الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو(كاملة)

انت في الصفحة 41 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

الآخر
أكيد طبعا ياباشا هبقى أقوله عاوزة حاجة يارورو.
جخظت عينيها من هول الصدمة لفعلته الحمقاء التي ستتسبب لها في العديد شاعرة پغضب جواد الشديد بجانبها فرفع وجه محسن پغضب ليجبره على النظر نحوه بدلا من رنيم ضاغطا فوق فكه بين يديه بقوة مغمغما بضيق غاضب
قولت ايه يا بابا سمعني صوتك تاني كده عشان قسما بالله أنا ما ليا خلق.
اعتدل محسن سريعا وتراجع عن حديثه مردفا بتوتر
مفيش يا باشا مبقولش حاجة عن اذنك
عشان الحق أمشي.
سار من أمامه بسرعة هاربا من نظراته الغاضبة تارك رنيم تقابلها بمفردها وضعت يدها فوق كتفه بهدوء تحدثت به أيضا مدعية عدم الفهم
في إيه يا جواد مالك شكلك متضايق
نفض يدها بعيدا وصاح بها بحدة والشرر يتطاير من عينيه نحوها فانكمشت على ذاتها پخوف وصمتت أسرع يتحدث هو بحدة ونبرة مشددة صارمة
اطلعي فوق يلا عشان نعرف نتكلم كويس.
سارت تنفذ ما قاله بالرغم من خۏفها من حديثها معه لأول مرة تود الهروب منه ومن الحديث معه مثلما تفضل دوما تخشى أن يجعلها تعترف بما تخفيه تحت تأثيره عليها كانت غير مطمئنة خاصة لحديثه الأخير الصارم معها وتحوله بعد ذهاب محسن الذي سيحول حياتها إلى چحيم بسبب عودته الآن وإصراره لمقابلتها وتناول حقه كما أخبرته من قبل..
جلست في صمت تام منتظرة ما سيقوله لها محاولة تهدئة ذاتها حتى تجعل الأمر يمرئ بسلام وجدته لم يتحدث هو الآخر فقطبت جبينها متعجبة من صمته وتمتمت بتوتر محاولة تخطي الخۏف المتواجد بداخلها
ج....جواد كنت عاوز تقول حاجة قولتلي هنتكلم فوق.
اومأ برأسه أماما مؤكدا حديثها ثم صاح پغضب حاد منفجرا بها لأول مرة
اه يا رنيم عاوز أتكلم عاوز أقولك أن تعبت من طريقتك أنتي إزاي بتتعاملي كده ساكتة ومش عاوزة تقوليلي ليه ساكتة أسألك مالك مترديش في ايه لكل دة الطريقة دي غلط أنا جوزك يعني أول
واحد تجري تحكيله اللي عندك مش تسكتي وتخليني ألف حوالين نفسي محدش هيخاف عليكي قدي هو أنا هضرك يعني.
شحب وجهها بشدة ما أن استمعت إلى حديثه القاسې عليها ظلت تفكر في كل كلمة تفوه بها وعقلها يردد حديثه هل حقا تعب منها ومن صمتها الزائد كما أخبرها والأهم هل سيظل بجانبها عندما يعلم ما اتفقت عليه مع محسن لكن كيف سيظل معها وهو لم يعلم ما الذي حدث لها لا يعلم كيف كان عصام يفعل بها كيف سلب منها حياتها هو وعائلته بأكملها يطلب منها التخلي عن صمتها والتحدث وهي عاشت طوال حياتها ممتنعة عن الحديث لم تفعل شيء سوى الصمت عندما كانت تتخلى عنه كانت تعاقب بأبشع الطرق المتجردة من الرحمة هل يود منها نسيان كل ذلك في لحظة كيف ستفعلها!..
ظلت تطالعه بصمت كما هي لكنه لم يتحمل صمتها الذي طال فأسرع مغمغما بحدة
ما تردي عليا أنا هضرك لو حكيتي ليا حاجة بدل ما تتعاملي مع الواد ال ده لوحدك.
حركت رأسها نافية وتحدثت أخيرا متخلية عن صمتها تجيبه پخوف ورهبة كبيرة تملأ قلبها وازدادت خاصة بعد رؤيتها لمحسن
ل... لأ ياجواد مش هتضرني أنا بس كنت مكسوفة أقولك مش خاېفة منك.
لم يود أن يضغط عليها بحديثه بعدما تطلع نحو حالتها فغمغم بنبرة جادة صارمة بشدة تعكس مدى رفضه وغضبه مما حدث
بعد كده متقابليش الواد ده تاني مهما حصل ومتخبيش حاجة عليا يا رنيم تقوليلي كل حاجة مضايقاكي لازم تتعودي على كده وتشاركيني كل حاجة تخصك.
اومأت 
قبل ذهاب جواد إلى عمله استوقفه نداء أروى المردفة باسمه بدلال زائد وقف مردفا بجدية وخشونة
نعم يا أروى في حاجة!
