رواية عشق الهوى بقلم نونا المصري(كاملة)
بعد سماع ذلك واردف عندك ثقة في نفسك ودا كويس...ودلوقتي ممكن تكلميني عن نفسك شوية .
فابتسمت مريم قائلة اكيد... انا عندي 21 سنه ودرست علوم الحاسوب في معهد التكنولوجيا التطبيقية وتخصصي برمجة التطبيقات والهندسة الألكترونية واشتغلت في Internet cafe لمدة تلات سنين في دوام جزئي وبسبب شغلي انا حبيت عالم البرمجة والانترنت وانا مش مرتبطة وعايشه مع اختي الصغيرة لوحدنا في البيت بعد ما اهلي ماتوا يعني انا اللي بصرف عليها.
مريم مدة نص ساعة في الأوتوبيس .
كمال طيب معاكي رخصة سواقة
مريم بصراحة مكنش عندي وقت علشان اتعلم السواقه ودا بسبب المذاكرة والشغل في الأنترنيت كوفي بس متقلقش لان الموضوع دا مش هيأثر على شغلي هنا لو قبلتوني يعني..
قال ذلك ثم نهض ومد يده لكي يصافحها فصافحته قائلة الشرف ليا انا يا استاذ كمال.. عن اذن حضرتك .
قالت ذلك ثم خرجت من المكتب وهي تشعر بشعور جيد اما كمال فابتسم قائلا واثقه في نفسها.. اكيد هتعجب ادهم .
ذهبت وجلست بجانب صديقتها الهام التي سألتها بسرعة ها.. طمنيني ...عملتي ايه
فابتسمت وقالت الحمد لله اتصرفت على طبيعتي وكمان الراجل اللي عملي المقابلة حسيت من طريقة كلامه ان في امل علشان يقبلوني.
ابتسمت الهام بدورها وهتفت بجد يا مريم طب الحمد لله.
مريم الراجل اللي جوا باين عليه
محترم اوي وابن حلال يا لولو وان شاء الله كله هيبقي تمام.
وبعد مرور عشرين دقيقة اتى دور الهام لكي تجري المقابلة فاخذت نفسا عميقا ثم طرقت باب مكتب كمال ودخلت قائلة صباح الخير يا فاندم.
كمال صباح النور... اتفضلي.
الهام متشكرة.
قالت ذلك ثم تقدمت نحوه وانتظرت حتى يأذن لها بالجلوس فنظر إليها وقال استريحي.
الهام متشكرة يا
فندم.
قالت ذلك ثم جلست مقابلا له فقال اسمك الهام أمين صح
كمال قوليلي بقى يا انسه الهام...انتي ليه عايزه تشتغلي في الشركة بتاعتنا
فابتسمت الهام بعفوية وقالت بصراحة الشغل في شركة رويال للتجارة الإلكترونية هو حلم كل مبرمج عربي وانا وحده من المبرمجين اللي بيحلموا انهم يشتغلوا في شركة عالمية زي دي.
كمال هممم فهمت بس مكتوب في سيرتك الذاتيه ان ماعندكيش خبره في الشغل يبقى ازاي هتقدري تشتغلي عندنا
وتستمر الأسئلة والأجوبة كما حدث مع مريم
تسارع في الاحداث الساعة الرابعة عصرا ..
ذهب كمال الى الطابق الاخير من الشركة حيث كان مكتب ادهم طرق الباب وسرعان ما سمع صوت ابن عمته من الداخل يسمح له بالدخول فدخل ووجده جالسا امام حاسوبه المحمول... نظر ادهم اليه ثم عاود النظر إلى حاسوبه وسأله بهدوء عملت اللي طلبته منك يا كمال
اقترب كمال منه ثم جلس مقابلا له ووضع مغلفا من يده على الطاولة وقال اخيرا المقابلات خلصت وانا اخترت كام واحد شفتهم مناسبين علشان يبقوا مبرمجين الشركة الجدد وجبتلك سيرهم الذاتية لان حضرتك اللي بتشغل الموظفين في النهاية مش انا.
ادهم كويس... هبقى اشوفهم بعدين.
قال ذلك ببروووود شديييد وهو يتابع عمله على الحاسوب حتى دون ان ينظر الى كمال الذي هز رأسه بقلة حيلة ثم نهض قائلا يبقى انا همشي دلوقتي.
فرد ادهم عليه وهو مركز في حاسوبه ماشي.
تنهد كمال وقال يلا سلام .
ولكن ادهم اوقفه بقوله متنساش اجتماع بكرا.
الټفت اليه ليجده ما يزال ينظر الى حاسوبه ثم قال متقلقش.. مش ناسي بس انت ابعد وشك عن الاب توب شويه لحسن هيبقى نظرك ضعيف وتبقى محتاج نظارة لو فضلت كدا.
