رواية عينيكي وطني وعنواني بقلم أمل نصر(كاملة)
بس انتي عرفتي تجيبي الصورة دي زاي
الصورة وصلتني من حساب مجهول من واحدة بتحذرني منه ومن أخلاقه الزفت.
وانتي بقى اي واحدة تحذرك من خطيبك تقومي مصدقاها على طول .
يعني إيه
سألتها بريبة .. فردت فجر على سؤالها بسؤال
طب انتي لما سألتيه قالك إيه
قالت بتعصب
هو عارف يرد حتى.. دا كل اللي عليه يقولي الكلام في التليفون ما ينفعش و تعالي اقابلك واشرحلك بالتفصيل.. هو انا طايقة اسمعه الخاېن ده عشان اقابله واقعد معاه كمان.. وإيه التبرير دا اللي هايقدمه بعد ما شوفت الصورة بنفسي والخاوجاية حضناه بكل سفالة وقلة ادب وبتبوسه في خده .
يبقى تروحي تقابليه وتفهمي منه كويس.. حسين لو خاېن صحيح كان هايعرف يثبتك بكلمتين بمجرد ما واجهتيه في الفون.. ثم ان البنت اللي بعتت الصور دي واضح قوي نيتها سيئة للتفرقة ما بينكم.. ماتديش فرصة لحد يفرق مابينكم واسمعيه الأول.. وبعدين احكمي بنفسك .
اوقفتها قبل ان تخرح من الباب
بيه ده .
ابتسمت فجر رغم ألالم القابع بداخلها
طب افهمي منه الأول ولو ما اقتنعتيش يبقى اعملي فيه ما بدالك .. ان شالله حتى تسخطيه قرد مسلسل .
............................
في المساء كانت سميرة بداخل غرفتها تتحدث باستفاضة عن احداث يومها كالعادة وزوجها الذي ينظف بمحمرمة ورقية اطارات نظارته .. يستمع بتركيز مع كل حرف حارج منها حتى سألها مستفسرا
اه ياخويا وتفتكر بقى لو سالتها هاتقول الحقيقة
قطب حاجييه فقال بدهشة
وتكدب ليه بقى اذا كان هو نفسه قال لوالدته انه شافها صدفة فقام بتوصيلها معاه في سكته .
مالت برقبتها امامه تشير بسبابتها على جانب رأسها
لا والنبي.. وانا بقى هايدخل في مخي الكلام ده ولا حتى هاصدق كلام بنتك الي انا متأكدة انها هاتكدب فيه هي كمان
طب ياام العريف.. ممكن بقى تفهميني انتي وجهة نظرك إيه عشان افهم انا بدال اللف والدوران ده معايا في الكلام .
قربت وجهها إليه وهي تردف بعين خبيرة
انا قصدي اوصلك ياحبيبي ان بنتك اللي كانت منشفة راسها الأول من ناحية علاء ابتدت تحن وتميل له.. وحتى هو كمان حساه ما اتأثرشبرفضها ليه ولا حتى بين انه زعل منها.. ودا طبعا بغض النظر عن غضبه في ساعتها .. ساعة الرفض.
انا شوفت بنفسي نظرتهم لبعض النهاردة وهما خارجين من عربيته.. دي مش نظرة اتنين كارهين بعض ولاحصل مابينهم عرض بالجواز والرفض .. دول بيتكلموا عادي ولا اكنهم يعرفوا بعض من سنين حتى وبينهم مواضيع للكلام .. مط شفتيه وهو ينظف بسبابته داخل اذنه
هو كلامك معقول .. بس برضوا ممكن تفسيراتك دي وتحليلاتك دي كلها تبقى غلط أو من هم خيالك .. لكن ان كان عليا انا اتمنى .. علاء دا راجل وبنتك لو لفت الدنيا بحالها مش هتلاقي واحد زيه ولا في اخلاقه .
