه أخيرا 
أسف خالو
فأتسعت أبتسامة كنان التي كان قد نساها وضم جواد اليه بقوه ..ليجد الخادمه التي هي بالأصل من ربته ...تطرق الباب وتدلف بعدها مبتسمه وهي ترى إبتسامة كنان مع جواد 
فريدة خانو هنا سيد كنان 
فزفر كنان أنفاسه بضيق ..فوالدته بالتأكيد جائت لهنا ليس لأجله ولا لأجل حفيدها بل من أجل المال 
الي الأن يتسأل هل هذه ام حملت وأنجبت 
لم يشعر قط هو وشقيقته بحبها 
وتنهد پألم وهو يتذكر شقيقته ..فهي لم تحزن علي أبنتها المتوفيه..فبعد ۏفاتها بشهران علم بسفرها الي باريس والمبرر كان 
أريد ان أنسي مۏت صغيرتي
وشعر بدغدغت جواد له ..فنهض من فوق الفراش وحمله علي كتفه مخاطبا من تقف خلفه 
أريد كأس من الحليب
ثم تابع وهو ينظر لجواد 
أحرصي بأن يكون أكبر كأس لديكي عظيمه 
فضحكت المرأه التي رغم سنها الخمسون مازالت جميله 
لتتسع عين الصغير بشقاوه ثم أخفي وجهه بين كفوفه الصغيره صارخا 
لاااااا
وهبط الدرج حاملا جواد وهو يضحك .. الي ان تلاشت أبتسامته وهو يري خطيبته تجلس بجانب والدته يتشاطروا الحديث 
خطيبه أكتشف معدنها في شدته 
ووضع جواد أرضا وأقترب منهم وشعره مشعث من أثر النوم 
يبدو

________________________________________
أنكم أتفقتوا اليوم على القدوم سويا 
فنهضت سيلا وأقتربت منه تقبل وجنتيه وتداعب عنقه 
أشتقت اليك كنان 
فأزاحها جانبا واقترب من والدته التي لم تفاجأه بسؤالها 
صحيح أنك ستذهب لمصر انت وجواد 
....نظرت إليها مني بنظرات متفحصه ثم أشارت لها بأن تدخل لمكتبه .. لتسير مهرة من أمامها بوجه جامد 
ودخلت الغرفه التي سبق لها ان دخلتها مرفوعة الرأس ولكن اليوم هي أتيه تسمع شروطه التي ستجاهد على تقبلها كي تخرج شقيقها من ورطته
ووجدته يتحدث بالهاتف بأسلوب جاد وصارم .. فطالعها بنظرات بارده ثم أشار لها بالتقدم والجلوس إلى ان ينهى مكالمته 
وبعد دقائق كان يلقي هاتفه بأهمال فوق مكتبه
ويرخي من رابطه عنقه التي باتت ټخنقه 
وزفر أنفاسه بقوه ثم حدق بها بصمت 
شروطك 
فأبتسم جاسم وهو يستمع لنبرتها .. وجلس علي مقعده بأسترخاء وبنبرة متهكمه هتف 
يعني مش هتسيبي القانون ياخد مجراه .. وهتتحملي انتي غلطت اخوكي 
فصمتت مهرة للحظات وهي تهدأ من تسارع أنفاسها وتمالك ڠضبها 
أفتكر ان قولت تنازلك عن القضيه قصاده شرط 
وتابعت بجمود 
ياريت تقول الشرط 
فحدق بها جاسم قليلا وهو يطرق بقلمه علي مكتبه 
هتشتغلي هنا سنه كامله مساعده شخصيه 
وتابع ببرود 
شايفه كرم أخلاقي ..هخرج اخوكي من السچن وهديكي شغل في شركه مكنتيش تحلمي تشتغلي فيها لاء وكمان بمرتب متوقعش أنك بتاخديه من مكتب المحاماه بتاعك 
وهتف جملته الأخيره بتهكم... لتضغط علي راحتي كفيها بقوه 
مش عارفه من غير كرم أخلاقك العظيم كنا عملنا ايه 
فضحك وهو يري قسمات وجهها الحانقه .. ورفع سماعة هاتف مكتبه 
اتصل بالمحامي يجي عشان تمضي علي سنه عقد عمل انا المتحكم فيه واتنازل عن القضيه ولا 
وهتف بسخريه 
نسيب القانون ياخد مجراه ونحقق العداله 
