رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة )
اتحايل عليها ومكنتش بتركب معايا
لتحين منها بسمة باهتة وهي تستعيد ذكرايتها من جديد
حتى مرة قعدت أعيط كان نفسي أدخل بيت الړعب بس هي مرضتش ابدا ولما اقترحت أنها تدخل معايا قالتلي انها عندها القلب ومش هتستحمل
تنهد في عمق ثم مسد جبهته بسبابته وابهامه وهو يدرك تدريجيا سبب ما توصلت له ليجد ذاته ككل مرة يتعلق الأمر بها يضرب بكل شيء عرض الحائط ويقترح بحماس وهو يسحبها من يدها بعدما نزع المثلجات منها
عقدت حاجبيها وتسألت بشدوه وهي تطالع قبضة يده على أناملها
على فين
أجابها ببسمة مشاكسة وهو يجرها خلفه
هندخل بيت الړعب ومتقلقيش العبد لله قلبه حديد وهيدخل معاك
أتسعت بسمتها وهي لا تصدق أنه سيفعلها ولكن عندما جلسوا سويا بعربة واحدة وسارت بهم في ذلك السرداب المظلم لا تذكر شيء غير صړاخها الممزوج بضحكاته وتشبثها به كالأطفال تنتفض من شدة ذعرها
ترفض وتستنكر كل شيء حتى أنها تمردت على مشاعرها التي تكاد ټقتلها قهرا
فمنذ ذكرى ۏفاة والدتها واحتوائه لها و زيارة خالها وهي لا تعرف ما أصابها تنظر له نظرات هي ذاتها لاتعرف ماهيتها تشرد في معاملته وتشعر بالتشتت وخاصة عندما صدق بوعده ومنحها بعض من المساحة لذاتها ورغم حظره وتلك التعليمات اللعېنة التي يغدقها بها إلا أنها كانت تتغاضى عن ذلك الشعور بداخلها الذي سطع واكتسح تمردها حين سمحت له لا والأنكى أنها بادلته وكانت مأخوذة بدفء ذراعيه فقد أدركت حينها أن ذلك الشيء التي طالما تخوفت منه قد حدث ولابد أن تسترد عزيمتها من جديد وتتمرد على سطوة مشاعرها التي تنجرف نحوه وعند تلك الفكرة أخذت ټلعن ذاتها بصوت جهوري وهي تتدلى من سيارة الأجرة التي أوصلتها لوجهتها وظلت تسأل ذاتها كيف أحتل تفكيرها
انت اټجننت باين عليك ......اوعي تنسي ده الراجل اللي ذلك هو وأمه وكانوا سبب في مۏت أمك
اوعي تنسي ....يا نادين لتتناول نفس عميق وكأنها استعادت لتوها روح الأنتقام بداخلها وذلك التمرد الذي سيكون سبب نكبتها وأخذت تتأمل أضاءة لافتة المكان المنشود ثم حانت منها بسمة منتصرة متشفية كونها عاندته وتغلبت على كبته لحريتها وتحجيمها فقد
رحبوا بها أفراد شلتها وأخذوا يرقصون ويهللون ما ان رأوها ولكنها لم تعير أحد منهم أي أهتمام فهي هنا لغرض واحد فقط هو أن تعود لتمردها وتنفضه من تفكيرها فقد رقصت شربت حتى انها سحبت من أحدهم سېجارة غير بريئة بالمرة وظلت تنفثها كانت في حالة من الجنون لم تعي لشيء سوى رقصها بين ذلك الحشد من الشباب إلى أن شعرت بقبضة من حديد تقبض على ذراعها وتجرها
سيب ايدي أنت اټجننت
دفعها بقوة
نحو المرحاض وحين دلفوا للداخل أغلق بابه ولم يهتم بتفقد حجراته إن كانت شاغرة أم لا فكل ما كان يشغله حينها هو كيف تمكنت من التواجد هنا دون اخباره.
بتعملي ايه هنا وازاي سمحلك تخرجي وليه مكلمتنيش
لوحت بيدها وأخبرته بثمالة
جاية اتبسط...وبعدين أنا مصدقت هو يسافر جاي أنت بتخنقني
انت مچنون سيبني يا طارق
أجابها في عصبية وبنبرة قاتمة
لأ مش هسيبك غير لما تفوقي وتقوليلي بتتهربي مني ليه
تقهقرت بخطواتها وهي تمرر يدها بخصلاتها التي بللت ملابسها و تأففت
يوووووه ... علشان أنت غبي وهتفضحنا وكمان مش بحب اللي ېخنقني ويفرض عليا حاجة
لا يعلم لم تذكر حديثميرال لتوه وېصرخ بها
أنا مش بخنقك وبعدين أنا مش زي حد ...هو الغبي مش أنا ولو فاكرة انك هتعرفي تستغفليني زي ما بتعملي معاه تبقي غلطانة أنا لحمي مر يا نادو ومش واحدة زيك اللي هتعرف تلاعبني
ابتلعت ريقها بعيون زائغة من تهديده الصريح لها ولكنها لم تود أن تشعره بوطأة حديثه في نفسها لذلك هدرت بثبات مصتنع تدعي عدم الاكتراث
أنا زهقت من غبائك...
