رواية عشق الهوى بقلم نونا المصري(كاملة)
انتهى.
نهض الموظفين بتوتر وانتظروه حتى خرج من قاعة الاجتماعات وخلفه كمال وبعدها بدأوا يخرجون واحدا تلو الاخر...اما هي فوقفت مكانها وضغطت على قبضتها بشدة اقتربت منها صديقتها الهام وسألتها بعتب عملتي كدا ليه يا مريم كان لازمته ايه كتر الكلام
أرادت ان تجيب عليها ولكن مدير قسمها صړخ بها قائلا انتي اټجننتي ولا ايه ازاي اتجرأت عيله صغيرة زيك متعرفش حاجة انها تتكلم مع ادهم بيه بالطريقة دي
نفسي .
سالم حقك في بيت ابوكي يا هانم مش في شركة الكينچ ادهم السيوفي.
تساءلت مريم بعجب كينچ king ليه بتقول عنه كينچ
سألها سالم بدهشة هو انتي متعرفيش ان الراجل دا لقبو ملك البرمجة !
ثم اضاف بعصبية وجايه تقولي وبكل وقاحة ان المسابقه اللي اقترحها لعبة عيال ولا شفتي نفسك لانك طلعتي الاولى على دوفعتك ... بس لا يا شاطره ذكائك دا ميجيش حاجة قدام عبقرية ادهم بيه يعني اصحي من احلامك الوردية دي واجري وراه علشان يرجعك المسابقة لانك لو معملتيش كدا يبقى مش هتقدري تبرمجي اي حاجة طول ما انتي هنا .
انتفضت مريم من مكانها قائلة طيب ...ماشي.
ثم ركضت بأسرع ما يمكن حتى تلحق ب ادهم ولكنه كان قد صعد في المصعد بالفعل ضغطت على زر المصعد الاخرى وعندما نزل صعدت به وضغطت على زر الطابق الاخير في الشركة حيث كان مكتب الرئيس التنفيذي وبينما كان المصعد يصعد بها كانت متوترة للغاية اما في الجانب الاخر فكان هو يسند ظهره على المرآة داخل المصعد بجانب سكرتيرته سلمى التي كانت متوترة وكان الصمت حليفه... ولكن عينيه كانتا تظهران عكس ذلك تماما حيث كان الشرر يتطاير منهما فهو بالرغم من برودة اعصابه الا ان تلك الصغيرة قد استفزته كثيرا بكلامها خصوصا عندما ردت عليه امام موظفينه بكل ثقة .
ردت عليها سلمى من فضلك ارجعي القسم بتاعك لان ممنوع اي حد من الموظفين يجي هنا .
مريم انا بس عايزه اقول لحضرتك.....
اما هي فسألت الرجل بانزعاج انت فاكر نفسك مين علشان تتجاهلني وانا بكلمك اوعى تفتكر اني هخاف منك علشان انت ال Boss هنا .
اجابته بتوتر افندم
اضاف اطلعي برا واقفلي الباب وراكي.
سلمى ح.. حاضر .
وبالفعل خرجت سلمى من مكتب ادهم واغلقت الباب خلفها.... اما هو فتوجه نحو كرسيه بكل هدوء وجلس عليه ثم نظر الى مريم بنظرات جاده وسألها بصوته البارد عايزه تقولي حاجة يا شاطرة
وبسبب ردة فعله الباردة شعرت مريم بالتوتر الشديد خصوصا عندما نظرت الى عيينه فابتلعت ريقها وقالت بتلعثم ايوا.. انت... انت متقدرش
تستبعدني من المسابقة ابدا لان انا كمان متدربة ومن حقي اشترك فيها.
اسند ادهم ظهره الى كرسيه وكتف ذراعيه وهو ينظر اليها بهدوء ممېت مما جعلها تتوتر اكثر فاضافت بنبرة مهتزة انا... انا درست تلات سنين في احسن الكليات وتعبت اوي علشان ابقى مبرمجة تطبيقات ودلوقتي بعد ما الفرصة جت لحد عندي مش هسمح لاي شخص يحرمني منها حتى لو كان الشخص دا هو حضرتك .