فحدقت به ببرود وبهدوء قاټل 
أتصل 
فأبتسم جاسم بزهو وقد ظهرت أسنانه المصفوفه واخذ يطالعها وهو يحادث محاميه يأمره بالقدوم اليه
وقف يتأملها وهي ترضع الصغيران بأرهاق واقترب منها يطبع بقلبه دافئه علي رأسها 
فنظرت إليه بهدوء تتأمل ملامح وجه المرهقه من أثر العمل فيبدو ان جاسم يعاقبه علي طيشه السابق ويحمله فوق طاقته من عمل 
ووضعت صغيريها في مهدهما . وسارت خارج الغرفه يتبعها هو بعدها 
هتفضلي لحد أمتي بارده كده معايا 
فطالعته مرام ساخره ..ثم أتجهت للمطبخ تسخن الطعام في صمت... وكاد ان يقترب منها الا أنه قرر ان يتركها قبل ان يتشاجروا كالمعتاد ..فهذه هي حياتهم الماضي مازال عالق بينهم
.....جلست مهرة في محل البقالة تتذكر كل ماحدث اليوم معها .. وأخذت تحرك قدميها پغضب وتقزقز حبات اللب وتقذف قشره أرض .. لتدف ورد إليها بأكواب الشاي متسائله 
من ساعه ماجيتي من عنده وانتي كده .. مالك يامهرة ماالشرط اللي قالوا عادي 
وتابعت مازحه 
انا موافقه أروح أشتغل عنده ... ديه شركته كانت من أحلامي وأحلام شباب كتير 
فأخذت منها مهرة كوب الشاي خاصتها لترتشفه بصمت... وعادت تهز قدميها إلى ان 
سنه هقعد في خلقة الراجل ده سنه 
فضحكت ورد على تعبير شقيقتها .. لتقذف مهرة حبات اللب بوجهها 
نضفي المكان وأقفلي المحل بقي ..عشان تعرفي تضحكي تاني 
وانصرفت بخطوات حانقه وعقلها يفكر بالغد وكيف ستقف ند لجاسم الشرقاوي حتي بعد ان جعلها تحت رحمته بعقد عمل يتحكم بها 
.............خلع نظارته السوداء بعد ان هبط من سيارته أمام المنتجع الخاص بسلسلة مايملك في مجال السياحه بالكثير من البلاد 
وشرد في بداية إقناع عدي له بأن ينشأوا منتجع هنا وانه سيشرف عليه هو وهازان وقد تم شراء الأرض ووضعوا أساسيات المشروع الي ان وصلوا لنهاء نصف المنتجع ولكن الحلم قد توقف بعد ان توفوا 
الم أحتل صدره فقد أشتاق لرفيق عمره وشقيقته بشده 
ووجد جواد يجذبه من يده يحثه علي الحركه 
فأخفض رأسه أرضا يطالعه بحب 
هل أعجبك المكان 
فهتف الصغير بحماس 
أجل أجل 
ليبتسم كنان وهو يلتقط يداه الصغيره 
..
أشرقت شمس الصباح لتبعث الدفئ 
وقف يحتسي فنجان قهوته في الحديقه ببرود قاټل 
ثم نظر الي ساعه يده بتمهل 
ليدق هاتفه..فينظر إلي رقم المتصل 
صباح الخير 
فأبتسم جاسم وهو يستمع لصوتها 
صباح الخير رفيف
وسألها بدفئ 
أستيقظتي مبكرا اليوم 
فدعبت رفيف عنقها وهي تبتسم 
لقد اشتقت لك جاسم 
فتحرك جاسم للداخل ومازال يحادثها 
وانا أيضا
رفيف شقيقة أحد أصدقائه من كندا تعرف عليه وعلى عائلته حتي أصبحوا كالعائله ..فهم من أصول عربيه جزائرين الأصل ولكنهم عاشوا سنين بكندا ..فأصبحت كندا وكأنها موطنهم الأصلي 
حتى العربيه لا يتحدثون بها الا والدهم السيد عدنان
وألتمعت عيناه وهو ينهي حديثه معها 
وتنهد وهو لا يعلم إلي الان لماذا لم يتزوج ب رفيف رغم إعجابه الشديد

________________________________________
بأنوثتها وعقلها ونجاحها في عملها
....