غلت الډماء برأسه بعد نعتها له بالغبي مرة آخرى ليقبض على رسغها يعتصره
يعني افهم إيه من كلامك ده
أفهم زي ما تفهم وأبعد عني...
لتصرخ مستغيثة وحينها تدخل أحد أفراد الأمن كي يردعه عنها ولكن طارق ثارت ثائرته وهاجمه وما إن تدخل رفاقه وانضم أفراد الأمن لهم تفاقم الأمر وأدى إلى شجار محتد بين الطرفين ليصبح المكان في غضون دقائق إلى حطام مما جعل مالك المكان يستدعي الشرطة لكي يفض التشابك ويصحبهم جميعا على قسم الشرطة
انت بتقول ايه قسم أيه
قالها يامن بشدوه تام بعدما تلقى أحد المكالمات الهاتفية التي أتته من القاهرة تخبره بتواجدها بأحد الأقسام ليلعن تحت انفاسه الغاضبة ويرتدي ملابسه بعجالة وما أن وصل لسيارته أجرى مكالمة هاتفية بالمحامي الخاص به وأخبره أن يسبقه إلى هناك وانه سيأتي على الفور لينطلق بسيارته بسرعة چنونية تارك خلفه عاصفة ترابية تشابه عاصفة قلبه.
ترى ماذا سيكون مصيرها على يده حين يعلم بواحدة من تلك الخطايا التى تظنها هي بريئة مبررة في حين هي لم تكن إلا آثمة فادحة في حق ذاتها قبل أي شيء.
حقا لن أشفق عليك أيتها المتمردة وقد آن الآوان أن تجنين ثمار ما زرعته يدك الآثمة
الرابع عشر
لايعلم كيف قاد سيارته بتلك السرعة الچنونية كي يصل لها فقد كان غاضب لأبعد حد والعديد من السيناريوهات تدور برأسه وتكاد تفحم تفكيره من شدة سوداويتها وها هو قد وصل لتوه مهرولا للداخل بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب وحين وجدها تسير برفقة المحامي في طريقهم للخارج جز على نواجذه بقوة وكور قبضة يده حتى نفرت عروقه وصړخ بأسمها بنبرة قوية جعلتها تتجمد بأرضها
ناااااااادين
ما أن سمعت صوته ورأته بمرمى بصرها وزاغت نظراتها پخوف فكانت هيئته مرعبة ولا تبشر بالخير بتاتا ولذلك حاولت الأحتماء ب المحامي وهي متوجسة خيفة
منه ولكن هو اختصر المسافة بينهم ليس أكثر وهدر بنبرة تقطر بالوعيد
أنت فكرك في حد هيقدر يحميك مني
تدخل المحامي ببديهية كي يحيل بينهم قائلا
اهدى بس يا استاذيامن هي كويسة وكل الحكاية انها كانت سهرانة مع صحابها وحصل مشاجرة عادية والموضوع اتساوى بشكل ودي قبل ما يتحول للنيابة
أغاظه بشدة تبسيطه للأمور رغم فداحتها بالنسبة له فما كان منه غير بسمة متهكمة وقوله بنبرة غاضبة أرجفت اوصالها وجعلتها تتشبث ب المحامي أكثر
المفروض افرح انا بعد الكلام ده واقول للهانم مراتي كفارة مش كده!
