رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو(كاملة)
عالم آخر في استماعها لحديثه غمغم محسن ببرود
ايه ياست رنيم انتي معايا ولا ايه سكتي مرة واحدة مكنش المتوقع يعني.
ردت عليه بصوت خاڤت متعجبة خرج الحديث من فمها بصعوبة بالغة بعدما قد فقدت التحكم في اعصابها تماما
و... إيه اللي كنت متوقعه مني بعد ما اسمع كلامك.
ضحك ببرود واستفزاز جعلها تستشاط ويزداد ڠضبها لكنه لم يبالي بكل ذلك مغمغما بتبجح
صاحت به پغضب بعدما تخلت عن هدوءها الدائم غير مصدقة مايقوله
لا طبعا أنت اټجننت أنا قولتلك لا خلاص متنفذش ليه عملت كدة قولتلك لا الغي كل حاجة وكمان كنت عاوز تحبسني والبس أنا الموضوع.
لم يهتم بحديثها الذي بلا أهمية بالنسبة له بل أجابها بطمع وحدة مشددة
تسائلت بعدم فهم بعدما قد توقف عقلها تماما
ح... حق ايه اللي أنت عاوزه
ضحك بصخب بعد سؤالها الأبله مغمغما بحدة وعصبية شديدة ساخرا منها
حقي اللي هيبقى الضعف حقي من ورثك بعد مۏت عصام بعد ماخلصتك منه ومن عڈابه وحقي كمان من جوازك اللي بيه ضمنتي حق تاني ولولايا مكنتيش عرفتي تتجوزي تاني كان زمانك مرمية مع عصام بيموتك كل يوم ويحكيلنا بفخر اللي بيعمله.
ضحك ببرود لشعوره باقترابه لتحقيق مايريده مغمغما بسخرية
معاكي لغاية بعد بكرة تكوني مظبطة كل حاجة ومكلماني غير كدة متزعليش لما اجي اڤضحك عشان اخد من غيرك بفلوس لأن معايا أدلة تستاهل ضدك.
شعرت بالصدمة وارتجف جسدها بأكمله وغمغمت بضعف بنبرة متلعثمة خائڤة
أغلقت الهاتف مسرعة خوفا أن يدلف جواد في أي وهلة ويستمع إلى
شئ شاعرة پصدمة لا تعلم كيف تتخطاها وكيف ستتعامل مع ذلك الأمر الوخيم وعن أي دليل ضدها يتحدث هو هي لم تفعل شئ ليصبح هناك دليل ضدها كيف ستتصرف في ذلك المأزق الذي سيفتك بروحها تماما! وماذا تفعل إذا نفذ تهديده لها!
ذلك ومسحت دموعها بيد مرتعشة من هول الصدمة محاولة إخفاء كل ما تشعر به حتى لا يشك بها ويعلم شئ مما تخفيه.
وجدته حقا يدلف الغرفة من قبل أن تتخلص من أفكارها السوداء التي ټضرب عقلها بشدة وتجعلها تخاف رأته يتطلع نحوها بنظرات متعجبة مقطب جبينه بدهشة لحالتها الغير جيدة شعرت بنظراته فنهضت مسرعة توليه ظهرها بتوتر وارتباك وغمغمت پخوف على الرغم من محاولتها لإظهار الأمر له بصورة طبيعية
ج... جواد أنت جيت امتى
لازالت نظراته الثابتة معلقة نحوها بعدم فهم واقترب منها حتى أصبح يقف خلفها مباشرة وأردف متسائلا بهدوء وقلق لأجلها
لسة جاي من شوية في حاجة أنت حد عملك حاجة وأنا مش موجود
حركت رأسها نافية ولازالت لم تتطلع نحوه عالمة أنه سيكشف أمرها مسرعا عندما يراها وأجابته بخفوت
ل... لأ لأ ياجواد مفيش حاجة أنا كويسة.
جذبها من ذراعها بحنان ليجعلها تتطلع نحوه وسألها مرة أخرى بعدم اقتناع ظنا منه أن أحد من المنزل قد ازعجها
في إيه يارنيم هو ايه اللي كويسة أنتي مش شايفة شكلك ايه اللي حصل
حاولت الأفلات من قبضته فوق ذراعها لكنها فشلت فتطلعت أرضا بتوتر وغمغمت بكذب
م... مفيش ياجواد مفيش حاجة أنا بس تعبانة شوية مش أكتر.
ظل يرمقها بعدم اقتناع لحديثها الأبله الذي من المستحيل تصديقه فتمتمت متلعثمة بضعف وقد تضاعف خۏفها من نظراته المثبتة نحوها
ج.... جواد اوعى أيدك بتوجعني قولتلك مفيش حاجة.
