الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية خطايا بريئة بقلم ميرا كريم (كاملة )

انت في الصفحة 8 من 104 صفحات

موقع أيام نيوز

وقت متاح ليك
أزاحت وجهها بعيد عن ثم أبتعدت عنه عدة خطوات و ضحكت بصخب جعله مشدوه ثم تمتمت بغرور لا مثيل له 
نتقابل ....وهنا .....ومين قالك إني هرضى.... يظهر أن دماغك راحت بعيد يا طارق 
قلص المسافة التي صنعتها وتمسك بيدها قائلا بنبرة يحفها الرجاء
نادو أنت عارفة إني بحبك ونفسي اتأكد أنك انت كمان بتحبيني ومفهاش حاجة لما نتقابل هنا بدل ما بنبقى خايفين حد يشوفنا
حانت منها بسمة ماكرة لأبعد حد وأجابته بدهاء وهي تنفض يده دون أي تهاون 
يبقى بلاها خالص...... مش لازم نتقابل من الأساس
زفر بقوة من فعلتها ثم نفى برأسه برفض وقال بتراجع 
لأ مقدرش يا نادو .....ده انت بتوحشيني وانا معاك
مررت يدها بخصلاتها وردت بكل غرور وبنبرة تقطر بالدهاء 
يبقى متحاولش .........وبلاش حركات المراهقين دي معايا وأحترم ذكائي ............
أمتعض وجهه وشعر بالضيق الشديد من حديثها فلم تجرأ أنثى من قبل على ان تراوغه هكذا وتتجاهل مشاعره لذلك الحد فطالما كان هو من يتجاهل ويسخر واحيانا يترك ولكن معها كل شيء مختلف فهي قوية صعبة المنال والأنكى من كل ذلك واثقة حد الچحيم وذلك حقا ما يآسره بها نفض أفكاره سريعا وسألها بترقب شديد لعلها تبث به الأمل
طيب على الأقل قوليلي حقيقة مشاعرك ليا أنت عمرك ما قولتيلي انك بتحبيني
نظرت له نظرة ساحرة جعلته يظن انها ستجيبه وتريح قلبه ولكنها تشدقت قائلة وهي تتوجه لباب الشقة 
انا هتأخر .....لازم توصلني للجامعة تاني علشان يامن هايجي ياخدني من هناك
زفر بضيق ومرر يده في خصلاته بعدما هدمت هي آماله وتجاهلت سؤاله لا والأنكى انها تفوهت بأسم ذلك الغبي امامه مما جعله يشعر ان قلبه يتأكل من شدة غيرته ولكن ماذا يفعل هو ليس بيده شيء سوى الأنتظار ليفوز بها 
وقف ينتظرها أمام الحرم الجامعي بطلته الرجولية المبهرة يستند على مقدمة سيارته واضع يده بجيب بنطاله ويخفي حبات قهوته بنظارة شمسية عريضة زادته جاذبية على جاذبيته زفر بنفاذ صبر وهو يتطلع لساعة يده فقد 
تأخرت اليوم على غير عادتها لمح نغم من بعيد ولوح لها ببسمة هادئة بتوتر وهي تضم كتبها وتهمهم مرحبة 
اهلا يا استاذ يامن أزي حضرتك
تمام الحمد لله .....قوليلي فين نادين اتأخرت ليه كده النهاردة 
هاااااا ......أصل .....نادين ......
كانت تتلعثم بشكل ملفت جعله يتوجس قائلا
حصل حاجة يا نغم 
نفت برأسها وكادت تخترع له كڈبة ملائمة ولكنها حمدت ربها انها وجدت نادين وتقول بثقة أجادتها 
Sorry
كنت في المكتبة ومأخدتش بالي من الوقت
زفرت نغم بأرتياح بينما هو أومأ لها بملامح جامدة دون تعبير يذكر وعرض على نغم مجاملا 
تعالي هنوصلك
لترد وهي تتناوب النظرات بينهم 
لأ انا هاخد تاكس
ليصر هو 
انا قولت هنوصلك يلا مش عايز اعتراض متبقيش شبه صاحبتك
لتتذمر نادين 
ومالها صاحبتها مش عاجباك ولا ايه 
زفر أنفاسه دفعة واحدة وهو ينزع نظارته ورشقها بنظرة حادة قبل أن يصعد للسيارة فأخر ما ينقصه هو الجدال معها مرة آخرى لتنكزها نغم بذراعها و وبختها بصوت خفيض للغاية 
اتكلمي عدل هو مايقصدش حاجة 
ويلا أمري لله هاجي معاكم إلا تقتلوا بعض في السكة ليصعدوا للسيارة ايضا غافلين عن ذلك الذي يتتبعهم بعينه منذ بادئة الأمر بقلب يتأكله من شدة غيرته 
استقلت السيارة واغلقت بابها بقوة وأمرت السائق
بعصبية مفرطة 
وديني النادي
أومأ له السائق في طاعة وشرع بالقيادة دون أي حديث فقط صب كافة تركيزه على الطريق تنفيذا لأوامر رب عمله الصارمة ولكن ماذا يفعل بفضوله الذي جعله يرفع بندقيتاه و يسترق النظرات لها من خلال مرآته الأمامية لاحظ انها ليست على ما يرام فكانت ملامحها واجمة بشدة وتهز قدميها بتوتر شديد أشعره بالريبة ولكنه لم يهتم فما شأنه هو ليعود من جديد ويصب كافة تركيزه على الطريق بينما هي كانت حالتها ترثى لها تفرك جبينها وكأنها تحاول أن تجاهد شيء ما برأسها فحقا سأمت