وبعد قولها ذاك رسم ادهم ابتسامة صغيرة على شفتيه ثم نهض من مكانه بكل هدوء مما جعلها تعود بخطواتها للوراء تحرك بخطواته نحو نافذة مكتبه العملاقة ووقف يتأمل الشارع والمباني الاخرى من خلالها ثم اخرج علبة سجائر فاخرة من جيب سترته واشعل سېجارة
وبعدها سألها بصوت رزين جدا ودون ان ينظر اليها حتى خلصتي كلامك
استغربت هي من ردة فعله الجليدية وقالت بتوتر ل... لأ لسه.
فقال وهو ينفخ الدخان من فمه يبقى كملي.
رمشت مريم عدة مرات ولا تعلم لما شعرت بالخۏف من هدوئه واخبرها حدسها ان هذا الهدوء قد يكون هو نفسه الذي يسبق العاصفة ابتلعت ريقها واردفت انا...انا عايزه اشترك في المسابقة لان دا حقي بما اني بقيت موظفة في الشركة دي .
ألتفت ادهم نحوها ثم
وضع يده اليمنى في جيب بنطاله ونظر اليها بنفس الهدوء بينما كان يسحب نفسا من سيجارته الفاخرة ثم نفث الدخان وقال بنبرة حادة يغلبها الجمود وانا قلت انتي مستبعدة من المشاركة في المسابقة ودا قرار نهائي... ودلوقتي بعد ما خلصتي كلامك اتفضلي ارجعي على شغلك واياكي تتكلمي معايا مرة تانية بالطريقة دي لاني مش صاحبك يا انسه انتي فاهمة
في تلك اللحظة شعرت مريم بالتفاهة عندما تحدث معها بتلك النبرة ولم تستطيع منع دموعها المحپوسة في حدقتيها عن التساقط بكت امامه بالفعل ولكن سرعان ما اشاحت بنظرها عنه واستدارت وهي تمسح دموعها ثم قررت الخروج من مكتبه... ولكنه اوقفها بقوله استني...
توقفت في مكانها ولكنها لم تنظر اليه بل حدقت بالأرض اما هو فتوجه نحو طاولة مكتبه و اطفأ سيجارته في مطفأة السچائر ثم اقترب منها بخطوات ثابتة حتى اصبح واقفا خلفها ... تسللت رائحة عطرها الى انفه لتحرك بداخله بركان المشاعر المضطربة مما جعله يغمض عيناه بشدة ثم تنفس بعمق وقال لو عايزه تبقي مبرمجة تطبيقات في شركة رويال بجد يبقى اللي حصل في الاجتماع بتاع النهارده ما يتكررش تاني انتي سامعه
فنظرت اليه بعيونها الدامعه وسألته يعني انا... انا هشترك في المسابقة
ألتفت ادهم الى طاولة مكتبه ليتهرب من رؤية دموعها ثم توجه نحو كرسيه ليجلس قائلا انا قلت مش هتشتركي يعني مستحيل اغير رأيي ابدا ودا علشان اعلمك درس انك متشوفيش نفسك مرة تانية لان معاكي شهادة تقدير من الكلية وطلعتي الاولى على دوفعتك وكمان متنسيش ان في ناس اكبر منك بيفهموا في البرمجة ومعاهم شهادات من اشهر الجامعات في العالم وانتي متجيش قدامهم اي حاجة .
تحركت مريم نحوه حتى اصبحت تقف امامه ثم قالت انا مشفتش نفسي ابدا ومستحيل اشوف نفسي على اي حد بس انا قلت وجهة نظري لان بجد المسابقة دي سهلة اوي بالنسبة لي واقدر اصمم موقع تجاري إلكتروني في اقل من شهر لان دا كان واحد من الامتحانات اللي عملتها في الكلية وصممت موقع لبيع اكل الحيوانات الأليفة وجاب نسبة مشاركة كبيرة.