رسم ادهم ابتسامة خفيفة على محياه ونظر الى كمال ثم اردف متخفش...مش هيجرالي حاجة.
كمال هنشوف.. يلا سلام يا كينج.
قال ذلك ثم خرج من مكتب ادهم وهو يتمتم في سره ياااه ايه البرود دا تقول جبل تلج مش كدا !
عند ادهم....
ترك العمل على الحاسوب ثم امسك بالمغلف الذي وضعه كمال امامه وبدأ يتصفحه وهو يقرأ المعلومات الشخصية عن المتقدمين الذي اختارهم كمال حتى وصل الى سيرة الهام الذاتيه..اعجبه الكلام الذي كتبه ابن خاله عنها وانها واثقه من نفسها وتستحق ان تحصل على فرصة للعمل في شركتهم فهي متخصصة في برمجة المواقع الإلكترونية التجارية والتسويق الإليكترونى وهذا ما كانوا
يحتاجونه لذا وضع توقيعه على ملفها الشخصي دليلا على قبولها للعمل وبعدها استمر في فعل ذلك مع كل ملف شخصي كان يقرأه حتى وصل الى اخر ملف والذي كان ملف مريم... نظر إلى صورتها الشخصية مطولا ثم قال بقى كدا... هي جت هنا علشان الوظيفة.
قال ذلك ثم قرأ ملفها واعجبته امكانياتها خصوصا لأنها كانت من بين العشرة الأوائل في الكلية التي درست بها كما انها حاصلة على شهادة تقدير واحترام من الكلية على انجازاتها وتفوقها في امور البرمجة والتكنولوجيا ولكن ما لفت انتباهه اكثر هو سنها..وتساءل في نفسه كيف استطاعت فتاة في الواحد والعشرين من العمر ان تعمل وتدرس وتعتني بأختها الصغيرة في الوقت ذاته ومع ذلك تفوقت في دراستها كما انه انتبه على امرا مشتركا بينها وبين الهام امين وهو انهما درستا في نفس الكلية وعملن في نفس المكان ونفس الوظيفة فخمن انه من الممكن ان تجمعهما صداقه قوية كما ان كمال وضع علامة P على ملفها باللون الأحمر وتعني perfect مثالي وذلك دليل على انها ممتازة للعمل فوضع توقيعه على ملفها ثم اغلق المغلف ووضعه على الطاولة وتابع عمله على الحاسوب.
وفي الوقت ذاته في الأنترنيت كوفي ... كانت الهام متوترة جدا وتدعو الله ان يتم قبولها في الشركة بينما كانت مريم هادئة للغاية فنظرت اليها وقالت انا مستغربه منك يا ميمي... ازاي قادره تتصرفي عادي كدا وكأنك واثقه انهم هيقبلوكي !
ابتسمت مريم وقالت دي اسمها ثقة في النفس يا بنتي يعني انا اتكلمت كويس وكمان مؤهلاتي ممتازه يبقى ليه الخۏف من الفشل
الهام تصدقي عندك حق
مريم وكمان ماتنسيش انهم هما اللي قالوا في اعلان التوظيف ان مش لازم يكون عند المبرمج خبرة واهم حاجة يبقى فاهم هو بيعمل ايه ومعاه شهادة جامعية وانا وانتي عندنا المؤهلات المطلوبة للشغلنه دي.
فابتسمت الهام قائلة والله العظيم كلامك ريحني...ويا رب يكون عندك حق.
مريم معرفش هيحصل ايه بس قلبي بيقولي اننا هنتقبل... على العموم احنا هنعرف النتيجة كمان ساعتين.
فقالت
الهام بتململ هيعدوا عليا كأنهم شهرين.
ضحكت مريم وردت عليها متقليش... ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام.
وبعد مرور ساعة......
عادت مريم الى المنزل فوجدت شقيقتها مرام جالسة امام التلفاز تشاهد مسلسلا كانت تتابعه خلعت حذائها وقالت ثواني يا حبيبتي وهحضرلك الاكل.
مرام متعبيش نفسك يا ميمي... انا اكلت مع صحابي في المدرسه.
مريم بجد يعني مش جعانه
مرام لا مش جعانه..
مريم طيب انا هروح استريح شويه في الاوضه ولو
حسيتي بالجوع قوليلي فورا .. اه وما تفضليش قاعدة قدام ال tv كتير اتفقنا .
مرام حاضر.
ثم دخلت مريم الى غرفتها المتواضعة فوضعت حقيبتها جانبا ثم فتحت خزانتها واخرجت منها ملابس بيتيه مريحة وبدلت ملابسها واستلقت على سريرها لكي تستريح من ارهاق العمل ولكن سرعان ما سقطت ضحېة النوم وكانت الساعة لا تزال الخامسة مساء....بعد مدة رن هاتفها فامسكت به وهي مغمضة العينين ثم اجابت دون ان تنظر الى الشاشة وقالت بصوتها النعس آلو...
