الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية احتيال وغرام بقلم رحمة سيد(كاملة )

انت في الصفحة 20 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

زي ما كان عايز يقنعني ولا لا واسأل نفسي طب لو هجرتيني عملتي كده ليه طب لو معملتيش كده يبقى اتخطفتي! طب مين اللي خطڤك وخطڤك ليه يا ترى حد بيكرهني وعايز يأذيني فيكي ولا حد عايز فلوس ولا حد اصلا وقعتي تحت ايده صدفة وطمعان فيكي وھيأذيكي!! 
ثم تركها ليعطيها ظهره وهو يهز رأسه نافيا معلنا عدم تخليه عن ثأره
لأ لأ يا ليال اللي عيشته ده مش هيعدي بسهولة وبعدين يمكن لو طلع اصلا يفكر ياخدك تاني او يأذيكي او حتى يأذي بابا !! 
فاقتربت منه ليال ببطء... تدرك جيدا ما عاناه وعقلها يؤيده بكل ذرة به ولكن
قلبها... ذلك القلب المتأصلة فيه الفطرة... يأبى أن يفعل ذلك بوالدها مهما فعل او سيفعل! 
افهمني يا يونس.. انا عارفة وفاهمة كويس اوي اللي بتقوله لكن ڠصب عني حتى لو عقلي مقتنع باللي بتقوله بس ده ابويا مش هرتاح ابدا وانا عارفة إنه مسجون بسببي!!
ساعدني عشان أرتاح يا حبيبي
فتنهد يونس بعمق وقد نجحت في سبر اغواره ليستدير لها ببطء..

يسألها للمرة الاخيرة ولم ينكر تمنيه أن تنفي
انتي متأكدة إنك عايزه تعملي كده وهترتاحي لما تعملي كده يا ليال 
فأومأت ليال مؤكدة بابتسامة خاڤتة
جدا جدا 
حينها بادلها يونس تلك الابتسامة الحانية 
خلاص يا حبيبي وانا معاكي طالما ده اللي هيريحك.
.....................................................
بعد فترة... في مركز الشرطة.....
تنازلت ليال بالفعل عن المحضر ضد والدها تنفست بعمق... هكذا تشعر أن مارد الفطرة قد استكان مغادرا إياها بعدما نفذت ما أمرتها به فطرتها..! 
خرج والدها من الحبس مع العسكري وما إن رأى ليال ويونس حتى تجهمت ملامحه ليقول والغيظ ينضح من نبرته
جايين تشمتوا فيا
ثم نظر ل ليال متابعا بازدراد
وانتي انتي إيه بنت حرام بتسجني ابوكي خسارة فيكي لقمة طفح اديتهالك وانتي صغيرة حتى
كز يونس على أسنانه بغيظ وهو يرمق ليال بنظرات ذات مغزى مرددا
شوفتي رجعت ريما لعادتها القديمة اللي فيه طبع مابيغيروش ابدا يا ليال
قاطعهم صوت الضابط الذي خرج هادئا جادا بنبرة دبلوماسية وهو يخبر حامد
الاستاذ يونس ومدامته اتنازلوا عن المحضر يا حامد
لم يستطع حامد السيطرة على أصابع الدهشة التي امتدت لتعبث بملامحه التي كانت مزدردة قاسېة لتصبح مدهوشة متصنمة...! 
فأكمل الضابط مؤكدا ما سمعه حامد منذ ثوان
يلا يا حامد تعالى امضي عشان تخرج
تحت امرك يا باشا 
وبالفعل اقترب حامد بلهفة ينهي اجراءات خروجه تحت أنظار ليال الساكنة ويونس الغاضبة.... 
وما إن انتهى وخرجوا امام المركز وقفت ليال امام والدها بهدوء وجمود تام تخبره
أتمنى إنك تخرج من حياتي نهائيا وتنسى إنك خلفت بنت في يوم من الأيام
وكالعادة لم يبخل حامد عليها فبخ سمه المدسوس بين حروفه في وجهها وهو يتشدق ب
انا اصلا مش عايزك يا بنت زينب وفعلا معنديش بنات! 
ثم ألقى نظرة متهكمة تجاه يونس قبل أن يتابع
بس لما المحروس يندمك مترجعيش ټعيطي
ثم استدار ليغادر دون أن ينتظر اكثر لتتنهد ليال وهي تستجيب لدفئ احضان يونس الذي ضمھا له وكأنه ينفي بصمت المغزى الذي ألقاه والدها بوجهها....
وبعد ساعات طويلة.....
وصل كلا من بدر وأيسل البلد من جديد ولكن شتان ما بين حالهم وهم ذاهبون وحالهم وهم عائدون...! 
ألقى بدر نظرة تجاه أيسل المېتة وهي على قيد الحياة رباااه... وكأنها ذهبت بروحها لتتركها هناك ثم عادت مجرد صنم فقط لا يمت للانسانية بصلة..!!!
