رواية تحت سقف واحد بقلم دعاء عبد الرحمن(كاملة)
يداعبها
كان مستخبلنا فى الجراج
قالت فرحة التى تجلس عند قدمه على طرف الفراش
انت فيك حيل تهزر يا أخى موتنا من الخۏف عليك
تابع عبد الرحمن قائلا
ياستى سبيه يهزر الحمد لله انه كويس
بحث يوسف عن وجه أبيه بين الوجوه الدامعة
فوجده مصوبا بصره إليه بلهفة وابتسامة حزينة تعلقت أنظارهما ببعضهما البعض شعر يوسف أنه أحب تلك الطعڼة لما رآه أخيرا من عطف أبيه الذى كان يفتقده فلقد كانت لها الفضل عليه أن يسترجع نظرة حنان فى عينيى أبيه كان ينظرإلى عينيه ينتظر كلماته الحنونة لم يبخل عليه والده ولم يجعله ينتظر قليلا فقال
حمد لله على سلامتك يابنى
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
الله يسلمك يا بابا
قبض على كف مريم بوهن وهو يوجه حديثه لعبد الرحمن
وليد هو اللى عمل كده صح
قالت فرحة على الفور
والحمد لله ربنا انتقملك منه فى ساعتها والأسانسير وقع بيه
أتسعت عيناه بذهول وقال بدهشة كبيرة
أيه ... أسانسير أيه.. وحصله أيه!
أجابه عبد الرحمن بهدوء
أسانسير البيت عندنا يا يوسف
تدخل إيهاب قائلا
نفسى أعرف كان طالع البيت يعمل ايه.. اللى يعمل عملته دى كان المفروض يهرب طالما محدش شافه.. ايه اللى خلاه يطلع البيت مش عارف
قالت ايمان بثقة
أكيد ربنا ليه حكمة فكده
تنهدت عفاف وهى تقول
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
اكتسى وجه يوسف حزنا وهو يتسائل
وحصله ايه لما الاسانسير وقع بيه
قال عبد الرحمن
الأسعاف نقلته المستشفى بعد ما عرفوا يفتحوا باب الاسانسير بصعوبة.. لكن انا مش عارف ده حصل ازاى .. أحنا لسه كنا عاملين صيانة وكانت حالة الأسانسير ممتازة.. ازاى يقع فجأة كده
وجه له والده الحديث قائلا
أتصلت بالشركة بتاعة المصاعد
أومأ عبد الرحمن برأسه قائلا
أتصلت بعد ما يوسف خرج على طول.. وأصلا كده المفروض النيابة هتبدأ تحقيق فى الموضوع .. وكانوا مستنين يوسف لما يفوق علشان ياخدوا أقواله ..
وبعد ساعتين وهم جلوس حول يوسف طرق إبراهيم الباب ودخل وهو يتوجه ليوسف مباشرة
نظر إليه الجميع
كان كأنه يحمل جبال فوق كتفه وهم الدنيا فوق صدره وكأن المشيب قد زحف إليه پعنف على حين غرة جلس على طرف الفراش بجوار يوسف قائلا بأسى
ربنا خدلك حقك يابنى
ونظر إلى مريم وقال
وانت كمان يابنتى .. ربنا خدلكوا حقكوا انتوا الاتنين
طأطأ رأسه وقال پألم
الخبطة كانت شديدة أوى .. جاله شلل نصفى
تسمر الجميع وكأن عقارب الساعة قد توقفت فجأة أتسعت عيونهم فى ذهول وعدم تصديق وهو يتابع بحزن
من ساعة ما فاق وعرف اللى جراله وهو پيصرخ من الحسړة والندم .. ده غير الألم اللى حاسس بيه
ثم الټفت إليهم مقرا بذنوب ولده قائلا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
اقترب منه حسين وأمسك كتفه قائلا
انت راجل مؤمن يا ابراهيم .. وان شاء الله ابنك يقوم منها .. أصبر وأحتسب
فى الصباح حضر وكيل النيابة ليأخذ أقواله قائلا
أنت شفت اللى ضړبك يا يوسف
نظر له يوسف بصمت ثم قال بحسم وهو يهز رأسه نفيا
لاء... الدنيا كانت ضلمة مشوفتش حد
خرج وكيل النيابة من غرفته ودخل الجميع إليه متسائلين قال حسين
قلت ايه يا يوسف
أبتسم يوسف وهو يقول
هقول ايه يا بابا ..هو انا شفت حد علشان اقول عليه
أبتسم والده وهو يربت على كتفه قائلا باعتزاز
راجل يابنى ..