من تجاهل الجميع لها وشعورها الدائم كونها غير مرغوب بها زفرت بقوة بعدما شعرت ان كافة مقاومتها قد ذهبت ادراج الرياح وانها حقا بحاجة ماسة لوسيلة تنتشلها من ذلك الواقع المرير وتوقف ضجيج رأسها سحبت حقيبتها بأيدي مرتعشة وظلت تبحث بداخلها بعصبية مفرطة ولكن لم تجد ضالتها لټلعن تحت انفاسها بقوة وتصرخ آمرة 
لف وارجع ........عايزة اروح الدقي
جعد حاجبيه الكثيفين مستغرب وسألها بتوجس 
تحت أمرك ........بس هو حضرتك كويسة
وضعت خصلة من شعرها خلف اذنها وهدرت منفعلة وبأعصاب تالفة 
أنت هتحقق معايا ملكش فيه وتسوق وأنت ساكت
زفر انفاسه غاضبا وقد اشتدت عروق يده الممسكة بعجلة القيادة وتمتم بغيظ 
بداية مشرقة بالتفاءل ....شكلي مش هعمر في الشغلانة دي زي اللي قبلها ...
ألتقطت حديثه وقبل ان تتفوه بشيء كان هو يضغط على مكابح السيارة بقوة و يعود أدراجه محدث فوضى عارمة بالطريق لتصرخ هي به 
انت اټجننت بتعمل ايه 
أجابها بكبرياء وبصوت أجش 
هرجع جنابك للقصر واسلم مفاتيح العربية لوالدك الله الغني عن شغلنتكم
زفرت بقوة وقالت بنبرة شبه راجية كي تلاحق الأمر لكي لا يغضب ابيها ويمنعها من الخروج كليا 
اسمع انا مش قصدي انا بس مضايقة و عمري ما اتعصبت على حد بيشتغل معانا
أعجبه جملتها الآخيرة وشعر انها ليست متعالية كما يظهر عليها ليلتفت لها يطالع تلك الفيروزتان التي تفيض بحزن بين جعله يصمت هنيهة قبل ان تهمس هي معتذرة 
أنت شكلك ابن
بلد وجدع خلاص بقى
تنهد في عمق وهو يفرك ارنبة انفه وقال بتراجع 
حصل خير يا انسة انا تحت أمرك ......
شكرا
اومأ لها برحابة وانطلق بها مرة آخرى بينما هي زفرت بإرتياح واستندت على مقعدها تنتظر أن يوصلها لتجلب ذلك الشيء الذي يساعدها على التحكم في ذمام نفسها 
كانت مغتاظة منه ترشقه بنظرات قاټلة وهو يتجاهلها تماما وكأنها غير مرئية بالنسبة له وبالطبع لم يعجبها ذلك فقد كان يتبادل مع نغم الحديث بكل رحابة دون أي انفعال او عصبية بل كانت بسمته تزين وجهه بشكل جعلها دون قصد تتمعن به بطريقة هي ذاتها تجهل المغزى منها 
لتقول نغم وهي تشاكسها كي تتبادل معهم اطراف الحديث عوضا عن سكوتها المقيت ذلك التي لم تتعود عليه 
انت ايه رأيك يا نادين 
هاااااا رأي في أيه ....
_ لا ده أنت مش معانا خالص !!
زفرت بنفاذ صبر وهدرت 
نغم اخلصي واتكلمي
أجابتها نغم 
انا قولت لأستاذ يامن انك تقضي اليوم معايا وهو وافق
نظرت له كي يأكد حديثها ولكنه اكتفى بهز رأسه واخبرها بإقتضاب وبملامح جامدة وهو يركز نظراته على الطريق 
وبالمرة تجيبي المراجع والكتب علشان أجبلك زيها
زفرت بغيظ وحولت نظراتها لنافذة السيارة كي لا تزيد الوضع سوء فهو يتعمد ان يتجاهل حديثها و يذكرها بقراره السابق ويثبت لها أن سلطته هي الأقوى رغم كل ما تفوهت به سابقا 
شعر بالريبة من المكان التي طلبت ان يتوقف به وظل يتسأل بسره لماذا اتت لتلك المنطقة الشعبية التي تخالف تماما بيئتها ولماذا أصرت ان ينتظرها بعيدا تكاثرت الأسئلة برأسه مما جعله يلعن تحت انفاسه ذلك الفضول اللعېن فما شأنه هو أنتشله من شروده صعودها للسيارة وقولها 
تقدر تمشي يا اوسطا 
قالتها وهي تدس ما جلبته بحقيبتها خفية وكأنها تحوي على سبيل راحتها الوحيد بتلك الحياة وإن كادت تسند ظهرها للخلف وتجلس بأريحية أكثر أجفلها صوته الأجش
محمد ...... قالها وهو يلتفت نصف التفاتة جعلها تنتفض بطريقة استغربها بشدة ولكنه كرر موضحا
اسمي محمد تقدري تناديني بيه
رمشت عدة مرات ثم هزت رأسها وردت 
انا ميرال فاضل
اتشرفت بحضرتك يا انسة ميرال تحبي اوصلك فين 
قالها وهو يعتدل في جلسته ويشعل محرك السيارة مما جعلها تجيبه بلا أي شغف وبنبرة كئيبة 
رجعني البيت 
لاتعلم لم تشعر براحة عارمة بذلك المنزل ربما لأنه يذكرها بأيام طفولتها او ربما لأن نغم هي الشخص الوحيد الذي تبقى على طبيعتها معها وتعود تلك القديمة البريئة التي لا يشغلها شيء
فقد جلست تلاعب خصلة من شعرها الطويل بأناملها وعيناها شاردة بنقطة وهمية بالفراغ لتباغتها نغم متسائلة 
مالك يا نادين بتفكري في أيه 
تنهدت وأخبرتها بتهكم 
هيكون فأيه يعني أكيد في الحرباية وابنها
عيب كده يا نادين ده جوزك وميصحش تقولي على مامته كده
امتعض وجهها وقلدت طريقتها ساخرة 
عيب تقولي على مامته كده ....والنبي اتنيلي علشان جبت أخري منه ومن امه
زفرت نغم بلا فائدة من تمرد صديقتها وسألتها من جديد بترقب 
طب مش هتقوليلي
كنت فين 
لتتأفأف هي بعصبية 
يووووه بقى يا نغم قولتلك كنت في المكتبة انسي بقى الله يكرمك دماغي ورمت من أسئلتك مش هيبقى انت وهو عليا
لتتنهد نغم وتربت على ساقيها قائلة في محبة خالصة لها 
خلاص مش هسألك تاني .....بس عايزاك تعرفي ان يامن بيحبك .....أديله فرصة وحاولي تفهميه
أعترضت بعصبية من جديد 
انت ليه مش عايزة تفهمي يامن ده لو أخر راجل في الدنيا مستحيل أحبه .....
ليه بس والله ده حد كويس اوي !!
هزت رأسها بعدم اقتناع وأخبرتها متهكمة 
حد كويس ..... والذل اللي بيذله ليا ده تسميه أيه وكبته لحريتي ده اسميه

