رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة )
جليا على وجهها
حاسة بيك بس أنت عارف ان كل حاجة مفروضة عليا ومش بإيدي
أومأ لها متفهما لتضيف هي ببهوت
طيب خلاص متزعلش
ابتسم بدوره لتشاركه هي ببسمة بالكاد اڠتصبتها على ثغرها قائلة بحماس مصطنع
طب ممكن بقى تنزل تركب عربيتك وتخلينا نلحق المحاضرة
ماشي يا نادو أنت تأمري وانا أنفذ لغاية لما أشوف أخرتها معاك
كان يدور حول نفسه كالثور الهائج عندما مرت عدة ساعات على غيابها ولا ينكر أن قلبه تأكله وشعر بالقلق عليها و أنقبض بشدة بعدما يأس من محاولات الاتصال بكل من خطړ بباله أن يهاتفه ويسأل عنها ولكن لم يتوصل لشيء فالكل أخبره أنهم لم يروها ولا يعلمون شيئا مماجعل الظنون تغزو كيانه بالكامل ويقرر أن ينزل و يبحث عنها بنفسه ويدعو الله أن تكون بخير ولم يصيبها سوء ولكن تبدد ذلك الشعور بتاتا وحل محله ڠضب عارم حينما وجدها تفتح باب الشقة وعندها انقض عليها والشرار يتطاير من قاتمتيه يسألها
أجابته بثبات أجادته وبنبرة هادئة تثير الريبة
مكنتش
نعم...أنت بتستهبلي
قالها بنبرة قوية نفضتها وهو يقبض على رسغها مما جعلها تنفض يده بكل هدوء مصرحة له بنصف الحقيقة
كنت مخڼوقة شوية ومحتاجة افصل علشان اجدد طاقتي
ضړب كف على آخر ساخطا وهدر من بين أسنانه بغيظ
يا برودك أنت سايباني هنا محتاس مع عيالك وبتروقي
احتل الحزن تقاسيم وجهها الذابل الذي لم يلحظه ولم يعطيه أي اهتمام وأجابته منفعلة على غير عادتها
انا عمري ما كنت مهملة... وبعدين فيها ايه لما خليتك تشاركني يوم واحد وتتحمل مسؤولية ولادك ما انا عمري ما اشتكيت وشايلة كل حاجة على كتافي وياريت بشوف تقدير منك
عقب بكل تبجح وبتفكير رجل شرقي بعرفية أفكاره
ده واجبك يا هانم وكل الستات بتعمل كده
حانت منها بسمة متخاذلة لابعد حد وقالت بعتاب لأول مرة يصدر منها تجاهه
وانت واجباتك ايه يا حسن
انك تعيش لنفسك وبس مش كده
ياريت قبل ما تتحامل عليا و تتهمني بالإهمال تفكر ألف مرة في اللي عليك
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تدلف لغرفتها وتغلق بابها
بينما على الجانب الأخر كانت هي تستشيط ڠضبا عندما لم يأتي للعمل ولم يحاكى والدتها كما وعدها و حتى كافة اتصالاتها يتجاهلها إلى ان اغلق هاتفه تماما فكم متردد ذلك ال حسن واستنفذ وقتها فكلما ظنت انها أثرت عليه بطريقتها المتلاعبة واصبح كالخاتم بأصبعها يتهرب منها ويماطل ولذلك قررت انها لن تجلس مكتوفة الأيدي فلم تتعود على الخسارة بتاتا ولذلك هدرت متوعدة بعدما يأست من
ماشي يا حسن وحياة أمي رجلي وتطلب الرضا
لتبتسم متشفية وهي تتخيل الأمر وكم راقتها تلك الفكرة العابثة التي حاكتها برأسها
أما هناك بأحد قرى الصعيد فقد وصل عبد الرحيم حانقا من تلك الزيارة التي لم تجدي نفعا ولم تأت بثمارها وها هو يجلس على طاولة الطعام برفقة زوجته تلك المرأة ضخمة البنية مخيفة الملامح التي تتلفح بالسواد و يجاورها ولدهم أثناء تناول العشاءليشرع حامد في الحديث بملامح بشوشة وبود يخالف طباع أبيه الفظة
توحشناك جوي يا بوي
أومأ له عبد الرحيم وتسأل وهو يجول محيط داره
فين مرتك الپور
تحمحم حامد بعدم رضا من ذلك اللقب الذي يطلقه والده على زوجته نظرا لعدم إنجابها وأخبره بضيق شديد