حاول يوسف أن يحرك ذراعه الأخرى ليمسك يد أبيه ويقبلها ولكن جرحه آلمه قال حسين وهو ينظر إليهم
يالا يا جماعة الحمد لله اننا اطمنا عليه
ثم نظر إلى عبد الرحمن وايهاب قائلا
يالا روحوا ده محدش فيكم نام من امبارح .. أنا هقعد معاه
قال عبد الرحمن على الفور
معلش حضرتك يا بابا.. روحهم انت وانا هستنى
تدخلت عفاف قائلة
محدش هيفضل مع ابنى غيرى .. روحوا انتوا
قاطعهم يوسف بأشارة منه وقال مبتسما
ياجماعة روحوا كلكوا .. أنا لو احتاجت حاجة هبقى انده على الممرضة
ألتفتت مريم إليه لتتكلم أخيرا قائلة
وتنده على ممرضة ليه.. أنا هفضل معاك
خفق قلبه مع ابتسامته فلم يعلم أيهما سبقت الآخرى كل ما كان يدركه هو الدهشة فلم يكن يتوقع أن تفصح عن رغبتها فى البقاء معه بل لم يكن يحلم وهو يلمح الغيرة فى عينيها من أمرأة أخرى
قالت عفاف بإرهاق
يابنتى روحى انت.. شكلك تعبانة أوى ..
قاطعها حسين بابتسامة لامعة
لا يا عفاف .. مريم معاها حق ..هى
اللى المفروض تقعد معاه .. يالا احنا نروح البيت نريح شوية ونشوف هنعمل ايه ونبقى نرجعلهم تانى
ودعه الجميع بعد أن اطمئنوا عليه أما هو فقد نام طويلا بعد تناوله الدواء وعندما استيقظ وجدها تغفو على مقعدها بجوار فراشه الأبيض ألتفت إليها وناداها بلهفة وعندما استيقظت قال بهدوء
قربى الكرسى بتاعك من السرير
نهضت واقفة وتمطت بتكاسل ثم وضعت مقعدها بجواره وجلست فقال وهو ينظر لعينيها بعمق
مروحتيش ليه
تجنبت النظر إليه وهى تقول
المفروض انى اكون معاك
قال على الفور
الكلام ده لو لسه مراتى.. لكن انت اللى صممتى على الطلاق
نظرت له بتحدى قائلة
وانت مصدقت وطلقتنى
أبتسم من طريقتها الطفولية فى الحديث نظرلها قائلا
أنا كنت متمسك بيك لآخر لحظة ومقدرش الومك.. واهو ربنا خدلك حقك .. وفنفس الظروف .. يوم فرح .. وبالليل والدنيا ضلمة
تنهد فى ارتياح وقال
الحمد لله ان ربنا خلص مني فى الدنيا .. مش ناقص غير حاجة واحدة بس...
لمس يدها وهو يقول
أنك تسامحينى من قلبك
رفعت رأسها إليه قائلة بتلعثم
أنا سامحتك من قلبى فعلا
قبض على يدها بضعف وهو يتأملها وقال ببطء
مريم.. لو رديتك .. هتحسي انى رجعتك ڠصب عنك
حاولت سحب يدها ولكنه تمسك بها وقال برجاء
أنا مش قادر اضغط .. متسحبيش ايدك ...كده هتتعبينى
قالت بصوت يسمعه بالكاد
طيب سيب أيدى
تمسك بها أكثر قائلا بحب
لما تردى عليا الأول.. انت عندك استعداد تكملى حياتك معايا وتنسى اللى فات
صمتت ولم تجبه كانت تشعر بأن قلبها سيقفز من صدرها من فرط الإنفعال والإضطراب والخجل حاولت أن تهرب من حصار عينيه ولكنها لم تستطع كانت نظراته تحيط بها من كل اتجاه تحتويها بل وتفصلها عمن حولها
قاطعتهم طرقات خفيفة على الباب يتبعه دخول الطبيب الذى أخذ يفحص يوسف الذى لم يرفع بصره عن مريم وبعد أن انتهى الفحص وخرج الطبيب توجهت مريم إلى ركن من أركان الغرفة لتصلى
تعمدت أن لا تنظر إليه وهى تتوجه إلى الفراش المقابل له صعدت إليه واسندت بظهرها وهى تغمض عينيها بأرهاق يبدو على ملامحها بشكل واضح فقال يوسف
شكلك مرهق أوى.. نامى انت ارتاحى شوية
قالت وهى تسحب الغطاء وتتدثر به جيدا
هنام ساعة بس .. لو احتاجت حاجة صحينى بسرعة متترددش
قال مداعبا وهو لا ينظر إليها
لالا نامى انت ولو احتجت حاجة هبقى اقول للممرضة
أعتدلت لتجلس مرة أخرى فقال وهو يشير لها أن تعود كما كانت
بهزر والله .. نامى .. أنا كمان محتاج ارتاح شوية
فى اليوم التالى صباحا كان حسين هو أول من طرق باب غرفة وليد فى المشفى ودخل بعد سماع الأذن بالدخول لم يكن هناك أحد بالغرفة سوى وليد المسجى على الفراش ووالدته تجلس بجواره تبكيه فقال بحرج
السلام عليكم
فتح وليد عينيه على صوت عمه فلم يستطع مواجهته كانت آلامه رهيبة ولكن رؤيته لعمه جعلته يشعر وكأن الهواء انقطع من الغرفة فجأة وأخيرا تكلم حسين قائلا بجمود
حمد لله على السلامة
وقفت فاطمة فى حرج وهى تتمتم
الله يسلمك يا حاج حسين ..أتفضل
قال بهدوء
لا متشكر مفيش داعى .. أنا جيت بس أطمئن على وليد واقوله ان ابن عمه قال فى التحقيق انه ماشفش اللى ضربه وكان هيموته.. ياريت لو حد سألكوا تقولوا نفس الكلام سواء من النيابة ولا من غيرها...