ايه
هو بيعمل كده علشان خاېف عليك وصدقيني اللي بيحب بيعمل أكتر من كده
نفت برأسها واسترسلت بنبرة مخټنقة وكأن صديقتها دون قصد دعمت ذلك البركان الخامل بداخلها للأنفجار
هو خاېف على الفلوس مش عليا ....خاېف على الثروة العظيمة دي تفلت من تحت ايده
انت بتبصي للأمور من زاوية واحدة يا نادين مش يمكن بيحبك بجد ومش عايزك تبعدي عنه
لوحت بيدها بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها وقالت بحنق
عمري ما حبيته ولا عمري هنسى انه مفروض عليا .....وعمري ما هنسى أن امه كانت السبب في مۏت أمي
تفوهت بأخر جملة وهي تضع يدها على عيناها وجسدها بدأ ينتابه تلك الرجفة المصاحبة لتلك الذكرى المريرة التي تترأى امامها من جديد الآن ولن تقدر على مواجهتها مرة آخرى
أبتلعت نغم غصتها بينما هي أنكمشت وصړخت بهستيرية ودمعاتها تدفق كالحمم ټحرق قلبها
مش عايزة أفتكر ............مش عااااااايزة
حقك عليا انا عارفة أنت مريتي بأيه وحاسة بيك والله مكنش قصدي أفكرك
نفت برأسها وقالت بنحيب قوي يدمي القلب وهي ټدفن وجهها بصدر صديقتها 
لأ محدش عارف أنا مريت بأيه .........محدش حاسس بيا .......كلكم بتهاجموني وبس
انا مش بهاجمك يا نادين أنا بنصحك علشان نفسي تسامحي وتنسي وتبدأي صفحة جديدة
نفت برأسها وهي تشعر انها على حافة الجنون وقالت بنبرة ممزقة لأبعد حد 
أنا عمري ما هسامحهم ومش هسيبهم يدمروني زي ما دمرو امي أنا هاخد حقي وحق أمي منهم ولو أخر يوم في عمري .....هفضل أكره الست دي وأكره أبنها ....
هزت نغم رأسها تسايرها وظلت تمسد على ظهرها كي تهدأ لتستكين الآخرى وكأنها بحاجة لذلك التقارب ولكن دمعاتها كانت لا تنضب بعدما ظل يترأى أمام عيناها من جديد شريط ذكرياتها الأليمة ورغم مقاومتها للصمود إلا أن رغبتها في الأنتقام ظلت تتفاقم بداخلها أكثر فأكثر غافلة أن

انت في الصفحة 8 من 104 صفحات