الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية تحت سقف واحد بقلم دعاء عبد الرحمن(كاملة)

انت في الصفحة 16 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

أنها كانت تتوقع الكثير فقالت أزاى يا عمى أمى هي السبب
حسين ده تاريخ طويل يابنتى ملوش لازمة نفتح فيه دلوقتى...
ثم أردف ومعلش يابنتى ليا عندك طلب
إيمان أتفضل.
قال محذرا مش عاوز حد يعرف دلوقتى بحكاية حقكوا اللى في الأرض أنا هقولهم بنفسى بس مستنى الوقت المناسب.
أومأت برأسها موافقة وقالت حاضر يا عمى بس حضرتك وعدتنى تجاوبنى على أسألتى لكن جاوبتنى على سؤال الورث والفلوس بس ورافض تجاوبنى على الباقى
وأردفت في رجاء أرجوك يا عمى ريحنى. أنا عاوزه أعرف ليه أمى بتكرهكوا أوى كده. ايه اللى حصل بينكوا زمان ايه اللى يخلى واحدة تطلق تاخد عيالها وتهرب.
ثم أستدارت له بجسدها كله قائلة ياعمى احنا اتعذبنا أوى. أحنا عشنا في بلدنا زى الغرب بنخاف نقول أسمنها بالكامل بنخاف نجيب أسم عيلة جاسر على لسانا ماما كانت محسسانا أنكوا لو عرفتوا طريقنا هتقتلونا. وكانت مفهمانا أن أنتوا السبب في طلاقها من بابا الله يرحمه وكل ده علشان الورث اللى هو مالوش وجود أصلا. كنا عايشين مع جوز أم بنكرهه ومكنش لينا مكان تانى نروحه علشان كده أنا وأخواتى مكنش لنا غير بعض. كنا بنتحاما في بعض لحد ما ربنا من علينا وأحنا في ثانوى وجالهم شغل بره ومحدش فينا رضى يسافر معاهم وقعدنا هنا مع بعض نذاكر ونعتمد على نفسنا ونشتغل كمان علشان مكناش عاوزين قرش من جوز أمنا. ليه يا عمى أمى تشوفنا كده وتفضل تكرهنا فيكوا وتبعدنا عنكوا إلا اذا كان في سبب قوى. فهمنى يا عمى يمكن قلبى يهدى شوية.
ثم بدأت في البكاء وقد عادت إليها آلام السنين والذكريات السيئة نهض إليها حسين وبدأ في تهدئتها فأشار له إبراهيم أشاره وكأن يقول دع الأمر لى جلس إبراهيم أمامها مباشرة وقال 
أنا هريحك يابنتى
رفعت إيمان رأسها وقالت برجاء ياريت ياعمى.
ابراهيم يابنتى الحكاية قديمة اوى. من ساعة ما كانت جدتك في مشاكل بينها وبين اختها
سميحة أم أمك لدرجة أنهم قطعوا بعض. المشاكل دى كانت بتكبر لدرجة أنها وصت أن محدش من ولادها يتجوز بنتها أحلام. أمك يعنى
لكن بقى أبوكى حبها وصمم يتجوزها بدون رغبة جدك. جدك ساعتها ڠضب عليه وقاطعه لانه خالف وصية أمه الله يرحمها.
وفضلت العلاقات مقطوعة بين أبوكى وجدك لكن احنا كنا بنسأل عنه وبنعرف أخباره وبعد جدك ما ماټ دخلنا شركة مع بعض. أبوكى فضل معانا لحد ما أمك فضلت وراه لحد ما سحب نصيبه من الشركة وكانت بتفهمه اننا بنسرقه ومع الأسف كان بيصدقها من كتر ما كان بيحبها. بعد ما خد نصيبه ابتدت

أمك تدخله في مشاريع خسرانه وهو ماشى وراها لحد ما خسر كل فلوسه وأبوكى كان مريض من وهو صغير كان عنده مشكله كده في القلب.
طبعا مستحملش الخسارة الكبيرة دى ودخل المستشفى وساعتها أمك مكنتش بتزوره خالص لأننا كنا موجودين دايما معاه. وهي كانت پتخاف تواجهنا لأنها عارفة أنها السبب وأنها هي اللى وقعت بينا وبينه. في الوقت ده أبوكى وصانا عليكوا وأننا لازم نراعيكوا ونضمكوا لحضننا ونربيكوا وسط ولادنا وأحنا عاهدناه على كده. بعدها أمك راحتله المستشفى وهو قالها بوصيتوا لينا اتخانقت معاه وصممت أنه يطلقها وهو تعبان كده. أبوكى كان مضايق منها حاسس أنها دمرتله حياته فراح مطلقها. وماټ في نفس اليوم الله يرحمه. وأمك خاڤت أننا ناخدكوا منها هربت وأخدتكوا معاها وضحكت علينا عن طريق البواب وفهمتنا أنها هربت على المطار. طبعا أحنا عرفنا بعدها أنها كانت حجزه تذاكر فعلا لكن ساعتها اللبخة اللى كنا فيها مخلتناش نتأكد هي ركبت الطيارة فعلا ولا لاء. وطبعا خدتكوا بعيد عننا وأحنا كل ده بندور عليكوا بره مصر وعن طريق المطار والكشوفات بتاعة المسافرين.