قالها وهو خلف ظهر الآخر ويتفاجئ بذلك الثوب لينظر لها مشمئزا و يجز على نواجذه حتى ظهر ذلك العرق النابض بجانب فكه وأخذ ينتفض في ڠضب وهو ينزع سترته انتفضت هي من فعلته ولكن كرد فعل سريع منها و تتحاشى تلك النظرات القاټلة بعينه وقبل أن يتفوه المحامي بكلمة أخرى أزاحه من أمامه وجرها خلفه إلى أن وصل لسيارته وحينها وانطلق بها إلى المنزل وهو يتوعد لها بأشد الوعيد بينما على الجانب الآخر كان هو يشاهد من بعيد حتى أنه ود
أن يتدخل لولآ أن منعه صديقه فايز بأخر لحظة قائلا
اهدى يا طارقومتبوظش الدنيا أنت كده احنا ما صدقنا انها عدت على خير وابوك عطى الأمن وصاحب المكان قرشين وخلاهم مجبوش سيرتها ولا سبب الخناقة
أومأ له طارق يؤيده
عندك حق كويس انه اتدخل وحل الموضوع قبل ما يكبر ويوصل للإعلام لينظر لآثارهم ويستأنف
بس أنا خاېف يأذيها الغبي ده
طمأنة فايز قائلا بمكر
متقلقش نادو قوية ميتخافش عليها ليكبت ضحكته وهو يتذكر ذلك المشهد الذي انفرد به ويقول ساخرا
دي رزعتك حتة قلم طبق وشك يا صاحبي
زفر طارق أنفاسه غاضبا من سخرية صديقة التي ليست بمحلها وقال ناهرا
أظبط يا فايز أنا مش فايقلك وقولي عملت اللي قولتلك عليه
أومأ له فايز بنعم لتحتد سوداويتين طارقويقول بنبرة متأملة
هانت يا نادو بكرة مش هتكون غير ل طارق وبس
نظرت للمرة الألف بعد المائة لهاتفها ولتلك الرسالة التي أتتها اليوم من المصرف تعلمها بشأن حسابها المشترك معه وانه تم سحب مبلغ كبير منه كادت تجن وظلت تفكر مليا وعقلها يتأرجح بين أن تواجهه أم تصمت كي لا يتخذ حذره حسمت أمرها حين رأته يدلف بمزاج رائق للغاية يدندن غير عابئ بها حاولت الثبات قدر المستطاع واخراس عقلها ولكن وجدت صوت قلبها يخرج متسائلا
كنت معاها مش كده
زفر أنفاسه وقلب عينه بملل ولم يجيبها بل توجه لغرفة
يفتح خزانته ويسحب أحد ملابسه البيتية مما جعلها تتبعه وتصرخ به
رد عليا... كنت معاها
كان يحاول ألا يعكر صفوه في مجادلة لا نفع منها بالنسبة له ولكن هي لم تصمت وصړخت به مرة آخرى بإصرار عجيب وكأنها لا تعرف إجابة لسؤالها
رد عليا انا بكلمك
أغاظه تطاولها ليتخلى عن بروده قائلا بنبرة قاسېة أمام وجهها
عايزة تعرفي ايه هااا
اه كنت ...وهبقى معاها علطول علشان أهرب من القرف والملل اللي أنت معيشاني فيه
نزل حديثه عليها كدلو ماء بارد في
ليلة قارصة البرودة وجعلها تتحسر على تنازلاتها وعطائها الذي لم يقدره يوم ولذلك كررت حديثه بسخرية مريرة
قرف وملل للدرجة دي أنت جاي على نفسك لأ كتر ألف خيرك
نفضها متأفف بذلك المبرر الذي هيأه شيطانه له
يووه متحسسنيش أني مذنب و بلاش دور الضحېة ده وحطي في اعتبارك انك أنت السبب
انكمشت معالم وجهها وتسألت بشدوه
أنا... طب ازاي ... انت مش لاقي حاجة تعلق عليها اخطائك غيري مش كده!
نفى برأسه وهدر مبررا بسخط وبكل ثقة وكأن ما يقوله هو المنطق في حد ذاته
لأ انت السبب قټلتي شغفي ووقفت حياتي بسلبياتك و روتينك الممل ... انا محتاج ست تبقى قوية واثقة في نفسها وعندها طموح واقدر اعتمد عليها ليصمت لبرهة يوليها ظهره يتحاشى النظر لها ثم يستأنف بمغزى يعلم انها ستتفهمه جيدا
والأهم من كل ده تعرف ازاي تسعدني بالطريقة اللي انا حاببها...
كان ينتظر أنهيارها أو ڠضبها عليه ولكنها فاجأته بردة فعلها عندما أخذت تقهقه بملء صوتها وقولها بنبرة متهكمة جعلته يلتفت مستغربا
وعلشان كده فكرت تكافئ الذكر اللي جواك وتتغاضى عن حاجات كتير أوي يا حرااااااام...!!!!
قالت أخر كلمة بتعاطف مصطنع وبنبرة هازئة تعمدتها مما جعله يجعد حاجبه ويضيق عينه متأهب لبقية حديثها الذي تفوهت به
بالفعل ولكن بعد أن هزت رأسها وأزاحت بسمتها شيء فشيء عن وجهها وبدلتها للأشمئزاز
برافو عليك بصراحة اختيارك موفق جدا ويستاهل أنك تتنازل عن نخوتك وتقبل على نفسك تتجوز واحدة سمعتها زي الزفت وكل ده ليه علشان أنت حد غبي واناني ومفرقتش حاجة عن الحيوانات اللي م