وفي الجانب الاخر كان جالسا على تخته بنصف نومة.. مكتفا ذراعيه خلف راسه .. مستندا على قائم السرير وقد جاف عينيه النوم بعد ان تزاحمت بعقله ذكريات الماضي وما يحدث الان في الحاضر .. وما سيترتب على صحة ما سمعه اليوم من عصام صديقه القديم الذي كان له بفترة من الزمن اقرب اليه من سعد نفسه صديق الطفولة والجيرة أيضا.. قصة حبه القديم التي انتهت بچرح غائر افقده الثقة في جميع النساء لفترة طويلة من السنوات.. قبل ان يقابل جنيته الصغيرة التي خطفت لب قلبه من أول وهلة في رؤيتها.. وللعجب العجاب تبقى قصتها مربوطة ايضا بجرحه القديم .تنفس بحريق من داخل اعماقه.. لا يدري متى ينتهي من عڈاب قلبه وكيف السبيل لحل تسلسل عقده التي ليس لها نهاية .. اعتدل على الفراش بجذعه لينزل بقدمه على الارض ويتناول علبة سجائره مع علبة كبريت فقد فوجئ بتعطل قداحته ..خطا ناحية شرفته وقبل ان يدخلها كانت السېجارة في فمه .. اخرج عودا ثقاب ليشعل به سيجارته ولكنه توقف بيده في الهواء قبل ان يصل بالعود المشتعل الى السېجارة داخل فمه بعد ان تسللت رائحتها المسكرة الى صدره.. التف برأسه ناحية شرفتها فوجدها بهيئتها التي ذكرته برؤيته الأولى حينما سحرته بنعومتها وجمالها.. مستندة على سور شرفتها وشعرها المتمرد يتطاير حول رأسها بحرية.. استفاق من شروده حينما شعر بلسعة نيران عود الثقاب التي وصلت الى اصابع يده.. نثرها من يده ورمى أيضا السېجارة من فمه.. فما فائدتها لو غطت برائحة تبغها على رائحة الطيب من جميلته .. تحمحم بصوت واضح ليصل الى أسماعها وهو ماحدث.. التفتت اليه برأسها فقال هو بتردد
انا قولت اعمل صوت عشان مازعجكيش زي المرة الي فاتت .
اشاحت بوجهها قليلا بخجل قبل ان تعود اليه بابتسامة صافية منها فاجأته
متشكرين أوي يا معلم علاء على زوقك.. وممنونين جدا عالتقدير .
ابتسامتها كانت بسيطة وخجلة.. لكنها جعلت الډماء تضخ داخل قلبه بسرعة مچنونة.. وصوت دقاته تصل لأسمعاه كطبول افريقية.. حاول التحكم بهذا الهذيان الذي اصاب عقله.. حتى يستطيع إخراج جملة مفيدة معها ..فتنحنح قائلا بصوت مهزوز
ما انا مش عايز اكرر غلطي.. حكم انتي المرة اللي فاتت بصيتلي بغدرة كدة ولا اكنك قطة شرسة وهاتهجم عليا .
هنا رنت صوت ضحكتها
ااه .. دلوقتي بس عرفت المجاذيب ييتجننوا ازاي .. هذا ماحدث به نفسه وهو يشعر بالخدر الذي اصاب أطرافه.. من رؤية ضحكتها الصافية والتي زادت من جمال وجهها بروعة.. خبئت ضحكتها فجأة وتغير وجهها وهي ترد
أنا المرة اللي فاتت كان عندي اسباب عشان اكرهك بيها من قبل ما اشوفك.
يعني انتي دلوقتي ماعدتيش بتكرهيني
رفعت عيناها اليه مجفلة فحدقت اليه للحظات صامتة قبل ان تجيب.
مش عارفة بس انا اكتشفت اني كنت ظالماك في حاجة انت ملكش ذنب فيها.. دا غير إني اكتشفت ان انت نفسك كنت مجروح.
مط بشفتيه امامها وهو يعيد كلماتها برأسه فأطربت أسماعه وأنعشت بداخله الأمل.. فتابعت هي بسؤال
طب احنا دلوقتي هانعمل ايه
قطب حاجبيه فسألها ببلاهة
في إيه
رفعت عيناها وهزت رأسها بيأس فتذكر هو
اااه.. انت قصدك يعني عن موضوع الكلام اللي ذكره عصام
اومأت برأسها إيجابا فقال متنهدا في البداية
اولا احنا لازم نتأكد من صحة الكلام الأول.
قالت بسرعة وتعصب
أنا متأكدة من صدق كلامه.. عشان متأكدة جدا من أخلاق فاتن .
اطرق بعيناه ارض وشعر بالأسف قبل ان يتكلم
أرجوكي ما تاخديش كلامي بمحمل على فاتن.. بس انا راجل عشت سنين على مشهد انها خانتني مع اعز اصحابي.. ودي حاجة أثرت جدا في نظرتي ناحية الستات وافقدتني الثقة في كل الناس.
وضح التفهم على ملامح وجهها فأثبتت هي بالقول
انا فاهماك على فكرة ومش بلوم عليك.
تنهد بارتياح وشعور بالسعادة يتسلل اليه رويدا رويدا..فقال بعملية
خلاص ياستي مدام بقينا متافهمين يبقى هاقولك على اللي بفكر فيه.. انا من بكرة ان شاء الله هادور على البنت الخدامة اللي كانت شغالة عند عصام .