قالت ايمان وهي مازالت مشدوهة مما تسمع ايوا بس ماما مسافرتش طيران خالص حتى لما سافرت مع جوزها سافرت برى
ابراهيم وهي دى غلطتنا يابنتى أننا كنا بندور في الاتجاه اللى هي رسمته لينا ومدورناش في اتجاه تانى لحد ما وفاء بنتى لفتت انتباهنا لأنكم ممكن تكونوا في مصر من الأساس وان كل ده كان وهم امك عيشتنا فيه. بس طبعا ده جه متأخر أوى لأن أمك كانت قررت تعرفنا طريقكوا وبعتتلنا الجواب.
نظرت ايمان الى عمها حسين فوجدت في عينيه نظرة امتنان لأخيه ابراهيم تفرست في ملامحه جيدا فشعرت أن عمها ابراهيم لم يقل كل الحقيقة قالت موجهة حديثها إلى حسين 
عمى هي دى كل الحقيقة هو ده كل اللى حصل
نظر لها في ارتياح قائلا ايوا يا بنتى عمك قالك كل حاجة
شعرت أنهما لن يبوحا بأكثر مما قالا لها وتأكدت بأن هناك شىء ما ولكن مع الأسف سكوتهما عنه يؤكد أنه شىء مخجل نهضت لتنصرف ولكن حسين قال مسرعا .
أستنى يا ايمان نسيتى الملفات والورق ده
هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامة مکسورة ملهمش لازمة يا عمى أنا مصدقة كل كلمة قلتها
قال بتصميم مفيش حاجه أسمها ملهمش لازمة
وأمسكها من يدها وأدخلها غرفة الأجتماعات الملحقة بمكتبه وقال لإبراهيم لو سمحت يا ابراهيم اتصل بالمحامى والمحاسب وخاليهم يجوا حالا.
حاولت إيمان أن تذهب ولكنه كان أشد تصميما من ذى قبل على أن تجلس مع المحاسب والمحامى ليشرحوا لها الأوراق ويطلعوها على الأمر برمته.
خرجت ايمان من الشركة بين مشاعرها المتخبطة المختلطة وكأن مشاعرها ريشه في مهب الريح نعم هي سعيدة بأنها علمت أنها تعيش في ملك أبيها وليست كضيفة عند أعمامها ونعم قد شعرت بصدق مشاعر الحنان من أعمامها رغم تأكدها أنهما لم يصرحا بكل شىء ونعم قد عرفت حكاية زواج أمها بأبيها وطبيعة هذا الزواج رغم علمها بانه كان زواج قائم على الطمع من أمها والثقه العمياء المفرطة من أبيها رغم علمها أن تلك الحقيقة منقوصة وتفتقد حلقة مهمة لوصلها ولكنها ارتاحت قليلا كانت تود أن تصر على معرفة كل شىء كانت تود أن تصرح بشكوكها تجاه والدتها ولكنها تذكرت قول الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فأبت إلا الصمت لأن بصيرتها تؤكد لها أن ما خفى عنها سوف يسوئها كثيرا سوف تؤجل هذا فيما بعد والزمن كفيل بأن يكشف الكثير.
عادت إلى المنزل دخلته ولأول مرة تشعر أنها في مكانها وصعدت إلى عفاف زوجة عمها احتضنتها وقبلتها وعرضت عليها مساعدتها في الطهى وقفت بجوار عفاف في المطبخ وقالت بشكل عفوى 
أنت عارفة يا طنط أنى كنت عند عمى دلوقتى في الشركة
أرتفع حاجبى عفاف بدهشة وقالت بابتسامة بجد. ده تلاقى عمك طار من الفرحة. ده كان نفسه أوى تزوريه أنت بالذات يا إيمان عمك بيقدرك أوى.
أبتسمت ايمان في حب وقالت وأنا كمان بقدره وبحبه جدا...
ثم أردفت وهي تنظر إلى عفاف وكمان عرفت كل حاجة
ثم تنهدت تنهيدة طويلة وقالت عمى حكالى كل حاجة.
مكنتش أتصور أبدا أن ماما تعمل كده.