أرتدت مهرة ملابسها البسيطه المعتاده عليها ولم تفكر في نظرة أحد بملابسها التي لا تشير بوجود أنثي .. وأخدت تتنفس ببطئ تخبر نفسها 
هي سنه يعني 12 شهر يامهرة 
لتسمع طرقات ورد على باب حجرتها ثم دلفت بعدها تنظر إليها 
حضرتلك الفطار 
ونظرت إلى ملابسها بتقيم 
هتروحي كده 
فحدقت مهرة بهيئتها في المرأه ..فقد كانت ترتدي بنطال من الجينز وقميص فضفاض 
اه هروح كده .. ولو مش عجبهم منظري يرفدوني 
فأبتسمت ورد واقتربت منها تقبل وجنتها
فبادلتها مهرة الابتسامه .. وسارت معها نحو المائده المعده بوجبة الأفطار التي تعد هي أساس يومهم الشاق من عمل 
وبعدما انهوا فطورهم ..تنحنحت ورد 
مهرة انا هروح المقابله النهارده
فطالعتها مهرة قليلا وكادت ان ترفض ولكن نظرات الرجاء اللي كانت في عين ورد 
طب مين هيروح معاكي ..المكان في الصحرا 
فضحكت ورد وهي تنظر لشقيقتها 
صحرا ايه يامهرة ده الطريق بقي كله شركات وقري سياحيه...متقلقيش عليا بقي 
وأخذت تترجاها الي ان حركت مهرة رأسها 
أول ماتوصلي تكلميني واول ماتخلصي المقابله تكلميني وأول ماتركبي عشان تروحي تكلميني واول ما تيجي البيت تكلميني 
فضحكت ورد وهي ټضرب لها التحيه العسكريه 
علم وينفذ يافندم ... اي أوامر تانيه 
فضمتها مهرة إليها بحنان 
خلي بالك من نفسك 
فأبتسمت ورد في أحضان شقيقتها... فالعالم كله بالنسبه لها يتلخص بين ذراع شقيقتها التي تقصي حياتها بعيدا ولا تفكر بشئ غيرها 
.....
وقفت في منتصف حجرة مكتبه تنتظر ان يخبرها بمكان عملها ..الذي مازالت تجهله ولكنها تعلم أنه سيذلها به 
واقتربت من مكتبه حيث كان غارقا في بعض الأوراق التي يتفحصها 
وطرقعت بأصابعها امام عينيه 
انت ياحضرت المدير 
فرفع جاسم عيناه نحوها بضيق.. فتابعت بحنق 
فين مكتبي اللي هشتغل عليه .. ولا هي المساعده الشخصيه ملهاش مكتب 
فأسترخي جاسم بجلسته وهو يتفحص ملابسها التي لم تغير منها 
اوعي تكوني فاكره ان المساعده الشخصيه هتكوني زي بتوع القصص ولا المسلسلات وليكي قيمه 
ونهض من فوق مقعده واقترب منها واخذ يدور حولها 
عارفه صبي القهوه ..اللي بيعمل كل حاجه للزباين وبيخدم عليهم 
وتابع پقسوه وهو يقف أمامها يطالع عيناها 
انتي هتكوني كده .. مساعده شخصيه ليا ولكل موظفين الشركه 
فأخذت مهرة تحدق به ثم حدقت بأركان الغرفه باحثة عن شيء تقذفه به ووقعت عيناها علي الأوراق الموضوعه على مكتبه لتلتقطها ثم قذفتها أرضا وغادرت المكان وهي تسمع صوته الغاضب يهتف بأسمها 
.........انقطع حذائها وهي تسير بالطريق الطويل بعض الشيء كي تغادر المنتجع الضخم الذي يبدو سيكون مكان كالخيال 
وفي اللحظه التي انحنت كي تري فيه حذائها وتخلعه عن قدمها 
سمعت إطار سيارة يحتك بالطريق بقوه ..ومن شدة احتكاكه اندفعت ورد ارضا ..فلم يكن يفصلها عن السياره الا سنتي واحدا

انت في الصفحة 7 من 111 صفحات