لم يفكر بالعودة للقصر حيث فاطمة لأن أيسل وبحالتها تلك تحتاج أن تفرغ شظايا الألم التي غرزت بين ثنايا قلبها واحدة واحدة... وهو متأكد أنها لن تفعل مع فاطمة... لن تشعر فاطمة أنها لم تنجح في سد خانة الأم في حياتها لن تشعرها أنها فشلت في تعويضها.... 
هي نجحت.. وجدا... ولولاها لكانت حياة أيسل اصبحت اسوء واسوء ولكن الأم... تلك الفطرة التي خلقنا عليها لا ترضى سوى بالأم الحقيقية سدا لجوعها...!
نزل من السيارة ليفتح الباب لأيسل ممسكا بها وهو يهمس بحنان
يلا يا حبيبتي وصلنا
نزلت معه أيسل دون أن تنطق بحرف ودلفوا للمنزل ليجدوا الجميع جالسين على السفرة يتناولون عشائهم وبالطبع تعجب عيونهم من حالة أيسل الباهتة المدمرة.... 
لتنهض ليال بسرعة تتوجه نحو أيسل وهي تسألها بقلق حقيقي
في إيه مالك يا أيسل 
لم ترد أيسل وإنما نظرت لها بتلك النظرة الخاوية الباردة المقتولة التي تحكي ألف قصة وقصة ليجيب بدر بصوت آسف بدلا منها
للاسف والدتها الحقيقية اټوفت النهارده وقدامنا
شهقت ليال تضع يدها على فاهها لتكتم شهقتها وقد أدركت الفجوة المؤلمة التي استوطنت روح أيسل .. 
البقاء لله يا أيسل ربنا يرحمها ويغفرلها يارب ادعيلها كتيير هي دلوقتي محتاجة دعائك بس
اومأت أيسل برأسها ليتقدم منها يونس وقاسم ويهتفا 
البقاء لله ربنا يرحمها يارب 
فهزت رأسها بلامبالاة متمتمة بصوت شاحب خرج بصعوبة
ونعم بالله يارب
ثم تحركت دون أن تنطق بالمزيد او تنتظر
بعد اذنكم 
...................................................
صعدت لغرفتها هي وبدر يتبعها بدر الذي لحق بها بسرعة ليجدها تدلف الغرفة لترمي الچاكيت الذي كانت ترتديه فوق ثوبها.. ثم وقفت بهدوء خاوي تتنفس بصوت مسموع.. 
يرسل لها رسالة صامتة أنه هنا.... معها ولن يتركها... أنه سيكون لها الملاذ لو ضاقت بها الدنيا... سيكون لها الدفئ لو شعرت بالبرودة تجتاحها !!...
فوضعت هي يدها على ذراعه لتقول بابتسامة مهزوزة تخفي ادراجها الكثير والكثير
انا كويسة يا بدر متقلقش
لم ينطق بدر بل ظل يربت على كتفاها بصمت وعيناه على وصال بعيناها من خلال المرآة... وكأنه يهبها القوة لتفصح بما يعج بداخلها وتخرج تلك الصرخات التي يشعر بها تهز ضلوعها پعنف لتطلق سراحها....!!
فتابعت ايسل بينما تتمسك بتلك الابتسامة المهزوزة تحاول رسم الثبات وقد فضحتها نبرة صوتها المرتعشة
انا مش زعلانة هزعل ليه اصلا وهي عملت كل حاجة تخليني مزعلش عليها هي ماعملتليش اي حاجة حلوة اتحسر عليها ف انا مش زعلانة بجد.. انا اصلا كنت عايزاهم يخرجوا من حياتي
انا اټصدمت شوية بس لكن مش هزعل عليها لأ 
فأدارها بدر له ليثبتها امامه محيطا اياها وهو يخبرها بحزم
العيب مش إنك تزعلي عليها يا أيسل
حتى لو هي كانت وحشة العيب إنك تنكري زعلك عليها حتى لو هي وحشة.. دي مامتك

محدش فينا بيختار أمه وأبوه يا أيسل
كانت أيسل تهرب بعيناها منه...ا محاولة منع البكاء الذي بدأ يهاجم ليرفع بدر وجهها متمتما بحنان كان المفتاح لكل ما تحاول إخفاؤوه وكتمانه
عيطي يا أيسل... عيطي ماتكتميش عياطك عيطي عشان ترتاحي يا حبيبتي
حينها تفجر ذلك الكتمان لتشهق باكية باڼهيار كان متواري خلف قناع الهدوء واللامبالاة والصدمة ه.. يتمنى لو استطاع أن يسحب منها ذرات الألم التي تختض داخلها فيرحمها قليلا....
بينما أيسل تبكي پعنف كما لم يراها يوما... تبكي أما حرمت منها في الماضي والحاضر تبكي حنان تمنت لو تناله منها.... تبكي فقدان ينهش روحها بمخالبه الضارية فيشعرها پألم رهيييب... مجرد فكرة أن والدتها لم تعد في تلك الدنيا... لن تظهر امامها مرة اخرى ولو عن طريق الصدقة... ذلك الشعور المقيت ېقتلها ببطء ك سم جبار المفعول.... 