في تلك اللحظة سمعت صوت صړاخ صديقتها الهام التي قالت بنبرة سعيدة الحقي يا ميمي.... انا نجحت وهبتدي شغل في شركة رويال من بكرا الصبح !
فنهضت مريم بسرعة وابتسمت قائلة بجد يا لولو
الهام والله العظيم.
مريم الف مبروك يا حبيبتي.
الهام متشكرة يا روحي... قوليلي بقى انتي ايه اللي حصل معاكي
فنظرت مريم الى الساعة في هاتفها وقالت الساعة دلوقتي 1748 هما قالوا هيتصلوا بيا الساعة 1800 يعني كمان 12 دقيقة.
الهام طيب انا هقفل دلوقتي بس ابقي طمنيني ماشي .
مريم اوك... يلا سلام دلوقتي.
قالت ذلك ثم اغلقت هاتفها ونهضت من سريرها وخرجت من غرفتها فوجدت اختها جالسة تنجز فروضها المدرسية سألتها بعتب ليه سبتيني نايمه يا مرام كدا مش هقدر انام في الليل.
فنظرت مرام اليها وقالت شوفتك تعبانه قلت اسيبك تستريحي شوية .
مريم طيب انا هروح اغسل وشي وابتدي في تحضير العشا وانتي كملي مذاكرة.
مرام اوك.
ثم دلفت مريم إلى الحمام لتغسل وجهها وما هي الا دقيقة حتى سمعت صوت رنين هاتفها صادرا من الغرفة.... فقالت لها اختها موبايلك بيرن يا ميمي.
فخرجت من الحمام بسرعة ثم ركضت نحو غرفتها وامسكت هاتفها واجابت قائلة آلو.
المتصل آلو مساء الخير.
مريم مساء النور.
المتصل بكلم الانسه مريم مراد
مريم ايوا حضرتك.
المتصل انا سكرتيرة كمال بيه وبكلمك من شركة رويال للتجارة الإلكترونية.
ازدردت مريم ريقها وقالت اتفضلي....انا سامعاكي.
السكرتيرة الف مبروك يا انسه انتي انقبلتي في الشغل وتقدري تبتدي من بكرا الصبح.
في تلك اللحظة ابتسمت مريم ابتسامة مشرقة وسألت بغير تصديق حضرتك بتكلمي جد !
السكرتيرة
ايوا يا انسه... بكرا هيبقى اول يوم شغل ليكي في الشركة ولازم تكوني موجودة قبل الساعة 900 .
مريم اوي اوي... متشكره.
السكرتيرة العفو... تصبحي على خير.
مريم تلاقي الخير.
قالت ذلك ثم اغلقت هاتفها وقفزت من شدة الفرحة ثم قالت الحمد لله ... اخيرا هتنحل كل مشاكلنا المادية....انا لازم اقول لألهام .
ثم ضغطت رقم الهام وما هي الا ثواني حتى اجابتها قائلة ايوا يا ميمي.. طمنيني !
مريم بسعادة جهزي نفسك يا لولو....بكرا اول يوم شغل لينا في شركة رويال للتجارة الإلكترونية.
فابتسمت الهام وقالت دا اجمل خبر سمعته من 6 شهور ...انتي كان عندك حق في كل كلمة قولتيها.
مريم انا كنت حاسه انهم هيقبلونا والحمد لله احساسي طلع صح.
الهام الحمد لله.
مريم طيب يا حبيبتي انا هقفل دلوقتي وهشوفك بكرا.
الهام ان شاء الله.. يلا تصبحي على خير.
مريم تلاقي الخير.
في صباح اليوم التالي .....
استيقظت مريم في تمام الساعه السادسة صباحا وبعد ان فعلت روتينها اليوم من تحضير الفطور لاختها مرام وترتيب البيت والاستحمام دخلت إلى غرفتها وارتدت بنطال جينز فاتح وبلوزة بيضاء بأكمام تصل الى منتصف ذراعيها ثم سرحت شعرها واسدلته على كتفيها ووضعت القليل من الميك آب على وجهها فاصبحت فاتنة بعدها حملت حقيبتها وخرجت من المنزل متوجهها الى موقف الحافلات حيث كانت صديقتها الهام تنتظرها هناك وما ان وصلت حتى ابتمست قائلة صباح الخير يا لولو.
الهام صباح العسل...ايه الحلاوة دي يا حبيبتي
فابتسمت مريم واردفت متشكرة...ها حاسه بأيه
الهام ھموت من الحماس... وانتي
مريم وانا