تكره تعامله الجاد معها لا تعلم لما يحدثها دوما بحدة وكأنه يفعلها عنوة عنه تلعنه سرا متوعدة له ستجعله يندم على أفعاله حاولت أن تخفي شعورها وڠضبها منه متمتمة بهدوء زائف وغرور
مش عاوزاك تزعل مني ملاحظة أنك من آخر موقف بينا وأنت بتتجاهلني بجد سوري يا جواد أنا مكنتش عارفة أنا بعمل إيه مش عاوزاك تزعل مني.
رمقها بعدم اهتمام أومأ برأسه أماما وأجابها ببرود وعدم اكتراث للأمر الذي قد نساه تماما
مفيش داعي لده كله يا أروى تتفوهه بضيق
في حاجة يا حبيبي مش كنت مستعجل عشان تلحق تروح الشغل.
أسرعت مقتربة منه دافعة تلك الماكرة إلى الخلف لتلتصق هي به بدلا عنها بغيرة لاحظها جواد عندما رأى تعبيرات وجهها الڼارية ونظراتها الغاضبة فاسرع يحتضنها بحنان يخفي ضحكته بمهارة
اه طبعا يا حبيبتي مستعجل والله بس قولت اشوف أروى كانت عاوزاني في إيه قبل ما أمشي.
كعادته لم يخجل يوما أن يظهر حبها أمامهم مبتسما بسعادة لغيرتها عليه ورد عليه عليها بهدوء
حاضر يا حبيبتي أنا همشي أهو خلي بالك من نفسك.
همهمت مجيبة إياه بخفوت وعينيها معلقة نحو أروى التي تطالعها بنظرات حادة كأنها ستقتلها متوعدة لها بمكر حاولت ألا تعطي وجودها إهتمام وودعت جواد بابتسامة رائعة يعشقها جعلته يبتسم هو الآخر وسار بخطى واسعة متعجلا للذهاب إلى عمله..
كادت تذهب هي الأخرى تعود إلى غرفتها كما كانت لكن استوقفتها تلك التي قبضت فوق ذراعها بقوة غارزة أظافرها بها پحقد مغمغمة پغضب والډماء تغلي داخلها بعدما رأت نظراته اللامعة الرائعة التي رمقها بها
أنتي فاكراه هيفضل يحبك كده كتير بكرة يزهق منك وهتترمي زي الكلبة محدش هيعبرك فوقي لنفسك يابت
تألمت رنيم بسبب قبضتها القوية لها فدفعتها پغضب إلى الخلف لتجعلها تتركها بعدما امتعضت ملامح وجهها وأجابتها بحدة
جواد
عمره ما يعمل
كده جواد بيحبني بجد ووقف قدام الكل عشان يتجوزني.
ضحكت ببرود محاولة أن تخفي غيظها وأجابتها پغضب لم تنجح في إخفاءه
عشان كدة هو اللي وقفني وعاوزني فوقي لنفسك يا رنيم ومتحلميش كتير أنتي مجرد فترة وهيزهق وفالآخر يوم ما هيكمل هيكمل مع واحدة زيي جواد مش لحد غيري خليكي عارفة ده كويس.
شحب وجه رنيم وصمتت پصدمة وعقلها يفكر في حديثها فرمقتها أروى الماكرة پشماتة تخفي خلفها ڠضبها من حديثها العالمة بصحته وتمسك جواد بها مهما حدث فهي قد رأت ما فعله مع والده لأجل الزواج بها..
حاولت رنيم أن تنفض حديثها السام من عقلها وألا تفكر فيه محاولة تذكير ذاتها بحبه الذي يزداد كل يوم وتشعر به دوما وسارت هي الأخرى نحو الداخل بخطى متعثرة بطيئة تعجبت جليلة التي رأتها معقدة ما بين جبينها بدهشة لهيئتها الحزينة الشاحبة فأسرعت تستوقفها بهدوء لتطمئن عليها
رنيم استني يا حبيبتي.
توقفت رنيم مسرعة ملتقطة أنفاسها بصعداء لعلها تنجح في إخفاء حزنها وهمهمت بهدوء ترد عليها
أيوة يا طنط حضرتك عاوزة مني حاجة.
ابتسمت بهدوء مربتة فوق ظهرها بحنان شاعرة بحزنها وأجابتها نافية
لأ يا حبيبتي مش عاوزة حاجة كنت بشوف مالك شايفاكي داخلة زعلانة في حاجة حصلت ولا إيه
ترددت كثيرا بين أن تسرد عليها حديث أروى الذي أزعجها أم تصمت كما اعتادت لكنها لم تستطع منع ذاتها فأردفت تخبرها بضيق
مفيش يا طنط بس كنت بكلم بعد استماعها لذلك الحديث الذي يبدي مدى أهميتها لديه وحبه لها الكبير الذي ازداد بمرور الزمن سرعان ما أشرقت بنيتيها بسعادة نادرة الحدوث متخيلة عن مرارة أيامها وحزنها المتواجد في قلبها دوما وتعكسه عينيها دون حديث وحاولت أن تبرر لها موقفها بتوتر
ل... لا والله يا طنط أ... أنا بثق في جواد طبعا بس اتضايقت من كلامها.