ظنت عفاف أن إيمان تتحدث عن عبد الرحمن وهند وسبب فسخ الخطبة فقالت بسرعة أوعى تزعلى يا إيمان. والله عبد الرحمن عارف أنك ملكيش دعوة لا أنت ولا أخواتك. وان أمك بتتصرف كده من دماغها. وارجع واقول العيب مش عليها لوحدها العيب على خطيبته اللى كانت عاملة نفسها بتحبه وفي الآخر تطلع بتتجسس وبتنقل لامك الأخبار. بس عمل خير أنه رمى دبلتها. وابوه مسكتلوش على اللى عمله معاكى وعرفه غلطه وحسسه بالذنب.
تفاجأت إيمان بكلمات عفاف ووقعت عليها كالصاعقة إلى هذا الحد أمها بهذا السوء نعم الآن قد عرفت سر عبوس عبد الرحمن وقسوته لماذا أطاحت بها كلماته في الحديقة لماذا كان ينظر لها پغضب شديد وأخيرا عرفت السبب الحقيقى وراء اهتمام عبد الرحمن برجوعها المنزل مرة أخرى ولماذا ذهب إليها عند المدرسة ليعتذر لها ولماذا أرسل لها الرسالة وجاء هو وأخيه وأعادهم إلى البيت الكبير ولماذا نظراته كلها أعتذار وأسف فقط يشعر بالذنب!
جلست مع نفسها طويلا وشعرت بمدى الألم الذي يعتمل بداخل عبد الرحمن خطيبته التي يحبها وكان يتصور أنها تحبه تظهر على حقيقتها بهذا الشكل المؤسف تنقل أخباره هو وعائلته ولمن لصالح أمها هى! يا الله كيف تتحمل ذلك كيف تستطيع أن تنظر إليه كانت تجلس في الشرفة ورأته يروح ويغدو في الحديقة ذهابا وأيابا نعم هو ألم الفراق هي لا تستحق ولكن قلبه مازال متعلق بها لا يزال يتذكرها نظرت في الكتاب الذي تحمله فوجدت بعض الكلمات وكأنها كتبت له فتناولت هاتفها وكتبتها في رسالة وأرسلتها إليه لعلها تداويه كان يدور في الحديقة بلا هدف وفجأة سمع صوت هاتفه معلنا عن رسالة جديدة تناوله وفتحها وقرأ فيها.
سيفتح باب إذا سد باب نعم وتهون الأمور الصعاب
ويتسع الحال من بعد ما تضيق المذاهب فيها الرحاب
مع العسر يسران هون عليك فلا الهم يجدي ولا الاكتئاب.
14 الفصل الرابع عشر
أستيقظت إيمان صباح يوم الجمعة أكثر راحة عن أيامها السابقة وأسرعت لتوقظ إيهاب ليلحق بصلاة الجمعة كالعادة استيقظ وأغتسل وذهب للصلاة كانت إيمان قد دخلت غرفة مريم لتوقظها ولكنها لم تجدها بحثت عنها في جميع الغرف ولكن لا أثر لها إرتدت إسدال الصلاة وخرجت إلى الشرفة وظلت تبحث عنها بنظرها حتى رأتها تجلس على الأرجوحة الكبيرة في جانب من جوانب الحديقة بالقرب من أحواض الزهور.
كانت مريم يظهر عليها علامات الأسى الواضحة وهي تستعيد ما قصته عليها إيمان ليلة أمس عن مادار بينها وبين أعمامها في الشركة هي لا تكذب ما سمعته من إيمان لحظة واحدة فلقد عاشت مع أمها وخبرت ذلك جيدا منها وعاشت أيضا مع أعمامها وتعاملت معهم فترة كافية تجعلها تجيد الحكم عليهم

وبمقارنة بسيطة تخسر أمها دائما نعم فالإنسان يستطيع أن يغير فكرة الناس عنه بمعاملته وحسن عشرته أكثر من دفاعه عن نفسه بالكلام.
كانت مريم غارقة في بحر من الأفكار تتصارع في عقلها كالأمواج المتلاطمة لدرجة أنها لم تشعر باقتراب أحدهم منها من الخلف ووضع كفيه على عينيها في صمت أختلج قلبها بشدة تصورت أنه يوسف لا تعلم لماذا تمنت هذا مع علمها أن يوسف مستحيل أن يفعل ذلك معها وخصوصا أن العلاقة بينهما متوترة هذه الأيام تحطمت أمنيتها على صخرة الواقع عند سماعها صوت وليد وهو يقول بمزاح 
أنا ميييين.
أستدارت فجأة وقالت پغضب لو سمحت متعملش الحركات دى تانى أنا مابحبهاش
وشرعت في النهوض ولكنها تعثرت في الأرجوحة وكادت أن تقع ولكن وليد ساعدها بيديه وأمسكها من ذراعها بقوة إعتدلت مريم لتوبخه ولكنها تفاجأت بيوسف يقف خلفه وينظر لها
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 52 صفحات