رفع ادهم حاجبه بعد سماعه ذلك ورمقها بنظرات باردة لم تفهم مغزاها ثم اردف حلو الواحد يبقى عنده ثقه في نفسه بس خلي بالك لان الثقة الزايدة جايز تتقلب ضدك ولو انتي شايفه ان المسابقة دي سهلة اوي بالنسبة لك يبقى ليه عايزة تشتركي فيها
ردت عليه بسرعة علشان دي فرصة ذهبية ولو فزت فيها اكيد الموقع بتاعي هيبقى مشهور .
ادهم يبقى انتي عايزه تبقى مشهوره قولي كدا من الاول.
مريم لا مش علشان ابقى مشهورة... انا عايزه اشترك علشان احسن من مستوايا واثبت للكل اني اقدر افوز في المسابقة دي وانا مغمضة عينيا.
ادهم ما دام هو دا السبب اللي انتي عايزة تشتركي في المسابقة علشانه فانا مش هسمحلك تشتركي فيها ابدا لان شركتي مش مكان للأستعراضات يا انسه وانما انا وظفتك هنا علشان تشتغلي وبس مش علشان تثبتي اي حاجة...بس لو كنتي عايزه تستعرضي نفسك يبقى روحي دوري على مكان تاني وابقي قابليني لو لاقيتي حد هيوظفك بعد ما تسيبي الشركة دي.
فنظرت مريم اليه بحنق ثم سألت طب.. طب اعمل ايه علشان تسمحلي اشترك في المسابقة
ادهم متعمليش اي حاجة لان انا اتخذت قراري النهائي وانتي هتفضلي تشتغلي في مراجعة بيانات معلومات السوق الألكترونية لغاية ما الشهر بتاع المسابقة يعدي.
احتجت قائلة بس.. بس دا ظلم يعني فترة التدريب كلها مدة 3 شهور ولو فضلت شهر كامل اشتغل في مراجعة بيانات السوق الألكترونية فانا
مش هستفيد اي حاجة من فترة التدريب وانت هتظلمني كدا.
فنهض ادهم من مكانه وضړب الطاولة بيده لانه سئم من مجادلتها مما جعلها ترتعش خوفا وقال بنبرة حادة وبعدين بقى...قلت لك مفيش اشتراك في المسابقة يعني مفيش اشتراك واياكي تتكلمي معايا مرة تانيه بالطريقة دي لانك هتشوفي مني حاجة مش هتعجبك ابدا.. ودلوقتي اتفضلي ارجعي شغلك ومتجيش هنا تاني غير اما انا اطلبك مفهوم .
ابتلعت مريم ريقها بتوتر وقد عادت الدموع الى عينيها فاستدارت ثم توجهت نحو الباب ومسحت دموعها قبل ان تفتحه وتخرج...اما هو فجلس مجددا على كرسيه واغمض عيناه بشدة محاولا اخراج صورتها وهي تبكي من رأسه فهو لا يعلم كيف ومتى ولماذا اصبحت صورتها محفورة في ذاكرته حتى ان رائحة
عطرها علقت في انفه واصبحت بالنسبة له كالمخدر ولكن لا...ربما تكون قد اثرت عليه قليلا ولكنه ادهم عزام السيوفي الملقب بجبل الجليد لبرودة اعصابه لن تؤثر عليه هذه الصغيرة الباكية.
هذا ما كان يخبر نفسه به اما بالنسبة لمريم فقد خرجت من مكتبه بملامح وجه حزينة اكثر من كونها منزعجة وعندما رأتها سلمى
نهضت فورا واقتربت منها قائلة بحنق انتي ازاي اتجرأتي واتكلمتي مع البيه بالطريقة دي انتي اټجننتي ولا ايه
فنظرت مريم اليها وقالت بتذمر هو انا اتكلمت مع رئيس الجمهورية مثلا مهو انسان عادي زينا زيه دا حتى مش محترم وميعرفش ازاي يتكلم مع الستات.
شهقت سلمى وقالت بفزع بتقولي ايه الله ېخرب بيتك
مريم انا بقول الحقيقة.
سلمى لا انتي شكلك مچنونة على الاخر.. يلا يا بنت امشي من هنا بسرعة