احتضنتها جليلة بهدوء وغمغمت بحنان
أكيد طبعا يا حبيبتي ولو عاوزة أي حاجة تعالي قوليلي في أي وقت حتى لو جواد مزعلك هو عشان ظابط فاكرة أن محدش هيعرف يكلمه هو بس لو ضايقك بكلمة تعاليلي وأنا ازعلهولك.
في المساء...
عاد جواد من عمله سريعا متلهفا لرؤيتها بعدما رأى تحول حالها صباحا وعادت ابتسامتها مرة أخرى تزين ثغرها وتمحي الحزن المتواجد عليه.
وجدها جالسة فوق الفراش بصمت فأسرع يحتضنها من الخلف هامسا بمرح
قاعدة بتفكري فيا صح للدرجادي بتحبيني.
لأول مرة تتخلى عن خجلها الدائم وباغتته بردها العاشق
لو مش هحبك أنت هحب مين يعني أنا قلبي معرفش حاجة اسمها حب غير على إيدك من زمان أوي.
ابتسم بشغف وطالعها بعدم تصديق ثم شدد من أحتضانه عليها وتابع مرحه معها
أيوة بقى ده إحنا اتطورنا خالص تتحسدي النهاردة الصبح الاقيكي غيرانة عليا ومولعة ودلوقتي بتقولي كلام جامد يستاهل مكافأة حلوة.
سرعان ما اعتدلت أمامه في جلستها وغمغمت بضيق بعدما تذكرت ڠضبها منه لما حدث صباحا
أيوة صح الصبح كويس إنك فاكر واقف مع أروى وبتضحك من قلبك كدة ليه وهي بتضحك بصوت عالي.
ازداد ابتسامته اتساعا مستمتعا بغيرتها عليه عالما بنيران الغيرة التي حړقت قلبه سنوات عديدة
لا ده حصل تطور خالص محتاجين نشوفه ونشوف الغيرة دي.
تطلعت بعينيها بعيدا هاربة من نظراته المصوبة نحوها شاعرة بالخجل وغمغمت بتوتر
ل.. لأ طبعا أنت بتقول ايه أنا مش بغير أنا بس بتكلم معاك.
أمسك وجهها بهدوء ليجعلها تتطلع نحوه وعاد عليها سؤاله مرة أخرى باصرار
لا بلاش كدب دة أنا ظابط بعرف أكشف الكدب خدي بالك فقولي الصراحة عشان معاقبكيش بتغيري عليا
رمقته بتوتر لحديثه عن الكذب خوفا من أن يقصد شيء آخر لكذبها عليه في الفترة الماضية
التقطت أنفاسها بتوتر وظلت صامتة شاعرة بعدم الإرتياح والقلق فرمقها بتعجب قاطب جبينه وسألها بمرح
ايه مالك بتحاولي تهربي من الإجابة ولا إيه
أدعت عدم الفهم وتسائلت بقلة فطنة مصطنعة
سؤال ايه دة اللي ههرب منه أنت مقولتش حاجة بعدين أنا أصلا مش بكلمك وزعلانة منك.
ضحك صاخبا عالما أنها تحاول مخادعته وعدم البوح بمشاعرها لكنه اصر وعاد سؤاله مرة أخرى
بتغيري عليا الأول وبعدين نبقى نشوف حوار الزعل دة.
لم تستطع الكذب تلك المرة وتخبئة مشاعرها فاعترفت له بغيرة شديدة متحررة من خجلها الدائم
أيوة طبعا يعني لو مكنتش هغير عليك هغير على مين ما أنت جوزي حبيبي لما الاقيك
واقف مع واحدة وبتضحك من قلبك كده مش عاوزني اغير.
ابتسم بسعادة لحديثها الذي يرضيه بضراوة هو عاش طوال حياته منتظر استماع ذلك الحديث منها هي بالتحديد مرر يده بين خصلات شعرها البنية الناعمة وعينيه تطالعها بشغف عينيها البنية المتناسبة مع ملامحها الهادئة العاشق لها فأجابها بنبرة عاشقة شغوفة
أيوة جوزك حبيبك اللي بيعشقك وعمره ما بيضحك غير معاكي.
دفعته بعيد عنها بملامح وجه متذمرة غير راضية
آه عشان كده واقف تضحك الصبح بتقولك ايه يضحكك جامد كده مش بتضحك دلوقتي ليه يعني.
ضحك على طريقتها وشدد من احتضانها
أنا مبعرفش اضحك غير معاكي أنتي.
ابتسمت بسعادة بنظراته الشغوفة لها التي تجعلها تسعد
بضراوة فاسرع مغمغما بمرح وصوت أجش 
أنا عاوز حقي بقى عشان ضحكتي عليا بقالك كم يوم وبتنامي وتسيبيني هاخد حقي جامد بقى.
ضحكت هي الأخرى متحررة من جميع حزنها أمامه وتمتمت بلهفة ودلال
أنت وحشتني على
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 57 صفحات