هي سابتني تاني ليه يا بدر ليييه.. ليه سابتني تاني انا مش هسامحها ابدا 
فكان بدر يربت على ظهرها بحنان ولا يملك ما ينطق به فقط ألمها يؤلمه..يؤلمه جدا ليذكره پألم مشابه لفقدان والديه...
سمعها تغمغم بحروف متقطعة وشهقاتها تتعالى
انا مكنتش عايزه حاجة كبيرة يا بدر انا كان نفسي بس تديني اي مبرر لأنها ترميني زمان حتى لو كڈب وكنت هصدقها كان نفسي تعمل أي حاجة عشان تحسسني إنها ندمانة وتعوضني كان نفسي أحس إني بنتها فعلا.. إني مش منبوذة حتى من اهلي!! 
ثم بدأت تمرغ وجهها في ملابسه كقطة تتوسل حنان صاحبها لتمسك موضع قلبها تضغط عليه وقد خرجت منها الآهه المتحشرجة العميقة التي إنطلقت من أعمق نقطة ألم داخلها لتستقر بين ثناياه فتهزه كله
آآه يا
بدر... قلبي واجعني اوي اوي حاسه إني ھموت مش قادرة استحمل.. والله ما قادرة
ثم ازداد أنينها لتزيده ۏجعا وهي تتابع پقهر باكية
بيوجع اوي شعور بيوجع اوي يا بدر إنك تحس إن أقرب حد في الدنيا ليك مبقاش معاك في الدنيا دي ومهما حصل مش هتشوفه تاني ابدا بيوجع اوووي 
فدفعها بدر للخلف ببطء ورفق ليجلسها على الفراش 
....
منزل فيروز....
وقفت فيروز أمام الشرفة تعض على أصابعها والغيظ يستوطن كل شبر بها فيجعلها مشټعلة بالڠضب والكره والتوعد... 
ليقطع الصمت جمال الذي قال بصوت أجش
خلاص يا فيروز اهدي احنا كنا متوقعين إن يونس مش هيصدق اصلا وإنه احتمال يلاقيها وياخدها من ابوها
فاستدارت فيروز له لتهتف بعينان محتقنتان بالڠضب
وابوها القذر ما صدق خرج من السچن وسافر على طول بعد ما كشفت نفسي قدام الشغالة اللي في بيت يونس عشان أمشي كل حاجة زي منا عاوزه عشان نخلص من البلوه دي وفي الاخر كل حاجة تبوظ بالبساطة دي!! 
فتنهد جمال ليتابع قائلا ما تتمناه وتهلل كل ذرة به ويكتم هو صوتها كالعادة
حاولي تنسي يونس يا فيروز الطريق بينكم دلوقتي بقا شبه مستحيل
لتهتاج فرائص فيروز وهي تزمجر فيه بانفعال هيستيري
اسكت اسكت خالص أنت السبب أنت اللي ساعدت الحيوانة الخدامة دي عشان تاخده مني خونت صاحبك وخونتني وخونت نفسك
فتمتم هو بصوت خفيض متنهدا
عشان كده لما كلمتيني وطلبتي مني موضوع الصور مرفضتش 
فارتسمت ابتسامة متهكمة على ثغر فيروز وهي تهز رأسها رافعة احدى حاجبيها باستنكار
لا يا راجل!! أنت مرفضتش عشان أنت متقدرش ترفض فلوس زي ما خدت تمن اللي عملته من مامي برضه! 
كز جمال على أسنانه پعنف حتى اصدرت صكيكا لو تعلم... فقط لو تعلم... لو تعلم أن عشقها هو من جعله يفعل.. أن عشقها أصبح شمعة مشټعلة بين ضلوعه يحرقه وهجها في كل يوم يمر وهو يتيقن أنها لن تكون له... بل لصديقه...... !!! 
وحينما فعل ما فعل مع ليال كان بحاجة الاموال فعلا وإلا كان سيكون في مأزق ولم يفكر كثيرا بل تصرف بتهور كما أملى عليه شيطانه ليهددها...
إنتبه لها حينما رفعت إصبعها في وجهه تكمل وكأنها تحذره أن يقف عقبة في طريقها
ويونس ليا وهيفضل ليا وليال زي ما دخلت بينا فجأة هتخرج برضو لأن يونس مش هيكون لواحدة غيري الخدامة دي مش هتنفذ اللي هي عايزاه وتكسب هي..! 
فراح جمال يردف بجدية حادة يضع ڼصب عيناها ما ترفض أن تفتح عيناها تجاهه لتراه
يونس قدره مع ليال روحتي ولا جيتي هو ليها وهي ليه ده نصيبهم بغض النظر عن إن ليال اخدت نصيبها بطريقة غلط بس هو نصيبها يعني لو كانت هي حفظت كرامتها وماعملتش اي حاجة من اللي حصلت كان برضو يونس هيبقى من نصيبها لكن هي اللي غلطت واتسرعت زي الطفل لما والدته تجيبله حاجات وتشيلها عشان تديهاله بعد شوية فيروح هو ياخدها
19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 26 صفحات