ترك ذراعها مبتعدا عنها بعض خطوات إلى الخلف وغمغم بحنان رافعا وجهها الى أعلى ليجعلها تنظر داخل عينيه وتطمئن
طب مين مزعلك وخاېفة تحكيلي كدة
التقطت أنفاسها بصعداء وعادت تتطلع أرضا وغمغمت بارتباك بعدما شعرت أن حصون قوتها ستنهار تود الصړاخ بضراوة تصرخ وتقص عليه مايحدث معها لكن هل حقا سيصدق حديثها بالطبع لا تعلم أنه سيتخلى عنها وتهدم كل شئ بينهما لن تتحمل أن يحدث معها هكذا أغمضت عينيها ضاغطة فوقهما بضراوة وغمغمت بضيق بعدما سارت بعض الخطوات مبتعدة عنه
جواد لو سمحت سيبني أنا تعبانة بس انهاردة سيبني أنام وارتاح وهبقى كويسة مفيش حاجة حصلت متقلقش.
لازال تحت تأثير دهشته من تغيرها المباغت منذ عودته فعندما تركها في الصباح كانت في حالة جيدة ماذا حدث الآن معها متأكد أن هناك شئ حدث معها تخفيه عنه فكرر حديثها متعجبا بعدم اقتناع
تنامي! عاوزة تنامي دلوقتي
تطلع نحو ساعته ليظهر لها أن الوقت لم يتأخر فهو من عاد اليوم مبكرا عن عادته فلما تود النوم الآن! عالما أنها في الحقيقة تود الهروب منه لكن لا يعلم لماذا!
علمت مايشير إليه فأومأت برأسها أماما وهمهمت تجيبه بضعف ونبرة مهزوزة متوترة
ا... أه ياجواد تعبانة وعاوزة أنام.
تطلع نحوها لعدة لحظات ثم ابتعد من أمامها ليدعها تذهب الي الفراش وتنام وعقله يفكر في أفعالها الغير مألوفة لا يعلم ماهو الأمر الذي حدث معها وتخفيه ظن أن زوجة عمه قد أزعجتها مثلما فعلت من قبل عقله قد انشغل في أمرها كثيرا وأمامه العديد من الأفكار لا يعلم أيهم الصواب!
بينما رنيم فقد توجهت نحو الفراش بالفعل وأغمضت عينيها مسرعة حتى لا ترى نظراته لها التي ستكشفها قلبها كاد يتوقف عن النبض وتفارق الحياة من الخۏف لما سيفعله جواد إذا علم شئ عما كانت تنوى فعله.
تطلب من ربها المساعدة والوقوف معها هي قد تراجعت عن تلك الفكرة ولم تكمل في تنفيذها مثلما كانت تريد فلما تعاقب الان! لماذا بعد أن وجدت من تتمسك بالحياة لأجله وشعرت بمذاق السعادة والفرحة التي دقت باب قلبها وضعت يدها فوق فمها محاولة كتم صوت شهقاتها حتى لا تصل إلى مسامعه ويعلم بأمر بكائها فحينها لن يصمت ولن يتركها..
نهض جواد مقررا التوجه نحو غرفة شقيقته ليعلم منها ما الذي حدث اليوم في غيابه معتقدا أن تغيرها سببه أحد من في المنزل.
دق الباب الخاص بغرفة شقيقته بهدوء وسرعان ما وصل إليه صوتها الهادئ سامحة له أن يدلف ولج الغرفة بهدوء لكنه تفاجأ عندما رأى ملامحها الحزينة وأثار الدموع المعلقة في عينيها فطالعها بدهشة لا يعلم ماذا حدث مع الجميع اليوم وأسرع مقترب جالسا بجانبها مغمغما بهدوء واهتمام شديد
في إيه مالك انتي زعلانة ليه ومعيطة كمان ايه اللي حصل
حاولت أن تعطيه سبب كاذب حتى لا ينزعج وأجابته بهدوء
مفيش حاجة ياجواد أنا بس متضايقة عادي أنت محتاج حاجة ياحبيبي.
شعر بالعصبية من إجابتها هي الأخرى المطابقة لإجابة رنيم فغمغم بجدية وضيق
هو ايه اللي مفيش حاجة مانتي زعلانة اهو وبتعيطي كمان
كل ما اسأل حد يقولي مفيش حاجة بعدين من امتى بتخبي على جواد اخوكي حبيبك.