أطرقت فاطمة برأسها ولم ترد فقال حسين
حمد لله على السلامة مرة تانية.. سلام عليكم
خرج حسين من الغرفة وقبل أن يصل للمصعد وجد إبراهيم مقبل عليه من بعيد فوقف ينتظره سبقته عينيه ونظراته المتسائلة قبل أن يصل إليه بجسده وما إن وقف أمام أخيه قال
انت كنت بتزور وليد
أومأ حسين برأسه قائلا
ده واجب مهما كان .. وبرضة كنت باعرفه يوسف قال أيه فى التحقيق.. علشان تحت أى ظرف يبقى عارف انه مش متوجهله أى تهمة
زفر إبراهيم بارتياح وقال بامتنان
أنا مش عارف اقولك ايه يا حسين.. بس انت عارف ان يوسف احسن عندى من ابنى
ربت حسين على يده قائلا
المهم دلوقتى أخبار فريق العمال اللى جايين علشان الأسانسير أيه.. وصلوا للسبب
قال إبراهيم بحيرة
هما خلاص بيخلصوا ومعاهم كمان ناس من الحكومة بيطلعوا على التقارير النهائية
قال حسين فى قلق
والنتيجة ايه
قال إبراهيم وقد خلا وجهه من كل تعبير
قضاء وقدر
نظر له حسين بتمعن وقال بدهشة
معقول .. يعنى مفيش سبب معين
حرك إبراهيم رأسه نفيا وقال
بكرة المحرك فلتت من غير أى سبب واضح .. ومنقدرش نتهم الشركة بأى حاجة لأن مفيش أى عيب يخص الصيانة أو التركيب
ثم نظر إلى أخيه نظرات مضطربة حزينة فقال حسين
عاوز تقول حاجة يا ابراهيم
فقال على الفور پانكسار
سامح وليد يا حسين .. اللى وصله ده غلطتى انا وامه مش غلطته هو لوحده .. سامحه وخلى يوسف يسامحه... يوسف راجل وكفاية انه
قال انه ميعرفش مين اللى ضربه
وضع حسين يده على كتف أخيه قائلا
ربنا يسامحنا كلنا يا ابراهيم.. احنا محتاجين نسامح بعض علشان ربنا يسامحنا.. يلا استأذن انا بقى علشان اروح أطل عليه.. سلام عليكم
ذهب حسين بينما دخل إبراهيم حجرة وليد فوجد الطبيب يتمم فحصه وعندما انتهى سأله فى رجاء
أيه الأخبار يا دكتور.. هيقدر يمشى تانى ولا لا
أومأ الطبيب برأسه وهو يدون ملاحظاته عن حالة وليد وقال
يا حاج انت بتسأل عن حاجة لسه بعيدة أوى احنا لسه يدوب فى البداية ..والحالات اللى زى دى بتاخد وقت طويل لحد الشفا الكامل وده محتاج جهد وصبر واستعانه بالله
خفض إبراهيم رأسه وهو يقول
ونعم بالله يا دكتور..
ربت الطبيب على كتفه وخرج من الحجرة وتركهم جلس إبراهيم بجوار زوجته وهو ينظر لولده الممدد أمامه على فراش المړض حالته غير مستقرة آلامه متواصلة قلبه يعتصره الألم حزنا وندما فلم يكن له الأب الناصح المربي الحنون وإنما انشغل وتركه هو وأخته وتصور أن جمع المال هو أقصى جهد يمكن بذله من أجلهم نسى دوره الأصلى حتى زوجته لم يعاملها كما يجب ليصلح أخطائها وعيوبها وإنما كان يتركها ويهرب منغمسا فى عمله شعر أنه المسؤل الأول والرئيسى عن ما وصلوا إليه جميعا أخذ يستغفر ويسترجع ويدعو الله أن يساعده ويقويه فى طريق أصلاح ما تركه يفسد طيلة السنوات الماضية
طرق حسين باب حجرة ولده فى المشفى ودخل إليه مبتسما أقترب من فراشه وقال بابتسامة حانية
أزيك النهاردة يا يوسف
حاول يوسف النهوض أو الأعتدال