هزت رأسها بحماس واكملت على قوله
حلو اوي ده.. لأن البنت دي أكيد عندها حل السر اللي دوخنا طول السنين اللي فاتت..وانا كمان هحاول الاقي طريقة تعرفني عن الفترة القليلة اللي قضتها فاتن في الصعيد قبل ماتموت.. يمكن يكون في حاجة تهمنا فيها .
اومأ برأسه عن رضا
تمام.. واهو منها برضوا تعرفي هي ماټت بجد ولا حاجة تانية.
اومأت هي ايضا ..فسره جدا نظرة الأمل بعيناها ورغم قساوة الوضع ولكنه وجد اخيرا شيئا يربطهم ويقرب بينهم.. شعرت بالحرج حينما طال الصمت بينهم فاستاذنت للعودة لغرفتها.. وتركته هو يتأمل الكون حوله بنظرة أخرى بعيدة كل البعد عن السابق.
.........................
في اليوم التالي .
خرج من داخل ورشته يهلل بترحيب
دا انا الصبي لما قالي جوا ماصدقتش .. نورت الورشة ياعلاء باشاء
تقبل علاء عناقه والترحيب بمودة حقيقية لصديقه وجاره
منذ الطفولة
وحشتني ياسعد.. ووحشتني ايامك .
شدد على كفه قائلا بمرح
ما انت ياعم عزلت وقولت عدولي.. تعالي اتفضل معايا جوا الورشة عشان افرجك كمان على شغلي الجديد .
خليها مرة تانية ياحبيببي.. المهم خلينا نتكلم احنا هنا عشان عايزك في موضوع ضروري .
جلس الاثنان على مقعدين من الخشب وفي الوسط طاولة خشبية أيضا صغيرة خارج الورشة .. فسأله سعد بفضول
موضوع إيه بقى اللي كنت عايزني فيه .
اصل بصراحة انا كنت عايز اسألك عن حاجة قديمة كدة مر عليها سنين.. بس انا قولت يمكن يكون عندك خبر ولا تعرف حاجة عنها .
عقد حاجبيه بدهشة فسأل
عن مين بالظبط وموضوع إيه دا اللي مر عليه سنين
تنحنح علاء ېلمس ارنبة انفه بتردد قبل ان يقول اخيرا
يعني ..اصل انا كنت قابلت عصام .. عصام صاحبنا القديم انت تعرفه
جحظت عيناه واشټعل صدره بالڠضب بمجرد سماع الأسم فقال بحدة
ماله الخاېن ده وهو ليه عين كمان يشوفك ويفتح معاك مواضيع وانت ازاي تسمحله اساسا...
قاطعه علاء
في إيه ياسعد استنى واديني فرصة اتكلم.
حاول تنظيم انفاسه الهادرة داخل صدره فقال
معلش يا علاء.. بس انت عارف اني قطعت علاقتي مع البني ادم ده من زمان من ساعة ماعرفت منك موضوع خيانته ليك .
قال الاخيرة مشددا على الاحرف لفت نظر علاء الذي رد
يابني ما انا عارف كل كلامك ده.. انا بس عايز دلوقتي اتأكد من صحة الكلام اللي قالهولي .. واعرف ان كان صدق ولا كدب .
شحب وجهه پصدمة وهو يستمع لعلاء وهو يسرد كلمات عصام فقال
يعني هو بعد السنين دي كلها ما افتكرش يقولك الحقيقة غير دلوقتي وانت بكل سهولة كدة صدقت
يابني انا لا صدقت ولا كدبت .. انا بس عايز اشوف البنت الخدامة دي واسالها غشان افهم .
بصق جملته قائلا
وانا مالي بقى
انت مالك ازاي بقى هي البت دي ماكنتش قريبتك برضوا
ضړب على الطاولة التي امامهم پعنف وهو ينهض عن مقعده يهدر صائحا پغضب
انا ماعنديش قرايب خدامين ياعلاء .
ربت علاء على ذراعه بمهادنة
طب اهدى طيب واقعد ..الناس في الشارع بتبص علينا .
عاد للجلوس مرة أخرى وصدره يعلو ويهبط من الڠضب وهو يردد
ما انت بتقول كلام يعصب ياعلاء.. انا البنت دي لما قدمتها للزفت عصام .. كان على اساس انها معرفة من ناس قرايبنا وكان صعبان عليا حالها وامها التعبانة .. يعني مش قريبتي ياعم .. دي كانت مجرد معرفة وراحت لحالها.. يعني ماعدتش اعرف عنها حاجة..
ثم أردف بغل
هو لدرجادي الجدع ده عرف يلف دماغك من قاعدة واحدة
ظهر الڠضب على وجه علاء وهو يرد عليه بحدة
انا مش عيل صغير ياسعد