عند امها في سوهاج جالت هتوديها لحكيمة شاطرة
التوى فم ونيسة بينما لوح عبد الرحيم بسأم قائلا
واه جولتلك ألف مرة طلجها واچوزك ست ستها تچبلك الواد بس
انت لساتك مصمم عاد تزعج في أرض پور مفيش منيها صالح
لتعقب ونيسة مشككة
شكلها سحراله يا عبد الرحيم
نفى حامد برأسه مستنكرا وقال مدافعا
دي غلبانة يا اما وهتحبني بلاش تظلميها
وبعدين هملوا الحديت ده دلوقت ممنوش فايدة عاد ده قضاء ربنا وانا راضي بيه
هزت ونيسة برأسها تنصاع لولدها ثم وجهت سؤالها لزوجها
جولي ايه اخبار زيارتك لبت غالية مفيش چديد
نفى عبد الرحيم برأسه وأخبرها بحنق
مفيش يا ونيسة وده اللي جاهرني الغريب وامه شايلينها على كفوف الراحة وحتى البت بذاتها جالت انها مرتاحة معاهم
لتعقب ونيسة بخبث يضاهي خبث زوجها
واه وانت هتهملها إكده وتسيب مال خيتك يا عبد الرحيم يروح للعجربة وابنها
تجشأ عبد الرحيم بصوت مقزز وأجابها بعدما سطع المكر بعينه
متجلجيش يا ام حامد انا بس مستني يرچعلها أملاكها و وجتها هيكون خرابها على يدي
ليربت على يد حامد ويخبره بنبرة تقطر بالخبث بذلك الحلم القديم الذي خربه عادل عليه قبل مۏته
بكرة هطلجها من الغريب ڠصب عنها وهچوزهالك يا ولدي واهو زيتنا في دجيجنا
ليبتسم بسمة سامة تقطر بنواياه الخبيثة
و وجتها حج خيتي هيبجى تحت يدنا احنا اولآ بيه من الغريب والعجربة أمه
غص حامد بطعامه وجحظت عينه من نوايا أبيه الغير بريئة بالمرة وكاد أن يعترض ويرفض المشاركة بلأمر ويبرر أنه يعشق زوجته ولا يريد أن يستبدلها بأخرى لولآ أن زغرته
ونيسة بنظرة قاسېة جعلته يبتلع اعتراضه بجوفه وهو يلعن سطوتهم عليه وضعفه أمامهم.
فياترى ماذا تخبأ الأيام القادمة لك أيتها المتمردة الغبية هل ستعدل عن افكارك البالية وتتركيه يفرض عليك حصون أمانه المشيدة أم ستنفذي ما برأسك وتقعي فريسة لأطماعهم.
الثاني عشر
القوة ليست دائما فيما نقول ونفعل ..
أحيانا تكون فيما نصمت عنه فيما نتركه بإرادتنا وفيما نتجاهله ..
نيلسون مانديلا
اطمأنت على أطفالها و أطعمتهم وقامت بكل الأمور الروتينية ككل يوم ولكن دون أن تعطيه أي أهمية فكانت تكتفي فقط بإيماءات رأسها وبسمات باهتة دون حديث مما أثار ريبته وجعله يتوجس خيفة من حالتها تلك فهي دائما لا تكف عن الثرثرة حتى تصرع رأسه لا ينكر أنه كاد يفقد أخر ذرة تعقل به من شدة قلقه عليها أثناء غيابها فلأول مرة تكون هي موضعه وحينها عذرها حين يتغيب ولم يطمئنها تنهد تنهيدة مضطربة وهو ينظر لها أثناء تسطحه بجانبها داخل الفراش فكان يسند ظهره على جذعه ويدعم رأسه بأحد كفوف يده والأخرى ينفث بها دخان
سيجارته حانقا وهو يستغرب كونها تغط في نوم عميق قبله فهي على غير طبيعتها بتاتا اليوم ولذلك السبب تحديدا داهمته الشكوك بشأن علمها بأمر الآخرى ولكن وجد ذاته يستبعد الأمر ويرفض عقله حتى التفكير في احتمالات حدوثه ليطفئ سيجارته داخل المنفضة أعلى الكومود ويضع حانية اعلى رأسها هامسا بأخر شيء توقع أن يصدر منه
كنت هتجنن النهاردة من غيرك
اوعي تسيبيني يا رهف
لايعلم لم تفوه بذلك ولكن شيء ما كامن بداخله يخبره أنه يكن الكثير لها ربت على خصلاتها وطالعها بنظرة نادمة مغلفة بشيء من تأنيب الضمير ثم وجد ذاته وكأنه يكتمل بها كي ينفض شيطانه و يعاند هواجسه وينقم عليها.