تعجبت من حديثه لكنها اجابته بهدوء
م.. مفيش حاجة ياجواد متشغلش بالك ياحبيبي أنا كويسة.
اقترح سبب لحزنها بجدية وحزم وقد اعتدل في جلسته أمامها
أنتي بتكلمي خالد دة لسة وهو اللي مزعلك كدة
أسرعت تحرك رأسها نافية وغمغمت بصدق
لا والله ياجواد مش بكلمه من ساعة ما قولتلي لأ وهو كمان
محترم رغبتي أنا زعلانة عشان بابا.
رمقها بعدم فهم وسألها باهتمام وضيق من طريقة والده التي لن تتغير مع الجميع
ماله فاروق بيه الهواري عمل إيه تاني
تنهدت بصوت مرتفع وغمغمت تجيبه بتوتر وحزن
ك... كنت طالبة منه اغير عربيتي من فترة قالي أن الشغل مش متظبط معاه وهيشوف الموضوع دة بعدين وهيجيبهالي من نفسه قولت ماشي جت أروى كلمته على عربية اغلى من بتاعتي كمان وفضلت تقنعه هي وطنط مديحة راح جابها ليها عشان كدة زعلانة محسسني أني مش مهمة ومش فارقاله.
احتضنها بحنان مربتا فوق ظهرها محاولا التخفيف عنها عالما شعورها من فعلة والده الخاطئة في حقها وتحدث بحنان وتعقل
بس كدة دة اللي مزعلك ومخلي الأميرة بتاعت عيلة الهواري كلها ټعيط اعتبري احدث عربية عندك من الصبح وكنتي قوليلي من وقتها كنت هجيبهالك ولا تزعلي نفسك وټعيطي.
ابتسمت بسعادة لحنانه عليها وأجابته بتوتر محاولة شرح الأمر حنى لا يفهمها خطأ
أ... انا ومتحرمش منك.
شدد من احتضانه لها وسألها بجدية هادئة بعدما تذكر الأمر الذي جاء من أجله
صحيح يا سما هو في حد زعل رنيم انهاردة ولا قالها حاجة تضايقها.
شعرت بالدهشة من سؤاله وحاولت التذكر أن كان حدث لها شئ على مدار يومها ثم أجابته نافية
لأ ياجواد محدش اتكلم معاها هي منزلتش غير خمس دقايق تشوف ماما وباقي اليوم فضلت في اوضتها
ازدادت دهشته في الأمر بعد جواب شقيقته الغير متوقع وكرر سؤاله بطريقة تزداد دقة
يعني محدش اتعامل معاها ولا بابا ولا أروى ولا مرات عمك.
ابتسمت من طريقته المهتمة بزوجته بضراوة وأجابته بنفس الأجابة
لا والله ياجواد محدش كلمها هي اصلا منزلتش غير لماما بس حتى بابا مش موجود طول اليوم.
وجدته صمت وعقله يفكر في الأمر بحيرة شديدة فغمزت له بعينيها بمرح
مالك ياجواد هو ايه اللي حصل احكيلي اساعدك شاغل بالك جامد كدة ليه.
ضربها بخفة فوق رأسها وأخبرها الأمر مسرعا دون تفاصيل
مفيش بس رجعت لقيت رنيم متغيرة وزعلانة وبسألها مالك عمالة تقول مفيش بفكر مالها دي قولت يمكن حد من البيت زعلها.
ضحكت بسعادة وواصلت مزحها معه
ايوة بقى جت اللي تلفف جواد باشا
حوالين نفسه وتخليه محتار جامد كدة.
شاركها الضحك وغمغم بنبرة عاشقة وقد تجمع في عقله صورة رنيم العاشق لها حقا
والله دي ملففاني من زمان يا سما موقعة أخوكي وقعة صح فيها بس مش عارف في ايه انهاردة أنا واثق أن في حاجة.
حاولت أن تشاركه تفكيره وهتفت مقترحة بعد تفكير
مش يمكن ياجواد حد من أهلها كلمها او وحشوها يعني أنا عارفة أن علاقتها بيهم مش كويسة فزعلت بسبب كدة ومش عارفة تحكيلك.
حاول أن يقنع ذاته بحديث شقيقته بالرغم من علمه أنه خاطئ لكنه غمغم بجدية مربتا فوق كتفها
ممكن بردو بس كفاية كلام كدة ويلا عشان تنامي بكرة في جامعة.
همهمت تجيبه بهدوء بينما هو سار نحو الخارج عاد مرة أخرى الي غرفته ووجد رنيم نائمة بالفعل بعدما فعلتها بصعوبة لتتحرر من أفكارها