أما هي كانت تدعي النوم وتشعر بكل ما يصدر منه ولكنها كانت منهكة في التفكير تسترجع احداث الصباح فمع اول خيوط النهار وجدت ذاتها تود ان تفر تروح عن ذاتها ورغم أنها لا تحبذ أن تطلع أحد على اسرار بيتها كي تحافظ على صورته ولكن تثاقل العبء عليها وشعرت انها بأمس الحاجة أن تبوح ويشاركها أحد ويقوم بنصحها ولطالما كانت تثق في سعاد وبحكمتها ولذلك توجهت لها دون أن تدع مجال للتراجع فقد قصت عليها ما حدث و استمعت سعاد لها بكل اهتمام إلى النهاية ولكن بالطبع حيائها منعها من ذكر الكثير وسعاد لم تضغط عليها بل تفهمتها وهدأت من روعها حتى انها انصاعت لرغبتها وانكرت وجودها حين هاتفها يسأل عنها ونصحتها بالأخير أن تتروى في الحكم عليه فهي للآن تجهل هوية الأخرى وتجهل نواياه بشأن أخبارها وكم اراحها الأمر حين واستها
بقولها انها من الممكن ان تكون نزوة عابرة لاتستحق هدم بيتها من أجلها ورغم كافة نصائحها إلا أن جملة واحدة هي ما كانت تتردد بذهنهادوري وراه واوعي تستسلمي وتسبيه لغيرك
ولذلك وجدت ذاتها
تستغل أنه استغرق في النوم وتنهض بحذر شديد من الفراش وتتناول هاتفه المغلق و تتوجه به لخارج الغرفة وهي تقسم أن قلبها سيسقط بين قدميها من شدة توترها اتخذت أحد الأركان المظلمة بزاوية ردهاتها مخبأ لها وكم كانت أناملها ترتجف وهي تضغط على زر تشغيله ثوان معدودة وصدق حدثها حين وجدته يؤمن شاشته برقم سري لتترقب پذعر حقيقي وهي ټلعن تحت انفاسها فلم تتوقع كونه حويط لذلك الحد وكيف تفعل وهي لم تبحث خلفه قط وتثق به ثقة عمياء.
أطلقت زفيرمتقطع من فمها وحاولت السيطرة على رجفة يدها المتعرقة من شدة توترها ونقرت على شاشته بعض الأرقام التي تتوقع
أنه استخدمها ولكن مرة وأخرى بلا جدوى لوهلة اتتها فكرة عابرة لتجرب تاريخ إنشاء شركته ولسوء حظه وحسن حظها استجاب الهاتف لها ارتمت على مقعد وهي تشعر أن ساقيها كالهلام ولم يعدو يحملوها عندما تفقدت أحد مواقع التواصل الاجتماعي لديه ورغم حيطته الشديدة التي تفاجأت بها فقد غامت عيناها وعلت وتيرة أنفاسها وكادت تفقد السيطرة على رجفتها حين وجدت عدة محادثات من رقم يسجله هو بأسم يامن كي يضلل فعلته ولا يثير شكوكها عندما تهاتفه فكان يغازلها وتتدلل عليه يغدقها بتلك المشاعر والأقاويل المعسولة التي يبخل عليها بها ويمنحها ببذخ لأخرى وعندما تابعت و سقطت عيناها على تلك الكلمات التي تخبره بها أن والدتها هي من منعتها عنه الفترة السابقة حتى يتخذ قرار قطعي بعلاقتهم حانت منها بسمة مټألمة غير متزنة بالمرة وهي تتأكد من تاريخ المحادثة الذي يطابق تاريخ تلك الأيام التي انقلب حاله بها رأسا على عقب ولكن لم يقتصر الأمر على ذلك فقط بل كانت مشدوهة واضعة يدها المرتجفة على فمها تحاول عدم افلات تلك الشهقة الخاڤتة التي صدرت منها عندما وجدت رسالة آخرى تؤكد ما سمعته فكم تخبره تلك المدعوة انها تعشقه ولا تطيق صبرا حتى يعقد قرانهم وكم هي ممنونة له كونه سيلبي كافة شروط والدتها تجمدت نظراتها على شاشة الهاتف لثوان وهي تشعر بتوقف العالم من حولها فكيف ومتى ولم!
أهذا ما تستحقه هي...هاجمتها أفكارها وټصارع قلبها مع عقلها كي يجعله يتوارى قليلا لكي يستوعب الأمر ولكن الأمر فاق استيعابها لتعاندها دمعاتها تلك المرة وتفر من عيناها ولكن ليس لتنعي حالها بل حاله هو وبما سيحل به منها إن